حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نادية الفاني بنت باكونين... وتركة بورقيبة

فيلمها الإشكالي أشعل تونس قبل أسبوع

عثمان تزغارت

إنّها صاحبة رؤية صادمة ومجدّدة، كسرت التابوهات وتحدّت دكتاتوريّة زين العابدين بن علي، وطرحت قضايا راهنة من المِثلية وحرية المرأة إلى العلمانيّة. المخرجة التونسية التي واكبت ثورة الكرامة، تتعرّض حاليّاً لحملة سلفيّة شرسة، بسبب فيلمها «لا الله، لا سيدي» الذي لم تنجح الغزوة الأصوليّة على «أفريكا آرت»، الأحد الماضي، في منع عرضه

باريس | حين شرعت نادية الفاني في تصوير فيلمها الوثائقي «لا الله، لا سيدي» عن العلمانية في تونس، في آب (أغسطس) الماضي، تحايلت على رقابة الدكتاتور المخلوع زين العابدين بن علي، لنيل إذن بالتصوير، على أساس أنه وثائقي يتناول «تقاليد رمضان في تونس». لم تكن صاحبة «أولاد لينين»، تتوقّع أن يسقط الطاغية قبل أن يبصر شريطها النور: «كنت قد شرعتُ في المونتاج في باريس، حين اندلعت الثورة.

سافرت تواً إلى تونس، حاملةً كاميرا صغيرة لتصوير جزء جديد من الفيلم أثناء التظاهرات. وخلال الأسابيع الأولى للثورة، كان موضوع العلمانية في صلب المطالب الشعبية التي نادت بتونس علمانية وديموقراطية...». لم يكن أحد يتصوّر أنّ العمل الذي واكب الثورة، وتحمّس لإطاحة الدكتاتور، سيواجه حملة شرسة بعد الثورة، وتهديداً لمخرجته (راجع المقال أدناه). ليست هذه أول معركة تخوضها المخرجة التونسية المشاكسة. لفتت الأنظار منذ أول أعمالها القصيرة. رؤية إخراجية صادمة ومجدّدة، وخطاب جريء يعمل على خلخلة اليقينيات، وكسر المحظورات الاجتماعية والسياسية، بدءاً من المِثلية («من أجل المتعة» ـــــ 1990)، إلى الحرية الجنسية النسائية في مجتمع ذكوري («قدّ قدّ، يا حبّي» ـــــ 1992)، وصولاً إلى تحدي نظام بن علي المتسلّط في Tanitez moi (1993). يومها، انطلق الشريط من سيدي بوسعيد باتجاه قصر الرئاسة في قرطاج المجاورة، راصداً وشم الجدران برسوم غرافيتي ندّدت بالدكتاتورية، واتخذت من «التانيت» (رمز الحضارة القرطاجية) شعاراً للمناداة بالديموقراطية.

Extrait du film "Laïcité, inch'Allah !" de Nadia... by sunnysideofthedoc

بالطبع، لم تتمكن تلك الرحلة من بلوغ جدران القصر الرئاسي، وتوقفت عنوةً عند مبنى «الأكروبوليوم»، لكن عرض الشريط على «كانال بلوس» مثّل قنبلة موقوتة، جعلت شركة الإنتاج Z’yeux noirs movies، التي أسسّتها الفاني عام 1990 تُحرم أيّ دعم حكومي لغاية سقوط بن علي! كل ذلك لم يمنعها من معاودة مشاكسة دكتاتور قرطاج في شريطها القصير الرابع «ما دامت هناك أشرطة تصوير» (1998).

