حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فى الكادر

علا الشافعى تكتب:

حجاب آثار.. وتعقيب من النجمة المعتزلة شهيرة

عندما كتبت عن النجمة أثار الحكيم وتصريحاتها بشأن الحجاب، لم يكن من باب اتخاذ موقف ما من فنانة أو الفنانات المحجبات والمعتزلات، أو حتى من عادوا منهن إلى الفن بعد ذلك، ولكن الأمر كان يتعلق بطرح مجموعة من الأسئلة حول ما صرحت به أثار الحكيم "حول من كانوا يحاولون ويضغطون عليها للحجاب طوال 15 عاما "وهو التصريح الذى فاجأنى وأعتقد أنه بالضرورة فاجأ الكثيرين غيرى، لذلك كان يجب أن أطرحه من باب أن نعرف هل كل ما كان ينشر عن هذه المسألة حقيقى أم لا.

هل فعلا كانت هناك جهات بعينها تهدف إلى تحجيب الفن والثقافة المصرية؟ من هذا المنطلق فقط تساءلت، وفى تعقيب على تساؤلاتى وما نشر حول قضية الفنانات المحجبات، فوجئت بعدها باتصال تليفونى من صوت شديد الرقة والدفء، يحمل الكثير من خفة الدم ويملك طريقة خاصة فى جذب من يهاتفه، حيث بادرتنى صاحبة الاتصال والتى عرفتها من ضحكتها المميزة النجمة المعتزلة "شهيرة" والتى بادرتنى متسائلة بشأن ما كتبته: "لماذا لم تذكر الفنانة أثار الحكيم أسماء الشخصيات أو الجهات التى كانت تحاول الضغط عليها؟ "قلت لها بصراحة شديدة فاتنى أن أطرح هذا السؤال، فإذا كانت أثار الحكيم قد تعرضت لمحاولات من أسماء أو شخصيات فعليها أن تعلن ذلك صراحة وبذلك تكون قد كسبت فينا معروفا لنعرف أصل الحكاية ومدى صدق الروايات المتعلقة بها.

وفى إطار الحكى والدردشة أكدت لى النجمة التى أكن لها كل احترام، أنها اتخذت قرار اعتزال الفن عن قناعة تامة، وبإيمان داخلى وليس لأن هناك من دفعها لذلك.

وبنفس خفة الدم قالت لى: "كنت أعقد ندوات ودروسا دينية والنجمتان اللى أثرت فيهما وكنت أتناقش معهما باستمرار هما سهير البابلى وسهير رمزى وكان النقاش من باب أن نحتشم ونتدين وليس لأن هناك من دفع لنا.

وبالمناسبة أثار ترددت لفترة علينا وكانت تحضر بعض الدروس، ولا أعرف إذا كان ذلك بدافع الفضول منها أم أنها كانت تفكر فى الأمر، وعموما أثار فنانة ملتزمة ومحتشمة فى مظهرها".

وتساءلت شهيرة ببساطة إذا كانت هناك من يدفع للنجمات للاعتزال فلماذا عادت بعضهن للعمل بالحجاب، ألم يكن ذلك من أجل الحياة الكريمة خصوصا أن معظم من اعتزلن لا نعرف سوى مهنة الثمثيل؟ وعن نفسى كشهيرة شهادتى الجامعية من معهد الفنون المسرحية، ولم أعمل سوى بهذه المهنة، ولا أعرف غيرها إلا أننى قررت الحجاب والاعتزال عن قناعة ولست ضد الفن أو ضد أحد.

ويتبقى لى أن أؤكد على ما طرحته الفنانة شهيرة من أنه على الفنانة أثار أن تخبر الجميع بمن كانوا يحاولون تحجيبها.. لنصل ولو لجزء من الحقيقة.

اليوم السابع المصرية في

05/07/2011

 

 

"مهرجان دبى السينمائى"

يعرض باقة متميزة من الأفلام الإماراتية والعربية

كتبت علا الشافعى 

يعرض مهرجان دبى السينمائى الدولى، باقة من الأفلام الإماراتية والعربية الحائزة على العديد من الجوائز فى إطار مهرجان "شباك" المقام فى لندن هذا الشهر، والذى يعد أول فعالية تحتفى بالثقافة العربية المعاصرة.

وقد تم انتقاء نحو 7 أفلام فائزة بالجوائز من "مهرجان دبى السينمائى الدولى 2010 " والدورة الرابعة من "مهرجان الخليج السينمائى " لكى تقدم للمشاهدين فى لندن فكرة عن العالم العربى والسينما العربية التى تتطور باستمرار، ويشتمل مهرجان "شباك"، المقام من 4 إلى 24 يوليو والذى ينظمه عمدة لندن، على أكثر من 70 نشاطا فنيا فى أكثر من 30 موقعاً فى كل أنحاء العاصمة البريطانية.

