حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جاذبية السينمات الهندية

صلاح سرميني

خلال متابعتي للدورة الـ 62 لمهرجان كان السينمائي عام 2009، لاحظتُ غياب الهند عن المسابقات الرسمية، ولكنها كانت حاضرة بقوة في لجان التحكيم، والسوق الدولية.

الممثلة "شارميلا طاغور" في لجنة تحكيم المسابقة الدولية، والناقدة السينمائية الهندية "أوما دا كونها" في لجنة تحكيم نظرة خاصة.

وأتذكر، بأنّ الدورات الماضية، تضمّنت الكاتبة / آرونداتي روي، الممثلة "أشواريا راي"، والمخرجة  الممثلة / نانديتا داس.

تُنتج الهند مابين 2000 إلى 3000 فيلماً قصيراً وتسجيلياً في كلّ عام، إلا أنّ عدداً محدوداً جداً وجد مساحة له في "ركن الفيلم القصير"، تسعة أفلام طلابية جاءت من معهد المنتج والمخرج "سوبهاش غاي"، وأفلام قصيرة أخرى تطرّقت لموضوعاتٍ عن الهند.

وإذا كانت المهرجانات الكبرى تحتفي بالسينمات الهندية، نجومها، وصانعيها، من المفيد إذاً بأن تثري المهرجانات السينمائية العربية برمجتها بأفلامٍ جماهيرية، وحتى إعادة الاعتبار لها بهدف إثارة الجدل حولها، وفتح آفاقٍ معرفية، ذهنية، وبصرية حولها، تجعل المتفرج منفتحاً، ومتصالحاً مع كلّ الأساليب، الممارسات، والأنواع، ومتحرراً من خطابٍ سينمائيّ متجهم فقد صلاحيته عن سينما تعكس الواقع، وتهتمّ بقضايا كبيرة.

وقبل أن نصبح نخبوييّن جداً في ثقافتنا السينمائية، أقترح بأن نطرح على أنفسنا تساؤلاتٍ بسيطة من نوع:

ـ لماذا كانت وما تزال، أفلام الكاوبوي، الملاحم، والميلودرامات المصرية والهندية تثير إعجاب الملايين في الشرق، والغرب ؟

ولهذا، تهدف كتاباتي الدائمة عن السينمات الهندية إلى لفت الأنظار نحوها، والإشارة إلى تنوّعها، والتوقف عن انتقادها انطلاقاً من مشاهداتٍ متباعدة لفيلم، اثنين، أو حتى مجموعة أفلام، صحيحٌ بأن الكثير منها يتوافق مع الأفكار المُسبقة عنها، إلا أنها، وخاصة الجماهيرية منها، تحتاج إلى طريقةٍ مغايرة، ومتساهلة في الاستقبال، تتطلب فهم خصوصياتها الثقافية، والتصالح مع المفهوم التحقيريّ الشائع للميلودراما التي لا تشير بالضرورة إلى بكائياتٍ، مبالغاتٍ، ومصائر قدرية بقدر ارتباطها بالغناء، الرقص، والموسيقى.

في السينمات الهندية (الناطقة بلغاتٍ متعددة)، يبدو للمتفرج المواظب، بأنّ الموضوعات تتكرر في الأفلام، ونتخيل أحياناً بأننا شاهدنا أجزاء من هذا الفيلم، أو ذاك في أفلام أخرى، وهذه حقيقة لا تنفي عنها جاذبيتها.

رسمياً، العلاقات الجنسية ممنوعة، ويمتلك المخرجون الهنود القدرة على التحايل، ولكنهم يتفادون استخدام استعاراتٍ بلاغية نمطية (إقفال باب، غليان حليب، لهب نار، أو إسدال ستارة،..) كما يحدث عادةً في السينما العربية المُحتشمة جداً بالمقارنة مع السينمات الهندية التي تلجأ إلى مفرداتٍ جمالية أكثر إيحاءً، وخاصة الأغاني التي تتخفى في كلماتها الرغبات المُتأججة في الأجساد، تختلط بحركاتٍ شبقية راقصة، وتحدث تأثيراتٍ شهوانية عظيمة أكثر بكثيرٍ من مشاهد صريحة كما تظهرها السينمات الغربية بإفراطٍ شديد (من وجهة نظر محافظة).

