حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ذكريات من "عصر الراديو" وعلاقته بالسينما والخيال

محمود عبد الشكور

يندهش الكثير من الأصدقاء عندما أقول لهم إن الإذاعة المسموعة هى أكثر الفنون التى خدمت السينما. وفورا أبدأ فى تقديم الحيثيات: فالإذاعة هى التى تقوم بتنمية الخيال الإنسانى ، وتجعل من السهل أن يتم تحويل الكلمات الى صور على شاشة الذهن. عندما تسمع إحدى المسلسلات الإذاعية، فأنت تقوم فى الواقع بدور المخرج الذى يرى بعين الخيال حركة الممثلين وتعبيرات وجوههم والديكورات التى يتحركون وسطها، ولا شك عندى أن تجربة مخرج مثل أورسون ويلز الإذاعية قد ساهمت الى حد كبير فى إثراء تجربته الإخراجية الأولى والأهم فى السينما بفيلمه الأشهر "المواطن كين".

فى رأيى أيضا أن الأجيال الجديدة من مخرجى السينما لا تنقصهم ثقافة الصورة أو المشاهدة ولكن ينقصهم "الخيال" لأنهم لم يستمعوا الى الراديو بشكل جيد. هم لم يجربوا لذة أن تُغمض عينينك لتسمع أصواتا تقوم بتحويلها الى صور متحركة، كل ما يستطيعون الإعتماد عليه مجرد صور ومشاهد من أفلام شاهدوها وأعجبوا بها ويحاولون محاكاتها أو حتى نقلها، ولكن الخيال نفسه شديد الجفاف أو كسول يلجأ الى السهل والأقرب، تحتاج هذه الأجيال الى أن تعى عبارة الشاعر اللبنانى جورج جرداق فى قصيدة "هذه ليلتى": "ثم أغمض عينيك حتى ترانى"، وليست هناك وسيلة لكى ترى وأنت مغمض العينين مثل الراديو.. وأيام الراديو.

الذين عاشوا طفولتهم (مثلى) فى فترة السبعينات يعرفون أن العلاقة بين الراديو والسينما كانت وثيقة جدا على عكس ما يعتقد البعض، ويتذكرون قطعاً أن عدداً كبيرا من الأفلام السينمائية كانت أولاً مسلسلات إذاعية ناجحة. كانت الإذاعة المصرية حاضرة فى تلك السنوات رغم وجود التليفزيون القوى والمؤثر، ولكن ساعات البث التليفزيونى كانت قليلة ولساعات محدودة ومن خلال قناتين فقط هما الأولى والثانية، بل إننى أتذكر أنه فى أحد شهور رمضان من سنوات السبعينات، صدر قرار من وزير الإعلام بتوقف البث التليفزيونى لمدة ساعتين بعد الإفطار مباشرة حتى تُتاح للجمهور متابعة برامج الراديو ومسلسلاته. كان الأثر الأكبر فى تلك الفترة ليس من خلال البرامج الناجحة مثل "الغلط فين" و"على الناصية"، ولكن أيضاً فى الدراما الإذاعية التى أفرزت فيما بعد عدة مؤلفين عملوا فى السينما مثل وحيد حامد وسمير عبد العظيم.

سمارة

أصبح من التقاليد المألوفة أن ينجح المسلسل الإذاعى فيتحول الى فيلم ناجح فى نفس العام. فيلم "سمارة" مثلاً كان مسلسلاً إذاعياً فى الخمسينات، ويقال أن الشوارع كانت تخلو عند إذاعته، ولكن بطلة الحلقات الإذاعية هى سميحة أيوب وبطلة الفيلم هى تحية كاريوكا. فيلم "هذا هو الحب" الذى قام ببطولته يحيى شاهين ولبنى عبد العزيز وأخرجه صلاح أبو سيف، كان أيضا مسلسلا إذاعيا فى الخمسينيات، وقد لفتت الممثلة الراحلة وداد حمدى نظر المخرج الكبير الى المسلسل، فاستمع اليه وقرر تحويله الى فيلم سينمائى. وفيلم "شئ من العذاب" الذى قامت ببطولته سعاد حسنى ويحيى شاهين وحسن يوسف هو فى الأصل مسلسل إذاعى كتبه أحمد رجب فى الستينات، وقام ببطولته الموسيقار محمد عبد الوهاب شخصياً، والممثلة الناشئة وقتها نيللى.

