تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

شارك فيه 71 فيلماً من 16 بلداً...

مهرجان الهُرّبان حلم يتحقق بعد نسيان

بغداد - عدي حاتم

اختتمت في محافظة ميسان (390 كم جنوب بغداد) قبل أيام فعاليات «مهرجان الهُربان السينمائي» الذي أقامته دار القصة العراقية في العمارة. وشارك في المهرجان، الذي استمر أربعة أيام، 71 فيلماً تسجيلياً وروائياً قصيراً من 16 بلداً عربياً وأجنبياً أبرزها فرنسا وأميركا والدنمارك واستراليا ومصر والمغرب والإمارات وقطر والبحرين واليمن وفلسطين. ووصف رئيس المهرجان القاص محمد رشيد اقامته «بالحلم الذي تحقق بعد أن بقي على رفوف النسيان طويلاً». وأكد «اننا نريد أن نوجه رسالة الى العالم من خلال هذا المهرجان وهو ان الثقافة العراقية بخير على رغم المراحل الصعبة التي مرت بها والتي أرادت طمس كل ما هو جديد ومتألق ومنه السينما». وشاركت المدينة الجنوبية التي كانت تسيطر عليها حتى منتصف السنة الماضية المليشيات المسلحة (التي حرمت النشاطات الثقافية والمهرجانات الفنية وقامت بتفجير المسارح وقتل الفنانين)، بأربعة أفلام.

ويأتي تنظيم هذا المهرجان في ميسان مفاجأة غير متوقعة بالنسبة الى العديد من الفنانين، لا سيما وان محافظة ميسان لا تمتلك صالة عرض سينمائية، إلا أنها مع ذلك عاشت عرساً ثقافياً وفنياً من خلال المهرجان الذي يقام للمرة الأولى فيها. وتضمن افتتاح المهرجان عرض ثلاثة أفلام هي: «حكاية بطل» من انتاج تلفزيون ميسان، و «العراق موطني» من انتاج التلفزيون الاسترالي، و «صباح الفل» وهو روائي مصري قصير من بطولة هند صبري. فيما تضمن حفل الاختتام عرض الفيلم التسجيلي «غياب البدر» من انتاج الجمعية المستقلة للإعلام في ميسان، وهو فيلم يوثق قصة حياة الصحافي نزار الراضي الذي اغتيل على أيدي مسلحين في ميسان عام 2007.

وضمت لجنة التحكيم كلاً من الفنانين: عقيل مهدي، وشذى سالم، وعمار العراجي، وصباح الموسوي وفاضل خليل. وفاز فيلم «حكاية بطل» بالجائزة الذهبية للأفلام الوثائقية، وفيلم «اللعبة انتهت» بجائزة الأفلام الروائية القصيرة، بينما حصل الفيلم المصري «صباح الفل» على جائزة الأفلام العربية.

وحصل المخرج عبدالهادي ماهود على جائزة الجمهور عن فيلمه «العراق موطني»، فيما ذهبت جائزة اللجنة العليا للفيلم «عراب السينما العراقية»، وجائزة النقاد الى فيلم «يقين الأمل» للمخرج عبدالناصر عبدالأمير. أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فكانت من حصة المخرج فائز الكنعان عن فيلم «أحلام الجواميس»، وحصل فيلم «الأرجوحة» على جائزة النقاد الخاصة، أما فيلم «العودة للفردوس» لفاضل العقابي فقد حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاص.

وطائر «الهُرّبان»، الذي اختير عنواناً للمهرجان، من الطيور المائية التي تهاجر سنوياً من موطنها الأصلي في (شمالي روسيا والمناطق القطبية) هرباً من الشتاء وتراكم الكتل الجليدية وبحثاً عن الدفء الذي تجده في مناطق جنوبي العراق خلال شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر). وموطن طير «الهَرّبان» الأصلي هو الصين إلا أنه يقطع آلاف الأميال من الكيلومترات ليستوطن أهوار جنوبي العراق. ووصف سينمائيون ومثقفون عراقيون المهرجان بالعرس الإبداعي، متمنين عودة العافية الى السينما والفن العراقي، مؤكدين أنه لم يكن هناك خاسر في توزيع جوائزه لأن الرابح الأكبر هو السينما والثقافة العراقية التي نهضت من جديد من خلال احتضان هذه المحافظة الجنوبية الصغيرة في حجمها والكبيرة في عطائها لمثل هذا المهرجان.

الحياة اللندنية في 30 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)