تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

أزمة في الوجوه الرجالي سبب رئيسي

ظاهرة البطولة النسائية في السينما الجديدة

تحقيق‏:‏ أحمد سعد الدين

خلال‏100‏ عام هي عمر السينما المصرية كان يتصدر أفيشات الافلام أبطال كلهم من الرجال الذين استولوا علي البطولات الكبيرة في الأفلام نظرا لطبيعة المجتمع التي تفرض قيود علي عمل المرأة وتضعها في المرتبة الثانية بعد الرجل‏,‏ لكن برغم ذلك كانت هناك أسماء لبطلات إستطعن أن يفرضن نفسهن بقوة علي الساحة الفنية حتي كتبت بأسمائهن أفلاما تأتي في مقدمتهن الفنانة ليلي مراد التي حملت معظم أفلامها مع أنور وجدي اسمها مثل ليلي بنت الفقراء‏,‏ وبنت الأكابر وغيرها في فترة الأربعينيات من القرن الماضي ثم جاءت فاتن حمامة لتحمل الرايه من بعدها وتتصدر الأفيشات في منتصف الخمسينيات وفترة السيتينيات بالكامل حتي ظهرت سندريلا الشاشة سعاد حسني التي أتقنت فن الاستعراض بجانب التمثيل‏,‏ ومع دخول الثمينينات ظهر علي الساحة الفنية اسمان هما نادية الجندي و نبيلة عبيد استطاعا منافسة البطولة الرجالية حتي إن معظم أفلامهم كانت تفصل بالمقاس علي أن تكون البطولة النسائية ضعف مشاهد باقي الأبطال وبالفعل حققتا نجاحات كبيرة في هذا المجال وتهافتت شركات التوزيع علي الفوز بأفلامهما التي حققت إيرادات عالية‏,‏ لكن مع بداية الألفية الجديدة واعتماد السينما علي النجوم الشباب تراجعت البطولة النسائية إلي الوراء ولم تظهر منها إلا ومضات قليلة علي فترات متباعدة لكن الظاهرة التي لفتت الأنظار هي وجود أكثر من نصف أفلام عيد الأضحي الماضي بأفيشات مزينة بأسماء نسائية مما جعل الجميع يتسائل هل عادة البطولة النسائية مرة أخري أم هي ظاهرة عابرة تخضع للمصادفة البحتة فقط؟ وهل لايزال المنتجون يخشون من إعطاء الوجوه النسائية أدوار البطولة ؟ الأهرام العربي طرحت هذه الأسئلة علي عدد من النقاد والمنتجين فجاءت إجابتهم في التحقيق التالي‏.‏

المصادفة هي الأساس

في البداية أخذنا رأي الناقد طارق الشناوي الذي بادرنا بالقول البطولة النسائية الموجودة بكثافة في موسم العيد ليست ظاهرة ولم تكن مقصودة‏,‏ كل ما في الأمر أن المصادفة والخوف والتردد لها اليد العليا في الموضوع فلو دققنا النظر سنجد أن فيلم بلطية العايمة كان من المفترض أن يعرض في موسم الصيف لكن المنتج و الموزع خافا ألا يحقق إيرادات وسط أفلام عالية الجودة والتكلفة فأجل عرضة للعيد نفس الشيء ينطبق علي حبيبي نائما والدادة دودي فقد تم تأجيلهما للعيد لأنه أصبح موسم صغير وقصير المدة وبالتالي تعاملوا معه علي أنه بالونة اختبار لو نجحت ستستمر ولو لم تحقق نجاحا فستمر مرور الكرام دون أن يشعر بها أحد لكن بالنسبة للبطولة النسائية نفسها فطوال الربع قرن الماضي كان هناك نادية الجندي التي جذبت إليها عددا كبيرا من الجمهور نتيجة للسيناريوهات التفصيل التي كانت تكتب لها بمعرفة مصطفي محرم وبشير الديك وكان وراءها المنتج محمد مختار وظلت تسير علي نفس النهج إلي أن تغيرت نظرة الجمهور ودخلت مرحلة السينما الشبابية الحالية‏,‏ أما نبيلة عبيد فاعتمدت بشكل أساسي علي روايات إحسان عبدالقدوس ونجحت في أن يكون لها إستايل خاص بها لكن مع ظهور جيل جديد من النجوم الجدد أصبح المنتجون يخشون السيناريوهات التي يكون محورها الرئيسي يعتمد علي البطولة النسائية في مقابل البطولة الرجالي المضمون نجاحها فلم نجد أفلاما نسائية لها بصمة مميزة فقط هناك محاولات بسيطة من بعض النجمات مثل عبلة كامل التي لعبت بطولة أربعة أو خمسة أفلام مثل خالتي فرنسا وكلم ماما وسيد العاطفي وأخيرا بلطية العايمة لكنها تحتاج الآن لتغيير جلدها نظرا لحالة التشبع التي وصلت للجمهور أما مي عزالدين فلها تجربتان من قبل لم تحقق فيهما نجاحا ومع ذلك أصرت علي القيام بنفس الشخصية التي جسدتها من قبل في فيلم أيظن لذلك هي تحتاج لإعادة حساباتها من جديد وفي رأيي أن ياسمين عبد العزيز هي الوحيدة التي استطاعت أن تفرض نفسها في موسم العيد وحققت إيرادات كبيرة تجعل المنتجين يغامرون بإعطائها بطولات جديدة في المستقبل‏,‏ وأعتقد أن المرحله المقبلة ستشهد بطولات نسائية كبيرة وستلمع أسماء مثل ياسمين ومني زكي لأنهام مؤهلتان للقيام بهذا الدور‏.‏

