حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

وداع عاطفي مؤثر لعشاق سلسلة «هاري بوتر»

«مقدسات الموت 2» ختام ناجح لكلاسيكية سينمائية

دبي ـــ أسامة عسل 

بعد سبعة أفلام في غضون عشرة أعوام منذ عام 2001، وأرباح عالمية تعدت أكثر من 6 مليارات دولار، تختتم سلسلة (هاري بوتر) الأكثر ربحية في تاريخ السينما، بنهاية مرضية هذا الأسبوع في صالات السينما المحلية، فالجزء الثامن والأخير الذي حمل عنوان (مقدسات الموت 2) حبس بالفعل أنفاس محبي السلسلة جميعهم، وجاءت (المواجهة الأخيرة) بين هاري وفولدمورت، والتي تشكل الصفحات الثلاثمئة الأخيرة من الكتاب السابع والأخير للكاتبة (كي جي رولينغ) نهاية حتمية لملحمة استثنائية عن السحر والسحرة وصراع الخير والشر.

وسواء أحب الجمهور هاري بوتر أم لا، يجب الاعتراف بأنه لم يحدث في تاريخ السينما أن حقق فيلم ما حققه (الساحر الصغير)، واليوم تصل السلسلة إلى نهايتها بعد أن حققت ما عجز عنه جورج لوكاس في (حرب النجوم).

وستيفن سبليبرغ في مغامراته الشهيرة (إنديانا جونز)، متخطية كذلك سلسلة العميل الإنجليزي جيمس بوند وغيرها من أفلام عمالقة الإنتاج في هوليوود، كما أن هناك ميزة مهمة في سلسلة (هاري بوتر) وهو أن مشاهديها قد كبروا معها عبر سنواتها، وهي ميزة لم تتحقق بهذا الشكل في أي سلسلة سينمائية عُرِضَت حتى الآن.

وفيلم (مقدسات الموت ـ الجزء الثاني) يكسر البطء النسبي للجزء الأول الذي شاهدناه العام الماضي، حيث أضفت تقنية الأبعاد الثلاثية لحظات استثنائية ورائعة على مشاهد المعارك، وكذلك أحداث المطاردات ورحلة البحث عن أحجار الهوكروكس الثلاثة الباقية، التي يستغلها فولدمورت ليقسم بها روحه، حتى يستحيل قتله إذا لم تجتمع سوية.

ويظهر في هذا الجزء مسعى (هاري، ورون، وهرميون) لإيجادها وتحطيمها، وحين يستطيع هاري تحطيم بعضها ويقوم رون بتحطيم أحدها ليكسروا سر خلود لورد الظلام، يشن فولدمورت حرباً عاتية على مدرسة هوجوورتس ويدمّر كل شيء، ويصبح مصيرها ومصير الجميع مرهونًا بنتيجة المواجهة التي تنشأ بين هارى وفولدمورت.

وفي المشاهد الأولى من الفيلم، يظهر اللورد فولدمورت ومعه أكلة الموت وسنايب والمالفوي، ويقومون بالاستيلاء على عصا مالفوي السحرية، وهي من مقدسات الموت التي تمنح فولدمورت السلطة المطلقة، فيظن أن ما من شيء قادر على منعه من التقدم.

لكن هاري بوتر يكتشف السر الكامن في الهوركروكس التي يخبئ فيها (سيد الشر) أجزاءً من روحه، فيحطمها الساحر الشاب واحدة تلو الأخرى، حتى يجد أنه يمثل الهوركروكس الأخير، وإذا ما أراد قتل لورد فولدمورت فعليه أن يموت هو، وتصبح المشاهد الأخيرة من الفيلم أكثر إثارة وجذباً.

ومع تعدد مشاهد التشويق، التي تبلغ ذروتها، في مداهمة مدرسة هوجوورتس للسحر والشعوذة، ومشهد الصراع في القاعة التي شب فيها حريق، ومعارك الغابات، تصل المؤثرات البصرية إلى مستوى لا مثيل له في السلسلة، حيث ارتقت التصاميم بواقعيتها والمؤثرات بدقتها وكأن السحر أمر عادي.

واستطاع المخرج ديفيد ياتس في رابع لقاء له بهاري بوتر، أن يبدو أكثر التصاقاً من روح السلسلة وإلماماً بما يجب عليه أن يفعله، لينال الجزء الأخير نتيجة لذلك استقبالاً نقدياً وجماهيرياً أفضل، والأهم تَتّمة رائعة ومذهلة للسلسلة التي ستتحول خلال سنوات ليست ببعيدة لكلاسيكية سينمائية تشكل جزءً أساسياً من ذاكرة أطفال الألفية الذين كَبروا مع أبطالها.