وفى يوم الخميس 14 يوليو، سيقوم "مهرجان دبى السينمائى الدولى " و "المعهد الدولى للفنون البصرية " (INIVA) بعرض مجموعة من الأفلام فى صالة "ريفنجتون بليس" فى لندن وإجراء ندوات حوارية تعكس واقع التجربة الإماراتية المعاصرة .وتشتمل الأفلام الإماراتية الأربعة المشاركة فى برنامج "المعهد الدولى للفنون البصرية" على فيلم "سبيل " للمخرج خالد المحمود، والذى فاز بالجائزة الأولى فى "مهرجان الخليج السينمائى الرابع"، والجائزة الثانية فى النسخة الافتتاحية من "مسابقة المهر الإماراتي" ؛ وفيلم "آخر ديسمبر" للمخرج حمد الحمادي، والذى حاز على الجائزة الثالثة فى مسابقة الطلبة ضمن "مهرجان الخليج السينمائى"؛ و"موت بطىء" للمخرج جمال سالم، والذى حظى باهتمام خاص فى النسخة الرابعة من "مهرجان الخليج السينمائى؛ وفيلم "ملل " للمخرجة نايلة الخاجة، والذى فائز بجائزة "المهر الإماراتى" فى "مهرجان دبى السينمائى الدولى 2010 ".

وسيتضمن برنامج "المشهد 2: البارحة واليوم فى الشرق الأوسط- " الذى ينظمه "المعهد الدولى للفنون البصرية"- ندوة حوارية بإدارة كاثرين ديفيد، المدير الفنى السابق فى معرض "documenta x" فى كاسيل، ألمانيا. ويشار إلى أن الدعوة عامة ومجانية لحضور كافة الأفلام والندوات الحوارية التى سيتمّ عرضها فى صالة "ريفنجتون بليس" بشكل رئيسى، بالإضافة إلى غيرها من المواقع، أو على شبكة الإنترنت.

وسيقوم "مهرجان دبى السينمائى الدولى " كذلك بعرض باقة منتقاة من الأفلام العربية الجديدة بين 19 و23 يوليو 2011، وذلك بالتعاون مع "غرف الموزاييك" - صالة العرض الفنية التى تتخذ من كينغستون مقراً لها، والتى تتخصص فى استعراض إبداعات الشرق الأوسط المبتكرة من فنون وأدب وسينما.

وبالإضافة إلى "سبيل" و"ملل"، ستعرض "غرف الموزاييك" فيلم "مدن الترانزيت" للمخرج الأردنى محمد الحشكى، والحائز على جائزة اتحاد نقاد السينما (فيبريسكى) وجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مسابقة "المهر العربى " للأفلام الروائية الطويلة فى "مهرجان دبى السينمائى الدولى "2010 ، إلى جانب فيلم "هذه صورتى وانا ميت " للمخرج محمود المساد، وهو من إنتاج فلسطيني-هولندى مشترك وحائز على جائزة " المهر العربي" عن فئة الأفلام الوثائقية فى "مهرجان دبى السينمائى الدولى " 2010؛ وفيلم "سقف دمشق وقصص الفردوس " وهو إنتاج سورى قطرى مشترك للمخرجة سؤدد كعدان، والذى حاز على الجائزة الثانية فى مسابقة "المهر العربي" عن فئة الأفلام الوثائقية العام الماضى.

والجدير بالذكر أن كلاً من "مدن الترانزيت" و"سقف دمشق وقصص الفردوس" كانا قد عرضا لأول مرة عالمياً فى "مهرجان دبى السينمائى الدولى 2010 " ، فى حين يعد "هذه صورتى وأنا ميت" واحداً من المشاريع العديدة الناجحة التى احتضنها "ملتقى دبى السينمائى " سوق الإنتاج المشترك التابع لـ"مهرجان دبى السينمائى الدولى".

وقال مسعود أمر الله آل على، المدير الفنى لـ"مهرجان دبى السينمائى الدولى": "تشكل السينما منصة عالمية ذات تأثير بالغ فى إيضاح المغالطات الثقافية بين الشعوب، وتقديم صورة حقيقية للواقع المعاش فى المجتمعات المعاصرة".

