تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

حصل علي جائزة المهر لأفضل فيلم عربي

مسخرة‏..‏ فيلم جزائري مرشح لأوسكار أحسن فيلم أجنبي

‏*‏ علا الشافعي‏*‏

برغم الإنتاج القليل والمشاكل التي تعانيها‏,‏ فإن السينما الجزائرية احتلت مكانة بارزة أخيرا‏,‏ من خلال حصولها علي نصيب الأسد في المهرجانات العربية التي عقدت‏,‏ وآخرها مهرجان دبي السينمائي الدولي‏,‏ حيث عرض خلال الدورة الخامسة فيلم مسخرة للمخرج لياس سالم‏,‏ وفيلم مصطفي بولعبيد للمخرج أحمد راشدي‏,‏ وبرغم الإمكانات المرصودة لفيلم راشدي والذي يتناول سيرة واحد من أهم مفجري الثورة الجزائرية‏,‏ فإن فيلم مسخرة البسيط في بنائه وفكرته وإمكاناته استطاع أن يحصد جائزة المهر لأفضل فيلم عربي من مهرجان دبي في دورته الخامسة‏,‏ كما حصل علي جائزة أفضل فيلم عربي من مهرجان القاهرة السينمائي‏,‏ كما أن الفيلم عرض في كثير من المدن الأوروبية والجزائر محققا نجاحات فنية وجماهيرية‏,‏ والفيلم قريب في معالجته وأسلوب طرحه للأفلام الإيطالية التي تحمل سخرية مريرة من الواقع‏,‏ ومسخرة هو الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه‏,‏ ويتناول قصة مجتمع يقوم علي الكذب أملا في الهروب من الواقع الصعب والذي لا يرضي أحد عنه‏.‏

وتبدأ أحداث الفيلم مع منير الشاب الذي يعيش يومياته العادية في قرية صغيرة بمنطقة الأوراس وكل ما يعنيه في حياته أن ينظر إليه الآخرون باحترام‏,‏ خصوصا أن شقيقته ريم مصابة بداء النوم الفجائي مما يجعلهما مادة دسمة للثرثرة والهمس واللمز من الآخرين‏,‏ ولكن سرعان ما تطلق شقيقته كذبة صغيرة مفادها أن هناك شابا ثريا سيتقدم إلي خطبتها‏,‏ ومن خلال هذا التناقض وتلك الكذبة تقع العديد من المفارقات الكوميدية‏,‏ وبرغم أن البعض وجدوا في مسخرة فيلما عاديا تشوبه بعض نواحي القصور في البناء الدرامي‏,‏ فإن هناك اتفاقا علي حيوية الفيلم وقدرته علي إثارة الضحك دون ابتذال‏,‏ حيث استطاع مخرجه أن يعري الفصام الذي يحياه المجتمع الجزائري وغيره من المجتمعات العربية‏,‏ والفيلم يتنافس علي الترشيح النهائي لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي والتي ستعقد في فبراير المقبل‏,‏ وإذا كانت الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي نالت جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي عن فيلم زد للمخرج كوستا جا فراس عام‏.1969‏

ويبدو أن وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي تراهن علي عودة الروح إلي السينما الجزائرية من خلال المخرجين الشباب الذين أصبحوا يقدمون تجارب سينمائية واعدة يحصدون بها الجوائز والإعجاب الجماهيري‏,‏ وإذا كانت وزارة الثقافة الجزائرية قد تبنت ورصدت الإمكانات لفيلم مصطفي بولعبيد فيبدو أن عليها من خلال وزيرة الثقافة شديدة الحيوية والتي تملك رغبة حقيقية في إنجازات مؤثرة للثقافة الجزائرية أن تعطي السينما الجزائرية حقها في الاهتمام‏,‏ وكذلك بناء دور العرض‏,‏ حيث إن الجزائر أصبحت تعاني أزمة حقيقية في دور العرض السينمائي علي الأقل لتكون هناك سينما جزائرية وطنية خالصة‏,‏ بعيدا عن أفلام الإنتاج الأوروبي المشترك طالما السينما الجزائرية تملك شبابا موهوبين ومخرجين قادرين علي إثارة العالم ويكفي أن السينما الجزائرية منذ ثلاثة أعوام متتالية تحصد الجوائز من أهم المهرجانات العربية‏.‏

الأهرام العربي في 17 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)