حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مخرج "حاوي" لا يؤمن بالعودة الى زمن المجد

ابرهيم البطوط: لا نفعل إلا الالتحاق!

هوفيك حبشيان

مع "حاوي"، ينتقل المخرج المصري ابرهيم البطوط الى مرحلة أكثر نضجاً في مسيرته التي انطلقت مع  فيلمه الثاني "عين شمس". من خلال حفنة من الشخصيات الشبابية المعبّرة والحاملة دلالات اجتماعية عميقة، يقحمنا المخرج في الليل الاسكندراني، مختاراً نمطاً تعبيرياً يترجح بين الروائي والوثائقي، وخالصاً في مضمونه الى نوع من استشراف لما آلت اليه الحال في مصر بدءاً من 25 يناير.

عمله هذا هو تعبير ممتاز ومهذب لما يسمّى السينما المستقلة، كونه يعبق بروحيتها الارتجالية والقائمة في الكثير من الأحيان على ايجاد حلول بديلة، ما ينعكس ايجاباً على النص البصري والروائي. "حاوي" الذي لفّ المهرجانات السينمائية، مذ نيله جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الدوحة السينمائي، كان محور حديثنا مع مخرج يعرف تماماً ما يريد وما لا يريد.  

·         تصوير "حاوي" كان أشبه بمغامرة. والنتيجة على الشاشة قريبة الى حدّ بعيد من ظروف التصوير. ما رأيك؟

- كنتُ أريد أن أنجز هذا الفيلم ولم أكن أريد الانتظار. لا أحب أن ابقى في مكاني منتظراً التمويل. كانت في حوزتي كاميرا رقمية جيدة فقررت الانطلاق. كنتُ اريد فيلماً تدور حوادثه في الاسكندرية لأن لي طلاباً هناك درّستهم مادة السينما. فريق عملي في الاسكندرية، من المصوّر الى المونتير، كلهم طلابي. كل الذين عملوا معي هم أناس يشاركون في صناعة فيلم للمرة الاولى. طبعاً، هذا كان ممكناً أن ينعكس على نوعية الفيلم، لكني لم أكن أهتم بالنوعية بقدر ما كنت أهتم بأن يتسم الفيلم بروح معينة، وأن أمنح هؤلاء الشباب الفرصة كي ينجزوا عملهم الأول.

·         هل أنت مهموم بالواقع وطرق تجسيده على الشاشة؟

- طبعاً، مهتم بالواقع. هذا شيء يبهرني. لطالما أنجزتُ الأفلام الوثائقية. وفي هذه الأفلام غطيت الحروب. الى درجة أنني صرت أكره الواقع، ولم أعد أستطيع ان استنبط الحقيقة منه. كنت أصوّر، على سبيل المثال، فتاة تعرضت للاغتصاب. هناك طريقة معينة لتصوير فتاة تعرضت لهذا النوع من الجرائم. عليك أن تأتي بكاميراتك وتنظر اليها في عينيها فتبوح الفتاة بما لديها من كلام. شيء مؤلم بالنسبة إليَّ أن استمع الى كل هذه العذابات الانسانية وأكون شاهداً عليها. مع الوقت سمعت الكثير منها وأصبحتُ مشبعاً بالحقيقة. والحقيقة شيء يحبطك. بين عامي 1987 و2004 غطّيتُ 12 حرباً لمحطات عدة. هذه الحروب ظلت في داخلي ولن تتركني ابداً. انعكس هذا على سينماي، بمعنى انني صرت أخلق واقعاً أستطيع أن أقبل به. ترى مثلاً أن فيلمي سوداوي جداً، لكن فيه دائماً فسحة أمل.  

·         شخصياتك مهمشة تعيش في حيز اجتماعي ضيق. هل مصير السينما المستقلة أن تتعامل مع شخصيات مماثلة؟

- لا أعرف أصلاً ما هي السينما المستقلة. أعرف السينما فحسب.

·         ليس هذا ما يُقال عنك في الملف الصحافي. يعرّفونك باعتبارك رائداً من رواد السينما المستقلة في مصر...

- لست أنا من كتب هذا. هم أحرار في أن يقولوا كل ما يرغبون به. أنا لست رائداً ولا "شيء". قالوا انهم يريدون إنجاز الملف الصحافي، فقلت لهم "افعلوا ما تشاؤون". للمناسبة، أنا لا أجيد الكتابة. ولا أجيد القراءة. ولا وقت لديَّ لأقرأ، ولا صبر لي يشجعني على ذلك. توقفتُ عن القراءة منذ 2004 حين اكتشفت أنها غير مفيدة. مهما قرأت، ففي النهاية هي وجهة نظر شخص لا يفصح كثيراً عن الدواخل ويبقى على مستوى القشرة. لا تعرف مثلاً كم مرة في اليوم كان يضاجع (...).

