حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سمير ذكرى:

أكتشف أخطائي بفضل العروض التجريبية

دمشق – فجر يعقوب

اضطر المخرج السوري سمير ذكرى أخيراً إلى «اقتطاع» ثلاثين دقيقة من فيلمه الجديد «حراس الصمت». لم يكن بوسعه إلا تأكيد أن الفيلم المقتبس عن «الرواية المستحيلة» لمواطنته الأديبة غادة السمان، كان يمر في مرحلة العروض التجريبية (سبق له أن شارك في مهرجاني دمشق ووهران الماضيين). وإن هذا بحد ذاته أسلوبية سينمائية جديدة يعبر عنها من خلال العودة إلى حذق المونتير ورؤية المخرج بغية تغيير إيقاع (الفيلم السوري المستحيل) نحو شده وتخليصه من بعض المسميات الأدبية التي استغرقها «حراس الصمت» وهو يحكي شيئاً من سيرة السمان نفسها، متجاوزاً إياها إلى سيرة بصرية تروى من خلال شخصية الشابة زين (لعبت الدور نجلاء خمري، وإن بدا أن الفسيفساء الدمشقية لم تكن هي ذاتها، في الحالتين: قبل وبعد العملية المونتاجية التي لجأ إليها صاحب الفيلم. هنا حوار مع المخرج حول أبعاد هذه العملية وموجباتها:

·         ما هو مغزى «تخليص» الفيلم من ثلاثين دقيقة كاملة بعد مرور حوالى عام على الانتهاء منه؟

- في بلد مثل أميركا، وهو أهم بلد في الإنتاج السينمائي، هناك مرحلة يمر فيها الفيلم اسمها (ما قبل العرض). بمعنى أن تقام عروض تجريبية أمام جمهور منتخب من النقاد والمهتمين، تستجمع من خلالها ملاحظات يعود المخرج إليها في حال اقتناعه بها لينفذها. هذا يحدث في بلد تجرى فيه عملية الإنتاج في شكل مريح، فكيف في بلد تكون فيه العملية برمتها متوترة وصعبة لا تتمتّع بالشروط الفنية كافة الملائمة للفيلم أو للمخرج والمبدع عموماً.

·         هل يجب أن يمر (حراس الصمت) بمثل هذه العروض التجريبية وذلك بالتناقض مع كل أفلامك السابقة؟

- لكل فيلم من أفلامي أسلوبية خاصة به، فأنا لست صاحب أسلوبية موحدة حتى أعمل عن ظهر قلب. كل فيلم هو مغامرة فنية. فأنا أعمل داخل حقول ألغام خطيرة مستجدة، منها استخدام «الغرافيك» في هذا الفيلم والاعتماد على الـ «فلاش باك» في أسلوب السرد. عدا عن ظروف الإنتاج الصعبة، واستعجال الإدارة في المؤسسة العامة للسينما من أجل المشاركة في مهرجان دمشق شكلت تحديات كبيرة لي. كما أنني أعلنت أمام لجنة التحكيم في مهرجان وهران الماضي أن عروض فيلمي ستكون تجريبية أبحث فيها من خلالها عما يمكن تعديله أو حذفه.

أين هو النقد؟

·         كيف كانت علاقة فيلمك بالنقد الذي وجه إليه بعد مشاركته في هذه العروض التجريبية؟

- النقد كان أضعف من أن يساهم في تطوير هذه العملية، فأغلب النقاد مستسلمون للأسلوب التلفزيوني في السرد. لذا، وجدوا - كما قالوا - صعوبة في متابعة تعدد الأصوات السردية في الفيلم عبر مونتاج الحاضر والماضي والهواجس والكوابيس والأحلام. لقد تعمدت هذا الأسلوب في السرد كي أخرج عن الأسلوبية التلفزيونية، وأعتقد أنها الوسيلة الملائمة لنقل رواية من خمسمئة صفحة إلى سيناريو سينمائي يقع في ستين صفحة.

