تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

تداعيات الأزمة المالية تصيب الفن السابع بالشلل!

الخبراء والنقد: خسائر هائلة تتكبدها صناعة السينما

القاهرة - الراية - ريماء عبد الغفور ودينا محروس

·         تراجع رجال الأعمال عن الإنتاج السينمائي والأجور الفلكية للنجوم تهدد صناعة السينما المصرية!

·         الخبراء يحذرون من انحسار الإعلانات وإفلاس الفضائيات وتراجع مستوى التوزيع الخارجي

·         ممدوح الليثي: صعوبة في ضمان التمويل الكافي لإنتاج أفلام هادفة

·         جرجس فوزي: لا أشعر بالقلق والحل في المنافذ التسويقية والتوزيعية الأخرى

·         إسعاد يونس: نجوم الصف الثاني ودمج شركات الإنتاج أهم الحلول لمواجهة الأزمة 

أصيب منتجو الافلام السينمائية بإحباط شديد بسبب الارتفاع المفاجئ والكبير في أجور نجوم السينما في مصر والعالم العربي، بما لا يتناسب مع حالة الركود والأزمة الاقتصادية العالمية، التي توقع البعض أن تؤدي الى انخفاض الأجور أو على أقل تقدير تظل كما هي من دون زيادة.

ويبدو ان تداعيات الازمة الاقتصادية جعلت العاملين في قطاع السينما، من نجوم ومنتجين ومخرجين، قلقين من تأثر صناعة السينما المصرية بهذه الازمة خاصة بعدما واجهت الافلام المصرية عقبات في التوزيع بدول الخليج وانخفضت اسعار التوزيع بنسبة لا تقل عن 50%.

وعلى الرغم من ان صناعة السينما المصرية أثبتت على مر السنين أنها تمتلك مناعة قوية ضد الأزمات الاقتصادية الخانقة التي شهدها العالم وهو ما يتجلى في الارتفاع الهائل في نسبة الإقبال على صالات السينما، والايرادات التي تصل لملايين الجنيهات.... الا ان خبراء ونقاد مصريين اكدوا تأثر السينما المصرية بالأزمة المالىة العالمية.. وتوقعوا ان تتكبد خسائر طائلة بعد انحسار الاعلانات، وافلاس بعض المحطات الفضائية التي تنتج الافلام وتراجع رجال الاعمال عن الانتاج السينمائي وتوقع بعضهم أن يكون هذا العام "عاما اسود "على صناعة السينما المصرية فقد ادت خسائر الوليد بن طلال في البورصات العالمية الى الاحجام عن الانتاج السينمائي الذي تكبد من خلفه خسائر مالىة تعدت 150 مليون جنيه كما ان مجموعة شركات راديو وتلفيزيون العرب art تراجعت عن الانتاج السينمائي بعد ان تكبدت خسائر فادحة وصلت الى 50 مليون جنيه ورجل الاعمال نجيب ساويرس والذي وصلت خسائره في البورصة الى 18 مليار جنيه سيؤثر أيضا بالسلب على انتاج الافلام خاصة أنه حليف في شركة مصر للسينما التي من المفروض ان تنتج 10 افلام في السنة.

ومن المتوقع أن يستمر التراجع مع استمرار الأزمة الاقتصادية خلال العام الجديد خاصة مع ارتفاع أجور النجوم وسط صراع غريب ومحموم بين شركات الإنتاج على الفوز بتوقيع احدهم، في سياسة احتكار واضحة من الممكن أن تترك بصمات سلبية على خارطة السينما المصرية.

ويبدو ان شركات الإنتاج السينمائي قد تنبهت لكل هذه المعطيات فاتخذت تدابير مختلفة لمواجهة الأزمة وكان ابرز ما حدث اندماج بعضها الذي أسفر عن كيانات ضخمة لتمكينها من مواجهة ما هو مقبل.