·         مشهد الشرطي والطريقة المهينة التي يتكلم بها مع الراقصة مزعج جداً. هل يمكن أن يحصل شيء مماثل في مصر...

- طبعاً، وقد يحصل ما هو أسوأ منه.

·         حسناً، ما هي مراجعك الجمالية عندما تنجز فيلماً كهذا؟

- أشاهد الكثير من الأفلام، لكن، كما قلت لك، أفضّل أن أبقى عاقلاً. أحب أن أبقى جاهزاً لكل جديد يعترض طريقي. أحب أن أبقى منفتحاً على المفاجآت، وألا يكون عندي اقتناعات راسخة في أيٍّ من الاتجاهات، سواء دينية أو اجتماعية. أحاول أن أعيد النظر في كل شيء تقريباً.

·         أفلامك تتأمل في المأزق الوجودي. هل تستمد قوتك كسينمائي من هذا الشيء؟

- اشتغلت على ذاتي كثيراً لكي تكون هناك علاقة بيني وبين الأفلام التي أنجزها. بالنسبة إليَّ، هذا الفيلم عبارة عن كائن أعجز عن تقديم وصف دقيق عنه ولا أستطيع أن أرسمه أو أن أرسم خريطة له. لا أستطيع أن أضع عليه رأساً وقدمين ويدين. إنه كائن يتغير ويتطور دائماً، وهناك دوماً بينك وبينه علاقة ما. الأفلام مثل البحر: تعتقد أنك تتحكم به، لكن في الواقع، لا يمكن التحكم به.

·         حتى خلال المونتاج، ألا تجد نفسك أمام تحديات التحكم؟

- في رأيي، تتيح مرحلة المونتاج اكتشاف الفيلم الذي أنجزته. الأفلام لا تُصنَع بل تجدها في مكان ما. أي فيلم سأصنعه في المستقبل، هو فيلم سبق أن أنجزه قبل زمن بعيد شخصٌ آخر.  

·         الاسكندرية شخصية بذاتها في الفيلم. هل كانت الدافع لتصويرك هذا الفيلم؟

- طبعاً، والى حدّ كبير. جيد أنك شعرت بهذا الشيء. انتابني إحساس وأنا أمشي في شوارع الاسكندرية مفاده أن هذه المدينة مكان بلا زمان. ثمة مناطق في الاسكندرية تعطل فيها الزمن. فيها نوع من سكون. تمشي في الشارع فتشعر أنك في سبعينات القرن الماضي. لذلك، لم أعانِ مشكلة في إيجاد أماكن جيدة للتصوير. أي "حمار" لو وضع كاميراه في أي مكان، فسيحصل على نتيجة بصرية بديعة.

·         السوداوية التي نجدها في أفلامك هل هي نابعة من نظرتك للواقع المصري اليوم؟

- المشكلة الكبرى عندنا أننا ممتعضون دائماً. الغالبية العظمى ليس لها القدرة على اتخاذ مبادرة أو قرار أو تغيير وضع. لا نفعل الا الالتحاق! تأتي موجة اسلامية فنلتحق بها. ثم تأتي موجة اشتراكية فنمشي خلفها. واذا أردت فعلاً أن تعرف ما هو الوضع عليه اليوم، فاجلس مع ناقد مصري كان موجوداً هنا [مهرجان الدوحة] وتكلم معه عن السينما. أنت قلت لي إنك شاهدت 14 فيلماً. أما هم فزاروا 14 مركزاً تجارياً! دخلوا الصالة وتكلم البعض منهم مع البعض الآخر، وبعثوا الرسائل الهاتفية القصيرة، وشوّشوا على الفيلم. من النادر أن تجد ناقداً تستطيع أن تتكلم معه عن السينما ويعي ما يقوله وله خلفية سينمائية حقيقية.

·         الحالة التي تشكي منها اليوم في مصر ليست معكوسة في السينما المصرية التي تراهن على الخفة والاستهلاك...

