حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أفلام نيلسون مانديلا "1" الطريق الطويل إلي الحرية..

مانفستو الوصول للكرامة الإنسانية! زعيم غيَّر العالم.. كسب نفسه وشعبه واستحق الخلود

خيرية البشلاوي

لم يحتف العالم بزعيم مثلما احتفي بالزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا "93 سنة" ولم يبخل السينمائيون بعطائهم الفني من أجل تسجيل شخصية عظيمة مثلما فعلوا لتمجيد وإعطاء هذا المناضل الأسود حقه.

وهب مانديلا حياته للكفاح من أجل الديمقراطية والحرية والتصدي للاستبداد وسياسة التمييز العنصري التي طحنت بني قومه في جنوب أفريقيا.. أمضي في السجن 27 سنة وخرج ليتم انتخابه كأول رئيس أسود لجنوب أفريقيا في الفترة من 1994-.1999

منذ أيام احتفل العالم بعيد ميلاده 18 يوليه 1918 وكأن الاحتفال به احتفال بالمباديء الإنسانية التي كلفته سنوات من السجن والقمع والاضطهاد فضلا عن حياته الخاصة التي لم تعرف الاستقرار ولا طعم الحياة العادية.

قدمت السينما العديد من الشرائط السينمائية التسجيلية عن حياة نيلسون مانديلا بعضها أدي فيها أدواره الحقيقية التي لعبها علي مسرح الحياة كأول زعيم أسود ينجح في انتخابات ديمقراطية مائة بالمائة بعد نجاحه في إزالة أبشع نظام عنصري عرفته الإنسانية ولا يدانيه في الوحشية سوي نظام الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.

شارك مانديلا في فيلمين عن تاريخ حياته وهما "كفاح مانديلا من أجل الحرية" 1995 وفيلم "مانديلا" 1996 إخراج أوجست جبسون وبطولة مانديلا وزوجته ويني مانديلا والفيلم إطلالة آسرة علي روح مقاتل يحمل جائزة نوبل للسلام وقد رشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم تسجيلي.

في هذين العملين يفضح سياسة الآبارتهيد Apartheid أو التمييز العنصري التي شرعتها الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا عام 1948 نفس السنة المعروفة لنا بسنة النكبة حين أعلنت دولة إسرائيل وبدأت سياسة مشابهة لسياسة المستعمر الأبيض في جنوب أفريقيا.

هناك دائما لأي ناشط سياسي أو حتي لمواطن عادي لديه وعي سياسي هذه المقارنة المشروعة بين سياسة الأبارتهيد في جنوب أفريقيا وبين سياسة إسرائيل وممارساتها القمعية ضد أهل البلد الأصليين.

كان مانديلا ناشطا سياسيا بارادة من حديد وإيمان لا يتزعزع بحق بلاده ومواطنيه في الحرية والمساواة فأسس المجلس الوطني الأفريقي "أفريكان ناشيونال كونجرس" حتي تم القبض عليه عام 1962 بتهمة الجاسوسية وممارسة الإرهاب وأودع في سجن معزول في جزيرة روبن علي ساحل جنوب أفريقيا وأفرج عنه في 11 فبراير 1990 وقاد حزبه في المفاوضات التي أدت إلي إقامة مجتمع ديمقراطي تتعدد فيه الأجناس ويعامل الجميع علي قدم المساواة.

تلقي مانديلا أكثر من 250 جائزة عالمية منها جائزة نوبل للسلام 1993 إذ اعتبره العالم من الزعماء العظماء الذين سعوا إلي وئام عادل استطاع تحقيقه بالحنكة السياسية والنفوذ الأخلاقي إذا صح التعبير.

ومنذ انتصار مانديلا علي جلاديه وخروجه من السجن بعد أكثر من ربع قرن وتجربة حياته تمثل مصدرا للإلهام لدراما سياسية وشخصيته محورا في قصص عن التحرر الوطني وصوته الآسر صخرة من أجل حرية الشعوب إنه شخصية درامية بامتياز تحظي بالاحترام والإجلال في العالم باعتباره قوة دافقة في مسيرة الكفاح من أجل الحقوق الإنسانية والمساواة بين الأجناس المختلفة ونبذ التمييز والرجوع إلي الحق بالإرادة والعنف الأخلاقي.