وفي مجال التنافس وحرب السيطرة على الإنتاج السينمائي بدأت لعبة  الأجور الفلكية  للنجوم، فالزعيم عادل إمام طلب 10 ملايين جنيه مقابل بطولة فيلم  فرقة ناجي عطا الله ، اما النجم احمد السقا فتقاضى 5ملايين ليلعب بطولة فيلم  إبراهيم الأبيض  والفنان يحيى الفخراني حصل على 7 ملايين جنيه مقابل بطولة فيلمه الضخم  محمد علي باشا  تأليف د. لميس جابر وإخراج حاتم علي بينما تعاقد خالد صالح على بطولة فيلم  في عرض البحر  ب5 ملايين وهاني سلامة ب 9 ملايين في فيلم  السفاح  الذي يجري تصويره الآن بمشاركة النجم خالد الصاوي، ومصطفي شعبان ب 4 ملايين في  الضحية  الذي يجري تصويره أيضا اما هاني رمزي فتقاضى 7 ملايين جنيه مقابل فيلم  الرجل الغامض بسلامته ، اما النجوم كريم عبد العزيز وشريف منير واحمد عز فحصل كل واحد منهم على 5 ملايين جنيه مقابل بطولة أفلامهم في 2009.

وعن تأثير الأزمة الاقتصادية على صناعة السينما المصرية يقول ممدوح الليثي نقيب السينمائيين انه لا مفر من أن يكون لهذه الأزمة تأثيرها الضار، بل والخطير، على صناعة السينما المصرية، والازمة الاقتصادية ستتبع صعوبة في ضمان التمويل الكافي لانتاج الفيلم على نحو مشرف يرضي ضمير المخرج ومطامحه الفنية. وازاء هذه الازمة قد لا يمكننا الاستعانة بمصدر خارجي يشترك في التمويل اولاً، ويضيف سوقاً جديدة لتوزيع الفيلم.

ويضيف الليثي قائلا ان الازمة الاقتصادية ستجعل السينما المصرية تعاني خلال السنوات القادمة بجانب مشكلات اخرى مستعصية منها الافتقار الى المواهب، ضعف الامكانات الفنية.وقلة الافكار الجادة وسينتج عن ذلك مزيد من الضياع الفني والاحباط والقنوط، وإهدار المواهب والكساد والتمزق .

أما المنتج هاني جرجس فوزي فيقول إنه من خلال عمله في المجال لمدة 25 عاماً، يرى أن الإبداع يزداد وفرةً وعمقاً مع اشتداد الأزمات. ويعتبر أنه مهما اشتدت هذه الأزمة فإنها لن تمنع الناس من دفع الأموال للاستمتاع بفيلم يحتوي على قصة جميلة مشيرا أنه لا خوف على صناعة السينما، لأن إنتاج الأفلام يتم وفقاً لإطار زمني طويل الأجل. مؤكدا ان المنتجين في مصر لا يستثمرون أموالهم في الخارج وهو الأكثر تأثراً بالأزمة، إضافة إلى وجود منافذ تسويقية وتوزيعية بالداخل مثل القنوات الفضائية التي تشتري الأفلام بشكل يغني عن التفكير في التسويق الخارجي إذا حدثت له أضرار سلبية.

ويرى جرجس فوزي ان الأزمة الاقتصادية الحالية قد تركت أثراً إيجابياً على نسبة الإقبال على السينما لان ذلك في رأيه مرتبط بفكرة إنه عندما تزداد الضغوط على الناس، فإنهم يحبون الخروج للترويح عن أنفسهم بشتى الوسائل، لاسيما عبر ارتياد دور السينما. ولهذا السبب لا يشعر جرجس فوزي بالخوف على صناعة السينما جراء هذه الأزمة.

اما الفنانة اسعاد يونس مديرة الشركة العربية للإنتاج السينمائي فلها راى اخر حيث تشير الى أن قطاع السينما سيواجه بعض المشاكل جراء الأزمة الحالي متمثلة في تراجع مستوى التوزيع الخارجي للأفلام من ناحية ارتفاع أسعار الخامات والتحميض وايضا تراجع مضمون الأفلام ؛ حيث تتوقع ازدياداً في نسبة الأعمال غير الهادفة أما الدراما فسوف تواجه، برأيها، المزيد من الصعوبات. علماً أن هذا قد لا يظهر على أرض الواقع قبل مرور عامين على الأقل. مؤكدة ان الاجور المبالغ فيها التي يتطلبها النجوم حالىا ستزيد من تقافم الازمة لافتة الى ان شركتها اتبعت منذ فترة سياسة صناعة النجم من ناحية إعطاء فرصة لنجوم الصف الثاني والوجوه الجديدة للقيام بالبطولات للتغلب على الأجور الباهظة للنجوم الكبار الذين يلتهمون نصف الميزانية وهو ما حدث في أفلام مثل "اتش دبور " للفنان الشاب احمد مكي وفيلم  أدرينالىن  فالمؤلف وجه جديد هو محمد عبد الخالق والمخرج هو محمود كامل وهاني حسين ممثل ونجم ستار أكاديمي وخالد الصاوي وإياد نصار لأول مرة في السينما المصرية. وترى ان مواجهة تلك الازمة قد يأتي عن طريق عقد اتفاقات وانشاء وتكتلات ضخمة بين الكيانات الإنتاجية الكبيرة وكذلك الصغيرة منها.

