حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نهاية طلعت زكريا بعد الفيل في المنديل

ماجـدة خـيرالله

لايزال طلعت زكريا يكابر ويدعي أن الجمهور المصري والعربي يقبل علي فيلمه الأخير الفيل في المنديل بشغف رغم كل حملات الكراهية التي قام بها نشطاء الفيس بوك مطالبين بمقاطعة فيلمه، بينما يؤكد محمد السبكي منتج الفيلم... أن تلك الدعاية المضادة لم تؤثر في إيرادات الفيلم إلا بنسبة عشرة بالمائة، ولكن كلا من الممثل والمنتج يضحك علي نفسه قبل أن يضحك ويكذب علي الجماهير، لأن "القطنة" ما بتكدبش ، والقطنة هي الإيرادات التي تؤكد ضعف الإقبال علي مشاهدة الفيلم، ليس فقط بسبب دعوة الشباب بمقاطعته ولكن لسخافته وضحالته الشديدة، ولثقل ظل بطله الذي خدعه غروره فاعتقد أنه يمكن أن يكون كاتبا للسيناريو ومؤلفا للقصة أيضا!

ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن! حكمة يجهلها البعض فتؤدي بهم إلي الهلاك ، بينما هم يبحثون عن النجاة! لو كانت الظروف قد سارت كما يتوقع طلعت زكريا، لكان فيلمه سعيد حركات"الفيل في المنديل"، هديته الجديدة إلي الرئيس المخلوع! فقد وضع فيه كل الإفيهات السخيفة والمبتذلة واللامنطقية، التي كان يمكن أن تساهم في زغزغة المخلوع، لو إنه كان قد بقي في مكانه، بل إن طلعت زكريا كان يعد لسيده السابق مفاجأة، حيث يقوم في نهاية الفيلم بتقديم التحيه العسكرية له، ولكن وأسفاه، فقد قامت الثورة وانقلب حال الدنيا، وطار مبارك من قصره في مصر الجديدة، إلي شرم الشيخ، انتظاراً لمحاكمته علي "كبشة" من الجرائم والخطايا التي اقترفها في حق شعبه!وبعد أن أيقن طلعت زكريا أن المخلوع مش راجع، وأن الثورة نجحت واستقرت رغم ماكان يأمله من فشلها، ورغم جهده الواضح في الإساءة لشبابها، لم يجد أمامه بداً، من نفاق شهداء الثورة، فأنهي فيلمه بتعظيم سلام لصورة الشهداء، علي طريقة اللواء محسن الفنجري! ولكن هل يكفي ذلك للتصالح مع الثوره، وهل يمكن أن ينسي أهالي الشهداء والجرحي ماقاله الممثل الهزلي في حق أبنائهم، ولاميت سلام يمكن أن ينسينا مافعله، وخاصة أن فيلمه جاء مشوهاً"الإناء ينضح بمافيه" ويدل علي نفس مرتبكة وعقل غير سليم!

الأفلام السخيفة كثيرة، وقد تعودنا في الآونة الأخيرة، علي كم الهراء الذي يقدمه لنا مايطلقون علي أنفسهم نجوم الكوميديا، تعودنا ولكننا لم نستسلم، فمازال الجمهور المصري يحمل بعض الوعي، ولكن بدء موسم السياحة العربيه، كان أحد أسباب الإقبال النسبي علي فيلم "سامي أكسيد الكربون"رغم بواخته، فقد جاء في المرتبة الأولي في إيرادات شباك التذاكر، ولكن هذا ليس انتصارا، فقد حقق ٥٦٣ ألف جنيه في أسبوع عرضه الأول، وهو رقم هزيل جدا ولكنه ثلاثة أضعاف ماحققه الفيل في المنديل! وهذا لايدل علي أن أحد الفيلمين أفضل من الآخر، ولكنه يدل علي أن الجمهور لم يعد يطيق مشاهدة طلعت زكريا بالمرة،ويفضل أن يرمي نفسه في براثن هاني رمزي! ماهوالناس لازم تشوف أفلام، والسينما لاتزال من أهم وسائل الترفيه! ورغم كل نداءات التحذير التي يوجهها الأصدقاء علي صفحه الفيس بوك، بضرورة مقاطعة فيلم الفيل في المنديل، إلا أنني بحكم المهنة أصررت أن أضحي بنفسي وأشاهده، وفوجئت أن حفلة السادسة في سينما نايل سيتي، ليس بها إلا أربعة أنفار وكنت أنا الخامسة، وانسحب اثنان بعد الاستراحه يبقي الباقي كام؟

