حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حكايات إنسانية يرويها الأبناء

الفنان نبيل نور الدين يحكي قصة أبيه في عالم الفن

شفيق نور الدين الملقن المسرحي الذي حاز الإعجاب والجوائز

القاهرة - سماح مكي

هو الموظف الصادق في «مراتى مدير عام».. والجذاب في «احترس من الحب».. هو دائماً الأب الحزين المصدوم في سلوك أبنائه.. أو البخيل المقتر معهم.. أو الموظف التقليدي..

إنه حالة خاصة جداً في السينما المصرية ، وواحد من جيل لمع فيه الصف الثاني بشدة.. أنه الفنان «شفيق نور الدين»..بدأ كملقن بالمسرح القومي في العديد من المسرحيات، ثم صار فناناً ملء السمع والبصر، وتفاصيل كثيرة ومثيرة يسردها لنا ابنه الفنان «نبيل نور الدين» في وصلة فضفضة.. حيث يقول: اسمه «شفيق محمد نور الدين خميس» مواليد 15\9\1911 قرية «الدرم» مركز قويسنا ـ منوفية.والده يعمل بتجارة القطن وكان يصاحبه بين المحافظات أثناء قيامة بالعمل.. وفي مرة من المرات أثناء تجوله بين المحافظات شاهد الطفل «شفيق» المسرح وعرفة وانبهر به ، فعاد إلى قريته وأنشأ مسرحاً من أطفال القرية كان فيه هو المؤلف والمخرج والممثل وعاش فترة طويلة على هذه الهواية وكان ينتظر على أحر من الجمر سفر والده للمحافظات ليشاهد المسرح هناك..

وبدأت الهواية بداخله تنمو دخل مدرسة الصنايع وبعد التخرج منها سافر إلى القاهرة عمل في عدة وظائف حتى استطاع أن يعمل كملقن بالمسرح القومي براتب ثلاثة جنيه ، وكان في هذه الفترة تزوج وأنجب 6 أبناء أربع بنات وولدين.. وجاءت فترة انتكاسة المسرح القومي، حيث قالوا للموظفين لن نعطيكم رواتب واللي يريد العمل لن يأخذ عنه أجر..وبناء على ذلك بدأ يسعى لعمل يأكل منه عيش بجانب عمله في المسرح القومي.. ففتح محل ألبان ومحل عيش وانتهيا بالفشل وظل هكذا يتنقل بين للأعمال حوالي عام ونصف العام إلى أن جاءوا وقالوا لهم في المسرح القومي سوف نعطيكم مرتبات، ظل يعمل كملقن بالمسرح القومي لفترة طويلة إلى أن غاب ممثل عن دوره في إحدى المسرحيات فقال لهم سوف أقوم بدور هذا الممثل، وظهر على المسرح ومن هنا ترك التلقين وبدأ يعمل كممثل، وبدأت مواهبه التمثيلية تظهر وبدأ المؤلفون يكتبوا له أدواراً خصيصاً له لأن المسرح القومي بما فيه من ممثلين أمثال سميحة أيوب.. توفيق الدقن، عبد المنعم إبراهيم، محمد السبع كان يعتمد عليهم المسرح القومي فكان المؤلفون يكتبوا لهم الأدوار.

ومع بداية التلفزيون قدم مسلسل «عائلة سى جمعة» وكانت حلقات أسبوعية وعملت هذه الحلقات ضجة كبيرة جداً وزادت من شهرة أبي لأنه كان بطلاً فيه، وبدأ يقدم أفلام سينمائية لأنه عرفت مواهبه وقدراته من المسرح، واعتبر بداية نجاحه كان من خلال مسرحية بعنوان «الشقة» وكانت على المسرح القومي الصيفي، وانطلاقته الحقيقية كانت في الأربعينيات.

مع سبق كان الفنان أما الوالد فهو حسب ابنه طيب القلب قريب إلى الله يخاف على أولادة وكان رافض أن يدخل أي أحد من أبنائه في مجال الفن، ولكنه حاول معي وفي النهاية وافق مع اتفاق لم يساعدني في شيء..لأني كنت بذهب معه إلى التصوير والمسرح وشربت حب التمثيل، وبالفعل قدمت في المعهد ونجحت وبدأت في العمل، أب كان رجلاً مستقيماً يحب بيته وأولاده وكل ما يشغله رعاية أولاده وتعلمهم.. ولا يحب السهرات أو الخروجات.. ولا يهتم بالمناسبات الاجتماعية كثيراً فلاحتفال بأعياد الميلاد وأعياد الزواج شيء لم يشغله.. كان يتعامل معنا بحكمة بالغة جداً لأنه بيقرأ كثيراً في علم النفس.. وكان يأخذنا للاستمتاع بمناظر الحدائق في شم النسيم..

