تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

محود ياسين : القبطى أفضل أدواري ولكن

جيهان الجوهرى

محمود ياسين من نجوم الصف الأول فى سينما السبعينيات ذهب للسينما بعد أن ثبت أقدامه أمام عمالقة المسرح من النجمات مثل سميحة أيوب وسناء جميل وسهير البابلى فى العديد من المسرحيات كما شارك أهم نجمات السينما فى بطولات لم تتح لأحد من أبناء جيله، ورغم تصريحاته الدائمة بأنه شبع تمثيلا إلا أنه لا يستطيع التردد أمام دور جديد سيضيف لتاريخه الفنى الكثير مهما كانت مساحة دوره به، لذلك شاهدناه العام الماضى متألقا مع أحمد السقا والمخرج شريف عرفة فى فيلم «الجزيرة»، وحاليا يبهرنا بأدائه ووهجه الفنى من خلال دور يوسف توفيق غبريال فى فيلم «الوعد» عن ذلك حدثنا. وتحدث عن تفاصيل زيارة المؤلف وحيد حامد له ورأيه فيما يقال من أن دوره فى فيلم «الوعد» هو أفضل أدواره، وتحدث أيضا عن حقيقة مجاملته للمخرج شريف عرفة التى ترددت مؤخرا وأشياء كثيرة نعرفها منه. الحوار مع الفنان محمود ياسين له طابع خاص وممتع فهو بطبعه فنان حكاء عندما أسأله عن موضوع ما لابد أن يأتينى بإجابة متكاملة عن أصل وجذور وخلفيات ما أسأل عنه، ورغم الإرهاق الذى سيصيبنى من تفريغ أكثر من شريط بجهاز التسجيل الخاص بالحوار إلا أن أسلوبه الرائع فى سرد ما يحكيه على طريقته وباللغة العربية التى يجيدها ونبرة صوته المميزة؛ كل هذا جعلنى أنسى الإرهاق الذى سيصيبنى من تفريغ الشرائط. التقيت به فى مكتبه وقبل بدء الحوار كانت التليفونات لا تتوقف عن تهنئته بدوره الرائع فى فيلم «الوعد» الذى جسد فيه شخصية يوسف توفيق غبريال القبطى الذى يعمل كقاتل مأجور ثم يتم الاستغناء عنه بعد مرضه.

بدأت حوارى معه بسؤاله عما حدث بينه وبين المؤلف وحيد حامد عندما عرض عليه هذا الدور الذى لن يتجاوز الثلث الأول من الفيلم - جمعتنى صداقة بوحيد حامد منذ بداياتى الفنية، وكان هو أيضا فى بداياته ككاتب وكصاحب قلم، وكنا نلتقى على قهوة فى العتبة اسمها «زهرة الميزان» ووقتها لم أكن مشهورا ولا هو؛ أنا كنت ممثلا فى المسرح القومى وهو كان يحفر الخطوات الأولى. وكان مشغولا بقضية المسرح وقضية الصحفى صاحب القلم الموجود بداخله. والطريف أننا فى البدايات عملنا سويا مسلسلا إذاعيا أخرجه حسين كمال وكانت معى نجلاء فتحى ونبيلة عبيد وأيضا عملت معه فيلم «العربجى». وحيد حامد يذهب للفنان إذا كان لديه موضوع يحتاج للمناقشة وتبادل وجهات النظر. وفى فيلم «الوعد» جاء لى وقبل مجيئه كان قد حدثنى عنه تليفونيا وحمسنى للدور، لكن عندما قرأت دورى تعلقت به وكنت متصورا أنه هايبقى واثق أنى لما أقرأ الدور هاتعلق به، ولم يكن هناك أى داع أن يقلق من ناحيتى، شخصية يوسف توفيق غبريال لم أجسدها فى الشخصيات التى قدمتها فى رصيدى السينمائى الذى يبلغ 171 فيلما، ولم ألعب دورا يشبهه على الإطلاق، لذلك أحببته ولم أنشغل بمساحة الدور لأننى أعلم أنه سيظل فى وجدان الناس حتى بعد وفاته.

·         ما الذى جذبك تحديدا لشخصية يوسف توفيق غبريال!