طبعاً لم أستمع الى هذه المسلسلات القديمة وقت إذاعتها، ولكنى استمعت إليها بعد إعادة بعض حلقاتها فى سنوات السبعينيات. أما أقدم ما فى ذاكرتى عن الدراما الإذاعية فيرتبط بمسلسل الخامسة والربع فى محطة البرنامج العام. كان هذا المسلسل يوقف الحياة تقريبا فى قريتى الصعيدية الصغيرة تماما مثل مباريات الكرة (أتحدث تحديدا عن عام 1975). لم اكن أعرف شيئاً عن هذا المسلسل لانشغالى بجهاز التليفزيون (الوافد الجديد الى بيتنا)، ولكن اكتشافى لمسلسل الخامسة والربع كان مفاجئاً ومدهشاً. كنت ربما فى الصف الثالث الإبتدائى. دخل الفصل الأستاذ "عدلى" وأخذ يتبادل حديثاً ودياً معنا عن المواد والحصص، وفجأة سأل سؤالاً عاماً: "حدّ فاكر قفْلة مسلسل الخامسة الربع إمبارح؟". أدهشنى أن كل الفصل أجاب عن السؤال فيما كنت لا أعرف أصلا أن هناك مسلسلاً فى الراديو يحقق كل هذه المتابعة. وهكذا دفعنى الفضول لكى أكتشف الدراما الإذاعية. كان المسلسل المذاع وقتها (موضع السؤال) بعنوان "الفتى الذى عاد" للمؤلف الشاب وحيد حامد، وكانت تلك المرة الأولى التى أسمع فيها اسمه. عرفتُ فيما بعد أن العمل مقتبس عن مسرحية "مهاجر برسبان" التى كتبها جورج شحادة، ولكن التمصير كان متقناً لذلك حقّق المسلسل الإذاعى نجاحاً مدوياً مما شجع منتجى السينما على تقديمه فى فيلم أقل شهرة ونجاحا بعنوان " بنات إبليس".

طائر الليل والفتى الطائر

انطلق "وحيد حامد" الى السينما من بوابة الإذاعة ، فيلم "طائر الليل الحزين" الذى قامت ببطولته نيللى ومحمود عبد العزيز، كان أيضا مسلسلاً إذاعياً ناجحاً بنفس الإسم، وفيلم "الغول" الذى قام ببطولته عادل إمام ونيللى قدّمه وحيد من قبل كمسلسل ناجح بعنوان "قانون ساكسونيا" ولكن من بطولة نور الشريف ونيللى، وفيلم "كل هذا الحب" من بطولة نور الشريف وليلى علوى كان أيضاً مسلسلاً إذاعياً أخرجه نفس مخرج الفيلم الراحل حسين كمال، وفيلم "الدنيا على جناح يمامة" الذى قام ببطولته محمود عبد العزيز وميرفت امين كان فى الأصل مسلسلاً إذاعياً فى رمضان بنفس الإسم ولكن من بطولة محمود عبد العزيز ونجلاء فتحى. وأتذكر جيداً اننى استمعت الى مسلسل من تأليف وحيد حامد فى السبعينيات بعنوان "بلد المحبوب" هو أصل المسلسل التليفزيونى الشهير"أحلام الفتى الطائر"، والمفارقة أن الذى قام بدور "ابراهيم الطائر" الممثل القدير توفيق الدقن الذى لعب دورا صغيراً، وكان أحد ضيوف الشرف فى المسلسل التليفزيونى الناجح.