ومع العناق الذي تبادله رون (روبرت غرينت) وهرميون (إيما واتسون) فرح المهووسون بالسلسلة، وصفقوا لردة الفعل التي طال انتظارها، فهي دليل على أن السحرة الثلاثة وهم لب الأحداث قد أصبحوا راشدين، كذلك ظهرت ملامح البلوغ على هاري بوتر (دانييل راد كليف ـ 21 عاماً)، الأمر الذي أكسب الفيلم عمقاً لا مثيل له مقارنة مع الأعمال السابقة التي كانت تصنف أحياناً أفلاماً للصغار.

وغني عن القول، إن الفيلم فرض أهميته الطاغية على كل ما عداه من أفلام هذا الأسبوع، وسيتربع بالتأكيد على قمة إيرادات الأفلام في شباك التذاكر، وكذلك سيتداول جمهور السينما وعشاق هاري بوتر تعليقاتهم في المنتديات والفيسبوك والمواقع الإلكترونية، ولن يمر هذا الوداع العاطفي الكبير مرور الكرام على كتابات النقاد في الصحف والمجلات، الذين بدأوا في طرح العديد من الأسئلة، وأهمها: هل نحن على أبواب عصر جديد في السينما مليء بالإبهار والخيال والسحر والتقنيات المجنونة والمتعة البصرية الجارفة، وخالٍ من المضامين التي تقترب من الإنسان وهمومه ومشكلاته اليومية الملحة؟!.

البيانا لإماراتية في

06/08/2011

 

نقد الافلام:

شجرة الحياة كما سقاها ترنس مالك

محمد رُضا  

إخراج: ترنس مالك

أدوار أولى: براد بت، شون بن، جسيكا شاستين، هنتر مكراكن

دراما اجتماعية | الولايات المتحدة- 2011

كما كان ستانلي كوبريك من قبل، ينفرد المخرج ترنس مالك بالقدرة على الإنفراد بالرأي كاملاً وبتقديم ما يريد تقديمه هو وليس شركة الإنتاج او الموزّع او الناقد او الجمهور. إنه ليس فقط مخرجاً مستقلاً كبيراً، كما كان حال كوبريك وكما هو حال فرنسيس فورد كوبولا، بل فناناً موهوباً ومثقّفاً يمارس الفيلم كما لو كان يقرأ ويكتب في آن واحد سر الحياة.

أفلامه السابقة، وآخرها "العالم الجديد"، طالما صاغت رؤيته الفلسفية حول الحياة. ينفصل عن الشخوص لتصوير مجرى نهر صغير، أو شجرة شامخة او طائر بعيد. لكنه هنا، وضمن رغبته عرض الحياة كما بدأت وكما هي اليوم، ينفصل عن الحكاية ذاتها لأكثر من أربعين دقيقة (من أصل 138 دقيقة) يجوب خلالها الكون متحدّثاً بإيمان واضح عن إبداع الخالق سبحانه وجمال ذلك الإبداع. يصوّر الكون البعيد وأعماق البحر معاً. يجوب الأرض والكواكب والأزمنة ويذهب في كل إتجاه من شأنه تقديم صورة بانورامية للحياة كما نعرفها و-غالباً- كما لا نعرفها.

وكما فعل كوبريك في "أوديسا الفضاء"، حين تناول التاريخ منذ النشأة، يفعل مالك هنا، ويفعل ذلك بجماليات بديعة تناسب ايمانه الروحي. في الواقع، فيلم مالك الجديد هو فلسفي، شعري، جمالي، فني ولاحقاً دراما عائلية. القصّة تدور حول الأب الصارم في تأسيس عائلته وذلك في خمسينات القرن الماضي وكيف حفر ذلك أخدوداً في العلاقة بينه وبين أكبر أبنائه جاك (هنتر مكراكدن)، كاد أن يطيح بذلك الإبن الى هاوية الجريمة.

