حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج إبراهيم البطوط:

الشركة العربية ظلمت حاوي

كتب: القاهرة - أميرة الدسوقي

«حاوي» هو ثالث تجربة روائية طويلة لمخرجه إبراهيم البطوط بعد فيلميه «إيثاكي» و{عين شمس»، وقد شارك في 10 مهرجانات سينمائية دولية، وظفر بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان «ترابيكا» في الدوحة، كذلك نال جائزة النقاد في مهرجان «الرباط» السينمائي في الدورة الـ17 التي انتهت أخيراً.
عن أزمة الفيلم والأزمات التي ترصدها أحداثه كان اللقاء التالي مع البطوط.

·         حدِّثنا عن فيلمك الأخير «حاوي».

تدور أحداثه حول الإنسان المصري الذي أصبحت حياته عبارة عن حيل ومغامرات للتحايل على الواقع المعاش كي يستطيع التوافق معه مثل الحاوي بالضبط. الطريف أن حال الفيلم لم تختلف كثيراً، إذ يصارع بجميع الحيل كي يحقّق إيرادات لتغطية تكاليف توزيعه.

·         لماذا سُحب الفيلم بعد أسبوع فقط من عرضه؟

في الواقع، قرّرت شركة الإنتاج منذ البداية أن يُعرض الفيلم في الأسبوع الأول في دارَي عرض فقط في القاهرة وثلاث دور عرض في الإسكندرية، وفي الأسبوع الثاني يبقى في دار عرض واحدة في القاهرة واثنتين بالإسكندرية.

·         لكن الفيلم سُحب من دور العرض قبل أن ينتبه الجمهور الى أنه معروض من الأساس؟

وهذا أيضاً بسبب شركة التوزيع التي تعاقدت معها، فعلى رغم حماسة «الشركة العربية» لتوزيع الفيلم، وهي خطوة إيجابية جداً، إلا أن التجربة افتقدت الى عناصر مهمة كثيرة، فمثلاً لم يُنظَّم عرض خاص للصحافيين ككل الأفلام السينمائية، ولم تقم الشركة بالدعاية المناسبة والمتّبعة مع أي فيلم جديد سواء على الفضائيات أو من خلال الإنترنت أو حتى اللافتات في الشوارع كي يكون الجمهور على علم بموعد عرضه وأماكن العرض، بتعبير أدق كي لا يكون عرضاً سرياً، بدليل أن «حاوي» لم يعرف بعرضه إلا متابعو السينما المستقلة أو من كانت لهم صلة مباشرة به وعددهم قليل ولن يحقّق بالتأكيد إيرادات تعود على العاملين بالفيلم أو شركة التوزيع.

·         لماذا لم تقم شركة التوزيع بالدعايات المطلوبة؟

رغبة في توفير التكاليف، لأن الدعاية تكلّف أكثر من ضعف ما صُرف على التوزيع، ثم إن الشركة اتخذت قراراً بعدم طرح دعاية للفيلم إطلاقاً.

·         ما السبب في تضارب مواعيد عرض الفيلم بين القاهرة والإسكندرية؟

عُرض «حاوي» في موعده الفعلي في الإسكندرية، لكن توقيت عرضه تأخّر في القاهرة بسبب تأخّر شركة التوزيع في الاتفاق مع صالات بعينها لعرض الفيلم. ولولا ردود فعل الجمهور التي سجّلها على موقع الفيلم على الـ{فيسبوك» وتخوُّفه من منع عرضه لما أسرعت الشركة في طرحه بدور العرض في القاهرة.

·         مع أنك تعاونت مع شركة التوزيع نفسها في فيلم «عين شمس» إلا أنه لم يواجه أي مشاكل، ما تعليقك؟

كان لـ{عين شمس» وضع خاص، إذ كان اكتسب شهرة قبل نزوله الى الصالات، بدءاً من منع عرضه في مصر مقابل عرضه على هامش مهرجان «كان» السينمائي، الأمر الذي ساهم في ترويجه بشكل أفضل، يضاف إلى ذلك أن «الشركة العربية» قامت بدعاية جيدة جداً للفيلم حتى أنها وضعت لافتة كبيرة على أحد أشهر الكباري في القاهرة. أما «حاوي» فليس معروفاً إلا من المهتمين بالسينما المستقلة كما ذكرت آنفاً.

