تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

تفاصيل خطط إنتاج السينما المصرية فى 2009

طارق مصطفى

من المنطقى ونحن نلقى نظرة أخيرة على حال السينما المصرية فى نهايات 2008 أن نرصد العديد من الظواهر السلبية التى شابت أداءها خاصة فيما يتعلق بتواجدها الباهت فى المهرجانات الدولية، وفى مقدمتها «مهرجان القاهرة السينمائى الدولى» - على سبيل المثال - ولكن فى نفس الوقت لا يستطيع المتابع الجيد للتطورات التى تلقى بظلالها على السينما من وقت لآخر إلا أن يقول إن السينما المصرية عاشت فى العام نفسه حالة من الانتعاشة النوعية فى كم الأفلام المنتجة لأول مرة فى تاريخها وبلغت حوالى 47 فيلما، التى سمحت بنجاح استثنائى لأفلام مثل «حين ميسرة» و«الجزيرة» و«هى فوضى» و«رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة»، وهو آخر الثمار الناجحة فى سينما 2008، ولكن هذا لا ينفى أن هناك حالة من القلق تسيطر بشكل أو بآخر على التكتلات الإنتاجية فى مصر خاصة فى ظل المخاوف من تأثير الأزمة الاقتصادية.

فى هذا التحقيق لا نكتفى برسم خريطة تفصيلية لأهم الأفلام التى سيتم تصويرها وتقديمها فى العام الجديد، وإنما نضع أيدينا مع عدد من أهم المنتجين الذين يعبرون عن فصائل إنتاجية مختلفة على أبرز الأزمات التى تواجه الصناعة الآن والتى يجرى العمل على التخلص منها فى .2009

توقعات إنتاجية

قبل كشف الخطط التى تعدها شركات الإنتاج لـ 2009 يمكن القول إن هناك نظرة تشاؤمية إلى حد ما تهدد هذه الخطط الإنتاجية بالنسبة للسينما فى مصر، فالمنتج محمد العدل على سبيل المثال يرى أن 2009 يدفع للتفاؤل والتشاؤم فى الوقت ذاته، حيث أتصور أنه سيكون هناك حصر ما للإنتاج السينمائى فى مصر بسبب الأزمة الاقتصادية، فأتصور مثلا أن سعر الفيلم سيقل وسيقل الطلب عليه.

أما محمد حسن رمزى فيعود ليتبنى وجهة نظر أكثر تشاؤما، حيث قال: إن الظروف الاقتصادية ستؤثر بالطبع على السينما فى مصر فى 2009 خاصة أن القوة الشرائية للمواطن المصرى ستكون أقل بسبب تلك الأزمة.

هذا ليس فقط السبب الوحيد الذى دفع محمد حسن رمزى وشركاه إلى حالة من القلق، بل هناك أسباب أخرى قالها لنا تتمثل فى ارتفاع تكلفة الإنتاج الرهيب وغيرالمبرر الذى يجعل تكلفة الإنتاج تزيد من فيلم لفيلم وليس من عام لعام، أضف إلى ذلك الجشع الذى أصاب العديد من العاملين فى الصناعة من أصغر عامل وصولا إلى النجم. ولكن الكارثة الكبرى - على حد قوله - هى أنه بالرغم من أننا تصورنا أن التجارب الناجحة التى قدمناها فى 2008 ستفتح شهية المبدعين على تقديم الأفضل، وهنا أضاف: إننا فوجئنا أن هناك فقرا فى الأفكار والموضوعات الجيدة، فمنذ 6 أشهر وأنا أبحث عن أعمال بجودة «الجزيرة» لإنتاجها، ولم أجد إلا عملا أو اثنين بالكثير، حتى إننى ألقيت باللوم على شركائى لأننا فوجئنا أننا ليس لدينا تقريبا أفلام مصرية لنعرضها منذ يناير وربما حتى يونيو. بينما يعود محمد العدل قائلا: فى 2009 سنقدم عددا من أهم الأفلام الجيدة مثل تلك التى تشارك فى إنتاجها وزارة الثقافة، وأعتقد أننا يجب أن نتفاءل بأن الجمهور سيذهب إلى المنتج السينمائى الجيد فى النهاية.

