تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الكل يحذف من الأفلام والحل الوحيد فى السينماتيك

بقلم   سمير فريد

أؤيد خالد يوسف فى الدعوى التى رفعها ضد شبكة راديو وتليفزيون العرب، التى يملكها ويديرها الشيخ صالح كامل بسبب الحذف من فيلمه «حين ميسرة» عند عرضه على قنوات هذه الشبكة، ولكنى لا أويد القول بأن الشيخ صالح كامل من خلال شبكته أو الشيخ الوليد بن طلال من خلال شبكة روتانا يخضعان للأفكار الوهابية المتشددة، بل يروجان لها، فالعكس هو الصحيح لأن تلك الأفكار المتشددة ترفض أصلاً التليفزيون والسينما والتمثيل وكل فنون ووسائل «التشخيص» بما فى ذلك الصور الفوتوغرافية.

والأفلام لا تتعرض للحذف على قنوات الشيخين السعوديين فقط، وإنما على كل القنوات الفضائية المصرية والعربية باستثناءات قليلة للغاية، والاستثناء يؤكد القاعدة، بل تتعرض الأفلام للحذف عند عرضها على شاشات دور العرض، وعند توزيعها على شرائط الفيديو وأسطوانات الـ«دى فى دى».

والجهات التى تقوم بالحذف كثيرة، وليست أجهزة الرقابة فى مصر والدول العربية فقط.

وكما بدأت الرقابة تابعة لوزارة الداخلية فى أوائل القرن العشرين الميلادى فى مصر، يبدو أنها تعود من جديد إلى الداخلية، كما يعود كل شىء إلى الوراء مائة سنة وأحيانًا مائتين.

بل وصلت الرقابة فى مصر إلى رقابة مدير دار العرض، تمامًا كما وصلت فى الكتب إلى عمال المطابع. وأصبح على الرقابة أن تدافع عن حقها فى احتكار الحذف، فتراقب دور العرض لكى تعرض الأفلام كما حذفتها من دون مزيد من الحذف.

الأصل فى كل الدنيا أن يعرض أى فيلم من أى نوع ومن أى مدة زمنية كما صنعه مخرجه تمامًا من دون أى حذف أو أى إضافة (نعم يحدث أحيانًا أن يتقرر إضافة مشهد أو أكثر إلى فيلم بواسطة جهة رقابية أو بواسطة شركة الإنتاج أو التوزيع).

ولا أحد فى العالم يملك الحق الدستورى، فضلاً عن الحق الأخلاقى، فى عرض أى نسخة من أى فيلم غير النسخة الأخيرة، التى وافق عليها المخرج وحتى المخرج نفسه لا يملك أن يحذف أو يضيف إلى أى فيلم صنعه وتم عرضه، وهى مشكلة جمالية فلسفية بدأت مع أسطوانات الـ«دى فى دى»، وما يسمى نسخة المخرج، التى تعنى أن النسخة التى عرضت تعرضت للحذف بسبب أو آخر.

والحل العملى والعلمى أن تكون نسخة الفيلم كما صنعه مخرجه فى سينماتيك (مكتبة أفلام)، وأن يكون لإدارة السينماتيك الحق فى عرضها بمعزل عن كل المؤثرات الاجتماعية والسياسية والتجارية، أى أن يكون السينماتيك منطقة محررة.

المصري اليوم في 14 يناير 2009

  

 

لجنة السينما ووزير الثقافة وراء التفاؤل بسينما ٢٠٠٩ فى مصر

بقلم   سمير فريد 

جميع الزملاء النقاد يتفاءلون بوجود عدد كبير، نسبياً من الأفلام الجيدة فى مصر العام الجديد ٢٠٠٩، وأشترك معهم فى التفاؤل، ولكن لا أحد، ومع الأسف، يذكر ما الذى يجعل سينما ٢٠٠٩ فى مصر مدعاة للتفاؤل على هذا النحو.

يتم الآن تصوير أفلام «رسائل البحر» إخراج داوود عبدالسيد، و«يوسف والأشباح» إخراج أسامة فوزى، وخلال أسابيع قليلة يبدأ رأفت الميهى تصوير «سحر العشق»، والثلاثة يعودون للوقوف خلف الكاميرا بعد سنوات طويلة من الغياب بفضل الدعم الذى قدمته وزارة الثقافة لإنتاج السيناريوهات الثلاثة، وهو أول دعم حكومى للإنتاج فى كل تاريخ السينما المصرية، وتم بفضل وزير الثقافة فاروق حسنى ورئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف، وبعد أن طالبت به لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة طوال ما يقرب من عشر سنوات.

كما يتم تصوير «عصافير النيل» إخراج مجدى أحمد على عن رواية إبراهيم أصلان، و«تلك الأيام» إخراج أحمد غانم عن رواية فتحى غانم، وهى مع الأفلام الثلاثة المذكورة المشروعات الخمسة التى حصلت على الدعم. وهذا الأسبوع تخرج من معامل روما النسخة الأولى من فيلم «المسافر» إخراج أحمد ماهر، وهو أول فيلم تنتجه وزارة الثقافة منذ توقف القطاع العام عن الإنتاج عام ١٩٧١.

والفيلم من الإنتاج الكبير مالياً وفنياً، صوره ماركو، أونوراتو مصور «جومورا» وألف موسيقاه فتحى سلامة وقام بمونتاجه تامر عزت ويشترك فى تمثيله عمر الشريف مع خالد النبوى وسيرين عبدالنور وعبدالعزيز مخيون، وقام بتصميم الديكور أنسى أبوسيف. ومن المتوقع أن يكون فيلمنا فى مهرجان «كان» أو «فينسيا»، أو من أفلامنا فى المهرجانين الكبيرين ومن يدرى.