- في رأيي ليس هناك في السينما المصرية عودة الى زمن المجد، بقدر ما هناك أمل بمستقبل مجيد. في رأيي أن السينما، وما سأقوله قد يبدو غريباً، اختراع عمره مئة عام، وعلى رغم أننا نظل نتكلم عنه باستمرار، إلا أننا لا نعرف ما هي السينما. هذا الفن يتطور كل يوم تطوراً مذهلاً. ما ننجزه حالياً في السينما كان يستحيل إنجازه قبل عشر سنين. تقنياً، ثمة زوايا كان من المستحيل أخذها. الطفرة التي حصلت في الفن التشكيلي بين زمن رامبرانت وزمن فان غوغ تحصل في السينما كل يومين، وليس كل جيلين. أعتقد أن السينما مرآة تعبّر عن واقع الحال بمنتهى الصدق. لذا، انطلاقاً من هذه النظرة للأمور، فالأفلام الهابطة التي تتكلم عنها خير تعبير عن حال الانحطاط التي وصلت اليها مصر. وأصحاب هذه الأفلام الرديئة يعتقدون أنهم ينجزون أفلاماً عظيمة. صدّقني، هؤلاء ليس في نيتهم أن ينجزوا أفلاماً بائسة، اذا يأتونك باقتناع مفاده أنهم ينجزون الأفلام الأهم في التاريخ. في الحقيقة، هؤلاء على حق، لأن الجمهور يبحث عن هذه النوعية من الأفلام. وأنا لا أستطيع أن أهبط على المنتج من عليائي لأقول له إن ما تنجزه خطأ. لأن مبلغ 20 أو 30 جنيهاً الذي يدفعه المُشاهد المسكين لمشاهدة فيلم، يمثل جزءا من مرتبه الشهري الذي يناله بعرق جبينه. فهل يجوز أن نطلب منه أن يدخل السينما ليوجع رأسه بمشاهدة أفلامي؟ هل تعرف ما هي نظرة أرباب صناعة السينما المصرية الينا؟ اذا سألتهم فسيقولون عنا إننا مجموعة من المعتوهين!

 (hauvick.habechian@annahar.com.lb

حدث

"تانتان" سبيلبرغ: ثورة تقنية جديدة ملهمها أيرجيه

أشهر قليلة ويصل "مغامرات تانتان: سرّ وحيد القرن" الى الصالات. بطل ايرجيه اكتسى لحماً في الفيلم الجديد لستيفن سبيلبرغ، 66 عاماً، الذي يعدّ واحداً من أضخم إنتاجات العام وأكثرها إثارة للحماسة والانتظار والفضول. تانتان وكلبه ميلو، جذب اهتمام المخرجين منذ عام 1959، وآخرهم كان جان بيار جونيه الذي تراجع أمام صعوبة الحصول على الحقوق، ونُقل الى الشاشة مرات عدة، حيناً برسوم متحركة وحيناً بالتصوير الحيّ، لكن الاقتباسات ظلت كلها دون مستوى عمل ايرجيه وعبقريته.

السؤال الأول الذي يتبادر الذهن ما إن نتحدث عن أفلمته لشخصية شهيرة رافقت أجيالاً من القراء: هل يخون الفيلم الشخصية ويشلّ آلية عملها ويبعث الروح في جوانب أخرى منها، معيداً تأطيرها من جديد في قالب سينمائي عصري؟ أم يبقى مخلصاً للنحو الذي قُدّمت فيه الينا قبل أكثر من 80 عاماً؟ وكيف يتعامل آلاف المهووسين مع الشخصية التي ابتكرها المعلم البلجيكي بممثل من لحم ودم وبحكاية ستغادر الورق الى الأبعاد الثلاثة؟ هل يجد سبيلبرغ في الطريقة التي سيهندس فيها الفيلم ريشة ايرجيه المملوءة بالتفاصيل المعبرة؟ وهل تحطم نسخته أحلام من كانوا مراهقين عندما قرأوا السلسلة للمرة الاولى؟

مخرج "انقاذ الجندي راين" قال انه يحترم عمل ايرجيه كثيراً ويضمن تطابق الفيلم مع سلسلة الكتب. لكن المنابر الافتراضية سبق أن افتتحت سجالاتها الحامية منذ بضعة شهور والفيلم لا يزال في غرفة المونتاج حيث يضع عليه المخرج وفريقه اللمسات الأخيرة. قد يأتينا الجواب قبل عيد الميلاد المقبل بيومين (تاريخ صدوره)، لكن من يعرف سبيلبرغ جيداً يعرف دقة تعامله مع الأصل الأدبي وخروجه على النصّ في آن واحد. نستطيع القول ان المخرج والمشاهد يسكنان فيه معاً. وفي حال "تانتان"، فأن المشاهد الاولى التي باتت متوافرة على النتّ، تظهر انه يبحث عن أرض للتفاهم بين عالم ايرجيه بشخصياته وطرافاته (وعنصريته؟)، ورؤيته كمخرج ينتمي الى القرن الحادي والعشرين ولديه ارتباطات بتقنيات تتيح له إنجاز ما كان يستحيل إنجازه قبل عقد من الزمن.

من أجل خوض هذا المشروع المنتظر على أحرّ من الجمر، الذي يتوقع أن تكون أصداؤه مثلما كانت أصداء "أفاتار" لجيمس كاميرون قبل سنتين، تعاون سبيلبرغ مع بيتر جاكسون، الرجل الذي خلف ثلاثية "سيد الخواتم"، ومعهما كاتلين كينيدي في الانتاج، علماً ان الفيلم الثاني من سلسلة "تانتان" السينمائية (ثلاثة أجزاء اعلنت الى الآن) سيتولاه جاكسون، وسيكون اقتباساً لإحدى أشهر القصص: "تانتان ومعبد الشمس".