‏30%‏ من الأسر تعولها سيدات

وتوضح الناقدة ماجدة موريس في تاريخ السينما هناك نجمات تصدرن الأفيشات وحققن درجة عالية من النجاح فبعد فاتن حمامة تربعت السندريلا سعاد حسني علي عرش السينما لدرجة أن الجمهور عندما يقرأ اسمها أو يشاهد صورتها علي الأفيش يسرع لمشاهدة الفيلم دون النظر إلي شخصية البطل الذي يقف أمامها ثقه منه أنه سوف يجد ما يتمناه من قصة وتمثيل واستعراض داخل العمل وكانت تتقاضي أعلي أجر‏,‏ في مقابل أن الموزعين يشترون الأفلام باسمها ثم بعد ذلك ظهرت نجلاء فتحي وميرفت أمين لكن أيا منهن لم تحقق ما حققته السندريلا إلي أن ظهرت نادية الجندي ونبيلة عبيد اللتان أنتجتا لأنفسهما حتي يجسدوا الأعمال التي تريدانها وهذه مسألة صحية تعتمد علي الأخذ والعطاء فكما أعطاهم الفن لابد أن يعطوه هم أيضا حتي تكتمل المعادلة لكن فكرة البطولة النسائية ليست بدعه إنما تأتي لأكثر من سبب أولا الحياة اليوميه تطرح علي الكتاب أفكارا كثيرة منها أن‏30%‏ من الأسر المصرية تعولها نساء فلو نظرت للأماكن الشعبية تجد معظم المشتغلين سواء في المحلات أم البيوت من النساء وهذا يدل علي أن هناك طبقة من النساء تعمل داخل المجتمع بجدية وتستطيع أن تتحمل المسئولية التي لم تعد مقصورة علي الرجل فقط‏,‏ ثانيا هناك إحساس عام عند النجمات بأن البطولات ليست مقصورة علي الرجال وبالتالي لم تعد هناك حاجة لتهميش دور المرأة في السينما وجعلها مكملا للرجل كما يحدث‏.‏ لكن الفيصل في هذه الحالة هو شباك التذاكر بمعني أن النجمة التي تحقق إيرادات عالية ستستمر والتي لم تحقق بالتأكيد لن تستمر‏,‏ وهو ما ظهر بوضوح خلال موسم العيد حيث عرض أكثر من فيلم يعتمد بالأساس علي الشخصية النسائية بعضها لم يحقق النجاح المطلوب مثل مي عزالدين لأن مستوي الفيلم ليس كما ينبغي في مقابل أن ياسمين عبدالعزيز اعتلت عرش الإيرادات مما يجعلها تستمر‏,‏ ونفس الشيء ينطبق علي عبلة كامل لكنها بحاجه لتغيير جلدها والدخول في منطقة جديدة‏,‏ وفي رأيي أن مني زكي وهند صبري لديهما المؤهلات التي تجعلهما تتصدران الأفيشات خلال السنوات القليله المقبلة‏.‏

لدينا أزمة أبطال شباب

ومن بعيد يتناول المخرج علي رجب الذي أخرج فيلم بلطية العايمة طرف الحديث ويقول المشكلة ليست في البطولة النسائية إنما في أزمة الممثلين الرجال الذين لا يتعدي عددهم‏5‏ أو‏6‏ نجوم علي أكثر تقدير وتهيمن عليهم شركات الإنتاج والكيانات الكبيرة وبالتالي هناك أزمة يصادفها كل مخرج في بداية اختياره لفريق التمثيل مما جعل المخرجين يبحثون عن الوجوه النسائية التي تستطيع أن تقوم بالبطولة حتي يستطيعون العمل برغم أن هناك نجمات لديهم القدرة علي تصدر الأفيشات مثل عبلة كامل التي لعبت بطولة أكثر من فيلم مثل خالتي فرنسا وكلم ماما وأستطيع القول إن لديها قدرات فنية كبيرة لم تظهر حتي الآن بالإضافة لــ ياسمين عبدالعزيز التي تصدرت الإيرادات في موسم العيد مما يشجع المنتجين علي إعطائها البطولة مرة أخري‏.‏

السيناريو هو الأساس

أما المنتج أحمد السبكي الذي أنتج العديد من أفلام البطولة النسائية فيختلف مع باقي الآراء ويقول أي منتج في الدنيا لا يستطيع أن يؤخر تصوير أو عرض فيلم جيد سواء كان بطولة فنان أم فنانة‏,‏ كل ما في الأمر أن السيناريو هو الذي يتحكم في المنتج فأنا كمنتج لا أستطيع أن أجبر مخرج أو كاتب علي أن يكبر مساحة دور البطل علي حساب البطلة أو العكس لكن في الوقت نفسه عندما يأتيني سيناريو مكتوب بحرفية أفكر في كيفية تنفيذ هذا الفيلم وما هو العائد الذي سيأتي من ورائه بصرف النظر عمن يلعب دور البطولة سواء كان شخصية نسائية أم رجالية فلا يوجد تحيز لفئة علي حساب الأخري‏.‏

الأهرام العربي في 10 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)