وأضاف: "تأتى شراكتنا مع ‘المعهد الدولى للفنون البصرية’ و‘غرف الموزاييك’ فى إطار سعينا لتحقيق أهدافنا طويلة المدى فى بناء الجسور الثقافية عبر السينما، وتعريف العالم على أفضل النتاجات السينمائية العربية، ونحن فخورون بالمشاركة فى ‘شباك’ الذى يتيح لنا تسليط الضوء على الثقافة العربية المعاصرة أمام جمهور لندن، وإفساح المجال لصانعى الأفلام العرب لكى يتواصلوا مع جمهور عالمى أوسع".

ويتضمن مهرجان "شباك" طيفاً واسعاً من البرامج التى تعنى بالفنون البصرية، والسينما، والموسيقا، والمسرح، والرقص، والأدب، والهندسة المعمارية، والمحاضرات والندوات الحوارية، والتى تتناول جميعها شئون العالم العربى؛ حيث يشارك فيها كتاب، وفنانون، وسينمائيون، وموسيقيون، ومصممو رقصات عرب ومهندسون معماريون من المقيمين فى لندن أو فى أى مكان من العالم، ويذكر أنه سيتم فى 8 يوليو الجارى عرض الفيلم الدرامى المصرى "ميكروفون" واحد من أفلام "مهرجان دبى السينمائى الدولى" المشاركة فى "شباك".

اليوم السابع المصرية في

05/07/2011

 

 

نقاد يتوقعون نجاحًا غير مسبوق للجزء الأخير من هارى بوتر

كتبت دينا الأجهورى 

مع اقتراب العرض العالمى الأول للجزء الأخير من سلسلة هارى بوتر يوم 15 يوليو الجارى، والتى ظل الجمهور يتابعها بشغف بالغ على مدار عقد كامل، يتوقع النقاد وخبراء السينما حول العالم أن نجاح الجزء الجديد قد يشكل ظاهرة غير مسبوقة، خاصةً بالنظر لما حققته الأجزاء السبعة السابقة من السلسلة.

حققت السلسلة مجتمعة مبلغاً هائلاً من الإيرادات وصل إلى 6 مليارات و367 مليون دولار، وكل جزء على حدة وصلت إيراداته إلى حافة المليار دولار.

وللمفارقة فإن أنجح الأجزاء حتى الآن هو الجزء الأول هارى بوتر وحجر الفيلسوف، الذى وصلت إيراداته إلى 974 مليون دولار، يليه فى النجاح الجزء السابع هارى بوتر ومقدسات الموت الذى وصلت إيراداته إلى 954 مليون دولار.. أما أقل الأجزاء نجاحاً فكان الجزء الثالث هارى بوتر وسجين أزكبان، والذى وصلت إيراداته إلى 759 مليون دولار.

لكن مع انتظار الجزء الأخير، وكونه الخاتمة الملحمية العظيمة التى ستكلل كل هذا النجاح، ومع تفصيلة أخرى مهمة هى أنه سيكون أول أجزاء السلسلة الذى سيعرض ثلاثى الأبعاد، فمن المتوقع أن يفوق الجزء الجديد هارى بوتر ومقدسات الموت: الجزء الثانى كل الأجزاء السابقة، والكثير من خبراء السينما لا يستطيعون وضع تصور مبدئى لحجم النجاح المنتظر لأنه سيكون على حد تعبيرهم "ظاهرة تستحق الدراسة".

شركة يونايتد موشن بيكتشرز موزع الفيلم فى مصر قامت بتدشين حملة دعاية ضخمة للفيلم على موقعها الإلكترونى، فهناك مسابقة كبرى سيفوز فيها عدد كبير بجوائز حصرية خاصة بالفيلم، أيضاً هناك تذاكر مجانية لفائزين آخرين، هذا بجانب كل التحميلات الممكنة للفيلم التى من الممكن الحصول عليها مجاناً من خلفيات، حافظات شاشة، وبوسترات كلها حصرية، وأيضًا تحميلات للموبايل.

هذا بجانب لعبة فلاش حصرية من الممكن لعبها أونلاين دون تحميل على الموقع مباشرةً، اللعبة بعنوان Motorbike Escape، وفيها يحاول هارى بوتر الهروب فى مطاردة لاهثة.

تدور أحداث الجزء الأخير حول البحث عن أحجار الهوكروكس الثلاثة الباقية، التى يستغلها فولدمورت ليقسم بها روحه، حتى يستحيل قتله إذا لم تجتمع سوياً.. يسعى هارى، رون، وهرميون لإيجادها وتحطيمها، وحينها يستطيع هارى تحطيم بعضها ويقوم رون بتحطيم أحدها ليكسروا سر خلود لورد الظلام، يشن فولدمورت حرباً عاتية على مدرسة هوجوورتس تدمر كل شىء، ويصبح مصيرها ومصير الجميع مرهونًا بنتيجة الصراع العاتى الذى سينشأ بين هارى وفولدمورت.