حاولت أن أجنب مشاعري الخاصة، أثناء مشاهدة الفيلم، وبصعوبة شديدة فعلت ذلك وقلت لنفسي لعلي أجد فيه يبدد حالة الملل والضيق التي أشعر بها، ولكن في الحقيقة الفيلم لايترك لك فرصة أن تكون محايدا فهو يضعك في خانة الرفض منذ المشاهد الأولي، ويجب أن ألفت نظرك أن الفيل في المنديل من تأليف وسيناريو وحوار طلعت زكريا نفسه! وكأن الرجل أراد أن ينتحر مع سبق الإصرار، ويبدو أنه من إخراجه أيضا، لأن بصمات أحمد البدري غابت تماما عن الفيلم، حاتقولي ماهو البدري له أفلام سيئة لكن لم تكن بهذا السوء ولاهذا السفه! الحكاية تبدأ بعيل تخين وثقيل الظل اسمه سعيد حركات، غاوي مشاهدة مسلسلات الجاسوسية، ويحفظ تفاصيل وأحداث مسلسلي رأفت الهجان وجمعة الشوان، وعندما يكبر سعيد بركات يلازمه حبه للمسلسلات الجاسوسية، رغم أنه يعمل في مجال بيع الفاكهة والخضراوات، وفي محاولة مقيتة لاستغلال الأطفال يقدم السيناريو شخصية طفلة في العاشرة من عمرها "منة عرفة" لتلعب دور معلمة بلدي وتاجرة فاكهة، تهبط للحارة مع والدها وشقيقتها الكبري"ريم البارودي" وبعد عدة فواصل من الردح والغناء الشعبي المجاني يقدمه "بعرور" مع طلعت زكريا، تحدث قصة حب سريعة تنتهي بزواج طلعت من ريم البارودي التي يكتشف في الفرح أنها خرساء، وعملا بنظرية أن أفلام الكوميديا يمكن أن تقبل بالعبط ويخاصمها المنطق، يذهب سعيد حركات إلي مقر المخابرات المصرية، ليعرض خدامته، وفي نفس الوقت"شوف إزاي" تكون المخابرات دايخة علي عميل غير محروق لترسله في مهمة إلي إسرائيل، علي طريقة نادية الجندي في فيلم مهمة في تل أبيب! ويقوم مدير المخابرات يوسف شعبان باختيار سعيد حركات، وإرساله لإسرائيل!

لن أشغل بالك بتفاصيل الحكاية فهي أسخف من أن تروي، ويكفي أني تعذبت لوحدي بمتابعتها، المهم في الموضوع  أو السؤال الذي كان يتردد علي ذهني طوال مشاهدة الفيلم، هل كان يتصور طلعت زكريا والمنتج محمد السبكي أن مثل هذا الفيلم يمكن أن ينجح تحت أي ظروف! يعني لو لم تكن الثورة قد قامت واستمر الحال علي ماهو عليه، هل كان يمكن أن ينجح فيلم الفيل في المنديل؟ طيب هل لو كان طلعت زكريا قد قام بتأييد الثورة، وبات في الميدان ثلاثة أشهر مش ٨١يوما هل كان يمكن أن يقبل الناس علي هذا الفيلم؟؟

حا تقولي مافيه أفلام سخيفة كتير ورديئة ونجحت،حا أقولك بس مش للدرجة دي؟ هناك دائما الحد الأدني، الذي تصل الأشياء بعده للعبث! والذي زاد الطين بلة، هو هذا القبح المخيف الذي يقدمه الفيلم طوال الوقت، فقد بالغ مدير التصوير محسن نصر في استخدام اللقطات الكبيرة لوجه طلعت زكريا، ونظرا لزيادة البثور ورداءة الماكياج يتحول وجه البطل الذي يتصدر معظم المشاهد، إلي حالة مرعبة من القبح! مضافا إليها تسريحة الشعر التي ظهر بها طلعت زكريا، ولا أعتقد أن هذا النموذج من البشر يمكن أن تجده في أحيائنا الشعبية؟ وإن وجد أعتقد أن تصرفات الصبية معه قد تصل إلي الوقاحة!

