حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تعيش "لحظات حرجة" مع "المواطن X"

رشا مهدي: أحلم بزوج أكون كل حياته

القاهرة - سماح زكي

·         "واحد من الناس" و"بدل فاقد"... نقلتان نوعيتان

·         يهمني جودة الدور لا الجهة المنتجة

·         حريصة على الاختيار ولم أتأخر فنياً

أكدت أن النقلة الحقيقية في حياتها جاءت من خلال فيلمي "واحد من الناس" و"بدل فاقد" لذلك جعلت منهما المعيار الأساسي في اختيار أعمالها المقبلة, كذلك لا يهمها التواجد والانتشار قدر اهتمامها بتقديم كل جديد ومختلف, انها الفنانة رشا مهدي ضيفتنا في الحوار التالي:

·         كيف تختارين اعمالك?

لدي آلية خاصة في اختيار أعمالي, منها أهمية الدور الذي أقدمه, وتأثيره في الأحداث, الى جانب فريق العمل وقدرته على انجاح المسلسل أو الفيلم, والأهم أن يكون الدور متميزًا وفريدًا, بحيث يجعلني انجذب اليه سريعًا, واقبله دون تردد.

·         يرى البعض أنك تتقدمين في الساحة ببطء, ما السبب?

لست متأخرة فنيًا, وكل ما في الأمر, أنني حريصة في اختيار أعمالي لتكون مختلفة, فلا أعمل بهدف الانتشار, والجميع يعلم أنني تمكنت من اثبات وجودي في كافة أعمالي, ومنها مسلسلا "مسألة مبدأ" و"بالشمع الأحمر" وفيلما "واحد من الناس" و"بدل فاقد" فتلك الأعمال عالية المستوى الفني وجعلت لي مكانة واضحة.

·         ما العمل الفني الذي يشغلك الآن?

مسلسل "المواطن X" الذي أقوم بتصويره, من بطولة محمود عبدالمغني, واياد نصار, شيرين عادل, تأليف محمد ناير, واخراج عثمان أبو لبن .

·         ماذا عن دورك فيه?

أجسد دور "فرح", تتعرض الى موقف يقلب حياتها رأسًا على عقب, والدور مليء بالتحولات التي أعتقد أنها ستجعله متميزا ويكون سببا في إعادة اكتشافي من جديد, وأتمنى أن ينال اعجاب الجمهور.

·         ماذا عن مسلسل "لحظات حرجة"?

انتهيت من تصويره مؤخرًا, ومن المتوقع عرضه في رمضان المقبل, وهي التجربة الأولى من نوعها في بلادنا العربية, وقد سبق  تقديمها في الدراما الأميركية, وحققت نجاحًا كبيرًا, لذلك أرى أنها ستثري وتنشط الدراما المصرية في الفترة المقبلة, وقد وجدت خلال تصوير هذا العمل أن الجميع يعمل بحب وحماس خاصة وأن وراءه مخرج متميز حقق نجاحا كبيرا في الأجزاء السابقة منه.

·         الى أي مدى يختلف الجزء الثالث منه عن الأجزاء السابقة?

الجزء الثالث تشاركني بطولته كل من درة, يسرا اللوزي وحنان مطاوع. وقد تم ادخال بعض التعديلات الجوهرية في سيناريو هذا الجزء, تزيد من انجذاب المشاهد نحوه, ليحرص على متابعة حلقاته كل يوم, دون أن يشعر بالملل, لسرعة الأحداث والايقاع الدرامي.

·         ما الأدوار التي تتمنين تقديمها الفترة المقبلة?

كل فنان له أحلامه وطموحاته, التي لا تتوقف أبدًا, وأنا أطمح الى تقديم الكثير من الأدوار الجديدة التي لم يتم تناولها من قبل, خاصة البعيدة عن شخصيتي, فتلك الأدوار تظهر الفنان الذي يمتلك الموهبة الحقيقية, والأداء المتميز.

·         أي من الأعمال يمثل نقلة كبيرة الى حياتك الفنية?

اعتبر دوري في فيلمي "واحد من الناس" و"بدل فاقد" هما النقلة الحقيقية في حياتي, وأتمنى أن تكون أعمالي المقبلة بنفس المستوى أو اعلى.

·         من النجم الذي تتمنين الوقوف أمامه?