·         أين تجد هذا الضعف النقدي وكيف تشخصه بصفتك مخرج الفيلم؟

- وجدته في ملاحظات بدت أقرب إلى السخف، كأن يقول أحد النقاد إن دمشق القديمة لم تعجبه، فقد ظهرت في الفيلم بشعة ظناً منه أنني أستعمل ديكورات مسلسل «باب الحارة» مع أنني صورت في الحارات الحقيقية لدمشق وهي ظهرت في فيلمي كما لم تظهر في أي عمل فني آخر كما قال البعض الآخر لوكالة الصحافة الفرنسية. أضف إلى ذلك أن أحد النقاد كتب يقول إن مشاهد الرقص لم تكن رشيقة كفاية، ونسي أنني أقدّم درس رقص وليس عرضاً راقصاً، وفي العملية الإخراجية هناك فرق كبير بين الحالتين. ناهيك عن ملاحظات قاصرة بحق الغرافيك المستخدم في الفيلم، وقد تجاهل أصحابها أنه ينفذ لأول مرة في سورية وبتكلفة زهيدة. بالطبع ليس من المستبعد أن يقع خطأ ما يعود إلى خطأ في التنفيذ وإلى توجيهاتي الإخراجية، وأنا اكتشفت ذلك وقمت بحذفه نهائياً من الفيلم.

·         هل هي علاقة متأزمة مع النقد لقلة الإنتاج السينمائي السوري، أم بسبب قصور نقدي سببه انحدار الثقافة السينمائية عموماً لدى بعض النقاد؟

- يجب أن نلاحظ هنا عموماً أن النقد يضع نفسه فوق المبدع. وفي حالتنا السورية، بما أنك تعمل، فأنت المعرض للإدانة، أما صاحب النقد، فيجب أن يظل قلمه كالسيف المسلط عليك، وهذا عانيت منه في أفلامي السابقة، وما زلت أعاني منه حتى الآن. وأرى أننا بحاجة لنقد جديد يواكب الفن كي يساعد على تطويره. فإذا كنت أنا بعمري وتجربتي لا آبه كثيراً لأغلب ما يكتب عن أعمالي سلباً أو إيجاباً، فإن الجيل الجديد قد يشعر بالخيبة الكبرى في ظل وجود مثل هذا النقد غير العلمي وغير العادل. وإنصافاً مني للنقاد، فإنني سأقوم بعرض الفيلم في حالته الجديدة، فمن واجبنا أيضاً المساهمة في تطوير النقد والنقاد.

·         هل يمكن القول إنك خضعت هنا لإجراء «عملية جراحية» للفيلم تحت ضغوط النقد الذي لا تعترف به؟

- لا، ليس الأمر كذلك على الإطلاق. لو كنت تبنيت هذه الملاحظات قبل العروض التجريبية لأجريتها مسبقاً. لقد اكتشفت هذه الأخطاء بالتوازي مع العروض، وأنا هنا ألوم النقد فقط لأنه لم يضع يده في شكل صحيح ولا على واحدة من التعديلات التي قمت بها، وكل ما قيل وكتب يعكس إمكاناتهم وثقافتهم ما جعل من كتاباتهم مجرد (حرتقات نقدية) تضاف على أعصاب المبدع بصفتها ضرائب جديدة ينبغي تحصيلها منه على الدوام.

الفن على ضوء الحاض

·         عندما تعود إلى فيلمك الروائي الطويل الأول «حادثة النصف متر» بعد ثلاثة عقود في خضم الظروف التي تمر فيها سورية كيف تراه الآن؟

- في السنة الماضية عرض الفيلم في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق وقلت يومها أمام الجمهور إن أكثر ما يؤلمني في هذا الفيلم ذي الكوميديا السوداء أنه ينطلق من هزيمة 1967، يومها قال عنه ناقد أميركي - حين عرض في الولايات المتحدة - إن الهزيمة تبدأ من داخل الإنسان قبل أن تظهر على الجبهة، مع تحليل كل العوامل التي هزمت هذا الإنسان اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً. نعم، ما يؤلمني أن الفيلم ما زال معاصراً جداً. وقد كان بودي أن تكون ظروفنا الاجتماعية والسياسية قد تغيرت بحيث يبدو هذا الفيلم قديماً أمامها ولكنه للأسف ما زال راهنياً وملحّاً أكثر من أي وقت مضى. وأعتقد أن بعودة مدققة نحو فيلم «تراب الغرباء» الذي يسرد مشاهد من حياة الشيخ التنويري عبدالرحمن الكواكبي سنرى أنني أشرت بالنقل عنه أن الاستبداد والجهل هما أهم سبب لتردي حال العرب والمسلمين، وهو عندما يدعو إلى بناء مجتمع يتساوى فيه الجميع، ويتم فصل الدين عن الدولة، وتحترم المرأة التي تعمل وتجد مثل الرجل، فإنه يكون قد وضع يده على الجرح الذي يؤلمنا جميعاً. هذا كان مشروعي السياسي وقد نفذته في أفلامي، وأشكر الله لأنني أجد رنيناً في روحي مع كل هذه الثورات التي تجتاح العالم العربي بالاعتماد على جيل شاب يريد أن يثبت ذاته في مواجهات التحديات المعاصرة ، كما هو حال (زين) بطلة «حراس الصمت».