واضح أن طلعت زكريا أراد أن يقلد فيلم لاتراجع ولا استسلام"القبضة الدامية" الذي قدم فيه أحمد مكي، رؤية ساخرة"بارودي" علي أفلام الجاسوسية، وجاء نجاح فيلم مكي، مدعما بعدة عناصر، منها طرافة الفكرة، وخفة ظل ماجد الكدواني البطل الثاني في الفيلم، بالإضافة طبعا لقدرات ومهارات أحمد مكي المتعددة، التي تتيح له فرصة التنوع، في الأداء، أما التقليد الأعمي، الذي ينقصه الثقافة السينمائية، والحياتية فهو يؤدي حتماً إلي سعيد حركات!

آخر ساعة المصرية في

05/07/2011

 

النجــــــــــوم وأنــــــا

نجيب محفوظ  بين الفيلم والرواية

بقلم : إيريس نظـمي 

في الزمن الماضي  هي ملهمة المخرجين  مثل صلاح أبوسيف  وكمال الشيخ  وعلي بدرخان وحسن الإمام ومحمد خان وغيرهم.. وكان ذلك من حُسن حظ الجيل الماضي عكس  مايحدث الآن.. فإنه لم يعد هناك كتاب كبار مثل  نجيب محفوظ  وفتحي غانم وإحسان عبدالقدوس  ويوسف السباعي  ويوسف إدريس  ومن حبي  لأعمال نجيب محفوظ  خصصت مكانا في مكتبتي لكل أعماله.. ونجيب  محفوظ هو أول  أديب تحولت  رواياته إلي أفلام سينمائية.. وتحول خيالي  قبل أن أشاهدها إلي صور علي الشاشة.

لم يكن نجيب محفوظ  يعرف السيناريو.. ولكن صلاح أبوسيف  دفعه لكتابة السيناريو فمعظم رواياته ماهي إلا  سيناريوهات.. وكان صلاح أبوسيف هو أول  من قدم أفلامه علي الشاشة في فيلم »بداية ونهاية«.

وقد قدمت بحثا عن نجيب  محفوظ  في الجامعة الأمريكية  وقارنته بالكاتب  العالمي تشارلز ديكنز فمعظم  أفلامه تدور في الحواري  والأزقة الشعبية.. فالمكان في أفلامهما  هو شخصية  حية بما له  من تاريخ وتقاليد  وأثرها علي الأحداث  والشخصيات.. وهذا ماكان يقدمه تشارلز ديكنز في رواياته.

وحين بدأت العمل بالصحافة  كنت مشتاقة  لأن أري هذا الكاتب العظيم.. وذهبت إليه في مكتبه بوزارة الثقافة فقد كان يعمل موظفا بها.. رجل  تشعر من أول  وهلة أنك  قابلته وأنك تعرفه من قبل  يقابلك  بابتسامة  طيبة.. متواضع  إلي أقصي  الحدود.. أما المرة الثانية فقد ذهبت  إليه في مقهي الفيشاوي الذي اعتاد أن يجلس فيه مع مجموعة  من المثقفين.. وكل الناس هناك يعرفونه ومنهم هذا  الرجل الضرير  الذي يحمل مجموعة  من الكتب وينادي »أنا ببيع الأدب« وأخذناه أنا والمصور لنجول  في الأماكن والأحياء الشعبية التي كتب عنها وعشناها في رواياته.. منها »زقاق المدق« و»قصر الشوق« و»خان الخليلي« وصورناه وهو يشرب الشيشة وهي صورة مشهورة ونشرناها علي غلاف »آخر ساعة« في ذلك الوقت.

اكتب كل هذه المقدمة بمناسبة مانشره الناقد والباحث  السينمائي محمود قاسم  الذي سبق أن قدم من قبل  قاموس السينما العربية منذ  بدايتها وحتي هذه الايام.