·         كيف تلقّيت ردود الفعل على «حاوي» منذ عرضه للمرة الأولى وحتى الآن؟

ثمة ردود فعل جيّدة ومعظمها تمثّل في تعليقات على الـ «فيسبوك»، لكني أعي جيداً أن «حاوي» لم يحقّق النجاح المنشود والمتوقّع له بما أنه الفيلم المستقل الثالث الذي يُعرض في الصالات بعد «ميكروفون» و{عين شمس» اللذين لقيا نجاحاً أكثر من «حاوي» وتركا أثراً لدى الجمهور.

·         تردّد أن الفيلم سيُسحب من الصالات التي يُعرض فيها راهناً؟

لا وقت محدداً لهذه الخطوة، الأمر كلّه معتمد على الإيرادات وحسابات أصحاب دور العرض وشركة التوزيع معاً، فإذا لم يأتِ الفيلم بالربح المطلوب منه سيُسحب فوراً، خصوصاً أن الأفلام المستقلة ما زال أصحاب الصالات حتى الآن ينظرون إليها نظرة أقل من الأفلام ذات الإنتاج الكبير.

·         كمنتج لـ{حاوي»، كيف يمكن أن تغطي تكلفة الإنتاج؟

في البداية أنتجت «حاوي» كفيلم مصوّر بكاميرا ديجيتال فحسب، ولكنه حُوِّل إلى نسخة صالحة للعرض في السينما بمنحة حصلنا عليها العام الماضي من مهرجان «روتردام».

·         يرى البعض أن ثمة اضطهاداً رقابياً للفن المستقل بالذات.

بالطبع. كانت الرقابة، بفعل أوامر سياسية خصوصاً قبل ثورة 25 يناير، تخشى بشدّة لهجة الحرّية في الأفلام لا سيما المستقلّة منها، لذلك كانت هذه النوعية من الأعمال تلقى هجوماً كبيراً، كما حدث مع فيلمي «عين شمس»، وقد ظلّت على النهج نفسه من القمع والمصادرة إلى أن جاءت الثورة وباتت تلك الأوامر غير معمول بها.

الجريدة الكويتية في

15/07/2011

 

وجهة نظر:

هل تعيد سينما ثورة يناير ما انقطع من سينما ثورة يوليو؟

كتب: محمد بدر الدين  

تبدو غريبة ومدهشة إعادة قراءة أفلام مصرية وتأمّلها والنظر إليها ثانية، وقد انقضى العصر الذي أنتجت فيه ويوشك أن يبزغ عصر جديد بملامح وروح جديدة.

نعني بالعصر المنقضي، مصر في الحقبة التاريخية من 1974 إلى 2011  وهي العقود التي حدث فيها الانقلاب الكامل على عصر «ثورة يوليو} (1952 – 1973) أي انقلاب «الجمهورية الثانية» الرجعية التابعة على «الجمهورية الأولى» الثورية الناهضة… فيما نستعدّ اليوم لوصل ما انقطع وليصبح عصر «ثورة 25 يناير» استكمالاً لمهام عصر «ثورة 23 يوليو} وتطويراً له وتحليقاً نحو آفاق أوسع، في ظلّ ما سيعتبر «الجمهورية الثالثة».

قد نعيد النظر اليوم، فنكتشف الجديد ونستمتع بقدر ما ندهش أو نعجب بقدر ما نتعجّب، أمام نماذج أفلام على غرار أعمال شاهين الكبرى في النصف الثاني من السبعينيات الماضية، خصوصاً «عودة الإبن الضال» عن بداية الانقلاب على «ثورة يوليو{ وبداية الفساد والاستبداد برؤية نقدية لهذه الثورة، وصولاً إلى «هي فوضى؟» فيلم الوداع الذي تنبأ بالثورة بوضوح وجلاء.

ويحضر في اللائحة نفسها فيلم صلاح أبو سيف «البداية» وهو كوميديا سياسية متأملة ومتأنية عن مجتمع قمع واستغلال رأس المال وحتمية الثورة ومشاكل مجتمع التحوّل والثورة، و{المواطن مصري» لأبو سيف عن هجمة نظام انقلاب السادات على مكتسبات ثورة يوليو، مركزاً على المكتسب الاجتماعي الثوري «الإصلاح الزراعي» واستعادة الفلاح حقوقه وشراسة الإقطاع العائد لسلبها مجدداً. إضافة إلى سلسلة عاطف الطيب، خصوصاً رباعية «سواق الأتوبيس»، «البريء»، «الحبّ فوق هضبة الهرم»، و{ملف في الآداب».