·         تقول إنك تجد في بطلة فيلمك (زين) إرهاصات بعض ما يحدث الآن؟

- بالطبع... غادة السمان عندما كتبت هذه الرواية وضعت يدها على مكمن الضعف والقوة في مجتمعنا العربي، فعندما لا يكون الجيل الشاب هو المنطلق للبناء والتطوير، بل خزاناً للخيبة والإحباط، تكون هذه المجتمعات في وضع كارثي، وهذا ما أتمنى أن نتجاوزه الآن بقدرات هؤلاء الشباب وحدهم. وأذكر أن قبل بدء التظاهرات في سورية بقليل عرضت فيلمي «تراب الغرباء» في السلمية، ولعل أجمل ما سمعت في حياتي هو ما قال الشباب والشابات هناك حين كرروا على مسامعي عبارات الشكر والثناء فطلب إليّ رجال الأمن إلغاء النقاش لخطورة الفيلم، وحينها أدركت فقط أنني عملت ما كان يجب أن أعمله على الدوام.

الحياة اللندنية في

26/08/2011

 

«بيـوتيفـــول»

عباس بيضون 

«بيوتيفول» التي تعني الجميل في الإنكليزية ليست في الفيلم المعنون بها سوى غلط إملائي. هذا يناسب فيلماً ليس الجمال فيه أكثر من غلط طبيعي. يعيدنا الفيلم إلى زمن كانت السينما فيه أخت الأدب الكبير في تصديه للدراما الإنسانية في تناقضاتها وتجاذبها الأخلاقي، فقد آذنت سينما اليوم بحدية أخلاقية وواحدية فكرية. «بيوتيفول» هو هذا لكنه المزج بين دوستوفيسكي وعوالم المافيا، انه القلق الروحي والأخلاقي زائدا الحضيض الإنساني، انه الشر الأقصى الذي مع ذلك لا يخلو من جمال بل لا يخلو من طيبة. البطل الذي يواجه موته المقبل بعد شهرين هو أيضاً المافياوي الذي يعمل في تهريب العمالة غير الشرعية إلى داخل البلاد وتشغيلها، أي استغلالها. انه أب يرعى أولاده ويتعهدهم بعد أن انفصل عن زوجته المدمنة المنهارة نفسياً. لكنه ليس تماماً الأب الصالح، انه ينهر ولده ويأمره بأن يترك العشاء ويذهب إلى غرفته. انه أيضاً ذو صداقات وهو يعرف ألم فقد الصديق ويبكي بمرارة، لكنه مع ذلك يشتري لعماله أجهزة تدفئة فاسدة لا تلبث أن تهرب الغاز السام وتقتلهم. لقد ماتوا وهو يعرف أن التبعة عليه. لقد شاء، هو المقبل على الموت، أن يوفر بعض المال فاشترى أجهزة كان يدرك أنها لا تنفع وجازف بحياة عماله مدركاً ما يفعل. لكنه عندما يراهم موتى يغرق في البكاء ويذهب ليبكي أمام صديقته التي تلعب دور الوسيطة الروحية، والتي ذهب إليها بعد أن عرف بمصيره المحتوم فجعلت تعده لمواجهة موته المقبل وتهيئه ليرضى بمصيره. الوسيطة شخصية دوستوفيسكية لا تمثل الخير لكنها حاجة روحية تماثل مستوى الشر الذي يرتع البطل فيه. انها من خارج عالمه كأنها بعده الروحي غير المنظور، بعده السماوي إذا جاز القول. انها واحد من المسالك الخفية، من الألطاف الخفية التي تخترق عالم الشر الأقصى، الزوجة المهجورة مدمنة مخدرات ومنهارة نفسيا لكنها مع ذلك تحبه وتحب عائلتها وحين تستعيدها تحت هذا الدافع، الحب، تعود إلى مسلكها المعتاد كمدمنة. تترك أولادها في عتم الليل وتذهب إلى زمرة المدمنين، وبالضبط إلى عند أخيه المثلي. انها تملك الحب الذي لا يستطيع انقاذها. انها محطمة ومستهترة وأم غير صالحة لكنها مع ذلك تملك أيضاً ذلك البعد السماوي المتمثل في الحب. البطل رغم شره المطبق غير كريه بل هو يحظى باستلطافنا. انه سادر في الشر إلى حد لا يجارى وهو يعرف شره ويرثى لنفسه ولمن يطالهم هذا الشر، الا انه يملك ذلك الوعي الشقي لشره. زوجته المدمنة لا رجاء منها. ليست محطمة فقط بل هي أيضاً شريرة وحبها نفسه موصوم. انها تحب زوجها لكنها تخرج من البيت لتعمل كمومس. تحب عائلتها لكنها تترك ابنها وحده في البيت وتسافر مع الابنة. انها تثير شفقتنا لكننا ندرك أنها ليست بريئة من الشر. بل نحن لا نبالغ إذا اعتبرنا أن الشر وربما الشر العادي هو موضوع الفيلم.

