حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«أميرتي الصغيرة» و«لاس أكاسياس» في افتتاح «أسبوع النقد»

رحلة لالتباسات الذات وأخرى لعطش الروح

نديم جرجوره

شكّل الافتتاح خطوة إيجابية. الدعوات الخاصّة حاضرة. لكن، في المقابل، هناك عدد لا بأس به من المُشاهدين الذين اشتروا بطاقات الدخول لمشاهدة فيلم الافتتاح. وهذا، على قلّته، ساهم في تفعيل الخطوة المذكورة. مئة وسبعون بطاقة مبيعة من أجل مُشاهدة فيلم لا يُمكن، بالمقاييس التجارية اللبنانية، أن يُعرض في صالات عادية. أي في مناسبات مغايرة للنشاطين الفني والثقافي. مئة وسبعون بطاقة مُباعة، أدّت إلى تنظيم عرض ثان للفيلم، الذي افتتح النسخة اللبنانية الخامسة لتظاهرة «أسبوع النقد» مساء الأربعاء الفائت. الفيلم: «أميرتي الصغيرة» (فرنسا، 2011، 105 د.) لإيفا إيونسكو (في اليوم نفسه، بدأت العروض التجارية الفرنسية للفيلم هذا، الذي أدّت إيزابيل أوبير الدور النسائي الأول فيه). العرض الثاني: الثامنة والنصف مساء غد الأحد. الفيلم الثاني المعروض مساء أمس الأول الخميس، «لاس أكاسياس» (الأرجنتين/ إسبانيا، 2011، 85 د.) لبابلو جيورجيلّي، فاز بجائزة «الكاميرا الذهبية»، في الدورة الرابعة والستين لمهرجان «كانّ» السينمائي، المنعقدة بين الحادي عشر والثاني والعشرين من أيار الفائت. مع هذا، لم يصل عدد مشاهديه إلى ذاك الذي حقّقه الفيلم الأول في النسخة اللبنانية للتظاهرة، المستمرّة لغاية الثامن من تموز الجاري، في صالة سينما «متروبوليس» في «أمبير صوفيل» (الأشرفية).

لم يصل العدد إلى الرقم السابق عليه، مع أن الصالة امتلأت كلّها تقريباً بالمشاهدين، الذين أرادوا المُشاهدة من دون الاهتمام بوسيلة العرض (نسخة «دي. في. دي.»). أو هكذا بدا الأمر، إذ غرق المُشاهدون في تفاصيل العالم المصنوع بشفافية إنسانية عميقة ومؤثّرة، ومغلّفة بإيقاع هادئ ونسق تصويري مُسرِف بجعل الصورة السينمائية أقوى تأثيراً وسرداً للحكاية.

بعيداً عن لعبة الأرقام هذه، بدا الاحتفال اللبناني بالعيد الخمسين لتأسيس «أسبوع النقد» احتفالاً بالذكرى الخامسة لتأسيس صالة «متروبوليس» أيضاً. الكلمات التي أُلقيت في المناسبة جمعت الاحتفالين مع بعضهما البعض، قبل أن يُطيل ريمي بونوم، أحد مسؤولي التظاهرة الدولية هذه، كلامه عن الأفلام المختارة لهذه الدورة وتلك النسخة. بدا الاحتفال اللبناني خَفِراً وبسيطاً، لأن الأهمّ كامنٌ في المُشاهدة، وهذا ما يُفترض بالجميع التنبّه إليه. بعيداً عن لعبة الأرقام والاحتفال اللبناني العابر، انطلقت النسخة اللبنانية الخامسة بفيلم ارتكزت حبكته على إشكاليات إنسانية وأخلاقية وإبداعية. واستُكملت في اليوم التالي بفيلم قدّم لحظات انفعالية جميلة، في سرد حكائي شكله مبسّط، ومضمونه أعمق من أن يوصف بالكلمات. الفيلم الأول دعوة إلى استعادة حقبة زمنية فرنسية (نهاية السبعينيات المنصرمة)، وإلى تفكيك أسئلة أصابت عمق الحراك الاجتماعي والثقافي والإنساني. الفيلم الثاني رحلة جغرافية ممتدّة من باراغواي إلى بوينس أيريس، ورحلة روحية وذاتية للتطهّر من إثم العزلة وفوضى الوحدة. الفيلم الأول مليء بالتوتر والارتباك والالتباسات النفسية والروحية، الملتَقَطة بعدسة كاميرا بدت كأنها لا تعرف الهدوء أو الاستكانة إلى تداعيات المآزق المتشابكة مع بعضها البعض في ذات الفرد، كما في علاقته بنفسه وبالآخرين. الفيلم الثاني معقودٌ على تفاصيل علاقة ناشئة بين فردين في ظروف عادية، ومشغولٌ بقواعد الاشتباك العاطفي المبطّن، الذي قدّم صُوَره كأن شيئاً لا يحدث، في حين أن كل شيء كان يحدث خلف الواجهة الجميلة للرحلة والعلاقة والطبيعة. أي داخل الذات الفردية وروحها المنكسرة وخيباتها وقلقها ووجعها وصمتها.

