تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الأفضل والأسوأ في سينما 2008 المصرية

القاهرة - ( دار الإعلام العربية)

اختتم الموسم السينمائي المصري عروضه لعام 2008 بعرض آخر 8 أفلام تم طرحها في دور العرض خلال عيد الأضحى، وبذلك يسدل الستار على واحد من أهم المواسم السينمائية، الذي شهد شدا وجذبا عبر منافسات شرسة مشروعة وغير مشروعة من خلال 47 فيلما روائيا طويلاً؛ ابتداء من فيلم (عمليات خاصة) وانتهاءً بفيلم (دخان بلا نار) للمخرج سمير حبشي ومن بطولة خالد النبوي وسيرين عبد النور.

واللافت في الموسم السينمائي المنتهى هو هذا الإنتاج الوفير للسينما المصرية مقارنة بأعوام سابقة، حيث اعتبر النقاد وصول المنتجين للرقم 47 بمثابة إنجاز كبير، في إشارة منهم إلى أن عدد الأفلام التي عرضت خلال المواسم الماضية تراوحت بين 20و 30 فيلمًا في الموسم. ولم تتخط هذا الرقم إلا عندما تم عرض 41 فيلما في الموسم قبل الماضي، ما يؤكد وفق رأي نقاد فنيين، أن الشركات بدأت تندفع تجاه صناعة السينما بشكل أقوى. وربما تكون الأرباح الكبيرة التي حققتها بعض الشركات في المواسم الماضية دافعًا لرفع أعداد الأفلام المنتجة، خاصة بعد أن شهدت ساحة السينما شركات جديدة يقودها عدد من الشباب، وقد نجحت في إنتاج أعمال ناجحة بتكلفة قليلة.

والمتابع للموسم السينمائي خلال العام المنتهي 2008، يلحظ تنوعا كبيرا في موضوعات الأفلام التي عرضت.. ابتداء من أفلام الأكشن ومنها «كلاشنكوف، الكامب، الغرفة 707، شارع 18، مسجون ترانزيت»، مرورا بالأفلام الغنائية مثل (كابتن هيما، حلم العمر)، والأفلام التي ناقشت قضايا اجتماعية أو وطنية (ليلة البيبي دول، حسن ومرقص، الغابة، رامي الاعتصامى) وغيرها.

وذلك بجانب أفلام الكوميديا ك(رمضان مبروك أبو العلمين حمودة) لمحمد هنيدى و(الدادة دودى) لياسمين عبدالعزيز وأخيرا أفلام الشباب مثل (ورقة شفرة) للمخرج أمير رمسيس وبطولة عدد من الوجوه الجديدة مثل أحمد فهمي وفرح يوسف ثم فيلم (قبلات مسروقة) ليسرا اللوزي وأحمد عزمي وهي الأعمال التي تناول مشاكل الشباب العديدة والمتنوعة.

البطولات الجماعية أيضا فرضت نفسها على عدد كبير من أفلام الموسم المنصرم للسينما المصرية، فمن خلالها ظهرت أسماء شابة أثبتت وجودها فنيا منهم ، سمية جويني، شادي خلف، آسر ياسين، أروى، أحمد فهمي، أحمد فلوكس، رامي وحيد، محمد الخلعي، هشام ماجد، محمد كريم، فرح يوسف، والطفلة منة عرفة وصفاء تاج الدين، غير أن البطولات الفردية أيضًا كان لها فرسانها في مقدمتهم الوجه الجديد أحمد مكي في فيلم (اتش دبور)، وطلعت زكريا في (طباخ الرئيس)، ومجدي كامل في (غرفة 707).

البطولة النسائية

لم تتخلف البطولة النسائية هذا العام عن الركب بل لحقت به في آخر عربات قطار الموسم حيث كانت مي عز الدين في فيلم (حبيبي نائما) وياسمين عبدالعزيز في (الدادة دودي) وعبلة كامل (بلطية العايمة) فكن الأكثر حضورا في المنافسة رغم وصولهن إلى الساحة أخيرا.

كما لم يتغيب لاعبو الكرة حيث انتقلوا من البساط الأخضر إلى بلاتوهات السينما ـ لا ليلعبوا بأقدامهم بل للقيام بأدوار فنية وكلها في فيلم واحد، وهو فيلم (الزمهلاوية) وهم (عمرو زكي، محمد شوقي، عصام الحضري، خالد بيبو، جمال حمزة).