ثمة لوحة للشر في الفيلم تتمثل، لا يموت الجميع نساء ورجالاً وأطفالاً بالغاز بل بمحاولة التستر على هذا الموت الجماعي بإلقاء الجثث في البحر لكن الموج لا يلبث أن يحمل الجثث المغرقة إلى الشاطئ ونجدها وقد انتثرت على الرمل. انه الشر وقد استنفد مخيلته أو أطلقها إلى نهاياتها، نحن أمام متحف للشر العادي، لا نعرف إلى أي حد يمكن للرجل أن يكون شريراً وهو على وشك الموت ويعرف ذلك، لكنه مع ذلك قادر على أن يفيض بالشر ويتركه يبتكر له. يمكننا أن نتحدث هنا عن إبداع الشر وفنه، مع ذلك فإن هناك درجة سيريالية من السخرية إذ نرى المدمنة وهي ترقص على ظهر المثلي. كما أن هناك درجة من الشعر السيريالي حين يقابل البطل المحتضر أباه العائد شاباً ويراه يقلد له البحر والموج. انهما بعدان شعريان. هكذا يجد الشر بعده الشعري في ملحمة الجثث وفي عودة الأب. هنا نشعر بلمحة المودوفارية في التخييل الحر والتجاور العفوي للمتنافرات، نشعر بهذه القدرة على الارتجال وبتلك الطرافة اللتين نراهما غالباً في السينما المودوفارية.

الشخصيات في الفيلم هي شخصيات الحد الأقصى بل ان الفيلم هو دائماً عند الحد الأقصى. البطل يصل في شره إلى الحد الأقصى. زوجته تصل في تهتكها وانهيارها إلى الحد الأقصى. الشر هو دائماً غير قابل للاستنفاد، انه موجود في صورته الكاملة. اننا دائماً على الذرى. لا تهاود ولا مداراة في شيء. الشر، الموت، الانهيار، هذه جميعها مكتملة تامة في الفيلم. مع ذلك ثمة في هذا الوجود المتطرف القصوي مجال للتعارضات، بل ثمة امكان حقيقي لاحتمال الوجه الآخر. الشر يتفتح عن استعداد للطيبة لكن هذا لا يجعله ناقصاً ولا يشكك بتمامه. الانهيار كامل لكننا مع ذلك نجد مجالاً للطبيعة الإنسانية. نجد حضوراً للصداقة والحب والرفقة والعائلة، كل هذه الاشارات التي لا نعرف كيف أمكن لها أن توجد مع هذه الهيمنة الكامــلة للشر والانهيار. بل نحن في الحضيض لكننا لسنا في البعد الواحد، الحضيض يتكشف عن أبعاد عدة. التهكم والشعر والقلق والـــروح هي ايضا أبعاد مكملة. بل نحن أمام جماليات قد نسميها جماليات الشر. إذ لا ننـــسى ان الفن يضـــيف إلى ذلك العالم المكتظ الذي البـــشر فيه هم السلعة المفضلة. لا ننسى ان الفن يضـــفي واقعاً على كل هذه العناصر، الفن يضفي ترتيباً وتناسقاً على كل هذه الماغما الملتهبة، المليئة بالعكر والصهير.