يقطع حديثه فجأة ويتذكر: شعر أبي في يوم أني أذهب للعمل متأخر وغير حافظ كما ينبغي.. غضب مني وقال هذا عيب ويغض الله فعلمني كيف احترم مواعيدي والعمل.. وأكون مخلصاً له، وأضاف: جمعنا عمل واحد كان مسرحية بعنوان «الأشكيف العجيب» وكنت اعمل فيها أنا وأحمد ماهر.. محمد كامل.. عهدي صادق كومبارس وكان أبي وفردوس عبد الحميد أبطالاً.. وجدني أقف بغير اهتمام، فقال لي: أقف تعلم من الممثلين الذين يقدموا العرض تعلم وخزن من كل الذي يقابلك إذا وجدت الشحات والباشا والوزير خزن ما يقوم به من أجل ممكن تستخدمه في شخصية تعرض عليك وإذا طلب منك يكون بداخلك مفرداتها.. فهذه كانت أهم نصيحة تعلمتها منه.

وهو كان يتقن عمل فكان يأخذ النص ويذهب إلى غرفته يحضر نوتة يكتبه مرة ثم يحضر نوتة غيرها ويكتبه لثاني وثالث ورابع مرة ليتأكد من الحفظ لآن في ذلك الوقت كان التصوير شاقاً جداً والممثل الذي يخطأ يعاد المشاهد من البداية وهذا كان شيئاً متعباً فكان حريص على عدم الخطأ.

وأبي كان لديه إبداع في كل أشكال الفنون فكان محباً للقراءة وخاصة القراءة في علم النفس والشعر ، وكان يعزف على آله «عود» ويغني وظهر يغني في بعض أعماله، وكان يشكل تماثيل من الصلصال، وكان يربى في المنزل نسانيس وثعابين في غرفته ويهتم بهم كثيراً.

ويتطرق نبيل إلى علاقات والده بالوسط الفني فيقول: أعز أصدقائه في الوسط الفني الفنانة شادية وكانت تجمعهم صداقة قوية، ومحمد الدفراوى، إبراهيم الشامي، وسميحة أيوب، وكانوا دائماً يتجمعون في المسرح القومي قبل ميعاد العرض بساعتين ويجلسو جلسة سمر ثم يتجه كل واحد إلى غرفته استعداد للعرض، وكان بعيد عن السهرات والجلسات الخاصة ولا يقبلها. وعن أهم أعماله المسرحية والتلفزيونية يقول: أرى أبي كان مميزاً في المسرح أكثر من السينما والتلفزيون ومع ذلك قدم الكثير من الأفلام التي لا تنسى .. ومن أشهر مسرحياته عيلة الدوغري، ملك القطن، أم رتيبة، سيما أونطة، المحروسة، السبتية، سكة السلامة، بير السلم، المسامير، وسهرة مع الحكومة، كوبري النموس، القضية، كما عمل في الإذاعة والتلفزيون سهرات عديدة أشهرها عيلة سي جمعة، نوادر جحا، رحلة عم مسعود، وأعماله السينمائية، ففي عام 1944 «من الجاني»، «طاقية الإخفاء»، «شارع محمد علي»، وعام 1945 «ليلى بنت الفقراء»، وعام 1949 «الليل لنا» «مبروك عليك»، «نادية»، وعام 1952 «سلوا قلبي»، «الأستاذة فاطمة، وعام 1953 «بنت الهوى»، «ماليش حد»، «بائعة الخبز»، «بلال مؤذن الرسول»، «السيد أحمد البدوي»، «كلمة الحق»، «بيت الطاعة»، «دهب»، «الشك القاتل»، عائشة، وعام 1954 «بنت الجيران»، «قلوب الناس»، «حدث ذات ليلة»، «أربع بنات وضابط»، وعام 1955 «نهارك سعيد»، «درب المهابيل»، «ثورة المدينة»، «ليالي الحب»، وعام 1956 «المفتش العام»، «سمارة»، «القلب له أحكام»، وعام 1957 «فتى أحلامي»، «لن أبكي أبداً»، وعام 1958» شباب اليوم»، «توبة»، «سيدة القصر»، «جميلة»، وعام 1959 «حب ودلع»، «بين السماء والأرض»، «احترسي من الحب»، «إسماعيل يس في الطيران»، وعام 1960 «أم رتيبة»، «حا يجننوني»، «جسر الخالدين»، «صائدة الرجال»، «لوعة الحب»، «الناس اللي تحت»، «إسماعيل يس في السجن، وعام 1961 «الضوء الخافت»، صراع في الجبل»، عام 1962 «عبيد الجسد»، «الحاقد»، «دنيا البنات»، «صراع الأبطال»، عام 1964 «أمير الدهاء»، «المراهقان»، «آخر شقاوة»، عام 1966 : الحياة حلوة»، «شياطين الليل»، «مراتي مدير عام»، «عدو المرأة»، «القاهرة 30»، عام 1967 «العيب»، «جفت الأمطار»، «معبودة الجماهير»، «الليالي الطويلة»، عام 1968 «المتمردون»، «نفوس حائرة»، عام 1969 «الناس اللي جوه»، «أبواب الليل»، «السيد البلطي»، «يوميات نائب في الأرياف»، عام 1971 «دموع بلا خطايا»، عام 1981 : القطط السمان، وعام 1984 «2 على الطريق». وقد حصل بفضل هذه الأعمال على وسام الشرف من الطبقة الأولى من الرئيس «جمال عبد الناصر» وكذلك حصل على جوائز من الرئيس «أنور السادات» وكان يحبه جداً ويقدره ويقدر قيمته كفنان وعندما يأتي له وفد كان يدعو لاستقبالهم ، وحصل على جائزة عن فيلم «شياطين الليل»..وعن فيلم «المتمردون».. وجائزة عن فيلم «مراتي مدير عام» وجائزة من المركز الكاثوليكي عن «القاهرة 30» وبعد وفاته للأسف لم ينل أي جوائز ولم يتذكره مهرجان السينما مثلما فعل مع نجوم آخرين. وعن النهاية يقول نبيل عن والده: إنه كان مريضاً بحساسية الصدر وكان يعاني منها كثيراً.. وفي يوم 13/2/1981 كنت بقوم بتصوير مسلسل في عجمان مع الراحل «محمود المليجي» وجاءني تلفون من إحدى المعجبات قالت لي « البقاء لله « فعلمت وغضبت لأن كل فريق العمل كان يعلم بوفاته واخفوا عني الخبر، وعندما علمت أخذني محمود المليجي في حضنه وبكيت وقررت السفر إلى مصر وللأسف لم الحق الجنازة وجلست يوم لتقبل العزاء وسافرت للعمل في عجمان مرة أخرى. أوصي عليّ قبل الموت حيث قال لأخواتي « نبيل» رغم من بعده عنكم بحكم العمل إلا انه أحن قلب.