جايمي بلّ، 25 عاماً، الذي سبق أن اضطلع  بدور الصبي في "بيلي أليوت" (2000)، سيلبس القميص الأزرق والبنطلون البني ويتبع تسريحة الشعر الشهيرة لأكثر المراسلين حباً بالمغامرة في التاريخ المعاصر. أما شخصية القبطان هادوك، صاحب أظرف الشتائم، واليد اليمنى لتانتان، فأسندت الى أندرو ساركيس الذي اكتشفناه في دور غولوم في ثلاثية جاكسون.

التقنية التي اتبعها كلٌّ من سبيلبرغ وجاكسون في هذا الفيلم تعد ثورية لا بل انقلابية. فهي، باختصار، تعبّر عن ذروة ما وصلت اليه السينما في العالم. من خلال الـ"موشن كابتشر" (تقنية تسمح بالتقاط حركة عنصر حقيقي ثم ادراجها في عالم افتراضي) سيستطيع المخرج اعطاء شخصياته حركات جسمانية طبيعية ولغة جسد واقعية مع تغليفها بإطار تحريكي، ليكون الفيلم مزيجاً من التحريك والشريط المصور بالطرق التقليدية. هذه التقنية التي كان روبرت زيميكيس أحد روادها في هوليوود، من خلال "بولار اكسبرس" (2004) و"بيولف" (2007)، حققت قفزات نوعية وطرأت عليها تعديلات جادة، ما جعلها تحمل اسم "موشن برفورمنس"، التي استعان بها كاميرون في "أفاتار". 

خارج الكادر

لقاءات عابرة في كارلوفي فاري: عائلة فوللر وآخرون...

كارلوفي فاري...

كارلوفي فاري، في اليومين الأخيرين للمهرجان، أربعة فصول في يوم واحد: شاهدت أفلاماً صربية، دانماركية، بريطانية، سلوفاكية، هندية. الفيلم الايراني لا يغادر تفكيري والفلسطيني بذر القليل مما أملكه من وقت ونسف جهود مخرجه أيضاً. التقيتُ زملاء من العراق وصربيا وبلجيكا وتشاورنا مطوّلاً. سيارات "أودي" ألمانية وضعت في تصرفنا لكن لم نستعملها. يومياً، كانت لي مواعيد متكررة مع الفطور التشيكي والمعجنات الايطالية والسوشي الياباني. التقيتُ محترفين من كندا وأميركا واليونان والبرازيل. علمتُ، وأنا في مدينة المئة ينبوع، أن مخرجاً لبنانياً حذفني من قائمة "الأصدقاء" لأنني لم أكتب عن فيلمه.

فيلم مجري تركني بلا حركة أمام الأسود والأبيض البديعين اللذين صوّر بهما المخرج. أعجبت، رغماً عني، بفيلم اسرائيلي وحاولت أن أتعاطف مع آخر من قازاقستان، لكن لا كيمياء بيننا. سمعتُ أغنية بلغارية، وطلبت مني غجرية ولاعة ثم رأيتها تتناول شراباً اسبانياً رائجاً عند البوهيميين. تمشيتُ طويلاً على الرصيف المحاذي للنهر مع صديق كوري الى أن التقينا بمخرج من أسوج وذهبنا معاً لتناول الغذاء في مطعم أميركي للوجبات السريعة نظراً الى ضيق الوقت. هناك، تذكرت أنني اشتقت الى الكرواسان الفرنسي والى المائدة اللبنانية والى طجين الدجاح باللوز المغربي.

كان معي في لجنة تحكيم الأفلام الآسيوية سيدة تركية وأخرى أوسترالية. منذ البداية، أسقطت الأولى إمكان التصويت للفيلم الاسرائيلي من حسابها، ما زاد تمسكي بالفيلم التركي. لم ألتق أحداً يدخّن سيكاراً كوبياً، لكن شاهدت مليونيراً روسياً في السبعينات يمشي مع حبيبته الأوكرانية التي تأكل شوكولا أرجح أنها سويسرية. أما الفراش في الفندق، فكان من صنع الصين، وإحدى المدبرات كانت تشبه الفنلندية كاتي أوتينن. في اليوم التاسع والأخير للمهرجان، عندما سألني أحدهم من أين أنا، تمنيتُ، للحظة، لو ان الجنسيات كلها تذوب في قِدر السينما - لوطن!