هارى بوتر ومقدسات الموت: الجزء الثانى يقوم بإخراجه دافيد ياتس، ويقوم ببطولته كلٍ من دانيل رادكليف، روبرت جرينت، إيما واطسون، ورالف فينيس ومن المقرر افتتاحه فى بريطانيا وأمريكا يوم 15 يوليو الجارى.

اليوم السابع المصرية في

05/07/2011

 

متى يخرج مهرجان "الرباط" من مراهقته؟

أحمد بوغابة - الرباط 

كانت مدينة "الرباط" قبل عشر سنوات كئيبة ومملة ولا تدبّ فيها الحياة إطلاقا بعد السابعة مساء، فقد ارتبطت باسمها الإداري فقط بحكم كونها عاصمة يزورها المواطنون بهدف قضاء حاجياتهم الإدارية بسبب تمركز جميع مصالح المواطنين بها.

كانت "الرباط" مدينة الأشباح بامتياز ولا تملك بنية العواصم في العالم إذ يتخيل زائرها أنها مدينة غير مؤهلة للسكن والحياة إذ لن تجد مقهى مفتوحا أو مطعما بعد الثامنة ليلا فتصوم رغما عنك حتى ولو لم يكن شهر الصيام..كان الجميع يهربها بعد يوم واحد من الإقامة فيها.

بدأت تتغير ملامح "الرباط" في السنوات الأخيرة وتتجمل وتستفيد من جمال الليل بفسح فضائها لساكنتها فالتقى النهار بالليل - إلى حد ما - حيث شرعت في طرد الغُمة عنها وأبرزت للعيون جمال هندستها التي كانت محتكرة عنوة من لدن أطراف دون حق ولا بتبرير قانوني لاستيلائها على الملك العام وحرمان المواطن من عمق المدينة.

خطت عاصمة المغرب الإدارية خطوة مهمة نحو الحضارة التي كادت تفقدها نهائيا؛ ولم تعد تلك المدينة التي ينبغي حراستها وحراسة كل من يتحرك فيها والشك في كل من حملته قدمه إلى الشارع مع سقوط الظلام إذ يمكنه أن يتعرض إلى ما لا تحمد عقباه حتى ولو لم يكن على علم مسبق بهذا "القانون" غير المعلن وغير الرسمي.. "قانون عُرفي" فرضته الظروف السياسية التي عاشها المغرب في بداية السبعينات من القرن الماضي (محاولة الانقلابين) فبقي ساري المفعول إلى الأمس القريب.

حين بدأت بعض الفعاليات الثقافية بالمدينة في أواخر الثمانينات – بإيعاز من السلطة المحلية وبمباركة السلطة المركزية طبعا – في تنظيم بعض التظاهرات الفنية يستغلها السكان لاستنشاق هواء الليل خارج البيوت فظهرت مهرجانات تضمّ جميع الفنون منها مهرجان "الرباط" الذي كان شاملا قبل أن تُنزع منه فقرات كثيرة كالموسيقى والمسرح والتشكيل فأسرع أصحابه إلى تأسيس جمعية مكتفية بالسينما وأطلقت عليه إسم "سينما المؤلف".

عن هذا المهرجان - الذي نعود إليه من جديد - نحدثكم في ورقتنا هاته لأنه لم يواكب التغيير الذي تعرفه المدينة والمجتمع إذ مازال يعيش فترة المراهقة التي لم يخرج منها رغم أن المسؤولين عنه قد هرموا فيبدو جليا الفرق الشاسع بين التسيير والفعل، بين تظاهرة سينمائية اختارت هوية محددة هي "سينما المؤلف" بكل ما تعني من مضمون في قاموس فنون السينما والبعد الاحتفالي الجماهيري الذي يريده لها أصحاب الجمعية.

سبق لي أن كتبت وصرخت مرارا بأعلى صوتي وعلانية أن هذا المهرجان هو إساءة لسينما المؤلف بالصيغة التي يُقام بها ولا عيب في أن يغير منظموه هويته وإسمه بعد أن تورطوا فيه بسبب عقلية لم تكن تتحكم في المفاهيم وتعتقد أنها ستنجح بين رغبتها الذاتية ورغبة من يسيره.

ينبغي الآن قليل من الشجاعة والمروءة لإعلان فشل مرحلة وبداية مرحلة أخرى مختلفة بإعطائه هوية جديدة تناسبهم في تنظيم مهرجان شعبي يساير أهدافهم الانتخابية التي هي هدفهم الأول والأخير والجوهري.. إن الاعتراف بالخطأ فضيلة. كثير من المهتمين مستعدين لطي صفحة وبداية صفحة جديدة وعفى الله عما سلف.