النهار الكويتية في

25/08/2011

 

صناع السينما نجوم الزمن الجميل

السيد بدير .. المتعدد المواهب

القاهرة - أحمد الجندي  

إذا كان المسرح هو «أبو الفنون» بحكم انه الفن الأقدم، وإذا كانت هناك فنون أخرى مثل: الموسيقى الخالصة، وفن الأوبرا والباليه والفن التشكيلي، تعرف بأنها فنون الخاصة والنخبة، فإن السينما كانت وستظل فناً شعبياً أي «فن العامة»، وإذا كان الهدف منها عند اختراعها في نهايات القرن الـ 19 هو التسلية والمتعة والترفيه، فإنها مع مراحل تطورها عبر سنوات وحقب زمنية متلاحقة، تعاظم دورها ولم تعد لمجرد المتعة والتسلية، بل أصبحت مرآة المجتمعات، تعكس وتكشف وتعبر عن واقع المجتمع أي مجتمع وتنتقد سلبياته وتعلو بإيجابياته، من هنا أصبحت للسينما رسالة تنويرية وتثقيفية في حياة الشعوب والمجتمعات، ومن هنا أصبحت «فن العامة» وفي مقدمة الفنون التي تحظى بالشعبية.

ومن هنا نجد أن من حق هؤلاء الكبار من فناني السينما المصرية وصانعي تطورها ونهضتها سواء الذين تحملوا عبء الريادة الأولى، أو الأجيال التالية لهم التي تحملت عبء التواصل والتطور، علينا أن نكرمهم ونعرف الأجيال بتاريخهم ومشوارهم ومسيرتهم السينمائية والفنية الحافلة، ليس فقط لأنهم «صناع السينما المصرية» ومبدعوها عبر مراحل تطورها، ولكن لأنهم مع مرور الزمن أصبحوا رموزاً لزمن وعصر من الفن الجميل، كان عصراً مفعماً بالهدوء والجمال والرومانسية والمشاعر الصافية والإبداع الصادق والإخلاص الكامل للفن وللسينما، عصر نفتقده جميعاً ونتمنى عودته.

يعد الفنان الكبير «السيد بدير» واحداً من كبار صناع السينما المصرية فرغم أنه لم يدرك بداياتها الأولى ولم يكن ضمن الرعيل الأول من فنانيها الا أنه ومن خلال المامه وبراعته وابداعه في كل الفروع الرئيسة للعملية السينمائية أصبح بالفعل واحداً من كبار صناعها، بدأ بها ممثلاً في بداية الأربعينيات، ورغم نجاحه وانطلاقته الهائلة كممثل صاحب طبيعة وأدوار خاصة الا أنه لم يكتف بالتمثيل وأصبح من خلال مواهبه المتعددة «ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً ومنتجاً» وقدم سجلاً سينمائياً حافلاً خلال مسيرته السينمائية التي امتدت لـ «45» عاماً قدم خلالها ما يقرب من «140» فيلماً، وقال عنه النقاد «انه حارس الحرفة الفنية»، ورغم أدواره السينمائية وشخصياته التي أبدع فيها الا أن شخصية «ابن كبير الرحيمية» التي قدمها في سلسلة ناجحة من الأفلام تعد من أهم شخصياته السينمائية التي يتذكرها الجمهور ويضحك معها الى اليوم رغم أنها قدمت من سنوات بعيدة ورغم تكرار مشاهدتها.