هناك متعة خفية (أم هي واضحة؟) في مراقبة نمو العلاقة الغريبة بين أم وابنتها. هناك متعة خفية أخرى (أم هي واضحة هنا أيضاً؟) في مراقبة نمو العلاقة البسيطة بين رجل وامرأة حملت ابنتها المولودة حديثاً بين يديها. المتعة دعوة إلى اختراق المبطّن. الأم فنانة فوتوغرافية ذهبت بعدسة الكاميرا إلى ما وراء الحدود المسموح بها أخلاقياً، كي تعيد صوغ المشهد الجسدي بعينيها المفتوحتين على الشبق والغريزة الجنسية وتحرير الطفولة من حضورها المعقّد. أم هو تحرير الذات المنكسرة في آلام المتاهات القاتلة؟ الرجل سائق شاحنة لا يملك سوى ذكرى ابن لم يلتق به منذ ثمانية أعوام، وشقيقة أهداها هدية بمناسبة عيد ميلادها بعد مرور شهرين عليه، وأطياف أناس وحكايات مخبّأة في ذاكرة مثقوبة، أو كلام منقوص. والمرأة، التي طُلب إليه نقلها معه في شاحنته أثناء رحلته هذه، ألغت حضور والد الطفلة مرّتين، كأنه غير موجود، لحساب وجودها وابنتها وسط تبدّل الحالة النفسية للسائق، من متوتر بسبب هذه الرفقة، إلى راغب بالمرأة كعاشق ولهان.

ارتباك

هناك أيضاً ابنة المرأة الفنانة، الضائعة بين إقامة مع جدّتها واشتغال مع أمّها ونزاع مع ذاتها. لديها جسد يتفتّح، وروح تسعى إلى الانعتاق من ضيق العيش، أو من جنون اللحظة. وجدت نفسها، وإن للحظات، في عدسة الكاميرا الفوتوغرافية. وجدت شيئاً يُشبه حرية منقوصة، أو تمرّداً على حالة، قبل أن تتمرّد هي نفسها على الكاميرا والعالم المخبّأ فيها، وعلى الأم الفنانة وهوسها بتجاوز الممكن والمعقول والمسموح به، وعلى ذات محطَّمة وتائهة.

في المجلة الفرنسية المتخصّصة «دفاتر السينما» (حزيران 2011)، ذكر تييري ميرانجي أن النصّ السينمائي لـ«أميرتي الصغيرة» مستلّ من حكاية تُشبهها، عاشتها إيفا إيونسكو صغيرة. قال إن المخرجة اختيرت، عندما كانت في الرابعة من عمرها فقط، كـ«موديل». والدتها إيرينا فعلت هذا. وضعتها أمام عدسة الكاميرا الفوتوغرافية «في أكثر الأوضاع إثارة ومجوناً». وهذا حاضرٌ في الفيلم، مع الإشارة إلى أن الابنة السينمائية تكبر الفتاة الحقيقية بستة أعوام، كما لو أن المخرجة إيونسكو ترغب في تحرير الفيلم من «تهمة» كونه سيرة ذاتية محضة. كأن إيونسكو جعلت فيلمها الروائي الطويل الأول هذا «تصفية حساب» عسيرة وقاسية مع والدتها وذاتها، ومع العالم الذي وجدت نفسها فيه أيضاً. الأهمّ كامنٌ في براعة المخرجة في صوغ الحكايات كلّها والعلاقات كلّها. والبراعة ماثلةٌ في «لاس أكاسياس» أيضاً: الرحلة المليئة بصمت قاتل تحوّل سريعاً إلى لغة بديعة بين طرفين لا يعرفان بعضهما البعض، هي نفسها تلك الرحلة المتوغلة في حطام الروح، وتمزّق النَفس، والاشتياق إلى مكامن السكينة الضائعة وسط طبيعة ومتاهات وحكايات جانبية.