منذ بدايتي الفنية وهناك الكثير من الفنانين الذين أتمنى الوقوف أمامهم, منهم عادل امام, وحسين فهمي, ونور الشريف, ومن الفنانات يسرا, وسميرة أحمد, والهام شاهين, أما نجوم الشباب فأعتقد أن كل من أحمد عز, وكريم عبد العزيز كان لهما فضل كبير في نجاحي الفني, وأتمنى الوقوف أمامهما مرة أخرى.

·         ما رؤيتك للدراما في الفترة المقبلة بعد الثورة وما تبعها من أحداث?

أعتقد أننا مقبلون على مرحلة جديدة, لم نعشها من قبل, وهي تحمل المزيد من الحرية, والتغيير للأفضل, وبالتأكيد سيكون لتلك الحالة آثارها الايجابية على الفن في جميع مجالاته.

·         ما رأيك فيما يعرض الآن من أفلام سينمائية, بعد الثورة?

الأفلام الحالية معظمها جيدة, وهي تخاطب جميع فئات المجتمع المصري كما هو الحال في فيلم "الفاجومي" للفنان خالد الصاوي, حيث يتناول قصة حياة الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم, وهناك فيلم "سامي أكسيد الكربون" للنجم هاني رمزي, وأرى أنها أفلام جيدة, كما أنها قد فرضت نفسها على دور العرض السينمائي.

·         هناك اتجاه من قبل الاخوان المسلمين لانشاء شركة انتاج فني, هل من الممكن أن تتعاملي معهم?

أعتقد أنه من حق أي تنظيم سياسي أن يدعم العملية الفنية بالشكل الذي يريده, شرط أن يؤدي ذلك للنهوض بالفن, لكنني ضد أن يطالب بوضع قوانين تقيد الفن, فالفن رسالة مهمة. أما عن امكانية عملي مع الاخوان, فجهة الانتاج لا تهمني, فقط السيناريو والقضية التي يطرحها وطريقة تناوله لها فاذا كان مناسبا لي فسأقبله على الفور.

·         ينادي البعض ب¯السينما النظيفة هل توافقينهم في مطالبهم?

لست مع المسميات, ولا يجب تحميل الفن أي مصطلحات والفنان من وجهة نظري عليه أن يؤدي جميع الأدوار, سواء كانت تحمل مشاهد جريئة أم لا, خاصة أن هذه المشاهد كانت موجودة في سينما الزمن الجميل, واشتهرت بها هند رستم, ورغم ذلك لم تظهر لديهم هذه المصطلحات.

·         بعيدًا عن الفن ألا تفكرين في الارتباط?

كل فتاة بالتأكيد تحلم بالزواج, وأن تكون لها أسرة وأطفال, لكنني حتى الآن لم أجد الشخص المناسب الذي يكون لي كل حياتي ويجعلني كل حياته.

السياسة الكويتية في

10/07/2011

 

4 أفلام تجمع بين الدراما والموسيقى والرقص

جيم كاري ينافس بكوميديا تلطّف من حرارة الصيف

دبي ـــ أسامة عسل

بعد أسابيع سابقة متميزة بأفلام الأكشن والخيال العلمي، تسيطر أفلام الكوميديا هذا الأسبوع على صالات السينما المحلية، كأنها محاولة من شركات التوزيع ومبرجمي عروض الأفلام، لتخفيف حرارة الصيف الشديدة، حيث يتزعم النجم جيم كاري شباك التذاكر بفيلمه (بطاريق مستر بوبر) وتنافسه 3 أعمال مليئة بالمفاجآت والنجوم في رحلة الاستحواذ على أعلى الإيرادات.

وتجمع بين الدراما مثل فيلمي (مديرون سيئون) بطولة جنيفر أنستون وكولين فاريل وكيفن سبايسي، و(لاري كراون) بطولة توم هانكس وجوليا روبروتس بعد غياب عن آخر عمل جمعهما عام 2007 ، وحمل عنوان (حرب شارلي ويلسون)، أما العمل الثالث (هوني 2) فهو استعراضي يمزج الكوميديا بالموسيقى والرقص، ويلعب بطولته كارينا غراهام وسيشيل غابريل.