ولم يكن السيد بدير من صناع السينما بل هو صاحب تاريخ حافل في المجالات الفنية الأخرى فهو مؤلف ومخرج وممثل ومنتج مسرحي وصاحب النهضة المسرحية في مصر في الستينيات، وأيضاً صاحب تاريخ وانجازات هائلة في التلفزيون، كما أنه قدم للاذاعة مؤلفاً وممثلاً ومخرجاً أكثر من «ألف» عمل اذاعي وكل هذا جعل الوسط الفني في مصر فنانين ونقاداً يطلقون عليه لقب «الفنانين السيد بدير» فهو بالفعل لم يكن مجرد فنان واحد بل مجموعة من الفنانين تسير على قدمين.

ولد «السيد بدير» في 11 يناير 1915 بمدينة «بلقاس» التابعة لمحافظة الدقهلية بدلتا مصر، وتدرج في مراحل التعليم حتى وصل الى المرحلة الثانوية وأثناء هذه المرحلة الدراسية بدأ يدرك ميوله ومواهبه الفنية فكان يكتب ويلقي كلمة الصباح في المدرسة لما تميز به من قدرة على الكتابة والالقاء الجيد كما بدأ يشارك ويقدم بعض المسرحيات القصيرة التي تقدمها المدرسة في نهاية العام الدراسي وفي المناسبات المختلفة مثل «المولد النبوي» وغيرها من المناسبات، ورغم هذه الميول والمواهب الفنية كان طالباً متفوقاً في دراسته وهذا ما جعله ينهي دراسته الثانوية ويحصل على البكالوريا بمجموع ونسب درجات عالية كانت تؤهله للالتحاق بالكلية التي يرغب فيها، وبحكم نشأته الريفية التحق بالفعل بكلية الطب البيطري، لكن بعد أقل من عامين من الدراسة بها وجد أن هذه الدراسة لا تتناسب مطلقاً مع ما بداخله من ميول ومواهب فنية وهذا ما جعله يقرر بشكل نهائي ترك الدراسة ولم يعبأ بأن يكون في المستقبل طبيباً بيطرياً وهي مهنة مرموقة، وفضل ألا يخدع نفسه فهو يحس أنه خلق ليكون فناناً ولا شيء غير ذلك.

وبعد أن ترك السيد بدير دراسة الطب البيطري التحق بفرقة «رمسيس» التي كانت مع صاحبها ومديرها ومؤسسها ونجمها يوسف وهبي في أوج ازدهارها لكن لم ينضم للفرقة كممثل بل كمساعد لمدير المسرح وكان هذا عام 1935، ولم يصاب السيد بدير بالاحباط بل ظن أنه حقق أول جزء من أحلامه بأنه أصبح داخل العالم الفني الذي يحبه، ولم يطل انتظاره فسرعان ما بدأ يشارك بأدوار صغيرة في عدد من مسرحيات الفرقة وأثناء ذلك انضم أيضاً لفرقة «أنصار التمثيل والسينما» وأصبح متواجداً بقوة داخل الوسط الفني وهو ما كان يتمناه وبدأ يشارك في العديد من العروض المسرحية مع العديد من الفرق المسرحية مثل فرقة التي كونتها المطربة «ملك» وفرقة فؤاد الجزايرلي بالاضافة الى عمله بفرقة رمسيس، لكن بعد أن تم حل هذه الفرقة كانت هناك فرقاً مسرحية أخرى سارع السيد بدير بالالتحاق بها والمشاركة في عروضها بعد أن أثبت موهبته كممثل جيد وصاحب قدرات خاصة تجعله قادراً على أداء مختلف الأدوار، وقدم السيد بدير مشواراً مسرحياً حافلاً خلال مسيرته الفنية الطويلة، وقد لا يتسع المجال هنا للحديث باستفاضة عن مشواره المسرحي لكن سنعود لاحقاً لتناول جزء من عمله المسرحي وأعماله في المجالات الفنية الأخرى التي حقق فيها نجاحات هائلة.