السفير اللبنانية في

02/07/2011

 

اقدم دور السينما في الشرق الأوسط تصمد أمام محاولات اقصائها

انحسار التطرف يحيي الآمال في بعث دور السينما في العراق

وسيم باسم من بغداد: 

انحسرت منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي اغلب دور العرض السينمائي في عموم محافظات العراق، وتكرس انتهاء دورها منذ عام 2003 لتتحول قاعاتها الى دكاكين  وأسواق تجارية، كما نال من بعضها معول الهدم حين لم تعد نلك الدور مشاريع تجارية ناجحة لعزوف الناس عنها بسبب الحرب وانعدام الأمن، إضافة الى سيادة ثقافة التحريم في بعض مناطق، حيث بدأ  يخشى مرتادو  السينما وأصحابها على حد سواء، التهديد أو المنع.

وتتشابه مدن العراق قاطبة في قصصها الحزينة مع دور السينما، وعدا بغداد التي اشتهرت بريادتها في دور العرض ليس على مستوى العراق فحسب بل على مستوى الوطن العربي، فان اغلب المدن لا تحتوي الا على ثلاث أو أربعة دور عرض على اكثر تقدير، كانت في وقتها متقدمة في مواصفاتها ومهنيتها مقارنة بمدن أخرى في دول المنطقة، لكنها مع الزمن، نزلت الى الحضيض في مستوى أدائها وجودة خدماتها.

العراق... كان الأفضل

يقول أبو عصام ويسكن منطقة الكرادة (تقع على الجانب الشرقي لنهر دجلة في بغداد)الذي ظل يرتاد السينما في بغداد لأربعة عقود متواصلة، ان حال دور العرض تشبه في مراحل حياتها التفاصيل الاخرى في الحياة العراقية، فقد كان العراق الأفضل، في كل شيء اما الآن فهو الأسوأ.

ويتذكر أبو عصام ان الخليجيين والأردنيين كانوا يزورون بغداد للتمتع برؤية الافلام السينمائية، ويتذكر ان أصدقاءا  كويتيين كانوا يعاودون زيارته في الخمسينيات للتمتع بمباهج الحياة في بغداد ومنها دور العرض السينمائي.

وشهدت بغداد أول عرض  سينمائي  العام 1909 ، كما شهد  العراقيون بعد الحرب العالمية الأولى عروضاً سينمائية في الهواء الطلق نظمتها “دائرة الإستعلامات البريطانية” تنتقل إلى مناطق عديدة من المدن العراقية.

ويشير ابو عصام الى ان عام  1920  شهد تشييد  دار سينما سنترال في منطقة حافظ القاضي في شارع الرشيد (أقدم وأشهر شوارع بغداد يمتد من الباب الشرقي إلى باب المعظم) التي تحول  إسمها فيما بعد إلى سينما الرافدين.

ولم تحفل مدن الدول المجاورة للعراق بمثل ما حفلت به بغداد من رغبة في التزود بالثقافة المرئية عبر إنشاء  دور العرض،  فقد أنشأت دار عرض  أخرى في ساحة الميدان (في باب المعظم)، كما أنشأت سينما الوطني عام1927.. ثم افتتحت سينما رويال.

وعلى رغم استتباب الوضع الأمني الا ان سالم الشاعر يرى ان الذهاب الى دار السينما يحمل بعض المجازفة،لكنه لا يدعو الى القلق مقارنة بالسنوات السابقة.

ويضيف: تتجنب دور السينما اليوم عرض الأفلام الجريئة في مواضيعها، ويفضل عرض الأفلام " المحافظة " أن صح التعبير.

وتتأهب عائلات عراقية لقضاء اوقاتا ممتعة حرمت في دور السينما والحدائق العامة ومنها حديقة الزوراء التي شهدت العام الماضي عرضا لافلام السينما المتجولة العام الماضي بحسب الشاعر.

