تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

تزوير في آوراق صحفية

بقلم : آمال عثمان

تعجبني مقولة عبقرية للكاتب والإعلامي الكبير مفيد فوزي تعبر عن حال شبكة الإنترنت العنكبوتية التي يصفها بأنها »ساحة الحق أحيانا.. وساحة الباطل دائما«! فهذا العالم الخفي والفضاء البديل الذي بات يشكل جزءا كبيرا وأساسيا من حياتنا اليومية، أصبح أحد الأسلحة الرئيسية الفتاكة التي يعتمد عليها هواة نسج المكائد واضرام الحروب، وإشعال الفتن، والضغائن في تنفيذ مخططاتهم الدنيئة، ونشر أكاذيبهم الحقيرة.. وقد تلقيت - علي مدي الأسبوعين الماضيين - إتصالات تحمل شكاوي مرة ومؤلمة لعدد من ضحايا الشبكة اللعينة.. كان أكثرها غرابة الاتصال الذي تلقيته من المذيعة اليمنية »ليلي ربيع« مقدمة نشرة أخبار منتصف الليل علي الفضائية اليمنية.. تلك السيدة التي تعرضت لمؤامرة دنيئة علي شبكة الإنترنت للإيقاع بها.. والنيل من شخصها، وتلويث سمعتها وتدمير مستقبلها المهني! وتبدأ فصول تلك المؤامرة التي نسجت خيوطها بين القاهرة وصنعاء، عندما استغل بعض الحاقدين خبرا منشورا علي إحدي المواقع الإليكترونية ليكون مقدمة لحوار مدسوس علي مجلة »أخبار النجوم«.. كتبوا سطوره من محض خيال مريض .. وسطروا صفحاته بقلم مسموم لا يعرف من قاموس لغتنا الجميلة سوي أبشع البذاءات وأحط العبارات.. وذيلوه بتوقيع محرر مجهول الهوية ينتحل صفة صحفي في »أخبار النجوم«!

والحق أقول إنني تأثرت كثيرا بما روته لي الإعلامية اليمنية »ليلي ربيع« مذيعة الفضائية اليمنية التي هاتفتني من صنعاء لتبلغني بقصة هذا الحوار الصحفي المكذوب الذي سرق النوم من عيونها، وعرضها للعديد من المشاكل مع زملائها ورؤسائها في تليفزيون بلادها وحول حياتها إلي كابوس!

ومن جانبي أبلغتها في هذا الاتصال الهاتفي بأن المجلة لم يسبق لها أن أجرت معها أي حوار علي صفحاتها، وليس من بين صحفييها محررا يدعي حسن أحمد، وأن السياسة التحريرية التي نعتمد عليها تسعي لتقديم مضمون صحفي وفني جاد لا يسمح باستغلال صفحاتها في تصفية الحسابات الشخصية أو تحقيق أغراض رخيصة، وأننا ننأي بأنفسنا عن المهاترات التي تسيء للصحافة والصحفيين، لكنها أكدت بدورها أنها تعرف المجلة جيدا، ولا يساورها أدني شك في أن تكون »أخبار النجوم« قد فتحت صفحاتها لنشر مثل تلك الأكاذيب والإفتراءات، وأنها علي يقين من ذلك تماما، لكنها تطمع في إنصافها ومساعدتها لكشف وجه الحقيقة أمام رؤسائها وزملائها ومجتمعها، وفضح الحوار المفبرك الذي تحول إلي منشور مسموم لطعنها!