في أحد هذه الأفلام يقول: إن الكفاح حياتي ولقد ناضلت ضد سيطرة الأبيض وضد سيطرة الأسود فأنا أكن اعتزازا كبيرا جدا لمبدأ الديمقراطية والحرية التي يعيش فيها الجميع في وفاق متساوون في الفرص إنه المبدأ الذي أتمني أن أعيش من أجله وأن أحققه ولو اقتضت الضرورة فأنا مستعد أن أموت من أجله.

لم يكن مانديلا بليغا. ساحرا قادرا علي التأثير البالغ فيمن حوله فقط وإنما أيضا أصيلا وصادقا وحرا بحق وحياته نموذج وقدوة لكل التواقين إلي الحرية.

في الفيلم الروائي "إلي اللقاء بافانا".. good bye bafana يقدم المخرج الدانماركي الشهير بيل أوجست مواليد 9 نوفمبر 1948 دراما رائعة مأخوذة عن رواية حقيقية عن رجل أبيض من جنوب أفريقيا يؤمن بسياسة التمييز وعنصري حتي النخاع ورغم ذلك تتأثر حياته تأثرا عميقا وتتحول مائة وثمانين درجة حين يلتقي بالسجين الأسود الذي كلف بحراسته لمدة عشرين عاما ولم يكن هذا السجين الأسود سوي نلسون مانديلا.

أدي دور مانديلا الممثل دينس هيازبرت haysbert بينما لعب دور السجان الأبيض الممثل جوزيف فيين بالإضافة إلي الممثلة دايان كروجر.

داخل أسوار السجن الحصين الخاضع لحراسة مشددة المعزول بعيدا عن أي حياة آدمية يبدأ السجان العنصري الأبيض الذي اعتاد كراهية السود واحتقارهم في مراقبة السجين زعيم الكونجرس الوطني الأفريقي المهتم بالجاسوسية والإرهاب ويتابع علاقاته مع المساجين ومراسلاته وفي نفس الوقت يشهد بنفسه المعاملة الوحشية التي يمارسها البوليس ضد المدنيين السود بما فيهم الأطفال الأمر الذي قاده إلي فهم الأسباب التي جعلت من مانديلا ثائرا ومجاهدا ضد سياسات التمييز وجعله يقرأ ميثاق الحرية الذي كان من بين الوثائق المحرمة والممنوع تداولها لأنها حسب السياسة العنصرية تحرض علي العنف وقد ساعده في ذلك معرفته بلغة القبيلة التي ينتمي إليها مانديلا.

وحينما اكتشفت المباحث أمره يتعرض السجان نفسه إلي نفس المعاملة القمعية المتوحشة ويصبح سجينا آخر يعاني نفس الظروف التي يعانيها السود داخل السجن ومن ثم تبدأ التعاطف وعلاقة علي المستوي الإنساني بين الجلاد والضحية.

عشرات الشرائط السينمائية والتليفزيونية عالجت حياة نيلسون مانديلا وأكثر الممثلين الأمريكيين السود جسدوا شخصيته داني جلوفر. سيدني. بوانييه ولعل أكثرهم حضورا في الذاكرة الممثل مورجان فريمان في فيلم Invictns أحد الأفلام التي جعلت من الرياضة وسيطا عبقريا للكلام في السياسة وطرح القضايا المصيرية والفيلم مستوحي من الفكرة العبقرية التي لجأ إليها نيلسون مانديلا لجمع شمل البلاد التي مزقتها سياسة التمييز العنصري.

استعان مانديلا بفريق كرة الرجبي الوطني وجعله جسرا لتجسيد فكرة الوحدة بين عنصري الأمة السود والأقلية البيضاء الحاكمة وضرب المثل في عدم التمييز والمساواة من خلال رعايته السياسية والأدبية والمادية لفريق الرجبي حتي يكون مهيأ للفوز بكأس العالم وكان ذلك أثناء توليه رئاسة جنوب أفريقيا في الفترة من 1994- .1999

حاول مانديلا بهذه التجربة التاريخية الفريدة أن يقدم نموذجا حيا للوئام والتوافق الوطني وقد التقط المخرج والممثل الأمريكي كلفت ايستوود هذه التجربة الذي كتب لها السيناريو انطواني بيكهام عن كتاب للمؤلف جون كارين وقام بدور مانديلا مورجان فريمان ولعب دور كابتن الفريق الوطني الممثل مات دامون.