والمصادفة جعلت الأفلام الستة التى تقف وراءها وزارة الثقافة من خلال المركز القومى للسينما برئاسة على أبوشادى، تنتج فى نفس السنة التى تشهد «احكى يا شهرزاد» إخراج يسرى نصر الله، و«دكان شحاتة» إخراج خالد يوسف من إنتاج مصر للسينما، و«إبراهيم الأبيض» إخراج مروان حامد من إنتاج جودنيوز، إلى جانب «ستانلى» إخراج محمد خان، و«السفاح» إخراج سعد هنداوى، و«بنتان من مصر» إخراج محمد أمين.

ومن بين هذه الأفلام الـ١٢ المنتظرة فيلمان لمخرجين يقدمان أول أفلامهما الطويلة (أحمد ماهر وأحمد غانم). وهناك أيضاً ثلاثة مخرجين فى أفلامهم الطويلة الأولى، وهم تامر السعيد (فيلم طويل عن الحزن) وأحمد عبدالله (هليوبوليس) ويوسف هشام (لمح البصر)، إلى جانب «المفاجآت» التى يمكن أن تأتى من أفلام أخرى، ويا له من عام سينمائى يدعو للتفاؤل حقاً.

المصري اليوم في 12 يناير 2009

 

  

رسالتان حول تكفير النحت وهذا السؤال عن السينما المستقلة

بقلم   سمير فريد 

بخصوص طلبنا من الشيخ الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، أن يعلن فتوى صريحة عما يقال عن تعارض تعاليم الدين الإسلامى مع النحت، أرسل أحد القراء يؤكد أن النحت حرام، ولا يمارسه غير سفهاء البشر، وأنه منع ابنته من دراسة النحت فى إحدى كليات الفنون، ثم قال: «وعندما تطلب فتوى من مفتى الجمهورية يجب أن تطلبها بأدب، وليس بهذا الأسلوب الذى استخدمته فى مقالك».

وقد أزعجنى قوله هذا، فحتى لو كان قارئ واحد شعر بالحق أو الباطل أننى لم أطلب تلك الفتوى بالأسلوب الذى يليق بمكانة الشيخ كعالم كبير من علماء الدين، لاستوجب ذلك التأكيد على ما لم نتصور أننا فى حاجة إلى تأكيده، وهو احترامنا للعالم الجليل، الذى يدرك من غير شك أننا نطالب بهذه الفتوى دفاعاً عن الدين الإسلامى، ودفاعاً عن الثقافة المصرية.

وفى رسالة من طارق جابر قال فيها: «لدىَّ تحفظ على المطالبة بفتوى من علماء الدين تنفى تحريم النحت، فعدد كبير من الناس أصبح محكوماً بالفتاوى حتى فى المسائل التى تخرج عن نطاقها وحدودها، والمشكلة أننا لن نصل إلى فتوى قاطعة، وأن إصدار المفتى أو شيخ الأزهر هذه الفتوى لن يكون له أثره العميق لأن كليهما لم يعد ينفرد بالفتوى، والناس الآن أميل إلى اتباع الفتاوى الأكثر تشدداً وانغلاقاً، تماشياً مع الميل العام نحو الغلو وعليه أحسب أن الموقف الأصح هو إقناع الرأى العام والناس بأن استئصال الفن من حياتهم يميت أرواحهم».

وفى «الأهرام» يوم الأربعاء الماضى كتب الزميل الناقد والمخرج السينمائى المتميز أحمد عاطف مقالاً عن مهرجان القاهرة للسينما المستقلة قال فيه إن قاعة «روابط» التى شهدت الدورة الأولى عام ٢٠٠٦ تفتقد إلى الأمان، وإن القائمين على إدارة المهرجان ليست لديهم خبرة فى إقامة المهرجانات، ولذلك يفتقد إلى الكثير من المقومات الأساسية للمهرجانات مثل عدم وجود «كتالوج». واعتبر عاطف المهرجان «مجرد نزق ولافتة ضخمة»، وسألنى سؤالاً مباشراً: لماذا أدافع عن هذا المهرجان فى «صوت وصورة».

لا أستطيع إبداء أى رأى فى موضوع «أمان» قاعة «روابط»، والدفاع المدنى فقط هو الذى يقرر ذلك، وأتفق مع الزميل فى عدم خبرة القائمين عليه، وفى ضرورة وجود «كتالوج» للمهرجان، ولكن هذا لا يعنى أنه مجرد «نزق»، وإنما مبادرة رائعة يمكن أن تتطور مع الأيام، وقد أقيم عام ٢٠٠٦ فى «روابط»، ومنع عام ٢٠٠٧، وأقيم عام ٢٠٠٨ فى معهد جوته بالقاهرة. ودفاعى عن حق المجموعة التى تنظمه فى إقامته.

المصري اليوم في 11 يناير 2009

  

 

سينما فى السعودية: الخطوات الأولى فى طريق الألف ميل

بقلم   سمير فريد 

تحديث السعودية أمر لا يهم شعب المملكة فقط، وإنما يهم كل الشعوب العربية والإسلامية، بل كل شعوب العالم لأنها رمز الدين الإسلامى، حيث شهدت مولده، ومنها جاء رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام، وفيها دفن بعد وفاته، وبها الكعبة التى يتوجه إليها كل مسلم فى الدنيا عند الصلاة، ويحج إليها كل سنة من استطاع، ولذلك فكل شىء يحدث فيها يحسب على الدين الإسلامى.

