حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

والد "الشحرورة" يستنجد بـ "دون كيشوت" للقضاء على الطائفية

رفيق علي أحمد: السلطة في عالمنا العربي قمعية

 بيروت - صبحي الدبيسي

·         لدينا 45 جامعة كل منها تابعة لدولة خارجية "شو هالمسخرة"

·         البلد امتلأ بالمقاهي ولا مكان للمسرح والأوركسترا

·         اكتفيت من النساء ولا أحتاج إلى المال

أطلق الفنان المسرحي رفيق علي أحمد صرخة من الأعماق ضد من أسماهم تجار الهيكل وتجار الأديان. ودعا الشباب اللبناني الى الحوار للتخلص من هذا الداء الذي أصيب به المجتمع على المستويين الاجتماعي والسياسي. وسأل كيف يمكن للمسرحي أن يقدم مسرحيته, وهو لا يعلم متى ينقل زعماء الطوائف والمذاهب معركتهم من التلفزيونات الى الشارع? وقال من هو المثقف الذي لم يدفع ثمن قضيته دماً, من سقراط الى غاندي الى المسيح والامام علي والحسين وسعادة وجنبلاط وغيرهم?

وهذا نص الحوار:

·         كان لافتاً عنوان العمل المسرحي الذي تقوم ببطولته في اطار مهرجانات "جبيل", ما دورك في "دون كيشوت" هذا الرجل الأسطوري?

الخير والشر ليسا من ابتكار أحد, فمنذ وجود الخليقة وجدا, أعتقد أن كل الأفكار المتداولة قد طرحت من ألفها الى يائها. ولكن المعيار كيف نطبق أقانيم الحياة, وهي الحق والخير والجمال. الفكر ليس ملكاً لأمة أو لشعب, والقائد المفكر أو الفيلسوف ليس ملكاً لمجموعة أو لبشرية.

اليوم, "دون كيشوت" هي بهذا الاطار, أما ماذا يريد أن يقول أسامة حين استلهم الفكرة أو المؤلف غدي الرحباني حين كتب النص, برأيي لقد حاولا أن يعرفا مبادئ "دون كيشوت" لأنها تصلح في بلدنا ومجتمعنا الذي لا يزال متخلفاً, وطائفياً وقبلياً. وأكبر دليل ما حصل قبل أيام أمام مبنى الاتصالات, اننا ندعو لدولة مؤسسات ثم نتصرف تصرفاً ميليشياوياً أو طائفياً, وكل طائفة أصبح عندها مستشفاها الطائفي, ومصرفها الطائفي, ومؤسساتها التعليمية الطائفية.

للأسف الشديد, الغرب الذي يريد أن يفكك هذا المجتمع استطاع أن يفتته بتقسيمنا الى طوائف ومذاهب وقبائل. لذلك, "دون كيشوت" فكرة ذكية أمام هذا الوضع المتردي والفاسد في مجتمعنا.

في مجتمعنا ما زال مفكرونا يتحدثون عن اصلاح هذا المجتمع منذ عهد الفينيقيين الى عصر النهضة, الى يومنا هذا. اليوم في مجتمعنا اذا قلنا للنائب أنت طائفي يتقدم بشكوى ويدعي بأنه أهين وشوهت سمعته. ولكن أنا أقول له أنت طائفي ودستورك طائفي, وترشحك للنيابة كان طائفياً, لأنك ممثل عن الطائفة وما نقرأه على صورتك التي رفعتها على جانب الطريق تؤكد أنك ممثل هذه الطائفة, وبكل وضوح وجرأة أضع اصبعي في عينيه, حتى النواب الذين يدعون العلمانية انتخبوا عن الطوائف التي يمثلونها.

لذلك "دون كيشوت" أتى ليقول هذا الكلام. وكل واحد منا فيه شيء من "دون كيشوت".

الرحابنة أرادوا أن يقولوا هذا الكلام "تباً لكم أتيت لأقول لكم حقيقة ما أنتم تتخبطون به" وليس عندي القوة لاصلاح هذا المجتمع, فأنا كما يقول المثل: "أقول كلمتي وأمشي".