لكن المخرج علي رجب لا يبدو متشائما على الإطلاق، بل هو متفائل، لاسيما فيما يتعلق بالساحة السينمائية في مصر، التي تمتلك، حسب قوله، بنية تحتية قوية ومواهب فذة، إضافةً إلى قصص يمكن أن يكون لها صدىً مؤثرٌ على الصعيد الدولي. ثم يضيف أن هذه الأزمة يمكن أن تترك أثراً سلبياً على السينما، بوصفها صناعة عالمية، فقط في حال أدت إلى توقف تدفق رؤوس الأموال باتجاه توسيع دور العرض وبناء الصالات ويعتبر أن نجاح الافلام السينمائية حالىا يعود الفضل فيه إلى الإنتاج السينمائي الراقي وأيضاً إلى مضمون القصة، أكثر مما يعود إلى كوننا نعيش في أزمة اقتصادية كبيرة.

ومن جهته يرى الناقد نادر عدلي ان السينما في مصر ليس لها اقتصاد ولا تمولها البنوك ، وليس لها اسهم في البورصة فالسينما المصرية ظلت دائما تعمل بأموال تتحرك فوق رمال متحركة ، وافراد يظهرون فجأة ثم يختفون ، فهي صناعة لاتعرف الاستقرار ويضيف ان سوق السينما تعرض لعاملين سلبيين أولهما : أن السوق الداخلية أصابها بعض الانكماش ، نتيجة زيادة الأسعار بشكل أكبر من الزيادات التي اضيفت لأجور العاملين ، ونتيجة زيادة أسعار التذاكر .. ولكن حركة الانتاج لم تتأثر أما العامل الثاني فيتمثل في أن المحطات الفضائية أصبحت تتسابق على شراء الأفلام ، وبالتالي لم تعد الايرادات في السوق الداخلية تشغل المنتج والموزع كثيرا ..

غير انه يلفت الى ان الازمة المالىة والاقتصادية سوف تنال من دون شك من المحطات الفضائية، مما يجعل يقلص قدرتها على تمويلها لانتاج الافلام وهذا سوف يؤثر على الصناعة كثيرا .. وبعد أقل من شهر سوف تظهر بوادر الازمة. سواء تعافى الاقتصاد العالمي والخليجي أو تعثر ، فإن صناعة السينما في مصر لايمكن ان تستمر هكذا ، بلا قواعد اقتصادية حقيقية ومستقرة ، لابد من طوق نجاة يخلصها من رغبات المشاهد في السوق الخارجي ، ويجعلها تفرض نفسها وشروطها لأنها صناعة متفردة في المنطقة بأكملها .

وعن الحلول اكد عدلي على ضرورة عدم ترك مصير الصناعة في يد غرفة صناعة السينما التي تدير الامر طبقا لمصالح هؤلاء المنتجين والموزعين المحتكرين للصناعة ، ولايعنيهم سوي بعض الملايين السريعة من الجنيهات.

