تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الممثلة المغربية ثريا العلوي:

سأبقى تلميذة لأنني ما زلت مبتدئة

الرباط - رضا السيد

ثريا العلوي أو حمامة كما يطلق عليها جمهورها، من جيل الممثلات الدافق بالحيوية، والحامل لمشعل الاستمرار والتألق في الأعمال السينمائية والتلفزيونية المغربية، اقتحمت فضاء الفن من بابه الشرعي، باب الدراسة، فهي خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي في الرباط عام 1992.

كان أول عمل شاركت فيه ثريا العلوي المسلسل التلفزيوني حوت البر للمخرجة فريدة بورقية، لتنطلق منه إلى السينما مع فيلم الطفولة المغتصبة للمخرج حكيم نوري، ثم توالت من بعد أعمالها السينمائية، وبرزت بشكل خاص في فيلم نساء .. ونساء للمخرج سعد الشرايبي الذي يعد من أهم الأفلام المغربية التي عالجت موضوع العنف الممارس ضد النساء، كما خاضت تجربة الوقوف على المسرح في مسرحية البخيل مع الطيب الصديقي، بل أنها كتبت عددا من النصوص المسرحية منها فندق العنكبوت.

«الحواس الخمس» حاور الممثلة ثريا العلوي حول تجربتها الفنية وجديدها السينمائي، وهذا نص الحوار:

·         كيف وجدت ثريا العلوي طريقها إلى عالم التمثيل؟

لم أكن، قبل حصولي على شهادة البكالوريا، أفكر في التمثيل، فالتفوق الدراسي والظفر بالشهادة كان الاهتمام الأول، والطموح كان الوصول إلى وظيفة طبيبة نفسانية وكان الهاجس الأكبر. فالتمثيل كان بالنسبة لي مجالا بعيدا عن اهتماماتي، وحتى عن الأسرة التي كنت مرتبطة بها أشد الارتباط، فأصدقائي وصديقاتي هم أخواتي، وعلاقاتي محدودة جدا لا تكاد تبرح محيط العائلة.

لا أخفي، أني كنت أشاهد الأفلام والمسلسلات، وكنت متعلقة بالممثلة المصرية نادية الجندي ، وأستغرب كثيرا لقدرة الممثلين على لعب أدوار مختلفة وتارة مركبة تفرض عليهم الخروج عن ذواتهم الطبيعية، وحاولت أن أقلد مرة بعض الحالات لكنني قوبلت باستخفاف أخواتي.

بعد حصولي على البكالوريا، التحقت بالجامعة لدراسة الفلسفة، على أساس أنه بعد حصولي على شهادة الدراسات الجامعية أتخصص في علم النفس وأكمل الدراسة العليا بفرنسا، إلا أن الأقدار شاءت أن ألتقي بالفنان نوفل البراوي الذي أصبح زوجي، والذي اقترح علي إكمال دراستي في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، على اعتبار أن هذا المجال له مستقبله ويخضع لمقاييس خاصة. ترددت في البداية، ومع ذلك اخترت المعهد، وبهذا الاختيار ولجت الفن من بابه الشرعي احتراما له.

·         ماذا تبقى من اهتمامك بعلم النفس؟

وجدت أن ثمة علاقة وطيدة جدا بين التمثيل وعلم النفس، فتشخيص الأدوار هو اشتغال على النفس، وعلى الذات الإنسانية، وطرح لمجموعة تساؤلات مع النفس وذلك بالدخول في مجال معها ومع اللاوعي. عند أداء الدور نستحضر الماضي ونهيئ للشخصية المتقمصة مرجعية وتاريخا، ثم أيضا بناء المصداقية التي بها إقناع المتلقي حتى لا يتحول الممثل إلى آلة بلا إحساس تقدم جملا منطوقة.

·         هل يعني أنك اقتنعت بلقب فنانة بدلا من طبيبة؟

سأعترض هنا على كلمة فنانة، فالفن كان مثار مناقشات لي مع زملائي وزميلاتي. نحن نمثل فقط، ولسنا فنانين، والفن صفة وليس مهنة، وقد امضى عمري كله في التشخيص ولا أصل إلى رتبة فنان. هناك فلتات عبر التاريخ وأناس بلغوا هذه المرتبة، واستحقوا لقب فنانين، أما نحن فنمارس مهنة التمثيل أو الإخراج أو الإضاءة.

أشعر دائما أنني في مرحلة أحتاج فيها إلى تراكم التجارب، فأنا دائما مبتدئة، وسأبقى كذلك تلميذة في التمثيل، أتعلم وأضيف، والممثل الحقيقي هو الذي يجد ذاته في الأدوار المختلفة، فهو كالرياضي مدعو إلى التدريب المتواصل حتى ينمي جهازه الانفعالي.

·         بمجرد تخرجك من المعهد شاركت في مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، فهل تعتبرين نفسك محظوظة؟

كان من المفروض أن أظهر في أكثر من الأعمال التي سبق وأن أشرت إليها، وأعترف أني بالفعل محظوظة، مادام هذا المجال لا يخضع لضوابط معينة، ذلك أن الأدوار التي قدمتها كانت قائمة على أساس الصدفة، حتى أخذت أشعر بالملل من نمطية هذه الأدوار التي التصقت بي عن غير قصد، أي أدوار البكاء والحزن، فالواضح أنه عندما ينجح أحد ما في دور معين، يسود الاعتقاد بأن هذا الدور عليه أن يبقى لصيقا به طوال حياته.

كنت أنتظر دورا أكشف فيه عن شخصيتي الأخرى في مجال التمثيل، وسرعان ما جاء عبر المسلسل التلفزيوني الرمضاني أنا وخويا ومراتو، وهو الذي قدمني إلى الجمهور الواسع، الصغار والكبار، النساء والرجال، الشباب والشيوخ، وأظن أن كل بيت مغربي شاهد المسلسل أو بعض حلقاته، فالتلفزيون هو الجهاز الوحيد الذي يمكن أن يقرب أي ممثل من الجمهور، وأعتقد أن المحظوظين هم الذين يظهرون في شهر رمضان حيث ترتفع نسبة المشاهدة.

·         أين تجدين ذاتك أكثر، في التلفزيون أم السينما؟

بطبيعة الحال أفضل السينما لأنها أكثر إشعاعا وعمرها طويل بالمقارنة مع التلفزيون، لكن في ظل هذه الظروف والإمكانيات السلبية، فالتلفزيون هو الذي يعوضنا عنها. ويملك المسرح بدوره سحرا خاصا، إلا أنه، للأسف، لا يعطي ثماره في المغرب.

البيان الإماراتية في 27 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)