لم يستسغ الجمهور المحلي أن تقدم مذيعة مصرية سهرة الافتتاح باللهجة المصرية ضدا في المغاربة خاصة وأن مصر ترفض اللهجات الأخرى بالادعاء أنها لا تفهمها..فهل المغاربة يفهمون اللهجة المصرية؟؟ فلو قدمت منشطة مغربية سهرة في مصر باللهجة المغربية أو المغاربية لحصلت "ثورة" في مصر ضدها وضد من تجرأ بالحديث في مصر بغير لهجتها.

والمصيبة الكبرى أن تلك المذيعة المصرية لم تضف شيئا جديدا يُذكر بقدر ما زورت الصورة المغربية ونطقها الأسماء خطأ وبذلك ظهر جليا منذ الدقيقة الأولى للمهرجان أن النتيجة ستكون سلبية لأن طالعها سيء خاصة وأن المنظمون أرادوا أن يجتهدوا أكثر من اللازم بالاعتماد على الإثارة فكان لهم ما يريدون بحيث وضعوا في مدخل مسرح محمد الخامس الذي احتضن حفلتي الافتتاح والاختتام خشبة بالسجاد الأحمر غطت كليا باب المسرح إذ ينبغي لمن يلجه أن يصعد ويهبط كالبهلوان فلم يسر عليه إلا من فُرض عليه ذلك بينما جميع الناس اختارت السهولة بالاعتماد على المسار العادي بجوانب الخشبة الغرائبية والعجائبية.

فلم يفهم الناس لماذا تم الاحتفاظ بها أسبوعا كاملا رغم سينوغرافيتها الرديئة التي تعبر عن سخافة مصممها؛ لم يكن لها أي دور فني أو إيجابي أو عملي بقدر ما كانت عائقا للدخول والخروج خاصة وأن المدعوين والجمهور عامة تجاوزوها ولم يطئوها فهي جزء من ميزانية ذهبت أدراج الرياح التي لم يُعلن عن قيمتها الحقيقية.

أخطاء المذيعة المصرية في حفل الافتتاح ستعمقها أكثر مذيعة أخرى قادمة من سوريا وذلك في حفل الاختتام التي أربكته وأربكت لجنة التحكيم ومن يقدم الجوائز فلولا تدخل المنشط المغربي "محمد البحيري" الذي كان يقاسمها التنشيط باللغة الفرنسية فأصبحت مجرد دمية تؤثث ركح المسرح وهي ترى أن الأحداث تجاوزتها فغادرت الميدان.

إعادة النظر

يقول مثل مغربي شائع حين يتعلق الأمر بشيء فاشل من أصله ما يلي: "خرج من الخيمة أعوج" بمعنى معوق لا يمكن إصلاحه، وهذا المهرجان نشأ أصلا معوقا حين أراد مديره الفني السابق إدعاء المعرفة السينمائية بإعطائه هوية نخبوية بنعته بمهرجان لـ"سينما المؤلف" الذي لم تكن له علاقة بهذه السينما فتورط الجميع في الإسم الذي مازال يحمله إلى حد الآن رغم أنه بعيد عن هذه السينما إلا في ما يخص بعض الأفلام القليلة التي يتم اقتناصها بصعوبة لأن السياسة العامة التي تريدها الجمعية المنظمة للمهرجان هي الشعبوية وأفلام الجمهور ذات النجوم والبعيدة عن التفكير أو إثارته.

لقد وصل المهرجان إلى سن 17 وبالتالي لن يبقى مراهقا في السنة المقبلة فعليه أن ينضج ولا بأس من تغيير إسمه حتى يكون لأصحابه حق برمجة واسعة وحرة لا تلزمهم بنوعية محددة وبأعضاء لجنة تحكيم عادية ليست بالضرورة من القوم السينمائي المتميز وهكذا يتحول المهرجان إلى موسم أو سوق بالمفهوم الشعبي عوض أن يسلخوا جلدنا سنويا بما ليس في المهرجان.

ولا تعمّ الفوضى الأفلام فقط بل أيضا أعضاء لجنة التحكيم بضمها عناصر لا علاقة لها بسينما المؤلف من بعيد أو قريب خاصة الممثلات المصريات اللواتي لم يشاركن ولو في فيلم واحد يدخل في إطار ما يسمى بسينما المؤلف.