خواء

·         برأيك أين تكمن المشكلة, بالنظام أم بالأشخاص?

الأحداث تطورت كثيراً في مجتمعاتنا وهذا المجتمع أصيب بالخواء على المستويين السياسي والاجتماعي وعلى مستوى الدولة والمؤسسات, وهذا الخواء لا يؤمن للمثقف أن يبدع, أنا كمسرحي, لمن أقدم مسرحيتي, اذا كانت الطوائف مختلفة? وكيف يكتمل عقد العمل المسرحي ان لم يشاهدني الجمهور? عندما أردت تقديم مسرحيتي سألت السنة والشيعة متى ستتقاتلان? ومتى تنقلان المعركة من التلفزيونات الى الشارع? أجابا: لا نعرف لان القرار ليس بيد المواطن اللبناني.

أما المثقف الذي يؤدي هذا الخواء, فمنهم من يضعف, ومنهم من يحتاج لتأمين قوت عياله, أنظر الى نسبة المثقفين الذين التحقوا بالسلاطين "زعماء الطوائف", الذين قبضوا منهم وكمموا أفواههم, ونظموا القصائد مديحاً للسلطان, هذا هو المثقف الذي لم يعد لديه أحزاب لتحميه, ولا مبادئ لتغيير هذا الواقع الذي نعانيه.

·         برأيك هل الفاقة هي السبب أم مسايرة للجو العام وعلى طريقة زوج أمي يصبح عمي?

ربما يكون ذلك هو ما يحصل. ولكن من قال إن المثقف هو الذي يقرأ الكتب, والذي يكتب المقالات في الجريدة. للمثقف تعريف آخر, هو الذي يعرف بكل الأمور. فالكتابة والقراءة مهنتاه, لكن الثقافة أمر آخر.

المثقف يجب أن يكون منارة لمجتمعه, وأن يكون قدوة, وأن يمتلك أرضية مجتمعه بكل مكوناتها, هؤلاء المثقفون الحقيقيون الذين يدافعون عن قضايا الناس والانسانية. ولكن هناك أناس لا تبغي سوى العيش, والسلطة في العالم العربي هي بالاجمال سلطة قمع سواء استدرجتهم ليكونوا منصاعين لها أو هجرتهم من بلدانهم الى دول أخرى كلاجئين, أو دفنتهم في القبور. وهنا السؤال: من هو المثقف الذي لم يدفع ثمن قضيته دماً? من سقراط الى غاندي الى الامام علي والحسين والمسيح وسعادة وجنبلاط وغيرهم. ألم يكن بمقدورهم أن يستمروا في حياتهم كسائر الناس? يبدو أن عدونا استطاع أن يدمرنا الى هذا المستوى, ويحولنا الى مستجدين ومنتفعين نأكل ونشرب ولا نسأل عن شيء.

أعاصير

·         كيف بقيت صامداً بوجه كل هذه الأعاصير?

