تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فيلم شارع الثورة، عن الحياة الزوجية وتدمير الذات

بوابة المرأة/ فريد رمضان

فيلم شارع الثورة، الذي اخرجه سام مندس، عن رواية كتبها ريتشارد يتس، وحولها إلى سيناريو جستين هيث، ولعب البطولة فيه الثنائي الذي حقق شهرة واسعة في فيلمهما "تايتانك" الفنان ليوناردو دي كابريو والفنانة كايت وينسلت، ليقدما في هذه التجرية فيلما اجتماعيا من الدرجة الأولى، يغوص في أحلام زوجين يشكلان نموذجا للحياة الزوجية الأمريكية في مرحلة الخمسينيات، ويعيشان حياة سعيدة يحسدهم عليها جيرانهم الذين يعيشون قربهم في شارع الثورة.

ورغم ظاهر الفيلم الذي يبدو بسيطا إلا إن في اعماقه يحكي عن سقوط أحلام عائلة زوجية نموذجية، ويضحى حلمهما بالسفر والعيش في باريس نقطة تحول رهيبة، في مدى تأثير المحيط الاجتماعي عليهما. يأثر سلبا، إلى درجة تصل معهما الحياة إلى مرحلة من التدمير بفعل ذاتي، له تأثيرات عميقة على نهاية حياتهما التي كانت تبدو في ظاهرها سعيدة، وتشكل نموذجاً للآخرين.

الفيلم يتجسد في مقولة تختصر هذا الوضع الثنائي "كيف تدمر حريتك، دون أن تدمر الآخر معك"! ان فرانك وإبريل يعتقدان إنهما يعيشان حياتهما على درجة عالية من الحساسية والطموحات المثالية العليا، ومع انتقالهما للسكن في بيت جديد في شارع الثورة يفصحان بكل فخر لأهالي الضاحية عن أفكارهم المستقلة، إلا أنهما يصطدمان بحجم ردة الفعل والرفض تجاه رغبتهما بالهجرة والسفر إلى مدينة غريبة مثل باريس.

ان فرانك الموظف المجتهد في عمله والذي يمتلك جرعة عالية من الثقة بالنفس، في مواجهة إبريل الزوجة الوفية والعاطفية والتي لم تحقق ذاتها حيث درست التمثيل وفشلت فيه. تجد في إقناع زوجها للسفر إلى باريس لتعمل هناك. هذا الحلم الذي سرعان ما يتبدد ويبدأن في مواجهة القدر القاسي الذي يفجر الخلافات بينهما. ومع إصرار الزوجة إبريل على السفر، وان حدوث الحمل لن يعطل حلمهما، وإستعدادها على التخلي عن حياتها الاجتماعية والاقتصادية المريحة، تتحول حياتهما إلى مواجهات زوجية حادة وقاسية على الأثنين، ويقعان في خلافات مستحكمة، لا تجد الزوجة إبريل من تنفيذ فكرتها، حتى لو تطلب هذا الطموح أجراء عملية إجهاض قاسية تدفع حياتها ثمن لذلك، دون تقديم تنازلات أو الرضوخ للواقع. هكذا يصبح التشبث بالحلم ومحاولة أثبات الذات للآخر، حتى لو كان هذ الآخر هو الزوج أو الزوجة، ويتحول البيت المثالي إلى مكان للمشاحنات المستمرة، والصراع الداخلي حول من ينصاع لرغبات الآخر، الزوج أو الزوجة. صراع يؤدي في النهاية إلى حلول الكارثة.

ان فيلم شارع الثورة مؤلم وصادم، يطرح العديد من الاسئلة الجوهرية حول العلاقة الزوجية، مثل: هل على الزوج ان يسمع دائما لما تقوله الزوجة؟ وهل الزوجة كثيرة الكلام، كثيرة التطلب، ومن عليه ان يقود دفة الحياة الزوجية؟ وهل على الزوج ان يتجاهل حديث زوجته، كما أنهي المخرج الفيلم، حين نرى الجارين العجوزين يتحدثان، فيقوم الزوج الذي يستخدم إذن إصطناعية باغلاقها كي لا يسمح حديث زوجته!

لقد نجحت الفنانة كيت وينسلت بتقديم فيلما متفوق الأداء، عالي المشاعر، رهيف الحضور، حققت من خلاله جائزة أحسن ممثلة في جوائز الغولدن غلوب الأخيرة. كما رشح الفيلم لعدة جوائز لعل أهمها جائزة اخراج للمخرج سام مندس في الغولدن غلوب، وترشيحه لجائزة الأوسكار التي ستعلن الشهر القادم.

بوابة المرأة

03/02/2009

 

في فيلم "المليونير المتشرد":

الفقراء لا يستحقون جائزة من سيربح المليون!