وفي كوميديا (بطاريق مستر بوبر) يعود الممثل الأميركي جيم كاري بهذا الفيلم الممتع والمقتبس من قصة للأطفال نشرت في حقبة الثلاثينات للأخوين ريتشارد وفلورنس أتوتر عن سمسار عقارات ناجح من نيويورك مشهور بقدراته التسويقية العالية، ولكنه يعيش وحيداً بعد طلاقه من زوجته (كارلا غويغو)، وعدم قدرته على التواصل مع طفليه بيلي وجين، يرث 6 من طيور البطريق، لتنقلب حياته رأساً على عقب، وتتحول شقته إلى منطقة جليدية، وينشغل بها عن عمله ويساعده وجود هذه البطاريق على التقرب من طفليه من جديد، بعد أن انفصل عن أمهما، ويتعلم من البطاريق حب الترابط وأهمية الأسرة.

الفيلم الذي يقدم كاري في شكل جديد بعيداً عن نمط الفانتازيا وحركات جسده ووجهه الكوميدية المبالغ فيها أحياناً، من إخراج مارك واترز وهو منتج ومخرج أفلام أميركي، ومن أهم أفلامه (الجمعة الغريبة)، (مثل الجحيم)، (فتيات شحيحات)، و(أشباح صديقات الماضي) الذي شاهده جمهور السينما في الإمارات في عام 2009.

أما كوميديا (مديرون سيئون) والمتخمة بنجوم الصف الأول، فيواجه فيها ثلاثة أصدقاء في ثلاثة أماكن عمل مختلفة سوء المعاملة من رؤسائهم في العمل، فيعدون خطة محكمة لتصفيتهم والانتقام منهم بعد أن اكتشفوا أنهم يشكلون عائقاً في سبيل سعادتهم، ويقدم الفيلم النجمة الهوليوودية جنيفر أنستون، التي يرى نقاد السينما أن دورها في هذا العمل يعد تحولاً جديداً ونقلة نوعية في حياتها كممثلة، لتبتعد به عن أدوارها السابقة التي عادة ما تستغل إمكاناتها في الإغراء.

ويشارك في بطولة الفيلم بجانب أنستون مجموعة كبيرة من كبار نجوم هوليوود، ويزخر العمل بالشخصيات المختلفة، التي يتطلب كل منها أداءً مميزاً لا يقدر عليه سوى نجم كبير، ومن هؤلاء النجوم كولين فاريل والمغني والممثل الأسمر جيمي فوكس والنجم كيفن سبيسي الذي يؤدي شخصية أحد الرؤساء.

وفي إطار كوميدي ـ رومانسي لفكرة فيلم (لاري كراون)، يعود النجمان الكبيران الحاصلان على الأوسكار توم هانكس وجوليا روبرتس مجدداً للعمل معاً، من خلال قصة تدور حول أستاذة جامعية متقلبة المزاج هي مرسيدس تاينوت (تبلغ من العمر 50 عاماً)، تقوم بدورها روبرتس.

وتجد بين طلابها الجدد في صفها الدراسي رجلاً طرد حديثاً من عمله هو (لاري كراون) الذي يقوم بدوره توم هانكس، ويأمل هذا الأخير بأن تساهم إعادة تأهيله على المستوى التعليمي في منحه عملاً جديداً، بدلاً من عمله القديم الذي فقده، ولكن خلال رحلة الفيلم يكتشف مدى روعة هذا الذي حدث له، والذي جعله يبدأ الاستمتاع بحياته بشكل أفضل.

والجديد في هذا الفيلم أن هانكس لا يقوم بالتمثيل فقط، لكنه يقوم بإخراجه كما شارك أيضا في كتابة السيناريو له، فنحن أمام فيلم غير عادي تبلغ مدة عرضه ساعة ونصف الساعة، وتم تصويره بالكامل في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.

أما الجزء الثاني من فيلم (هوني) والذي تدور أحداثه حول راقصة شابة موهوبة تدخل السجن بسبب انفعالها وغضبها، وبعد خروجها تنافس على قمة أغاني (الهيب هوب)، رغم المشكلات التي تلاحقها والأشخاص الذين يرغبون في عودتها إلى عالم الجريمة.