أما بدايته مع السينما فكانت في عام 1942 عندما اختاره المخرج جمال مدكور للمشاركة في فيلم «أخيراً أتجوزت» الذي قام ببطولته سليمان نجيب أمام تحية كاريوكا وكان معهم أيضاً اسماعيل ياسين وليلى فوزي التي كانت في بداية نجوميتها السينمائية، وقد أثبت السيد بدير نجاحاً في هذا الفيلم رغم أن دوره لم يكن كبيراً فكما أثبت موهبته على خشبة المسرح أثبت أيضاً أنه ممثل قادر على مواجهة كاميرات السينما والتألق أمامها، وهذا ما جعل مخرجي السينما ومنتجيها في ذلك الوقت يطلبونه للعديد من الأدوار التي غلب عليها الطابع الشعبي فهو في معظم هذه الأفلام كان يجسد شخصية ابن البلد أو الحرفي وأحياناً الفلاح أو الرجل الصعيدي، وهي الشخصيات التي سنلاحظ أنها ظلت ملازمة له في الكثير من أفلامه طوال مشواره السينمائي، لكن السيد بدير بجسده الضخم وخفة ظله وتلقائيته أضفى على هذه الأدوار لمسة كوميدية جعلت جمهور السينما يعرفه سريعاً ويتعلق بأفيهاته ما جعله يحقق شهرة سينمائية سريعة خلال فترة قليلة من عمله بالسينما.

ومن أشهر الأفلام التي قدمها خلال حقبة الأربعينيات: «وحيدة» 1944، «البيه المزيف» 1945 وهو من الأفلام المهمة جداً في مشواره الفني خلال هذه المرحلة وكان من اخراج ابراهيم لاما وبطولة الراقصة ببا عز الدين أمام بدر لاما وكانت معهم ليلى فوزي وحسن فايق وأيضاً فيلمه «السوق السوداء» خلال نفس العام مع المخرج كامل التلمساني والذي قام ببطولته عماد حمدي وعقيلة راتب وكان الفيلم من الأفلام التي اعتبرت من كلاسيكيات السينما المصرية ومن أهم الأفلام التي أرخت للواقعية في السينما المصرية خلال تلك السنوات.

ومن أفلامه المهمة أيضاً خلال حقبة الأربعينيات: «حرم الباشا» 1946 مع المخرج حسين حلمي والنجوم محسن سرحان وعبدالسلام النابلسي، «الماضي المجهول» 1946 و«ابن عنتر» 1947 والفيلمان من اخراج أحمد سالم وقامت ببطولة الفيلم الأول ليلى مراد وهو يعد واحداً من أشهر أفلامها أمام أحمد سالم وبشارة واكيم، وقام ببطولة الفيلم الثاني مديحة يسري أمام أحمد سالم أيضاً ومعهم بشارة واكيم، ومن الأفلام المهمة للسيد بدير خلال هذه المرحلة أيضاً: «رجل المستقبل» بطولة واخراج أحمد سالم عام 1947، «ملائكة في جهنم» 1947، «النائب العام» 1947، «المجنونة» عام 1949، وأخيراً مشاركته في بطولة الفيلم الشهير للمخرج نيازي مصطفى «سر الأميرة» عام 1949 والذي قامت ببطولته كوكا أمام كمال الشناوي ونجمة ابراهيم.

وعندما بدأت حقبة الخمسينيات كان السيد بدير قد حقق تواجداً وشهرة سينمائية كبيرة كممثل ولما كانت موهبته غنية وثرية ومتعددة لم يكتف هذا الفنان «المتعدد المواهب» بالتمثيل فقط بل بدأ في الكتابة والتأليف السينمائي ففي عام 1950 قدم أول أفلامه كمؤلف سينمائي وكان الفيلم الاجتماعي الكوميدي «جوز الأربعة» الذي أخرجه فطين عبدالوهاب ولعبت بطولته مديحة يسري وكمال الشناوي ولولا صدقي وشاركهم هو بالتمثيل أيضاً، وكتب السيناريو والحوار للفيلم الشهير «الأسطى حسن» 1952 الذي أخرجه صلاح أبو سيف وكانت أول بطولة مطلقة للفنان فريد شوقي أمام هدى سلطان، وتعددت بعد ذلك أفلامه كمؤلف وممثل ومن أهمها «زمن العجايب» 1952 مع المخرج حسن الامام وبطولة محسن سرحان وفاتن حمامة وزوزو نبيل، «حب في الظلام» 1952، ثم واحد من أشهر أفلام فريد شوقي وهو فيلم «حميدو» الذي كتب له السيناريو والحوار مع مخرجه نيازي مصطفى عام 1953 وقد صنع هذا الفيلم جزء كبير من نجومية فريد شوقي وأصبح نجم الشباك الأول وبعدها كتب له السيد بدير فيلمه الشهير «رصيف نمرة 5» 1956 وحقق الفيلم نجاحاً منقطع النظير وأطلق على فريد شوقي بعد هذا الفيلم لقب «وحش الشاشة» وكان الاخراج لنيازي مصطفى.