وربما لم يكن الإسلام فى غربة كما هو اليوم، والمقصود بالغربة أن يفهم على غير حقيقته، والسائد عند أغلب شعوب العالم بعد احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ فى الولايات المتحدة أن الدين الإسلامى جامد ويدعو إلى العنف ويحتقر الحياة الإنسانية ويمجد الموت ولا علاقة له بالعصر الحديث، بل يرفض كل أشكال الحداثة، وذلك على النقيض من الحقيقة.

ومن بين ما يؤكد عند الناس جمود الإسلام منع إنشاء دور عرض للسينما فى السعودية بعد أكثر من مائة سنة من اختراعها وتحولها إلى لغة للتعبير هى الأكثر شعبية بين كل لغات التعبير فى العالم وفى التاريخ. ولا يرجع هذا إلى جمود الإسلام، وإنما جمود بعض علماء الإسلام فى السعودية. ولكن الأجيال الجديدة فى المجتمع السعودى تقاوم الجمود، وتسعى إلى التحديث.

ومن رموز هذه الأجيال الأمير الوليد بن طلال مؤسس روتانا للسينما والتليفزيون التى أقامت أول عرض سينمائى مفتوح للجمهور بتذاكر فى السعودية فى مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافى فى مدينة جدة من ١٠ إلى ١٨ ديسمبر الماضى، وعرضت نفس الفيلم فى قاعة بأحد الفنادق فى مدينة الطائف لمدة أسبوع أيضًا. وهو حدث من أهم أحداث سينما ٢٠٠٨.

والفيلم الذى عرض سعودى من إنتاج روتانا بعنوان «مناحى» إخراج أيمن مكرم. ومناحى شخصية كوميدية لفلاح بدوى طيب يجد نفسه متورطًا فى مواقف كثيرة رغمًا عنه ظهرت فى المسلسل التليفزيونى «بينى وبينك»، وحققت نجاحًا كبيرًا جعل من فايز المالكى الذى مثلها نجمًا شعبيًا.

وحسب مقال الناقد السينمائى السعودى محمد الظاهرى فى «الشرق الأوسط» يوم الجمعة الماضى شاهد الفيلم نحو ٢٥ ألف متفرج فى جدة والطائف.

وبالطبع لم يمر العرض بسلام، فقد صرح رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر قائلاً: «لم يتم أخذ رأينا فى الموضوع، وموقفنا واضح، وهو المنع لأن السينما شر، ولسنا بحاجة إليها»، ولكنه فى اليوم التالى قال: «ليس هناك ضرر فى السينما مادام ما يعرض يتماشى مع تعاليم الإسلام».

المصري اليوم في 8 يناير 2009

  

 

سينما ٢٠٠٨ فى العالم العربى فلسطين ولبنان والعراق

بقلم   سمير فريد 

كما تتصدر أخبار فلسطين ولبنان والعراق عناوين الصحف ونشرات الأخبار فى الراديو والتليفزيون، تتصدر أفلام صناع السينما فى البلدان الثلاثة سينما ٢٠٠٨ فى المشرق العربى والعالم العربى عمومًا، خاصة أفلام المبدعين الفلسطينيين.

شهد العام أربعة أفلام من فلسطين وعن فلسطين أهمها «عيد ميلاد ليلى» إخراج الفنان الكبير رشيد مشهراوى الذى عرض فى مسابقة مهرجان سان سباستيان الدولى فى إسبانيا، ثم فى مسابقة مهرجان أبوظبى الدولى حيث فاز بجائزة أحسن إسهام فنى لمخرجه وكاتبه، وفى مسابقة مهرجان قرطاج للأفلام العربية والأفريقية حيث فاز بالجائزة الفضية، كما عرض فى مهرجانات طوكيو ولندن والقاهرة ودمشق ومراكش.

 والأفلام الثلاثة الأخرى «جمر الحكاية» إخراج على نصار الذى عرض فى مهرجان مونتريال، و«ملح هذا البحر» إخراج آن مارى جاسر الذى عرض فى برنامج «نظرة خاصة» فى مهرجان كان، وفى مسابقة مهرجان دبى للأفلام العربية حيث فاز بجائزة أحسن سيناريو، و«المر والرمان» إخراج نجوى نجار الذى عرض خارج المسابقة فى مهرجان دبى.

وفى مهرجان دبى أيضًا عرض فى مسابقة الأفلام العربية «فجر العالم» أول فيلم روائى طويل لمخرجه العراقى عباس فاضل، وإلى جانب «بدى شوف» إخراج جوانا حاجى توماس وخليل جريج الذى عرض فى «نظرة خاصة» فى مهرجان كان، جاء من لبنان أيضًا «دخان بلا نار» إخراج سمير حبشى الذى عرض فى مهرجان أبوظبى ومهرجان لندن ومهرجان قرطاج، وواصل الفيلم اللبنانى «تحت القصف» إخراج فيليب عرقتنجى نجاحه الذى بدأ عام ٢٠٠٧، وكذلك الفيلم الأردنى «كابتن أبورائد» إخراج أمين مطالقة.