وغريب أمر هذا الفيلم الذي يستلهم عنوانه من نسخة 2003 لفيلم بالعنوان ذاته، ولكنه لا يتابع مجريات القصة الأولى، ويصنع لنفسه حبكة مختلفة وبطلة جديدة ونجوماً مساعدين جدداً، ويحتفظ فقط بالمخرج نفسه (بيلي وودراف) ومواقع التصوير وروح موسيقى الهيب هوب في استوديوهات هاني دانيال.

وقبل ثمانية أعوام، تم تحقيق الجزء الأول الذي يحكي قصة الراقصة المحترفة ومصممة الهيب هوب الحالمة هوني دانيال، التي لعبت دورها ببراعة النجمة جيسيكا ألبا، وقد اعتلت هوني قمة (الهيب هوب) وأسست مدرسة في نيويورك.

والفيلم الجديد لا يتناول بشكل مباشر نجمة الأمس هوني دانيال، ولكنه يستلهم خطواتها مع عاشقة أخرى للهيب هوب وهي الراقصة (ماريا راميريز) التي أدت دورها كارينا غراهام وهي أيضا راقصة موهوبة، وتحلم بمجد النجومية، رغم الصعوبات والعوائق التي تقف في طريقها نحو الشهرة.

إيرادات السلسلة مجتمعة تتخطى الـ 6 مليارات دولار

«هاري بوتر» الأخير يقترب من تحطيم الأرقام القياسية

دبي ـ «البيان»

بعد 10 سنوات و6 مليارات و371 مليونا و400 ألف دولار من الإيرادات، تنتهي مغامرات أشهر سحرة السينما (هاري بوتر) بالعرض العالمي للفيلم الثاني من الجزء السابع والأخير من السلسلة (هاري بوتر ومقدسات الموت: الجزء الثاني)، والذي يعد الأمل الأخير، في أن يتمكن أي فيلم من هذه السلسلة الشهيرة على كسر حاجز المليار دولار في شباك التذاكر.

وتبيع دور العرض مقدماً تذاكر الفيلم بوتيرة تنبئ باحتمالية تسجيل رقم قياسي في الإيرادات، حيث يعرض الفيلم الجديد، الذي شاهد إعلاناته الرسمية على الإنترنت حتى الآن 73 مليون شخص، في دور السينما اعتباراً من منتصف ليل الأربعاء المقبل، وستخصص بعض دور السينما في الإمارات عروضاً ستسبق بساعات العرض الرسمي، المقرر في 15 من الشهر الجاري بجميع أنحاء العالم.

وللمفارقة فإن أنجح الأجزاء حتى الآن، هو الجزء الأول (هاري بوتر وحجر الفيلسوف)، الذي وصلت إيراداته إلى 974 مليون دولار، يليه في النجاح الجزء السابع (هاري بوتر ومقدسات الموت)، الذي وصلت إيراداته إلى 954 مليون دولار، أما أقل الأجزاء نجاحاً فكان الجزء الثالث (هاري بوتر وسجين أزكبان)، والذي وصلت إيراداته إلى 759 مليون دولار.

ومع انتظار الجزء الأخير، وكونه الخاتمة الملحمية للقصة المثيرة، التي ستكلل كل هذا النجاح، ومع تفصيلة أخرى مهمة متمثلة في كونه أول أجزاء السلسلة، الذي سيعرض بتكنولوجيا الأبعاد الثلاثية، فمن المتوقع أن يفوق الجزء الجديد (هاري بوتر ومقدسات الموت: الجزء الثاني) كل الأجزاء السابقة، والكثير من خبراء السينما لا يستطيعون وضع تصور مبدئي لحجم النجاح المنتظر، لأنه سيكون على حد تعبيرهم (ظاهرة تستحق الدراسة).

وتدور أحداث الجزء الأخير حول البحث عن أحجار الهوكروكس الثلاثة الباقية، التي يستغلها فولدمورت ليقسم بها روحه، حتى يستحيل قتله، إذا لم تجتمع سوية. ويسعى هاري، رون، وهرميون لإيجادها وتحطيمها، وحينها يستطيع هاري تحطيم بعضها، ويقوم رون بتحطيم أحدها ليكسروا سر خلود لورد الظلام، يشن فولدمورت حرباً عاتية على مدرسة هوجوورتس تدمر كل شيء، ويصبح مصيرها مرهوناً بنتيجة الصراع العاتي، الذي سينشأ بين هاري وفولدمورت.