تنبأ «البريء» مثلاً بتمرّد جند الأمن المركزي الواضح في الفيلم، والذي تحقّق بعد عرضه بأشهر، ما يجعلنا نتوقّف ونستخلص، على ضوء استفحال أجهزة القمع في الدولة البوليسية التي سقطت في 25 يناير 2011.

ومثل حديث خيري بشارة عن التخلّف المجتمعي الحضاري الشامل من خلال مكان وزمان في صعيد مصر في «الطوق والأسورة»، وعن تحوّلات المجتمع والتيارات السياسية والإيديولوجية فيه وفي العالم، خصوصاً بعد سقوط منظومة الاتحاد السوفياتي في «آيس كريم في جليم»… ولا ننسى محمد خان في ثنائيته الواقعية النقدية اجتماعياً الآسرة جمالياً «أحلام هند وكاميليا» و{سوبر ماركت».

أما رأفت الميهي فجاءت ثنائيّته «الأفوكاتو} و{سمك لبن تمر هندي» مدهشة بالطابع الفانتازي الخاص والمقدرة على الاقتحام والمغامرة الفنية والجرأة الفكرية. بدوره، قدّم داود عبد السيد في «أرض الخوف» و{مواطن ومخبر وحرامي» و{رسايل البحر»، فضلاً عن مجمل أفلامه، أدق الشهادات على ذلك العصر الطويل الثقيل وأعمقها وأجملها. ويحضر هنا أيضاً شريف عرفة في رباعية الأفلام المدهشة مع المؤلف النابه ماهر عواد، ذات الطابع الفانتازي الطليق الواضح التفرّد، خصوصاً «الدرجة الثالثة» و{سمع هس» و{يا مهلبية يا». كذلك، يحضر عرفة في خماسية الأفلام المميّزة مع المؤلّف المخضرم وحيد حامد، لا سيما «الإرهاب والكباب» و{طيور الظلام».

الكلام نفسه ينطبق على أفلام يسري نصر الله وأبرزها «جنينة الأسماك»، وثنائية خالد يوسف «حين ميسرة» و{دكان شحاتة»، وثنائية محمد أمين «ليلة سقوط بغداد» و{بنتين من مصر»، وفيلم مروان وحيد حامد «عمارة يعقوبيان»، و{بالألوان الطبيعية» لأسامة فوزي… وغيرها.

حتى الموجة الفكاهية التي سادت السينما المصرية (1997 ـ 2006) نستطيع أن نشاهد منها أفلاماً بعين مختلفة أو نظرة جديدة، مثل ثنائية هاني رمزي وأحد نجومها «عايز حقي» و{ظاظا رئيس جمهورية»، وأفلام نجمها أحمد حلمي أبرزها «آسف على الإزعاج» و{عسل إسود».

الجريدة الكويتية في

15/07/2011

 

بعد تنصيب فودة نقيباً للمرة الثانية…

السينمائيون ينسحبون من النقابة

كتب: فايزة هنداوي 

لم تكن الانتخابات لمقعد نقيب السينمائيين على قدر توقعات السينمائيين، الذين صُدموا بفوز مسعد فودة للمرة الثانية وانسحبوا على أثره من النقابة وأعلنوا بدء تشكيل نقابة جديدة مستقلّة.

وصف السينمائيون الانتخابات بالرديئة والمليئة بعناصر فاسدة موالية للنظام السابق الذي ما زال حاكماً، وأعلنوا أن النقابة المستقلّة التي يعملون على تشكيلها ستضمّ سينمائيين على رأسهم: يسري نصر الله، داود عبد السيد، خيري بشارة، تامر حبيب… وآخرين من مؤيدي علي بدرخان الذين انسحبوا من قاعة الانتخابات متوجّهين إلى ميدان التحرير وهم يهتفون بسقوط النظام واستمرار الثورة إلى أن تُطهَّر البلاد ومؤسساتها.