- الجانب الإنسانى فى الشخصية وكيفية تعامله بفطرة غير مسبوقة ويقين غير مسبوق فى ظروفه فهو يتمتع بحكمة وإنسانيات عالية، عندما شاهد الشاب المسلم يتجه إلى أرض الخطيئة قال له خلى بالك.. «روح الشعر» موجودة فى المشاهد الخاصة بالشخصية التى جسدتها.. يوسف غبريال كان جالسا فى بلكونة المستشفى وكان يرى الشاب المسلم وهو صاعد إليه ويعلم أنه قادم بناء على تعليمات من رئيس الشبكة الإجرامية ليعطى له مكافأة نهاية خدمته، وهى عبارة عن علبة شيكولاته بها آلاف الدولارات، لكنه فى ذات الوقت يشعر بالتوجس منه ويتوقع منه الغدر يقول له: لا تتعجل أنا رايح رايح، وعندما شعر أن هذا الشاب لديه براءة المرحلة العمرية حاول أن يفهمه جوهر النقاء الروحى.. واصطحبه إلى أحد الأماكن الشعبية التى كان متخفيا فيها بعد أن قتل زوجته وعشيقها، وتعرف الشاب المسلم على لحظات التقشف التى عاشها من خلال بائع الفول والطعمية وقال له أنا مدين لهذا الرجل، كنت أتناول طعامى لديه، وليست معى نقود كان يقول لى الحساب المرة الجاية واستمر على هذا الحال فترة طويلة والنهارده هاطلب منه الحساب. وبعد تعلق الشاب المسلم بيوسف توفيق نرى الشاب يسعى لقتل من قتلنى. الدور الذى لعبته كنت فرحان به للغاية واجتهدت به، وكنت عارف أننى أمام شخصية من لحم ودم وبها مصداقية ودرجة من درجات التألق واستسلام عبقرى للمرض عن قناعة، وليس من منظور دينى فعلا أنا مبهور بالتقاط هذه الشخصية لأن الفن التقاط.
هل كانت لديك اقتراحات قدمتها للمؤلف والمخرج على الشخصية التى جسدتها. - ما حصلش السيناريو الذى استلمته تم تنفيذه وكنت معجبا جدا بتتابع المشاهد الخاصة بى وإيقاعها. المخرج محمد ياسين شديد التمكن من أدواته وهو ابن أخت المخرج محمد عبد العزيز والمخرج عمر عبد العزيز وأنا أعرفه منذ أن كان فى سنة أولى معهد تمثيل وكان يأتى لخاله عمر عبد العزيز وخاله محمد عبد العزيز ويساعدهما فى أعمال فنية أنا عملتها معاهم وشاهدته يعمل مع مخرجين آخرين، وهو من الذين عملوا مع المخرج الراحل عاطف الطيب وده يعرفنا هو شايف السينما إزاى والمخرج فقط هو الذى من حقه أن تكون لديه وجهة نظر فى مسألة الإيقاع والتتابع أو يطلب اختصار شىء أو إضافة شىء من المؤلف، وأحيانا كثيرة يكون لمدير التصوير وجهة نظر ويدور النقاش بين المخرج والمؤلف ومدير التصوير لكن القرار فى النهاية يكون للمخرج.

·         هل صحيح أن المخرج محمد ياسين كان لديه شك فى موافقتك على هذا الدور

- قد يكون تخوفا من عدم قبولى لهذا الدور لكن أنا من زمان أقول أن السينما فن شاب أنا شبعت سينما، لكن هذا لا يعنى أننى لا أتحمس للأدوار الجميلة التى تعرض علىَّ، وعندما أقول أننى شبعت سينما فهذا يعنى أننى أريد أن أفسح المجال للشباب.

·     فى حوار للمؤلف وحيد حامد قال أن أحد المشاهدين لم يكمل الفيلم عندما اكتشف أنك قبطى وهذا يعنى رفضه للقضية التى ناقشها الفيلم ما تعليقك

- رأيى أن هذا المشاهد تعجل فى تكوين وجهة نظره فقد تناولنا القضية بعفوية ونقاء الإنسان المصرى، شخصية يوسف توفيق غبريال التى جسدتها فى منتهى النقاء، والشاب المسلم الذى لعب دوره «آسر ياسين» عندما علم أن يوسف توفيق مسيحى لم تتغير مشاعره تجاهه، الاثنان مطحونان نفسيا وتعرضا لخيانات قاسية وكل منهما مجرم أحدهما وهو يوسف توفيق القبطى صاحب تاريخ طويل فى عالم الإجرام والثانى آسر ياسين المسلم يبدأ حياته مع الإجرام هذه الجوانب جمعتهما ببعض. نرى يوسف توفيق ينصح الشاب الصغير كأنه ابنه ويقول له لا تقتل ولا تعمل لحساب أحد والشاب قبل هذه النصائح ولم ينزعج، جميع الكتب السماوية تحث على عدم القتل.. رغم الفساد الأخلاقى الذى كان موجودا لدى شخصية يوسف توفيق غبريال، والشاب المسلم، إلا أن الجمهور لم يأخذ منهما مواقف سلبية، بل حدث تعاطف معهما، الجمهور يعرف قصتهما ويعلم أنهما يريدان فتح صفحة جديدة، يوسف توفيق غبريال يريد التوبة قبل وفاته والشاب المسلم لم يرفض النصائح.