الكتاب اسمه  »نجيب محفوظ بين الفيلم والرواية« يتناول فيه  الفارق بين  الروايات والأفلام وهي ٦٣ فيلما.. وماذا فعل المخرجون  الذين قدموا هذه الأفلام.. حقيقة  أن المخرج من حقه أن يقدم الفيلم من وجهة نظره فمثلا هو الذين  يختار شخصية البطل في الفيلم  مثل سناء جميل  في »بداية ونهاية« الذي قدمه صلاح أبوسيف  يقول محمود قاسم  في كتابه إن أبوسيف اختصر حوالي ٢١ فصلا من الرواية  دون أن يمس  بالجوهر فكانت مشاهد  الفيلم هي قراءة أمينة للغاية  مع اختلاف  إيقاع الفيلم.. وقد لفت  الفيلم نظر المخرجين الذين  قدموا بعد ذلك معظم أعماله.. وكل مخرج منهم له أسلوبه في الإخراج فمثلا حسن الإمام الذي أخرج معظم رواياته الرائعة.. فقد أدخل  عليها أسلوبه  في الرقص والغناء ليضفي شيئا من المرح والبهجة علي عالم  نجيب محفوظ  القاتم.

أما كمال الشيخ في »ميرامار« فكان أهم مايميزه الحوار الشيق بين شخصيات مختلفة أثناء حكم عبدالناصر.. وقد حذف  الشيخ مشهدا واحدا فقط  هو زيارة الأخت الريفية  لأختها التي  تعمل خادمة في بنسيون بعد ثورة ٢٥٩١.. ففي فيلم »الكرنك« الذي أخرجه علي بدرخان.. والذي عرض عام ٥٧٩١ بعد ثورة التصحيح وأفرج عنه فهو يمثل مدي وحشية  رجال المخابرات أثناء تولي صلاح نصر رئاسته من اغتيالات وتعذيب  وصلت إلي حد  الاغتصاب..

لم  يغير  كاتب السيناريو والمخرج كثيرا من أحداث الرواية سوي  أنه أبرز أنواع التعذيب  البشعة التي احتلت  جزءا كبيرا من الفيلم.. وهو يدين حكم عبدالناصر.

أما فيلم »القاهرة ٠٣« فهو يتناول  مصر أيام حكم الانجليز فقد قام صلاح أبوسيف بتسييس الفيلم والمواقف الوطنية التي قام بها الشباب المجاهد  والفساد الذي حل في طبقة  السلطات الحاكمة والمطالبة بالدستور.

هذه ثلاثة  نماذج من بين ٦٣ فيلما قدمها محمود قاسم  في كتابه »نجيب محفوظ« بين الرواية  والسينما.. لقد استمتعت جدا بقراءة الكتاب الذي  عشت أجواءه في زمن مضي .

وفي رأيي أن هذا الكتاب  من أهم الكتب  التي تضاف إلي أرشيف  السينما.. كما يضاف  لمكتبة عشاق  السينما والنقاد  والصحفيين.

ومحمود  قاسم يتمتع  بأسلوب  سهل ليسهل  علي القارئ قراءته في وقت قصير  ويذكره بعالم  نجيب محفوظ صاحب جائزة نوبل.

عزيزي هاني شاكر

قلبي معك.. وماذا أقول لك.. فإن أي كلام يقال لن يطفئ النار التي في قلبك.. فأنا أعلم جيداً أن ابنتك هذه جزء منك.. كنت أدعو دائماً لها بالشفاء.. ولكن الله أراد.. وأنا أعرف جيداً هذا الألم الذي عانته حبيبة قلبك.. فقد مررت بمثل ظروفك حين أصيب إنسان عزيز جداً هو أخي ومدي الألم الذي كان يعاني منه.. ألم لا يحتمل.. وكان قلبي يتمزق بداخلي وأنا أري الألم في وجهه.. ومررنا بأطباء ومستشفيات.. لدرجة أني طلبت من الله أن يريحه بالطريقة التي يراها.. وحدث.. ورحل أخي بعد أن كان يضفي علينا سعادة غامرة.. وهو لا يزال شاباً.

