حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الحب والحب... وأيضاً الحب [5]

ميغ ريان تنطلق إلى الشهرة

فيلم «عندما قابل هاري سالي» يؤكد أن الحوار يعمّق الحب

عبدالستار ناجي

رحلة في عالم الحب في السينما العالمية، ترصد أبرز نتاجات الفن السابع التي توقفت في محطة الحب والرومانسيات العذبة... وهي دعوة للمشاهدة والقراءة... والاستمتاع.

الانطلاق الى فيلم «عندما قابل هاري سالي» يعتمد على معرفة أصول هذه التجربة السينمائية، التي تذهب بنا الى الكاتبة الروائية «نورا أفرون» وهي واحدة من الكاتبات والناشطات اللواتي كن وراء دعم الكثير من القضايا الساخنة في الولايات المتحدة والعالم. ومن أبرز أعمالها الروائية «القلب المحترق» (1983)، كما اتجهت الى كتابة السيناريو، ولها في هذا المجال العديد من الأعمال ذات البعد الرومانسي ومنها «لديك أي ميل» و«الأرق في سياتل» و«جوليا وجوليا» وايضاً فيلمنا لهذا اليوم ضمن سلسلة «الحب والحب.. وأيضاً الحب» «عندما قابل هاري سالي» مع المخرج روب رينر.

ونتعرف ايضاً على هذا المخرج، الذي يحمل نجمة هوليوود تأكيداً لمكانته وقيمته الفنية، وفي رصيده كم من الأعمال السينمائية المهمة ومنها «قلة من الرجال الطيبين» و«نورث» وغيرها.

ونذهب الى الفيلم، حيث تلك القيم في التأكيد على أهمية الحوار الذي يذهب الى الحفل والقلب، من أجل البحث عن صيغ جديدة للعلاقات الانسانية، والرومانسية على وجه الخصوص أمام النزعات المادية في العلاقات بين الجنسين.

فيلم يذهب بعيداً في التحليل، والبحث عن أفق جديد للعلاقات الإنسانية، لا يذهب الى التقليدية والحلول السهلة والنهايات المكررة، بل يتجاوزها الى عمق انساني أشمل.

وترصد ذلك اللقاء الأول الذي يجمع بين هاري بيرنز (بيلي كريستال) وسالي أولبرايت (ميغ ريان)، رحلة طويلة بالسيارة من جامعة شيكاغو الى مدينة نيويورك، وخلال الرحلة يناقش ذلك الثنائي طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، وما إذا كان الرجل والمرأة أن يكونا صديقين، من دون ممارسة الجنس.. تلك الرحلة تخلص الى انه لا يمكن أن يكونوا اصدقاء.. وفور وصولهما.. ينفصلان حيث يذهب كل منهما الى حال سبيله.

ولكن تبقى المفردات والصور والمعاني بداخل كل منهما.

وبعد خمس سنوات، تأتي الصدفة، ليلتقي هاري مع سالي في رحلة طيران، سالي الآن في علاقة مع جو (ستيفن فورد) في حين ان هاري هو على وشك الزواج من هيلين (هارلي كوزاك).

ويعود الحوار من جديد، حيث يحاول هاري أن يشرح لماذا لا يكون الرجل والمرأة صديقين، حتى لو كانوا في علاقة مع آخرين.

وما أن تصل الطائرة.. حيث ينفصلان من جديد ويعود كل منهما الى عالمه..

إلا أن قدرية هذه العلاقة تظل حاضرة ومتقدة.. فبعد خمس سنوات أخرى ايضاً، سالي تخبر صديقاتها ماري (كاري فيشر) وأليس (ليزا جان بريسكي) انها أنهت علاقتها مع جو، في حين يقول هاري بإخبار صديقه جيسي (برونو كيربي) بأن صديقته هيلين التي كان يحضّر للارتباط بها قد تركته.

ويلتقي هاري مع سالي من جديد في محل لبيع الكتب ليتطور اللقاء الى عشاء، وهناك يناقش هذا الثنائي حياتهم، عندها يكتشف هاري أنه «صديق للمرأة» حيث يتكرر اللقاء.. ويفتح لها قلبه، وفي كل مرة يلتقي بها تذهب بعيداً بداخله.

