تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

يتناول قضايا الشباب الضائع والسحاقيات‏..‏ وتم رفض عرضه عامين

بـدون رقــابة‏..‏ العرض للكبار فقط

‏*‏ تحقيق‏-‏ أحمد سعد الدين‏*‏

مع بداية كل موسم سينمائي تظهر علي السطح بعض القضايا المثيرة للجدل سواء في طريقة معالجتها أم في طريقة التناول للفكرة الأساسية‏,‏ وينقسم المهتمون بالسينما لفريقين فريق يتهم الرقابة علي المصنفات الفنية بأنها تتعنت ضد خروج الفيلم للنور‏,‏ وفريق آخر يهاجم صناع الفيلم علي اختياراتهم لموضوعات مثيرة للجدل تخدش الحياء العام ويتساءلون كيف أجازت الرقابة هذه الموضوعات‏,‏ من الأفلام التي أثارت جدلا كبيرا في الفترة الأخيرة فيلم‏'‏ بدون رقابة‏'‏ الذي أخرجه هاني جرجس فوزي في أولي تجاربه الإخراجيه ويلعب دور البطولة المطرب أحمد فهمي وماريا وعلا غانم وراندا البحيري‏,‏ أما السيناريو فكتبه أربعة من الشباب الواعد الذي يدرس في أكاديمية الفنون قسم النقد الفني‏,‏ ويناقش الفيلم مشكلات الشباب الذين يدخنون المخدرات ويمارسون الجنس بمختلف أنواعه وانتشار السحاق بين الفتيات‏,‏ مما أثار العديد من التساؤلات عن كيفية موافقة الرقابة علي السيناريو‏,‏ ولماذا تدخل الرقيب شخصيا للموافقة علي الفيلم؟ وما المشاهد التي طالبت الرقابة بحذفها؟ ولماذا الإصرار علي إظهار بعض النماذج التي تسيء للمجتمع؟ ذهبنا بكل ما يدور برءوسنا علي صناع الفيلم فجاءت إجاباتهم صريحة ودون مراوغة في التحقيق التالي‏..‏

في البداية تحدث المنتج والمخرج هاني جرجس فوزي عن تجربته الأولي في عالم الإخراج وقال درست في معهد السينما قسم إخراج لأني عاشق للكاميرا منذ الصغر‏,‏ وعملت مساعد مخرج لأسماء كبيرة مثل حسين كمال وحسن الإمام وهنري بركات‏,‏ وكنت علي وشك خوض التجربة الأولي كمخرج لكن وفاة والدي غيرت مساري حيث ركزت علي مواصلة مشوارة الإنتاجي مما أخذ كل وقتي لكن لم أنس حلمي القديم بأن أكون مخرجا وبحثت عن موضوعات أستطيع أن أبدأ بها مشواري الإخراجي‏,‏ إلي أن وجدت سيناريو‏'‏ بدون رقابة‏'‏ الذي كتبه أربعة شباب واعدين من خريجي المعهد‏,‏ ويتميز بالبساطة والكوميديا وليس له أي بعد سياسي أو تعقيد‏,‏ فأنا أحب أن أبدأ مشواري بفيلم قريب من الجمهور‏,‏ أما الشق الآخر والخاص بالسيناريو من الناحية الرقابية ففكرة الفيلم تقوم علي ما يدور في عالم الشباب الذي يحاول الهروب من واقعه إلي حياة المخدرات والجنس ومن ضمنها انتشار ظاهرة السحاق في المجتمع‏,‏ وهذه النقطة بالذات جعلت السيناريو حبيس أدراج الرقابة لمدة ثمانية أشهر مر خلالها بثلاث لجان رفضته جميعا‏,‏ وحاولت أن تلغي أكثر من نصف مشاهد الفيلم مما كان سيخل بسياق الأحداث إلي أن تدخل علي أبو شادي رئيس الرقابة شخصيا ووافق علي السيناريو مع تعديل بعض الجمل البسيطة ووضع لافتة تصنف الفيلم بأنه للكبار فقط‏,‏ وقد وافقت حتي يخرج الفيلم للنور وأذكر أن أحد أعضاء الرقابة أصيب بصدمة ونظر إلي متسائلا هل يوجد عندنا سحاق كما هو في السيناريو؟ وكان ردي عليه بسيط بأن المجتمع أصبح منفتحا بشكل كبير ويوجد به كل النماذج المستوردة من الغرب ولا توجد أي مشكلة في تعرية هذه السلبيات حتي يستطيع الشباب تجنبها‏,‏ وأضاف هاني برغم كل ما قيل عن الفيلم فلا توجد به قبلة واحدة‏,‏ وقد حرصت علي ذلك لأن السياق الدرامي للعمل يعتمد علي الحوار بشكل أساسي وليس علي المشاهد الساخنة‏.‏