إذ يتحدّث عن أصل الحياة على الأرض، لا ينشغل المخرج كثيراً في العلم او في التوثيق، ولا يبحث في النظريات، بل يوفّرها كتمهيد روحاني لموضوع له علاقة وثيقة بالمؤسسة الدينية على الأرض. لب الموضوع هو كم يؤدي التشدد الديني الى نقيضه. يدفع الأبناء الى كره كل ما يمثّله الأب من مواقف عوض أن يستمدّها منه كما هي. الإبن حالة مكبوتة أمام والده، ومنفلتة حين يغيب الأب في رحلة عمل. وهذه الإزدواجية تزيد من الصراع في داخله وتجعله، كما يقترح الفيلم في أحد مشاهده، على قاب قوسين من التخلّص من أبيه بقتله حين يعود.

ليس هناك سعادة من دون حب

هذا بالطبع الى جانب أن علاقته بأخويه تهتز كثيراً، خصوصاً بشقيقه المائل الى الفن والألفة. في أكثر من مشهد يقصد الإبن الأكبر ذاك التسبب بأذى شقيقه الأصغر منه، وصولاً الى ذلك المشهد الذي يطلق فيه رصاصة بارود صغيرة (إنما نموذجية) على أصبع شقيقه الذي وثق به حين طلب منه وضع أصبعه أمام فوهة البندقية.

ما يلطم جاك على الوجه هو الحب. شقيقه الأصغر ذاك يغفر له سريعاً لأنه يحبّه. والفيلم يقرر بعد ذلك وعن صواب: "ليس هناك سعادة من دون حب". جاك سنراه يتذكّر كل ذلك بعدما أصبح كبيراً يؤديه شون بن الذي يعيش حالة انفصال بين عالمه الحديث وبين تلك الذكريات مقرراً، بصوت مسموع أن العالم "صار أكثر جشعاً".

الكاميرا في لعبة الذكريات تنجلي عن محاولة الخروج من قعر تلك المباني الضخمة وناطحات السحاب وفي مشهد تتابع مئات طيور السنونو (إذا لم يكن ألوفها) وهي تطير حرّة مشكّلة حركة منسابة. الكاميرا، التي هي هنا عين مشتركة للمخرج ولجاك وللمشاهد، كما لو كانت تحلم بأن تحقق حلم الإنسان نفسه بالإنطلاق بل قيود. لكن حركة الإنسياب الشكلي مهمّة للغاية. مالك (ومدير تصويره إيمانويل لوبيزكي) ينجذبان صوب كل شكل فيه إنسياب (خصوصاً وعلى نحو متكرر ذلك المشهد لأعشاب بحرية تتماوج كما لو كانت تؤدي رقصة ما). وهو، أي المخرج، مستعد لأن يقطع مشهداً تعتقد أنه سيستمر لأنه مهم ويدلف الى ما هو أهم، بمشهد يختلف عنه. أساساً، يعامل القصّة لا معاملة من يريد سردها كحكاية، بل هي تتوالى كما لو كانت الحواشي، أما الأسس فهي الملاحظات البيئية والإجتماعية والسلوكية التي تنبت هذه الحكاية فيها.

هنا نلحظ التقاء المخرج مع الروسي الكبير أندريه تاركوفسكي. كلاهما يعملان في حقل الإبداع على نحو مشابه. كلاهما يحب الموسيقا ويحب الماء ويترك للكاميرا تصوير الطبيعة. تاركوفسكي أكثر تأمّلاً ومالك أكثر تشكيلاً، لكن مفهومهما للمونتاج متشابه.

هناك ألوف الصور في هذا الفيلم وكل منها تعكس ألوف المشاغل والشجون لذلك ليس من السهل الكتابة عنه، لكن هذه الكتابة ليست مستحيلة. مفتاح الفيلم: الخروج من صندوق الحكاية التقليدية والسير وراء المخرج بفهم رؤيته للحياة ولماهية الدور المناط بالسينما تبعاً لها.

فارييتي العربية في

06/08/2011

 

نقد الافلام:

هلأ لوين

محمد رُضا 

إخراج: نادين لبكي

أدوار أولى: نادين لبكي، علي حيدر، ليلى حكيم، جوليان فرحات، إيفون معلوف

دراما اجتماعية | لبنان- 2011

في فيلم نادين لبكي الثاني هذا (بعد "سكّر بنات" او "كارميل" قبل ثلاثة أعوام) نتعرّف على قرية بلا إسم في بلد بلا إسم تخوض حرباً بلا أسم. لكن المستخلص سريعاً، وعلى نحو حاسم، أن القرية لبنانية وأن الحرب كذلك. نصف أهل القرية مسلمون ونصفهم مسيحيون يعيشون ويتعايشون الى أن تصل رياح القتل على الهوية الطائفية قريباً منهم. حادث من هنا (كإدخال الماعز صرح المسجد) وآخر من هناك (ككسر تمثال المسيح) ومشاغبات من قبل كل طرف تهدد الوئام والسلام، على الرغم من تحذير الشيخ والخوري من مغبّة الوقوع في الفتنة.