وتتعدد الأفلام التي يقدمها السيد بدير مؤلفاً وممثلاً فنرى أفلاماً أخرى مهمة في مسيرته السينمائية منها: «جعلوني مجرماً» مع المخرج عاطف سالم عام 1954 وهو من أفلام فريد شوقي المهمة أيضاً، «ليلة من عمري» 1954، «حب في الظلام» 1952، «قلوب الناس» مع أنور وجدي وفاتن حمامة وأخرجه حسن الامام 1954، «بنات الليل» مع حسن الامام أيضاً وبطولة مديحة يسري وكمال الشناوي وهند رستم، ونأتي الى واحد من أهم أفلامه الاجتماعية ربما في تاريخه السينمائي وتاريخ المخرج عز الدين ذو الفقار عندما قدما معاً فيلم «شاطئ الذكريات» 1955 وكانت البطولة لشادية وعماد حمدي وشكري سرحان، وتتوالى أفلامه المهمة التي شكلت علامات ليس في مشواره السينمائي فحسب بل في تاريخ السينما المصرية مثل فيلم «سمارة» 1956 مع المخرج حسن الصيفي وبطولة تحية كاريوكا ومحسن سرحان وحمود اسماعيل.

وتتنوع الأفلام التي يقدمها السيد بدير في أفلامه كمؤلف أو ككاتب للسيناريو والحوار فيقدم القضايا الاجتماعية المهمة كما في أفلام: «لفتوة» 1957 مع صلاح أبو سيف وفريد شوقي وتحية كاريوكا، والفيلم الغنائي كما نرى في «تاكسي الغرام» 1954 مع نيازي مصطفى وهدى سلطان وعبدالعزيز محمود ومن نفس النوعية «خد الجميل» 1951 مع المخرج عباس كامل وعبدالعزيز محمود وسامية جمال وسعاد مكاوي والكوميديا الغنائي كما في فيلم «بنت البلد» 1954 مع المخرج حسن الصيفي والفيلم كانت البطولة فيه لاسماعيل ياسين والمطربة الصاعدة وقتها نجاة، ومعهم استيفان روستي ومحمد التابعي، والفيلم الرومانسي كما في أفلام «اعترافات زوجة» 1955 مع المخرج حسن الامام وهند رستم وكمال الشناوي، و«غريبة» 1958 مع المخرج أحمد بدر خان والنجوم نجاة وأحمد مظهر وأحمد رمزي وعماد حمدي ، والفيلم الاستعراضي مثل «بحر الغرام» مع المخرج حسين فوزي وبطولة نعيمة عاكف ورشدي أباظة ويوسف وهبي، وتتنوع أدوار السيد بدير التي يؤديها كممثل خلال هذه الأفلام جميعها وغيرها فهو يقدم مختلف النماذج والشخصيات وينجح فيها فهو تارة ابن البلد الشهم وتارة الصديق المخلص الوفي وتارة المعلم وأحياناً الشرير لكنه في كل أدواره كان يصبغ سمة كوميدية على الشخصية حتى ولو كانت الأحداث درامية ومأساوية فهو دائماً نقطة الكوميديا والبسمة داخل أفلامه حتى ولو كانت هذه الأفلام غارقة في الميلودراما وهذا ما جعله مميزاً كممثل وصاحب قدرات تمثيلية وله طبيعة خاصة.

ومن الأفلام المهمة أيضاً التي قدمها خلال هذه الفترة كمؤلف وكممثل نرى أفلاماً مثل: «الملاك الظالم» 1954، «الجسد» 1954، «وداع في الفجر» 1956 وهو من الأفلام الرومانسية المهمة، «قتلت زوجي» 1956، «ودعت حبك» 1956، «المتهم» 1957، «سجين أبو زعبل» 1957، «لا أنام» 1957، «غرام المليونير» 1957، «المعلمة» 1958، واختتم حقبة الخمسينيات بواحد من أهم أفلامه كمؤلف، حيث شارك في كتابة سيناريو وحوار الفيلم مع صلاح أبو سيف ولم يمثل السيد بدير في هذا الفيلم «بين السماء والأرض» الذي كان نوعاً جديداً من الأفلام لم تآلفه السينما المصرية وفيما بعد يصبح من أهم كلاسيكياتها.

ولأن السيد بدير صانع سينما متعدد المواهب فهو لم يكتف بالتمثيل والتأليف والكتابة، فنراه في عام 1957 يضرب ضربته السينمائية الثالثة وذلك عندما اقتحم مجال الاخراج وقدم أول أفلامه مؤلفاً ومخرجاً مع صديقه النجم فريد شوقي من خلال فيلم «المجد» الذي شارك فريد في بطولته هدى سلطان وسراج منير، ولم يلق الفيلم وقت عرضه النجاح الجماهيري المتوقع لأن فريد شوقي قدم فيه دوراً مختلفاً فهو ليس شجيع السينما الذي يضرب ويهزم أعداءه وليس الوحش الذي تملأ صورته الشاشة، بل ظهر في دور انساني حيث قدم شخصية فنان سينمائي مشهور يفقد ابنه الوحيد فتنقلب حياته رأساً على عقب ويعيش مأساة حقيقية، ورغم أن هذا الفيلم لم يحقق النجاح الجماهيري المنتظر الا أن النقاد أشادوا بالفيلم واعتبروه من أفلام فريد شوقي الجيدة خلال تلك الفترة وكان فريد شوقي يعتز جداً بهذا الفيلم وأشاد النقاد بشدة بالسيد بدير مخرجاً كما أشادوا به دائماً مؤلفاً وممثلاً.