كانت تجارب عجيبة لطفل صغير ينطلق خياله أثناء الإستماع الى العمل الدرامى فى الراديو ثم يشاهد نفس العمل فيما بعد فى السينما أوكحلقات تليفزيونية، أظن أن ولعى الشديد بالمقارنات الأدبية أو السينمائية قد وُلد فى تلك السنوات المبكرة. أصبحت مجنوناً بالدراما الإذاعية وبالذات فى محطة الشرق الأوسط خلال شهر رمضان . كان مسلسلها الأهم من تأليف الراحل سمير عبد العظيم ومن إخراجه أيضا. كان كاتباً موهوباً للغاية سواء فى تعبيره عن طبقات وفئات مختلفة أو فى رصده للتغيرات الإجتماعية نتيجة عصر الانفتاح، وفى رأيى أنه كان يستطيع أن يترك بصمات أقوى لولا أنه دخل سريعا فى "مفرمة" السينما التجارية بل والمسرح التجارى (من أشهر مسرحياته الواد سيد الشغال لعادل إمام). كانت مسلسلات سمير عبد العظيم بدون فواصل موسيقية مثل مسلسلات أستاذه الرائد الإذاعى الكبير محمد علوان فبدت كما لو كانت أقرب الى الأفلام القصيرة المسموعة.

من أشهر هذه المسلسلات التى تحوّلت فيما بعد الى أفلام: "أفواه وأرانب" الذى تحول الى فيلم بنفس الإسم بطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين، وهما أيضا بطلا المسلسل، أما الجزء الثانى من المسلسل وعنوانه "كفر نعمت" فلم يتحول الى فيلم سينمائى ربما لأنه كان أقل نجاحا. من مسلسلات عبد العظيم أيضا: "على باب الوزير" الذى تحوّل الى فيلم بنفس أبطاله عادل إمام ويسرا وسعيد صالح، و"لست شيطانا ولا ملاكا" الذى تحول الى فيلم بنفس الإسم من بطولة سهير رمزى ونور الشريف، وحلقات "الشك ياحبيبى" التى قامت ببطولتها شادية،  ثم تحمست لتقديمها فى السينما من خلال فيلم بنفس الإسم من إخراج بركات وبطولة يحيى شاهين ومحمود ياسين.

الرقص على السلالم

لا أستطيع أيضا أن أنسى مسلسلات الثنائى الكوميدى الشهير فؤاد المهندس وشويكار. بعض هذه الأعمال استمعت إليها كمسلسلات فى وقت إذاعتها مثل مسلسل رمضانى بعنوان غريب هو "سُها هانم رقصت على السلالم" لم يتحول الى فيلم ولم تُستكمل إذاعته أصلاً بعد أن أصدر وزير الإعلام وقتها عبد المنعم الصاوى قرارا بوقف إذاعته بسبب "الإسفاف"، وكانت تلك أول مرة اقرأ فيها هذه الكلمة عند نشرها فى الصحف. ولكن مسلسلات المهندس وشويكار الأكثر شهرة، والتى تحوّلت الى أفلام معروفة، كانت تُذاع كحلقات منفصلة فى برامج بعينها مثل  "ذكريات إذاعية". من هذا المسلسلات مثلاً "شنبو فى المصيدة" التى تحولت ال فيلم بنفس الإسم من إخراج حسام الدين مصطفى، و"العتبة جزاز" التى أصبحت فيلماً من إخراج نيازى مصطفى، و"إنت اللى قتلت بابايا" التى تحولت ألى فيلم من إخراج نيازى مصطفى أيضا، وكانت فى مجملها أعمالاً مسلية تستهدف التخفيف عن الجمهور آثار ما بعد كارثة 1967.

ولكن الراديو لم يكتف بدور تغذية الخيال عن طريق المسلسلات المدهشة، ولكنه حاول أيضا أن ينقل السينما نفسها الى البيوت. كان البرنامج العام يقدم برنامجاً شهيراً ناجحاً بعنوان "من الشاشة الى الميكروفون" تعدّه وتقدمه ثريا عبد المجيد ويهتم بتقديم "مسامع" من الأفلام الجديدة. التجربة غريبة فعلاً ولكنها مثيرة جداً  لأننى كنت أشاهد من خلالها أفلاماً بعين الخيال ثم أشاهدها فيما بعد بعين البصر.. فيالها من تجربة.. ويالها من أيام.