ملامح الخريطة

ملامح الخطط السينمائية فى 2009 لا تقف فقط عند حد نوعية الأفلام، وإنما تمتد للأسماء التى تراهن عليها شركات الإنتاج هذا العام، والتى تضم أسماء لنجوم كبار يواصلون رحلة العودة ووجوها جديدة فى الإخراج والتأليف والتمثيل تبدأ الطريق. وفيما يتعلق بالفريق الخاص بالشركة العربية كجهة إنتاج وتوزيع تتعاون مع شركات السبكى وهانى جرجس فوزى بشراكة بمجموعة أفلام سيتم الإفراج عنها فى ,2009 هى وفقا لما ذكرته لنا إسعاد يونس: «أدرينالين»، أول بطولة مطلقة لخالد الصاوى وغادة عبدالرازق مع مؤلف ومخرج يقدمان نفسيهما لأول مرة، وفيلم «ميكانو» وفيه يقدم تيم الحسن نفسه للسينما المصرية مع خالد الصاوى ونور.

وفيلم «بنتين من مصر» الذى يعود فيه محمد أمين ليقدم نفسه بعد فيلمه الأخير قبل عامين «ليلة سقوط بغداد»، وهو بطولة زينة والأردنية صبا مبارك، إلى جانب مجموعة من النجوم يشاركون كضيوف شرف فى الفيلم، وهم فخورون حيث يعتبرونه من أجمل ما قرأوا عن المرأة وعالمها الداخلى، والفيلم يناقش قضية العنوسة بأبعادها المختلفة، وفيلم «رسائل بحر» لداود عبدالسيد الذى يقوم ببطولته بسمة وآسر ياسين، وهناك أيضا «عصافير النيل» لمجدى أحمد على وكل من الفيلمين قد حصل على منحة من وزارة الثقافة التى خصصت مبلغ مليونى جنيه و400 ألف جنيه لكل فيلم، بينما أضافت الشركة 7 ملايين عليها لإتمام الفيلمين.

أما على صعيد الأسماء فيضم هذا الفريق إليه فى 2009 أسماء مثل: تيم الحسن وآسر ياسين وأحمد مكى وهانى حسين ومحمد رمضان أو «برازيلى» فى مسلسل «فى إيد أمينة»، مجموعة د.خالد جلال، مجموعة موجة كوميدى، محمد حماقى، منى زكى، محمود الجندى، دلال عبدالعزيز، عبير صبرى، إلى جانب عودة النجوم الكبار وهو الاتجاه الذى برز فى ,2008 حيث نشهد محمود عبدالعزيز فى فيلم «إبراهيم الأبيض» ويسرا مع عادل إمام ومحمود حميدة، أما المفاجأة فهى ظهور أسماء جديدة مثل هيفاء وهبى فى «دكان شحاتة» ومى سليم فى «الديلر» ويسرا اللوزى فى فيلم «محمد على»، وهذه الأسماء سيكون لها دور فى سينما .2009

وفى المقابل تجهز شركة «جود نيوز جروب» عددا من الأفلام التى تراهن بها فى ,2009 ومنها الجزء الثانى من «رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة» بعد النجاح الساحق الذى حققه الجزء الأول. أيضا يتم التحضير لفيلمين سيقدمهما النجم عادل إمام هذا العام من تأليف يوسف معاطى الأول بعنوان «فرقة ناجى عطاالله»، أما الثانى فهو «الفلوس» ويفجر فيهما قضايا سياسية حساسة، إلى جانب فتح الملفات السرية لمجتمع رجال الأعمال، بينما ينتهى السقا من «إبراهيم الأبيض» ليعود بعدها إلى استكمال مشاهده فى «الديلر»، ومن الأفلام الضخمة التى تعدها الشركة أيضا فيلم «محمد على» الذى يقوم ببطولته النجم يحيى الفخرانى وغادة عبدالرازق وجمال سليمان، بينما هناك أخبار تتردد عن انتقال كريم عبدالعزيز إلى نفس الشركة. أما كتلة الثلاثى أوسكار والنصر والماسة فى ضوء ما قاله لنا محمد حسن رمزى، فإن أغلب مشاريعهم الإنتاجية لم تتضح بعد، فيما عدا الفيلم الذى يتم تحضيره لأحمد عز.