تبعيّة وفساد

رفض بدرخان الذي خسر للمرة الثانية أمام مسعد فودة بفارق 59 صوتاً التعليق على النتيجة، مكتفياً بشكر كل من سانده وآمن بهدفه في تشكيل نقابة قوية قادرة على إدارة صناعة السينما بما يسهم في تطويرها.

كانت أجواء ثورة 25 يناير حاضرة بقوة، إذ رفع أنصار بدرخان لافتات تؤكد تبعية فودة للنظام السابق، ويعني وجوده استمرارية هذا النظام. وبمرور الوقت ارتفعت أجواء التوتر، خصوصاً بعدما رفض القضاة المشرفون على الانتخابات حضور مندوب على كل صندوق، فرفض أنصار بدرخان بدء التصويت وأجبروا اللجنة في النهاية على الرضوخ إلى طلبهم بعد ساعة من التفاوض.

حضور ضعيف

فيما سجّل العاملون في قطاع التلفزيون حضورا قوياً، كان تدفّق السينمائيين ضعيفاً بسبب انشغال معظمهم في التصوير للحاق بموسم رمضان، ما يفسّر إصرار رئيس اتحاد النقابات الفنية ممدوح الليثي على إجراء الانتخابات في يوم عمل بدل يوم الإجازة، أسوة بانتخابات الممثلين التي شهدت إقبالا شديداً لهذا السبب. كذلك، رفض سينمائيون التصويت بسبب رداءة المكان من بينهم حسن يوسف الذي اعتبر أن اختيار هذا المكان يعني عدم احترام أعضاء النقابة.

يُذكر أن المرشحين استخدموا وسائل مختلفة للدعاية منها: أقلام مكتوب عليها اسم أحد المرشحين وزجاجات عطر صغيرة، بالإضافة إلى «إمساكيات رمضان».

أجواء متوتّرة

كان في مقدّمة الذين توافدوا على النقابة للإدلاء بأصواتهم: داود عبد السيد، محمد خان، خيري بشارة، المنتج محمد العدل، خالد يوسف الذي أشرف على الفرز بدل بدرخان الذي غادر مقرّ الانتخاب فور إغلاق صناديق الاقتراع.

امتدت أجواء التوتّر إلى ما بعد الفرز، إذ وقع خلاف بين الصحافيين واللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات بسبب تأخّر إعلان النتيجة فانفعل أحد القضاة على الصحافيين، قائلاً: «أنتم مالكوش غير أمن الدولة»، ما أغضب الصحافيين وكادت الأزمة تتفاقم لولا نجاح رئيس اللجنة القضائية في احتوائها.

بالنتيجة، فاز بعضوية مجلس إدارة النقابة المخرجون: عمر عبد العزيز، عمرو عابدين، شكري أبو عميرة، يوسف الشال، إبراهيم الشقنقيري، فاروق الرشيدي، محمد خضر، وعادل ثابت… والمصوران سامح سليم ومحسن أحمد، ومهندس الديكور فوزي العوامري والسيناريست تامر حبيب.

 هكذا، فازت جبهة علي بدرخان بسبعة مقاعد في عضوية مجلس إدارة النقابة، فيما فازت جبهة فودة بخمسة مقاعد، إلا أن فائزين كثراً انسحبوا معلنين رفضهم ومنهم: فوزي العوامري، سامح سليم، محسن أحمد، وتامر حبيب الذي أكد أن ما يحدث في نقابة السينمائيين جزء مما يحدث في مصر، معرباً عن حزنه لاستمرار الأوضاع السيئة، مع أنه كان متفائلاً بعد نتيجة انتخابات نقابة الممثلين التي أجريت أخيراً ونجاح  أعضائها في إقصاء رموز الفساد وتنصيب أشرف عبد الغفور نقيباً.

أضاف حبيب: «بيّنت الانتخابات أن الأوضاع في النقابتين مختلفة، إذ لا يوجد في نقابة الممثلين هذا العدد الضخم من الأعضاء غير القانونيين الذين تم قيدهم للتصويت فحسب».