وعاماً بعد آخر، يبدو بأنّ الرقابة الهندية تتسامح مع جرعاتٍ زائدة من العريّ، كما أصبح الجيل الجديد من الممثلات أكثر فخراً بأجسادهن، وأقلّ التزاماً بالعادات والتقاليد، وبالإضافة إلى الجمال الخارق الذي يتمتعن به، فإنّ المدخل الرئيسيّ لهن إلى عالم السينما، إجادتهن للرقص أولاً وأخيراً، ونعرف جيداً بأن معظم أبطال السينمات الهندية يرقصون، ويغنون في الأفلام الجماهيرية.

وباعتقاد المُغرمين، فإنه بدون الغناء، والرقص لم تكن السينمات الهندية تحقق شعبيتها في الهند، وخارجها، وهذه المشاهد، شئنا، أم أبينا، تؤدي دوراً جمالياً، ودرامياً جوهرياً، وبدونها، يصبح الفيلم بلا طعم ولا رائحة، ونجاحها يزيد من إقبال الجمهور على مشاهدة الفيلم.

ويهتم المخرجون الهنود كثيراً في إنجاز هذه المشاهد، ويجندون من أجلها إمكانياتٍ تقنية وفنية معتبرة (كلمات، موسيقى، تصميم رقصات، مجاميع، ملابس، إكسسوارات، إضاءة،.. )، إنها حبات الكرز التي تزين الحلوى، يضعونها في أفلامهم بمقادير مضبوطة لجذب الجمهور، وإمتاعهم، ونقلهم إلى عوالم من الأحلام الملونة.

"أميتاب باشان" ـ على سبيل المثال ـ واحدٌ من الممثلين العظماء، يرقص ويغني بصوته الحقيقي في معظم أفلامه، وكان يؤدي مشاهد الحركة بنفسه، وقد تعرض يوماً إلى حادثةٍ أليمة كادت تودي بحياته أثناء تصوير أحد مشاهد فيلم Coolie (مانموهان ديساي، 1983).

هو في الفيلم حمالٌ مسلم، فقير، عاشق، خدوم، طيب، ولكنه متمرد أيضاً على حالة الاستغلال التي يعيشها الحمالون في محطة القطار، يتذكر أمه المتوفاة في كلّ مرة يلتقي بامرأةٍ مسنة، ولا يتأخر عن مساعدتها في حمل حقائبها مجاناً، وأكثر من ذلك، يقبل يدها، ويودعها، وهو يمسح دمعاتٍ سقطت من عينيه.

الظلم الاجتماعي، العلاقة مع الأم، فقدان الوالدين،...هي إحدى العناصر الدرامية المؤثرة، والأكثر استخداماً في الأفلام الهندية، ونادرة جداً تلك التي تحطم مقدسات العائلة.

تتخير السيناريوهات حلولاً قدرية بانتصار الخير على الشر عن طريق الانتقام الفردي، ومهما كانت الوسيلة، الأهمّ بالنسبة للمتفرج الهندي أن ينتهي الفيلم بأحداثٍ سعيدة.

والسينمات الهندية (الناطقة باللغة الهندية، والتامولية بشكلٍ خاص) تعشق السفر كثيراً، وكانت العادة بأن لا تبقى البطلة بمفردها في بلدٍ غريب، من الضروري بأن يكون معها خادمة، أو صديقة، وغالباً يرافق البطل صديقاً، ويتحلى هؤلاء بروح النكتة، بالإضافة طبعاً إلى خفة الدم التي تتمتع بها معظم الشخصيات الرئيسية، وهي ميزة ملازمة لأبطال "بوليوود"، الرجال منهم خاصة (مع استثناءاتٍ نسائية قليلة مثل الحلوة "كاجول").

من جهةٍ أخرى، يجب أن تنضح الأحداث بالتناقضات (الصارخة أحياناً)، والتباينات الاجتماعية، الدينية، الأخلاقية، السياسية..