لم ينجح الحصار المالي في تكميم الفاني، بعدما جابت أعمالها مهرجانات العالم، وحازت جوائز عدة. مع ذلك، تأخّرت باكورتها الروائية «البدوي الهاكر» (2003) خمس سنوات. ولم تبصر النور إلا بعد عام على انتقالها القسري إلى المنفى الباريسي. حمل «البدوي الهاكر» (أو الـ hackers، «لصوص» الإنترنت النبلاء) نبوءة مبكرة بأنّ ثورات العالم العربي ستأتي من الإنترنت. رؤيته الإخراجية المبتكرة، المستلهمة من الثقافة الرقمية، خوّلته أن يجوب المهرجانات. بعدها، عادت نادية الفاني إلى السينما الوثائقيّة لتقدّم فيلماً طويلاً بعنوان «أولاد لينين» (2007) تناول جانباً من سيرتها الذاتية من خلال بورتريه جماعي لعدد من أبناء جيلها الذين يتحدّرون ـــــ مثلها ـــــ من عائلات يسارية.

وفي آب (أغسطس) الماضي، تصدّت لعمل وثائقي يدور حول تيمة حساسة ومثيرة للجدل هي «الإلحاد في مجتمع مسلم». كان المشروع الأصلي للفيلم يحمل عنوان «قفوا، أيها المرتدّون». وجرى تصوير الفيلم في رمضان الماضي. يومها، استجوبت الفاني عدداً من التونسيين وسألتهم عن ظاهرة النفاق الاجتماعي التي برزت خلال السنوات الأخيرة في موطن بورقيبة، إذ لم يعد غير المتدينين يجرؤون على المجاهرة بأنهم لا يصومون رغم «علمانية تونس»، التي كان نظام بن علي يتبجح بها لمغازلة القوى الغربية التي كانت تغض الطرف عن نظامه الدكتاتوري.

Interview de la réalisatrice Nadia El Fani 2/2 by rue89

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كانت الفاني بصدد إنهاء مونتاج الفيلم، وإذا بها تُفاجَأ بتحقق نبوءتها في «البدوي الهاكر» مع انفجار انتفاضة «شباب الفايسبوك». عادت المخرجة إلى بلاد بورقيبة، متأبطةً كاميرا رقمية واكبت تظاهرات شباب الثورة، واستكملت فيلمها عبر طرح إشكالية العلمانية على المتظاهرين التونسيين، ثم في التظاهرات الضخمة التي رُفعت خلالها شعارات تنادي بـ «تونس علمانية وديموقراطية». في خضم تلك الفورة، استجوبت الفاني المتظاهرين التونسيين، بمن فيهم الإسلاميون، حول إشكاليات العلمنة وحرية المعتقد (على موقع «الأخبار» مشهد من الفيلم، يبرز الحوار الهادئ بين المخرجة والمتظاهرين الإسلاميين).

لم يتسم عمل الفاني بأي طابع معاد للدين بل اتخذ شكل مرافعة عقلانية من أجل العلمانية، لا بوصفها دوغما أو إيديولوجيا مضادة للدين ـــــ كما يروّج خصومها ـــــ بل باعتبارها مظلة، تضمن العيش المشترك في إطار التسامح وحرية المعتقد.

لقد لمست الفاني خلال التظاهرات تطلع التونسيين إلى الحفاظ على «الإرث البورقيبي»، المتمثل في قيم العصرنة والعلمانية، ومعارضتهم لأيّ «ردّة» قد تؤسس لنظام شمولي يستبدل بدكتاتورية زين العابدين بن علي العسكرية أخرى دينية. لذا، غيّرت عنوان فيلمها لترجمة ذلك التطلع الشعبي، عبر استلهام مقولة باكونين الشهيرة: «لا إله ولا سيد»! لم تكن «بنت لينين» تتصوّر أنّ العنوان سيحوّله «أبناء الوهابية» من شبان الحركات السلفية التي نبتت كالفطر في تونس بعد الثورة، لاتهامها بالكفر والاعتداء على المقدسات الإسلامية! 