وهنا لا ينتهي اللقاء، بل يتم اكماله عبر كم من الاتصالات الهاتفية.. التي تذهب في جميع الاتجاهات، ومنها فيلم «كازبلانكا» حيث يناقشان الكثير من العمق، ما إذا كان على إنغريد بيرغمان في الفيلم أن تبقى مع هنري بونارد.

ويتطور الحوار بشكل يومي، ففي الوقت الذي تشعر به سالي بعدم الراحة لأن تخبر هاري بعلاقاتها الجديدة، يتحدث هو عن كل شيء، بما في ذلك المواعيد التي يقوم بها. حتى يصلان الى مرحلة يقوم هاري بمواعدة احدى صديقاته (ماري) في حين تواعد هي (جيسي) في سهرة مشتركة، وعندها، يبذل كل منهم جهوداً وبشكل غير ارادي، بحيث يحدث هاري صديقه جيسي بحب ماري له، وتحدث سالي صديقتها ماري عن حب جيسي لها.. وتتنهي السهرة بلقاء ماري مع جيسي.

ويتكرر اللقاء بعد أربعة أشهر.. حيث يقوم كل من هاري وسالي بجولة للتسوق من أجل زفاف جيسي وماري. ولكن تظل العلاقة بين هاري وسالي وكأنها بعيدة المنال، في ظل غياب التصريح، وانشغال كل منهما عن الآخر، بعلاقات عابرة لا تؤثر بداخلهما... مجرد مواعيد لتمضية الوقت دونما حس... أو عاطفة.

حتى انها «سالي» تروي «لهاري» أدق التفاصيل في ليلة تجمع بينهما وتنتهي الي تفجير كل الاحاسيس التي تؤكد عمق العلاقة بينهما، التي تنهي بالاعتراف لاحقا في عيشية العام الجديد، حيث يعترف بحبه... ويطبق الزواج.

وكأن قدرية هذه العلاقة، عليها ان تمر عبر تلك المحطات واللحظات، كي تتطور، وكي يكتشف كل فهي معدن الآخر، وان العلاقة بينهما ليست مجرد رغبة.. او موعد... أو فعل تقليدي... بل هي أبعد من كل ذلك، بدليل ان العلاقة بينهما ظلت قائمة... صامدة... ترفض الانهزام... فما أحوجنا ان نلتفت لمن حولنا، فهناك الكثير من الوجوه التي نعيشها وتعيشنا، تتحرك حولنا ونتحرك حولها نراها ولا نراها، ترانا ولا ترانا، فما أحوج ان نراها... ونمنحها الفرصة كل ترانا عبر طور يحمل العمق... والصراحة... للاتجاه صوب قدرية العلاقة.

فيلم كبير يعمق معادلة الحوار بانه الطريق الى الحب، ومد الجسور، وكشف الاحاسيس، وتجاوز الرغبات العابرة الى عمق الاحساس والتفكير بالمستقبل المشترك.

ولافتا امام فيلم تتحمل النسبة الاكبر من تفاعلاته نجمة أمنت بأنها امام فيلم شكل لاحقا نقطة الانطلاق الحقيقي في مسيرتها، وتغني ميغ ريان، لذا نتوقف طويلا للاشارة الى شيء من مسيرة ميغ، وهي من مواليد 19 نوفمبر 1961، عرفت لاحقا بأعمالها ذات المنحى الرومانسي والكوميدي، ولدت ميغ في مدينة فيرفيلد «كونيتكيت» ثم انتقلت مع عائلتها الى مدينة بيثل، وبعد التخرج من الثانوية درست الصحافة في جامعة نيويورك.

وتشير هنا الى انها دفعت مصاريف منحتها من خلال التمثيل في اعلانات تلفزيونية تجارية، ثم تركت الكلية بعد ثلاث سنوات لتبدأ عملها في مهنة التمثيل السينمائي على وجه الخصوص.

أول أعمالها في دور رئيس كان لها مع فيلم «غني ومشهور» عام 1981، وفي منتصف الثمانينيات راحت تؤكد حضورها في أعمالها مثل «توب غان» واينزبيس.

وجاءت النقلة الحقيقية مع فيلم «عندما قابل هاري سالي» الذي قمنا بعرضه، وبه جسدت دور سالي أولبرايت.

وتمضي مسيرتها الحافلة بالانجازات بالذات تلك التي جمعتها مع النجم توم هانكس ومن أعمالها «جو يتحدى البركان» و«الأرق في سياتل» مع هانكس، و«لديك أي ميل» مع هانكس ايضا.