لم أتردد لحظة في الموافقة علي مساعدتها في كشف تلك المؤامرة، وطلبت منها أن ترسل لي صورة من ذلك الحوار المكذوب المليء بكلمات وعبارات ما أنزل الله بها من سلطان! فلم يتوقف صاحب المؤامرة عند حد الإساءة لزميلاتها المذيعات والقيادات الإعلامية والمسئولين في اليمن، وإنما راح يذكر كلاما يعف اللسان عن ذكره من عينة.. »إن رؤسائها تحالفوا ضدها لأنهم فشلوا في امتلاكها! وأن أكثر ما صدمها في التليفزيون اليمني جهل قياداته بأصول التعامل مع السيدات واعتبار الأنثي سلعة رخيصة يمكن العبث بها«! ولم يسلم المجتمع اليمني من بذاءات قاموس الوقاحة التي أفرد لها صاحب الحوار المكذوب مساحة ليست قليلة، أما أغرب ما تفتق عنه ذهن صانع المؤامرة العجيبة من مفاجآت في الحوار المزعوم، هو إدعائه بأن ليلي ربيع بصدد تقديم أورراق ترشيحها في الدورة الرئاسية القادمة وأنها حصلت علي موافقة من أصدقائها كبار مسئولي الدولة، ومن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي قال لها بفخر واعتزاز »قد تكوني بلقيس اليمن القادمة من أرض العروبة مصر«.

لقد ازداد يقيني بعد قراءة سطور ذلك الحوار الملفق والمنسوب زورا وبهتانا لأخبار النجوم، بأنني أمام مؤامرة دنيئة حاكها حفنة من الأشرار بمنتهي الخبث والدهاء ضد إنسانة طموحة تسعي للنجاح، وتحقيق ذاتها سواء في مجال العمل المسرحي الذي احترفته من خلال الفرقة التي قامت بتأسيسها، أو العمل الإعلامي الذي بدأته في القاهرة التي درست وتعلمت في مدارسها وجامعاتها ، لتنضم بعدها لفريق عمل الفضائية اليمنية، وتنجح في إعداد وتقديم برامج وحوارات سياسية وفنية علي شاشاتها.

> > >

أدهشني الموقف الغريب لهيئة الإذاعة البريطانية ال بي بي سي التي رفضت بث نداء إغاثة أطلقته لجنة الطواريء والكوارث من أجل التبرع لمساعدة ضحايا المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، ذلك الموقف المشين الذي تسبب في موجة غضب عارمة واستنكار شديد في بريطانيا، ودفع الآلاف للتظاهر أمام مقر الهيئة في وسط العاصمة لندن منددين بموقفها المنحاز والمؤيد لإسرائيل في تغطيتها الإعلامية للحرب الوحشية علي غزة.

ليس هذا فحسب بل أن أساقفة يورك ونواب مجلس العموم البريطاني قد انضموا لمنتقدي »الهيئة الإذاعية العريقة« »بي بي سي«! واتهموا مديرها »ماك تومسون« بعدم اكتراثه بالمأساة الإنسانية لأهل غزة، وعدم القدرة علي التمييز بين الرسالة السياسية.. والنداء الإنساني! وقدم »توني بن« النائب السابق في مجلس العموم البريطاني عريضة إلي إدارة الهيئة بالنيابة، كما عقب جون سينتامو كبير الأساقفة علي موقف الهيئة البريطانية قائلا: »هذا ليس نداء أطلقته حماس تطلب فيه أسلحة، وإنما نداء أطلقته لجنة طواريء الكوارث تطلب فيه المساعدة، وبرفض هذا الطلب تكون ال »بي بي سي« قد ناصرت جانبا ضد الآخر وتخلت عن حياديتها«.

والأمر الغريب حقا أنه في حين تراجعت القناة الرابعة والقناة التليفزيونية المستقلة »آي تي في«، والقناة الخامسة عن قرارها السابق وقررت بث النداء الذي نشرته بالفعل عدة صحف بريطانية، مازالت ال »بي بي سي« تصر علي موقفها المخزي!

وقد تسبب تشبث هيئة الإذاعة البريطانية بموقفها الرافض لإذاعة النداء الإنساني إلي تزايد الضغوط عليها، والتي وصلت إلي حد قيام المتظاهرين بحرق التراخيص التليفزيونية، وهي الضريبة التي يدفعها المشاهدون في بريطانيا لمشاهدة التليفزيون.. إلا أنها اكتفت بنقل تلك الأحداث علي شاشتها، وأعلنت أنها لن تتراجع عن القرار الخاطيء الذي اتخذته خشية أن تصبح تلك الضغوط سلاحا ضدها في أي قرارات ومواقف مستقبلية!