الراية القطرية في 16 يناير 2009

 

السينما.. عين الضمير علي فداحة المأساة

من دير ياسين وصبرا وشتيلا إلي غزة مروراً بجنين

يقترب رقم ضحايا المجزرة في غزة وأنا اكتب هذه السطور من الألف.. وهو بالقطع سوف يكون قد تجاوزها حين تطالعها فهل هناك ما يقال في صفحة للسينما والمرئيات هل بقي جانب من المآساة لم يفقأ عيوننا علي الشاشات؟ نعم بقي الكثير ليقال بعد ان نلملم الجراح والاشلاء بقي الكثير ليشاهد ويري ويروا لينفذ إلي عمق الضمير ليس ضميرنا نحن فهو مثقل بما يكفي من الذنوب بل ضمير الآخر ضمير الاغيار وضمير الأجيال الآتية.. فإذا كان تحيز أجهزة الإعلام في اتون المجزرة يشوش علي العيون والعقول فإن السينما مثلها في ذلك مثل التاريخ والتأريخ هي تأمل وتفكر ونبش عن الحقيقة بين ركام الأكاذيب والدعايات فدور السينما سيبدأ بعد ان تخفت الأبواق قد يستغرق هذا شهوراً بل وسنوات وسنوات لكنه بالقطع آت كما انني بعد أكثر من خمسين عاماً من مذبحة دير ياسين فيلم (دير ياسين الوجع) للمخرج إياد الداود ليعثر بين ركام الزمان والمكان علي الناجية الوحيدة الباقية علي قيد الحياة فيعيد من خلال وجعها خلق الرواية وتجسيد المأساة.. وهو نفس ما حدث مع مذبحة صبرا وشتيلا التي وثقتها العديد من الأفلام كان آخرها وربما سيصبح أشهرها علي الاطلاق الفيلم الإسرائيلي التسجيلي المرشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي هذا العام (فالس مع البشير) للمخرج الاسرائيلي أري فولمان والذي يروي من خلال الرسوم المتحركة وبعض الصور الوثائقية رؤية جندي إسرائيلي شارك في المذبحة دون ان يدري حين كان مجنداً في الجيش الاسرائيلي اثناء احتلاله لبيروت.. وهو نفس ما فعله فجأة الفيلم الوثائقي القصير الذي عرضته بعض القنوات الاسرائيلية تحت اسم (روح شاكيد) وكشف من جديد عن جريمة اغتيال مئات الأسري المصريين في حرب 1967.. وإذا كان معظم هذه الأفلام التي تناولت فصولا قديمة من فصول الجريمة لم يتح له الحصول علي وثائق فيلمية مصورة واستعان بصور ثابتة أو إعادة تجسيد الحدث فإن الفصول الأحدث من الجريمة مثل مذبحة اجتياح معسكر جنين كانت وبال سخرية ألا تعد أفضل حظا حيث سجلتها عشرات الكاميرات تسجيلا مباشرا بأيدي ضحاياها ومن تصادف وجوده من طواقم المحطات التلفزيونية ووثقها صناع الأفلام بعد ذلك شهادات حية علي لسان هؤلاء الضحايا مثل أفلام (جنين جنين) وفيلم (جنين قصة صمود ومجزرة) وهو الأمر الذي دفع مسؤولا إسرائيليا ان يعلن تخوفه مسبقا في أثناء المجزرة من إن الفلسطينيين سينتجون مما حدث في المخيم فيلما تسجيلياً وهو ما حدث بالفعل بل وجعل من ساوي بين الضحية والجلاد يراجعون ما توصلوا إليه وبعد بضع سنوات من اجتياح المخيم ظهر أيضاً فيلم جديد هو (جنينجراد الشاهد والشهيد) للمخرج الفلسطيني فراس عبد الرحمن الذي اعطي في 37 دقيقة الرد والصورة الكاملة للمجزرة بداية بجنازير الدبابات التي مزقت اشلاء طرقات المخيم وتسلسل الأحداث يوما بعد يوم حين يقرر العدو تدمير منازله وتطهيره ثم منع طواقم الاسعافات من الدخول حتي اليوم الثامن عشر! فما اشبه الليلة بالبارحة بل ما افدح جريمة اليوم حتي مقارنة بجرائم الأمس فما حدث في جنين ليس إلا قطرة في بحر الدم الذي سال في غزة وما سجلته العيون والاحداق والكاميرات هذه المرة لابد ان يحتفظ به كاملا قبل ان يتم فرزه وانتقاء الأكثر تعبيرا وتجسيدا للمأساة منه ليعاد نسجه ولذوي الحقائق كما هي نعم السينما لها مكان ودور فيما حدث وما يحدث دور سينتظر قليلا أو كثيرا من الوقت لكنه قادم لا محالة.

الراية القطرية في 16 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)