والسينما الهندية مخلصة جداً للصدفة، ولا يعنيها أبداً التتابع المنطقي، أو المحافظة على وحدة الزمان والمكان، وخاصة في الأغاني(قليلة جداً تلك الأفلام التي تتقلص فيها، أو تتخلى عنها)، التي تمتزج فيها أماكن متعددة تم تصويرها أحياناً في مدنٍ مختلفة، وهي حيلة شائعة تهدف إلى حشر أكبر كمية من المناظر السياحية المختارة من هذا البلد، أو ذاك، ومازلتُ أتذكر بحنينٍ فيلم "أمسية في باريس" (شاكتي سامانتا، 1967)، وكيف كانت الأحداث اللطيفة تنتقل بين باريس، وبيروت، وكأنها تدور في مدينةٍ واحدة، وكما عرفت السينما الهندية كيف تُشكل "مخلوقاتٍ سينمائية"، برعت أيضاً في تركيب "جغرافيا سينمائية" خاصة بها، حيث كانت "بوليوود" مغرمة إلى حدٍ بعيد بسويسرا، وطبيعتها الخلابة، ومن ثمّ اكتشفت بلداناً جديدة، ومنها الإمارات العربية المتحدة، ومصر.

تستعجل "بوليوود" كثيراً في كتابة حكاياتها، معالجة أحداثها، ورسم شخصياتها بدقة، وتعوّض عن هذا الاستخفاف بكرمٍ إنتاجيّ بالمقارنة مع السينما العربية، فإذا كان التصوير في أماكن كثيرة من نفس البلد مكلف إنتاجياً، فكيف الحال عندما يكون في بلدانٍ مختلفة.

وفي السينمات الهندية تتكرر كثيراً حكاية الشبه بين الشخصيات (فكرة الاستنساخ)، كما الحال مثلاً فيDon   لمخرجه "فرحان أختار" (2006).

"دون" (شاروخ خان) واحدٌ من زعماء شبكة كبيرة لتهريب المخدرات، يديرها بقبضةٍ حديدية، ويقضي بلا رحمة على الخونة، وكل من يعترض طريقه، في إحدى المعارك يُصاب بجروح بالغة، ويقبض عليه ضابط الشرطة كي يبدله بشبيه له اسمه "فيجايّ".

وهو نسخة من فيلم يحمل نفس العنوان لمخرجه "شاندرا باروت"(1978)، واحدٌ من الأفلام الشهيرة للأسطورة "أميتاب باشان"، وأحد رموز العصر الذهبي لسنوات السبعينيّات، أما شخصية "دون" فقد أصبحت مع الزمن أيقونة السينما الهندية.

كما اعتادت "بوليوود" على حيلة ميلودرامية، تتجسّد باختفاء إحدى الشخصيات عن طريق الموت، الضياع، الاختطاف، السفر... وظهورها المُفاجئ بعد سنواتٍ طويلة، كما الحال مثلاً في بعض الأفلام التي شاهدتها مؤخراً:

Tarana إخراج"رام دارياني" (1951).

Sangam إخراج"راج كابور" (1964).

Amar،  Akbar، Anthonyإخراج "مانموهان ديسايّ"(1977).

laila majnu إخراج"هارنام سين راوايل" (1979).

.........

ومهما كانت وجهة نظرنا عن السينمات الهندية، وحكاياتها التي تتكرر، وتدور حول نفسها، فإنّ الأهمّ بالنسبة للجمهور المُغرم بها بأن تنتهي نهاية سعيدة، وينتصر الخير على الشر، ويتزوج الحبيبان، وينجبا أطفالاً، والأكثر أهمية، بأن يخرج المتفرج الهندي، وأيّ متفرج، من صالة العرض منتشياً بأحداثٍ طافحة بالحبّ، المرح، السياحة، المغامرات، والأغاني.

إنها ببساطة أفلام تهدف إلى المتعة، والتسلية، بدون أن تتخلى عن وظيفتها التعليمية، الإرشادية، التثقيفية، والتربوية،....

ملاحق: 

وُفق تقرير شركة (Pricewaterhouse Coopers) ارتفعت إيرادات صالات السينما في الهند عام  2007 بنسبة 13%، واقتربت من 2.7 مليون دولار أمريكي (1.7 يورو).