وفي التسعينيات، راحت ميغ تبحث عن خيارات سينمائية متجددة، حيث دور مدمنة خمور في «عندما يحب رجل امرأة» ثم راقصة غريبة في «الشجاعة تحت النيران».

كما أسست في منتصف التسعينيات شركة الانتاج الخاصة بها وقدمت «قبلة فرنسية» مع كيفين كلايتث.

المعروف ان ميغ كانت قد انفصلت عن زوجها الكندي دينيس كون، بعد ان انجبت منه ابنا، ثم التقت مع روسل كرو لتنفصل عنه بطباعه الحادة، وفي عام 2007 قامت ميغ بتبني طفلة صينية الاصل.

ولا نطيل...

نجمة قدرها فيلم غيّر حياتها، وفيلم يؤكد على أهمية الحوار في تعميق معاني ودلالات الحب.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

05/08/2011

 

صناع السينما نجوم الزمن الجميل (5 - 26)

محمد عبدالوهاب .. موسيقار الأجيال

القاهرة - أحمد الجندي 

إذا كان المسرح هو «أبو الفنون» بحكم انه الفن الأقدم، وإذا كانت هناك فنون أخرى مثل: الموسيقى الخالصة، وفن الأوبرا والباليه والفن التشكيلي، تعرف بأنها فنون الخاصة والنخبة، فإن السينما كانت وستظل فناً شعبياً أي «فن العامة»، وإذا كان الهدف منها عند اختراعها في نهايات القرن الـ 19 هو التسلية والمتعة والترفيه، فإنها مع مراحل تطورها عبر سنوات وحقب زمنية متلاحقة، تعاظم دورها ولم تعد لمجرد المتعة والتسلية، بل أصبحت مرآة المجتمعات، تعكس وتكشف وتعبر عن واقع المجتمع أي مجتمع وتنتقد سلبياته وتعلو بإيجابياته، من هنا أصبحت للسينما رسالة تنويرية وتثقيفية في حياة الشعوب والمجتمعات، ومن هنا أصبحت «فن العامة» وفي مقدمة الفنون التي تحظى بالشعبية.

ومن هنا نجد أن من حق هؤلاء الكبار من فناني السينما المصرية وصانعي تطورها ونهضتها سواء الذين تحملوا عبء الريادة الأولى، أو الأجيال التالية لهم التي تحملت عبء التواصل والتطور، علينا أن نكرمهم ونعرف الأجيال بتاريخهم ومشوارهم ومسيرتهم السينمائية والفنية الحافلة، ليس فقط لأنهم «صناع السينما المصرية» ومبدعوها عبر مراحل تطورها، ولكن لأنهم مع مرور الزمن أصبحوا رموزاً لزمن وعصر من الفن الجميل، كان عصراً مفعماً بالهدوء والجمال والرومانسية والمشاعر الصافية والإبداع الصادق والإخلاص الكامل للفن وللسينما، عصر نفتقده جميعاً ونتمنى عودته.

كان وسيظل الموسيقار محمد عبدالوهاب قيمة فنية شامخة في حركة وتاريخ الفن المصري والعربي فهو اكبر الأهرامات الفنية التي ظهرت في عالم الإبداع الموسيقي والغنائي وتزداد مكانته شموخاً مع توالي الأعوام وعلى مر العصور لذلك لقب «بموسيقار الأجيال» وله يرجع الفضل في تطور الموسيقى العربية والشرقية وهو الذي نقل الغناء العربي من مرحلة التطريب إلى مرحلة التعبير اللحني عن مدلول الكلمة وتطوير التخت التقليدي أي اوركسترا وتطعيم الآلات الشرقية وهو صاحب اكبر رصيد في التلحين لكبار المطربين والمطربات وصاحب العديد من الألقاب الفنية والتكريمات والجوائز والأوسمة التي حصل عليها ونالها طوال مشواره الفني الذي امتد لما يقرب من 75 عاماً.

