تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مواقف أردوغان تعزّز الانتشار السوري للدراما التركية

دمشق - عفراء محمد

إنها التاسعة مساء بتوقيت سورية. قبل دقائق كان وسط شارع مزة - جبل في دمشق يعج بالحركة والازدحام. اما الآن فالهدوء سيد الموقف، والحركة شبه معدومة باستثناء بعض المارة الذي تأخروا عن الموعد. شبان وصبايا، رجال ونساء متحلقون حول الشاشة، في انتظار ان تبدأ شارة المسلسل التركي «وتمضي الأيام» الذي تعرضه حالياً قناة «أم بي سي فور».

«لقد ضقنا ذرعاً باتباع خط واحد في الإنتاج الدرامي السوري»، يقول محمد سلام (موظف) وهو يسحب نرجيلته وعيناه على شاشة التلفزيون. يوافقه الرأي فهد العامر (تاجر) الذي يرى ان «في هذا المسلسل التركي ما يشدّ المشاهد إلى المتابعة، خصوصاً الحركة والتشويق». أما زميله سعيد بريبهان فيذكر بموقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المعارض للحرب على غزة، ويقول: «هذا الموقف زاد من شعبية الأتراك وزاد من حبي للدراما التركية». يثني جميع الحضور على هذا الموقف، وقبل ان يبدأ الحديث في السياسة، يبدأ المسلسل، فيعمّ السكون.

لا تمضي دقائق معدودة حتى تهاجم عصابة مافيا «أسمر» في عملية يذهب ضحيتها عشرات، فيما يبقى «اسمر» سالماً بعد ان ينقذه «خليل»، لتبدأ مرحلة جديدة من ضرورة رد «أسمر» لـ«خليل» جميله لأنه أنقذ حياته. وهنا تتكرر صيحات عائلة محمد سلام طوال المسلسل، والتي لا تخلو من ترديد عبارات «حماك الله يا أسمر».

تدور أحداث «وتمضي الأيام» (عدد حلقاته 85) حول «أسمر» و«علي» اللذين يتربيان في ملجأ للأيتام ويجهلان ماضيهما، حتى يفاجآ وهما في سن السادسة بطفلة صغيرة تدعى «غزل» على باب الملجأ، فيقرران الاعتناء بها ورعايتها. غير أن القدر يتدخل في مصير الثلاثة؛ فيذهب كل منهم في اتجاه مختلف، وتصبح الفتاة طبيبة جراحة، بينما يعمل «علي» كرجل شرطة، وتكون المفارقة الأكبر في أن ينضم الطفل الثالث إلى عصابة المافيا.

وتمر سنوات طويلة إلى أن يلتقوا جميعًا بعد مرور 23 سنة، فتبدأ الأحداث في التشابك وتتصاعد الى درجة الإثارة والتشويق في ظل محاولة المشاهد التعرف الى تطور الأحداث وكيفية تحول «غزل» إلى طبيبة، وكذلك الأمر بالنسبة الى «علي» و«أسمر».

وإذا كانت بعض الأعمال التركية التي عرضت على بعض القنوات الفضائية، لم تلاق النجاح الذي تحققه المسلسلات التي تبث على قناة «ام بي سي4»، فالأرجح ان السبب يعود إلى حسن اختيار القائمين على شبكة «ام بي سي» أعمالاً «تجذب جماهيرية واسعة وتتبع التلون في الإنتاج الدرامي» كما تقول سناء مارديني (طالبة في كلية الحقوق).

ويرى بعض المشاهدين ممن التقتهم «الحياة» ان الإنتاج الدرامي السوري يشهد انحساراً مقابل الأعمال التركية لأنه «لا يركز على لون واحد في الإنتاج الدرامي، بل يتبع خطوطاً متفرقة لا تحبك في شكل جيد»، كما تقول منى سلمان (طالبة في قسم الإعلام).

وبينما يصر الجمهور السوري على أن الدراما التركية في طريقها إلى الازدهار، هناك من يصف هذه الدراما بـ«الدراما البيضاء» التي ستخبو حالما يشبع المشاهد العربي فضوله. ويتبنى الموقف الأخير صناع الدراما السورية بمختلف أطيافها من ممثلين ومنتجين ومخرجين، معتبرين إن الشحّ الدرامي خارج شهر رمضان، هو السبب في انتشار دراما بديلة.

وفي تصريح الى «الحياة»، يرى الفنان السوري حسام تحسين بك ان «المشكلة ليست في انحسار الإنتاج السوري وظهور دراما شبيهة بالسورية بالأصوات واللهجات، إنما  في طريقة تلقي الجمهور العربي لها، فهو يعاني من الخواء الرومانسي والفكري ويحب المغامرة والمأساة». ويرفض تحسين بك فكرة إن هناك انحساراً درامياً سورياً لمصلحة الإنتاجات التركية، «والدليل تكثيف شركات الإنتاج الأعمال الدرامية التي  تحاكي الواقع».

وإذا كان هناك من يلقي اللوم على عوامل تجارية في ما يخص ازدهار الدراما التركية، هناك من الفنانين من يجد إن المسلسلات التركية بثت على محطات تملك سطوة إعلامية وإعلانية كبيرة. وترى الممثلة سلمى المصري أن قلة تكاليف الدبلجة هي السبب وراء تبني الشركات المنتجة اعمالاً درامية تركية، وليس بسبب تراجع أو انحسار الدراما السورية.

وعلى رغم الضمانات التي يقدمها القائمون على الدراما السورية، واعتبارهم أنها ستكون «هوليوود الشرق الأوسط»، وأن دورها لن ينتزعه احد، هناك حقيقة مفادها إن المسلسلات الدرامية التركية لم تشهد تراجعاً في الاهتمام بها على رغم عدم بلوغ بعضها المستوى المرجو منها «كدموع الورد». وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على إننا أمام بديل آخر من الدراما السورية يشبهها من ناحية اللهجات والأصوات.

الحياة اللندنية

04/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)