العراك ينشب بين الرجال، لكن النساء هن الأكثر حنكة ووعياً وغيرة على الوئام الإجتماعي، ما يدفعهن للتدخل لإيقاف العراك ولمساعدة الجميع للخلود الى السكينة. لكن حين يعود إبن إمرأة مسيحية مقتولاً بعد أن زار بلدة أخرى، تدرك بأن سلام القرية سينتهي إذا لم تحسن التصرّف. تضع الإبن الميّت في غرفة موصودة وتحاول منع إبنها الآخر من معرفة ما جرى. لكن هذا لا يدوم وخطر اندلاع حرب طائفية يتصاعد لولا انقاذ النساء للموقف عبر تبادل أديان: المسلمة تتظاهر بأنها أصبحت مسيحية والمسيحية تتظاهر بأنها أصبحت مسلمة وهذا ينتشر بين النساء جميعاً ما يُصيب الرجال بالحيرة بعد ليلة تم تخديرهم وقيام النساء بالرقص لهم لجانب بضع مهاجرات أوكرانيات.

سؤال الفيلم، "هلأ لوين؟" (الآن إلى أين) يأتي في النهاية حينما يحمل أبناء قرية مسلمة ومسيحية مشتركة جثمان المسيحي المقتول الى المقبرة... لكن أي مقبرة؟ المسيحية أم الإسلامية؟ إنها نهاية لا تخلو من التبسيط لفيلم لا يخلو من السذاجة حاملاً تمنيّات من تلك التي يرددها البعض في أحاديثهم كبديل لطرح اجتماعي او سياسي حقيقي. فما يمر على الشاشة فعل نيّات حسنة وحكاية قائمة على "ماذا لو....".

المفارقات مليئة بالطيبة من ناحية والهيجان العاطفي من ناحية أخرى، من دون أن يكون هناك طرف يحمل معادلة ممكنة. لكن ما يميد فعلاً بالفيلم ذلك التخيّل بأن الطريقة المثلى لوأد الخلاف هو صنع حلويات وفطائر بحبوب الهلوسة والحشيش ما سيجمع بين الرجال. نساؤهم سيفاجؤنهم في الصباح الباكر بالإنقلاب الى دين الطرف الآخر، ولو تمثيلاً... سيفيق المختار المسيحي على زوجته وهي تصلّي، والإبن المصاب في قدمه على أمّه وهي محجّبة، والشاب أحمد سوف يجد والدته تتحدّث بالإنجيل، وهكذا وصولاً الى النهاية التي قدّمتها أعلاه.

المخرجة نادين لبكي أرادت فيلماً كوميدياً- موسيقياً- فانتازياً بأدوات واقعية ما أضعف السياق بكامله. في فيلمها الأول عرفت كيف تقدم فيلماً أنيقاً بأسلوب بصري شغوف وبإهتمامات نسائية مثيرة. لكن لا شيء يبقى ماثلاً هنا سوى مشاغلها النسائية حين قررت تحقيق فيلم لبناني الهوية تماماً. المشكلة هي أنها لم تكترث لصياغة صحيحة من ناحية، وأن الفيلم يأتي متأخراً كثيراً في رسالته من ناحية ثانية. فسنوات الحرب ولّت (على الأقل تلك التي شهدت اللجوء الى السلاح) والطروحات تبدو مناسبة خلال الفترة التي تقع فيها الأحداث. أما اليوم، فتبدو استرجاعاً هزيلاً.

فارييتي العربية في

06/08/2011

 

 

ابنته كانت في الميدان!!

كتب طارق الشناوي 

أتعجب كثيراً عندما أقرأ أو أستمع إلي هذه العبارة وهذا الرد الجاهز وهو كيف تقولون إنني من الفلول أو ضد الثورة رغم أن ابنتي أو ابني أو ابن شقيقته - لو لم يرزقه الله بطفل - كان في ميدان التحرير.