كان صامويل فوللر في الثالثة والستين حين أنجب ابنته سامنتا. توفى بعد نحو عقدين ونصف عقد على ولادتها ولم يرزق بغيرها، على رغم ان زوجته كريستا كانت تصغره بنحو ثلاثين عاماً عندما تزوجا. اليوم باتت سامنتا امرأة جذابة في السادسة والثلاثين. ثمة شيء من والدها في عينيها الخضراوين وابتسامتها اللافتة. في حفل ختام مهرجان كارلوفي فاري التقيتها حول كأس نبيذ وتحدثنا عما جاء الى بالنا في تلك اللحظة من دون تخطيط مسبق. لم أشأ في البداية أن أسألها عن والدها الراحل، لكن خيط الكلام جرّنا في طبيعة الحال الى هناك. بعض أبناء المشاهير لا يستسيغون ذلك، وشخصياً أؤمن بأن ليس عليهم أن يدفعوا ثمن الحتمية وأن ينحصر النقاش معهم انطلاقاً من ذلك.

الصديق البريطاني الذي جمعني بسامنتا كان قد عرّفني في الليلة نفسها الى أرملة السينمائي الكبير. قال لي: يجب أن تتعرف إليها. أمام اصراري على عدم إزعاجها كونها كانت جالسة الى طاولة صديقين لها، وجد الحيلة التي ما كان من الممكن رفضها: "أظنّ أنها في انتظارنا". اقتربنا منها وتبادلنا، نحن الثلاثة، بعض الكلمات غير المهمة، من تلك التي يتبادلها الساهرون بعد الكأس الرابعة أو الخامسة. ما فهمت منها أنها هنا، ليس فقط مع ابنتها سامنتا، بل أيضاً مع حفيدتها، صبية في الثالثة عشرة من العمر. فجأة، لم يعد اللقاء مع ظلّ معلم، بل مع ثلاثة أجيال من النساء ارتبط وجودهن بذاكرة رجل.
كريستا، الأرملة، كنت أعرفها الكترونياً عبر موقع للعلاقات الاجتماعية في فضاء افتراضي. كتبتُ لها مرة أسألها عن صلة قرابتها بمخرج "كلب أبيض". لمست اهتماماً وتقديراً في جوابها، نابعين من شعور بالامتنان. لا يتوقعون منك، أنت القادم من مجتمع رجعي مزنر بالجهل والأحقاد والموت، أن تعرف أسياد السينما والفنّ ورموز النور! وما إن يكتشفوا انك لا تستوفي شروط البقاء في دائرة الظلمة، حتى يرفعوا سقف الترحيب بك.

في لقائي مع سامنتا، تحدثنا كثيراً عن والدتها، تلك المرأة السبعينية القوية البنية التي كانت على مسافة خمسة امتار منا. شعرت أنها تشتكي من أن امها تمضي معظم وقتها على الشبكة الاجتماعية الشهيرة. خلافاً لها، أكدت لي أنها لا تستعمل فضاء الانترنت الا لضرورات العمل كمصممة أشكال هندسية على الزجاج. كان من الواضح أن اهتمامها بتلك الحرفة يفوق ميلها الى السينما. روت أيضاً كيف كانت تمضي طفولتها في الاستديوات التي شهدت تصوير أفلام والدها، الذي منحها الحرية المطلقة لتختار طريقها الخاصة، بعدما لعبت في عدد من أفلامه، وهي طفلة. في حين أهدت كريستا ما بقي لها من حياة الى أعمال زوجها، متنقلة من عاصمة الى أخرى للتعريف بسجلّ حافل بالانجازات الكبرى، اكتفت سامنتا بمجد متواضع وهو صنع صحن كرز بنّي اللون أو وعاء أنيق، منقوشة عليه زهرة توليب. ففي كلامها ثمة تأكيد غير معلن أن بعض الأشياء لا تُنقل بالوراثة، وأن السعادة عند بعضهم، لا تعني أكثر من الاستيقاظ صباحاً واستخدام اليدين لابتكار ما سيزيّن بيوت الآخرين.

لا أعرف كيف وصلنا الى الحديث عن مسلسل أميركي يجعل المرء مدمناً ما إن يرى الحلقة الأولى منه. ثم علمت أنها ليست سينيفيلية بالقدر الذي يتوقعونه منها، اذ قالت إنها تشعر بالخجل من مشاهدة أشياء مماثلة لأن والدتها تريدها أن تكتشف سينما فاسبيندر التي لم تشاهد أياً من أفلامه بعد. لم تفارق روح الطرافة السخية كلامها الذي أضفى على تلك اللحظات الكثير من الغرابة والجنون المنضبط وغياب الادعاء. هكذا كانت سامنتا في لقاء عابر لم يدم أكثر من ثلث ساعة، علمت خلالها أنها أنجزت بضعة أفلام قصيرة بموازنات لم تتخط الـ500 دولار. أفلام ترفض أن تعرضها، لأنها تخشى أن تسلبها هذه المهنة واجبها كأم. "عندي صبية في الثالثة عشرة من العمر، وهذه سنّ حساسة. حين كان والدي يعمل على تصوير فيلم، لم يكن ينظر اليّ أو يخاطبني حتى...". انها الوراثة اذاً، بمفعولها العكسي، التي أبعدت سامنتا عن السينما. فبعضهم يعلّم أولاده ماذا يفعلون وبعضهم الآخر يعلمهمّ ماذا عليهم أن يتجنّبوا فعله!