اكتفى السيد بدير باشادة النقاد به كمخرج ولأنه واثق من ابداعه ومن قدراته لم يعبأ كثيراً بعد النجاح الجماهيري لأول أفلامه واستمر في الاخراج وأضاف الى مواهبه السينمائي المتعددة حرفة سينمائية أخرى حيث دخل مجال الانتاج وأصبح ممثلاً ومخرجاً ومؤلفاً ومنتجاً، وخلال السنوات المتبقية من الخمسينيات قدم عدداً من أفلامه الناجحة جماهيرياً والتي أشاد بها النقاد وردت له الاعتبار كمخرج ومنها «غلطة حبيب» 1958 والبطولة لعمر الشريف وشادية وزوزو نبيل وحسين رياض، وهو من أهم أفلام شادية مع عمر الشريف، والفيلم الرومانسي «عاشت للحب» 1959 والبطولة لكمال الشناوي وزبيدة ثروت والذي كان من الأفلام التي وضعتها على بداية طريق النجومية السينمائية.

وخلال حقبة الستينيات يستمر السيد بدير في مسيرته السينمائية يمارس مختلف مواهبه وابداعاته ومن أهم أفلامه مؤلفاً وممثلاً خلال هذه الحقبة: «لوعة الحب» 1960 مع صلاح أبو سيف والنجوم شادية وعمر الشريف وأحمد مظهر، وفي نفس العام يقدم واحداً من أهم أفلامه الكوميدية بل من أهم الأفلام الكوميدية في السينما المصرية وهم فيلم «سكر هانم» الذي قام ببطولته كمال الشناوي وعمري الحريري وسامية جمال وكريمان وعبدالفتاح القصري وحسن فايق، ورغم أنه أخرج هذا الفيلم منذ أكثر من 50 عاماً الا أنه لا يزال يحقق النجاح الهائل عند عرضه على الفضائيات العربية.

وتتوالى أفلامه المهمة كمخرج وتتنوع موضوعاتها وقصصها وأحداثها وقضاياها ومنها: «نصف عذراء» 1961، «غصن الزيتون» 1962، «عمالقة البحار» 1960، «العبيط» 1966، «حب وخيانة» 1968، كمال تتوالى أفلامه المهمة كمؤلف ومنها: «ثلاثة رجال وامرأة» 1960، «امرأة وشيطان» 1961 مع المخرج سيف الدين شوكت، «طريق الدموع» 1961 مع المخرج حلمي حليم والنجوم صباح وليلى فوزي وكمال الشناوي، «صاحب الجلالة» 1963 مع فطين عبدالوهاب وفريد شوقي وسميرة أحمد، «المدير الفني» 1965 مع فطين عبدالوهاب وفريد شوقي أيضاً والفيلمان من اللون الكوميدي، «سكرتير ماما» 1969 مع المخرج حسن الصيفي والنجوم نادية لطفي وفريد شوقي وتوفيق الدقن ونوال أبو الفتوح، ولم يكتف السيد بدير بكتابة هذه الأفلام بل انه كان ممثلاً رئيساً في بعضها ومنتجاً لبعضها الآخر كما أنه كان حريصاً كمؤلف ومشارك في السيناريو والحوار على أن تكون اللمسة الكوميدية موجودة في الأفلام التي تدور أحداثها بعيداً عن الكوميديا.

أما المرحلة الأخيرة من حياة هذا المبدع السينمائي الكبير التي تشمل الفترة من بداية السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات فقد تراجع قليلاً في أعماله السينمائية من حيث الكم وهذا يرجع الى انشغاله وتركيز اهتماماته في المجالات الفنية الأخرى «مسرح وتلفزيون واذاعة» وأيضاً لأن الكثير من أبناء جيله قد تراجعوا قليلاً عن السينما، خصوصاً في النصف الثاني من السبعينيات، ومن أهم أفلامه كمؤلف ومشارك في السيناريو والحوار خلال هذه الفترة نجد أفلاماً مهمة مثل: «خطيب ماما» مع المخرج فطين عبدالوهاب وهو من أروع الأفلام الكوميدية وقامت ببطولته نبيلة عبيد ومديحة يسري وأحمد مظهر، «حب فوق البركان» 1978 مع المخرج حسن الامام، «الجنة تحت قدميها» مع حسن الامام أيضاً عام 1979، «السلخانة» 1982 من اخراج أحمد السبعاوي، ومن أفلامه المهمة كمخرج: «أرملة ليلة الزفاف» 1974 مع النجوم كمال الشناوي وناهد شريف ونجوى فؤاد، «حسناء المطار» 1971، «شارع الحبايب» 1974.