فريق الكرة في هذا الفيلم رمزا للأمة وانتصارها انتصارا لوحدتها واللغة المشتركة التي حققت هذه المعجزة لغة الرياضة العالمية وبالفعل فاز الفريق بهذه الروح التي غرسها زعيم ملهم ومحب بكأس العالم عام 1995 أي في السنة التالية مباشرة لتولي مانديلا الرئاسة.

لقد اجتهد مورجان فريمان من أجل تجسيد هذه الشخصية العظيمة في دراسة شخصية مانديلا الذي استطاع أن يستبدل سياسة التمييز العنصري "أبارتهيد" بالنظام الديمقراطي ودراسة تفاصيل الشخصية نفسها كيف يتحدث كيف يقف. كيف يمشي. كيف يخضع خطبه لإيقاع معين. متي يتوقف. وقد ساعده كثيرا التشابه المذهل بين فريمان 72 سنة حينئذ وبين مانديلا وقتئذ حيث يقترب منه في العمر حين كان رئيسا.. فريمان أيضا يمتلك القوام الفارهة والحضور والقدرة علي الاحتواء والثقة والرصانة في الأداء وقد حفظه واستوعب جوهره ولعب دوره بامتياز.

وقد وافق مورجان علي تجسيد هذه الشخصية العظيمة بايحاء من مانديلا نفسه الذي حين سئل ذات مرة عن الممثل الذي يمكن أن يلعب دوره في فيلم يعتمد علي مذكراته والذي يحمل عنوان "الطريق الطويل إلي الحرية" أجاب: مورجان فريمان وعليه قامت المنتجة الجنوب أفريقية أنانت سنجة التي اشترت حقوق الفيلم وقامت بتوفير لقاء يجمع الاثنين مانديلا وفريمان.

يتذكر مورجان فريمان: قلت لمانديلا.. إنني سأقوم بأداء شخصيتك ولذا فمن الضروري أن أتمكن من لقائك: من آن لآخر وأن أمسك يدك وأتطلع إليك مليا وأعرفك شخصيا".

ولم يكن الاقتراب من مانديلا بالشيء الصعب حتي وهو رئيس يحكم البلاد بل كان سهلا وطيعا بطريقة مدهشة وذات مرة سمح لمراسل صحيفة النيويورك تايمز في جنوب أفريقيا أن يرافقه طيلة يوم كامل بينما يمارس عمله كرئيس وهو الأمر الذي لا يمكن أن يسمح به الرئيس الأمريكي أو أي رئيس آخر ربما في العالم الثالث.

المساء المصرية في

24/07/2011

 

إذاعة حب.. قطع الإرسال إلي حين إشعار آخر التوقيت غير مناسب.. والمادة الموضوعية خارج السياق

خيرية البشلاوي 

بعض الأفلام تخرج منها وفي ذهنك خاطر سريع قد يكون كلمة. أو صفة تلخص انطباعك التلقائي إزاء العمل الذي شاهدته للتو.

و"إذاعة حب" فيلم يشعرك علي الفور أنه عمل خال من الهموم متحرر من ثقل الإحساس الفني بالمسئولية ومن أي شيء له مذاق حقيقي أو أصيل.

إنه نوعية يمكن أن نسميها Care free film.

أبطال "إذاعة حب" حفنة من الشباب وشيخ "لطفي لبيب" هل هؤلاء الشخصيات مصريون؟ ربما لو حكمنا من الملامح ولغة الحوار هل هم من أي جنسية أخري؟ محتمل لو دققنا في المحتوي والجوهر فلن تجد خصائص تحدد هويتهم.

الفيلم عن "الحب" كما يشير العنوان وعن دور الإعلام المسموع كذلك في التواصل العاطفي ولكن هل ثمة قضية يثيرها هذا التجاور بين الحب والإذاعة. ما يثيره الفيلم أشياء وبعض مظاهر لا تثير الاهتمام.