رغم كل هذه المكانة لمحمد عبدالوهاب في عالم الموسيقى والغناء والإلحان فان مكانته السينمائية وعلى خريطة السينما العربية تظل مكانة مهمة وبارزة فهو من رواد السينما وأحد صناعها في بواكيرها الأولى فهو المؤسس وصاحب الطلقة الأولى في عالم الفيلم الغنائي منتجاً وممثلاً ورغم أفلامه القليلة العدد كممثل إلا أنها شكلت بداية ومشاركة في صناعة السينما المصرية كما انه صاحب رصيد ضخم وهائل من الأفلام التي قدم بها الموسيقى التصويرية والتي قدم الإلحان الخالدة في عدد كبير من أهم الأفلام الغنائية في تاريخ السينما المصرية وهو أيضاً صاحب تاريخ في الإنتاج السينمائي المصري ولكل هذه المشاركة والمكانة المتميزة في تاريخ السينما نضعه ضمن الرعيل الأول لصناع السينما المصرية»

ولد محمد عبد الوهاب في 13 مارس عام 1901 في حي « باب الشعرية « أحد الإحياء الشعبية العريقة بالقاهرة لأسرة متوسطة فالأب الذي تعود أصوله لمحافظة الشرقية بدلتا مصر اسمه الشيخ محمد ابو عيسى وكان يعمل كمؤذن ومقيم شعائر بمسجد سيدي «عبد الوهاب الشعراني» بحي باب الشعرية وان الابن محمد استمد لقبه «عبد الوهاب» من اسم هذا العارف بالله «عبد الوهاب الشعراني» الذي تنتمي عائلته بصلة قرابة لهذا الوالي وكان محمد هو شقيق لابنتين لهذه الأسرة المتوسطة»

اما ميلاد عبد الوهاب الحقيقي فهو كان مثار جدل كبير وهائل حيث كان يذكر في كل أحاديثه الصحافية والإعلامية انه من مواليد عام 1910 ولكن مؤرخ الموسيقى عبد العزيز العناني ذكر وأكد انه من مواليد عام 1902 ومنيرة المهدية أشارت في مذكراتها الخاصة أن عبدالوهاب كان عمره 25 عاماً عندما مثل أمامها عام 1927 فيما يذهب الناقد الموسيقي كمال النجحي إلى انه من مواليد عام 1897 إلا أن الدكتورة رتيبة الحفني وهي من أعلام الموسيقى فناً وتاريخاً أشارت إلى أن ميلاده الحقيقي كان في 13 مارس عام 1901 وهو بالفعل التاريخ الأكثر ترجيحاً ومصداقية لميلاده»

التحق محمد عبد الوهاب في طفولته المبكرة بكتاب الحي الكائن بمسجد الشعراني حتى يتعلم القراءة والكتابة وحفظ القران حيث كان الوالد يأمل أن يكون ابنه الوحيد احد مشايخ وعلماء الأزهر الشريف لكن محمد خالف كل هذه التوقعات فقد تعلق بالغناء منذ سماعه للمشايخ الذين ينشدون الموشحات والمدائح النبوية وهرب من الدراسة وذهب ليغني أغنيات شيوخ الغناء في ذلك الوقت أمثال الشيخ سلامة حجازي وعبد الحي حلمي وصالح عبد الحي وزادت هذه الميول بداخله فبدأ يذهب إلى الأفراح والحفلات ليستمع إلى هؤلاء ومع الوقت بدأ يقدم في الأفراح والحفلات بصوته الأغنيات التي سمعها من هؤلاء الكبار وقد بدأ يلقى القبول والاستحسان وكان هذا ما اغضب أسرته بشدة وكثيراً ما عاقبه أبيه على ذلك ولم يجد محمد عبد الوهاب أمامه حلاً سوى أن يقدم اغنيات» سلامة «حجازي تحت اسم مستعار وهو «محمد البغدادي» وذلك عندما انضم إلى فرقة فؤاد الجزايرلي المسرحية وكان يقوم بالغناء في فصول المسرحيات التي تقدمها نظير أجر قدره 5 قروش كل ليلة وكانت هذه القروش القليلة أول اجر تقاضاه عن فنه وكان هذا في عام 1917»