رياح المكارثيّة تهبّ على بلاد الشابي؟

عثمان تزغارت

حين قُدّم العرض الأول لـ «لا الله، لا سيدي» ضمن مهرجان Doc à Tunis في تونس قبل أشهر، كانت القاعة تغصّ بالمشاهدين. لم يجد أحد فيه ما يصدم المعتقدات الدينية، بل استقبل الجميع بحفاوة أوّل فيلم تونسي عن ثورة الكرامة. بعدها، تقول نادية الفاني: «جاءتني صحافية من تلفزيون «حنبعل» وأجرت معي حواراً تحدثت فيه عن مفهومي للعلمانية، بوصفها الإطار الوحيد الذي يضمن العيش المشترك وحرية المعتقد... وذكرت أنّ الحق في الإلحاد جزء لا يتجزأ من حرية المعتقد...». وتواصل الفاني: «فوجئتُ بهجمة أصولية على فايسبوك بعد بث مقطع من ذلك الحوار على يوتيوب جرت منتجته على نحو مغرض لاتهامي بالتهجم على المعتقدات الدينية».

الأسلوب المغرض الذي أُخرج به «لا الله، لا سيدي» من سياقه، يذكّر بالهجمة التي استهدفت قبل عقود مسرحية كاتب ياسين «محمد خذ حقيبتك» التي كانت تروي معاناة المهاجرين العرب في فرنسا. يومها، استعملت الدعاية الأصولية العنوان للترويج بأن المسرحية تنادي بترحيل الديانة المحمّدية عن الجزائر! ما دفع صاحب «نجمة» إلى تعديل عنوان المسرحية إلى «الخبز المرّ»!

أسوة بكاتب ياسين، قرّرت الفاني تعديل عنوان فيلمها ليصبح «علمانية، إن شاء الله». وقبل ثلاثة أيام من تسلّمها «الجائزة الدولية للعلمانية» في فرنسا عن شريطها، تعرّضت لـ «غزوة أفريكا آرت» (راجع «الأخبار» 28 حزيران/ يونيو 2011) التي حاول خلالها شبان سلفيون منع عرض الفيلم بالقوة. تصدّت العديد من الجمعيات الثقافية لتلك «الغزوة»، التي مثّلت حلقة جديدة في مسلسل التهجم على المبدعين في تونس، بعد اعتداء أصوليين على السينمائي النوري بوزيد منذ أسابيع عديدة.

لكن بلد أبي القاسم الشابي شهد حملة مكارثية تداهن الأصوليين، وتلتمس لهم الأعذار... ما يذكّر بما شهدته الجزائر في التسعينيات، مع صعود حركات الإسلام الراديكالي. شباب فايسبوك التونسي منقسمون بين من ينادي بجمع 10 ملايين توقيع ضد الفاني (عدد سكان تونس)، ومن يدافع عن حرية التعبير، لكن المفاجأة جاءت من الإعلامي توفيق بن بريك، الذي مثّل رأس حربة في الصراع ضد دكتاتورية بن علي، إذ صرّح بأنّ فيلم الفاني نوع من «البورنوغرافيا الإيديولوجية»، مضيفاً: «عرض هذا النوع من الأفلام يؤدي إلى إثارة هذا النوع من ردود الفعل». بينما يفاخر Psyco. M مغني الرّاب المقرّب من حركة «النهضة» (تيار إسلامي) بتلك الاعتداءات، داعياً «اضربوا النوري بوزيد بالكلاشنيكوف»! أما زعيم «النهضة» راشد الغنوشي الذي تتسم مواقفه بالزئبقية، فقال إنّه لا يستبعد أن تكون عناصر من بقايا حزب بن علي هي التي تحرك الاعتداءات ضد المثقفين... لكنّه أضاف إنّ شريط الفاني يمثّل «اعتداءً على الإسلام»... قبل أن يقرّ بأنه لم يشاهد الفيلم!

