تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

آوراق شخصية

الجائزة التي لايستحقها الرئيس !

بقلم : آمال عثمان

الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة، وقد عبرت رابطة الصحفيين الأجانب في هوليوود- والتي تمنح جوائز الجولدن جلوب- عن موقفها السياسي من المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، وحرب الإبادة الصهيونية ضد الفلسطينيين من خلال جوائزها السينمائية التي منحتها هذا العام للفيلم الإسرائيلي »الرقص مع بشير« الذي يصور الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982 ويوثق المذابح التي تعرض لها الفلسطينيون في مخيم صبرا وشاتيلا علي أيدي الكتائب اللبنانية بعد اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل، برعاية وحماية ومباركة قوات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت تحاصر المخيم في ذلك الوقت!

الفيلم يجمع بين السينما الوثائقية وأفلام التحريك، ويقدم سيرة ذاتية للمخرج الذي يحاول أن يسترجع أحداثا حقيقية من خلال رحلة بحث في الذاكرة ولقاءات وشهادات ،واعترافات يقتفي أثرها من أصدقائه وزملائه الجنود الذين يستعين بهم لاستعادة ذكرياته ،وتجاربه عن الفترة التي قضاها في لبنان عندما كان مجندا بالجيش الإسرائيلي!

والحق أقول إنني عندما شاهدت الفيلم في مهرجان »كان« السينمائي العام الماضي، كان بداخلي كما هائلا من التحفز، والترقب لما سيقدمه المخرج الإسرائيلي »آري فولمان« من أكاذيب ملفقة وادعاءات باطلة، لكن الفيلم كان بمثابة مفاجأة حقيقية للجميع، حيث قدم إدانة صريحة وواضحة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وقادتها الذين يتبعون سياسة القتل والقمع والإبادة! ويحمل القيادات الإسرائيلية مسؤلية تلك المأساة الإنسانية! ويقدم صورا حية للدمار وجثث الضحايا من الأطفال والشيوخ والنساء وصرخاتهن للعالم الصامت أمام تلك الجرائم البشعة!

ورغم الجدل الذي حققه الفيلم الإسرائيلي الجنسية إلا أنني رأيت أنه أكثر الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينة قوة ،وتأثيرا لاهتمامه بالجانب الإنساني في تناول الأحداث، والصدق، والبساطة، والجرأة، إلي جانب التميز الفني والإبداعي لعناصر الفيلم.

واقع الحال إن الجائزة التي منحتها رابطة الصحافة الأجنبية للفيلم الإسرائيلي ما هي في الحقيقة سوي شهادة إدانة لجنرالات بني صهيون وقادة الدولة العبرية! فإذا كان أعضاء الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون التليفزيون قد عبروا عن رأيهم السياسي منذ أيام بمنح المسلسل الأردني »اجتياح« جائزة »إيمي« أعلي ،وأهم الجوائز التليفزيونية في العالم فإن رابطة الصحافة الأجنبية أعلنوا موقفهم السياسي أيضا من خلال جائزة الكرة الذهبية ثاني أهم جائزة سينمائية في أمريكا بعد جائزة الأوسكار، والتي منحت لفيلم يحمل شهادة إدانة لإسرائيل وقادتها الملطخة أيديهم بدم أطفال فلسطين ولبنان.

> > >

انتهزت فرصة الأجازة- يوم الأربعاء الماضي- للاسترخاء والجلوس أمام شاشة التليفزيون، وخلال تجولي بين القنوات الفضائية استوقفني الحوار الشيق والممتع الذي أجرته الإعلامية عزة مصطفي مع قداسة البابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والتي نجحت في أن تقدم فيه الجانب الآخر لرجل الدين المستنير وأحد الرموز المصرية التي نفخر بها، ونكن لها كل التقدير والاحترام، وكشف الحوار عن شخصية تجمع بين الحكمة والذكاء ورجاحة العقل، وبين روح المرح والفكاهة وسرعة البديهة، تحدث بعمق وبساطة في الكثير من القضايا التي تشغل الرأي العام، وعن العدوان الوحشي علي غزة، وكيف أن الوضع العربي المتصدع، والانقسام الفلسطيني المخزي شجع الإسرائيليين فانتهزوا الفرصة للقيام بهذا العمل الذي يشبه مذابح التطهير العرقي في البوسنة ورواندا وبوروندي وفيتنام وجنوب أفريقيا، وأكد أننا أصبحنا نعيش عصر تحكمه القوة وليس العدل أو النظام، ولم يتردد قداسة البابا في أن يكشف الجانب الآخر من شخصيته التي يعرفها عنه المقربون، كإنسان مصري يتمتع بالطيبة والبساطة وخفة الظل، فحكي عن وفاة والدته وهو طفل رضيع، وكيف تناوبت سيدات القرية علي إرضاعه، مما جعل له أشقاء كثيرين في الرضاعة من المسلمين والمسيحيين، وروي أمام الكاميرا حكايات شخصية وإنسانية أفصحت عن روحه السمحة، وكيف واجه الألم وحيدا عندما سقط وظل أكثر من عشر ساعات غير قادر علي الحركة، وعلاقة الأخوة والصداقة التي تجمعه بشيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي، وكيف أنه يخبره بأحدث النكات والطرائف والنوادر التي تصل إلي مسامعه، وعندما طلبت منه المذيعة أن يلقي بعضا من تلك النكات، لم يتردد لكنه كان من الفطنة والذكاء، فاختار نكتة تسخر من اليهود الذين اشتهروا بالبخل والخبث والدهاء!