أحداث متسارعة

كانت نقابة السينمائيين شهدت أحداثاً متصاعدة منذ يناير الماضي، إذ اعتصم سينمائيون في النقابة وطالبوا بإسقاط مسعد فودة، مؤكدين أنه أحد الفاسدين، وفعلاً نجحوا في إسقاطه وشكلوا لجنة لتسيير الأعمال ترأسها المخرج محمد فاضل الذي ترشّح لمقعد النقيب، إلا أنه منع من الترشّح لامتلاكه شركة إنتاج سينمائي. كذلك، رُفض الطعن الذي قدّمه لإثبات أحقيّته في الترشّح والطعن الذي تقدّم به سينمائيون لتأجيل الانتخابات من الأحد إلى الجمعة ليكون يوم عطلة ويتمكّن هؤلاء من الحضور، ولم يؤخذ في الاعتبار اعتراضهم على المكان الذي أجريت فيه الانتخابات وهو «مسرح فيصل ندا» لأنه ضيّق وغير مناسب.

أخيراً طالب السينمائيون بتأجيل الانتخابات لتنقية الجداول، لكن رئيس اتحاد النقابات الفنية ممدوح الليثي رفض على رغم مطالبة وزير الثقافة عماد أبو غازي بتأجيلها.

الجريدة الكويتية في

15/07/2011

 

بيتر ايك لعب أدواراً عديدة في السينما والمسرح والتلفزيون

النجم الذي بقي كولومبو... وكولومبو فقط

كوليت مرشليان 

"وداعاً كولومبو" عنوان موحّد أطلقته الصحافة كما وسائل الإعلام في العالم لرحيل الممثل الأميركي بيتر فاك عن 83 عاماً بعد نجومية وشهرة كبيرتين حصدهما من دور وحيد وشخصية واحدة لازمته أكثر من 34 عاماً: إنه المفتش كولومبو الذي اقتحم كل شاشات التلفزة في العالم في سلسلة بوليسية وصلت نجاحاتها لتضرب كل التوقعات، فصار ذاك المفتش الذكي والصلب واللطيف في آن رمزاً من رموز الشاشة الصغيرة.

كان بيتر ايك يقول دائماً في تصريحاته إنه "لم يولد ليعيش في تلك اليلات الفخمة في كاليفورنيا بل يفضل الحياة البسيطة والمتواضعة، ومع ذلك مات هناك لأنه بذلك حقق سعادة زوجته الثانية التي عاش معها نصف عمره وكانت ترغب بالبقاء هناك: هو بيتر ايك القادم من طفولة صعبة إثر الأزمة الاقتصادية الكبرى، ومن بعدها تركت الحرب العالمية الثانية أثراً سلبياً كبيراً في حياته وهو شاب يافع. ومن عاهة أصابته وهو طفل ابن ثلاث سنوات، وصل الى نجومية باهرة، فهو أصيب بمرض عضال في عينه وكان صبياً صغيراً واستبدلت العين المريضة بأخرى زجاجية رافقته طوال حياته ولم تفقده شيئاً من سحره وجاذبيته الرجولية المتفوّقة.