وفي عام 1920 انتقل إلى فرقة عبد الرحمن رشدي « المحامي» المسرحية وهنا رضخت الأسرة لرغبة ابنها بعدما تأكدت أن موهبة الفن والغناء والموسيقى متغلغلة داخله ولن يتنازل عنها وكان محمد يقدم أغنياته كل ليله مع الفرقة نظير 3 جنيهات مصرية كل شهر ولم يستمر طويلاً بالفرقة رغم نجاحه فيها وتنقل بين عدة فرق منها فرقة على الكسار ونجيب الريحاني والتحق « بنادي الموسيقى الشرقي « ليتعلم الموسيقى وهو النادي الذي أصبح معهد الموسيقى العربية فيما بعد وفي المعهد أتقن العزف على العود وعلى يد الموسيقار الشهير محمد القصبجي وتخرج من المعهد ليعمل مدرسا للموسيقى بمدرسة الخازندار ولم يستمر طويلاً في الوظيفة وتركها ليتفرغ لاستكمال رحلته الفنية فبدأ يشارك في الحفلات الغنائية». لكن النقلة المهمة في حياته جاءته عندما التحق بفرقة الموسيقار سيد درويش الغنائية الذي أعجب بصوته وعرض عليه العمل بفرقته مقابل 15 جنيهاً شهرياً ولم يفارق عبد الوهاب سيد درويش وتعلم منه الكثير غناء وموسيقى.

وجاءت النقلة النموذجية في حياة عبد الوهاب عندما تقابل مع أمير الشعراء احمد شوقي في عام 1924 وأعجب شوقي جداً بغنائه وموهبته وكان شوقي قد منعه من الغناء عندما كان في فرقة فؤاد الجزايرلي وكان ذلك حرصاً عليه حتى لا يستهلك صوته وهو في سن صغير». لكن بعد ذلك تبناه شوقي فنياً وتعتبر السنوات السبع التي قضاها مع شوقي من أهم مراحل حياته حيث كان شوقي بمثابة الأب الروحي له فقدمه إلى الطبقة الراقية والطبقة المثقفة أمثال العقاد والمازني وطه حسين ورجال السياسة أمثال احمد ماهر وسعد زغلول والنقراشي وجلب له مدرسين ليعلمونه اللغة الفرنسية لغة الطبقة الراقية في ذلك الوقت وأخذه معه في أسفاره إلى أوروبا وباريس ولندن ومدريد ولم يكتف بذلك بل قدم له إشعاره ليلحنها ويغنيها وزادت هذه الصلة الوثيقة مع احمد شوقي من مكانة عبد الوهاب وانطلق فنياً بسرعة الصاروخ ليصبح أهم مطرب وموسيقار في مصر والعالم العربي»

وعلى مدى عقود طويلة امتدت حتى نهايات الثمانينات قدم عبد الوهاب سجلاً حافلاً من الأغنيات بصوته والحانه مازالت تعيش وتتردد حتى اليوم وتعد من التراث الموسيقي العربي كما تغنى بألحانه معظم نجوم الغناء والطرب على رأسهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وليلة مراد وأسمهان وفايزة احمد وشادية ووردة وصباح ونجاة ونور الهدى ومحرم فؤاد وغيرهم من لا يعد ولا يحصى من كبار المطربين الذين كانوا دائماً في أفضل حالاتهم وهم يقدمون أغنياتهم بألحانه». كما قدم عبد الوهاب كماً كبيراً من الأغنيات الوطنية غناءاً وتلحيناً لنفسه ولغيره من كبار المطربين والمطربات ومازالت هذه الأغنيات تعيش حتى اليوم ونرددها في المناسبات الوطنية وكأنها مغناه بالأمس وليس من سنوات»

ونأتي إلى المشوار السينمائي لموسيقار الأجيال لنرى انه رغم أن عبدالوهاب صاحب رصيد قليل من الأفلام السينمائية إلى أنها شكلت تراثاً سينمائياً هاماً لأنها أسست للفيلم الغنائي وجعلت عبد الوهاب واحداً من صناع السينما المصرية انتاجاً وتمثيلاً وموسيقى». ففي عام 1933 أسس شركته السينمائية « فيلم عبد الوهاب « ليقدم من خلالها أول أفلامه « الوردة البيضاء» الذي يعد أول فيلم غنائي في تاريخ السينما المصرية بل هو من الأفلام الأولى الناطقة في السينما فحتى بدايات الثلاثينيات كانت السينما المصرية صامتة وهذا يبين مساهمة محمد عبد الوهاب في نهضة وصناعة السينما المصرية»

كما ذكرنا لم يكن مشوار محمد عبد الوهاب السينمائي طويلاً فهو قدم 7 أفلام على مدى 13 عاماً بدأها بفيلم «الوردة البيضاء» عام 1933 وأخرها «لست ملاكاً» عام 1946 والأفلام جميعها غنائية قدم خلالها كم كبير من الأغنيات التي يقدمها بصوته وأيضاً عدد من الدويتوهات الغنائية الشهيرة جداً والتي لاتزال يرددها الناس حتى اليوم رغم انها قدمت منذ ما يزيد على 60 أو 70 عاماً». ومن أشهر هذه الدويتوهات «حكيم عيون» مع راقية إبراهيم و«ياللي فوت المال والحياة» مع رجاء عبده وقد اخرج أفلام عبد الوهاب السبعة مخرج واحدة هو صديقه المخرج محمد كريم الذي كان مديراً فنياً لأفلامه إلى جانب إخراجها.