IRAQI CINEMA

وفي ابريل عام 2011 كان هناك يوم استثنائي  بالنسبة لامين كامل وهو تشكيلي عراقي، حين حضر مع زوجته حفل افتتاح IRAQI CINEMA في نادي الصيد العراقي. وصالة العرض هذه بنتها شركة تركية وتعود للقطاع الخاص. وبحسب كامل فان السينما ثلاثية الأبعاد بمواصفات عالمية. ويأمل كامل في ان تسهم هذه المشاريع في اعادة  العائلة العراقية الى دور العرض.

ويتذكر ابو سليم ويسكن منطقة علاوي الحلة (في جانب  الكرخ من بغداد) ان سينما الهلال وسينما سنترال ضمتا  جناح خاص بالنساء.. استمر لسنوات عدة في وقت كانت فيه السينما تغيب في الدول المجاورة حتى على الرجال.

ويتذكر ابو سليم ايام الازدهار السينمائي التي شهدها وكيف أن روائع السينما العالمية مثل أفلام “ذهب مع الريح” و”رمل ودم” و”السباحات الفاتنات”، كانت تثير الجدل واللغط في الشارع العراقي.
وفي العام 2010 وبعد انقطاع دام ثمان سنوات،  عرض الفيلم الروائي “أبن بابل” على صالة سينما سميراميس، وتقول الشاعرة خنساء الحيدري ان العرض حرك "مشاعرا سينمائية" لدى الجمهور.

مراكز إشعاع ثقافية

وفي مدينة مثل الحلة (100 كم جنوب بغداد) كانت دور السينما تشكل مراكز إشعاع ثقافية لابناء المدينة، فقد زخرت بالعديد من الدور من مثل  سينما الخيام،  وسينما الفرات، والجمهورية. غير ان هذه الدور تلاشت منذ التسعينيات حتى انتهى دور  السينما في الحياة البابلية  تماما منذ العام 2003.

ويروي سليم الخالدي، وهو مدرس في عقده الستيني ان عروض الأفلام الرومانسية ذات المشاهد الساخنة والجريئة، من مثل روائع (سبارتاكوس) و (كوفاديس) و (حصار طروادة)، كانت أمرا مألوفا  لفترة طويلة، على رغم الرقابة في ذلك الوقت على الأفلام الأجنبية.

ويضيف: كان أهل الحلة ينجذبون لأفلام الكابوي وطرزان وسوبرمان، كما نالت الافلام  المصرية والتركية شهرة بين الجمهور الحلي.

الضرورات الثقافية والدينية

ويقول الفنان كريم البصري ان عودة السينما الى العمل في البصرة(490 كلم جنوب بغداد)  ينال اهتمام الجمهور، لاسيما وان المعنيين ياخذون بنظر الاعتبار الضرورات الثقافية والدينية التي تحدد نوع الأفلام المعروضة. وفي العام 2009 اعيد افتتاح سينما أطلس في  البصرة، بعد إغلاق دام ستة أعوام.

يضيف البصري:  دار سينما «اطلس» معروفة في البصرة وفي وقت من الأوقات كانت مقصد الخليجيين. ويتابع: العوائل البصرية تنجذب الى السينما، وهي فرصة لتنمية الوعي الثقافي والمجتمعي لدى الفرد العراقي.

ويضيف: منذ عام 2003 كانت عناك التباس مجتمعي حول دور السينما وحاولت بعض الجماعات المتطرقة سحب الشرعية من عمل السينما لكنها باءت بالفشل، لاسيما وان الأفلام المعروضة ذات مضامين اجتماعية، وإنسانية.

ويتذكر البصري كيف ان عام 2004  شهد إجبار الناس على تجنب السينما من قبل جماعات مسلحة خاطبت الجمهور بلغة أن السينما وسيلة من وسائل المتعة الحرام. ويتابع البصري: وقف الجمهور بوجه هؤلاء بل ان رجال دين متنورين  انتقدوا ذلك التطرف ومحاولات فرض أساليب معينة العيش.  

التحريم

لكن الحذر سيد الموقف في كل دور السينما في العراق، ومازالت هناك خوف من التطرف الذي يحرم مشاهدة الأفلام.

