تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

محمد هنيدي أبو العلمين حمودة :

بين استعادة عرش الكوميديا وهيبة المعلم

أشرف بيدس

هل حقا استعاد "محمد هنيدي" عرشه المفقود مرة أخري؟ ومن من؟ سؤالان مطالبان بالاجابة عليهما عند التعرض لفيلمه الجديد "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة الذي اخرجه وائل احسان وكتبه يوسف معاطي، وقام ببطولته اللبنانية سيرين عبد النور وليلي طاهر وعزت أبو عوف وادوارد ومحمد شرف ولطفي لبيب وجمال إسماعيل ومظهر أبو النجا وضياء الميرغني ومحمد الصاوي وحسن عبد الفتاح وايمان سيد ويوسف عيد وثلاثة وجوه جديدة تبشر بالخير وهم طارق الابياري وعمرو مصطفي متولي وأمير المصري.

يقدم يوسف معاطي مفارقة بالغة الاهمية والدلالة بشخصية وزير التربية والتعليم والذي جسدها (عزت أبو عوف) غير قادر علي تربية وتعليم ابنه والذي لا يتورع في ضرب ناظر مدرسته (لطفي لبيب) واخافته امام والده بشكل يدلل علي ما وصل اليه التعليم. وهنا يضطر الوزير الي ارسال ابنه الي قريته "ميت بدر حلاوة" عقابا له، ليلتقي بمدرس اللغة العربية "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" والذي يجسده (محمد هنيدي) ويحدث بينهما صدام يجعل رمضان يوقع عليه عقابا كبيرا دون أن يعلم ان والده هو وزير التربية والتعليم، وعندما يخبره الناظر بما فعله، يهرول "رمضان" إلي الوزير لتقديم اعتذاره، لكنه يفاجأ بموقف الوزير الذي يثني علي ما فعله، ويطلب منه الانتقال للعيش في القاهرة ومتابعة ابنه وزملائه ابناء المسئولين الكبار، ينتقل رمضان للمدرسة الجديدة، فيكتشف أن الطلبة علي علاقة بمطربة معروفة اسمها "نجلاء وجدي" (سيرين عبد النور) ويحاول ان ينهي هذه العلاقة؛ لكنه يقع في غرامها ويتزوجها سرا ويطلب منها اعتزال الغناء فتوافق لكنه يكتشف انها مرتبطة بعقود عدد من الحفلات الغنائية وأن اعتزالها سيكلفها مبالغ مالية ضخمة، فيضطر رمضان لبيع قطعة ارض يملكها، لكنها ايضا لا تكفي فيضطر للموافقة لعودتها للغناء حتي تسدد ما عليها، وتتوالي الاحداث.

نجح الفيلم في تناول مشكلات التعليم بشكل ساخر بعيدا عن الخطابة والعبارات المسيسة، ورصد الفروق ما بين التعليم الرسمي والتعليم الخاص في المدارس المصرية في لقطات موجزة ومعبرة في آن واحد. وكشف عن عيوب كل منهما بحيادية ووعي لما يحدث بالفعل داخل هذه المدراس.

يبدو أن صناع الفيلم كانوا يضعون نصب عيونهم زيادة جرعات الضحك بغض النظر عن تواصلها دراميا مع الأحداث فمثلا مشهد الخطوبة كان مغاليا جدا، ورغم الشكل الفانتازي الذي خرج به وتضمنه الحوار فقد نأي كثيرا عن المنطق، وكذلك اقتحامه سرادق للعزاء لتوبيخ احد الطلبة لأنه اخطأ في اعراب جملة، وأصبح اقتطاعهما لا يؤثر علي الأحداث بل يخدمها، غالي الفيلم في تصوير قرية ميت بدر حلاوة واظهار أهلها بهذا التخلف ، فليس معقولا ان نري قرية باكملها لا يوجد فيها احد يفهم سوي هذا المدرس الذي يصول ويجول فيها كيفما يشاء ، حتي بدت وكأن سكانها مجموعة من البسطاء لا حول لهم ولا قوة، ناظر مهلهل ومدرسين متخلفين وطلبة منكسرين، قرية باكملها لم تنجب سوي رمضان مبروك أبو العلمين حمودة امر مبالغ فيه.

كذلك الطريقة التي تم التعارف بها بين المدرس والمطربة اختصرت تفاصيل كثيرة، لنفاجأ بالمدرس يتعايش معها ويتدخل في حياتها، والأغرب أنها انصاعت لهذا الاقتحام غير المعقول.

في واحد من أهم المشاهد التي تصور سقوط المعلم يتفوق الثالوث يوسف معاطي ووائل احسان واداء عبقري وغير مسبوق لمحمد هنيدي في رصد هذا السقوط المدوي، وذلك عندما يحتجز احد الطلاب المدرس ويمنعه من الذهاب الي الحمام فيضطر المدرس للتبول علي نفسه في مشهد يختزل مائة فيلم ومائة مقال.

من المشاهد المعبرة مشهد دخول المدرس الفصل بعد اتمام زواجه وسخرية الطلبة وشعوره باقترافه ذنبا، استطاع هنيدي باداء بسيط ومعبر ان يكشف للمشاهد عن مدي خجله. كذلك المشهد الذي يقف فيه المدرس وراء المطربة وهي تغني وركوعه علي الارض ليجمع "النقطة". عنوان الفيلم طويل جدا وليس له أي دواعي منطقية أو فنية، ربما له دواعي تجارية الغرض منها جذب الانتباه ولفت النظر دون وجود دلالة فنية داخل الاحداث.

يدخل محمد هنيدي مرحلة جديدة من الاداء، فالدور تطلب كثيراً من التمثيل، واستطاع هنيدي في مشاهد كثيرة ان يقدم جديدا لم نألفه منه، فالكوميديا تخفي كثيرا من ابداعاته وقدراته التي يملك منها الكثير، ولكنه عابه بعض الانفعال والمبالغة، ليلي طاهر تعود للسينما بعد غياب طويل، ولا غبار علي ادائها الرائع، اما ملابسها واكسسوارتها فلم تكن موفقة، فهي أشياء تناسب ليلي طاهر وليست "أم رمضان"، سيرين تملك قبولا وحضورا وخفة وجمالا وصوتا حلوا وكل مقومات النجمة، اما الواعد حسن عبد الفتاح رغم مشاهده القليلة لكنه استطاع أن يعبر عن وجوده بخفة دم وتلقائية ، كل الاساتذة الذين اشتركوا بالعمل لهم كل الاحترام والتقدير، لكنهم للاسف كانوا ضيوف شرف فلم يضف الدور لهم شيئا ولم يضيفوا هم شيئا، وتمت الاستعانة بهم -للأسف- لملء الافيش بدلا من ان تصدر هنيدي وحده الافيش.

الأهالي المصرية في 7 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)