أعتقد أنني قطعت هذه المرحلة. ولو كان علي أن أضعف, كان مفترضاً حصول ذلك قبل هذا الوقت, اليوم أصبحت في مرحلة أخرى, ولم يعد عندي مشكلة والله ساعدني أن أعيش حراً, لأنه أعطاني مهنة لها علاقة مباشرة بالناس. ولهذا لم أكن مضطراً أن أجامل هذا الوزير أو ذلك النائب, أو ذاك المسؤول. لدي قناعاتي بالحياة, تعرضت لاغراءات شديدة ولم أضعف وأصبحت اليوم على أبواب الستين ولا أحتاج لشيء. وأكثر ما يغري الانسان هو المال والنساء, فمن النساء أخذت نصيبي بما يكفي. والمال لماذا أحتاجه? لتعليم أولادي? الحمد لله علمتهم في أرقى المدارس والجامعات لذلك لم يعد من خطر علي, لقد عشت حراً وأنا فخور بنفسي وقلت كلمتي ولم أستسلم لأحد, ولن أنكسر, نعم أحبطت في أماكن كثيرة, ولي علاقاتي بناسي وأؤمن بالانسان أخ الانسان. انطلاقاً من هذه المقولة أعتمد على نفسي وعلى المثل اللبناني الذي يقول "اذا جارك بخير أنت بخير". وأنا أؤمن بهذا المثل ويهمني أمن جاري قبل أمني. فاذا حصنت نفسي وجيراني غير مطمئنين لي فهذا لا يعني شيئاً. لذلك أنا أهتم بالانسان الآخر. وبما أنني أهتم بالانسان الآخر, أهتم بالقضايا المجتمعية التي تربطني بها, وكل متابع لمسرحياتي يعرف أن هذا الرجل عنده هم مجتمعي بحياته ويناضل من أجله. اللبنانيون يحضرون الى مسرح رفيق علي أحمد بثيابهم الطائفية, وعندما يخرجون يخلعون رداءهم الطائفي على الباب, ويتحولون الى مواطنين شرفاء بعد أن يصفقوا لي وقوفاً لأنني أقول الحقيقة, البعض القليل يأتي الى المسرح ليعرف هذا الشيعي ماذا يقول? لأن المواطن المتخلف هكذا يفكر. وفي النهاية يكتشف أنني لست بمعنى الشيعي أو بمعنى "8 آذار" أو "14 آذار" لأنني أضع أمام هذا المواطن اللبناني مرآة وأقول له: "أنظر الى صورتك, عندها يخجل من نفسه".

·         رغم كل ذلك لم تغير شيئاً من مفهومه الطائفي, فلماذا?

أعتقد العكس, لأننا شئنا أم أبينا, بالحوار بامكانك أن تستفز مواطناً يفكر, ولكن يعود الزعيم الطائفي يمسكه من لقمة عيشه, من مدرسة أولاده, بالمستشفى, لقد استطاع زعماء الطوائف في لبنان اذلال الناس. ما قلته في مسرحية "جرصة" "يا سيدي القاضي حشرنا أولادنا حتى التجأوا الى طوائفهم فاذا أردت وظيفة فمن عندي, واذا رضيت عنكم جعلتكم أغنياء في الأرض, واذا غضبت عليكم قطعت أعناقكم وقطعت عنكم الماء والهواء. واذا مرضت فأنا الذي يميتكم وأنا الذي يحييكم, فلا تدخلون مصحاً الا بأمري, واذا خالفتم أوامري جعلت نساءكم أرامل, فأي زعيم طائفي يقدر أن يرفع اصبعه ويقول لي: لست بطائفي حتى أذهب وأصلي له?

·         هل من تحضيرات جديدة?

بالطبع, هناك مشاريع مختلفة, وكما قلت: النص هو الذي يختارني. اذا كان هذا النص يتبع قناعاتي وفكري وايماني, أقبله. والا بكل صراحة أعتذر عن قبوله. لدي بعض المشاريع السينمائية والتلفزيونية.

بالنسبة للمسرح للأسف الشديد الوضع المجتمعي في بلدنا لا يسمح بانتاج المسرحيات, ولأنني صاحب لسان سليط لا أجد من يدعمني في المسرح. لأن ليس لي طائفة ولا مذهب ولا حزب, ولهذا السبب اذا أردت تقديم مسرحية, أضطر لأن أكتبها وأخرجها وأنتجها. ولكن لا أملك القدرة على تحضير مسرحية بكلفة عالية, وبعدها تتقاتل الطوائف بالشارع فأذهب الى البيت.

جلسات نسائية

·         ما الدور الذي أسند لك في قصة حياة الشحرورة صباح?

أقوم بدور والدها. وهذا العرض سيستغرق شهرين من الوقت, الى جانب ذلك صورت عملاً آخر, مسلسل سوري بعنوان "جلسات نسائية" ولقد انتهيت من تصويره أيضاً في الوقت نفسه, وكان هاجسي الأساسي الانتهاء من التصوير قبل الدخول بمسرحية "دون كيشوت".

·         لماذا أنت مقل تلفزيونياً على صعيد لبنان?

لدي فقط خمسة أعمال تلفزيونية لبنانية أما بقية أعمالي فهي سورية.