الأخبار اللبنانية في

04/07/2011

 

المتفرّج شاهداً على فعل تاريخي:

فاليري دونزيلي «أعلنت» علينا الحب

يوسف الخليل  

تظاهرة «أسبوع النقاد»، تنطلق بعد غد في بيروت، بشريط من خارج البرنامج هو «أعلنت الحرب». مخرجته الفرنسيّة تروي هنا قصّة شخصيّة، وتجسدها مع زوجها السابق، عند الحد الفاصل بين الفنّ والحياة

«أسبوع النقاد» اختار افتتاح برمجته هذه السنة من خارج البرنامج الذي احتضنته المدينة الجنوبيّة الفرنسيّة في الربيع. لقد اختار المنظّمون لهذه الغاية «أعلنت الحرب» للمخرجة الفرنسيّة فاليري دونزيلي. هناك قصة خاصة لهذا الفيلم الذي تعرضه «متروبوليس أمبير صوفيل» الأربعاء ضمن وقفتها الاستعادية لأفلام تظاهرة أساسيّة من تظاهرات «مهرجان كان السينمائي». تدخلنا فاليري دونزيلي إلى حياتها، ناقلةً سيرتها إلى الشاشة: نبدأ مع علاقة حبّ أثمرت طفلاً يعاني ورماً دماغياً، ونمرّ على معاناة الأهل وننتهي بشفاء الطفل. إنّها قصة حب تنتهي بانفصال الزوجين فاليري دونزيلي وجيريمي الكايم، ثم التقائهما لكتابة الفيلم وتمثيله أيضاً.

ينجرف الشريط عامةً في إيقاع سريع، لا يفسح للمشاهد أي مجال للتوقف عند إحساس أيقظه لديه صوت ما أو صورة. بل يقتاده إلى لحظات مؤلمة، تستفزّ عاطفته من دون أية محاولة لاستدراجه الى عمليّة تماه مع الشخصيات أو المواقف المطروحة. يتأرجح العمل بين حزن وابتسامة. لكنّه لا يمضي عميقاً في اتجاه موقف إنساني حقيقيّ أو وجوديّ.

مشهدان ينقذان الفيلم من سرده التوجيهي: في المستشفى، ترفض الأم رؤية ابنها في طريقه إلى غرفة العمليات، فتوقف الموكب، وتقرر ضمّه إلى صدرها على درب الجلجلة. وعند الباب، نرى حاجباً يمنع اقترابها من مفترق الحياة أو الموت. تسلم ابنها إلى أيدٍ غريبة وتركض في ممرات بيضاء، ترتطم بالحائط، وتواصل الركض، إلى أن تقع على الأرض، وحيدة، ثكلى، وترقد. مساحة صمت تلامس مأساة المصير في التراجيديا.

يكاد يشكّل هذا المشهد وحده، العلامة المميّزة لـ«أعلنت الحرب». هناك أيضاً التجلّي الأخير في الفيلم: دخول طفل القصّة الحقيقي غابريال الكايم في المجال البصري، بعدما لعب دوره طوال الفيلم سيزار ديسي، ليلتقي على شاطئ البحر ببطلي الفيلم، وهما والداه الحقيقيان، أمه جولييت (فاليري دونزيلي) وأبيه روميو (جيريمي الكايم).

لحظة التقاء الروائي بالحقيقي تقدّم العنصر السينمائي الأهم في الفيلم. عادةً، يميل المُشاهد إلى تصديق ما يجري على الشاشة، رغم إدراكه بأنّ القصة المرويّة غالباً ما تكون خياليّة. هذا الالتباس ناتج من رغبة الجمهور في تحويل القصة إلى تاريخ. فكما يذكّرنا جان لوك غودار، «وحدها السينما قادرة على إسقاط قصص الأفراد على الشعوب أجمعين، وتحويل القصص إلى تاريخ».

«أعلنت الحرب» يضعنا أمام ممثلين يعيدان تجسيد مرحلة من حياتهما الحقيقية. يختلط علينا البعد الخيالي بالوثائقيّ في القصة. لقاء العائلة الحقيقية في نهاية الفيلم، يتخطى سرد القصة، ليتحول إلى تاريخ. لحظة تصوير المشهد هي لحظة تاريخية في حياة هذه العائلة موثقةً في إطار سينمائي. هذا النوع يصنف عادةً بالسينما الوثائقية. لكن الحالة المطروحة ـــــ بالتباسها ـــــ تضفي بعداً سينمائياً يتخطى التعاطف مع القصة، ليضع المشاهد في موقع الشاهد على فعل تاريخي.