وهنا لابد أن نشير إلى أن هذه الأفلام القليلة في مشوار عبد الوهاب اعتبرها النقاد صاحبة الفضل في انتشار الفيلم الغنائي في السينما المصرية وهي التي جعلت نجوم الطرب والغناء يتجهون بعد ذلك إلى السينما بعد ان فتح ومهد لهم عبد الوهاب الطريق فظهر فريد الأطرش محمد فوزي وكارم محمود وعبد الحليم حافظ وسعد عبد الوهاب وعلى مستوى المطربات ظهرت ليلى مراد وأم كلثوم وشادية وصباح وغيرهم وغيرهن من نجوم ونجمات الطرب والغناء الذين أصبحوا نجوم ونجمات سينما كما شجعت أفلام عبد الوهاب من خلال النجاح الهائل الذي حققته فنياً وجماهيرياً منتجي السينما إلى تقديم الفيلم الغنائي ويكفي أن ندلل على هذا النجاح ونقول بأن فيلمه الأول «الوردة البيضاء» استمر عرضة 6 أسابيع في حين أن أكثر الأفلام نجاحاً في هذا الوقت لم يكن يستمر عرضها أكثر من ثلاثة أسابيع على الإطلاق وهذا ينطبق على كل أفلامه التي حققت أيضاً في زمنها إيرادات قياسية فقد حقق فيلم «الوردة البيضاء» 28 ألف جنيه وفيلم « يحيا الحب» 26 ألف جنيه ونصف وفيلم «ممنوع الحب» 25 ألف جنيه والأفلام الثلاثة من أنتاج الثلاثينيات حيث لم تكن إيرادات الأفلام الناجحة قد عرفت مثل هذه الأرقام الكبيرة»

وفيما يلي فيلم وجرافيا للأفلام السبعة التي قدمها عبد الوهاب إنتاجاً وتمثيلاً وموسيقى»

«الوردة البيضاء» عام 1933 بطولة سميرة خلوصي سليمان نجيب ذكي رستم محمد عبد القدوس- محمد توفيق دولت ابيض.

«دموع الحب» عام 1935 بطولة نجاة علي سليمان نجيب عبد الوارث عسر- محمد توفيق محمد عبد القدوس «يحيا الحب» عام 1938 بطولة ليلى مراد زوز ماضي عبد الوارث عسر أمين وهبة.

«يوم سعيد» عام 1940 بطولة سميرة خلوصي علوية جميل عبد الوارث عسر فؤاد شفيق فردوس محمد». وهذا هو الفيلم الأول الذي شهد ظهور فاتن حمامة على شاشة السينما وكان عمرها 9 سنوات»

«ممنوع الحب - عام 1942 بطولة رجاء عبده ليلى فوزي حسن كامل زينات صدقي عبد الوارث عسر -»

«رصاصة في القلب» 1944 بطولة راقية إبراهيم ليلى فوزي سراج منير فاتن حمامة محمد عبد القدوس إلهام محمد علي الكسار»

«لست ملاكاً» عام 1946 بطولة نور الهدى- ليلى فوزي- سليمان نجيب محمود المليجي- بشارة واكيم». وكما ذكرنا هذه الأفلام السبعة وسيناريو وإخراج محمد كريم وبعضها عرض لأول مرة خارج الوطن العربي في أمريكا وكندا والبرازيل وبعض الدول الأوروبية وكان هذا حدثاً سينمائياً وقتها»