والملاحظ أن كل الأفلام الفلسطينية واللبنانية والعراقية من الأفلام السياسية، وهو أمر منطقى بالنظر إلى التحولات السياسية الكبرى فى البلدان الثلاثة، ولكنه من ناحية أخرى يعبر عن تفاعل الفنانين السينمائيين مع الواقع فى بلادهم.

أما أهم الأفلام السورية فكان «أيام الضجر» إخراج عبداللطيف عبدالحميد الذى فاز بجائزة أحسن فيلم عربى فى مهرجان دمشق، و«حسيبة» إخراج ريمون بطرس الذى عرض فى مسابقة مهرجان أبوظبى وفى مسابقة مهرجان دمشق.

ولاتزال الأفلام القصيرة أهم الأفلام التى تنتج فى دول مجلس التعاون الخليجى، وكذلك الأمر فى اليمن، ومن أهم أحداث العام السينمائى على الصعيد العربى إقامة أول عرض سينمائى مفتوح للجمهور بتذاكر فى السعودية، وهو موضوع حديثنا غدًا.

سقط سهوًا أمس أن الفيلم الجزائرى «آذان» فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان دبى.

المصري اليوم في 7 يناير 2009

  

 

سينما ٢٠٠٨ فى العالم العربى انتعاش فى الجزائر لعله يدوم

بقلم   سمير فريد 

على مستوى المهرجانات الدولية الكبرى كان الفيلم العربى الوحيد فى مهرجان برلين، المصرى «جنينة الأسماك» إخراج يسرى نصرالله الذى عرض فى برنامج «بانوراما» خارج المسابقة، وفى مهرجان «كان» خارج المسابقة أيضاً عرض فى «نظرة خاصة» الفلسطينى «ملح هذا البحر» إخراج آن مارى جاسر، واللبنانى «بدى شوف» إخراج جورن حاجى توما وخليل جريح، وفى «نصف شهر المخرجين» عرض الجزائرى «أذان» إخرج رباح عامر زعيمش، وفى مهرجان فينسيا عرض داخل المسابقة الجزائرى «داخل البلاد» إخراج طارق تيجيا، وحديثنا عن الأفلام الروائية الطويلة فقط.

أهم ظواهر السينما فى العالم العربى ٢٠٠٨ انتعاش الإنتاج كماً وكيفاً فى الجزائر، ويرجع هذا الانتعاش إلى الميزانية الكبيرة التى خصصت للاحتفال بالجزائر كعاصمة للثقافة العربية العام الماضى، وتضمنت دعم إنتاج أفلام طويلة، وهو ما نتمنى أن يستمر لتعود السينما الجزائرية إلى الصدارة كما كانت بعد أن تتجاوز المحنة التى تعيشها البلاد منذ نحو عقدين،

فإلى جانب فيلم طارق تيجيا الذى كان الفيلم العربى الوحيد الذى عرض فى مسابقة أحد المهرجانات الكبرى الثلاث للسينما فى العالم، هناك «مسخرة» إخراج لياس سالم الذى فاز بجائزة أحسن فيلم عربى فى مهرجان القاهرة وفى مهرجان دبى، و«ماذا يحدث فى وطنى» إخراج فاطمة بلحاج الذى عرض فى مسابقة مهرجان دمشق، و«مصطفى بولعيد» إخراج أحمد راشدى، وهو من رواد السينما الجزائرية الكبار، وعرض فى مسابقة مهرجان دبى.

ومن أهم أفلام ٢٠٠٨ فى المغرب «الطفولة المتمردة» إخراج مؤمن السميحى، و«حجاب الحب» إخراج عزيز السالمى، و«نجمة الصباح» إخراج محمد العبازى، و«زمن الرفاق» إخراج محمد شريف الطريبق الذى عرض فى مسابقة مهرجان أبوظبى، و«كازانجرا» إخراج نورالدين لخمارى الذى عرض فى مسابقة مهرجان دبى، وفاز بجائزة أحسن ممثل وتقاسمها عمر لطفى وأنس الباز، وجائزة أحسن تصوير «لوكا كوسين» ولابد هنا من ملاحظة أن فيلم «كل ما تريده لولا» إخراج نبيل عيوش الذى فاز بالجائزة الكبرى فى المهرجان الوطنى للأفلام المغربية من إنتاج ٢٠٠٧.

وفى تونس شهد مهرجان قرطاج عرض ثلاثة أفلام جديدة منها «خمسة» إخراج كريم دريدى الذى عرض فى عدة مهرجانات دولية، و«شط محبة» إخراج كلثوم برناز، و«رحلة ممتعة» إخراج خالد غربال، و«جنون» إخراج فاضل الجعايبى الذى عرض فى مسابقة مهرجان دمشق و«ثلاثون» إخراج فاضل الجزيرى ولم تشهد دول المغرب العربى الأخرى «ليبيا - موريتانيا» أو الدول العربية الأفريقية الأخرى أى إنتاج لأفلام طويلة. وغداً نواصل الحديث عن السينما العربية ٢٠٠٨ فى الشرق العربى.

المصري اليوم في 6 يناير 2009

  

 

سينما ٢٠٠٨: عام غياب يوسف شاهين ورندة الشهال

بقلم   سمير فريد 

فقدت السينما فى العالم عام ٢٠٠٨ المخرجين البولندى ييرجى كافاليروفيتش، والبريطانى أنتونى مينجيللا، واليابانى تون إيشكاوا، والأمريكى سيدنى بولاك، والإيطالى دينو ريزى، والممثل الأمريكى بول نيومان، وكاتب السيناريو المسرحى البريطانى هارولد بنيتر (نوبل للآداب ٢٠٠٥).

