تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

دراما مرئية

سماح وسعادة و الخل الوفي

د. حسن عطية

دائما ما تجذبني الأفلام الروائية القصيرة ، لقدرتها الفذة علي التكثيف ، ولعدم اهتمام صناعها أساسا بشباك التذاكر مما يجعلهم يصنعون أفلاما من أجل عيون الفن السينمائي ذاته ، صحيح أنها قد تحسب في عداد أفلام المهرجانات ، وقد تعد لدي هؤلاء الصناع والمبدعين وسيلة للكشف عن الموهبة والدراسة الجيدة ، وخطوة للقفز إلي حقول الدراما التليفزيونية والسينمائية ذات الانتشار الجماهيري ، ألا أنها في النهاية تعد أفلاما متميزة ، أو هكذا يجب أن تكون ، ومجال تفوقها عادة ليس العرض التليفزيوني الذي لا يهتم بعرضها رغم أنه منتجها ، بل المهرجانات التي تحتفي بمثل هذه النوعية من الأفلام ، مثل مهرجان القاهرة للإعلام العربي

وفي دورته الأخيرة لفت نظري فيلم (سعادة) الذي فازت بطلته الشابة "سماح السعيد" بجائزة الإبداع الذهبية في مجال الفيلم الروائي القصير ، وأكدت فيه ببساطة أدائها وعمق تمكنها من أدواتها كممثلة علي أنها ممثلة موهوبة ذات حضور لافت وخصوصية في التعبير عن خلجات النفس الداخلية دون معاناة ، مما يذكرنا بفاتن حمامة في بداياتها علي الشاشة 0

ينطلق الفيلم من الفنان التشكيلي "سعادة" (كمال أبو رية) ، الذي يقبع بحزن نبيل داخل شقته المتواضعة ببدروم العمارة التي كانت يوما ملكا لأسرته ، ومع تغير الزمن بيعت وتشتت أهلها ، ولم يبق منها وبها غيره ، يعيش وحيدا مع لوحاته وفرشاته ، لا علاقة له بعالمه الأسري غير خطابات متكررة الكلمات من أخيه الوحيد الذي هاجر بعد موت الأب والأم ، وبالعالم الخارجي غير الشارع الذي يخرج إليه كي يرسم لوحات سريعة للمارة ، يشترونها منه بقليل النقود ، رافضا أن يسخر فرشاته ليرسم بها لطلاب فاشلين من كلية الفنون الجميلة جاءوه لينفذ لهم مشاريع تخرجهم ، وذات مرة يرسم لوحة تجمعه ببائعة الحلوة الأرملة الشابة الطيبة "بطة" (سماح السعيد) ، التي لا تحلم بغير الستر والآمان وراحة البال بعد موت زوجها ، فيقع في غرامها ، وتبدو له في أحلامه أميرة رائعة الجمال ثرية المظهر ، ويسبح مع صورتها وصوت "محمد عبد الوهاب" القادم من فونغراف قديم في عوالم خيالية وردية ، تنتهي باستحالة اللقاء بينهما ، وهو ما يؤكده الواقع ، فقلبها يهفو لشاب فقير مثلها يعيش بنفس سطح البيت الذي تعيش فيه ، وحينما تعلن للأستاذ "سعادة" عن رغبتها في الحصول علي فستان للقاء حبيبها بحديقة الأسماك ، يشتريه لها بما لديه من مال قليل ظنا أنها ستقابله هو ، ويضعه بليل أمام حجرتها ، وعندما تعثر عليه تتصور أنه من حبيب القلب ، وعند اللقاء يكتشف "سعادة" أنها كانت تنتظر غيره ، هي لم تخدعه ، وأن ارتاحت فقط له كخل وفي ، فيتركها لسعادتها ، بعد أن يسقط بحجرتها مبلغا من المال جاءه مقابل بيع ساعته ، كي ترمم به الحجرة التي يتساقط الماء من سطحها 0

فكرة قديمة ، غير أنها مصاغة كسيناريو بحساسية شديدة ، ونجحت المخرجة الشابة "وفاء عبد الله" في نسج خيوطها في صورة مرئية ناعمة ، مزجت فيها بين مشاعر الشخصيات وعالم نهر النيل الرائق ، لم يعيبها غير الرسم الرديء للوحات التي من المفروض أن راسمها هو "سعادة" ، مما لا يكشف عن أية موهبة لهذا الفنان الذي من المطلوب أن نتعاطف معه ، ومع ذلك نجح "كمال أبو رية" بخبرته في تقديم الشخصية بتركيز علي مشاعرها الداخلية ، فحقق مع "سماح السعيد" عملا يحسب لهما ،

 

أخبار النجوم المصرية في 22 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)