·         الكثيرون يعتبرون دورك فى فيلم «الوعد» هو أفضل أدوارك على الإطلاق ما تعليقك

- وأنا أعتبره الأفضل لكن عاوز أقولك حاجة أنا لعبت أدوارا فى 170 فيلما، وهذا رصيدى السينمائى، صعب أنها تتواجد حاليا، أنا عملت 13 فيلما عن 13 قصة قصيرة كتبها إحسان عبد القدوس مثل «الشيطان يعظ»، و«العذاب فوق شفاه تبتسم» و«أين عقلى» بخلاف خمسة أفلام مأخوذة عن روايات لنجيب محفوظ وبعيدن عندما أقول لك «سونيا والمجنون»، والذى لعبت فيه دور مختار الذى يرتكب جريمة من أجل الحصول على المال ليعطيه للفتاة التى أحبها، وهذا الدور كنت بأحلم به، وأنا مازلت فى بورسعيد والفيلم مأخوذ عن قصة «دستوفسكى» الجريمة والعقاب ودورى به شديد الثراء.المفروض أنه شخص مثقف جدا ولديه ثقة بالنفس، وفى ذات الوقت فقير للغاية وهذه القصة عملت لها إعدادا مسرحيا وقدمتها على مسرح الجامعة..

·         فى أحد حواراتك قلت أنك شاركت فى فيلم «الجزيرة» علشان خاطر شريف عرفة هل قصدت أنك جاملته

- لما أقول علشان خاطر شريف هذا له أكثر من معنى والمعنى الذى قصدته أننى مؤمن بكفاءة وثقافة ووعى شريف عرفة وأنه قادر على صناعة فيلم جيد، وهذا ما قصدته، أما المعنى الثانى فإننى قبلت فيلم «الجزيرة» مجاملة لشريف عرفة على اعتبار أننا صديقان وأنا لم أقصد ذلك، شريف عرفة لا تجمعنى صداقة به لكن أعرفه جيدا ومعرفتى له لا تسمح له أن يطلب خدمة منى أو أن أعملها له بالعكس أنا اللى طلبته كأجر لى نظير اشتراكى فى فيلم «الجزيرة» حصلت عليه، وحكاية تفكير شريف عرفة فىَّ لألعب دور والد أحمد السقا بالفيلم طريفة للغاية عندما كلمنى شريف عرفة قال لى يا أستاذ محمود وأنا بأقرأ مشاهد الأب بالفيلم فكرت فيك. وفى نفس اللحظة ضغطت على إحدى القنوات بالتليفزيون فوجدتك أمامى بعمل فنى ثم انتقلت بين القنوات مرتين متتاليتين فوجدتك أيضا أمامى بأعمال فنية، قلت مش معقولة أننى ألاقيك أمامى خلال دقائق معدودة فى ثلاثة أعمال فنية وقبلها بدقائق كنت أفكر فيك لذلك اتصلت بك رغم خجلى،لأن دور الأب فى فيلم «الجزيرة» 7 مشاهد فقط، لكن لازم أجيب للدور ده فنان مثلك واللى شجعنى أكلمك هو ما حدث معى أثناء التنقل بين القنوات ومشاهدتى لك 3 مرات متتالية، قلت: حبيبى يا شريف لو عاوزنى أعمل شوط واحد هاأعمله، على فكرة شريف عرفة كان ساكن فى نفس الشارع بتاعى وكنت أقابله فى صلاة الجمعة بمسجد السلام القريب منى، وكنا نتصافح وكنت أراه إنسانا راقيا ومحترما والأفلام التى كنت أشاهدها له أكدت لى أنه مخرج عبقرى وسبق لى العمل مع والده.