وهذا النقد ليس جديدا بهذه السنة فقط بل منذ إنشاء المسابقة فيه؛ وعليه فهذا المهرجان ينبغي إعادة النظر فيه بإعادة عجنه وتشكيله من جديد بعد حله لينتُج عنه مهرجان سينمائي جديد بمقومات احترافية جديدة يتحمل كل واحد فيه مسؤوليته المطلقة وعنها يُحاسب إذ يتهرب الجميع من المحاسبة الآن ويلصقون التهم والفشل ببعضهم فلا تدري من المسؤول؟

مهرجان الرباط هو تظاهرة برؤوس كثيرة منها مَنْ تنتمي إليه ومنها مَنْ هي خارجه ومنها مَنْ تنتمي للجمعية المنظمة والتي تتشكل من جميع التيارات والهيئات والحساسيات السياسية بالمدينة وكأنها برلمان مُصغر غير قانوني فاختلطت السياسة بالثقافة والفن والفرجة بشكل فج وليس كمرجعية للتأطير الإيجابي حيث الضرورة هي التي فرضت هذه الفسيفساء غير المنسجمة في التشكيل وغير المريح للعين.

عوض أن يكتفي المهرجان بالسينما فقط كما يدل إسمه على ذلك فهو يعمل كل سنة على تنظيم مهرجانات أخرى موازية في نفس الوقت مما يؤدي به إلى تشتيت طاقاته وعدم تركيزه على السينما لأنه يبحث عن الأضواء التي لا تعطيه له "سينما المؤلف" رغم لجوئه إلى "النجوم النسائية" للسينما المصرية بغرض إثارة الجمهور والجوقة التي لا تنجح دائما.

وهذا التصور هو الذي دفعنا قبل سنتين لنعته في مقال سابق نُشر بموقع الجزيرة الوثائقية بـ "سوبر مارشي".

فعوض أن يختار المهرجان ترميم هياكله وضبط فضاءاته السينمائية وما تتطلبه من شروط العرض الجيدة فإنه فضل هذه السنة أن يلعب خارج ملعبه بلعبة ليست لعبته الأساسية بـ"محاربة" القرصنة حيث شيد في "ساحة جدة" (الموجودة بين القاعتين الرسميتين للمهرجان وهما قاعة الفن السابع وقاعة النهضة) الخيام لبيع الأقراص للأفلام والأغاني والموسيقى وكذا أروقة لبعض المؤسسات السينمائية الرسمية، جل الخيام كانت فارغة إذ لم يستجيب الباعة للدعوة.

"جوطية"

كان الشعار المركزي للمهرجان في هذا السوق هو "جميعا ضد القرصنة" تفرعت منه شعارات كثيرة منها "لا للقرصنة" و"لنتحد ضد القرصنة" و"معا ضد تهريب الإبداع" أو "لنحترم جميعا حقوق المؤلفين" أو "الملكية الفكرية محرك للتنمية الاقتصادية والفكرية" أو "نعم للمنتوج الأصلي".

كانت موزعة على لافتات كثيرة بألوان مختلفة فضاع الزوار بين الشعارات والواقع حيث وصف أحد المواطنين الأجواء التي كانت عليه ساحة جدة بالرباط بمثابة "جوطية" وتعني "جوطية" في اللهجة المغربية بـ"سوق الخردة" حيث تُباع الأشياء التي يرميها أصحابها لأنها قديمة وغير صالحة للاستعمال إلا بعد إدخال عليها إصلاحات؛ وكلمة "جوطية" هي تحوير لكلمة فرنسية "Jeter " يعني رمي. وتشاء الصدفة أن "جوطية" مدينة الرباط التي بها أكبر دكاكين الأقراص لا تبعد إلا خمس دقائق عن الساحة مشيا على الأقدام. فقد تم نقل "الجوطية" وتقريبها أكثر إلى الزوار بوضعها في قلب الشارع الرئيسي بالمدينة حيث ضاعفت من التلوث الذي يعرفه أصلا بمنبه أصوات السيارات المرتفعة؛ إذ عوض أن يضع أصحاب الخيام آلات الاستماع الشخصي لكل شخص يرغب الاختيار الأقراص الموسيقية والغنائية فإنهم يبثون كلهم في نفس الوقت أغانيهم بأصوات مرتفعة حيث تختلط الأصوات من كل حدب فلا تسمع شيئا إلا ضجيجا وهذه إساءة عينية للفنان والمبدع، فالأحرى لأصحاب الخيام احترامها قبل غيرهم، هذا من جهة ومن جهة أخرى سألت بعض الباعة إن هم لهم حقوق توزيع سلسلة أفلام "والت ديزني" وموسيقيين عالميين الموجودة عندهم بأثمان بخسة جدا فلم يرد الإجابة أو الدخول في نقاش حول الحقوق. لا يمكن محاربة القرصنة بوضع "أفكار" في المكاتب ثم إسقاطها على الشارع حتى ولو إدعى البعض بإقامة "دراسات" التي لم نرها أبدا ولم نطلع عليها نحن المتتبعون لتفاصيل الإبداع المرئي في المغرب.