«بيوتيفول» لذلك فيلم لا نقول عنه انه واقعي بل نقول انه يصنع واقعاً.

السفير اللبنانية في

26/08/2011

 

محمد سعد يحتفي بالثورة في "تك تك بوم"

مواجهة سينمائية هادئة في عيد الفطر

القاهرة - “الخليج” - حسام عباس:  

في أول موسم سينمائي حقيقي بعد ثورة 25 يناير التي كانت احد عوامل القضاء نهائيا على الموسم السينمائي الصيفي، يغامر عدد من النجوم وشركات الإنتاج بطرح أفلامهم في موسم عيد الفطر المبارك هذا العام أملا في صناعة موسم سينمائي جديد سيطول في الأعوام القليلة المقبلة ليصبح الأهم للسينما .

ورغم قلة عدد الأفلام المعروضة لكنها تشهد عودة احد أهم نجوم السينما المصرية في السنوات الماضية، وهو محمد سعد الذي يدشن للموسم السينمائي الجديد، كذلك تشهد الإطلالة الأولى للنجم الواعد نضال الشافعي في عالم البطولات السينمائية، وتجربة روتينية تجارية لكل من دينا وسعد الصغير، ويخوض المنافسة كل من منة شلبي وآسر يس في تجربة ذات طابع خاص تأخر عرضها في الموسم الصيفي .

ومن أهم الأفلام المعروضة في موسم عيد الفطر المبارك فيلم “تك تك بوم” لمحمد سعد الذي يعود إلى السينما مع المنتجة إسعاد يونس بعدما اتفقا على التعاون منذ أكثر من عام، ليأتي هذا الفيلم الذي يدور حول شاب في أحد الأحياء الشعبية يعيش أحداث ثورة 25 يناير بكل تفاصيلها والأحداث كوميدية بالشكل الأساسي، ويعود محمد سعد في الفيلم للاستعانة بشخصية الضابط التي قدمها في فيلم “اللي بالي بالك” كمناقض لشخصية اللمبي التي كرر تقديمها في أكثر من عمل سينمائي، وفي هذا الفيلم يشارك سعد البطولة كل من محمد لطفي ودرة ولطفي لبيب وجمال إسماعيل والإخراج لأشرف فايق .

ولأول مرة يقدم الفنان الشاب نضال الشافعي نفسه كوجه سينمائي واعد وأحد فرسان شباك التذاكر القادمين بقوة بعد عدة نجاحات تلفزيونية كان آخرها مسلسل “شاهد إثبات” في العام الماضي مع الفنانة جومانة مراد .

يخوض نضال الشافعي البطولة الأولى من خلال فيلم “يا أنا يا هو” مع ريم البارودي ونيرمين ماهر ولطفي لبيب والطفلة ليلي أحمد زاهر والإخراج لتامر بسيوني . ويدور العمل في إطار كوميدي حول الشاب “سعيد” الذي يقع في مشاكل عديدة يسعى لتخطيها بالتحايل والتنكر ويعول نضال على هذا الفيلم ليثبت أقدامه في ساحة السينما كأحد وجوهها الجدد .

وتقدم الفنانة الاستعراضية دينا تجربتها الجديدة خلال فيلم “شارع الهرم” الذي سبق ان رشحت له سمية الخشاب وبعدها جومانة مراد غير أنهما اعتذرتا عنه ليستقر عند دينا ويشاركها البطولة المطرب الشعبي الأشهر في سوق السينما حاليا سعد الصغير، يراهن بهما المنتج أحمد السبكي في عمل تجاري بحت عن راقصة في فرقة استعراضية تنتقل للرقص في ملاهي شارع الهرم الشهير ويتصارع عليها 3 رجال أحدهم طليقها الضابط الذي يسعى للعودة إليها بعدما حققت الشهرة والمال، ويشارك في بطولة الفيلم كل من أحمد بدير وأيتن عامر ومها أحمد والإخراج لمحمد الشورى .