·         ما المشكلة في لبنان رغم أن الانتاج بدأ يتحسن?

صحيح, وهذه مسألة يجب أن نعترف بها, لكن للأسف الشديد, المعلن اللبناني, هو المنتج, يعني ليس عنده هم ولا ثقافة كما لا يوجد مسلسل لبناني يتحدث عن المواطن اللبناني, ولا يعطي صورتها عن بيئتنا اللبنانية, فكل الأعمال مقتبسة ومدبلجة, ومن المعيب تصوير نسائنا وكأنهن عاهرات ومطلقات وتتعاطين المخدرات.

·         وجهنا الكثير من الانتقادات لكنها لم تغير شيئاً?

طبعاً لأن المعلن عديم الأخلاق, وهذه ظاهرة معروفة, فهو ليس عنده هم اصلاحي أو مجتمعي, لديه فقط هم تجاري ويتعاطى كل شيء يدر عليه بالربح. هناك كمية من الاعلانات في لبنان تعطى للتلفزيونات. أصدقائي في سورية أرسلوا بطلبي للمشاركة ببعض الأعمال فاخترت منها ما يناسبني.

في مسلسل "الشحرورة" اتصلت بي كارول سماحة وهي صديقة كما اتصل بي أيضاً المنتج المصري. وأنا وجدت بالنص حالة درامية جميلة وليس سيرة صباح فقط لأن حياة الصبوحة مأساة بحد ذاتها, هذا الابداع لا يأتي الا من قهر, ومن حزن, لذلك شاركت بدور والد صباح, وصورنا هذا الدور ب¯18 حلقة اضافة الى مسلسل جلسات نسائية وسيعرضان خلال شهر رمضان.

·         هل أنت متفائل بالحركة الثقافية والفنية في لبنان?

لا, لست متفائلاً, لأن الحركة الثقافية والفنية ليست منفصلة عن الحالة السياسية والاجتماعية العربية.

ألا تعتقد أن التغيير الذي يحصل في العالم العربي سيشمل الحالات الثقافية?

التغيير لن يتحقق بين ليلة وضحاها, حتى مع حصول الثورات, الأمر يتطلب فترة زمنية كبيرة لا تقل عن عدة سنوات, لكي تتحقق هذه الديمقراطية على الطريق القويم, هذا في حال عدم عودة الأنظمة الرجعية ودخول الولايات المتحدة الأميركية على خط اجهاض هذه الثورات لتغير مسارها. الشباب العربي فرح بهذا التغيير, ولكن للأسف الشديد ليس عندنا قيادات, بسبب غياب الأحزاب. هنا تكمن قيمة الأحزاب العلمانية, فكل الأمور تتطور لتعطي نتائج ايجابية وليس العكس, الرئيس جمال عبد الناصر كان يهتم شخصياً بأمور الفن وكان يتصل بعبد الوهاب وأم كلثوم ويطلب منهما وضع موهبتهما في خدمة الفن المصري, ليقدما ألحاناً وأغانيَ رائعة, أين هو القائد العربي الذي يفعل ذلك اليوم?

·         في لبنان زوجات بعض السياسيين يحتكرن المهرجانات في مناطق نفوذ أزواجهن ويدعين أنهن يخدمن الفن والثقافة, ألا يساعد ذلك على تنامي الحركة الثقافية?