هـ. ح. 

تصويب :

في مقالة عن ختام مهرجان كارلوفي فاري نُشرت الاثنين الماضي في هذه الصفحة، كتبنا أن فيلم "بارتون فينك" للأخوين داردين، والصحّ انه للأخوين كووين، والفرق كبير: مكاني، فكري، أسلوبي، الخ.

النهار اللبنانية في

14/07/2011

 

نظرة نقدية لظاهرة الحرب

"النخيل الجريح" يمثّل تونس في مهرجان السينما الإفريقية

تونس-العرب أونلاين:  

تشارك السينما التونسية في فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان السينما الإفريقية التي ستجري فعالياتها في مدينة "خريبكة" المغربية خلال الفترة ما بين 16 و23 يوليو/تموز الجاري.

وقال مصدر من وزارة الثقافة التونسية إن مشاركة تونس في هذه التظاهرة السينمائية ستكون بفيلم "النخيل الجريح" للمخرج عبد اللطيف بن عمار، وذلك ضمن المسابقة الرسمية لهذا المهرجان.

والفيلم إنتاج مشترك لتونس والجزائر وهو يحمل نظرة نقدية لظاهرة الحرب ولكنه كذلك يكشف عن المآسي والجروح الجسدية والنفسية التي تخلفها تلك الحروب التي عادة ما تكون أحداثها مغلفة بالكثير من البطولات الوهمية.

وتدور أحداث فيلم "النخيل الجريح" أثناء حرب بنزرت التونسية التي دارت في يوليو/تموز من عام 1961 ،والتي تُعرف في تونس بحرب الجلاء أي جلاء آخر جندي فرنسي عن التراب التونسي.

وتتقاطع أحداث هذا الفيلم الذي حاز على جائزة "الأهقار الذهبي" للدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي بمدينة وهران الجزائرية، مع أحداث أخرى يعيشها أبطال الفيلم على خلفية حروب أخرى منها حرب الخليج الأولى عام 1991 ،كما تتداخل أيضا مع الحرب الأهلية في الجزائر خلال نفس السنة.

ويعتبر هذا الفيلم خامس فيلم روائي طويل للمخرج عبد اللطيف بن عمار بعد "قصة غاية في البساطة" "1969"، و"سجنان" "1974"، و"عزيزة" "1980" إنتاج مشترك تونسي جزائري، و"نغم الناعورة".

يشار إلى أن الدورة الرابعة لمهرجان السينما الإفريقية ستنطلق السبت المقبل تحت شعار"سينما المرأة والشباب"و"التحولات العربية" بمشاركة 9 دول افريقية منها تونس ومصر و الجزائر و مالي وبنين وبوركينا فاسو وساحل العاج و موزمبيق.

وسيتنافس على جوائز هذه الدورة 13 فيلما ، منها"ميكروفون"، و"678" "من مصر"،و"الوتر الخامس" "المغرب"، و"الرجل المثالي" "ساحل العاج"،و"سامانيانا" " مالي"، و"الطيران الأخير للبجع" "موزمبيق"، و"ثقل التصويت" "بوركينا فاسو"، و"لكل حياته" "الجزائر"، علما وأن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان يرأسها الناقد المغربي مصطفى المسناوي. "يو بي اي"

العرب أنلاين في

14/07/2011

 

فيلم «طعم الليمون» مستوحى من زيارة انجلينا جولي وبراد بيت لـ سوريا

«طعم الليمون».. سينما سورية ترفع اليومي إلى مصاف الأسطوري

دمشق- العرب أونلاين:  

حكاية حب بريئة تجمع الطفلة الفلسطينية يافا مع الطفل السوري فارس بعد أن يوحد بين قلبيهما ما يتقاسمانه مع الرفاق من سكاكر بطعم الليمون.. هذه الحكاية الشفافة ستفتح بدورها الباب مشرعاً على حكايات أخرى سيكون أبرزها حكاية عائلة الطفلة يافا كجزء من سفر اللجوء الفلسطيني أنشودة بصرية ترافق قصيدة "أنشودة المطر" للشاعر العراقي بدر شاكر السياب في الفيلم التلفزيوني طعم الليمون الذي افتتح أولى عروضه في صالة سينما كندي دمر بدمشق.