بوابة المرأة / فريد رمضان 

شكل برنامج من سيربح المليون الذي انطلق في أمريكا، ووجد له نسخ مختلفة على القنوات الفضائية العالمية، حلم الفقراء بتحقيق جائزة المليون، خاصة لأولئك الذين يعتقدون بأن تحصيلهم الثقافي قادر على منحهم حلم الفوز بالجائزة  أو بالقليل من قيمتها.

المخرج الانجليزي داني بويل أخذ السيناريو الذي كتبه سيمون بوفوي، عن رواية للروائي والدبلوماسي الهندي فيغاس سوراب، وذهب إلى مدينة مومباي الهندية ليصور فيلمه حول شخصية الشاب جمال، قام بدوره الفنان ديف باتيل، وهو شاب يتيم قتلت أمه في أحد النزاعات الطائفية في الهند، القادم من أحياء مومباي الفقيرة، يجد نفسه على أبواب الوصول إلى المليون في البرنامج الشهير " من سيربح المليون".

والفيلم يتوقف عند هذه اللحظة التي تثير الشفقة وسخرية القدر، وهي تزج بشاب لا يعرف القراءة ولا يميز المائة دولا، ولا يعرف اسم الزعيم الهندي الشهير الذي وضعت صورته على المائة روبية الهندية!! ولكن هكذا كان القدر يلعب لعبته مع هذا الشاب، الذي وصل إلى السؤال الأخير في هذا البرنامج. كل هذا يدفع بمقدم البرنامج بالوشاية أن هذا الشاب لا بد وانه يلجأ للغش، فيتم اعتقاله بعد نهاية الحلقة وقبل انطلاق السؤال الأخير، ليكشف لنا السيناريو الذي كتب بحرفية عالية، ونجح المخرج عبر إيقاع سينمائي سريع ينطلق مع محاولات استخراج الجواب: ما هي الوسيلة التي تغش من خلالها، وفي أي المناطق من جلدك اخفيت الأجوبة؟

هكذا يجد المحقق نفسه مع هذا الشاب الفقير، في سرد سينمائي يوجز مدى المعاناة التي مر بها الشاب جمال منذ طفولته المغدورة، وسط ظروف حياتية قاسية، حيث بيوت الصفيح والفقر، والتشرد، والعصابات العنيفة والقاسية والتي تستغل الأطفال بشكل قاس من أجل تحقيق مأربها، بتحويلهم إلى اسواق الدعارة، وممارسة السرقة وكل إشكال الفوضى في مدينة نموذجية لكل هذا، وباسلوب وثائقي في كشف اعماق مدينة مومباي التي تزدحم بكل اشكال التناقضات التي لا يتخيلها إنسان لم ير هذه المدينة كواقع فعلي في العالم الثالث.

وسط هذه الاجواء  نتعرف على حياة جمال وأخيه وطفلة أخرى يتيمة تدعى لاتيكا وقامت بالدور الفنانة فريدا بنتو، وعلى سخرية القدر الذي وضعته المصادفات لمعرفة أجوبة صعبة جدا على شاب أميَّ لا يعرف القراءة، ليجيب بكل ثقة على أسئلة برنامج من سيربح المليون. وهكذا يجد جمال الذي يشتغل كخادم في شركة اتصالات وبعد ان فقد حبيبته التي تقاطعت الحياة معها ووجدت نفسها تخدم في بيوت رجال العصابات، ومتابعتها الدائمة لمشاهدة هذا البرنامج تدفع بجمال في ضربة حظ بالظهور في هذا البرنامج على الهواء مباشرة، لكي تعرف مكانه بعد ان خانتهم الظروف باللقاء، لا لكي يحصل على المليون الذي وجد طريقه لهذا الشاب.

الفيلم ينجح في إظهار متناقضات المجتمع في العالم الثالث، بين اظهار الفقر ومرح الطفولة، صناعة الوهم واستغلال الشعوب من قبل سلطة زعماء العصابات الذين يشكلون جزء من تكوين هذه المجتمعات، وأحلام الفقراء في الخروج من بيوت الصفيح، حتى لو كان ذلك عن طريق برنامج ترفيهي مثل "من سيربح المليون"!

حاز الفيلم مؤخرا على أربع جوائز في حفل الغولدن غلوب لهذا العام، وهي جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل موسيقى تصويرية، وبذلك يعزز الفيلم فرصه بالفوز بجوائز الأوسكار التي ستجرى الشهر المقبل.

بوابة المرأة

03/02/2009

 

فيلم شيفرة دافنشي بين صراع الحقائق والأوهام!