وفى مصر والعالم العربى فقدت السينما من المخرجين المصرى يوسف شاهين، واللبنانية رندة الشهال، ومن الممثلين السورى محمود جبر، والمصرى أحمد محرز، ومن الممثلات السورية مها الصالح، والمصريات زيزى مصطفى وسعاد مكاوى وإحسان القلعاوى، وأستاذ المونتاج كمال أبوالعلا، وتلميذته رشيدة عبدالسلام، وكلاهما من أعمدة السينما المصرية وراء الكاميرا.

ومن أهم أحداث السينما العربية ٢٠٠٨ إقامة أول مهرجان لأفلام الخليج فى دبى، وإقامة مهرجان دمشق الدولى سنوياً، وإقامة المهرجان الوطنى للأفلام المغربية سنوياً، وافتتاح «سينمانيا» فى سيتى ستارز بمدينة نصر كأول دار للفن والتجربة فى القاهرة، ومن الأحداث المؤسفة إلغاء مهرجان معهد العالم العربى فى باريس، الذى كان أكبر وأعرق مهرجانات السينما العربية فى أوروبا.

وبينما توسع مهرجان الشرق الأوسط فى أبوظبى فى دورته الثانية وأصبح يمنح أكبر جوائز مالية فى العالم (أكثر من مليون دولار أمريكى)، توسع مهرجان دبى الذى يقام فى نفس الدولة (الإمارات) فى دورته الخامسة، وأقام مسابقة للأفلام الآسيوية والأفريقية إلى جانب مسابقته للأفلام العربية، وأعلنت قطر عن إقامة أول مهرجان سينمائى دولى فى الدوحة بالتعاون مع مهرجان «ترايبكا» الذى يرأسه روبرت دى نيرو فى نيويورك، ويعقد دورته الأولى فى نوفمبر القادم، ومن المعروف أن الدوحة تشهد فى أبريل الدورة الخامسة لمهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية.

كانت «فضيحة» العام على مستوى مهرجانات السينما منع عرض الفيلم المغربى «كل ما تريده لولا» إخراج نبيل عيوش بعد الإعلان عن عرضه فى افتتاح مهرجان الإسكندرية، بل بعد طبع العدد الأول من نشرة المهرجان حيث نشرت صورة من الفيلم على الغلاف، وهو ما لم يحدث من قبل فى أى مهرجان فى العالم كله.

وبالنسبة للمواهب العربية فى السينما الأوروبية حقق التونسى عبداللطيف قشيش انتصاراً كبيراً عندما فاز بجائزة سيزار أكبر جوائز فرنسا لأحسن فيلم للمرة الثانية عن فيلمه الجديد «أسرار القمح»، كما فاز بجائزتى أحسن إخراج وأحسن سيناريو، وكانت نجمة الفيلم حفصية حيرزى قد فازت بجائزة أحسن ممثلة جديدة عن دورها فى نفس الفيلم فى مهرجان فينسيا ٢٠٠٧.

المصري اليوم في 5 يناير 2009

  

 

السينما المستقلة تنفرد بالذهب وتقدم نجماً جديداً فى فيلمين

بقلم   سمير فريد 

لم تحصل السينما المصرية عام ٢٠٠٨ على جوائز ذهبية فى مهرجانات السينما إلا فى مهرجانين عبر فيلمين روائيين أحدهما طويل والآخر قصير، ولكن كلاهما من إنتاج السينما المصرية المستقلة.

الفيلم الطويل «عين شمس»، إخراج إبراهيم البطوط، الذى فاز بالجائزة الذهبية لأحسن فيلم فى مسابقة مهرجان تاورمينا لأفلام دول البحر المتوسط فى صقلية بإيطاليا، والفيلم القصير «إيدين نظيفة» إخراج كريم فانوس، الذى فاز بالجائزة الذهبية فى مسابقة مهرجان قرطاج للأفلام العربية والأفريقية فى تونس، وكلاهما من المهرجانات العريقة، فدورة تاورمينا كانت الــ٥٤، ومهرجان قرطاج هو أعرق مهرجانات السينما الدولية فى كل العالم العربى حيث أقيمت دورته الأولى عام ١٩٦٦.

وفى عام ٢٠٠٨ قدمت السينما المستقلة نجماً جديداً للسينما المصرية والعربية هو آسر ياسين، الذى لمع فى فيلمين (زى النهارده إخراج عمرو سلامة والوعد إخراج محمد ياسين)، فقد بدأ آسر فى الأفلام القصيرة المستقلة ومن أهم أدواره فى هذه الأفلام دوره فى «منهم فيهم» إخراج ماحى مرجان عام ٢٠٠٦، ومن الأفلام المنتظرة عام ٢٠٠٩، فيلمان طويلان لمخرجين جاءا من الأفلام القصيرة المستقلة، وهما تامر السعيد فى فيلمه الطويل الأول «فيلم طويل عن الحزن» ويوسف هشام فى فيلمه الطويل الأول أيضاً «لمح البصر».

تواجه السينما المستقلة مشاكل كثيرة من كل الأنواع فى كل دول العالم، وهذا منطقى لأن من يختاروا الاستقلال، أو على الأقل «محاولة» الاستقلال عن مقاييس الأسواق التقليدية، يعرفوا أنهم لابد أن يدفعواالثمن. وأهم هذه المشاكل تمويل إنتاج أفلامهم رغم أنها قليلة التكاليف بالنسبة لأفلام السوق، وتوزيع أفلامهم حتى ولو كان التوزيع عن طريق أسطوانات الـ«دى فى دى» فقط.