وقد شارك السيد بدير في غالبية هذه الأفلام التي قدمها كمؤلف ومخرج بالتمثيل، حيث قدم ما يزيد على 100 فيلم كممثل من جملة أفلامه السينمائية التي قدمها مؤلفاً وممثلاً ومنتجاً والتي تزيد على «140» فيلماً جاء الكثير منها ضمن أهم أفلام السينما المصرية طوال تاريخها، واذا كان هذا الفنان الكبير قد برع بشكل خاص في الأفلام الكوميدية فانه أيضاً وكما أشرنا من قبل قد قدم أفلاماً اجتماعية وسياسية مهمة جداً وبالطبع لا يجب أن نغفل براعته في تقديم أفلام الأكشن والحركة، خصوصاً التي تعاون فيها مع فريد شوقي الذي كان نجم هذه النوعية من الأفلام وقتها، أيضاً لابد أن نشير الى علامة مهمة جداً في مشواره السينمائي كممثل، فاذا كان قد نجح ببراعة في أن يكسب أدواره وشخصياته بالكوميديا فان هناك شخصية تظل عالقة في وجدان جمهور السينما على مر الأجيال وهي شخصية «ابن كبير الرحيمية» التي قدمها مع الفنان محمد التابعي والمخرج عباس كامل لأول مرة عام 1951 في فيلم «خبر أبيض» وحققت هذه الشخصية نجاحاً مدوياً وتكرر نجاحها عندما قدمها السيد بدير مع الفنان محمد التابعي في سلسلة أفلام أخرى واعتمدت الشخصية على السخرية من أحداث اجتماعية عديدة واعتمدت أيضاً على المفارقة الكوميدية، فالسيد بدير كان ممتلئ الجسم وكان أبيه «محمد التابعي» رجل ضئيل الجسم والاثنان من الصعيد ومع المواقف واللهجة الصعيدية والذكاء المختفي خلف سذاجة مفتعلة حققت هذه الشخصية نجاحاً هائلاً ومازالت تضحكنا عندما نشاهدها حتى اليوم.

وكما ذكرنا في المقدمة لم يقتصر نشاط هذا الفنان الكبير على السينما فقط رغم براعته فيها كأحد كبار صناعها بل هو صاحب تاريخ مسرحي حافل، حيث مثل وأخرج وكتب للمسرح ما يزيد على «400» مسرحية كما أنه كان أحد صناع النهضة المسرحية في الستينيات عندما قام بتأسيس فرق التلفزيون المسرحية عام 1962 وكانت لهذه الفرق المسرحية الفضل الكبير على نجوم الكوميديا أمثال فؤاد المهندس ومحمد عوض وعبدالمنعم مدبولي وأمين الهنيدي، حيث قدموا خلالها أهم أعمالهم المسرحية كما تخرج من هذه الفرق العديد من الأسماء التي حققت النجومية الساطعة فيما بعد وعلى رأس هؤلاء عادل امام، سعيد صالح، محمد صبحي، أبو بكر عزت وغيرهم.

وفي التلفزيون قدم السيد بدير عشرات المسلسلات كممثل ومؤلف ومخرج وكان رئيساً للتمثيليات بالتلفزيون منذ انشائه عام 1960، أما في الاذاعة فقد كتب وأخرج ومثل ما يزيد على «ألف» عمل اذاعي ما بين مسلسلات وبرامج وآخرها برنامجه الشهير «ما يعجبنيش» الذي كان برنامجاً ساخراً ينتقد فيه الأوضاع الخاطئة في المجتمع، وتقلد السيد بدير العديد من المناصب الفنية مثل: كبير المخرجين بالاذاعة، ومدير عام الدراما بها، ومستشار فني للتلفزيون ومدير عام الهيئة العامة للسينما والمسرح والموسيقى وعضواً بالمجلس الأعلى للثقافة وعضواً بالمجالس القومية المتخصصة وعضو جمعية المؤلفين والملحنين في باريس، وحصل السيد بدير على كم هائل من التكريمات والجوائز والأومسة منها وسام الريادة في السينما ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى ووسام العلوم والفنون، و«ميدالية طلعت حرب» لجهوده في خدمة السينما المصرية، بالاضافة الى عدد هائل من الجوائز عن أفلامه مؤلفاً ومخرجاً وممثلاً ومنتجاً. وفي 30 من أغسطس عام 1986 رحل السيد بدير عن الدنيا بعد أن ترك لنا تراثاً سينمائياً وفنياً هائلاً يرى النقاد أنه يحتاج الى مزيد من الدراسة والبحث لقيمته الفنية العالمية لينضح الدور الهائل الذي لعبه هذا الفنان المبدع المتعدد المواهب في السينما وفي حركة الفن المصري كله.

النهار الكويتية في

25/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)