(هاري بوتر ومقدسات الموت: الجزء الثاني) قام بإخراجه دافيد ياتس، ومن بطولة دانيل رادكليف، روبرت جرينت، إيما واطسون، ورالف فينيس، ومن المعروف أن سلسلة أفلام (هاري بوتر) مأخوذة عن روايات تحمل الاسم نفسه للكاتبة البريطانية جوان كاثلين رولينغ، وقد حققت نجاحاً مدوياً في مختلف أنحاء العالم، حيث بيعت منها 350 مليون نسخة في 200 دولة وتمت ترجمتها إلى 65 لغة بما فيها العربية.

البيان الإماراتية في

10/07/2011

 

كيف ساهم الفيلم الهليودي في زرع الأيدولوجيات المحافظة؟

خيرية البشلاوي

بعض النقاد الأمريكيين الراديكاليين حاولوا أن يبرهنوا علي أن أفلام هوليود تسعي من أجل إضفاء صفة الشرعية علي المؤسسات الراسخة والقيم التقليدية والتدليل بأن أسلوب هذه الأفلام عند تمثيلها لظواهر المجتمع يغرس النزعة المذهبية "الأيدولوجية".

وتقوم هذه المؤسسات علي تمجيد النزعة الفردية وإعلاء الأقوي وتأكيد مبدأ البقاء للأصلح. بالإضافة إلي تكريس الفكر البطريركي الذي يقر مسألة تفضيل الرجل ووضع المرأة في مرتبة اجتماعية أدني. بالإضافة إلي العنصرية التي تقوم علي التمييز عند تقسيم القوي السياسية.

وتتضمن المادة الموضوعية وأسلوب معالجتها تمثيلاً للعادات والتقاليد والأعراف يؤكد أنماط التفكير والسياسات والمفاهيم التي تعلي من شأن "المؤسسة" وتبقي عليها باستخدام المنطق الدارج والذهنية التي توحي بالواقعية والعناصر التي تغرس أفكاراً أيدولوجية بعينها توهم المتلفي بأن ما يحدث علي الشاشة يتماشي مع الواقع وليس بناءً مصنوعاً من أجل تكريس وجهة نظر بعينها.

الفيلم الهوليودي يطرح للجمهور من خلال الاختيار والتجميع المتعمد للعناصر المرئية والموضوعية التي يُفترض أنها تمثل ظواهر مجتمعية وأناس حقيقيين. يطرح ركاماً من الأسئلة حول الطريقة التي تفرض علي المتفرج وجهة نظر بعينها وتضعه في مكانة المتلقي المستقبل لأشياء الحياة دون صنعة. مع الحرص علي شطب كل العلامات السينمائية البارزة التي تؤكد افتعالها.

أما عملية غرس الأفكار الأيدولوجية فإنها تتم عبر اختيار دقيق للمادة الموضوعية التي تمجد مغامرات الرجل وبحثه الذكوري عن البطولة. ومن خلال الميلودرامات الأنثوية والعنف التطهيري الذي يحقق التوبة. إلي جانب التشخيص النمطي الذي يُكرس العنصرية ويدعم الأيدولوجية وأيضاً من خلال ربط تأثير الواقع علي القيم والمؤسسات بحيث يجعلها تبدو كما لو كانت نتائج طبيعية للخصائص الذاتية ولعالم لا يتغير.. فالقيم والتقاليد الثابتة في الأفلام من شأنها أن تجعل المتفرج يعتاد عليها ويتقبل الأسس الرئيسية للنظام الاجتماعي ويتجاهل عدم عقلانيتها والظلم الذي تنطوي عليه.إن حكايات الشخصيات التي ترويها الأفلام فضلاً عن عملية رسم خطوط حياتها من خلال قضايا اجتماعية مثل الحرب والجريمة يتم معالجتها بحيث تبدو المبادئ والقيم التي يقوم عليها النظام الاجتماعي سليمة وجيدة.

التوحد مع الشخصيات

ويتم غرس الأفكار أيضاً من خلال تمثل الشخصيات والتوحد معها ومع أسلوب تمثيلها للنظام العام مما يجعل المتفرج ــ سيكولوجياً ــ مشاركاً علي نحو عفوي في نظام يقوم علي الاستغلال والسيطرة.

