تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الشيطان يرتدي برادا ..

عرض أزياء تتألق فيه ميريل ستريب

فلاح كامل  العزاوي

انتج هذا الفيلم في هوليوود عام 2007 وهو يشكل  عودة قوية للمثلة الجميلة ميريل ستريب وهو فيلم لطيف لكل عشاق التمثيل والاداء الجيد ممتع لعشاق السيناريو وهو ذو قصة بسيطة ومعالجة ذو حبكة ذكية..

قصة الفيلم مأخوذة عن رواية lauren weisberger  وكتب السيناريو للفيلم  aline  brosh mekenna واخرجه david frankel مخرج المسلسل الشهير التلفزيوني sex and the city الذي  كان بطولة الممثلة سارة جسيكا باركر..

في هذا الفيلم تؤدي «ميريل ستريب» شخصية ميراندا بريستلي رئيسة تحريراكبر مجلة للموضة والازياء في امريكا..

وميرندا هذه شخصية قوية وذكية وقاسية بل ومتسلطة لاترضى بالقليل وتطلب الافضل دائماً..فهي دقيقة جداً وتهتم لصغائر الامور وحادة في عملها لاتبتسم ولاتجامل ولاتقدر عمل احد وتريد دائماً ما تطلبه امامها وفي اللحظة نفسها مهما كان مستحيلاً..

ولذلك فالكل يخافها ويهابها ولايستطيع ان يخالفها وفي الوقت نفسه يحلم الكثير منهم ان يكونوا مثلها في نشاطها وطموحها وموقعها وشهرتها!!

اما «آن هاثوري ـ في دور أندي» فهي فتاة تحلم ان تكون صحفية متميزة في مجال التحقيقات ، لكن مكتب الاعمال يوجه السيرة الذاتية الخاصة بها الى مجلة runaway لتجد نفسها امام الموضة وعالم الازياء وأمام العملاقة والمتغطرسة «ميرندا».

تقبل آندي العمل في هذا المجال كمحطة مؤقتة ريثما تجد فرصتها في مجلة اخرى وتقبل بالوظيفة كمساعدة لميرندا على الرغم من لباسها الغريب البعيد عن التأنق..وعلى الرغم من سمنتها النسبية مقارنة بباقي العاملات في مجلة الموضة هذه..تتصادم الاثنتان وتبدأ «أندي بالوقوع في ارتكاب الاخطاء..لتبدأ ميراندا بتأنيبها بأسلوبها البارد المتغطرس الجارح، وتحاول اندي برغم ذلك» الاستمرار ، لكنها لاتنجح، الى ان تكتشف سر النجاح بأن تحب عملك ويكون شغفك الحقيقي..

ومن هنا تبدأ بالتحدي وتطوير نفسها ومجاراة ميراندا وتنفيذ طلباتها واحتياجاتها ولكنها في الوقت نفسه تبتعد عن اصدقائها وحياتها اليومية السابقة بكل تفصيلاتها البسيطة لدرجة انها لم تعد تشبه «اندي» القديمة بشيء..

وهنا تقدم الاجابة على التساؤل الذي سيطرحه الفيلم..لكي تحقق ما تريده وتصل اليه عليك ان تعمل بجد وتحب ما تقوم به ولكن هل عليك ان تكون أنانياً؟

أندي ترفض هذه الانانية التي وصفت نفسها بها ، فتقرر برغم النجاح وبرغم الابواب التي فتحت أمامها السفر الى باريس «مدينة الموضة» والتعريف على كبار مصممي الازياء في العالم ونخبة المجتمع من نجوم واصحاب رؤوس الاموال!

وبرغم الابواب المقبلة التي ستفتح أمامها الا ان اندي تقدم استقالتها لتعود الى مكانها البسيط والى حبيبها وتبدأ من جديد بمراسلة مكاتب المجلات والصحف، بعدما اخذت درسا مهما في حياتها المهنية المقبلة وفي حياتها مع نفسها ومع من حولها..

من بداية الفيلم..تقريبا لدى المشاهد الصورة فيما يتعلق بالحكاية..فتاة بسيطة تدخل عالم الموضة الغريب عنها لتنجح فيه وتتطور ثم لتتركه لانه بعيد عن شغفها الحقيقي، ولانه سرقها عن عالمها البسيط ، ولكن اسلوب معالجة الاحداث والمشاهد الرائعة التي تجمع بطلتي الفيلم «ميريل ستريب وآن هاثاوي» والجمع بين خطين «الخط  المهني والانساني» والمقارنة بينهما.. النجاح الكبير في الاول والفشل في الآخر وآثار هذا في ذاك وبالعكس..

فعلى الرغم من ان العالم المطروح في الفيلم عالم خاص ، لكن الموضوع أعم وأشمل فهذاالتناقض والتداخل بين الرغبة في النجاح في الحياة العملية والرغبة في انشاء اسرة جميلة ناجحة هي الاخرى هو طموحنا جميعاً.. ومحاولاتنا الدائمة للجمع بينهما وتحقيق رغبة شخصية جامحة في الوجود المهني وفي اثبات الذات وتطويرها.. وتحقيق غريزة انسانية وحاجة ماسة هي الاستقرار العاطفي وتكوين عائلة..كل هذا يجعلك مشدوداً الى الفيلم اضافة الى اداء «آن هاثاوي» الجميل حيث تألقت في شخصية «آندي» الفتاة المتعلمة المثقفة البسيطة في ثيابها وسلوكها وطريقة تعاملها مع الآخرين تدخل الى عالم بعيد كل البعد عن طبيعتها ثم لتطور نفسها بالشكل الذي يتناسب مع هذا العالم ثم السلوك لكن تبقى محتفظة ببساطتها الداخلية التي تتجلى في عينيها اللتين لايلوثهما شيء.. وتسحر وتؤثر بروعة اداء «ميريل ستريب» والاسلوب الذي ارادته لشخصيتها ورسمته وأدته بكل دقة وحرفية..

«ميراندا» الذكية والمتسلطة القوية والقاسية التي تخيف جميع من يتعامل معها ولكنها تثير اعجابهم في الوقت نفسه.

أحد الاشياء التي فعلتها «ستريب» انها تعمدت معاملة «آن هاثاوي» خارج أوقات التصوير بالاسلوب نفسه في الفيلم «حسب ما ذكرته مجلة بيبول الامريكية» لتحبك دورها ولاتبتعد عن روح السيناريو في الفيلم، وقد فعلت ذلك حتى لاتؤثر صداقتها في الدور أمام الكاميرا! ايضاً الفيلم يقدم وجبة عرض ازياء مميزة للفتيات الشابات متمثلة بما ترتديه «آن هاثاوي» في الفيلم بعد دخولها في لعبة الموضة والتأنق وعرض آخاذ للسيدات من خلال «ميريل ستريب» وازيائها وأنقاتها وجمالها اللافت.

المدى العراقية في 19 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)