ولكن السينما المستقلة فى مصر تواجه مشكلة ربما لا مثيل لها فى العالم، وهى أن القانون يمنع التصوير من دون الحصول على إذن مسبق من الرقابة.

وبسبب هذا القانون حرم فيلم «عين شمس»، من الحصول على الجنسية المصرية، ولأن المركز السينمائى المغربى مول تحويله من شريط ديجيتال إلى شريط سينما ٣٥ مللى حصل على الجنسية المغربية، ولو لم يفعل المركز المغربى ذلك لأصبح الفيلم من دون أى جنسية!

ونحن لا نطالب الرقابة عدم تطبيق القانون، وإنما نطالب وزارة الثقافة التى تشرف على الرقابة بتغيير القانون، فهو قانون وضعى، وليس دينياً، ولأنه وضعى يجب أن يتغير عندما لا يحقق العدل.

المصري اليوم في 4 يناير 2009

  

 

سينما ٢٠٠٨ فى مصر: ٤٧ فيلماً و١٢ مخرجاً جديداً

بقلم   سمير فريد

شهد عام ٢٠٠٨ عرض ٤٧ فيلماً مصرياً روائياً طويلاً جديداً فى مصر، وهو أكبر عدد منذ عام ٢٠٠٠، ومنها الأفلام الأولى لـ ١٢ مخرجاً جديداً مثل عام ٢٠٠٧ وبذلك يصل عدد الأفلام المصرية منذ ٢٠٠٠ إلى ٢٩٣ فيلماً، ويصل عدد المخرجين الجدد إلى ٧٥ منهم ثلاث مخرجات «كاملة أبوذكرى ٣ أفلام، وهالة خليل فيلمان، ومنال الصيفى فيلمان».

أهم عشرة أفلام مصرية عام ٢٠٠٨ حسب تواريخ العرض الأول:

- «جنينة الأسماك» إخراج يسرى نصر الله.                         

- «ألوان السما السابعة» إخراج سعد هنداوى.

- «الغابة» إخراج أحمد عاطف.

- «ليلة البيبى دول» إخراج عادل أديب.

- «الريس عمر حرب» إخراج خالد يوسف.

- «على جنب يا أسطى» إخراج سعيد حامد.

- «حسن ومرقص» إخراج رامى إمام.

- «آسف على الإزعاج» إخراج خالد مرعى.

- «زى النهارده» إخراج عمرو سلامة.

- «الوعد» إخراج محمد ياسين.

أحسن فيلم «جنينة الأسماك».. وهو أيضاً أحسن إخراج «يسرى نصرالله»، وأحسن سيناريو «ناصر عبدالرحمن»، وأحسن تصوير «سمير بهزان»، وأحسن ديكور «عادل المغربى»، وأحسن أزياء «ناهد نصرالله»، وأحسن مونتاج «منى ربيع»، وأحسن ماكياج «شريف هلال»، وأحسن موسيقى «تامر كروان»، أحسن ممثلة «ليلى علوى» فى «ألوان السما السابعة»، وأحسن ممثل خالد صالح فى «الريس عمر حرب»، وأحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول عمرو سلامة فى «زى النهارده».

على مستوى المهرجانات الدولية الكبرى عرض «جنينة الأسماك» فى مهرجان برلين خارج المسابقة، ولم يعرض أى فيلم مصرى فى مهرجان «كان» أو مهرجان «فينسيا»، وفاز «جنينة الأسماك» بجائزة أحسن ممثلة «هند صبرى» فى مهرجان روتردام للفيلم العربى، وبجائزة أحسن سيناريو فى مهرجان «وهران» للفيلم العربى، وفى مهرجان «خريبكه» للأفلام الأفريقية فى المغرب فاز خالد زكى بجائزة أحسن ممثل عن دوره فى «طباخ الريس» إخراج سعيد حامد.

ولكن أهم الجوائز التى فازت بها السينما المصرية عن أفلام لم تعرض عام ٢٠٠٨، فهى الجائزة الذهبية فى مهرجان تاورمينا لأفلام البحر المتوسط «عين شمس.. إخراج إبراهيم البطوط» الذى فاز أيضاً بجائزة أحسن مخرج عن فيلمه الطويل الأول فى مهرجان «روتردام» للفيلم العربى، وجائزة أحسن ممثلة فى مهرجان «أبوظبى» الدولى «إلهام شاهين» عن دورها فى «خلطة فوزية»، إخراج مجدى أحمد على، وجائزة أحسن تصوير فى مهرجان «فالنسيا» لأفلام البحر المتوسط «فيكتور كريدى» عن تصويره «بصره» إخراج أحمد رشوان.

المصري اليوم في 3 يناير 2009

  

 

«دخان بلا نار»: صرخة ضد القمع ومن أجل الحرية

بقلم   سمير فريد 

تشهد مصر الآن عرض الفيلم اللبنانى «دخان بلا نار»، إخراج سمير حبشى، وهو أهم فيلم لبنانى هذا العام، ومن أهم عشرة أفلام عربية، إذ يشهد عودة مخرج موهوب إلى السينما بعد أكثر من خمسة عشر عاماً من إخراج فيلمه الروائى الطويل الأول «الإعصار»، كما يشهد مولد نجمة ستلمع بقوة وبسرعة فى سماء السينما العربية، وهى سيرين عبدالنور، ومولد نجم لا يقل عنها موهبة وأصالة وهو رودنى حداد.