كما ازدادت إيرادات الأفلام الهندية في الأسواق الأجنبية، وأسواق الفيديو بنسبة 15% بالمُقارنة مع عام 2006.

في عام 2007 ارتفع إجمالي الإيرادات في قطاع وسائل الإعلام، والترفيه في الهند إلى 17%، ووصلت إلى 12.6 مليون دولار أمريكي (8 مليون يورو) في مقابل 10.8 مليون دولار أمريكي (6.8 يورو) عام 2006.
ووُفق تقرير (Dodona Research) يجب أن ترتفع إيرادات الصالات إلى 30% خلال الخمس سنوات القادمة.
وتمثل المُجمعات السينمائية حالياً 4% من الشاشات الهندية، وتحقق بعض الأفلام 40% من إيراداتها في هذه الأمكنة بفضل أسعار التذاكر الأغلى من الصالات العادية.

وتنوي ست شركات استثمارية تمويل إنشاء مجمعاتٍ سينمائية في كلّ المدن الهندية، وسوف تؤسّس معاً حوالي 1500 صالة.

من جهةٍ أخرى، يشتري بعض المُستثمرين صالات تقليدية بشاشةٍ واحدة بهدف تحويلها إلى مُجمعاتٍ سينمائية بأنظمةٍ رقمية، وهذا يعني، بأنها سوف تحصل على أفلام ناجحة جماهيرياً بسرعةٍ أكبر، وبنوعيةٍ تقنية أفضل.

وحتى عام 2011، تنوي ثلاث شركات استثمارية للصالات امتلاك أكثر من 5000 شاشة رقمية.

الجزيرة الوثائقية في

12/07/2011

 

الجزيرة أطفال في ضيافة الأيام السينمائية الثانية

والجمهور الصغير يتمعن في أحلام الطفولة و يقترب أكثر من الفن السابع

الضاوية خليفة - الجزائر  

جاء اليوم الثالث من أيام السينما الجزائرية مميزا ببانوراما سينمائية خصصت للإنتاجات التي تسلمها القائمون على التظاهرة في إطار الاتفاقية الممضاة مع قناة الجزيرة للأطفال الراعية و الداعمة للعديد من الأفلام السينمائية و التي طبعت بدورها إحدى أيام المهرجان المصغر و تركت صدى طيبا وايجابيا لدى الطفل الجزائري.

''ضربة جزاء'' '' في انتظار زيدان'' '' مازن و النملة'' و الوثائقي ''أقزام'' لكل فيلم حكاية والبداية كانت بـ ''ضربة جزاء'' للتونسي / نوري بوزيد الذي قدم في قالب فني جميل قصة الطفل "طارق" العاشق لكرة القدم قصة بدأت بحلم طفل وانتهت برفض الوالد  لينتهي العمل بتساؤل لمن الأفضلية والأسبقية لرغبة الأب في أن يرى ابنه رجل يعول عليه أو رغبة الأم التي ترى دوما "طارق" الطفل الأصغر، أو حلم "طارق" في مداعبة الكرة المستديرة وبما أن كرة القدم لا بد أن تجمع بدل أن تفرق فمن تونس انتقلت المستديرة إلى الجزائر لتجد حلما آخر لدى ياسين الذي لا حديث له سوى الأسطورة زيدان في قصة نسجها المخرج الجزائري / أحمد راشدي.

أما المبادئ الإنسانية والرفق بالحيوان والمخلوقات فتمثلت في حكاية ''مازن والنملة'' التي استلهمها المخرج اللبناني ''برهان علويه'' من قصة للأطفال وحوّلها لعمل سينمائي حصد والأعمال المذكورة العديد من الجوائز في أكبر المهرجانات كمهرجان القاهرة التاسع لسينما الأطفال؛  ليكون ختام برنامج الأطفال لثالث يوم مع الشريط الوثائقي ''أقزام'' الذي أماط اللثام عن معاناة فئة من فئات المجتمع '' قصيري القامة'' الذين لا تحد عزيمتهم لا نظرة شفقة ولا كلمة جاهل معترض على خلق الخالق و رسائل أخرى نجحت "هالة مراد" في إيصالها للجمهور.