عزيزي هاني:

لقد عاصرتك منذ كنت طفلاً في برامج "ماما سميحة" وأيضاً علي المسرح.. وقلت بإحساسي.. أن هذا الطفل سيكون له مستقبل باهر.. وقد تحقق ظني.. وفرحت بك فيما بدأت تغني.. وبالرغم من المعاناة التي عانيتها في مرحلة البداية.. ومن حاولوا الهجوم عليك لصالح مطربين آخرين.. لكنك لم ترد عليهم سوي بتقديمك الأعمال الجيدة.. لم تتنازل يوماً لتقدم أغاني هابطة وهي الأغاني التي ظهرت في السبعينات وانتشرت انتشاراً كبيراً وحققت النجاح في ذلك الوقت.. ثم اختفت بعد ذلك ونسيناها تماماً.. لذلك أطلقوا عليك "أمير الغناء" فأنت فعلاً أمير بأعمالك ودماثة أخلاقك.. لم تهاجم مرة أحد الذين هاجموك في البداية.. ولم تسع للانتشار في وسائل الإعلام.. ولكن الانتشار هو الذي سعي إليك.. ولم نسمع عنك أي إشاعة تشينك.

عزيزي هاني:

لا أنصح ولا أعظ فأنا أعلم جيداً أن هذا الكلام ليس له أي معني يطفئ نار القلب.. ونطلب من الله أن يخففها عنك مع مرور الوقت.. وأن تغني بعد أن طلبت منك الحبيبة الغالية ذلك ووعدتها.. وأيضاً حينما تري حفيديك  اللذين تركتهما يكبران أمامك ويرثان أخلاقك وطباعك ياصاحب الفن الرفيع.. ياأقرب الناس إلي قلوبنا.. الله معك.

آخر ساعة المصرية في

05/07/2011

 

في مهرجان الرباط السينمائي الدولي الـ٧١

تكريم »ليلي علوي« في ليلــة حـب جميلــة

رسالة الرباط:نعمة الله حسين 

للمرة الثالثة أشد الرحال لمدينة الرباط.. ومهرجانها السينمائي الدولي لسينما المؤلف ، الذي شرفت بحضوره للمرة الأولي سنة ٢٠٠٢ مع الفنانة العزيزة والقديرة »ليلي علوي« التي أنحاز إليها فنيا.. وإنسانيا.. وأعتز بصداقتها كثيرا.. وما أكثر المواقف الإنسانية التي جمعتنا معا في العديد من السفريات في أنحاء العالم في سنة ٢٠٠٢ كان هناك الزفاف الملكي وكان من حسن حظي إنني دعيت إليه.. في هذه السنة كانت »ليلي« عضو لجنة التحكيم الدولية.. ولقد رحب بها أهل الرباط ترحيبا يفوق الوصف والتقدير.. لدرجة أنهم قاموا بحمل السيارة التي كنا نستقلها وساروا بها مسافة تقديرا ومحبة منهم لها.. أما اليوم وبعد مرور تلك السنوات كان تكريم »الرباط« لهذه الفنانة المصرية الكبيرة.. في الدورة السابعة عشرة للمهرجان.. بالإضافة لتكريم السينما السورية وعرض برنامج خاص بها.. ومن المغرب جاء تكريم الفنانة الكبيرة »ثريا حيران« شفاها الله والتي شغلت منصب وزيرة الثقافة.. واستقالت بعد تعرضها لأزمة صحية شديدة.. ومن المخرجين الكبار كرم مهرجان الرباط الفنان المغربي »أحمد بوالعناني«.. والمخرج »محمدلطفي« اللذين رحلا في بداية هذا العام.

ليلي علوي الفنانة الجميلة المحتفي بها.. شاركتها فرحتها الفنانة الإنسانة »لبلبة« والتي كانت عضوة لجنة تحكيم بالمهرجان .. »لبلبة«.. أو »نونيا« كما نناديها نحن أصدقاءها.. صاحبة قلب أبيض.. »وخفة دم«.. تشيع البهجة والبسمة أينما كانت أو ذهبت.. وكان جميلا منها حرصها الشديد علي التواجد في كل الفاعليات والأنشطة التي شاركت فيها »ليلي«.. من ضمن الوفد المصري »سهير عبدالقادر« والإعلامية المذيعة الشاطرة »بوسي شلبي« وكل من الزملاء الأعزاء »سمير فقيه«، »مدحت حسن« وهو المنسق مع المهرجان للوفد المصري.. ومن التليفزيون »نايل سينما« »مهاب«.. »وكريم«..

ولقد كانت تلك  السفرة شديدة المتعة بسبب التوافق والروح الجميلة السائدة بين الوفد المصري.. الذي كان يدا واحدة بحق.

مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف يقام تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس .. ورئيسه د.عبدالحق  المنطرش ويرأس لجنة التحكيم الدولية المخرج التونسي »رضا الباهي« وعضوية كل من المخرج والموسيقي والمؤلف الإيراني » عباس بختياري«.. والمنتجة والمخرجة الكندية »دانييل سويسا« والمخرج المغربي »جمال الدين الدخيس«.. والممثلة المصرية »لبلبة«.. والكاتبة المغربية »نفيسة السباعي« والفنانة المغربية »سناء موزيان«.. والموسيقار الشيلي »فورخي ارياكادا«.. والسينمائية الفرنسية »إلينا خيمينيز«.

وتضم أفلام المسابقة الرسمية تسعة عشر فيلما من تسع عشرة دولة النرويج ـ كندا ـ سوريا ـ البوسنة ـ ألمانيا ـ الإمارات ـ فرنسا ـ تونس ـ مصر ـ المغرب ـ كيريخستان ـ تركيا ـ إسبانيا ـ العراق ـ لبنان.

أما فيلم الافتتاح فهو »النهاية« للمخرج المغربي الشاب »هشام لعسري« وبطولة كل من »إسماعيل قناطر«.. صلاح بن صلاح .. حنان زهدي.. نادية نيازي.. مالك أخميس.. مراد الزاوي.

أما فيلم الختام فهو إنتاج مشترك مابين البوسنة.. النمسا.. كرواتيا.. المانيا.. عنوانه »اختيار لونا« للمخرجة »جميلة زبانيتش«.

كما تم الاحتفال بالذكري المئوية للكاتب الكبير »نجيب محفوظ« وسوف يعرض الفيلم الوثائقي »نجيب محفوظ ضمير عصره« للمخرج القدير »هاشم النحاس«.

وقد قدمت حفل الافتتاح المذيعة المصرية المتميزة »بوسي شلبي«

ليلة في حب ليلي علوي

إخواننا المغاربة يعشقون مصر والفن المصري.. لذلك لم يكن غريبا أن يتحول تكريم »ليلي علوي« إلي ليلة في حب مصر.. فقد اصطفت الفرقة العسكرية للبنات أمام دار العرض الذي تجمع أمامه عشاق ومحبو ليلي علوي لدرجة أن الطريق العام تم إغلاقه.. وعند وصولها بدأت في عزف أغاني العروس التقليدية والزفة المغربية.. لتدخل القاعة وسط حشد جماهيري كبير.. ولعل من أجمل الأشياء وهو حرص عدد كبير من الفنانين المغاربة.. وعلي رأسهم الفنانة المغربية القديرة »فاطمة خير« التي جاءت خصيصا من مراكش لمدة ساعات قليلة بعد اعتذارها عن فيلم تقوم ببطولته.. لتشارك ليلي علوي فرحتها وتقدمها علي المسرح بأسلوب راق ورائع وكلمات صادرة من القلب تحمل الحب والتقدير.. ليقدم لها بعد ذلك »د.عبدالحق المنطرش« درع التكريم  من مهرجان الرباط.

وتخرج »ليلي« من دار العرض وسط حشود من الجماهير الغفيرة إلي حيث كان يقام عشاء علي شرفها.. حضره جميع ضيوف المهرجان.. وقامت رئيسة الوفد السوري بتوجيه تحية خاصة لها والترحيب بها.

وكانت إدارة المهرجان أقامت ندوة خاصة بالفنانة »ليلي علوي« قبل حفل التكريم والعشاء.. حضرها عدد كبير من النقاد والصحفيين المغاربة والعديد من وسائل الإعلام وقد أدارتها كاتبة هذه السطور »نعمة الله حسين«.. بحضور الكاتب والإعلامي »فؤاد صويبة« ممثلا عن وزارة الإعلام.