أهم الأفلام

بالرغم من أن الموسم تضمن 47 فيلما مصريا إلا أن الثمانية أفلام التي دخلت دور العرض في عيد الأضحى المبارك لم تدخل المنافسة لأهم أفلام الموسم باعتبار أنه لم يمض على عرضها سوى أسابيع قليلة، وتركز التقييم حول الأفلام السابقة لها حيث اختار النقاد والجمهور 8 أفلام،.

واعتبروها هي الأكثر حظا وجودة وهي (ألوان السما السبعة، كباريه، حسن ومرقص، آسف على الإزعاج، الريس عمر حرب، الجزيرة، جنينة الأسماك، ليلة في العمر).

في المقابل وجه النقاد انتقادات حادة لفيلم (بنات وموتوسيكلات) لعدم التوفيق في اختيار الوجوه الجديدة، أو لدخول عنصر المجاملة في الاختيار، ولذلك اعتبروه من الأفلام الضعيفة، وأيضا التقت آراء النقاد والجمهور لأول مرة حول فيلم (ليلة البيبى دول) الذي حقق فشلا ذريعا، برغم اعتباره الأعلى إنتاجا في السينما المصرية خلال عام 2008.

بالرغم من سيطرة النجوم الشباب على السينما خلال الثمانية مواسم الماضية وغياب الكبار طوال هذه الفترة باستثناء عادل إمام إلا أن بعض هؤلاء الكبار اقتحم هذا الموسم بقوة، حيث شارك عمر الشريف عادل إمام في بطولة فيلم (حسن ومرقص)، وليلى طاهر في (رمضان مبروك)،.

ومحمود الجندي وأحمد بدير في فيلم (كباريه)، وأربعة من كبار النجوم شاركوا في فيلم (ليلة البيبي دول) وهم محمود عبدالعزيز ونور الشريف وليلى علوي ومحمود حميدة، وأيضا نور الشريف في (مسجون ترانزيت)، ومحمود حميدة أيضا في (آسف على الإزعاج).

وكذلك مشاركة مصطفى فهمي في (عمليات خاصة)، ومحمود ياسين في (الوعد)، وتجيء هذه المشاركات بعد غياب طويل عن السينما حيث اقتصرت مشاركات كثير من النجوم الكبار في الدراما التلفزيونية.

تنافس الإخراج

ما يلفت النظر أيضا في الموسم المنصرم ظهور 11 مخرجا جديدا في موسم واحد قدموا أعمالا وجدت الإشادة والتشجيع وهم (نصر محروس، أحمد عويس، وليد محمود، حسام الجوهري، مؤنس الشوربجي، محمد كمال الشناوي، عمرو سلامة، عبدالعزيز حشاد، سامح رافع، شريف عابدين، عبدالعزيز حشاد)، وهي ظاهرة طيبة بأن ينافس مخرجون جدد كبار المخرجين، ويتفوقوا عليهم أحياناً، ووجد هؤلاء المخرجون كل التشجيع من النقاد.

الظواهر الجديدة

من الظواهر التي ميزت هذا الموسم هي ظهور أفيشات الأفلام لأول مرة دون ذكر أسماء النجوم حيث يعتمد البوستر أو الأفيش على صورة ضخمة لبطل الفيلم، واسم الفيلم فقط، ولكن فيلم (قبلات مسروقة) خالف الظاهرة تماما عندما انفرد بنشر أسماء أبطال الفيلم، وكل الممثلين حتى الجدد منهم،.

ومن الظواهر أيضًا هذا الموسم انخفاض الإيرادات عكس المواسم السابقة التي ضربت الإيرادات فيها أرقاما قياسية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بالنسبة لموسم 2008 بل تعرضت بعض الأفلام لخسائر كبيرة تصل في مجملها إلى أكثر من 75 مليون جنيه، وفي الوقت نفسه تراجعت إيرادات تسويق وتوزيع الأفلام المصرية في الدول العربية بدرجة مقلقة.

الغريب في أفلام 2008 أنه لم يكن هناك اتفاق على الأفلام المتميزة، بينما كان الاتفاق كاملا ومتطابقا على الأفلام الساقطة والفاشلة فنيا وجماهيريا مثل فيلم (ليلة البيبي دول).

ومن النقاد الذين تابعوا الموسم بدقة الناقد عاصم حمدي الذي رأى أفلام 2008 من زوايا عديدة ووصف أغلبها بأنها جاءت عادية ومستفزة بسبب موضوعاتها وطريقة تنفيذها.