لم يحقق الفيلم الأخير « لست ملاكاً» النجاح الذي كان ينتظره عبد الوهاب مثل سائر أفلامه فأعتزل السينما مبكراً لكن نشاطه السينمائي لم يتوقف وقد ظهر باسمه وشخصيته الحقيقية في عدة أفلام أشهرها فيلم « غزل البنات « عام 1949 مع نجيب الريحاني وليلى مراد ويوسف وهبي وأنور وجدي وقدم خلال هذا الفيلم أغنيته الشهيرة «عاشق الروح» وفيلم « الفرح» عام 1963 مع المخرج محمد سالم وقدم أيضاً واحدة من أشهر أغنياته «قالولي هان الود عليه». وقدم عبد الوهاب كموسيقي وملحن أكثر من 70 لحناً لحشد كبير من المطربين والمطربات تغنوا بها في أفلامهم الغنائية». كما قدم الموسيقى التصويرية لعدد كبير من الأفلام يتجاوز الـ 50 فيلماً». اضافة إلى كل 1لك فقد أسس شركة للإنتاج السينمائي مع عبد الحليم حافظ ومدير التصوير السينمائي وحيد فريد حملت اسم « صوت الفن « وأنتجت الشركة عشرات الأفلام ليكون لعبد الوهاب دوراً إنتاجياً في سيرة السينما المصرية إضافة إلى دوره الموسيقي ودوره كمؤسس للفيلم الغنائي»

حصل عبد الوهاب طوال مشواره الفني الذي امتد لما يزيد على 70 عاماً على العديد من الألقاب والتكريمات والأوسمة والجوائز». ومن أهم ألقابه «موسيقار الأجيال» والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975 ولقب « الفنان العالمي» من جمعية المؤلفين والملحنين في فرنسا عام 1983 كما حصل على رتبه «اللواء» من الجيش المصري تكريماً لعطائه الفني». أما الجوائز والأوسمة فقد حصل على جائزة الدولة التقديرية للفنون في مصر عام 1971 ووسام الارز اللبناني والميدالية الذهبية من مهرجان موسكو ووسام الاستحقاق من الرئيس عبد الناصر عام 1970 ووسام الاستحقاق السوري عام 1974 والوشاح الأول من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وقلادة الكوكب من الأردن عام 1970 ووسام الاستقلال من ليبيا والوسام الأكبر من سلطنة عمان ووسام الكفاءة من المغرب والميدالية الذهبية للرواد الأوائل في السينما المصرية والميدالية الذهبية من معرض تولوز بفرنسا وجائزة الجدارة الفنية». كما يعد ثالث فنان في العالم يحل على الاسطوانة البلاتينية عام 1978 كما تم تكريمه بإنشاء متحف يحتوي على مقتنياته الخاصة بجوار معهد الموسيقي العربية بالقاهرة وأقيم تمثال له في ميدان باب الشعرية بالقاهرة حيث ولد ونشأ تخليداً لذكراه إضافة إلى تمثال ضخم في حديقة دار الأوبرا المصرية وقد شغل عبد الوهاب أثناء سيرته الفنية العديد من المناصب منها رئيس لنقابة الموسيقيين لعدة دورات ورئيساً لإتحاد النقابات الفنية كما ترأس جمعية المؤلفين والملحنين في باريس.

تزوج موسيقار الأجيال ثلاث مرات. الأولى كانت في بداية مشواره الفني وكانت من سيدة ارستقراطية ثرية وكانت تكبره بعدد كبير من السنوات ولم يستمر زواجه بها طويلاً.

أما زواجه الثاني فكان في عام 1944 من السيدة «إقبال» واستمر زواجه بها 17 عاماً وأنجب منها أبناءه الخمسة أحمد ومحمد وعفت وعائشة وعصمت وفي عام 1957 كان زواجه الأخير من السيدة نهلة القدسي.

وفي 3 مايو عام 1991 رحل عن عالمنا موسيقار الأجيال وشيعت جنازته يوم 5 مايو في جنازة عسكرية رسمية مهيبة لينتهي مشوار فنان كبير استمر لما يزيد على 70 عاماً قدم خلالها فناً عظيماً سيبقى ويظل خالداً على مر العصور والأزمات.

النهار الكويتية في

05/08/2011

 

لــهبة الأباصيرى..

طلعت زكريا: مقابلة مبارك نقطة مضيئة فى "السى فى" بتاعى

كتبت مى رضا  

أكد الفنان طلعت زكريا أن آراءه لم تختلف من بعد الثورة، وقال "لم أتحول، ومش عارف لو اتحولت هتحول لمصلحة من؟، وجمهورى الذى يحبنى يعلم من هو طلعت زكريا"، مشيرا إلى أن تصريحاته بشأن وجود أفعال مخلة للآداب بميدان التحرير جاءت نتيجة لكونه أحد شهود العيان على هذه المواقف.