ويروي فيلم "طعم الليمون" الذي حضره كل من وزير الإعلام الدكتور عدنان محمود ووزير الثقافة الدكتور رياض عصمت إلى جانب الحكاية الفلسطينية حكايات أخرى عن أناس بسطاء أبعدتهم الظروف السياسية عن أوطانهم ليجمعهم بيت واحد في حي دمشقي حيث نجد في الفيلم عائلة فلسطينية تسكن إلى جوار عائلة عراقية وأخرى لبنانية ورابعة من الجولان إضافة إلى آخرين من مناطق متفرقة في سورية ليأتي خبر مجيء النجمة الأمريكية انجلينا جولي وصديقها النجم الهوليودي براد بيت إلى العاصمة السورية بقصد زيارة اللاجئين العراقيين فيتم التحضير لاستقبالها من قبل سكان البيت ليجمعهم مجدداً في المكان ذاته.

ويتناول الفيلم الذي قام بإخراجه الفنان نضال سيجري عن فكرة للمخرج حاتم علي صاغ لها السيناريو الفنان رافي وهبة حكايات حياتية شخصية وعامة وبمقدار آخر حكايات أناس تثير بشكل أو بآخر قضايا كبرى وأساسية وجوهرية بإطار إنساني ستتراجع في أولويات الناس للحظات ينشغلون خلالها بالاستعداد لاستقبال سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين.

وقال مخرج طعم الليمون الفنان نضال سيجري الذي يخوض الإخراج لأول مرة بعد أن اختبره الجمهور كمخرج مسرحي ان توجهه إلى التلفزيون لطالما كان مرتبطاً بنص مناسب ينطوي على حالة ما في داخلك كإنسان تلح عليك لأن تصوغها وتقولها بصوت عال وأجد لها الوقت الكافي والشكل اللائق لأقدمها كما يجب وهذا ما توافر الآن في الفيلم التلفزيوني طعم الليمون مضيفا أن الإخراج التلفزيوني.. كما الإخراج المسرحي بالنسبة لي تلبية لهواجس لا تهدأ في بالي بل تلح علي للبحث عن أفق جديد في مجال العمل الفني وما هو إلا تنويع على مقام العشق والشغف.

وأوضح سيجري أنه لن يتردد بتكرار التجربة الإخراجية هذه إذا ما توافر نص ملائم يحمل أفكارا جديدة أو يتيح له أن يقدم ما هو جديد معتبرا طعم الليمون حصيلة جهد جماعي برعاية الحب فالعمل الفني هو عمل جماعي بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهذه الحالة الجماعية اختبرتها كثيراً في المسرح فكانت النتائج في أغلب الأحيان مرضية كون الكل لا يتجزأ لذلك نقلت هذه الحالة الجماعية إلى التلفزيون فالكل مهم في مكانه والكل شركاء في النتائج من فنيين وفنانين وإنتاج وخدمات.

وعن تعاونه الفني مع الليث حجو يقول صاحب شخصية أسعد الخرشوف إن هذا التعاون الإبداعي أخذ شكل الاستشارة في جميع تفاصيل الإخراج بهدف الوصول إلى النتيجة الأفضل لظهور طعم الليمون متمنياً أن يلقى الفيلم رضا جمهوره دون أن يخفي قلقه الناتج عن حرصه على أن يكون على قدر محبة الجمهور له معللاً هذا القلق بأنه قلق طبيعي مرده الحرص على الخروج بنتيجة تحترم تفكير المشاهد وبحجم مساحة الحب الذي تجمعني معه لذلك أجدني أقف على كل تفاصيل الفيلم دون أن أترك أياً منها للصدفة من غير أن أدعي أني أعرف وإنما أنا أبحث وأجرب وأكتشف وأتعلم.

وعن طريقة تناول الفيلم لزيارة النجمة الأمريكية أنجلينا جولي يوضح نضال أن الفيلم يلقي الضوء على زيارة جولي وبراد بيت إلى دمشق عام 2009 لتفقد أحوال اللاجئين العراقيين دون أن تكون زيارتها هي حكاية الفيلم وإنما المدخل والإطار لنروي حكايتنا.. حكاية الفيلم هي حكاية حب بطعم الليمون عبرها نتطرق لقضايانا العربية الكبرى بامتياز إنساني كما نقدم أحلام الناس البسطاء حين تصير أحلامهم الصغيرة قضايا كبرى فنتأثر بالوجع وهواجس الناس وآمالهم تاركين ابتسامات جولي وبيت لأضواء تستأثر بابتساماتهما وتنسى الوجع الحقيقي في الصورة حولهما.