يزيد التاريخ الشخصي للشريكين أهمية هذا المشهد. ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها الزوجان المنفصلان في كتابة فيلم وتمثيله، ما يضيف تاريخاً سينمائياً مشتركاً إلى تاريخهما الخاص المسرود أو الموثّق في فيلم «أعلنت الحرب». وإذا بحثنا في تاريخ السينما، بين مخرجي الموجة الجديدة خصوصاً، فقد لا نجد من لم ينقل جزءاً من حياته إلى الشاشة الكبيرة. لكن بعيداً عن منطق الأفلام التجارية، والصناعة الهوليوودية: فالسينما ليست وسيلة لمشاركة الجمهور مصاعب وحالات خاصة مرّ بها المخرج أو المؤلف، إن لم يستطع الفيلم الانتقال من الحالة الخاصة والشخصيّة إلى الحالة الكونية المشتركة مع الجمهور.

يبقى «أعلنت الحرب» فيلماً مؤثراً يسرد قصة حب، والمصاعب التي مر بها زوجان سابقان. قد يتشابه مع الكثير من الأفلام التجارية التي تصبو إلى تحقيق رواج واسع، لكنه في اللحظة الأخيرة يطرح سؤالاً على صنّاعه، وعلينا، حول لحظة التقاء السينما بالتاريخ.

La guerre est déclarée: 8:30 مساء الأربعاء 6 تموز (يوليو) ــــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (بيروت). للاستعلام: 01/204080

الأخبار اللبنانية في

04/07/2011

 

«دجاج» عمر أميرلاي في المركز الثقافي الفرنسي

أنس زرزر  

دمشق | تحية خاصة يوجّهها مهرجان «الأفلام الفرنسية العربية» الذي انطلق أمس، ويستمر حتى 13 تموز (يوليو) في دمشق ومحافظتي اللاذقية وحلب. المهرجان الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي في العاصمة السورية، سيعرض ثلاثة أفلام لصاحب أكبر قائمة من الأفلام الممنوعة في تاريخ السينما السورية. والبداية مع الفيلم التسجيلي «الحياة اليومية في قرية سورية» (1974) الذي يعرض مساء الغد. الشريط وثيقة حية عن التفاوت بين التطلعات في الإصلاح والتطوير والتحديث، وسوء التنفيذ والكوارث التي حصلت بسبب تلك الممارسات الخاطئة نفسها...

ويوم الاثنين المقبل، سيعرض فيلمان قصيران هما «محاولة عن سد الفرات» (1970) الذي يعتبر باكورة أعمال أميرلاي السينمائية، و«الدجاج» (1977). في «محاولة عن سد الفرات»، يبالغ أميرلاي في تفاؤله واندفاعه في تأييده لمشروع بناء سد الفرات، بعدما أرهق سكان المناطق المجاورة له بفيضاناته المتكررة. نشاهد هنا صوراً متلاحقة لعمال وورش كبيرة، يصارع فيها الإنسان قوى الطبيعة، من أجل إثبات جدارته ووجوده على الأرض. لكن سرعان ما أعاد أميرلاي حساباته في هذا الفيلم، بعد سقوط الأوهام وتصدّع السدود مجازاً عن تصدّع البنى الفوقيّة للنظام السياسي. فكان «طوفان في بلاد البعث» الذي لم يبرمج في المهرجان.

أما «الدجاج» الذي قدمه صاحبه في قالب ساخر مغرق في الكوميديا السوداء، فيحاكي فيه أميرلاي أحد المشاريع التنموية التي أسستها السلطات وهدفت إلى تحويل إحدى القرى السورية إلى قرية نموذجية، بعدما أرغمت جميع سكانها على ترك أعمالهم، والانخراط في تربية الدجاج وإنتاج البيض... لكن سرعان ما يتراجع الإنتاج ويفشل المشروع.