لا أعرف ماذا يدرس طلاب معاهد السينما، ولكنى أتمنى فعلاً أن يكون جزءاً من تدريبهم، تنفيذ مسامع إذاعية لمسلسلات مشهورة، هنا الإختبار الحقيقى للخيال، وهنا القدرة على تحويل الكلام المسموع الى مشهد مصور، ولا أظن أنه من الممكن تنمية هذه القدرات إلاّمن خلال العودة الى الإذاعة.. من أجل عيون السينما.

عين على السينما في

03/07/2011

 

زوم

التظاهرات العربية في الخارج مبادرات تتجاهلها السفارات ·· لماذا!؟

محمد حجازي  

بين الثاني والعاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2011 تُقام الدورة الثالثة من مهرجان السينما العربية في برلين وتهتم بالفُكاهة في الفيلم العربي، وتقوم بعملية استرجاعية للمخرجين اللبنانيين برهان علوية ومارون بغدادي انطلاقاً من الإضاءة على السينما اللبنانية في ظل الحرب الأهلية، بينما يُعرض 40 فيلماً روائياً طويلاً وقصيراً وتسجيلياً من العالم العربي خصوصاً من سينما الشباب لإعطاء فكرة عن القدرات الجديدة عندهم·

سريعاً نتذكّر مهرجان السينما العربية في باريس الذي نشط لسنوات وكان منبراً خلّاقاً في التنظيم والمشاركات الواسعة، والاهتمام العربي العام به، والتغطية النموذجية الفرنسية لفعالياته من خلال أكبر صرح ثقافي في العاصمة الفرنسية: معهد العالم العربي· ونعرف أنّ هناك روتردام، وتظاهرات مهرجانية عربية في العديد من العواصم والمدن الغربية بعضها يمتلك مقدمات ميدانية رائعة للمتابعة والتواصل والبعض الآخر يُقام مرة كل عامين، ويكتفي بما تيسّر من الأفلام·

والواقع أنّ مثل هذه المنابر السينمائية الثقافية يجب أن تكون مدعومة من الدول عبر سفاراتها أو وزارات الثقافة فيها، أو دوائر السينما، لا أن تظل الصورة مقتصرة على المبادرات الفردية لبعض النقّاد والمهتمين بالشأن السينمائي النموذجي، وبالتالي تذهب الغاية مع النشاط المصاحب أدراج الرياح ولا فائدة تُرتجى على الإطلاق·

إنّنا نستغرب جداً ألا تتكاتف كل الطاقات للإسهام في أي مهرجان عربي تشهده أي دولة في العالم، لأننا نحتاج بإلحاح إلى كل الصور الجميلة، والراقية التي تبرز حقيقتنا ولا تقتصر على بعض المعلومات المشوّقة والكاذبة يبثها أعداؤنا ولا نجد مَنْ يرد التُهم، ويُقدِّم الحقيقة، وقد سبق لنا أكثر من مرة أنْ قلنا بأنّ السينما هي أهم سفير للعرب إلى العالم، وبالقدر الذي نستطيعه علينا إقامة الندوات والمهرجانات وعرض أكبر قدر من الأفلام لشرح جوانب كثيرة من معتقداتنا وعاداتنا ومستوى ثقافتنا·

العدو يقدِّمنا إلى العالم على أنّنا إرهابيون، وما زلنا نستعمل الجمل، ولم نهتد إلى اختراع السيارة، ومع ذلك لم نلحظ حملة مُركَّزة تُقدِّم عن أمّتنا صورة عصرية حضارية متقدِّمة تنفي كل المناخ التحاملي وتضع النقاط على الحروف، ولا مانع في السياق من عرض قراءتنا لأزمات بلادنا وكيف نعرضها ونقدِّم أسبابها لا أن نترك الأجواء مشرّعة لكل الاستنتاجات ونحن لا نتحرّك ولا نعلِّق ولا نبدي حراكاً·