أما الفنانه علا غانم التي تعرضت للكثير من الهجوم حتي قبل عرض الفيلم فقالت‏:‏ تعودت علي الهجوم في معظم أعمالي السابقة لذلك لا أهتز من الذين يهاجمونني فلو كنت فنانة فاشلة فلن يلتفت لي أحد‏,‏ لكن أنا أحب اختيار أدواري بعناية فبرغم الهجوم الذي تتعرض له شخصية شيرين في الفيلم‏,‏ فإني سعيدة بها جدا لأني أتعامل مع سيناريو متكامل وليس مع مشهد أو شخصية فقط وأحب أن أوجه سؤالا مهما للجميع‏:‏ هل شخصية الفتاة الشاذة التي تتعامل مع الرجال والنساء في نفس الوقت غير موجودة في المجتمع الذي نعيش فيه ؟ بالتأكيد موجودة لكن نحن لا نحب أن نتحدث عنها لأننا نريد طمس الحقيقة‏,‏ فشيرين فتاة طبيعية جدا لكنها تعاني من فراغ الأهل الذين يعيشون بعيدا عنها‏,‏ ولا تتذكرهم سوي عندما يرسلون لها الأموال وهي في سن صغيرة فماذا تنتظر منها؟ وفي الوقت نفسه مرت بمشكلة وهي صغيرة عندما اعتدت عليها إحدي قريباتها وهي مازالت في عمر الزهور فسارت تستمتع بالفتيات أكثر من الرجال وهذه رسالة مهمة تدق ناقوس الخطر للأهل الذين يهملون في حق أولادهم ويثقون فيمن يجلس معهم دون رقابه‏,‏ فلماذا نسمع أصواتا معارضة تحاول إخفاء وجود هذه المشكلة؟ وأضافت علا أنا لا أخجل من القيام بمثل هذه الأدوار لأني أعتبرها رسالة تساعد المشاهد علي التفكير وتجنب الوقوع في الخطأ وكل عملة لها وجهان تستطيع أن تري الوجه الذي تريده‏,‏ فمن يشاهد الفيلم كي يضع يديه علي مكان الداء عكس من يشاهد كي يقلد الشخصيات الموجودة في الفيلم‏.‏
أما علي أبو شادي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية فبدأ حديثه بأن الرقابة تغيرت وتطورت خلال السنوات الماضية وأصبحت أكثر مرونة بشرط وجود سيناريو جيد يحمل بداخله رسالة والدليل علي كلامي هو إجازة عدد من الأفلام تحمل بداخلها بعض المشاهد أو الشخصيات التي لم تكن لتمر في السابق مثلما حدث مع فيلم عمارة يعقوبيان عندما وافقت الرقابة علي إظهار شخصية الشاذ جنسيا‏,‏ وفيلم حين ميسرة في إظهار مشهد المرأة الشاذة ومشاهد الاغتصاب الصارخة‏,‏ كل ذلك لم يكن يتم دون وجود فكر متطور وبالنسبة لفيلم بدون رقابة فقد قدم لنا السيناريو تحت اسم‏'‏ الشقة‏77'‏ وعندما قرأنا الورق وجدنا أن مجموعة الشباب الذين كتبوا الفيلم يمتلكون الموهبة ويستطيعون العمل في سوق السينما بسهولة فتعاطفنا معهم خصوصا أنها تجربتهم الأولي لكن ليس لهم خبرة فيما يظهر علي الشاشة وما المحاذير التي تخدش الحياء والذوق العام فطالبنا بتخفيف حدة الكلام والبعد عن الألفاظ الخارجة التي لا نقبلها‏,‏ وهذا لا يغضب أحدا وظلت الحال هكذا لمدة عامين نطالب بتعديلات ونتناقش في بعض الجمل التي تخدش الحياء ونغير بعض الألفاظ إلي أن توصلنا في النهاية لصيغة ترضي صناع الفيلم وترضينا‏,‏ وفي الوقت نفسه تتماشي مع عادات وتقاليد المجتمع الذي نعيش فيه‏,‏ وبرغم الرفض الذي واجهه السيناريو في ثلاث لجان رقابية من قبل فإنني تدخلت شخصيا‏,‏ وطلبت من هاني جرجس وضع لافتة للكبار فقط حتي يتم عرض الفيلم فوافق وانتهي الأمر‏,‏ أعتقد أن هذه رسالة لكل من يلقي بالمسئولية علي الرقابة ويتهمها بالتعنت ومحاولة رفض أعماله دون مناقشة‏,‏ وأضاف أبو شادي وجود الرقابة في حد ذاته يحمي صناع الأفلام من المساءلة فكيف ستكون الحال لو نزل فيلم إلي صالات العرض وبه ألفاظ خارجة أو مشاهد صارخة‏*‏

الأهرام العربي

31/01/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)