تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الثائر "تشي جيفارا" يكشف علاقاته السرية

ترجمة - ناجي العرفاوي

أربع ساعات وعشر دقائق تلك هي المدة التي يستغرقها فيلم "Che" الذي يروي قصة الثائر الشهير "تشي جيفارا". تولى اخراج هذا الفيلم الهام ستيفن سودربرج. لقد ظل المخرج سودربرج يلعب دور الملاحظ والشاهد على العصر وذلك منذ الفيلم الذي اخرجه سنة 1989 بعنوان: (Sex, Lies and Video )، يحسب لهذا المخرج أيضا عدة أفلام أخرى بارزة نذكر منها على وجه الخصوص: * فيلم - King of the hill - (1993). * فيلم - Erin Brokovich - (1999).* فيلم - Trafic - (2000). * فيلم - Solaris - (2002). يذكر ايضا ان ستيفن سودربرج قد أخرج سنة 1992 فيلما بعنوان: Kafka. يلعب الممثل بنسيو دل تورو دور تشي جيفارا في هذا الفيلم الذي حرص المخرج على حذف عدة أحداث تاريخية منه كانت ستثير الكثير من من الجدل مثل الاتصالات التي جرت بين تشي جيفارا والروس والصينيين بالاضافة الى طبيعة علاقاته مع الزعيم الكوبي فيدال كاسترو. اجرت مجلة لونوفيل اوبزرفاتور الفرنسية الحوار التالي مع مخرج فيلم "Che" ستيفن سودربرج:

·         ان الفيلم يعطي الانطباع بأنه بعيد عن شخصية تشي جيفارا.. فما سبب هذا الابتعاد والفتور والبرودة.

- هذا الفتور الذي تتحدث عنه لا وجود له في الفيلم. هناك لغة سينمائية تشعرك بأنك اقرب ما تكون من الشخصية أو من الوضعية الدرامية نفسها.

·         هل يعني هذا انك غلبت الاسلوب على المضمون؟

- هناك نوعان من السينمائيين هناك نوع من المخرجين السينمائيين الذين يحافظون على نفس الطابع الجمالي، أي الاسلوب وهم دائما يبحثون عن مواضيع تتماشى مع هذا الاسلوب.

أنا أقف على طرف النقيض مع هؤلاء فأنا من طينة المخرجين الذين يكيفون أساليبهم ويطورونها من فيلم الى آخر. فالقصة هي التي تحدد الشكل أو الاسلوب.. أنا أبدأ بقراءة السيناريو وأتساءل طويلا عن الشكل الجمالي الذي يناسبه من أجل تحويله الى صورة ومشهد.. لذلك فأنا كالمخرج الذي يطرح الاسئلة أكثر مما يجيب عنها أو كالمخرج الذي يعيش داخل مختبر باحثا دائما عن شيء جديد.

·         ماذا عن فيلم "Che"؟

- لقد اعتبرت ان الأمر الاكثر اهمية بالنسبة لي انما يتمثل في عدم بيع "تشي جيفارا" بكل معنى للكلمة، كان بامكاني ان احشو الفيلم بالصور الكبيرة والموسيقى لأن تلك مجرد أدوات تسويقية. فأنا لا أريد فيلما هوليووديا بما عرف عنه من أساليب تسويقية، ان تاريخ السينما مليء بالسير الذاتية، وكثيرة هي الافلام التي تروي السير الذاتية لنابليون بونابرت وليوناردو دافنشي ودريفوس. لقد تم اخراجها وفق نفس القالب والمفهوم وكأن الامر يتعلق بتطبيق وصفة لطبخ احدى الاكلات.

·         لقد اخترت الاسلوب الوثائقي وفضلته على الاسلوب الدرامي.

- أفضل القول انني اخترت اسلوبا أكثر حقيقة وأمانة تاريخية فنحن نرى "تشي" ونطلع على ما قام ويقوم به، لا نضع صوره على القمصان والفناجين والقبعات سعيا للجري وراء التسويق رغم علمنا ان مثل هذه الادوات مربحة.

يا له من تناقض..

ان تشي جيفارا هو ممثل ورمز الماركسية اللينينية وهو الرمز الثائر الذي تبناه الغرب وجعله اداة من أدواته الرأسمالية التسويقية. يا له من تناقض يبعث على السخرية!

لقد التزمت منذ البداية بمبدأ صارم لم أحد عنه ورفضت أي شيء يمكن ان يشتم منه عملية تسويق تجاري في فيلمي لهذا الرمز الثوري.