ويقوم بالدور الرئيسى فى الفيلم الذى عرض لأول مرة فى مسابقة مهرجان الشرق الأوسط فى أبوظبى الممثل والنجم المصرى خالد النبوى مؤكداً تمرده على القوالب الجامدة، وإقباله على خوض تجارب فنية جديدة عندما تتاح له الفرصة سواء فى القاهرة أو هوليوود أو بيروت، ولا غرابة فى ذلك، وهو الذى بدأ فى «المهاجر» مع سيد المتمردين الراحل يوسف شاهين.

وقد عرض الفيلم فى مهرجان لندن وفى مسابقة مهرجان «قرطاج» وكان من المؤسف حقاً ألا يعرض فى مسابقة مهرجان «القاهرة للأفلام العربية»، بناء على رفض بعض أعضاء «المكتب الفنى» للمهرجان باعتباره «ضد سوريا»، ويسىء إلى العلاقات بين مصر وسوريا، وكأن مهرجان أبوظبى لا يهتم بالعلاقات بين سوريا والإمارات،

بينما احتفل بدمشق عاصمة الثقافة العربية بحضور وزير ثقافة سوريا، أو كأن مهرجان «قرطاج» أراد الإساءة إلى العلاقات بين سوريا وتونس. والأهم اعتبار الفيلم «ضد سوريا» لأنه فيلم لبنانى لمخرج لبنانى يدافع عن استقلال لبنان، رغم اعتراف سوريا بهذا الاستقلال فى نفس العام.

ومن المفارقات اللافتة ألا يتردد بعض من نقاد السينما فى إدارة مهرجان القاهرة فى منع الفيلم من العرض فى المهرجان، وموضوعه هو الحرية ورسالته ضد القمع بجميع اشكاله، فالفيلم ليس ضد سوريا وإنما ضد قهر الحريات فى لبنان وسوريا وكل البلاد العربية وكل العالم، أياً كان الذين يقهرون الحريات ومهما كانت جنسياتهم والنظم السياسية التى ينتمون إليها،

ويدين الفيلم المثقف الذى يساهم فى القمع على أى نحو ولو بالصمت حتى يبدو أن المنع فى مهرجان «القاهرة» من نقاد شعروا أن الفيلم ضدهم، وليس ضد سوريا.

ويعبر سمير حبشى عن موضوعه من خلال مخرج سينمائى مصرى يذهب إلى بيروت باعتبارها عاصمة أعرق ديمقراطية عربية لصنع فيلم يدافع عن الحرية، ولكنه يجد بيروت أسيرة، ويتعرض هو نفسه للأسر.

ويستخدم السيناريو شكل الفيلم داخل الفيلم بامتياز، ويستوعب المخرج المؤلف فى أسلوبه أحداث تيارات سينما ما بعد الحداثة، ويثبت أنه لم ينتظر خمسة عشر عاماً لإخراج فيلمه الثانى عبثاً، وإنما احتراماً لفن السينما، وحباً فى بلاده، ورغبة فى التعبير بأقصى قدر ممكن من الحرية دفاعاً عن الحرية.

المصري اليوم في 31 ديسمبر 2008

 

  

عن نبيل عيوش والجائزة الكبرى ومهرجان الإسكندرية

بقلم   سمير فريد

صحح لى يوسف شريف رزق الله، وهو من زملاء وأصدقاء العمر الأعزاء، ما جاء فى «صوت وصورة» يوم الأربعاء الماضى بخصوص فيلم «على زاوا» إخراج نبيل عيوش، وأنه لم يكن أول أفلامه الطويلة كما جاء فى ذلك المقال، وإنما فيلمه الطويل الثانى. والواقع أننى كنت أقصد أن «على زاوا» كان أول فيلم شاهدته لفنان السينما المغربى، وليس أول فيلم يخرجه، ولكن حدث خطأ فى التعبير.

ولد نبيل عيوش فى باريس عام ١٩٦٩ من أب مغربى مسلم من فاس وأم يهودية من تونس، ولذلك فهو يحمل الجنسية المغربية والفرنسية معًا، ويعبر بأصوله وموقع مولده عن التعددية الثقافية التى تتميز بها فرنسا ويتميز بها المغرب فى نفس الوقت، وقد أخرج عيوش أول أفلامه وهو فى الثالثة والعشرين من عمره، وعنوانه «الأحجار الزرقاء فى الصحراء» عام ١٩٩٢، ثم أخرج بعد ذلك فيلمين قصيرين آخرين: «اتصالات أثيرية» ١٩٩٣ و»بائع الصمت» ١٩٩٥.

وفى عام ١٩٩٧ أخرج فيلمه الطويل الأول «أطلال» على شريط مقاس ١٦ مللى، ثم فيلمه الطويل الثانى «مكتوب» على شريط مقاس ٣٥ مللى، والذى كان اكتشاف مهرجان القاهرة ١٩٩٧ حيث فاز بجائزة نجيب محفوظ للفيلم الطويل الأول أو الثانى، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأحسن فيلم عربى. كما فاز فيلمه الطويل الثالث «على زاوا» بأربع جوائز فى مهرجان الإسكندرية عام ٢٠٠١.