أما منة شلبي فتخوض المنافسة في موسم عيد الفطر المبارك بفيلم “بيبو وبشير” بمشاركة الفنان الشاب آسر يس، وهو عمل رومانسي كوميدي خفيف يدور حول بشير الشاب الرومانسي من أصل إفريقي الذي يرتبط بعلاقة حب مع منة شلبي التي تدعى في الفيلم بي”بو”، ويشاركهما البطولة كل من عزت أبو عوف وصفية العمري وهاني عادل إخراج مريم أبو عوف . . ورغم انه الفيلم الذي يمكن ان يكون الأجود لكنه بكل تأكيد في موقف صعب لابتعاده عن الكوميديا ونجومها .

الخليج الإماراتية في

26/08/2011

 

بين موروث تشابلن السينمائي ومسرح أونيل يتجدّد الإبداع

سلوى جراح/  لندن 

عرض تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على قناته الثانية، حلقات درامية بعنوان "الساعة" والاسم مستوحى من طول الحلقة الواحدة التي تقدم عملاً درامياً على مستوى رفيع يشارك في بطولته كبار نجوم المسرح والسينما في بريطانيا.

وقد لفتت الانتباه في الحلقات التي عرضت مؤخراً، ممثلة شابة في السابعة والعشرين من عمرها تحمل اسماً ارتبط بتاريخ الإبداع الفني حول العالم، فهي حفيدة تشارلي تشابلن، ووالدتها هي جيرالدين تشابلن ممثلة هوليوود الشهيرة التي اكتشفها المخرج دافيد لين وقدمها لأول مرة للسينما في فيلم "دكتور جيفاكو" عن قصة الكاتب الروسي بوريس باسترناك، ووالدها هو المصور السينمائي، التشيللي الأصل باتسيشيو كاستيلا، لكن الفنانة الشابة اختارت لنفسها اسما فنياً هو، أونا تشابلن أي أنها تحمل اسم جدها لأمها تشارلي تشابلن وليس اسم عائلة أبيها

وتقول أونا تشابلن إنها مدركة تماماً حجم الاسم الذي تحمله، لكنها ترفض تماماً فكرة أن اسمها وحده كفيل بفتح كل الأبواب المغلقة في دنيا الفن لأنها تدرك إنه إرث كبير عليها أن تثبت أنها تستحق فعلاً أن تنتمي إليه.  لكن إرث أونا لا يتوقف عند جدها العظيم تشارلي تشابلن بل يمتد ليشمل اسماً مهماً آخر في تاريخ الإبداع الإنساني، هو الكاتب المسرحي والشاعر الأمريكي إيوجين أونيل (1888- 1953) .  ففي عام 1943 تزوج تشارلي تشابلن وهو في الرابعة والخمسين، ابنة إيوجين أونيل أونا، التي كانت في الثامنة عشرة من عمرها.  ورغم أن هذا الزواج أغضب أونيل وجعله يتبرأ من ابنته، إلا أنه أسعد تشابلن وأثرى حياته.  فقد كان الزواج الرابع والأخير واستمر حتى وفاة شابلن عام1977، وأثمر ثمانية أطفال أكبرهم جيرالدين، والدة نجمتنا الشابة أونا التي تحمل اسم جدتها التي أسعدت جدها تشارلي تشابلن.

جدة أونا وسميتها، انقطعت علاقاتها مع أبيها إيوجين أونيل وتلاشت كل خيوط المحبة بينها وبينه بعد أن تبرأ منها، لدرجة أنها كتبت رسالة إلى الممثل جاك نيكلسون عام 1981 بعد عرض فيلم "الحمر"، ملحمة الممثل والمخرج الأمريكي وارن بيتي، المأخوذة عن كتاب جون ريد مؤسس حزب العمال الشيوعي في أمريكا "عشرة أيام هزت العالم" الذي يروي فيه، كشاهد عيان، تفاصيل الأيام القليلة التي سبقت قيام الثورة البلشيفية التي أطاحت بقيصر روسيا عام 1917، وأدى نيكلسون في الفيلم دور أيوجين أونيل، الذي كان صديقاً حميماً لجون ريد، بل يقال إنه كان على علاقة بزوجة ريد الكاتبة الأمريكية لويز برايانت، كتبت له أونا أونيل تقول: "شكراً لأنك جعلتني أحب أبي من جديد".  واعتبر جاك نيكلسون ذلك أجمل إطراء له على دوره في الفيلم.  ويبدو أن هذا التباعد عن إيوجين أونيل شمل الجيل الثاني أيضاً كل أحفاده من زواج ابنته من تشابلن ومنهم جيرالدين، التي يبدو أنها أورثته لابنتها النجمة الشابة أونا تشابلن.