هذه الصفة -التحرر من الهموم وأيضا من مشاعر المسئولية توحي بها الحياة التي تعيشها الشخصيات بمن فيهم أكبرهم سنا صاحب المحطة الإذاعية فلن تجد تجسيدا أفضل لحالة الضحالة وعدم الانتماء من شخصيات "ليلي" و"فريدة" و"دينا" و.. إلخ أو لنظائرهم من الشباب "شريف سلامة- ادوارد..

هل ثمة مكان محدد له ملامح دالة علي أي شيء هل إعلاميو الحب المشغولون بأكثر ظواهره تفاهة جديرون بالاهتمام؟ هل هذا الإعلام العاطفي المشغول "بالبوس" أي بالقبلات بإمكانه أن يغرينا بالمرح وترك الهموم أو باختصار قادر علي أن يسلينا الآن؟ وأضع تحت الآن خطين؟

ألم تذكرك نظارة ليلي "منة شلبي" الطبية بالرمز النمطي التقليدي الذي يعود إلي سينما الأبيض وأسود الرمز إلي جدية الفتاة وتقفيلها وعجزها عن الحب العصري داخل المرقص والبار؟

الفيلم كما يدعي يريد أن يقول علي الإنسان أن يكون نفسه وألا يضع أقنعة تخفي شخصيته الحقيقة وهو كلام فارغ تم تجاوزه لأن الجميع يضع أقنعة بما فيها الشخصيات المرسومة في الفيلم واعتقد أن أحمد مكي عبر عن هذه التيمة في فيلم "طير انت" إذا لم تخن الذاكرة وبطريقة أكثر مرحا.

البنات في الفيلم جميلات أنيقات يصلحن للفرجة ربما ولكن لعبة الحب التي يصورونها لم تنجح في إثارة الاهتمام بكل أسف!

والفيلم يعبر عن حالة عقلية فاضية خالية من الانشغالات من التفكير بأشياء ذات قيمة في توقيت لا يوفر أي قدرة علي التفاعل مع التوافه الشباب مشغول بقضايا مصيرية والنسبة الأكبر منه في حالة إحباط ولا أقول في حالة ثورة لأن الرد التلغرافي السريع أن الفيلم انتهي العمل فيه قبل الثورة ولكن مشاعر الخوف من المستقبل والرعب من تداعيات حكم استبدادي قمعي أمني فاجر سكن الشباب قبل الثورة بزمان وعبرت عنه بعض الأفلام ونوعية الكوميديا الرومانسية بإمكانها أن تعبر أيضا عن حالة ذات علاقة بما نعيشه.

هذا فيلم خالي البال خالي من الروح خالي من البهجة.

نوع المرح والبهجة التي يثيرها لا تتفاعل مع المزاج السائد الآن فالتوقيت غير مناسب والفيلم بهذه التوليفة لن ينجح في نقل عدوي المرح وخلو البال والبعد عن الانشغالات الواقعية ونسيانها ولو مؤقتا.

إرسال "إذاعة حب" مشوش ولحين إشعار آخر.

فليس معني أنه فيلم خال من الهموم والمسئولية الفنية والأدبية ومن الإحساس بالمناخ النفسي أو الحالة العقلية أو أجواء الواقع بما في ذلك الواقع العاطفي للشباب.. إنه يستطيع أن يسليك أو يرفه عنك لأن التسلية تتحقق فقط عندما ينجح صناعها في شد المتفرج إلي داخل الشاشة وإلي التعايش مع الشخصيات وتمثلهم وتفهم المشكلات والأحلام التي تشغلهم والتفاعل مع توجهاتهم وأيضا الاقتناع بالجو العام الذي تشيعه الأحداث والعلاقات والشخصيات والدوافع التي تحركهم.

فارق بين التفاهة والسطحية التي تميز عمل فني وبين معالجة هذه الصفات ومعالجة مظاهرها بغرض كشفها أو نقدها من خلال عينة من الشباب وفارق أيضا بين ما هو أصيل وبين ما هو تقليد.