أولاً: لا يمكن أن يصبح «ترمومتر» الوطنية هو ميدان التحرير من تواجد فيه كان وطنيا ومن لم يذهب نزعنا عنه الوطنية.. ثانياً: من حق أفراد الأسرة الواحدة أن يختار كل منهم مواقفه السياسية بحرية.. لقد رأينا مثلا مها أحمد تهتف لمبارك في مصطفي محمود بعدها بيومين يذهب زوجها مجدي كامل للهتاف ضد مبارك في ميدان التحرير فهل نعتبر تلك الأسرة من الفلول أم الثوار؟

دائما ما يقول الفنان «حسن يوسف» ابنتي كانت في ميدان التحرير برغم أنه صاحب أول عبارة تهجم بها علي الثوار عندما اتهمهم بأنهم يحصلون علي الوجبات المجانية من كنتاكي ولم يكتف بهذا القدر، حيث إن زوجته الفنانة «شمس البارودي» أصرت في نفس المداخلة التليفزيونية أثناء الثورة علي أن تذكر صراحة إنها صارت تخجل من كونها مصرية أما بعد إجبار مبارك علي التنحي تغير الموقف وقال «حسن يوسف» إن ابنته كانت في التحرير وأنا أصدقه بينما كان ابنه «عمر» من رواد ميدان مصطفي محمود ولم يذهب «حسن» ولا «شمس» لا إلي التحرير ولا مصطفي محمود وبالتالي لا يمكن أن نعتبر أن كلاً من الابن أو الابنة يعبر عن رأي الأسرة في الثورة!!

أتذكر أن «حسن يوسف» - مثل أغلب الفنانين - عندما كان يسأل عن مبارك كان يدافع عنه وعندما يسأل عن توريث الحكم لجمال كان يقول خير خلف لخير سلف.. وكثيراً ما انتقدت «حسن يوسف» أيام المخلوع علي صفحات جريدة الدستور واعتبرت هذه الآراء تدخل تحت طائلة نفاق مبارك فكان «حسن» يرد: إنه لا يريد شيئاً من النظام وأنه وزوجته كثيراً ما عانيا فهو يقول كلمة الحق في حق مبارك وابنه!!

أنا أقدر الفنان «حسن يوسف» وتاريخه الفني وسبق أن فضحت تقاعس وزارة الثقافة عن تكريمه وكتبت مقالا عنوانه «دقن الأستاذ تا تعيش» لأن وزير الثقافة الأسبق «فاروق حسني» هو الذي اعترض علي تكريمه قائلاً للمكتب الفني لمهرجان القاهرة الذي رشحه للتكريم كيف أكرم فناناً بلحية وكان ردي الذي أعلنته كثيرا أن تاريخ «حسن يوسف» جدير بالتكريم وأنه يعتبر نقطة فاصلة ومهمة في فن الأداء الدرامي، حيث منح أسلوب الأداء قدراً أكبر من التلقائية لم يكن مطروقاً من قبل.. إنه فنان نختلف مع عدد من آرائه أو أعماله الفنية إلا أن قيمته الإبداعية تظل لها مكانتها.

«حسن يوسف» كان مثل عشرات من النجوم الذين يراهنون علي نظام مبارك ويبايعون التوريث حتي يضمنوا ألا تتعثر مشروعاتهم الفنية.. نعم أغلب النجوم لو عدت لأحاديثهم سوف تجدهم مثل «حسن يوسف» وربما أكثر منه في الانحياز للسلطة يباركون مبارك ويبايعون جمال من بعده ولكني لم أستطع أن أتقبل ذلك بسهولة من «حسن يوسف» الذي لم يكن لاعبا أساسيا علي الخريطة الفنية في العشرين عاما عاما الأخيرة لا هو ولا شمس فلماذا ينافق النظام؟ كما لم أتقبل فكرة لجوئه مؤخرا إلي ابنته لتبييض وجهه مؤكدا أنها كانت في ميدان التحرير تهتف لسقوط مبارك ولو لم يكن موافقاً علي ذهابها لمنعها ولم يعد يذكر أبدا في أحاديثه أن ابنه «عمر» كان في مصطفي محمود يهتف مرددا سامحنا يا ريس!!