وكم كان جميلا أن تبدأ ليلي كلمتها في أول ظهور جماهيري لها بعد الثورة.. بوقفة دقيقة حداداً علي أرواح الشهداء.. ثم توجهت بكلمة حب للمغرب والجمهور المغربي قائلة إنها سعدت بهذا التكريم وبالتالي أخذت إجازة لمدة يومين من تصوير مسلسل »الشوارع الخلفية« الذي تشارك في بطولته.. وعن رأيها فيما يسمي القائمة السوداء؟ أجابت أنا أرفض هذا المنطق الذي يصنف الناس.. وأرفض أن تمارس ديكتاتورية باسم الحرية أو الثورة إننا جميعا مع الحرية.. وأن الفن هو أعظم رسالة للناس.. وأن الحوار هو الطريقة الصحيحة لكي يتواصل البشر بأفكارهم..

وعن الإخوان وعزمهم إنتاج أفلام خاصة بهم.. قالت إنها سمعت بذلك لكن يحضرها بالمناسبة تجربة السينما الإيرانية.. ومدي روعتها رغم الصعوبات الشديدة التي مرت بها.. وعن علاقتها بيوسف شاهين.. قالت عندما عملت مع هذا الأستاذ العظيم وكان من عادته أن يجلس مع كل ممثل أو ممثلة علي حدة ويطلب منه أن يحدثه عن نفسه.. وكان أن قلت له إنني أشعر بالخوف الشديد.. فطمأنني قائلا لي.. إنت ممثلة كويسة جدا.. وأجمل حاجة  فيك عيناك ليس لأنهما جميلتان.. بل لأن بهما صدقاً شديداً.. فرجاء أن تكوني دائما صادقة لأن هاتين العينين سوف تفضحان أي كذب.. كلماته شجعتني وخلتني أحب نفسي.. ويوسف شاهين.

وعن المسرح قالت .. إنه عشق خاص لأي فنان ولها.. ومتعة العمل علي المسرح لا تضاهيها متعة أخري.. لكنها قررت التوقف منذ عام ٧٩٩١ لعدم وجود نص مناسب لها.. والآن أصبح من الصعب عليها العمل لفترة طويلة ليلا.. نظرا لارتباطها بزوجها وابنها.

وعن تجربة التليفزيون ومسلسل »حكايات وبنعيشها« قالت .. إن الحكايات لن تنتهي أبدا.. وبالتأكيد من الممكن استكمالها في أي وقت.

وعندما جاءت الإجابة عن سؤال عن تأجيل مهرجان القاهرة.. تركت الكلمة »لسهير عبدالقادر« نائب رئيس مهرجان القاهرة.. والتي كانت المرة الأولي التي تدلي فيها بكلمات رسمية عن تأجيل المهرجان وموافقة الاتحاد الدولي للمنتجين بالإجماع علي عدم إقامته هذا العام مع الاحتفاظ بحق ومكانة مصر في قائمة الـ ١١ مهرجان فئة (أ).

إن تكريم ليلي علوي في مهرجان الرباط .. هو تكريم للفن المصري ولفنانيه.. فهي بما قدمته من أدوار مميزة طوال مشوارها الفني، عكست وناقشت خلالها مشاكل المجتمع المصري.. وطرحت العديد من القضايا الاجتماعية .. والاقتصادية.. والسياسية..

وإذا كان مشوارها الفني بدأ مع فيلم »البؤساء« لعاطف سالم.. ولم تكن قد أكملت بعد عامها الخامس عشر.. إلا أن أدوارها تنوعت.. وكانت بما تملك من قدرة وذكاء وجرأة سينمائية دفعتها للتعامل مع مخرجين جدد مثل شريف عرفة.. مجدي أحمد علي.. سعد هنداوي.. وفي مشوارها السينمائي المتميز كان لها أدوار رائعة في (الأقزام قادمون)، (المغتصبون) سعيد مرزوق.. (إنذار بالطاعة) عاطف الطيب.. (يادنيا ياغرامي) مجدي أحمد علي.. (المصير) يوسف شاهين.. (بحب السيما) أسامة فوزي الذي أختير من أفضل عشرة أفلام مصرية في القرن الحادي والعشرين.

إن ليلي علوي نجحت بإنسانيتها العالية. وأخلاقياتها.. وبساطتها.. وموهبتها وذكائها الشديد أن تكون قريبة من قلوب الجماهير .. وصورة مشرفة.. ونموذجا للفنانة المصرية التي يفتخر بها في كل مكان من أنحاء العالم .. لذلك فأنا شديدة الانحياز لها.

آخر ساعة المصرية في

05/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)