حقا لقد سعدت واستمتعت بالحوار »الخاص جدا« الذي أجرته الإعلامية المتألقة عزة مصطفي مع قداسة البابا صاحب المقولة العبقرية التي تلخص عشق المسلمين والمسيحيين لهذا البلد: إن مصر ليست وطنا نسكن فيه، ولكنها وطن يسكن فينا.

> > >

لم أندهش وأنا أطالع تلك الصورة التي تصدرت الصفحات الأولي في الصحف اليومية التي بين يدي.. أعني صورة المعركة التي وقعت بين النواب تحت قبة البرلمان وكان بطلها »حذاء« صنع في مصر، وليس حذاء عراقيا، وذلك عندما خلع النائب الموقر أشرف بدرالدين حذاءه وقام بتصويبه نحو زميله نشأت القصاص بعد فاصل من تبادل الإتهامات! تلك المهزلة التي أتوقع أن نراها كثيرا في الأيام القادمة، ونعتاد علي سماع قاموس مرادفات »بطلها« في حياتنا اليومية! فقد أصبح الحذاء وسيلة جديدة للتعبير في أمتنا العربية العظيمة ورمز للمقاومة والبطولة! ولا عجب أن نقرأ هذه الأيام علي صفحات الجرائد مانشيتا بالبنط العريض يقول: »العشرة المبشرون بالجزمة«! أو نطالع تصريحا علي لسان فنانة محجبة في إحدي الصحف تقول فيه إن هناك بعض ممثلات الكوميديا تستحقن الضرب بالحذاء! ونري صور صنٌاع الأحذية ضيوفا دائمين علي صفحات الجرائد تيمنا بحذاء منتظر الزيدي! ويتباهي كتٌاب الشعر بكتابة أبيات تذوب عشقا في الحذاء العراقي! ولا غرابة أيضا أن تتفنن قنوات تليفزيونية ومحطات إذاعية في استخدام قاموس ومصطلحات الجزم والنعال والبراطيش في مناقشة قضايا الأمة المصيرية! والحق أقول ..إنني لا أستبعد أيضا أن تسود مشاهد التراشق بالأحذية في أفلامنا السينمائية القادمة، وأخشي ما أخشاه أن تصبح حرفة »الصرماتي« مهنة لها »شنه ورنة« في الوطن العربي! وتصبح للأحذية في حياتنا السياسية والثقافية والفكرية شأن كبير!

إنني أقترح علي الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أن يطالب السادة النواب بخلع أحذيتهم قبل دخول قاعة البرلمان!

> > >

أستاء كثيرا من المزايدات الرخيصة، والتصريحات العنترية التي يطلقها بعض الفنانين بحثا عن لفت الأنظار وتحقيق شعبية، وخطف الأضواء بغير وجه حق.. مثل تلك التصريحات التي جاءت علي لسان المغني الجزائري الشاب خالد الذي ذكر في حديث لصحيفة »النهار« اللبنانية، أنه علي استعداد لحمل السلاح ليقاتل برابرة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة! ولا أعرف ما الذي يمنع مغني الراي الشهير من تنفيذ تصريحاته، ومعبر رفح مفتوح علي مصراعيه للجميع؟!

أفلح إن صدق!

> > >

قرأت أن هناك حملة توقيع تشمل مليون مواطن سويدي، لمطالبة مؤسسة نوبل للسلام، بسحب جائزة نوبل من الرئيس الإسرائيلي »شيمون بيريز« باعتباره مجرم حرب يشارك في المجازر التي ترتكب ضد الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، وباعتباره المسئول الأول عن مذابح »قانا« في لبنان، إنني أتمني أن تتسع الحملة لتشمل توقيعات من مختلف دول العالم، وأن يتبني الإعلامي اللامع عمرو أديب تلك الفكرة، حتي ننجح في التأثير علي أصحاب القرار، وتكون صفعة قوية علي وجه هؤلاء السفاحين أعداء السلام الذين يدقون طبول الحرب ليل نهار، ويتجرعون كئوس الدم.. نخب انتصاراتهم الزائفة علي الأطفال الرضٌع في أحضان أمهاتهم!

أخبار النجوم المصرية في 15 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)