بدورها قالت ديانا جبور مدير عام مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني إن سؤالا مشتركا يؤرق معظم المبدعين في العالم هو كيف نمارس وفي آن معا دورا توعويا وفنيا رفيعا.. كيف نكون خارجين من صلب حدث متأجج دون أن تحرقنا نيرانه أو يحجب دخانه رؤيتنا.. فلا يجوز أن نبقى صامتين تجاه حدث معاصر لأننا واثقون أنه مصيري وسيتحول إلى منعطف تاريخي.. إذ ليس فنا ذاك الذي يتحول إلى نشرة أخبار أو بيان سياسي بالمقابل فن يتبرأ من السياسة هو على الأغلب فن يمارس دورا سياسيا مريبا.

وأوضحت جبور أن هذه المعضلة يحلها فن صادق رؤيوي لا يستسلم للحلول الجذابة بسهولتها كما في التجربة مع فريق عمل طعم الليمون ولاسيما العلاقة مع الفنان الصديق نضال سيجري وشريكه الفنان رافي وهبة فعبر جلسات عمل متواترة أقصت اقتراحات كان من الممكن أن تمر لكن إرادة مشتركة غامضة وربما نورانية جعلتنا نترك التجليات الأولى ونبحث عن شيء آخر فكان طعم الليمون عن آمال بوسع ذراعين مفتوحتين لحياة وردية يتشوق لها نازحون سوريون ولاجئون فلسطينيون ومهجرون عراقيون آمال اعتقدوا أن زيارة أنجلينا كسفيرة للنوايا الحسنة ستوزعها عليهم ثمارا يانعة لكن السيدة جولي نويل وبعد الصور التذكارية لم تترك إلا حموضة الليمون وشحوبه.

وأضافت الناقدة السينمائية أن تتكشف الأحلام المعلقة على زيارة تم تدويلها عن أوهام قاتلة فهي موت أصفر من زيارة لم تتحقق فهل تختلف المصائر والمسارات إن تحولت فرضية الزيارة إلى واقع كون التدويل لعبة شيطانية والطفلة يافا ستتناءى كلما امتدت أذرع الدول الغربية هذا طعم الليمون الذي لم يخطط للحديث في شأن سياسي راهن لكنها نبوءة الفن عندما يكون صادقا وحقيقيا.

ونجح طعم الليمون في إماطة اللثام عن أخلاق الشفقة المزيفة التي يروجها الغرب عبر سفراء إنسانيته إلى العالم من خلال رؤيا شفافة ولافتة في تناول الهموم العربية مقدماً مقترحه الفني كرسالة لا ترد على البروتوكولات والتشريفات الوهمية ليافطة حقوق الإنسان التي عراها الفيلم من خلال الطريقة التي مرت بها النجمة الأمريكية على مخيمات مليون ونصف المليون لاجئ عراقي خلفتها الحرب الأمريكية على بلاد الرافدين.

كما استطاع طعم الليمون اقتراح حلول بصرية عالية المستوى في رصد عذابات النازحين واللاجئين الفلسطينيين في سورية جنباً إلى جنب مع آلام اللاجئين العراقيين عبر توحيد الهم العربي نحو استعادة الحقوق المسلوبة حيث رفع الفيلم صوته عالياً بمشاهد غاية في التأثير في وجه الدجل العالمي الذي تمارسه هيئات دولية كبرى للتغطية على جرائم استعمارية جديدة لم تترك في قلب الإنسان العربي على امتداد أرضه سوى الخيبة والخذلان في كل مرة يطرح فيها هذا الغرب مشاريعه الجهنمية على مائدة المتاجرة بالأرض والحقوق العربية المسلوبة وبحجة الغيرة على حقوق الإنسان في حين أنه لا يبغي من وراء هذا المشهد الاستعراض الإنساني سوى وضع الورود على ضحاياه بابتساماته الصفراء المعهودة أمام كاميرات العالم المتحضر.

يذكر أن فيلم طعم الليمون من تمثيل كل من أمل عرفة، حسن عويتي، عبد الرحمن أبو القاسم، جمال العلي، خالد القيش، محمد حداقي، إيمان جابر، هاشم غزال، الفرذدق ديوب، سيف الدين سبيعي ومن العراق، جواد الشكرجي، ونادرة عمران.. ومن الأردن إضافة إلى الطفلين لاريم شنار، محمد شنار. والإشراف.. ديانا جبور.. التعاون الفني.. الليث حجو- مخرج منفذ.. فراس ابراهيم- مدير الإضاءة والتصوير.. عبد الناصر شحادة -موسيقا التصويرية.. طاهر مامللي- تصوير .. خليل سلوم- الإضاءة.. رافد الناصر-صوت.. عبود زيادة- مكياج.. ردينة ثابت السويداني- ملابس.. هنادة صباغ- المونتاج.. حسام قاسم الرنتيسي- المكساج .. خالد محسن- ديكور.. داوود حسن-مدير الإنتاج.. فراس حربة. سامر إسماعيل-سانا-

العرب أنلاين في

14/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)