هذا على صعيد الغرب الذي لا يعرف عنّا ما يكفي كي يحترمنا، فماذا عن أمتنا العربية سواء الأهل المُقيمين في بلادهم أو المهاجرين إلى مواطن الدنيا كلها، ألا يحتاج إبن المشرق لمعرفة مَنْ يكون إبن المغرب العربي، وكيف يعيش، ويتحدث، وما هي مواصفات بلده، نوعية حياته؟

إنّ المبادرات السينمائية هذه مشكورة جداً، ونحن نعرف عدداً من القيِّمين عليها من خلال تواجدنا في عدد من المهرجانات العربية والدولية، وندرك أنّ الغاية من كل هذا ثقافية، وفيها تنفيس عن حنين هؤلاء إلى أوطانهم في المهاجر، وأفضل ما في الصورة إهو اعتماد الصور السينمائية للتواصل وهذا يخدم الأجنبي للتعرّف علينا، ويُرضي العرب في المغتربات لأنّه يساهم في دغدغة أحاسيسهم الوطنية فلا ينسون أصولهم أبداً·  

في شريطَيْ (Transformers 3) و(Larry crowne) على شاشاتنا

إختلف <المتحوِّلون> في كوكبهم وحلُّوا إشكالاتهم على الأرض في شيكاغو

<هانكس> مُخرِجاً وكاتباً لأول مرة يُدير جوليا روبرتس ويُغيِّر حياتها··

محمد حجازي

لم تأبه صالاتنا للموسم الصيفي الذي عادة ما يشهد أفلاماً تجارية خفيفة، وبرمجت عدداً من الأفلام الكبيرة وهي بصدد أخرى في الأسابيع اللاحقة، وقد اخترنا نموذجين بارزين للعرض:

{ (Transformers :Dark of The Moon): - جديد ضخم لـ مايكل باي من إنتاج ستيفن سبيلبرغ ومع مؤثرات خاصة ومشهدية تشبه في عضلاتها ما يتمتع به عمالقة المواجهات من المعدن على الشاشة بإشراف الخبيرين جون فرازييه وسكوت فارار، مع خصوصية تقنية المواجهات وابتداع أجواء من التداعيات أشبه بالألعاب الإلكترونية·

النص لـ إيهرن كروغر يرصد فيه الحال أواسط الستينات حين سافرت المركبة الفضائية: أبولو 13، وعلى متنها نيل آرمسترونغ أول آدمي وطأ أرض القمر، ونشاهد في شريط الوصول إلى القمر وجود سفينة عملاقة مكتظة بالجنود المعدنيين، لنعرف لاحقاً أن مواجهة مدمرة ودموية حصلت بين فريقين من هؤلاء على خلفية صراع النفوذ على الكواكب السيّارة لإخضاعها لإرادة طرف دون آخر·

الخلاف يتصاعد، ويكون التدمير كبيراً، ما يدفع بأحد الطرفين وهو الأضعف إلى تفادي البقاء والمواجهة حقناً للخسائر، لذا ينزل هذا الطرف إلى كوكب الارض ويبحث عن مناصرين له، ويجد مأوى وحماية لدى الـ CIA التي تحمي عناصر منه في إحدى القواعد الكبرى وتحت حراسة مع إجراء بحوث وفحوصات عليها أملاً بالتعرف على خصوصيتها·