ويقول رحيم عمار وهو ضابط شرطة في منطقة السعدون (وسط بغداد): نراقب دور السينما بدقة خوفا من هجمات الانتحاريين، والقنابل والعبوات الموقوتة.

و تحرص دور السينما على  عدم  نشر صور الافلام ذات المضامين الجريئة، لاسيما في الواجهات ، تجنبا لاثارة المتطرفين.

وفي مدينة مثل الديوانية (جنوب العاصمة بغداد حوالي 180 كيلو متر)  وقفت الجـــماعات المتطرفة  ضد  السينما، وكـــانت تعمم بين الجمهور بحرمة مشاهدة الافلام،  ما دفع بالكثيرين الى تجنب ارتياد دور السينما. وأنشأت أول سينما في مدينة الديوانية عام 1936.

ويتذكر ابو حسان افلاما نالت اعجاب أهالي المدينة من مثل افلام "البريمو" و" عنتر وعبلة" وافلاما عن قصص نجيب محفوظ.

ويقول احمد عبد السادة: ان دعاوة التحريم  خلق ردة فعل معاكسة، فقد دأب الناس على شراء الأقراص المدمجة ومشاهدة الافلام في البيوت..

ويتابع: لم يعد للسينما دور كبير في حياة اهل الديوانية في ظل ازدهار سوق الأقراص المدمجة. ويمتلك عبد السدة نحو ثلاثين قرصا لافلام عربية وأجنبية.

ويضيف: تجد في السوق العراقي أقراصا لأحدث الأفلام العالمية، بل ويتوفر السوق العراقي على مختلف الافلام الجنسية.

معركة خاسرة

وبحسب عبد السادة  فان الجماعات المتطرفة خسرت معركتها مع (السينما)، و لن تستطيع ان تقاتل كل هؤلاء، ويقترح وفق ذلك ان تعطى الحرية الثقافية والاجتماعية للناس لكي تختار ما تريد من دون وصاية من أحد.

ونالت دور السينما في الموصل من الخراب والتدمير ما لا يصدق، حيث تغلق صالات العرض لتتحول الى مخازن ودكاكين بعدما انحسر الاستثمار في السينما.

وتخلو المدينتان المقدستان كربلاء والنجف من دور السينما لاعتبارات دينية، حيث  يضطر الاهالي منذ عشرات السنين الى  الذهاب إلى بغداد لمشاهدة الأفلام. كما يقصد البعض المدن المجاورة مثل الحلة والديوانية لمشاهدة الافلام.

ويقول رائد الشاكر الطالب في اكاديمية الفنون الجميلة في بابل  ان السينما العراقية تشكو اليوم غياب الجمهور، وقلة دور العرض  ، وبحسب الشاكر فان تأهيل القاعات والحرص على عرض روائع الأفلام العالمية ، سيشجع العائلات على ارتياد دور السينما  في ظل ثقافة سائدة تفيد أن  الذهاب الى السينما ترفا وليس ضرورة ثقافية.

إيلاف في

02/07/2011

 

يوسف شاهين والإنتاج المشترك: بداية متعثرة ونجاح كبير

ميدل ايست أونلاين/ دمشق 

كتاب جديد يستعرض تجربة المخرج المصري الراحل في تأسيس سينما الإنتاج المشترك مع دول عربية وأجنبية.

ينطلق كتاب "يوسف شاهين وتجربة الإنتاج المشترك" للباحثة أمل الجمل الصادر ضمن سلسلة الفن السابع من التنويعات السينمائية التي خاضها المخرج السينمائي المصري الراحل يوسف شاهين ومنها سينما الإنتاج المشترك حيث كان أهم من عمل في هذه التجربة سواء على صعيد الشراكة الإنتاجية مع دول عربية أو أجنبية وخاصة فرنسا.

ويقدم الكتاب عرضاً لأفلام يوسف شاهين ذات الإنتاج المشترك بدءاً من عام 1950 وذلك بعد انطلاق تجربة الإنتاج السينمائي المشترك في مصر بستة عشر عاماً حيث كانت التجارب الأولى للمخرج بسيطة من خلال تجربة فيلم "رمال من ذهب" وهو من إنتاج مشترك إسباني مغربي أثناء وجود شاهين في المغرب.