وأضاف زكريا أن جميع المصريين كانوا فى حالة فقدان التوازن، وعدم معرفة مجريات الأمور، وصرحوا بتصريحات أكثر حدة وصعوبة، ولكن لكونه أحد الفنانين فكان عليه التركيز، مشيرا إلى تصريح الفنانة سماح أنور التى طالبت بإضرام النيران فى ميدان التحرير.

وأشار زكريا، خلال حواره فى برنامج "كش ملك"، الذى تقدمه الإعلامية هبة الأباصيرى على قناة الحياة 1، إلى أن ميدان التحرير الآن الصورة الجميلة التى أحبها المصريون له خلال الثورة، قائلا "ما يحدث الآن من اعتصامات فئوية فى ميدان التحرير جعلت الميدان ثقيل الظل والدم، فكلنا زهقنا والدول المجاورة زهقت وكلنا عايزين الاستقرار".

وعن رد فعل زكريا إزاء لو طلب الرئيس القادم منه مقابلته، قال طلعت زكريا سأرفض مقابلته بشكل قاطع منعا وتجنبا لما حدث، ولمنع إثارة الرأى العام، مشيرا إلى أنه لم يندم قط على مقابلة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، قائلا "كان شرف لمن يقابل الرئيس مبارك، فقبل 25 يناير كان أى أحد يتمنى مش يقعد مع الرئيس إنما يسلم عليه فقط"، مضيفا أن مقابلته للرئيس السابق كانت نقطة مضيئة فى "السى فى بتاعه" على حد تعبيره.

وأكد زكريا أن أكثر المواقف التى استفزته عقب الثورة، هو تصريحات بعض الفنانات التى تظهر تحولهم عقب فترة كبيرة من صمتهم، مشيرا إلى مقابلة عدد من الفنانين والفنانات الرئيس السابق، ومدى تعبيرهم عن فرحتهم إزاء المقابلة، ثم إعلان بعضهم بعد الثورة فى وسائل الإعلام أن مقابلة الرئيس كانت أسوء ما فى حياتهم، لافتا إلى أن الفنانين الذين حظوا بمقابلة الرئيس السابق كانوا محمود ياسين ويحيى الفخرانى ومنى زكى ونيلى كريم ويسرا وأشرف زكى.

ويرى زكريا أن رئيس الوزراء الحالى عصام شرف هو الرجل المناسب فى وقت غير مناسب، مشيرا إلى أن شرف رجل محترم ومتفاهم، ولكن يواجه ضغوطا متراكمة، وأن بعض قراراته مرتعشة، وقال زكريا "الفارق الوحيد بين الفريق شفيق وشرف هو كون شفيق من النظام القديم وشرف من ميدان التحرير، رغم أنى أرى أن الاثنين على درجة عالية من الكفاءة والامتياز".

وأشار زكريا إلى ترديد رجل الشارع لمصطلحات لا يعى معناها مثل مصطلح الفلول وقلة مندسة، قائلا "كلمة الفلول دلوقتى تقال على أى حد قديم فى موقعه وليس فى السياسة فقط، فعندى فى الفيلا عايزين يمشوا الغفير القديم لأنه من الفلول بالنسبة لهم باعتباره بيشتغل غفير من زمان"، نافيا أن يكون قلة مندسة، كما صرح بعض الأفراد داخل الميدان قائلا "أنا لست قلة مندسة أنا مواطن مصرى بسيط".

وعن عدم نجاح فيلمه الأخير، برر زكريا تراجع إيرادات الفيلم بمقاطعة بعض الشباب للفيلم نتيجة لآرائه السياسية، إضافة إلى قيام المنتج محمد السبكى بنشر إعلان فى برومو الفيلم يعلن فيه أن صناع الفيلم ليس لهم علاقة بآراء زكريا، قائلا "السبكى باعنى رغم انه كان معايا قلبا وقالبا، وأعلن فى إعلانات برمو الفيلم حاسبوا الرجل ده ولا تحاسبوا صناع الفيلم، وأنا فى العمرة دعيت فى الكعبة، وقلت له يارب لو مفيش فى مصر منتج غير السبكى متشغلنيش معاه".

اليوم السابع المصرية في

05/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)