مجلة روز اليوسف في

06/08/2011

 

في الذكرى الثالثة لوفاة مخرجه يوسف شاهين

فيلم «عودة الابن الضال» يثير نقاشا بشأن تنبؤاته ومستقبل الثورة المصرية

القاهرة: «الشرق الأوسط» 

تحول الاحتفال بالذكرى الثالثة لوفاة المخرج المصري يوسف شاهين (1926- 2008) بالقاهرة إلى حالة من النقاش الواسع بين معظم الحاضرين حول تنبؤ شاهين بالثورة المصرية مبكرا في أعماله الفنية. وتجاوز عدد الحاضرين 200 شخص تجمعوا في ساحة مسرح «الهناجر» داخل ساحة دار الأوبرا المصرية واقتصرت الاحتفالية على عرض أحد أبرز أفلام شاهين «عودة الابن الضال» الذي قدمه عام 1976 وتم ضمه لاحقا إلى قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

وتنوعت النقاشات حول الفيلم بين الحاضرين.. بين السينما كصناعة وكإبداع والثورة ومقدماتها وما يمكن أن تؤول إليه، حيث يقدم الفيلم حالة خالصة من الثورية تنتهي بمعان متباينة وفقا لما يمكن أن يدركه مشاهده، حيث اعتمد فيه شاهين كعادته على كم كبير من الرموز التي يقصد بها إسقاطات سياسية على أوضاع عدة يعتبرها كارثية على الوطن أو ضرورية لحمايته وازدهاره.

ونظم الاحتفالية ابنا شقيقة شاهين المنتجان ماريان وغابي خوري، إضافة إلى عدد كبير من تلاميذه وأصدقائه بينهم المخرجان يسري نصر الله وخالد يوسف ومدير التصوير رمسيس مرزوق وإحدى بطلات الفيلم رجاء حسين، إلى جانب عدد ممن ساعدوا شاهين في أعماله وعدد من النقاد والصحافيين والسينمائيين الشباب.

واعتبر كل الحاضرين اختيار الفيلم موفقا للاحتفاء بشاهين كمخرج، حيث يظهر فيه كامل توهجه السينمائي، سواء في اختيار النص الذي شارك بنفسه في كتابته مع الراحل صلاح جاهين أو في اختيار الصيغة العامة للفيلم كعمل ينتمي بالكامل إلى السينما الموسيقية التي لم تعرف السينما المصرية الكثير من أمثلتها، وخاصة أن أغنيات الفيلم شارك في تلحينها أسماء لامعة بينها كمال الطويل وبليغ حمدي وسيد مكاوي.

بينما دار النقاش طويلا عقب العرض حول قائمة الأبطال التي ضمت الكثير من النجوم بينهم محمود المليجي وهدى سلطان وشكري سرحان وسهير المرشدي وعلي الشريف وأحمد بدير والمطربة اللبنانية ماجدة الرومي في ظهور أول وأخير لها كممثلة، والوجه الجديد وقتها هشام سليم وأحمد محرز في أول ظهور له.

في حين دارت معظم النقاشات حول الحالة التي طرحها الفيلم حيث ربط كثيرون بين العديد من الأحداث في الفيلم وبين أحداث تشهدها مصر حاليا وأبدى كثيرون تخوفهم من المصير الذي رسمه شاهين في الفيلم لسرقة الحلم المتمثل في الحرية على أيدي من يملكون السلطة أو المال، حيث أنتج الفيلم ليعبر عن حالة الفرحة التي أعقبت حرب 1973 والتي كانت مقدمة لدخول البلاد في نفق مظلم بسبب انعدام الحرية.

وشهد العرض حالة من الحنين الواضح من جانب معظم الحاضرين خاصة مع صوت ماجدة الرومي وهي تغني «الشارع لمين.. الشارع لنا» وهي الأغنية التي تم ترديدها طويلا خلال الأيام الأولى للثورة المصرية كتعبير عن طلب الحرية ورفض القمع.

ورحل شاهين الذي يعد أبرز مخرج عرفته السينما المصرية عن عمر 82 عاما فجر الأحد 27 يوليو (تموز) 2008 بمستشفى المعادي للقوات المسلحة بالقاهرة بعد غيبوبة استمرت أكثر من 6 أسابيع ودفن في مدينته الإسكندرية وفقا لوصيته. وبدأ مشوار شاهين بعد عودته من الخارج للدراسة بفيلم «بابا أمين» عام 1950 وقدم عشرات الأفلام الشهيرة التي احتل عدد منها مكانه في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وبينها «باب الحديد» و«الناصر صلاح الدين» و«الأرض» و«العصفور» و«إسكندرية ليه»، وكان آخر أفلامه «هي فوضى».

الشرق الأوسط في

06/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)