ويستعرض الكتاب البدايات الفاشلة في الإنتاج المشترك عندما نوى المخرج إنتاج فيلم "الرجل الذي نجا من الحادث" بين مصر وإسبانيا وفرنسا ومن بطولة ممثلين مختلفي الجنسيات إلا أن هذا المشروع أجهض ليحييه فيما بعد باسم "الناس والنيل" وهو من إنتاج مصري سوفييتي إلا أن الفيلم أيضاً لم يلق جماهيرية تذكر بل تعرض للهجوم.

ويقدم الكتاب مرحلة الستينيات والسبعينيات على أنها كانت مرحلة جمود في الإنتاج السينمائي المشترك وخاصة بعد إغلاق شركة كوبرو فيلم مشيراً إلى أن مرحلة نهاية السبعينيات والثمانينيات وما بعد شهدت توسعاً في الإنتاج المشترك حقق من خلالها شاهين تسعة أفلام مع فرنسا وثلاثة أفلام مع الجزائر تعد من أهم أفلامه وهي العصفور وعودة الابن الضال واسكندرية ليه وكانت هذه الأفلام بعيدة عن الدعم الحكومي.

ويبرر الكتاب دخول يوسف شاهين حيز الإنتاج المشترك تبعاً لعدة عوامل منها الصدفة والظروف الاقتصادية والسياسية إلا أن أهمها شخصية يوسف شاهين التي تجاوزت مشكلة التضييق على السينمائيين في مصر مطلع الستينيات واتجاههم إلى بلدان أخرى لمواصلة تجاربهم السينمائية.

ويتطرق الكتاب إلى التضييق والخسارات التي لحقت بأفلام شاهين وخاصة بعد إنتاجه أفلامه الثلاثة في الجزائر فنتيجة للمضمون السياسي للأفلام اضطر للبحث عن بلدان تقبل إنتاج أفلامه بعد الجزائر فاتجه إلى فرنسا وساهم في ذلك انضمام مصر إلى منظمة الدول الناطقة بالفرنسية عام 1983 ووصول العلاقات المصرية الفرنسية إلى ذروتها وتأسيس صندوق دعم توزيع أفلام الجنوب في فرنسا ما ساهم في دعم شاهين سينمائياً.

وتكمن قوة شاهين وفق الكتاب في قدرته على تجاوز المصاعب والمحن فحتى عندما علم بأن فيلمه "باب الحديد" رشح لجائزة برلين ولم ينلها لعدم حضوره المهرجان ولأسباب أخرى لم يصب بالاكتئاب كما أن كل أنواع القمع التي تعرض لها لم تقعده عن مشروعه السينمائي.

ويستعرض البحث أفلام "اليوم السادس" و"اسكندرية كمان وكمان" و"القاهرة منورة بأهلها" و"المهاجر" و"المصير" وغيرها، وكلها أفلام مشتركة مع فرنسا بين روائية طويلة وقصيرة.

أما الأفلام المنتجة بالاشتراك مع دول عربية فلها مكان رحب من الكتاب حيث تم استعراضها بالتتالي الزمني انطلاقاً من العصفور 1973 وهو الفيلم الذي فتح آفاقاً جديدة في سينما يوسف شاهين رغم الحذف الذي تعرض له.

ومن ثم يعرض الكتاب نقاشاً عن فيلم "عودة الابن الضال" و"اسكندرية ليه" تاركاً للصفحات الأخيرة مجال الحديث عن إسهامات شركة أفلام مصر العالمية في مجال سينما الإنتاج المشترك سواء مع دول عربية او أجنبية واستعراض بطاقات تعريف بأفلام شاهين المشتركة ومختتماً بمعرض صور للأفلام التي تم الحديث عنها سابقاً.(سانا)

ميدل إيست أنلاين في

02/07/2011

 

مدريد تقلد هوليوود بشارع للنجوم

محسن الرملي-مدريد 

في خطوة قوبلت بالاستحسان، وخاصة في الأوساط الفنية والثقافية الإسبانية، تم افتتاح "شارع الشهرة" في حي آرغوييس وسط العاصمة مدريد وتخصيصه لوضع نجوم تحمل أسماء أشهر فناني السينما الإسبانية، وذلك على غرار شارع موجود في عاصمة الفن العالمي هوليوود الأميركية.