فالفيلم كوميديا رومانسية بضم مجموعة جيدة من الممثلين وكل من شارك في الفيلم من دون استثناء يستطيع في إطار سيناريو جيد أن يصلوا بالمتفرج إلي نهاية سعيدة ترضيه وأن يرتقوا بهذه النوعية إلي مستوي مقنع فالأداء التمثيلي بشكل عام طبيعي.. والحس الكوميدي يقظ ولكن في الفن لا يصلح المثل "الشاطرة تغزل برجل حمار" والفيلم بناء جماعي أساسه السيناريو وفي "إذاعة حب" نجده ضعيفا لا يتحمل التأسيس عليه.

المساء المصرية في

24/07/2011

 

يضع علمه وخبرة اعتقاله في خدمة فيلم "نجوم سيدي مومن"

الفيزازي أكبر شيوخ السلفية المغربية يخوض تجربة سينمائية من الكواليس

الدار البيضاء - خديجة الفتحي 

لجأ نبيل عيوش، المخرج المغربي المثير للجدل، لأحد كبار شيوخ السلفية الذي كان محكوما عليه بالسجن لمدة 30 سنة بتهمة الإرهاب، ليجسد معه بعض الأدوار الرئيسية في مشروع فيلمه الجديد،"نجوم سيدي مومن"، الذي يتناول تفجيرات 16 مايو/أيار بالدار البيضاء.

ولم يتأخر الشيخ محمد الفيزازي، الذي اعتقل على خلفية هذه الأحداث، وأطلق سراحه مؤخرا بناءً على عفو ملكي، في الاستجابة لطلب عيوش، لكن ليس كممثل لأن ذلك لا يتماشى ووضعه الاعتباري كداعية إسلامي، تبعا لرواية الشيخ، الذي أسندت إليه مهمة الاشتغال في الفيلم كمستشار فني يراجع اختيار ملابس الممثلين التي تتماشى وأسلوب السلفيين الجهاديين في أدق تفاصيلها، وكذا المساعدة في إدارة الممثلين على مستوى الحوار في رنته التعبيرية والصوتية بما ينسجم وطبيعة الشخصيات السيكولوجية، وطريقتها في توظيف القاموس اللغوي والديني الذي تستخدمه تلك الشخصيات، إضافة إلى مراجعة السيناريو من الناحية الشرعية والفكرية والإيديولوجية وهي المهمة الرئيسية المسندة إليه في هذا العمل الذي انطلق تصويره مؤخرا وسينتهي في سبتمبر/ أيلول المقبل.

وراء الكواليس

وقد أثار قبول داعية من حجم الشيخ الفيزازي، الاشتغال في السينما مع صاحب "كل ما تريده لولا"، جدلا كبيرا في صفوف الناس، وكثيرا من القيل والقال، وهو ما جعل الفيزازي يصدر بيانا يوضح فيه خلفيات إقدامه على هذه الخطوة، قائلا: "إن المخرج عيوش ارتأى أن يستعمل ممثلين جددا لا يعرفهم أحد، وجاء إلي شخصيا في مدينة طنجة يطلب مني أن أشاركه في التمثيل باعتباري مارست المسرح في شبابي البعيد، وباعتباري أحد ضحايا التفجيرات ولمعرفتي بالانتحاريين الاثنين اللذين نجيا من الهجمات واجتماعي معهما في السجن. طبعا قضية التمثيل ليست قابلة للمناقشة بأي ثمن، فمركزي الاجتماعي يجعل هذا الأمر من المستحيلات".

ويضيف "تفهم عيوش الموضوع وطرح علي العمل خارج التمثيل. قال لي إنه يخشى أن يسيئ إلى الإسلام والإسلاميين عن غير قصد. وبحكم أنه بعيد كل البعد عن التفاصيل داخل الحياة الإسلامية، سواء ما يتعلق منها بالنص (السيناريو) أم بالتشخيص الذي سيقوم به ممثلون لا يعرفون عن حياة الإخوة الملتزمين شيئا، فإنه قصدني من أجل الإشراف العلمي على مستوى النص ومستوى التشخيص. على أن مهمتي تخص الجانب الشرعي داخل الفيلم فقط وليس لي دخل فيما سواه من عدة جوانب من الشريط".