لقد علل »ماك تومسون« المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية علي هذا القرار المشين الذي اتخذته الهيئة، والمعروفة بأنها يهودية الهوي والهوية! بأن القرار نابع من الحياد والموضوعية التي تحرص عليهما ال »بي بي سي« في سياستها الإعلامية! حيث يري أن الصور التي يتضمنها النداء الإنساني يمكن أن تؤثر علي الرأي العام العالمي، وتظهر الهيئة البريطانية بأنها تنحاز لأحد طرفي الصراع علي حساب الآخر مما يسبب فقدان الثقة في نزاهة البي بي سي!

والحق إنني لا أعرف عن أي حيادية أو نزاهة يتحدثون.. حقا إنها الحيادية والنزاهة التي جلبت العار لهيئة الإذاعة البريطانية وجعلت البريطانيين يقولون أنها تحفر قبرها بنفسها!

> > >

يغيب طويلا ثم يعود وفي جعبته كتاب جديد.. أو مفاجأة من العيار الأدبي الثقيل.. وها هو الكاتب محمد سلماوي يطل علينا بمداد قلمه بعد أن أتم ربع قرن من الإبداع والعطاء الأدبي المتواصل قدم خلاله مجموعاته القصصية الشهيرة التي جعلت منه واحدا من أهم الكتاب المعاصرين في الوطن العربي، »كونشيرتو الناي« ، »باب التوفيق«، »رسائل العودة«، »وفاء إدريس«، »شجرة الجميز« إلي جانب مسرحياته التي ترجمت إلي عدة لغات أجنبية.

عاد رئيس اتحاد الكتٌّاب هذه المرة ليقدم مجموعته القصصية »إزيدورا.. والأتوبيس« التي تضم ٦١ قصة قصيرة، بعضها أبدعها المؤلف خلال مسيرة عطائه والبعض الآخر قصص تنشر لأول مرة، وهي تمزج بين الواقع والخيال، والحاضر والماضي، وترصد بأسلوب سردي شيق يجمع بين الواقعية والرمزية العديد من الموضوعات الاجتماعية والسياسية والعاطفية، وقصة »إزيدورا« التي تحمل المجموعة اسمها تعد من أجمل قصص الحب التي عرفها التاريخ المصري القديم، و»إزيدورا« فتاة جميلة لقيت حتفها غرقا في النيل وعمرها ٦١ عاما، بعد أن وقعت في غرام »حابي« الضابط المصري في بلاط الحاكم، وأقام لها والدها الحاكم الروماني مقبرة علي الطراز الفرعوني قبل ٠٢ قرنا من الزمان، ومازالت تلك المقبرة موجودة في منطقة »تونة الجبل« بالمنيا، وأصبحت إحدي المزارات التي يحرص عشاق الآثار المصرية، وهواة التاريخ القديم علي زيارتها.

والصبية الجميلة »إزيدورا« ابنة ال ٦١ ربيعا لم تكن ملهمة الكاتب محمد سلماوي فحسب، بل كانت ملهمة الكثير من المبدعين الذين عاشوا بالقرب من ضريحها، ويذكر لنا التاريخ أن عميد الأدب العربي د.طه حسين وزير المعارف المصرية، قد استلهم رائعته »الأيام« بوحي من إزيدورا، حيث كان يحرص علي الإقامة الدائمة في استراحته المجاورة لمرقد الفتاة الصغيرة في المنيا وهو يسجل لنا سيرته الذاتية، لذلك فإن الفتاة الجميلة »إزيدورا« التي عاشت قبل عشرين قرنا مضت، مازالت تعيش بيننا تداعب عقول مبدعينا الكبار أصحاب شطحات الخيال الجميل.

أخبار النجوم المصرية في 29 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)