لكن هذا لا ينفي أبداً حصول إشكالات، ومنها أنّ أشرار الفضاء قرّروا وقف نشاط هؤلاء على الأرض ورصدوا مكان وجودهم في شيكاغو وأرسلوا قوات كبيرة للقضاء عليهم ملأت سماء المنطقة وهبطت منها طائرات، ومقاتلون وصواريخ مختلفة لخوض معركة فاصلة في مواجهة الطرف الأضعف، لكن تحت حماية رسمية يصعب التقليل من شأنها لكن الذي حصل أن أسلحة المهاجمين عطّلت جميع الردارات، وألغت قدرات سلاح الجو، وأسقطت العديد من طائرات بي 52، ما جعل البنتاغون يتريّث في التدخُّل منعاً لفقدان أركان الأسلحة بالكامل، لذا ما عاد الجيش يتدخل بإنتظار جلاء نتيجة المعارك·

ومثلما كان الجزء الأول··· ها هو الجزء الجديد يطرح تحوّل السيارات في لحظات إلى عمالقة من المعدن يقتلون ويهدمون ويهاجمون مواقع أخرى، وينظم الجيش الأميركي الخاص صفوفه ويُخضِع المتحوّلين الإيجابيين الذين تحت حمايته، وتتحوّل شيكاغو بكاملها إلى ساحة مواجهة دموية بين الطرفين، حيث نواكب حالة من الجنون الكامل في استعراض قوة المؤثرات المشهدية والقدرة على الدخول إلى عمق اهتمام المشاهد على مدى ساعتين و22 دقيقة، لم تتوقف لحظة عن الترقُّب والإنجذاب، لأن الموضوع كالمخرج، كما كل فريق الفيلم أمام وخلف الكاميرا شكّلوا مادة خاصة للمباركة·

هذه المعارك استجلبت قوات من الفضاء الخارجي إلى الأرض، وإذا بكل الوافدين يقعون في عدة أفخاخ ويتم التخلّص منهم تباعاً، ويبقى أخيراً أن الطريقة العمودية للعودة إلى الفضاء باتت سالكة وللأخيار فقط، ما يجعل الذين تهجّروا سابقاً ولأسباب أوردناها يودِّعون من أمضوا معهم سنوات من الحنين فيبكون·

هذا الشريط جرى طرد ميغ فوكس من بطولته وحلَّت مكانها عارضة الأزياء البريطانية روزي هانتغتون وايتلي في دور كارلي ميلر، في مواجهة شيا لابوف في شخصية سام وايثوبكي، وحضر الممثل قاسي التعابير هوغو ويقتنع بالصوت لشخصية ميغاترون العملاق، مع جوش دوهاميل، فرنسيس ماكدورماند، باتريك دامبسي، جون مالكوفينش، ليونارد تيموي، وغادر الأخيار من المعدنيين إلى كوكبهم بعد زوال خطر الأشرار الذين تحطموا هنا على الأرض·

{ (Larry Crowne): - بطولة وإخراج توم هانكس الذي تشارك مع نيا فاردالوس في كتابة النص، الذي يندرج في الخانة إياها لمعظم أدوار هذا الممثل المتميِّز الذي يعود إلى السينما بعد غياب 15 عاماً مخرجاً لأول مرة راصداً قصة شاب وفتاة التقيا بالصدفة فتغيّرت حياة كليهما بالكامل إلى الأفضل، إلى السعادة·

هو أمضى عشرين عاماً في البحرية الأميركية يعمل طاهياً لذا فإنّه لم يتمكّن من إنجاز دراساته الجامعية العليا، لذا فإن عمله لاحقاً في أحد المخازن الكبرى تعثّر لمجرد أنه لم يقم بدراسات عليا، وبالتالي يستحيل ترفيعه في عمله، وبالتالي فهو يطرد، وتصبح حياته مهدّدة فلا مال يجنيه كي يعيش، ويدعى لاري كراون·