اعتمدنا أن نبدأ وننطلق من المكونات التي راهن عليها المهرجان نفسه قبل ولوج الأنشطة السينمائية الخالصة وهي الأفلام أساسا وشروط عروضها وكيف تلقاها الجمهور ولجنة التحكيم الرسمية طيلة أسبوع (من 24 يونيو/حزيران إلى 2 يوليوز/تموز2011)

وقبل أن نُعرف بنتائج لجنة التحكيم نذكر بأن المهرجان كرم كعادته ممثلة من مصر والتي حظيت بها هذه السنة "ليلى علوي" الذي لم يكن متفوقا طبعا حيث تكررت نفس الأخطاء السنوات السابقة وكأنهم مصرون ومتشبثون بها؛ ثم تكريم الممثلة المغربية والوزيرة السابقة الفنانة "ثريا جبران" وهو التكريم الذي حضره جمعٌ كبير من الفنانين والمثقفين المغاربة إلا أن الشروط التي مرّ فيها التكريم بقاعة النهضة كانت سيئة للغاية على جميع المستويات التقنية والتنظيمية.

لم يكن التكريم في مستوى مقام السيدة الأولى في الفن المغربي في الوقت الذي كان بالإمكان تنظيم هذا التكريم في المسرح الوطني.

يتخيل للمرء أن المهرجان لا يستعد أو يُعد لفقراته مسبقا بقدر ما يرتجلها وقت تنظيمها فتسود الفوضى وكأنها متعمدة وعن سبق الإصرار.

نظم المهرجان طبعا ككل سنة ورشات تكوينية وندوات ولقاءات حول الأفلام مباشرة بعد عرضها إلا أن العروض لم تتم في شروط جيدة وهو ما أشارت إليه لجنة التحكيم في تقريرها النهائي عند إعلان عن جوائزها.

إن اختيار قاعة النهضة التي كانت مغلقة عوض قاعة الفن السابع التي تتوفر فيها جميع الشروط المهنية هو اختيار سيء؛ لقد تم التخلي عن قاعة سينما الملكي التي لم توفر سابقا شروط الفرجة ليتم الالتجاء إلى قاعة أخرى مثلها في السوء؛ وقد اضطرت إدارة المهرجان تقديم عروض خاصة للجنة تحكيم وحدها في قاعة الفن السابع بعد احتجاجها بينما استمر الجمهور مشاهدتها في قاعة النهضة.

تكونت لجنة التحكيم من تسعة أعضاء ترأسها المخرج التونسي "رضا الباهي"، وبمشاركة الممثلة المغربية "سناء موزيان"، والمنتجة المغربية "نفيسة السباعي" والمخرج المسرحي المغربي "جمال الدين الدخيسي" ومؤلف موسيقى الأفلام السينمائية الشيلي "خورخي أرياكادا" والمخرج ومؤلف موسيقى الأفلام الإيراني "عباس بختياري"، والمنتجة والمخرجة الكندية "دانييل سويسا"، والفرنسية المديرة الفنية "إيلينا خيمينيز"، والممثلة المصرية "لبلبة".

ضدّ التيار

ففضلا عن تكريم الشخصيات الفنية المذكورة سابقا، كرم المهرجان سينمات كان لها موقع في الفن السابع كأفلام الموجة الجديدة في السينما الفرنسية التي كان ينتمي معظم مخرجيها لمجلة "دفاتر السينما" احتفاء بالذكرى الخمسينية لهذه المجلة.

وكذا أفلام مختارة من الأفلام الوثائقية وأيضا فيلم "نجيب محفوظ: ضمير عصره" للمخرج والمؤرخ والباحث السينمائي/ هاشم النحاس الذي حضر شخصيا لتقديم الفيلم والحديث عنه وذلك في إطار ندوة "الرواية والسينما".

ومن السينمات التي حظيت بتكريم خاص جدا هي السينما السورية لكن كل الأفلام المبرمجة هي محسوبة على النظام السوري وغابت عنها الأفلام المشاكسة أو المعارضة وغابت الأسماء المبدعة كـ"محمد ملص"، و"أسامة محمد"، و"هالة العبد الله"؛ ولم يتم برمجة ولو فيلم واحد للمخرج القدير/ عمر أميرالاي الذي غيبه الموت مؤخرا بينما تضعنا المفارقة أمام فيلم لشاب لم يثبت بعد جدارته وهو إبن لجنرال كبير في الجيش السوري، حيث شارك فيلمه في المسابقة الرسمية وصاحبه السيد "جود سعيد" شن قبل شهر حملة على مختلف الواجهات ضد المثقفين والفنانين والسينمائيين الذين اختاروا موقع شعبهم وهم على كل حال كانوا دائما ضد الديكتاتورية.