سيرة الشيخ

ويضع الفيزازي "الخبرة التي راكمها خلال مدة 8 سنوات قضاها في السجن إلى جانب بعض الانتحاريين" في خدمة مشروع فيلم "نجوم سيدي مومن"، ويأتي ذلك في سياق مراجعاته المعلنة وغير المعلنة يوم كان في السجن، فالرجل يقر دون مركب نقص أنه أساء أدبه مع علماء مرموقين.

وكان الفيزازي يرسم في شبابه ويتعاطى المسرح، وغنى أغنية "سواح" لعبد الحليم حافظ، فأعجب بصوته الملحن عبد النبي الجراري، مكتشف مجموعة من الأصوات المغربية وعلى رأسهم نعيمة سميح.

وقد عرفت حياة الفيزازي تحولا في أواخر شبابه تبعا لبعض رواياته يوم رأى والده يبكي على شريط للشيخ كشك، فكان ذلك سببا له لتحوله نحو "التوبة" ثم الانقطاع للعبادة والعلم ليصير من أكبر الوعاظ في المغرب والعالم العربي والمرشدين الناهين عن المنكر، وهو ما كان سببا في اعتقاله واتهامه "بتقديم دروس تحث على الجهاد بأحد أحياء العاصمة الاقتصادية التي أفرزت بعض الانتحاريين المتهمين في تفجيرات 16 مايو/ايار2003".

وفي مرحلة السجن، راجع الفيزازي أيضا أسلوب الدعوة. وقال في هذا الصدد: "المسلم ليس قالبا من حديد، نحن نراجع أنفسنا وإذا ظهر لنا أن الحق هنا، فلماذا لا نتبعه، ولماذا نصر على التمادي في الخطأ".

يذكر أن فيلم "نجوم سيدي مومن" مأخوذ عن رواية للفنان التشكيلي والروائي المغربي، الماحي بينبين، وحولها إلى سيناريو جمال بلماحي، وتحكي عن قصة ياشين، وهو شاب انتحاري يسكن بحي "سيدي مومن" بمدينة الدار البيضاء. وتنطلق وقائع الرواية، التي حازت على جائزة الرواية العربية بباريس، من العالم الآخر، حيث يعيد ياشين "السارد الميت" تركيب قصة انتحاره من قبره، لتعود الحكاية إلى طفولة ومراهقة ياشين في "حي سيدي مومن"، وخصوصا لحظات لعبه ضمن فريق "نجوم سيدي مومن" لكرة القدم.

وتجدر الإشارة إلى أن فيلم "نجوم سيدي مومن"، حظي بدعم مشاريع سنة 2010 لمؤسسة مهرجان كان السينمائي، والتي تقدم مساعدات من أجل البحث عن تمويلات إضافية لإخراج أفلام جيدة.

العربية نت في

24/07/2011

 

دورة دعم السينمائيين الشباب

"دمشق السينمائي" يطلق جائزة جديدة للهواة

دمشق- العرب أونلاين:  

قال محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما إنه ستطرأ بعض التعديلات على مهرجان دمشق السينمائي التاسع عشر المرتقب في الخريف المقبل وستكون دورة هذا العام متميزة بدعم السينمائيين الشباب.

وأوضح الأحمد في حديث خاص لوكالة سانا أنه سيتم إضافة جائزة جديدة على جوائز مهرجان دمشق السينمائي الدولي وهي جائزة سيناريوهات أفلام قصيرة للهواة حيث ستشكل لجنة من ضيوف المهرجان لانتقاء ثلاثة سيناريوهات يقوم المهرجان بدعمها وإنتاجها وقال إن هذا يصب في إطار ترسيخ دعم السينمائيين الشباب الذين لم يدرسوا السينما ولكنهم يمتلكون مشاريع هامة.

وقال الأحمد.. مما لا شك فيه أن الفترة التاريخية الجديدة تفرز مدلولات ومعطيات ونحن اليوم نتيجة الخطاب الإعلامي الذي تغير في سورية بعد الأحداث التي مررنا بها فأن هناك مسائل سيكون لها مرتسم جديد على أرض الواقع ومنها السينما لكن ما سيتم تقديمه في 2011 هو ما تم الشروع به في 2010 أما أفلامنا القادمة 2012 فنتطلع الى أن تكون موضوعاتها حارة ومستقاة من هموم الشعب وتطلعاته وآماله.