وكثيراً مما يحدث في السينما الهوليودية يتم بالفعل وفق تخطيط أيدولوجي.. وهذا المفهوم الأيدولوجي السينمائي من شأنه تسطيح الفروق الضرورية بين الأفلام في لحظات معينة من التاريخ. كما أنه يتجاوز مسألة التمايز بين الاستراتيجيات العديدة القائمة علي كيفية تمثيل الظواهر المختلفة والتأثيرات التي تحدثها الأفلام في المواقف الاجتماعية المتنوعة.

ووظائف الفيلم تختلف من عمل لآخر باختلاف الطريقة في بناء المادة الموضوعية وباختلاف الفترة الزمنية.. علي سبيل المثال الفيلم الهوليودي منذ عام 1967 يتميز تماماً عن الأفلام التي أنتجت في مراحل سابقة.

في أولي مراحل الحرب الباردة في نهاية الأربعينيات وحتي منتصف الستينيات سيطرت علي السينما الهوليودية أفلام السينما سكوب ذات الإنتاج الضخم من نوعية "بن هود" و"كيلوباترا". والأفلام الاستعراضية الرومانسية من نوعية "اوكلاهوما". و"صوت الموسيقي". وأفلام الميلودراما العائلية مثل "رحلة" Picnic و"العملاق" Giant والأفلام المعادية للشيوعية مثل "التهديد الأحمر". و"كنت شيوعياً لحساب إف بي آي" وأفلام الحرب الباردة البوليسية التي تعالج النشاطات الجاسوسية مثل "مرشح مانشوريا" وأفلام النجم جيري لويس الكوميدية ثم الكوميديا الرومانسية بطولة دوريس داي وروك هدسون "حديث الوسادة" وأفلام البارانويا التي تعالج موضوعات ترتبط بالوحوش مثل "همُ" Them و"الشيء" The Thing وأفلام التي تعبر عن النزعة المحافظة أو النزعة الليبرالية وأفلام الويسترن "الكاوبوي" مثل "الباحثون" The searches و"القوس المكسور" وأفلام أطلق عليها النقاد أفلام "تعاقب المرأة" مثل "الطيور" و"سايكو" والأفلام الاخلاقية الاجتماعية مثل "الرجل ذو الذراع الذهبية" و"متمرد بلا قضية".

وفي حين سادت السينما في هذه الفترة التاريخية جواً أيدولوجياً عاماً واعتبرت بشكل رئيسي سينما محافظة أو في أحسن الأحوال معتدلة ظهرت مجموعة قليلة من الأفلام يميزها قدر من الوعي السياسي أو الحس النقدي مثل فيلم "عز الظهيرة" tligh noon و"هجوم" Attack و"البربري" The usildone و"المتمردون" و"طريق المجد" و"يوم أن وقفت الأرض ساكنة". "الخارجون عن القانون" وفيلم "كل ما تسمح به السماء" و"علي الشاطئ" وفيلم "أري وأصدق.. كيف علمتنا أفلام هوليود أن نتوقف عن القلق ونحب الخمسينيات".

إن الكثير من أفلام هذه المرحلة بما فيها تلك التي تتسم بالنزعة المحافظة طرحت أسئلة حول الأساطير والقيم السائدة. فلم تبدأ السينما في طرح أسئلة حادة وتتبني موقفاً نقدياً عبر اختيار الموضوعات وأساليب معالجتها مثل تلك التي ميزت السينما الأوروبية وسينما العالم الثالث جزئياً إلا عند منتصف الستينيات.

الزحف اليساري

لقد حدث نوع من "الزحف اليساري" حسب وصف الناقد بيتر بسكن خلال فترة الستينيات علي سبيل المثال. ثورة العبيد في فيلم "سبارتاكوس" "1960" وفيلم "الشقة" الذي يخسر من "بيزنس الجنس" والهجوم علي النزعة الدينية الأصولية في فيلم "إرث الريح" "1961" و"التعصب الاجتماعي" في "قصة الحي الغربي" وفيلم "روعة العشب" الذي يهاجم الكبح الجنسي للشباب وفيلم "محاكمات نورمبرج" الذي يدافع عن الإدانة التي يوجهها الليبراليون ضد التعصب "1962" وأفلام أخري كثيرة تعكس الزحف اليساري الذي بدأت تعبر عنه الأفلام ومنها أفلام اكتسبت شهرة عالمية كبيرة مثل فيلم "قتل طائر مغرد" و"أيام الخمر والورد" وقد توجت هذه النزعة الليبرالية اليسارية لفيلم "رجل لكل العصور" و"الروس قادمون" الذي يهاجم الحرب الباردة. و"من يخاف فرجينينا وولف".