أنا أريد أن أسأل: ماذا تنتج الثقافة زوجة هذا الزعيم أو غيرها, وأين هي المسرحية الثقافية في هذه المهرجانات? باستثناء جبيل. كلهم يقبضون الأموال من وزارة السياحة ويأتون الينا بالفرق الأجنبية. هذا كله تجارة. وظيفة المهرجان أن يحفز الفنانين لتقديم الأفضل ما هي كلفة "دون كيشوت"? لنقل 400 ألف دولار, يستوردون "بافاروتي" أو أوبرا عايده ب¯600 ألف دولار. أنا أطالب ب¯250 ألف دولار لننتج نحن كفنانين لبنانيين 5 مسرحيات بهذا المبلغ بالتعاون مع الوزارات المعنية. وهناك خمسة مهرجانات سياحية في لبنان وتعرض هذه المسرحيات في هذه المهرجانات وكل مسرحية من هذه المسرحيات تحتاج الى كم من الفنانين والعاملين في قطاع المسرح. عندها تنتعش الحركة الفنية وينتعش القطاع السياحي دون خسارة. وفي موسم الشتاء تعرض المسرحيات الخمس في بيروت في خمسة مسارح فبدل أن يبقى شارع الحمراء والجميزة وال¯"داون تاون" أماكن جذب لشباب الأركيلة وطق الحنك والسكر والأغاني الأجنبية الصاخبة يستفزهم المسرح لمشاهدته. وبقرب هذا المسرح هناك "كافتيريا" ومطعم فينتعشا أيضاً, لكنهم لا يريدون من أحد أن يقرأ ويفكر. ولهذا السبب تجد البلد مليئاً بالمقاهي ولا مكان للأوركسترا وللمسرح. ولا يعتقدن أحد أن كل هذه الأمور تحصل بالصدفة.

·         لماذا لم تُثر هذه المسألة مع الوزراء المعنيين?

من هم الوزراء ومن هي وزاراتهم? هؤلاء وجدوا على الكراسي لخدمة أنفسهم وخدمة جماعتهم وأزلامهم فقط, مع الأسف لا يوجد عندنا مسؤول لبناني عنده هم وطني أو هم لبناني. مع أن كلمة وطني تعني الثقافة الوطنية. ماذا تقول في بلد عدد سكانه ثلاثة ملايين وفيه 45 جامعة وكل جامعة لها منهجيتها, وتابعة لدولة خارجية, "شو هالمسخرة" هذه وكل حزب يعتقد بأنه على حق وكذلك كل تنظيم وكل جمعية وما تبقى باطل.

·         هل أنت متفائل بالمستقبل?

شيء واحد يمكن أن أعد به, اذا ما استمر الوضع على ما عليه حتماً سنصل الى الحضيض, لأن هذه الدورة مركبة ولا جامع وطني بين أبنائها. في لبنان ليس لدينا أمة, وبالتالي لا وجود لوطن, عندنا طوائف ومذاهب ومجتمعات. واذا بقي الوضع على ما هو عليه, هذا الوطن وهذا المجتمع سيتحول الى خواء, سيذهب الى الهاوية. لا أعرف كيف سيكون الشرق الأوسط الجديد? وما ستفعله لنا الولايات المتحدة الأميركية? ربما تنشئ من كل طائفة دولة, فالأمور تسير بهذا الاتجاه, أنا أراهن على جيل الشباب فاذا تنبهوا لهذا الأمر وبنوا حواراً فيما بينهم يمكنهم أن يؤسسوا لمستقبل أفضل.

هؤلاء الشباب يجب أن يعرفوا أن ما يفكرون به هو الصحيح لكنه ليس الحقيقة. الحقيقة أصبحت في مكانٍ آخر, الامام علي يقول: تضاربوا بالآراء لتكتشفوا الصواب. فهؤلاء الشباب اذا لم ينزلوا الى الشارع, ويرفضوا قياداتهم الطائفية ويعملوا لبناء تنظيمات وأحزاب مدنية, ويحولوا الطوائف الى وطن, ويتحولوا هم من قطعان الى مواطنين, لن يكون لهم مستقبل ولن يكون لهم حياة.

·         بالعودة الى أرشيفك الغني, ما أبرز أعمالك حتى الآن?

بدأت من الجنوب بتقديم عدة مسرحيات في النبطية وجوارها. بعد ذلك التحقت بمعهد الفنون فاشتغلت مع يعقوب الشدراوي في مسرحيتي, مخايل نعيمة وجبران. ثم انتقلت الى مسرح الحكواتي مع روجيه عساف. وبعد ذلك تعاونت مع نضال الأشقر والطيب الصديقي, ثم قمت بجولة عربية مع فرقة الممثلين العرب وقدمنا مسرحية ألف حكاية وحكاية وبعد مسرحية الحلبة اخراج فؤاد نعيم وبول شاوول, كما اشتغلت مع كركلا وفهد العبد الله في بعلبك راقصاً مؤدياً لبعض الجمل. مع بيت الرحباني قدمت أربع مسرحيات: سقراط, حكم الرعيان, جبران, والآن "دون كيشوت". في مسرحي قدمت: الجرس, المفتاح, زواريب, قطع وصل, جرصة, على طريقة ال¯"وان مان شو" ممثلاً وحيداً.