تجدر الإشارة إلى أن هذه العروض لقيت تجاوبا كبيرا من الجمهور الجزائري خاصة الأطفال الذين انتظروا متابعة العروض بفضول وحماس وما أشاد به الأولياء واستحسنه الحضور هو النقاش الذي كان يثار مباشرة بعد نهاية كل عرض وفي المقابل كان اللقاء فرصة للتواصل بين الجيل الجديد والفعل السينمائي العربي في قاعة مرّ منها الكبار وبصمة عمالقة السينما شاهد على ذلك.

الجزيرة الوثائقية في

12/07/2011

 

أفلام الشباب تمثل مصر في مهرجان السينما الافريقية

ميدل ايست أونلاين/ القاهرة 

خريبكة المغربية تحتضن مهرجانا سينمائيا يحتفي بالمرأة والشباب في ظل الربيع العربي.

تشارك مصر في الدورة ال 14 لمهرجان السينما الافريقية الذي يقام بمدينة خريبكة المغربية في 16 تموز/ يوليو بعرض فيلمي "ميكروفون" لاحمد عبد الله و"678" لمحمد دياب.

وقال رئيس المركز القومي للسينما المصرية خالد عبد الجليل ان "مصر ستشارك ايضا بوفد مميز في فعاليات المهرجان التي تستغرق ثمانية ايام. وتحتفي هذه الدورة بالمرأة والشباب وكذلك بالربيع الثوري العربي من خلال تسليط الضوء على السينما المصرية".

وقد اختار المركز القومي للسينما المصرية فيلمين للمشاركة في المسابقة الرسمية، هما "ميكروفون" لاحمد عبد الله من بطولة خالد ابو النجا ويسرا اللوزي واحمد مجدي بالإضافة إلى اعضاء من فرق غنائية وموسيقية مستقلة من مدينة الاسكندرية شكلت اطارا متمردا على الثقافة الرسمية. أما الفيلم الثاني فهو "678" لمحمد دياب من بطولة باسم ابو سمرا وماجد الكدواني وبشرا. وهو يدور حول التحرش الجنسي الذي تحول إلى ظاهرة قبيل انطلاق ثورة 25 يناير واصبح من ابرز الموضوعات المؤثرة في الشارع المصري في السنوات الاخيرة.

ويمثل مصر في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في هذه الدورة، المنتجة والمخرجة ماريان خوري. ويرأس اللجنة الناقد المغربي مصطفى المسناوي كما يشارك في عضويتها السنغالي منصور ويد والفرنسي ديدييه بوجار ومن الكونغو بالوفي باكوبا كاننيندا ومن المغرب كل من نجاة الوافي ومحمد مفتكر.

ويتنافس على جوائز المسابقة الرسمية ايضا افلام "انتظار التصويت" لميسا بيبي و"ثقل القسم" لكمولو دي سانو و"غزوة سامانيانا" لسيدي دياباتي و"الرجل المثالي" لاويل براون و"الطيران الاخير للبجع" لريبيرو جوواو و"خطوة الى الأمام: خبايا الفساد" لسيلفيستر اماسو و"النخيل المجروح" لعبد اللطيف بن عمار و"سفر الى الجزائر" لعبد الكريم بهلول و"لكل حياته" لعلي غانم" و"ماجد" لنسيم عباسي و"الوتر الخامس" لسلمى بركاش.

وعلى هامش المهرجان تقام ندوتين هما "المرأة والابداع على المستوى الافريقي" و"مائة في المائة شباب"، الى جانب أخرى عن السينما الافريقية. وسيتم ايضا الاعلان خلال هذه الدورة عن انشاء المركز الافريقي للسينما وللفنون السمعية البصرية في دكار.

إلى ذلك ينظم المهرجان ثلاث ورش عمل حول المونتاج والسيناريو والصورة، كما سيجري توقيع العديد من الاصدارات ذات الصلة بمجال الفن السابع، من بينها "التجربة السينمائية للمخرج الجيلالي فرحاتي" الصادر عن جمعية النقاد السينمائيين المغاربة و"سينما المعنوني الانتساب للواقع والبعد الجمالي" عن جمعية القبس في الراشيدية و"التأسيس الثقافي للسينما الوطنية بالمغرب" عن نادي ايموزار للسينما و"رؤى في السينما المغربية" لعز الدين الوافي و"الانسان الايقوني" لمحمد شويكة.