واعتبر الأحمد أن الفن هو أكثر وسيلة متاحة لمواءمة روح العصر بمختلف معطيات الفن من خلال التعليق على مجرى الأحداث وإضافة بصمة خاصة على الموقف الوطني الذي تجلى في الشهرين الماضيين في الشارع.

ورأى مدير مؤسسة السينما أن الشعب السوري قد أثبت إمكانية كبيرة في التفاعل الإيجابي مع الأحداث وأثبت أنه قادر على الوقوف في وجه المشروع الخارجي ضد المنطقة والقدرة على تجاوز مخاطر كبرى هي من أخطر المشاريع موضحاً أن دور الفن ومنه السينما هو تجسيد ما شهدناه من هذا النضج الشعبي الشاب وهذا ضمن أولويات المؤسسة في الإنتاجات القادمة لعام 2012.

ورداً على سوءال حول الخلافات بين الموءسسة وبعض الفنانين والمخرجين رأى مدير الموءسسة أن هذه الأمور الخلافية بحاجة إلى مزيد من النضج من قبل البعض للوصول إلى حالة يتم فيها الفصل بين الشعور الخاص تجاه المؤسسة والشعور الوطني تجاهها موضحاً أنه يأمل في ظرف مثل هذا الظرف أن يكون الجميع تحت سقف الوطن وأن يطرح الجميع ما يريد في هذا الإطار ففي هذا الظرف يجب العمل على ردم الهوة وليس توسيعها لكن المواقف أوضحت أن هناك قلة قليلة ليست ضد الموءسسة أو مديرها وإنما ضد أشياء أخرى.

وحول رؤيته للإصلاح قال الأحمد.. كلمة إصلاح هي كلمة عريضة المعنى وما يتم تداوله حول مضمون كلمة الإصلاح يجب أن يترافق بخطة منهجية تنسحب على كل قطاعات الدولة وليس على قطاع دون آخر وكلمة الإصلاح يجب أن تكون ماثلة في حياتنا على مدار الأيام التي نعيشها فالإصلاح أن تعزز ما هو جيد في تجربتك وتقصي ما هو سلبي.

وأضاف.. في كل مهرجان للسينما هناك شيء جديد وهذا إصلاح، وعندما ننجز ضمن سلسلة الفن السابع عدداً كبيراً من العناوين الهامة، وعندما نرفع الإنتاج السينمائي إلى خمسة أفلام... كل هذا إصلاح.

ولفت مدير المؤسسة إلى أنه قبل نهاية 2011 ستكون الموءسسة قد أنتجت خمسة أفلام روائية طويلة بالإضافة إلى المهرجان الذي من المنتظر أن يقدم دورة متميزة عما سبق.

وقال.. اليوم لدينا قاعدة تقنية ومعدات من أفضل القواعد التقنية في الوطن العربي ولكن بكل أسف لدينا مشكلة تتمثل بأجهزة الصوت نتيجة الحصار الأمريكي فأجهزة الصوت الحديثة بحاجة إلى الكود الذي يستدعي عمل هذه الأنظمة وأمريكا لا تزودنا به.

وأشار الاحمد إلى أنه كان من المفترض أن تكون السينما الفرنسية ضيف شرف المهرجان هذا العام لكن هذا سيتغير ولكنه لن يمنع من عرض أفلام فرنسية في المهرجان.

وقال.. إن الفن والثقافة يجمعان ولا يفرقان فالأغنية والفيلم والكتاب يسهمون جميعاً في ردم الخلافات لافتاً إلى أنه في ذروة الضغط الأوروبي والأمريكي علينا عام 2005 عرضنا أفلاماً أوروبية وأمريكية.

أما على صعيد صالات السينما فأشار الأحمد إلى أن المؤسسة لم نجح في التحفيز على إنشاء الصالات ولكن الأمر ليس بيدها فقد قامت المؤسسة بكل ما طلب منها لتسهيل إحداث صالات جديدة لكنها بالمقابل نجحت في دفع عجلة الإنتاج، وإصدار الكتب، وإنجاز المهرجانات. -سانا-

العرب أنلاين في

24/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)