السياسة الكويتية في

02/07/2011

 

ضوء

سينمائيون يتحولون للتلفزيون

عدنان مدانات 

لجأ العديد من المخرجين العرب الذين درسوا السينما ولم يتمكنوا من صنع أفلامهم السينمائية الخاصة إلى العمل في إخراج الدراما التلفزيونية التي بدأ سوق إنتاجها يروج في بعض الأقطار العربية منذ سبعينات القرن الماضي، خاصة في تلك البلدان التي لم تكن فيها حركة إنتاج للأفلام السينمائية أو أن هذه الحركة كانت ضعيفة عاجزة تبعاً لذلك عن الاستجابة لطموحات الأجيال المتلاحقة من السينمائيين الجدد الذين وجدوا أنفسهم أمام حلين، فإما أن يشتغلوا كمخرجين تلفزيونيين أو أن يتحولوا إلى عاطلين من العمل .

واقع الحال هذا هو ما تسبب في نشر اتهامات للدراما التلفزيونية من قبل المتحيزين للسينما بأنها السبب وراء خيانة السينمائيين للسينما . مقابل هذه الاتهامات كان السينمائيون الذين تحولوا إلى تلفزيونيين يدافعون عن أنفسهم من الناحية الإبداعية بالقول إنهم يسعون لتطوير مهارات الإخراج التلفزيوني وتقريبها من شكل الإخراج السينمائي وجمالياته ووسائله التعبيرية من ناحية، ومن ناحية أخرى كانوا يروجون لواقع أن التلفزيون أكثر جماهيرية وانتشاراً من السينما حيث إنه يتوجه إلى الناس في بيوتهم، وبالتالي فإن البرامج التلفزيونية والدراما التلفزيونية مؤثرة أكثر من السينما في حياة الجماهير وفي تشكيل وعيهم وثقافتهم .

لم يكن السينمائيون العرب وحدهم من لجأوا إلى التلفزيون، بل إن العديد من مخرجي بلدان العالم، بمن فيها البلدان المتطورة سينمائياً قد مارسوا العمل في مجال الإخراج للتلفزيون بين وقت وآخر إلى جانب استمرارهم في العمل في السينما، ويتعلق هذا الحال بمخرجين جدد كما بمخرجين مخضرمين لهم إنجازاتهم السينمائية المشهود لها، ومنهم المخرج الإيطالي الشهير فيديريكو فيلليني الملقب بساحر السينما .

أخرج فيلليني للتلفزيون، وبعد أن انقطعت به سبل الإنتاج السينمائي، بعض آخر أفلامه السينمائية ومنها “وتبحر السفينة” و”صوت القمر” الذي اعتبره النقاد الفيلم الأضعف في التاريخ السينمائي للمخرج، كما أخرج الحلقات التلفزيونية “المهرجون” .

يتحدث فيلليني في الكتاب المعنون “كيف أصنع فيلماً” (الصادر عن سلسلة “الفن السابع” من منشورات المؤسسة العامة للسينما في دمشق) عن فهمه للتلفزيون انطلاقاً من تورطه في إخراج “المهرجون” وعن الفروقات بين السينما والتلفزيون كما خبرها من خلال تجربته العملية .

يكتب فيلليني عن بداية عمله في “المهرجون”: “بعد الإقحامات العديدة للسيرك في أفلامي السابقة، بات من المحتم أن ينتهي بي الأمر إلى تكريس عرض بكامله لهذا لموضوع”، ثم يقول “ . . . العملية أقلعت من دون الكثير من التفكير، ولقد وجدت نفسي في وضع أقول فيه: المهرجون، ثم وجدت نفسي في وضع أقوم فيه بتنفيذه” ويضيف لاحقا: “لم أتوصل إلى أن أطرح على نفسي السؤال حول الخصوصية التلفزيونية، هذه هي الحقيقة، فالتلفزيون لم يكن بالنسبة إلي إلا طريقة أخرى لممارسة السينما” .