بدأ بيتر التمثيل في الثامنة والعشرين في أدوار ثانوية عادية غير أنه كان على موعد مع النجاح ما بعد سن الأربعين مع دور المحقق في مسلسل "كولومبو" التلفزيوني غير أنه رفضه في بادئ الأمر لأنه كان يطمح الى دورين آخرين كانا قد عرضا عليه في الوقت نفسه، ثم وافق ووقّع عقداً مع شركة "إن.بي.سي" للإنتاج لست حلقات مبدئية. ومن المعروف أنه هو الذي اقترح الملابس التي ارتداها في المسلسل ورافقته في كل الحلقات: المعطف الرثّ نسبياً والمستعمل والواقي من المطر الذي أخذه من خزانته الخاصة معلقاً على الموضوع بالآتي: "إن هذا المحقق الذي يتحدّر من أصول طبقية عمالية لا يمكن أن يرتدي معطفاً يبلغ ثمنه ضعفيّ راتبه، فهذا الأمر غير منطقي!" كذلك ربطة العنق الشهيرة والسيجار في فمه رافقاه في كل الحلقات التلفزيونية التي كان تشكّل كل حلقة بمفردها فيلماً تلفزيونياً ووصل عددها الى 69 حلقة امتدت ما بين 1968 و2003 موعد تصوير الحلقة الأخيرة. وفي مسلسله الشهير "كولومبو" قام بملاحقة المجرمين، خصوصاً طبقة الأغنياء الذين يستخدمون مراكزهم للوصول الى ثروات إضافية عبر أساليب غير مشروعة. والمعروف أن بيتر ايك كتب السيناريو لعدد من حلقات المسلسل كما أخرج بعضاً منها، وبهذا المسلسل أصبح مليونيراً في فترة قصيرة إذ كان يتقاضى أكثر من نصف مليون دولار عن الحلقة الواحدة. وهو عمل أيضاً في تلك المرحلة على المشاركة في أدوار أخرى ليخرج من إطار "الدور الواحد" ومع أنه شارك في أعمال سينمائية ومسرحية وتلفزيونية عديدة إلاّ أنه بقي في ذاكرة المشاهدين "كولومبو" و"كولومبو" فقط. وهو شارك في أعمال مسرحية في بداياته من ثم انتقل الى التلفزيون في حلقة ضمن سلسلة "روبير مونتغامري" وأيضاً مع مسلسلات لويليم ويتناي وبعدها كانت تجربته الذهبية الأولى مع المخرج ألفرد هيتشكوك حين شارك في حلقات من "ألفرد هيتشكوك يقدّم..." وأيضاً "البعد الرابع" عام 1961 وفي ذلك العام أيضاً لعب في الكوميديا "ملياردير ليوم واحد" مع فرانك كابرا وسمّي مرتين عن العملين الأخيرين الى جائزة أوسكار ومع أنه لم ينلها إلاّ أنه لفت انتباه النقاد على نطاق واسع. ومع بداية العام 1968، لبس المعطف الواقي من المطر ودخل في شخصية المحقق كولومبو لسنوات طويلة اقتطعها بأدوار سينمائية كثيرة عُرضت عليه ومثلها منها: "الغابة الممنوعة" 1958، "الشرفة" عام 1963، "معركة انزيو" عام 1968، "قصر في الجحيم" مع سيدني بولاك عام 1969، "جثة في الصحراء" مع روبرت مور عام 1976، "لا تطلقوا النار على طبيب الأسنان" من أعمال آرثر ميللر عام 1979، "مشكلة كبيرة" لجون كاسايتس عام 1986 وغيرها من الأفلام وصل عددها الى نحو 70 فيلماً كانت أدواره فيها بمعظمها بطولية ومع ذلك طغت صورة "كولومبو" والسيجار في فمه والنظرة التي توحي باللامبالاة رمزاً لشخصيته التمثيلية الأسطورة.

تلك الأسطورة التي ترسخت من دون جهد كبير من صاحبها بدأت معالمها منذ بدايات ايك الذي لم يكن ينوي الاتجاه للتمثيل ويعود السبب في ذلك الى أنه لم يكن يعتبر مهنة التمثيل قد "تليق" به لأنه كان قادماً من منطقة شعبية فقيرة وهي تحديداً "حي برونكس" في نيويورك، غير أن القدر كان له بالمرصاد وسرعان ما أصبح بعد سنوات قليلة الممثل العامل في التلفزيون الأغلى ثمناً في العالم وأصبح في سبعينات القرن الماضي مليونيراً ومع ذلك اعترف أكثر من مرة أنه "أقرب الى شخصية كولومبو المفتش البسيط الذي ينتمي الى الطبقة الوسطى في المجتمع الأميركي منه الى المليونير المكرّس والذي أصبح محسوباً على فئة الأغنياء. لكنه عاش سنواته الأخيرة بما يرضي أحلامه وطموحاته الصغيرة، فمارس هوايات أخرى لديه منها الرسم كما كان يحب كثيراً لعبة الغولف التي كان يمارسها مع شلّة أصحاب مقرّبين. وعام 2006، كتب مذكراته الشهيرة تحت عنوان "شيء آخر" وكان يرسم بشغف وقد عرض عدداً من أعماله التي فاجأت المقرّبين منه. ومنذ قرابة الخمسة أعوام بدأت تتدهور صحّته وكان يعاني من بعض الأمراض العصبية والتوتّر الدائم فشخّص الأطباء حالته على أنها بداية مرض "الزهايمر"، فعاش سنواته الأخيرة بالقرب من زوجته شيرا، والمؤسف في الأمر أنه في المرحلة الأخيرة لم يعد قادراً على تذكّر شخصية "كولومبو" وهو كان قبل سنوات وقبل إصابته بالزهايمر قد تبرّع بمعطفه الشهير الذي لبسه في كل حلقات "كولومبو" الى أحد المتاحف مع أنه كان متعلقاً به للغاية.