ودشن افتتاح الشارع المدريدي بخمسة وعشرين نجمًا، وذلك بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس أكاديمية السينما في إسبانيا، وقد صمم هذه النجوم الفنان التشكيلي أوسكار مارينيه وصنعت من الرخام الأبيض والغرانيت والحديد.

وقام بافتتاح هذه الاحتفالية الحاشدة رئيس الأكاديمية إنريكه غونثاليث ماتشو، شاكرًا سلفه أليكس دي إغليسيا على بلورة هذه المبادرة.

أبرز النجوم

وكان أبرز الحضور الممثلة الإسبانية الشهيرة بينيلوب كروز وزوجها الممثل خافيير بارديم والمخرج المعروف بيدرو المودوبار والممثلة والمغنية سارة مونتيل التي تعد إحدى أساطير السينما العالمية في عقدي الخمسينيات والستينيات، إضافة إلى عدد كبير من مشاهير السينما الإسبانية وعائلاتهم، وغاب الممثل أنطونيو بانديراس لانشغاله على الرغم من حضور النجمة التي تحمل اسمه.

وعبر خابيير بارديم عن سروره بوجود نجمته بين نجمتي المخرجين لويس بونيول وخاله أنطونيو بارديم فعلق على ذلك بالقول "إن هذين المخرجين يستحقان أكثر من نجمة واحدة على ما قدماه للسينما"، كما شاركته في الاحتفال والدته الممثلة بيلار وشقيقه كارلوس.

أما زوجته بينيلوب كروز فقد قالت للصحفيين إنها سعيدة بنجمتها الإسبانية وإن كانت لديها نجمة في ممر الشهرة في هوليوود، وذلك لأن "إسبانيا هي وطني دائما كما ستبقى مدريد مدينتي".

من جهته قال المخرج بيدرو المودوبار حين رأى نجمته "لا أدري هل أستحق هذه النجمة أم لا، ولكنني أشكركم عليها من كل قلبي". وبجواره أشار المخرج المعروف أليخاندرو أمينابار إلى أن منحه نجمة إلى جانب أسماء كبيرة كهذه في السينما سيجعله يشعر بمزيد من المسؤولية.

تكريم وترويج

وتم اختيار شارع "مارتين دي لوس هيروس" ليصبح شارع نجوم المشاهير، وهو يتوفر على أكبر مجمع لصالات العروض السينمائية بنسخها الأصلية في مدريد، إضافة إلى مكتبة متخصصة بكل ما يتعلق بالسينما، ومن المصادفات أيضًا أن يوجد فيه أحد المطاعم العربية المعروفة وسط العاصمة ويحمل اسم "ألف ليلة وليلة".

وأعلنت أكاديمية السينما الإسبانية أنها سوف تضيف نجمة أو اثنتين سنويا لأبرز فنانيها، علمًا بأن هذه الخطوة تأتي ضمن ما يسمى بمبادرة "شوارع السينما" التي أطلقتها وزارة شؤون الرئاسة بهدف تكريم المبدعين وللمزيد من الترويج للفن السابع وللأماكن والشوارع التي ارتبطت، بشكل أو بآخر، بعوالم السينما.

المصدر: الجزيرة

الجزيرة نت في

02/07/2011

 

قرية فلسطينية تتصدى للاحتلال

مقاومة "بُدرس" في فيلم وثائقي

غادة دعيبس-روما 

عرضت جمعية السلام الإيطالية الفيلم الوثائقي الفلسطيني "بدرس" ولأول مرة في مدينة روما في جولة هي الأولى في إيطاليا لمخرجة الفيلم جوليا باشا. وقدمت المخرجة البرازيلية من أصل لبناني فيلمها الوثائقي بحضور رئيسة جمعية السلام الإيطالية عضو البرلمان الأوروبي، لويزا مورغانتيني والأسير السابق عبد الله أبو رحمة.

ويروي الفيلم الوثائقي الفلسطيني "بُدرس" مأساة أهالي بلدة بدرس الواقعة غرب مدينة رام الله وسط فلسطين حيث حاول الجيش الإسرائيلي مصادرة 500 دونم من أراضيها مزروعة بنحو ثلاثة آلاف شجرة زيتون لبناء جدار الفصل العنصري، وعندما علم أهالي البلدة بمخطط الاحتلال قاموا بتنظيم أنفسهم واستطاع بطل الفيلم عايد مرار بتوحيد فصيلي فتح وحماس لإفشال مخطط جيش الاحتلال بمقاومة سلمية.