ويذكر نبيل عيوش دائمًا أن أول جائزة فاز بها فى حياته كانت من مصر، وكانت تحمل اسم أديب العربية المصرى الكبير نجيب محفوظ، وفى رسالته إلى فاروق حسنى وزير الثقافة احتجاجًا على منع عرض فيلمه «كل ما تريده لولا» فى افتتاح مهرجان الإسكندرية هذا العام، قال إنه إنما أراد من الفيلم أن يعبر عن حبه وامتنانه لمصر الثقافة والسينما والحضارة والفن والجمال.

وقد اتصل بى أكثر من قارئ يتساءل هل هناك علاقة بين منع الفيلم من العرض فى افتتاح مهرجان الإسكندرية وفوزه بالجائزة الكبرى فى المهرجان الوطنى للأفلام المغربية حيث رأست لجنة التحكيم.

وكانت إجابتى من شقين: إن رئاسة اللجنة لا تعنى أن الجوائز تعبر عن وجهة نظر رئيس اللجنة وحده، فهناك أعضاء آخرون، وإنما تعنى أنه يوافق عليها. وأنها محض صدفة أن يكون موقفى ضد منع الفيلم فى افتتاح مهرجان الإسكندرية، وبعد شهور قليلة أكون رئيسًا للجنة تحكيم تمنحه الجائزة الكبرى.

عند إعلان الجائزة تساءلت مذيعة الحفل عن مفارقة أن يمنع الفيلم فى مصر، وتمنحه الجائزة الكبرى لجنة يرأسها ناقد سينمائى مصرى، ولم يكن هناك مفر من التعليق على المسرح بأن الفيلم لم يمنع فى مصر، وإنما منعه رئيس مهرجان الإسكندرية وحده، وأننى ناقد سينمائى مصرى، ووجودى على رأس اللجنة يتعلق بالمهنة قبل الجنسية.

المصري اليوم في 30 ديسمبر 2008

  

 

٤٢ مهرجاناً للسينما فى ٢٩ مدينة بالمغرب و٤ فى مصر

بقلم   سمير فريد

حسب أحدث تقارير المعلومات الرسمية، هناك ٤٢ مهرجاناً للسينما فى ٢٩ مدينة بالمغرب، تقام كل سنة، وكلها مهرجانات دولية بمعنى أنها تعرض أفلاماً من الإنتاج الأجنبى، ما عدا المهرجان الوطنى، الذى يعادل القومى فى مصر، والخلاف فى ترجمة كلمة ناشيونال بين وطنى وقومى وأهلى، ويدعم المركز السينمائى المغربى، الذى يعادل فى مصر المركز القومى للسينما، كل هذه المهرجانات، وينسق بينها فى الموضوعات وليس فى المواعيد، فهناك مثلاً مهرجان مكناس لأفلام التحريك، ومهرجان الدار البيضاء لأفلام الطلبة، ومهرجان الرباط لأفلام حقوق الإنسان، وهكذا.

وربما يتصور بعض القراء أن كلمة مهرجان تعنى بالضرورة وجود مسابقة ولجنة تحكيم وجوائز وضيوف أجانب إلى آخر ما يعرف عن المهرجانات السينمائية، ولكن هذا غير صحيح، فالمهرجان السينمائى شكل من أشكال البرامج الثقافية، التى تعرض أفلاماً مختارة، للمناقشة مع الجمهور، والتى تصدر فى إطارها مطبوعات عن أفلام المهرجان وموضوعه. ومن بين مهرجانات المغرب الـ٤٢، هناك مهرجان دولى واحد ينظم مسابقة للأفلام الطويلة وهو مهرجان مراكش،

 ومن المهرجانات النوعية التى تنظم مسابقات، مهرجان خريبكة للأفلام الأفريقية، وتطوان لأفلام البحر المتوسط، وطنجة لأفلام البحر المتوسط القصيرة، ويتبع المركز السينمائى المغربى سياسة المركز القومى للسينما فى فرنسا وغيرها من الدول فى أوروبا والعالم من حيث تشجيع إقامة المهرجانات السينمائية فى كل المدن الكبيرة والصغيرة.

ومع تولى الدكتور خالد عبدالجليل رئاسة المركز القومى للسينما فى مصر، وباعتباره من القيادات الشابة الواعدة فى وزارة الثقافة، نأمل أن تكون للمركز سياسة جديدة فيما يتعلق بالمهرجانات السينمائية فى مصر من خلال اللجنة العليا للمهرجانات السينمائية، أو من دونها، أو مع تغيير أسس وأهداف هذه اللجنة. فالمسؤولية أمام الرأى العام هى مسؤولية المركز كمركز قومى بغض النظر عن لجانه المتخصصة.

 ونحن لدينا الآن فى مصر مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ومهرجان القاهرة الدولى لأفلام الأطفال ومهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة ومهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، الذى فقد شخصيته مع الأسف بعرض أفلام من خارج دول المتوسط، وأصبح بذلك المهرجان الوحيد فى العالم الذى لا يعرف أحد هل هو مهرجان نوعى أم غير نوعى.

مسؤولية المركز القومى للسينما أن يدرس أوضاع كل من هذه المهرجانات الأربعة التى تحصل على دعم من وزارة الثقافة أو تقام بواسطتها، ويعمل على حل مشاكلها وتطويرها، ومسؤولية المركز أيضاً أن يعمل على إنشاء مهرجانات جديدة فى مدن مصرية أخرى غير القاهرة والإسكندرية، وأهمها فى تقديرى مهرجان لدول نهر النيل العشر فى أسوان، فمصر من دول البحر المتوسط، ولكنها أيضاً من دول حوض نهر النيل.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في 27 ديسمبر 2008

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)