تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

رحيل المخرج الفرنسي كلود بيري

بطل شبّاك التذاكر

نديم جرجورة

بعد أيام قليلة على البدء بتنفيذ مشروعه السينمائي الجديد »كنز« (تمثيل: آلان شابا وماتيلد سينييه)، توفي السينمائي الفرنسي كلود بيري، إثر إصابته بالتهاب في الأوعية الدماغية، عن أربعة وسبعين عاماً أمضاها في العمل السينمائي، إخراجاً وتمثيلاً وإنتاجاً. ولعلّ وفاته أثناء عمله على تحقيق مشروعه الجديد هذا (كنز)، دليل على مثابرته في ابتكار أنماط مختلفة في صناعة الصورة السينمائية، على الرغم من انطلاقه في عالم الفنون على خشبة المسرح، بعد معاونته والده في مهنة خياطة الفراء وبيعه. كأن البداية المهنية البحتة (الفراء) افتتاح لبراعته في صوغ الحكايات البصرية، من خلال جعل الصورة أكثر دفئاً في مقارباتها الإنسانية والفنية والاجتماعية. أو كأن توغّله في تفاصيل العيش الإبداعي على التخوم المباشرة بينه وبين الجمهور، من خلال خشبة المسرح، جعله أقدر على ممارسة »ترف« السفر في شؤون الناس وشجون مجتمعاتهم وأحوال بيئاتهم.

في تعليق فرنسي أول على وفاته، جاء أن المهتمّين بالفن السابع مدينون له بعدد من أكثر الأفلام نجاحاً تجارياً في السينما الفرنسية، بدءاً من »وداعاً بانتان« إلى »جان لافلوريت«، مروراً بـ»الدبّ« و»المهمّة: كليوباترا«، وصولاً إلى آخر أعماله الأنجح تجارياً ومالياً: »أهلاً بكم عند آل شتي« (ترجمة عربية غير دقيقة للعنوان الفرنسي الأصلي: Bienvenue Chez Les Ch?tis). غير أن النجاح التجاري لم يصنع، وحده، شهرة الرجل الذي غرق في السيرة الذاتية كي يبحث في شؤون الجماعة، والذي تعاون مع »كبار« منحوه بعض شهرته، عندما وافق على خوض المغامرة السينمائية الإبداعية معهم كمنتج، أمثال رومان بولانسكي (»تيس«، ١٩٧٩) وميلوش فورمان (»فالمونت«، ١٩٨٩) وجان جاك آنو في رائعتيه »الدبّ« (١٩٨٨) و»العشيق« (١٩٩١). لكنه، قبل هذا وأثناءه، لم يتغاض عمّا يحتويه الأدب والتراث الفرنسيين من أعمال مهمّة، فأخرج »جان دو لافلوريت« مانون دو سورس« (١٩٨٦) و»أورانوس« (١٩٩٠) و»جيرمينال« (١٩٩٣) و»لوسي أوبراك« (١٩٩٦).

في الجانب المتعلّق بسيرته الذاتية، أنجز كلود بيري »المرّة الأولى« (١٩٧٦)، مستلهماً فيه سنوات مراهقته؛ و»سينما الوالد« (١٩٧٠)، المقتبس عن علاقته بوالده؛ و»الوصي« (١٩٦٩)، عن تجربته أثناء تأديته الخدمة العسكرية؛ و»محلّ بيع الألعاب الجنسية« (١٩٧٢)، الذي تناول فيه اكتشافه الحرية الجنسية. وعندما سقط في متاهة الارتباك والألم الذاتي، بسبب انفصاله عن زوجته الأولى آن ماري راسّام، حقّق »أحبّك« في العام ،١٩٨٠ الذي اعتُبر بمثابة نظرته الخاصّة بالحياة الزوجية. ومنذ نهاية التسعينيات المنصرمة، استمرّ كلود بيري في احتلال مكانة بارزة في المشهد السينمائي، إذ أنتج ما وصفه بعض النقّاد والصحافيين بـ»بطولات« شبّاك التذاكر: »أستريكس وأوبيليكس في مواجهة القيصر« و»المهمّة: كليوباترا«، متعاوناً مع ابنه توماس لانغمان (يتحدّر كلود لانغمان، اسمه الأصلي، من عائلة يهودية أشكنازية) في عملية الإنتاج. وبعد صدمته النفسية العاصفة، التي نتجت من رحيل زوجته السابقة آن ماري، ثم وفاة ابنه جوليان راسّام، عاد إلى الإخراج، منجزاً أفلاماً أكثر شخصية، كما في »التشتّت« (قدّم فيه شخصيته الأساسية المعروفة باسم كلود لانغمان)، الذي أتبعه بـ»أبحاث« فنية« سينمائية متنوّعة في شؤون العلاقات الثنائية، من اللقاء إلى الافتراق.

السفير اللبنانية في 13 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)