من جهته، أكّد مدير المركز الثقافي الفرنسي في دمشق باتريك بيريز أن جميع أفلام المهرجان، بما فيها أفلام عمر أميرلاي، قد مرت على الرقابة السورية، وأنّ هناك فيلمين رفض الإفصاح عن اسمهما، لم يُسمح بعرضهما حتى اللحظة «ما زالت المفاوضات مستمرة حتى الآن». ومن الأفلام التي ستُعرض ضمن المهرجان «التجلي الأخير لغيلان الدمشقي» لهيثم حقي، و«روداج» لنضال الدبس، و«مطر أيلول» لعبد اللطيف عبد الحميد، و«احكي يا شهرزاد» ليسري نصر الله، و«ميكروفون» لأحمد عبد الله، و«ثلاثون» للفاضل الجزيري، و«بوسطة» لفيليب عرقتنجي، و«ميلودراما حبيبي» لهاني طمبا...

يُذكر أن المخرج السوري عروة نيربية سيقدم جميع أفلام أميرلاي، وسيشرف على جلسة حوارية لمناقشة الأفلام بعد عرضها.

«الأفلام الفرنسية العربية»: حتى 13 تموز (يوليو) ــــ www.ccf-damas.org

الأخبار اللبنانية في

04/07/2011

 

جمانة مراد: 'كف القمر' من أهم تجاربي الفنية

ميدل ايست أونلاين/ القاهرة 

الفنانة السورية تفضل الأدوار الشعبية لأنها تتمتع بالحيوية والواقعية، وترفض المشاركة في فيلم 'ساعة ونصف' لخلاف في وجهات النظر مع المخرج.

قالت الفنانة السورية جمانة مراد إن اعتذارها عن لمشاركة في فيلم "ساعة ونصف" جاء بسبب "خلاف في وجهات النظر" مع مخرجه وائل إحسان.

ويشارك في الفيلم الجديد الذي كتبه أحمد عبدالله فتحي عبدالوهاب ويسرا اللوزي وإياد نصار وهيثم أحمد زكي ومحمد عادل إمام وكريمة مختار وصلاح عبد الله وأحمد فلوكس وهالة فاخر وسوسن بدر وأيتن عامر وروجينا.

وقالت جمانة لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية "اعتذاري جاء نتيجة خلاف في وجهات النظر بيني وبين المخرج وائل إحسان حول تفاصيل الشخصية التي كان مقرراً أن العبها في الفيلم وهي شخصية 'صفية' زوجة 'مسعود' (أحمد بدير) الشهير بالشاكوشي، وهو الشخص الذي يقوم بربط الصواميل بين القضبان، فلم أجد نفسي فيها لذلك فضلت الاعتذار.

ويتناول الفيلم حادث القطار الشهير الذي اشتعلت فيه النيران في العياط جنوب الجيزة.

وكانت جمانة اعتذرت أيضاً عن فيلم "شارع الهرم" لأن "المجتمع المصري لن يقبل بمشاهدة الفيلم بعد ثورة 25 يناير".

وقالت جمانة "انتظر عرض فيلم 'كف القمر' الذي يعتبر اول لقاء يجمعني بالمخرج خالد يوسف وبطولة خالد صالح وصبري فواز وغادة عبد الرازق وهيثم أحمد زكي ووفاء عامر، وهو فيلم مختلف والدراما الخاصة به تبدأ من عام 1967 حتى 1991 في مرحلة زمنية تبلغ 24 عامًا وهو بمثابة ملحمة'.

وأكدت أنها تعتبر الفيلم من أهم تجاربها الفنية، وأضافت "أقدم دوراً مختلفاً وهو أصعب دور يمكن أن يعرض على ممثلة ولكنني قبلت التحدي، حيث العب فيه دور فتاة من حي شعبي هو حي 'العتبة' بالقاهرة وهي شخصية 'لبنى' اللعوب وتقع في غرام 'ذكري' الذي يرفض الارتباط بها".