ميدل إيست أنلاين في

12/07/2011

 

خطة السينما البديلة لاقتحام الميدان

أحمد فاروق 

منذ الانتباه إلى فن صناعة السينما البديلة فى مصر قبل سنوات وهى تعانى من عدم وجود فرصة حقيقية للتعبير عن نفسها، أو الوصول للجمهور، نتيجة لعدم قناعة الموزعين بهذا النوع الجديد والمختلف من السينما، والحكم المسبق عليه بأنه لن يعجب الجمهور.

ورغم النجاحات التى صاحبت ــ بصرة، وهليوبوليس، وميكروفون، وحاوى، وعين شمس ــ وهى أفلام خرجت للنور من رحم هذه السينما، وحققت انتصارات خلال مشاركتها فى المهرجانات المحلية والدولية، إلا أنها لم تستطع تغيير الصورة، مما دفع القائمين على السينما المستقلة إلى التفكير فى خطة يدافعون بها عن مستقبل صناعتهم.

أحمد عبدالله مخرج ومؤلف تجربتى «هليوبوليس»، و«ميكروفون» أكد أن أزمة السينما المستقلة تتمثل فى عدم امتلاك دور عرض مجهزه لاستقبالها طوال العام، مما يحرمها دائما من الحصول على فرصة حقيقية للتعبير عن نفسها، واختبارها بشكل حقيقى لدى الجمهور.

والحل فى أن يفهم الموزعون أن سينما الديجيتال ليست خطرا عليهم، أو أن يعتمد صناع السينما البديلة على أنفسهم، وألا يضعون روحهم فى أيدى موزعين لا يعترفون بفن السينما المستقلة أساسا، فقد أن الأوان ليتكاتف صناع السينما البديلة ليكون لهم منافذ خاصة لتوزيع افلامهم وعرضها دون تعرضهم لضغوط من أحد، كما يحدث فى كل الدول المحترمة، فدول أمريكا اللاتينية وأوروبا تخصص دور عرض للسينما المستقلة التى تقدم فنا مختلفا.

وأكد عبدالله أنه بدأ بالفعل العمل على تنفيذ هذه الخطوة، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنه سيدعم آخرين على اتخاذ مثل هذا الإجراء الذى من شأنه خدمة السينما البديلة وازدهارها.

ووعد عبدالله بصفته عضو مجلس إدارة المركز القومى للسينما بأنه فى حالة فازت وزارة الثقافة فى معركتها ضد وزارة الاستثمار واستطاعت استرداد أصول السينما من شركة مصر للصوت والضوء سيكون للسينما المستقلة نصيب فى دور العرض المستردة على الأقل داران.

ويرى عبدالله أن افلام الديجيتال من الممكن أن تحقق طفرة فى حال تم التعامل معها بشكل أفضل وعرضت فى عدد نسخ مناسبة تستطيع من خلاله المنافسة مع نظيرتها التجارية، ولكن ما يحدث هو العكس لأن الأفلام المستقلة غالبا ما تعرض فى عدد نسخ لا يتجاوز أربعة، وبدور عرض غير مناسبة ولا تشهد إقبالا جماهيريا، وكل ذلك يترتب عليه التقليل من نسب الدعاية للفيلم،

وكشف عبدالله أن الأزمة تتمثل فى أن الموزعين تعاملوا مع الأفلام الديجيتال كأنها ند للسينما التجارية، وبناء على هذا الاعتقاد الخاطئ تم وأد كثير من الافلام أثناء عرضها، وأخرى لم توفق فى عرضها جماهيريا.

مافيش فايدة

إبراهيم البطوط مخرج ومؤلف تجربتى «عين شمس»، و«حاوى» قال إنه لا يضع أملا كبيرا على تغيير ثقافة الجمهور فى التعامل مع الأفلام المستقلة بعد الثورة، مشيرا إلى أن النسبة التى شاركت فى الثورة لا تتجاوز 3% من الشعب، ولا يمكن الرهان عليها، خاصة أن ذوق الجمهور لن يتغير فى يوم وليلة بل يحتاج إلى 15 عاما على الأقل.