والواقع أن إيوجين أونيل، الذي يوصف أحياناً بـ "أنطوان تشيخوف الامريكي" ورغم كل ما حقق من نجاح كان بعيداً عن أولاده فقد انتحر اثنان من أبنائه في شبابهما وتخلى عن ابنته بعد زواجها من شابلن.  إلا أن حياته الشخصية لم تؤثر على نتاجه المبدع الغزير.  فكتب أكثر من ثلاثين مسرحية وحاز عدة جوائز عن مسرحياته التي عرضت على مسارح برودواي، لعل أشهرها "خلف الأفق" و "رحلة يوم طويل في الليل"، كما منح جائزة نوبل للآداب لعام 1936. بل يعتبر إيوجين أونيل أول من أدخل الواقعية إلى المسرح بشكل معاصر وطور ما بناه أعمدة المسرح الواقعي حول العالم، من الروسي أنطوان تشيخوف 1866-1904 والنرويجي هنريك إبسن 1822-1906 والسويدي أوغيست ستريندبيرغ 1849-1912. وهو أول من أدخل اللهجة الأمريكية المنطوقة إلى المسرح، على لسان شخصيات تعيش على هامش المجتمع وتستميت لتحقيق أحلامها ثم تتساقط في خيبات الأمل والفشل.  عشق البحر وكتب العديد من المسرحيات التي تدور على متون سفن تجوب البحار.

أونا تشابلن التي تحتضن تراث جدها الآخر تشارلي تشابلن، تربت في إسبانيا وتنقلت بين العديد من الدول الأوروبية، درست الباليه والفلامينكو وتجيد الإسبانية والانكليزية والفرنسية.  عملت في بضعة أفلام وقامت بأدوار ثانوية لعل أشهرها دور صغير في فيلم جيمس بوند "قدر من العزاء"، إضافة إلى أدوار صغيرة أخرى ،والآن تجد فرصة جديدة لتظهر موهبتها التي ربما ورثتها عن جدها تشارلي تشابلن مبدع أشهر شخصية في تاريخ السينما، الرجل الصغير ببنطاله الواسع وسترته الضيقة وحذائه الكبير وقبعته الصغيرة وعصاه، وقد قال عنه مرة: "إنه رجل كل ما فيه يناقض كل ما فيه"، ومع ذلك استطاع أن يضحك العالم ويسخر من الظلم والدكتاتورية.  وتقول أونا إنها تحب أن تتذكر جدها بهذه الصورة، تشارليت شابلن، كما تستحضره الأذهان وليس كرجل عجوز فهذه الصورة لجدها الشهير هي التي تدفعها للوصول إلى ما تريد تحقيقه.

توفي تشارلي تشابلن ليلة عيد الميلاد من عام 1977 بين أحضان زوجته أونا أونيل وأولاده المحبين، أما أيوجين أونيل الذي توفي قبل ذلك التاريخ بأربعة وعشرين عاماً، ففارق الحياة في فندق الشيراتون في مدينة بوسطن الأمريكية من دون أن يكون معه أحد من أفراد أسرته.  كان يتمتم كلمات غير مفهومة وحين اقترب منه أحد الموجودين في الغرفة سمعه يقول بين تقطع أنفاسه: "أليس غريباً أن أولد في غرفة في أحد فنادق نيويورك وأموت في فندق آخر؟" .  فقد ولد أيوجين أونيل في فندق قرب ساحة "تايم سكوير" الشهيرة في منطقة برودواي في مدينة نيويورك واليوم تحول المكان إلى مقهى، يحمل مدخله لوحة نحاسية صغيرة تقول: "هنا ولد الشاعر والمسرحي إيوجين أونيل". لكن كل لوحات العالم النحاسية لا تعادل فكرة مبهرة تتلخص بأن تقرر فتاة شابة أن تحمل اسم جدها لأمها لا لتباهى به الدنيا فقط، وإنما لتجعله حرزاً لنجاحها المقبل ليظل اسم تشابلن يتجدد مع تتابع الأجيال.

المدى العراقية في

27/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)