كما يبرز الفيلم دور المرأة في المقاومة الفلسطينية عندما نزلت ابنة مرار لتقود نسوة البلدة يومياً في مواجهة جرافات الجيش لمنعهم من اقتلاع غرس الزيتون واعتقال الشباب المقاوم إلى أن توجت مقاومتهم السلمية بالنجاح عندما قرر الجيش الإسرائيلي تغيير مسار الجدار.

وحاز فيلم "بدرس" على أكثر من جائزة عالمية آخرها جائزة المشاهدين الثانية في مهرجان برلين السينمائي الدولي لعام 2010.

الوجه السلمي

وأثارت قصة الفيلم الحقيقية إعجاب وسخط المشاهدين في آنٍ معا لما ينقله من أحداث مأساوية يعيشها أهالي بلدة بُدرس الفلسطينية بالتصدي لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد مصادرة أراضيهم لبناء جدار الفصل العنصري.

وخلال تقديمها للفيلم قالت جوليا الباشا، إنها أرادت أن تظهر الوجه السلمي للمقاومة الفلسطينية وأن تعرف الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على بعضهما من خلال إظهار الجانب الإنساني لكل منهما ورواية لحظة تاريخية مؤثرة قد تساعد بتغيير الأفكار الخاطئة والتأثير على أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وفق تعبيرها.

وأوضحت المخرجة جوليا الباشا في حديث للجزيرة نت، أن الفيلم يسلط الضوء على ثلاث نقاط هي، وحدة حركتي فتح وحماس في المقاومة، وقيادة المرأة الفلسطينية للمقاومة، وإشراك شعوب أخرى في تحدي جنود الاحتلال ومنهم الإسرائيليون.

وفي سؤال عن ما إن كانت الأفلام الوثائقية قد توفي بغرض توصيل الرسالة الحقيقية عن قضية فلسطين قالت الباشا، إن مؤسسة “Justvision” منتجة الفيلم تحاول أن تركز في أفلامها على الجانب النفسي للمشاهد لتريه وقائع حقيقية لم يرها من قبل لتقنعه بوجهة نظرها وأفكارها.

ومع أن فكرة مصالحة فصيلي فتح وحماس قد أعجبت مشاهدي الفيلم، فقد انتقد البعض الآخر تسوية الوجه الإنساني الفلسطيني مع الإسرائيلي وخاصة شخصية المجندة ياسمين التي شاركت بقمع النساء خلال المظاهرات وإظهارها لاحقاً كشخصية حضارية وإنسانية بحديثها عن تجربتها ومن ثم تركها الخدمة العسكرية لتكوين أسرتها الخاصة.

عروض متواصلة

وأكدت المخرجة بأنها ستواصل عرض الفيلم في ثلاث مدن إيطالية أخرى ومن ثم ستتفرغ لتوثيق ما يحدث في حي "الشيخ جراح" بالقدس.

من جانبه، قال الأسير السابق عبد الله أبو رحمة، الذي يقوم حالياً بجولة أوروبية لرواية تجربته بالتصدي للجنود الإسرائيليين في بلدة بلعين "إن الأفلام الوثائقية وإذا عُرضت بطريقة مسؤولة فيمكنها أن تأتي بنتائج مجدية لجلب الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني".

وأضاف "لقد توج عملنا في قرية بُدرس بتغيير مسار الجدار مثلما توج عملنا في بلعين بإصدار قرار المحكمة بإزالة الجدار. كنا نخرج في مظاهرات يومية منذ عام 2003 حتى جاء قرار المحكمة بإزالته عام 2007 وقرار إزالته فعلياً قبل أربعة أيام" وأضاف "أمامنا الآن 15 قرية فلسطينية أخرى لإنقاذها من الجدار".

وتحسر أبو رحمة على عدم مشاركته فرحة إزالة سور بلعين مع أهله لأنه لم يرد أن يقطع جولته وأن يخذل من دعاه للمشاركة بتقديم فيلم "بدرس".

المصدر: الجزيرة

الجزيرة نت في

02/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)