المستقبل اللبنانية في

15/07/2011

 

بدء عروض الجزء الأخير من سلسلة "هاري بوتر" في لندن

كوليت مرشليان 

هذا الاسبوع وتحديداً امس الخميس 14 تموز بدأ في صالات لندن عرض الجزء الأخير من سلسلة افلام "هاري بوتر" وتنتهي مع هذا العرض الأول رحلة طويلة استمرت نحو 15 عاماً وسحرت مئات الملايين من المشاهدين عبر العالم وحصدت المليارات من الأرباح خاصة للمؤلفة ج.ك. رولينغ التي بدأت بكتابة هذه القصة من دون أن تعرف أنها ستغير لها مجرى حياتها فتتحول بعد أقل من سنة من حياة الفقر الى نجاح وثروة هائلين، ومع هذا صارت قصة هاري بوتر ملحمية وتوزعت على سبعة كتب وثمانية أفلام. والمعروف ان ج.ك. رولينغ كانت ابنة لأم عزباء ولا معين لها فتعذر عليها دفع أجر الفرقة التي تسكنها ففكرت ان تطرق باب احد دور النشر وبيدها نص يحكي مغامرات ساحر شاب يدعى "هاري بوتر". كانت النتيجة ان النص رمي في سلة المهملات في معظم الدور الذي وزع عليها إلا دار واحدة وكانت النتيجة ان شكل النص انطلاقة لظاهرة أدبية وسينمائية وتجارية في آن أدت في العام 1997 الى صدور الكتاب الأول وكان عنوانه "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" فبيع منه اكثر من مليون نسخة في وقت قصير فتمت ترجمته الى 69 لغة. اما الاقتباس للسينما فبدأ مع العرض الأول عام 2001 واستمر الى العرض الثامن الذي يبدأ هذا الشهر وحصدت هذه الأفلام أعلى الايرادات في شباك التذاكر العالمي وهو 6,4 مليارات دولار.

أما الكتاب الأخير الذي وضعته رولينغ فقد اقتبس منه فيلمان، ويعرض الثاني اليوم وعنوانه "المواجهة الأخيرة" وسيجد البطل هاري الذي اصبح شابا نفسه في مواجهة مع فولدمورت الذي يمثل الشر المطلق في معركة كبيرة تجري احداثها داخل مدرسة السحرة في بودلارد، ويتضمن هذا الجزء تحذيراً ومفاجأة ينتظرها المشاهد وهي ان بطلا واحداً سيبقى حياً فقط. من سيكون؟

ويختتم الفيلم الأخير عشر سنوات من تجربة الممثلين الشباب الثلاثة: "هاري" و"رون" و"هرميون" الذين تنشد وتتحول الأنظار اليهم اليوم مع سؤال كبير وهو: ماذا سيفعل هؤلاء الأبطال بعد هذه التجربة الضخمة؟

وقد صرح الممثل دان رادكليف او "هاري" بأن تجربته هذه "كانت مذهلة ولن تتكرر" وهو فاجأ النقاد في الفترة الأخيرة بمواهب جديدة لديه بعد مشاركته في مسرحية كوميدية في برودواي في الغناء والرقص وهو اليوم يبلغ 21 عاماً.

أما الممثلة الشابة ايما واتسون (21 عاماً ايضا) وهي ايضا تبلغ 21 عاما فهي تعمل حاليا في عرض الأزياء والتمثيل الكوميدي. أما روبرت غرينت او "رون" فهو يستمر في التمثيل ايضا وسيراه جمهوره في السنة المقبلة في فيلم عن الحرب العالمية الثانية.

أما الكاتبة ج.ك. رولينغ فهي صرحت اكثر من مرة بأنها لن تستمر في كتابة اجزاء جديدة من "هاري بوتر" وهي وضعت النقطة النهائية، غير انها اطلقت مؤخراً موقعاً الكترونياً جديداً باسم "بوترمور" ستبيع من خلاله مباشرة النسخ الرقمية من كتبها وهي تجنبت بذلك المرور عبر شبكات التوزيع الكبرى ولا يعرف مقدار الثروة التي تحصدها من ذلك، علما انها ربحت من كتبها حتى اليوم اكثر من مليار جنيه.

المستقبل اللبنانية في

15/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)