وهي تدعى مرسيدس تانيوت (جوليا روبرتس) تعيش مع شاب لاهٍ مهووس بالصور الجنسية ويمضي أوقاته على الدوام باحثاً عن لقطات جديدة مثيرة ولطالما ضبطته هي في أوضاع مسيئة، لذا تبدو حياتها تافهة، سطحية لا شيء يُسعِد فيها، وتقوم بتدريس مادة الاقتصاد في الجامعة وتحظى بمحبة الجميع، وهم يدأبون على مغازلتها، وهي لا تُعطي مجالاً لأحد كي يتابع معها، خصوصاً أن شخصيتها مباشرة، صريحة جريئة، ولا تُعطي محاضرتها إلا إذا كان هناك عشرة تلاميذ على الأقل في الصف الواحد، ومع أول يوم له في الجامعة لتعويض ما فاته، كان عاشر تلميذ يدخل الصف، وبالتالي أُجبِرت في آخر لحظة على العودة والتدريس·

التعارف بينهما كان عادياً، ثم تطوّر لوحده، وإذا بها تقترب منه وتُقبِّله ثم تطلب منه عدم الإفصاح لأحد عمّا فعلته، والتزم بعدم قول أي شيء بينما هي لم تستطع، إلا أن تبلغ صديقها بأنها التقت شاباً رائحته زكية جداً، وهي تحبه من كل قلبها·

من هنا انكشف الاثنان على بعضهما البعض، فكان أن قرّرا الاستمرار بهذه الروحية وهذا التفاهم·

العفوية الكاملة هي سمة الفيلم الذي لم يحتج لا لمؤثرات ولا لمجاميع كبيرة كي يُنجز، بل كل ما في الأمر مجرد صدفة جمعت شخصين في علاقة صادقة، تُوِّجت باللقاء، في انتاج لـ غازي غوتزمان، وموسيقى لـ جيمس نيوتن هاوارد، وتشارك في لعب باقي الأدوار الرئيسية: سارة ماهوني، روكسانا أورتيغا، راندال بارك، برادي روبن، آليكس كيجانو وتينا هوانغ·  

تظاهرة

18 فيلماً من أسبوع النقّاد في <كان> على شاشة متروبوليس··

محمد حجازي

في التاسع والعشرين من حزيران/ يونيو المنصرم افتتحت الدورة الخامسة من تظاهرة <أسبوع النقاد> الفرنسية الخاصة بمهرجان كان الأخير، في صالة متروبوليس - أمبير، تستمر حتى الثامن من تموز/ يوليو الجاري، ويُعرض خلالها 18 فيلماً (6 طويلة و12 قصيراً)·

< شكَّل شريط <أميرتي الصغيرة> لـ إيما يونيسكو، الافتتاح الجيد، مع ايزابيل هوبير، وتستعيد المخرجة فيه وهي ممثلة في أول دور إخراجي جانباً من طفولتها وعلاقتها بوالدتها المصوِّرة الفوتوغرافية ايرينا يونيسكو عندما صوّرتها عارية وهي في سن الخامسة·

< لاس أكا سياس - هو أيضاً إخراج أول لـ بابلو جيوجيلي (الأرجنتين - إسبانيا) يحمل الكاميرا الذهبية من كان، مع جيرمان دي سيلفا في البطولة·

< تتخذ مأوى، للأميركي جيف نيكولز يدير مايكل شانون، وجيسيكا شاستاين·

< واليوم الرابع من تموز/يوليو الجاري يُعرض الفيلم الصيني: <ساونا على القمر> (95 دقيقة) إخراج زو بينغ، وتدور الاحداث في حمام للنجار، تتولى خدمته صبايا حسناوات لجذب الزبائن·

< وبعد غد الأربعاء يُقدّم فيلم: إعلان حرب، للفرنسية فاليري دونزيلي، في أجواء رومانسية عن عاشقين يُنجبان طفلاً مصاباً بورم في الدماغ·

< يوم الخميس في 7 الجاري يعرض الشريط البلغاري: آفي، وهي صبية في السابعة عشرة من عمرها، للمخرج قسطنطين بوجانوفا·

< ويوم الجمعة المقبلة تقدّم باقة من الافلام القصيرة:

- أنت بطلي يا آليكس ايفانوفيتش، لـ غيوم غوي، جونيور، (جوليا دوكورنو) ياسيم والثورة لـ كارين آلبو (فرنسا)·