وعن سبب تفضيلها الأدوار الشعبية، قالت جمانة "الأعمال التي تتناول الأدوار الشعبية تتمتع بالحيوية والواقعية أكثر من غيرها كما تتناول الشريحة الكبرى في مجتمعاتنا العربية لكني لست متخصصة بهذه الأدوار بدليل أنني قدمت السيدة العملية والمحامية والصعيدية وعشرات الشخصيات الأخرى".

وحول ما يتردد عن أن دورها في الفيلم تضمن لقطات ساخنة أكدت أن عملها مع المخرج خالد يوسف لا يعني أبدا تقديمها مشاهد مثيرة "فهو يعرف حدودي في التمثيل".

ونفت مراد التصريحات المنسوبة لها حول رفضها التعامل مع المخرج خالد يوسف، وقالت "هناك من ينسب لي أحياناً كلاما لم أقله وعندما كان يسألني أحد عن إمكان التعاون مع خالد يوسف كنت أقول أتمنى أن يكون هناك دور مناسب لي معه وهو ما حدث بالفعل من خلال فيلم 'كف القمر".

ميدل إيست أنلاين في

04/07/2011

 

شريف مندور: الشباب العربي يصنع سينما المستقبل

ميدل ايست أونلاين/ عمان 

منتج فيلم 'الخروج من القاهرة' يرى أن التوزيع هو العقبة الرئيسية التي تحول دون نجاح افلام الشباب في العالم العربي.

قال المنتج السينمائي المصري شريف مندور ان المستقبل اليوم للسينما المستقلة التي ينجزها الشباب العربي بإمكانات بسيطة والتي تتطلب منهم المغامرة والجرأة في خوض غمار ما يفيض به واقع حياتهم اليومية من قصص وحكايات واحداث.

واضاف مندور الذي اخرج مجموعة من الافلام القصيرة والروائية الطويلة ان عقبة توزيع افلام الشباب ما زالت تشكل الهاجس الاول والمعضلة الرئيسة التي يمكن ان تفوق عقبة التمويل .

واستعرض مندور عقب عرض فيلم "الخروج من القاهرة" مساء امس السبت في المركز الثقافي الملكي في عمان بحضور ممثلة الدور الرئيسي ماريهان اسلوبية العمل التي انجز من خلالها الفيلم والصعوبات التي واجهها طاقمه مبينا ان المخرج هشام العيسوي المقيم باميركا آثر ان يقدم هذا العمل بعد مجموعة من التجارب السينمائية هناك .

وتناول الفيلم الوانا من تفاصيل الاحداث والعلاقات الانسانية التي تحيا فيها شرائح اجتماعية متفاوتة الثقافات والعادات والتقاليد في خضم واقع مشحون بمعاناة الفقر والبطالة والعنف والحلم بالهجرة .

أنهى المخرج عمله في هذا الفيلم قبل اشهر قليلة من التحولات السياسية في مصر وعرض في العديد من المهرجانات العربية والدولية .

واتسم أداء معظم أدوار الفيلم الذي صورت جميع مناظره في أماكن خارجية وحقيقية بتلك الحيوية والعفوية في اقتناص عمليات تصويره التي تستند الى تفاصيل الواقع حيث ان موضوعه مأخوذ عن أحداث حقيقية استطاع المخرج أن يقدمها بأسلوبية كاميرا "الديجتال"، وأحيانا كان المخرج يوظف العديد من اللقطات الآتية بعين الكاميرا الخفية .

يشار الى انه اضطلع باداء ادوار الفيلم جيل جديد من الممثلين الشباب من بينهم اضافة الى ماريهان وصفاء جلال ومحمد رمضان وسناء موزيان وأحمد بدير وجرى عرضه بالتعاون بين المركز الثقافي الملكي ومعمل 612 الذي تشرف عليه الاردنية سوسن دروزة.(بترا)

ميدل إيست أنلاين في

04/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)