محمد العدل ممثلا للعدل جروب كشف النقاب عن الأفلام والأسماء التى يراهن عليها فى ,2009 وهى - على حد قوله - «تلك الأيام» عن رواية فتحى غانم وإخراج ابنه أحمد غانم وسيناريو وحوار علا عزالدين مع أحمد غانم وأراهن فيه على أحمد الفيشاوى وليلى سامى كممثلة صاعدة فى وجود العمالقة محمود حميدة وصفية العمرى التى تعود من جديد للسينما. أيضا هناك فيلم مازال يتم التحضير له وهو «ولد وبنت» وهو من إخراج كريم العدل وسيناريو علا عزالدين، كذلك نفس الشىء بالنسبة لفيلم «كاريزما» وهو من تأليف وإخراج شادى لينين الرملى، وبطولة فتحى عبدالوهاب ووجه جديد، وأخيرا هناك مشروع لم يتم التعاقد مع أبطاله بعد، لكن مرشح له زينة وأحمد الفيشاوى ومحمود حميدة وغادة عبدالرازق، ومن المتوقع أن تتراوح تكلفة إنتاج هذه الأفلام بين 6 و9 ملايين.

فى 2009 يراهن السبكى بفيلم «الفرح» مثلما راهن بـ «كباريه»، بينما تراهن ميلودى بيكتشرز على «الرجل الغامض» لهانى رمزى و«السفاح» لهانى سلامة ونيكول سابا، و«ضد الدنيا» أو «الضحية» لمصطفى شعبان. أما روتانا فلم تتضح خريطتها الإنتاجية، لكنها فى الغالب تكتفى بالتوزيع الخارجى للأفلام كطريقة غير مباشرة فى الإنتاج بعد الخسائر التى منيت بها عقب الإنتاج المباشر لفيلم «عندليب الدقى». السؤال المهم بعد عرض تلك الخريطة على المنتجين الـ 3 الذين يعبرون عن 3 فصائل إنتاجية مختلفة وقوية عن مصير المنتج الفرد فى هذه الدوامة!

المنتج محمد حسن رمزى اكتفى بأن يقول: نحن على استعداد للوقوف مع أى منتج جديد، لكن فى حالة أن يقدم لنا منتجا جيدا، ومعظم الأفلام التى عرضناها فى 2008 لم تكن من إنتاجنا، فنحن لم ننتج سوى فيلمين مثلا. أما إسعاد يونس فقالت إن مواقف الشركة العربية هى التى تؤكد حرصها على ألا يضيع المنتج الفرد تحت الأقدام، ودللت على ذلك بأفلام مثل «أعز أصحاب» وهو من إنتاج أحمد سمير وبطولة أحمد فلوكس وسوما، نتعامل أيضا مع حسين القلا فى فيلمه «آيه يو سى» وأتعامل مع مجدى أحمد على كمنتج قائم بذاته، وأتعامل مع مخرج ومنتج فيلم «هليوبوليس» أحمد عبدالله لأن فيلمه تتنافس عليه من الآن المهرجانات الدولية، وأتعامل مع هشام مندور منتج فيلم «عين شمس» الذى تم اختياره من أفضل 10 أفلام فى ,2008 ولكن دعنى أكون صريحة، وأؤكد أننا نعانى من ضيق أفق سواء الفريق الذى أمثله أو الفريق الآخر، فالأفضل فى ظل الظروف التى تواجه السينما المصرية الآن، بينما السوق العربية تكاد تغلق فى وجهها أن نساند بعضنا البعض، بل إننى أؤكد لك أن سبب حرصنا مرة أخرى على العودة إلى سينما المخرج فى 2009 هو أننى أعلم أنه بمرور الوقت لن تكون هناك أسواق خارجية للفيلم المصرى إلا فى دول أجنبية لأن سوق الخليج تعانى من صراعات تشبه صراعاتنا بين الموزعين بعضهم البعض، ولكى تكسب ثقة السوق الخارجية يجب أن تقدم أفلاما فى قيمة الأفلام التى نراهن عليها هذا العام.

أما المنتج محمد العدل فحملت إجابته رؤية مختلفة تماما، حيث أكد لنا أنه لو حدث أن اتحدوا ستتم الإطاحة بالشركات الفردية خارج اللعبة، بالطبع لا أرى لخلافاتهم ونزاعاتهم حلا، ولكن الاتحاد لن يكون الحل أيضا، وإنما الحل هو التعاون من أجل مصلحة السينما المصرية كصناعة فى الأساس.

روز اليوسف المصرية في 3 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)