إن "جود سعيد" الإبن المدلل للجنرال قد تم حذف فيلمه وألغيت دعواته في كثير من المهرجانات العربية والغربية لموقفه السلبي تُجاه زملائه، لكن مهرجان "الرباط" فضل أن يكرم السينما الرسمية السطحية ضد عنفوان الثورة السورية وإشراك إبن الجنرال في المسابقة الرسمية وبذلك يقف المهرجان ضد الشعب السوري في محنته.

حين أثرت الموضوع قيل لي بأن المهرجان كتظاهرة سينمائية ليس لديه موقف ولا يدخل في العمل السياسي فتساءلت عن سبب إذن إدخال السياسة حول الدستور المغربي بالحديث عنه في كلمات الاستقبال عند افتتاح المهرجان واختتامه واعتباره خطوة جبارة كما تغيرت جميع لافتات التي تحارب القرصنة إلى الدعوة للتصويت بنعم..أليس هذا تدخلا سياسيا واضحا؟؟ إن الانتقائية تُسقط صاحبها في فخ التناقضات.

وقد عانى المتتبعون كثيرا مع المهرجان بسبب غياب المعلومات عن المهرجان وكأن هذه التظاهرة ليس لها مسؤول إعلامي الذي من واجبه تصريف المعلومات لكون الجمهور هو الذي ينجح كل تظاهرة. لا يجد الجمهور تفاصيل عن البرامج المقررة، توجد فقط ورقة يصعب قراءتها حتى من طرف من يملك عيونا سليمة فبالأحرى ضعيفي البصر فهي مكتوبة بخط صغير جدا وجدا لا يكاد يُقرأ على الإطلاق فضلا على أنها بالفرنسية حيث لا وجود نسخة أخرى بالعربية وكأننا في باريس.

الجوائز

19 فيلما شارك في المسابقة الرسمية من بينها 9 أفلام عربية التي تبارت أيضا حول الجائزة العربية التي تحمل إسم المخرج الراحل يوسف شاهين.

تأسست هذه الجائزة في الدورة السابقة بحيث كانت تقام مستقلة لتُدمج مع بعضها في الدورة التي اختتمت ليلة السبت الماضي الموافق لـ (2 يوليوز/تموز 2011).

وقد أسفرت النتائج على ما يلي:

الجائزة الكبرى لفيلم "سارق الضوء" من إخراج/ أكتان أريم كوبات (من كيريخستان)

جائزة يوسف شاهين لفيلم "جناح الهوى" من إخراج/ عبد الحي العراقي (من المغرب)

جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين "مطر أيلول" من إخراج/ عبد اللطيف عبد الحميد (من سوريا) وفيلم "شتي يا دنيا" من إخراج/ بهيج حجيج (من لبنان)

جائزة السيناريو لفيلم "إجر إن استطعت؟" من إخراج/ دييتريش بروكمان (من ألمانيا)

جائزة أفضل ممثل التي تحمل إسم الممثل المغربي الراحل العربي الدغمي كانت من نصيب الممثل العراقي "ماجد عبد الجبار" عن دوره في فيلم "المغني" لـ/قاسم حول

جائزة أفضل ممثلة التي تحمل بدورها إسم الممثل المغربي الراحل "العربي الدغمي" كانت من نصيب الممثلة اللبنانية/ جوليا قصار عن دورها في فيلم "شتي يا دنيا" للمخرج بهيج حجيج.

كما وزعت اللجنة تنويهات إضافة إلى جوائز أخرى رمزية وزعتها لجان النقد والصحافة والجمهور التي لم تخرج عن الجوائز المذكورة.

أما الفيلم الوثائقي فقد تم عرضه على هامش المهرجان إذ لم يحظ بعد بالمكانة التي يستحقها ولم يشارك في المسابقة إلا فيلمين ليسا في المستوى المطلوب.

نكرر للمرة الألف وربما أكثر، منذ ظهر هذا المهرجان، قولنا بضرورة تقييمه تقييما علميا يضع الإيجابيات والسلبيات للمقارنة ثم خوض تجربة جديدة بمنهجية يقبل بها الجميع.       

الجزيرة الوثائقية في

05/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)