·         رغم أنك عملت مع أسماء كبار المخرجين إلا أن رصيدك السينمائى يخلو من فيلم للمخرج يوسف شاهين

- كنت المفروض أكون بطل أحد أفلامه فى بداية السبعينيات وبالفعل قمت بتفصيل البدل الخاصة بالدور وكنت هادفع ثمنها لكن ما حصلش نصيب ولم أعمل الفيلم وشعرت أنه ظلمنى. فى هذا التوقيت كنت أصور فيلم «نحن لا نزرع الشوك» مع المخرج حسين كمال، لكن بعد ذلك بسنوات عاتب نفسه ورشحنى لأحد أفلامه من التى تحمل اسم إسكندرية لكننى لا أذكر اسمه تحديدا. المهم أنه جاء لى أثناء تصويرى لأحد الأفلام وجلس معى فى البلاتوه يحكى لى الفيلم فقلت له عاوز أقرأ السيناريو قال لى معنديش أحد يقرأ سيناريوهات، انت تيجى وتسمع الكلام وخلاص إذا كنت مش فاهم وأنا باأحكى لك يبقى هاتفهم إزاى لوحدك وأنت بتقرأ السيناريو، المهم أرسل لى السيناريو وأيضا لم أفهم، لكن لابد أن السيناريو شىء راق جدا ففكرت كثيرا قبل الرد عليه ووقتها كنت المفروض أسافر تونس لتصوير فيلم «رجل بمعنى الكلمة» فقلت له أنا عندى فيلم موقع عليه مع تلميذك المخرج نادر جلال وهاضطر أسافر تونس لمدة شهر ونصف.

·         قدمت ابنتك رانيا من خلال فيلم «قشر البندق» الذى أنتجته لها خصيصا لماذا لم تقدم ابنك عمرو سينمائيا!

- أيام إنتاجى لفيلم «قشر البندق» كان لى موقع فى السينما وأصلا لم أكن سأنتج هذا الفيلم، بل كان هناك موضوع فيلم لشهيرة كنت ها أنتجه لها من خلال شركة الإنتاج الخاصة بى، وكان المخرج هو خيرى بشارة وكان الاتفاق بينى وبينه أنه بمجرد انتهائه من تصوير فيلم «أمريكا شيكا بيكا» لمحمد فؤاد هانبدأ تصوير فيلم شهيرة وحدثت ترتيبات عديدة، لكننى فوجئت بارتداء شهيرة الحجاب ولأننى كنت دخلت فى مفاوضات مع ناس فقد اضطررت لتغيير النص ليتلاءم مع رانيا، وكنت أعلم أنها مجنونة فن وتريد دخول مجال التمثيل، ووقتها كانت فى السنة النهائية بكلية الآداب قلت لها تقدرى تضبطى وقتك بحيث لا يتعارض مع مذاكرتك قالت لى أمامى4 شهور قبل دخول الامتحان، وبالفعل صورنا «قشر البندق» مع خيرى بشارة، ولم يكن الوقت معنا، حيث كانت رانيا تصور مشاهدها بالفيلم ونضطر لإعطائها إجازة يومين لتستعد لدخول امتحاناتها. أيام فيلم «قشر البندق» كانت تكاليف الإنتاج مختلفة عن الوقت الحالى ووقتها كنا فى عز أزمة السينما وكانت ميزانية «قشر الفندق» 900 ألف جنيه، ووقتها كان هذا الرقم جبارا ودعايته كانت 300 ألف جنيه، أنا قدراتى النهاردة لا تسمح.. أى فيلم تكلفته حاليا على الأقل 10 ملايين جنيه، ويقال عنه فيلم مقاولات أما الفيلم الكبير فتكلفته 40 مليونا، وأنا مقدرش أعمل الكلام ده، لما كنت بأنتج كانت لى علاقات وكنت متواجدا على الساحة بأفلامى، حاليا الأمر اختلف، وبأقول أنا أخذت حظى سينمائيا وشبعت منها يكفينى أننى عملت مع أسماء لها قيمة سواء على مستوى النجمات اللاتى عملت معهن مثل فاتن حمامة وشادية ونجلاء فتحى وماجدة الصباحى وسعاد حسنى وميرفت أمين، وعلى مستوى المخرجين ومنهم سعيد مرزوق وأشرف فهمى وحسين كمال وحسن الإمام وكمال الشيخ الذى أخذنى فى أول فيلم من إنتاجه تأليف رأفت الميهى، وهو أحسن من يكتب سيناريوهات، وكان هذا فى فيلم «على من نطلق الرصاص»، وقبل ذهابى للسينما كنت وقفت أمام نجمات كبيرات على المسرح القومى منهن سميحة أيوب وسناء جميل وسهير البابلى وبأتمنى كل النجوم الشباب يعملوا عدد الأفلام التى عملتها.

صباح الخير المصرية في 24 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)