بوابة المرأة/ فريد رمضان 

-1-

"وقلت إلى هنا تأتي ولا تتعدى".. سفر أيوب 38- الآية 11

-2-

بمثل هذا القول الذي يورد في سياق الفيلم الذي آثار ضجة منذ الإعلان عن تحويله من رواية لدان براون إلى فيلم سينمائي، يؤكد بوعي أو دونه حدود تعاطي العامل الروائي والفيلم بما سيجري من أحداث تم التسويق لها بشكل فعال. وربما هو الأمر الذي نجح فيه المنتج في تسويق لم يكن يتوقع ان ينجح إلى هذه الدرجة، أو ربما هو كان يعلم بذلك، فكان التسويق فيما اشتغل عليه الروائي دان بروان من نسيج روائي خيالي لا يوجد ما يثبت صحته، ومن يرى الفيلم الوثائقي الخاص (بالشفرات)، أو ملحق الرواية المتعلق بنفس الموضوع، يدرك ان العاملين كانوا في ذهابهم في صناعة الفيلم مدركين بثقة الكاتب إلى الوصول إلى نقطة ما لم يستطيعوا أن يتعدوها. ولكنهم نجحوا للإعداد للجزء الثاني من الفيلم المتوقع عرضه مع نهاية هذا العام.

ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن المعتقدات الدينية التي وجدت رفضا من قبل الكنيسة الكاثوليكية التي وجدت نفسها في الفيلم والرواية تدخل صراعا داميا مع ما سمي بجمعية صهيون، ضمن سياق بوليسي بحت، لم يستطع لا توم هانكس بنجوميته ولا المخرج  الامريكي رون هوارد  بحرفيته من انتشال الفيلم ضمن حبكته البوليسية، الشبيهة بعملية البحث عن الكنز المفقود، المربوط بجريمة قتل هنا، ومطاردات هناك، مع بعض التضمينات التي لا تعاني منها المسيحية فقط بل العديد من الأديان، مثل أن الأناجيل المقدسة ليست هي الأقدم، بل الأناجيل الغنوصية التي حذفتها الكنيسة من لائحة الكتب الإلهية، ودمرتها هي الأصدق، مثل أنجيل مريم، وهو الأمر نفسه نجده متناثرا في كتب التاريخ الإسلامية، حول القرآن الكريم وما حفظ والغي بأمر الخليفة الراشدي عثمان بن عفان! وهي مسألة شائكة بالتأكيد ولكنها سمحت لمخيلة الروائي من ترجمتها وللآسف في رواية بوليسية وهي نقطة ضعف العمل الروائي والسينمائي حسب اعتقادنا. ذلك ان التعاطي مع قضايا مثل هذه تحتاج إلى التعاطي الجاد مع محكاة تتطلب مغامرة من نوع خاص، وعدم الركون إلى حبكة بوليسية مضحكة في شوارع باريس الضيقة، التي تجعل من مطاردات السيارات كوميديا مثيرة للضحك. وكيف تدخل المصادفات في فك الشفرات والنجاة من الوقوع في يد الشرطة الفرنسية التي دأبت السينما على تكريسها بغباء مثير للشفقة، أمام ما نراه مثلا من شرطة هوليوود الذكية، العنيفة، المدمرة.

أن المغامرة التي تبدأ بجريمة قتل وتنتهي بجرائم كلاسيكية (من رسم الفخ يقع في الفخ) حيث سيلاس القاتل الذي يتحدث دائما باللغة الايرامية، يقتل صاحبه في مشهد يقتبس من حكاية المسيح الخيانة العظمي، وهو يقول له: لقد خنتك ياأبني. أو شيئا من هذا القبيل، جعل النهاية سريعة الوصول للمشاهد منذ منتصف الفيلم، وربما منذ مشهد معالجة توم هانكس وهو يؤدي دور الباحث (لانغدون) المتخصص في فك الشفرات من قبل الفتاة صوفي الفنانة الفرنسية (اودري توتو)، وهي تضع يدها بشكل يكشف قدراتها الخفية في معالجته من فوبيا الأماكن المغلقة التي كان يعاني منها نتيجة وقوعه في بئر وهو طفل صغير.

ويحسب لتوم هانكس رغم أدائه العادي، إلا ان قبوله بتمثيل فيلم إشكالي ربما يحسب عليه ضمن حسابات هوليوود الخاصة، فيلم محمل بعبء تاريخي تضيع فيه الحقائق مع الأوهام. كما قلنا، مثله مثل أي دين آخر، لو دخلنا في سبر أعماقه وتقاطعاته. ولكن دخول هانس لتصوير الجزء الثاني يؤكد نجاح التجربة ولو من منظور تجاري.

-3-

"ان حملات البحث عن الكأس المقدسة كانت حملات بحث للركوع والصلاة أمام عظام مريم المجدلية". بهكذا خطاب محمل ببعد إيماني ينتهي الفيلم، أمام قبة الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر.

بوابة المرأة

03/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)