- آحاد، لـ فاليري روزبيير (بلجيكا)·

- صبي، لـ توبار آزيريس (أميركا)·

اللواء اللبنانية في

04/07/2011

 

مهرجان العالم العربي السينمائي في مدينتي أزور وأفران يخصص دورته للارض

ساسية مسادي 

فيلم "لن نموت" للجزائرية أمال كاتب في مهرجان أزرو المغربية

يشارك الفيلم "لن نموت" للمخرجة الجزائرية المغتربة أمل كاتب في الطبعة الثالثة عشر لمهرجان العالم العربي للفيلم القصير في مديني أزور وأفران المغربيتين وذلك في الـ 21 من شهر جويلية الجاري.

ويدخل فيلم "لن نموت" المنافسة أمام 32 فيلما من 13 دولة عربية وأجنبية وهي تونس، الجزائر، العراق، مصر، فلسطين، موريطانيا، السعودية، عمان، المانيا، امريكا، بريطانيا والبلد المحتضن للفعاليات المغرب بالإضافة إلى 18 فيلم خارج المنافسة من الدول المذكورة. وخصص المهرجان مسابقتين، الأولى تتمثل في مسابقة الأرز الذهبي تشمل إبداعات حرة للمخرجين السينمائيين وأن يكون الفيلم لا يتعدى 20 دقيقة، والثانية جائزة العربي الدغمي للبيئة حول تيمة المهرجان "الأرض والسينما" . إذ ستعرض الأعمال على لجنة تحكيم تتكون من عبد الكريم الدرقاوي ، فارقزيد بوشتى، ادريس الادريسس وموساوي موحى من المغرب، اضافة الى الصديقي باكابا من النيجر، يالا باكابا من فرنسا وجودي الكناني من العراق

يتناول فيلم " لن نموت"، أحداث العشرية السوداء في الجزائر من خلال حياة الصحفي سليم الذي يعود سنة 1994 إلى مدينه وهران بعد تجربة صحفية في أفغانستان، وكان الفيلم قد حاز على عدة جوائز في مهرجانات دولية منها جائزة أحسن مخرجة في مهرجان الفيلم الرومانسي بمدينة كابورغ 2010 (فرنسا) ، جائزة الامتياز في مهرجان كورت بفرنسا العام الماضي، كما حاز على الجائزة الثالثة في الطبعة الـ 8 لمهرجان الفيلم القصيرالمتوسطي بطنجة. يعد ان سجل العمل مشاركته في عدة تظاهرات سينماتوغرافية منها مهرجان سيكونس للفيلم القصير (تولوز 2010)، مهرجان ألتيرناتيفا للسينما المستقلة (برشلونة 2010) ، المهرجان الدولي للسينما المتوسطية (مونبوليي 2010)، اضافة الى مهرجان فيلم كورك (ايرلندا 2010) والمهرجان الدولي للفيلم دبي 2010 .

يفتح مهرجان العالم العربي للفيلم القصير دورته لهذا العام ،التي ستستمر إلى غاية الـ 24 من جويلية، تحت شعار "الأرض و السينما" حيث سيتم التحدث عن الأرض وكيف تناولتها السينما من خلال فتح النقاش مع الجمهور حول جدلية الموضوع إبداعا ، نقدا وتصورا. وسيكون اللقاء فرصة للتعرف على أهم الإبداعات السينمائية التي تتناول الموضع بالصورة المعبرة ، كما سيتم تنظيم ملتقى حول دلالات الأرض في السينما . من تنشيط استذة و دكاترة مهتمين وباحثين في مجال البيئة. وستكرم الطبعة الجديدة السينما اللبنانية، بالإضافة إلى تكريم الفنان المغربي يونس مكري، وإخوته محمود، حسن، وجليلة المكري. إضافة إلى تخصيص ورشات في تكوين في فن السينما من تأطير أساتذة من المغرب، ألمانيا ،بريطانيا، النرويج، العراق ومصر.

أدب فن في

04/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)