كما رفض البطوط اتهام الموزعين باضطهاد السينما المستقلة مؤكدا: هذه السينما ظهرت فى مصر منذ سنوات قليلة ولم تنتج سوى عدد أقل من الأفلام وجزء كبير من مسئولية عدم انتشار السينما المستقلة يتحمله صناعها، والسبب يعود إلى ضعف الإنتاج الذى لا يتجاوز فيلما كل عام أو عامين، وهذا سيؤدى إلى تغيير بسيط فى اهتمام الجمهور بالسينما المستقلة، رغم أن الطبيعى أن يصل 10 أفلام على الأقل للجمهور كل عام حتى يعتاد مشاهدة مثل هذه الأعمال ويتعلق بها.

فالأزمة ليست فى ذوق الجمهور ولكن فى صناعة السينما المستقلة التى لا تجيد الوصول إلى الجمهور وخلق فرص حقيقية للتواجد فى الشارع، ولن يتحقق ذلك الا من خلال عرض الافلام المستقلة بالمراكز الثقافية، وإنشاء نواد للسينما بجميع المحافظات إلى جانب عروض التليفزيون ليتعرف عليها الجمهور الذى اعتاد مشاهدة نوع واحد من السينما لا يعرف غيره لمدة 50 عاما أو أكثر.

واقترح البطوط تخصيص «سينما كريم» بوسط البلد لعرض الأفلام الديجيتال طول العام سواء المصرية أو غير المصرية، ويكون مثلها فى الإسكندرية حتى يكون للجمهور المختلف مكان يستطيع أن يذهب اليه ليشاهد السينما التى يريدها.

نمط توزيعى مختلف

تامر السعيد مخرج ومؤلف فيلم «آخر أيام المدينة» يقول إن أزمة السينما بشكل عام أنها صناعة مكلفة، والأزمة التى تواجه السينما المستقلة تحديدا أن أصحاب رءوس الأموال التى يتم استثمارها فى الصناعة يخافون من المغامرة بأموالهم فى تقديم فن بديل.

ويرى السعيد أن الأزمة الحقيقية التى تواجه السينما المستقلة تتمثل فى عدم تعامل الموزعين معها بشكل منصف، لذلك يجب على المهتمين بهذا النوع من الصناعة المختلفة البحث عن نمط توزيعى مختلف، وإنشاء شبكات توزيع بعيدة عن شركات توزيع السينما التجارية التى تهيمن على السوق بشكل كبير بحكم امتلاك هذه الكيانات الكبرى دور العرض.

ومثل الرأيين السابقين اقترح السعيد أن يكون للسينما البديلة دور عرض خاصة بها، وهذا الدور يجب أن تقوم به الدولة، ولكنها تخلت عنه تماما، عكس ما يحدث فى كل دول العالم التى تهتم وتدعم هذا النوع من السينما، إيمانا منها بأن الثقافة وتقديم فن مختلف هو مهمة الدولة وليس المنتجين الأفراد.

ولكن الدولة متمثلة فى وزارة الثقافة المصرية رفعت يدها تماما عن صناعة السينما، معتبرة ألا علاقة لها بالهوية الثقافية لمصر، ونتيجة لذلك تجرأ المنتج الخاص وكون شبكة سيطر من خلالها على سوق الإنتاج والتوزيع ودور العرض.

وألقى السعيد بكثير من اللوم على صناع السينما المستقلة لعدم اتحادهم فيما بينهم وتكوين جبهة قوية تمكنهم من مواجهة مافيا موزعين السينما التجارية، من خلال الاتفاق على شكل يستطيعون به توزيع أفلامهم دون الاحتياج لأحد.

كما دعا السعيد صناع السينما المستقلة إلى مبادرات صغيرة لتصل أفلامهم إلى الجامعات والمقاهى والمراكز الثقافية والمهرجانات الصغيرة فى الشوارع والميادين.

الشروق المصرية في

12/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)