ولكن هناك أفلاما قال عنها إنها الأهم والأفضل باعتبارها قدمت شكلاً وطرحا فنيا مختلفا، واستحقت الوقوف أمامها باعتبارها تجارب جيدة تنسب لأصحابها منها فيلم (الجزيرة) إخراج شريف عرفة وسيناريو محمد دياب باعتباره نجح في تقديم مجتمع الصعيد بشكل واقعي من خلال حدوتة مثيرة.

وبالفعل كان الفيلم متميزا في كثير من عناصره الفنية. كما كان فيلم (جنينة الأسماك) للمؤلف يسري نصر الله فيلما يستحق أكثر من قراءة لاختلافه عن السائد من حيث الموضوع والشكل الفني، وقال هذا ليس غريبا على أفلام نصر الله، ويعتبر الفيلم ناجحا فنيا.

واتفق نقاد على أن هناك أفلاما لم تحقق أي نجاح، وتعتبر جهدا مهدرا منها فيلم (نمس بوند) للفنان هاني رمزي حيث مشاركة اللبنانية دوللي شاهين له في بطولة الفيلم أخذت من رصيد رمزي أكثر مما أضافت له، وكذلك فيلم (الزمهلاوية) فهو فيلم لا يحمل قصة ولا مضمونا ولا فرجه بل هو ضم مجموعة من اللاعبين الذين قرروا الظهور على الشاشة، وتأكيد ولائهم لأنديتهم لا أكثر.

وكان الفيلم من أكثر الأفلام استفزازا خلال العام 2008 وكذلك فيلم (بنات وموتوسيكلات) حيث وصل الأداء التمثيلي للعاملين به إلى أدنى مستوياته، ناهيك عن ضعف القصة والإخراج. أما فيلم (شيكامارا) للمخرج أيمن مكرم فإنه فصل خصيصا لمي عز الدين لتقوم فيه بدور البطولة في أكثر من شخصية.

وأشار نقاد إلى أن مي عز الدين كانت تتدخل في كل شيء وتعطي تعليماتها للمخرج والكاتب والسيناريست لعمل ما يناسبها، كما أكدت في أحد حواراتها. ويرى عدد من النقاد أن فيلم (الريس عمر حرب) لخالد يوسف كان من أكثر الأفلام إثارة للجدل في أفلام 2008 .

حيث قدم طرحا شائكا من الأفكار التي تبدو فلسفية عن علاقة الإنسان بالشيطان، وطبيعة العلاقات الإنسانية وفكرة الخير والشر، بالإضافة إلى جرأته في تقديم مشاهد جنسية صريحة وغريبة عن السينما المصرية، ولم يختلف عنه كثيرا فيلم (كباريه) إخراج سامح عبدالعزيز الذي صور الدنيا كلها كأنها كباريه أو كازينو قمار.

الأسوأ والأفضل

ويجيء رأي الناقدة الفنية حنان شومان متطابقا مع رأي كل النقاد في نقدهم لفيلم (ليلة البيبي دول) للمخرج عادل أديب، وقالت إن الفيلم تنطبق عليه مقولة (تمخض الجبل فولد فأرا)، ولم يكن هذا هو المستوى المتوقع للفيلم فبالرغم من أن جهة الإنتاج صرفت عليه بسخاء0

وتميزت به عناصر الصورة والموسيقى والمونتاج، إلا أن المضمون والتوليفة النهائية للعمل وشخصياته كان مبالغا فيها أكثر مما يجب، في حين أن فيلم مثل (ورقة شفرة) لمجموعة من الوجوه الجديدة التي لا يعرفها الجمهور، إلى جانب ميزانيته الضعيفة نجح في تحقيق إيرادات تفوق إيرادات ليلة البيبى دول.

لكن شومان تؤكد أن احد أهم مكاسب 2008 هو نجاح الكوميديان محمد هنيدى في استعادة توازنه في فيلمه (رمضان مبروك أبو العلمين حمودة) حيث نجح هنيدي في الخروج من إطاره التقليدي وظاهرة البطل الأوحد التي سيطرت عليه في أفلامه السابقة.

وقدم هنيدي شخصية جديدة تحسب له كما أعطى الفرصة لوجوه شابة للظهور معه، ورغم ضعف السيناريو الذي كتبه يوسف معاطى المليء بالتناقضات إلا أن التجربة أعادت اكتشاف هنيدي من جديد.

البيان الإماراتية في 7 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)