·         هل وثقت قبل ان تبدأ في تصوير فيلم "Che"؟ هل اكتشفت عناصر جديدة تعزز مكانته كبطل أو تقوضها.

- أنا لم أتعامل معه كبطل. فهذه ليست طريقتي في النظر الى الاحداث. فهو في نظري فرد مثل سائر البشر الاخرين وهو فرد بسيط وشخصية في ذات الوقت، ان تشي جيفارا يتمتع بميزة كبيرة تصنع الرجل الاستثنائي، انه رجل قوي الارادة ولا يثنيه شيء.

·         ما الذي اكتشفته؟

- لا شيء جديد ما عدا أنني لم تسنح لي فرصة الاقتراب منه على أرض الواقع والا لكنت وجدت شخصا شديد التحمل ولا يمكن تحمله. لا يمكن لشخص مثلي ان يوجد في العالم أو في المجتمع الذي كان يحلم به تشي جيفارا وبقيت عاطلا عن العمل. فالافلام التي اخرجها لم تكن لتكتسب أي قيمة في عالمه. لقد ظل يقول: "يجب على الفرد ان يمحى ويختفي ويذوب في الجماعة". اعترف بأن هذه العقيدة التي يحملها تشي جيفارا تخيفني وترعبني وبالمقابل فأنا أتفق معه تماما في رفض هذا العالم الظالم الذي ينهش فيه الغني الانسان الفقير الذي تحول الى فريسة وانه لابد من اصلاح هذا النظام.. لكنني لست ماركسيا. لقد قرأت كل ما كتبه تشي جيفارا.. واعتبر ان الكثير من افكاره لم تكن لتنجح.

·         رغم ذلك فقد كان تشي جيفارا يولي أهمية كبيرة لفكرة الثورة.

- نعم لكن هذا الامر لم ينجح حتى في كوبا.. وحدها الصين بدأت تخرج من النفق وذلك عندما اختارت الاعتماد على العديد من الادوات الرأسمالية.

·         لماذا ركزت فقط على الفترات التي كان خلالها تشي يقاتل داخل الغاب؟

- لأنها فترات هامة. فهناك مجموعة ثائرة تريد الاستيلاء على الحكم في كوبا.. بعد ذلك كان هناك الثوار في بوليفيا. الفترة الاولى هي مرحلة الشباب. أما المرحلة الثانية فهي تتمثل في استحالة الثورة. هاتان محطتان هامتان لم تتركا متسعا من الوقت في الفيلم للنفاثات الايديولوجية في الواقع هناك حاجة لأكثر من فيلم واحد إذا كنا نريد ان نحكي حياة تشي جيفارا.

·         كنا نريد ان نعرف أكثر عن تلك الفترة التي امضاها تشي جيفارا في الكونجو على سبيل المثال.

- فعلا كنت أود تصوير تلك الفترة لكن كان ذلك صعبا ويحتم تصوير فيلم ثالث.

·         لماذا لم تخرج مسلسلا عن تشي جيفارا وتتطرق الى كل مراحل حياته بدل الفيلم.

- كنت أود القيام بذلك أيضا لكن يصعب تمويل المسلسل. فرغم صورته الجذابة فإن تشي جيفارا يظل بطلا صعبا قد يستعصي على الكثير من المنتجين. لقد كانت معجزة حقيقية عندما حصلنا ما يكفي من المال لاخراج فيلمين.

·         بعد بضع سنوات - أي عندما ينتهي ارث الثورة الكوبية قد لا يبقى من تشي جيفارا الا هذا الفيلم الذي انجزته عنه.

- انت تبالغ في الامور - من كان يعرف اننا سنجري هذا الحوار قبل اربعين سنة. من يعرف ما قد يحدث لتشي جيفارا بعد اربعين سنة من الآن؟

أفلام اخرى عن تشي جيفارا.

  • 1969: فيلم "تشي جيفارا" للمخرج باولو هوتش وهو من بطولة فرنسكو رابال.
  • } 1969 فيلم "تشي" للمخرج ريتشارد فلايشر بطولة عمر الشريف.
  • 1997: فيلم "Hasta La victoria Siempre".. للمخرج خوان كارلوس ديزانزو.. بطولة ألفريدو فاسكو.
  • 2004: فيلم "Carnets de Voyages" للمخرج والتر سالس - بطولة جاييل جارسيا بيرنال.
  • 2005: فيلم - The Lost City - للمخرج جابرييل كابريرا انفانتي - بطولة جوسو جارسيا.
  • 2006: فيلم Sartre, L,Age des Passious للمخرج كلود كورسيا. بطولة جوليو كاسيدا.

أخبار الخليج البحرينية في 18 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)