ويشير المؤرخون السينمائيون إلي عام 1967 باعتباره عاماً ثورياً وذلك بعد الافتتاح المشهود لفيلم "ليوك ذو اليد الباردة" الذي ينتقد السلطة ويمجد التمرد ويدين النزعة المحافظة في الجنوب الأمريكي.. ويضيف إلي هذه التسمية بُعداً أكبر فيلم "خّمِن مَنْ القادم علي العشاء" الذي يفضح السلوكيات العنصرية للأمريكي الأبيض.. وفيلم "بوني وكلايد" الذي يضفي جواً رومانسياً علي العصابات الإجرامية وفيلم "الخريج" The graduate الذي يدين الطبقة البورجوازية الجديدة ويعكس الشعور المتنامي بالاغتراب لدي الشباب وأيضاً فيلم "في لهيب الليل" الذي يصور العنصرية في الجنوب. وفيلم "الجماعة" The Group الذي يتبني موقفاً ليبرالياً ازاء المرأة في الثقافة الأمريكية وفيلم "ماراصاد" الذي يعالج الثورة الفرنسية وعلي نحو غير مباشر يتناول مشكلات الاستغلال في المجتمع المعاصر.. وفيلم مع "سبق الإصرار" الذي يكشف النقاب عن سيكلوجية القاتل ومفهوم "الجريمة والعقاب".

إن عام 1967 يشكل علامة فارقة في هوليود والفترة ما بين 1966 ــ 1968 تعتبر ذروة مرحلة الستينيات.. حيث توسع الاقتصاد وسعت الحكومة أو الليبراليون فيها إلي عمليات إصلاح وكذلك شهدت ثورة السود ضد أشكال الاضطهاد مثلما تغيرت القيم السائدة التقليدية بعد انتشار المخدرات والممارسات الجنسية. بالإضافة إلي المظاهرات المناهضة للحرب ضد فيتنام التي اكتسبت تأييداً وأثارت انتباه حركة اليسار الجديد ولكن شهدت هذه السنة نفسها "1967" علامات للمستقبل. وأهمها الهزيمة العسكرية والانهيار الاقتصادي وبزوع نجم القائد الشعوبي اليميني وبدايات ما يسمي باليمين الجديد مع نهاية السبعينيات وباكورة الثمانينيات.

إن التغييرات الاقتصادية والمؤسسية في صناعة الفيلم ساهمت في التحول الذي أصاب هوليود فما تبقي من الاستوديوهات القديمة فيها تم بيعه إلي مؤسسات كبيرة. واندمجت بعض الاستوديوهات في كيان واحد.. وتم إنتاج الأفلام وفق صفقات يمولها منتجون مستقلون أو وكلاء قادرون علي ضمان التمويل من الاستوديوهات الكبيرة وهم يتولون بأنفسهم عملية التوزيع.

ردة رجعية

ومع بداية الثمانينيات من القرن الماضي وتحت رئاسة رونالد ريجان لأمريكا. استطاعت الحركات المحافظة اليمينية التي شهدت انتعاشاً قوياً أن تكبح جماح النزعة الليبرالية وتقوض مكاسبها التي تحققت في الخمسين سنة التي سبقتها ومن جديد سيطرت النزعة الفردية والبطولة المنفردة للرجل وانفراده بالسيطرة الأسرية وإعلاء شأن العلاقات الذكورية المجيدة. فيلم "ضابط وجنتلمان" والرجل قوي الشكيمة المغامر في "انديانا جونز" والعسكرية المنتصرة وذلك بالعودة إلي أفلام حرب فيتنام.
وفي خضم هذه الموجة المحافظة لم تتوقف الموجة الليبرالية رغم ذلك انعكست ملامحها التي عبرت الستينيات وامتدت إلي السبعينيات والثمانينيات ويشهد علي ذلك أفلام مثل "ألعاب الحرب" و"مفقود" و"تحت النار" و"السلفادور".

وللكلام بقية

المساء المصرية في

10/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)