بعد أن خاض فيلليني التجربة تشكلت لديه بعض القناعات حول التلفزيون والفروقات بينه وبين السينما . يكتب فيلليني: “تريدون أن تعرفوا حكمي على تجربتي في التلفزيون؟ إجمالاً، تبدو لي مخيبة للآمال ومتواضعة” .

يحلل فيلليني الجانب المرتبط بالعلاقة مع الجمهور والفرق بين جمهور السينما وجمهور التلفزيون فيكتب عن جمهور التلفزيون “قبل كل شيء لا محل لأن يزعج الجمهور نفسه، ويخرج من بيته ليأتي إليك . فأنت من تذهب إلى بيته: وهذا أصلاً يضعك في وضع فيه دونية” . يضيف فيلليني: “من الضروري قهر سيطرة المشاهد، فمن يمتلك التلفزيون هو سيد التلفزيون، وهذا لا يحصل لا في المسرح ولا في السينما حيث لا يشعر المشاهد أنه سيد المسرح أو السينما” .

في السينما، حسب فيلليني، “مناخ معين من الاحترام لا بد أن يُعدّ سلفاً لنوع ما من الإصغاء . في التلفزيون، لا” . . . ففيه أنت من ينبغي عليه الدخول بكثير من الأدب، ومع الالتزام الفوري بإثارة اهتمام أو تسلية الناس الموجودين في بيوتهم، فهم إما على المائدة يأكلون، أو يجرون مكالمة هاتفية، أما أنت أيها المؤلف، فلا يمكنك تجاهل هذا الواقع، وينبغي عليك إذن أن تكون، وفي الحال، مسلياً جداً، أو مثيراً للاهتمام” . يتابع فيلليني حول الجمهور التلفزيوني: “هذا الجمهور، هذا السيد، بما أنه هو الذي اشتراك، إذا لم تسله فوراً، فإنه سيتركك، أو يغير القناة، وقد يطفىء الجهاز ويتابع تناول معكرونته . ويجب أيضاً أن تتذكر أنه ينبغي لك أن تتكلم، ان تروي قصصك السرية إلى ناس، لديهم، كامل الحق لإلقاء التعليقات التي يريدونها، وبصوت عالٍ، وحتى بأن يشتموك، والأسوأ أيضاً بأن يتجاهلوك . إذن كيف يكون من الممكن أن تظل أنت نفسك وتظل مخلصاً لعالمك الخاص؟” .

الخليج الإماراتية في

02/07/2011

 

مقتبس من ألعاب الأطفال ويعرض بتقنية ثلاثية الأبعاد

«المتحولون: ظلام القمر» .. 150 دقيقة «بلاي ستيشن» على الشاشة

دبي ــ أسامة عسل 

تمثل أفلام الأجزاء والخيال العلمي في 2011 ظاهرة سينمائية بارزة، تشكل خطاً رئيسياً لغالبية أعمال موسم الصيف الحالي، فمن الجزء الرابع لفيلم (الصرخة)، مروراً بالجزء الرابع من (قراصنة الكاريبي)، تسيطر هوليوود على شاشات السينما في العالم بقائمة طويلة من إبداعات الخيال العلمي، شاهدنا منها الجزء الرابع من (الرجال اكس)، بالإضافة إلى الجزء الثالث من (المتحولون: ظلام القمر)، ومن المتوقع أن تفرج قريباً استوديوهات السينما في لوس أنجلوس عن فيلم (رعاة البقر والكائنات الفضائية) الذي يتقاسم بطولته النجمان الشهيران هاريسون فورد ودانيال كريغ، وفيلمي (كابتن أميركا) و(صحوة كوكب القرود) وفيلم (العدوى) بطولة كايت وينسليت وجونيث بالترو ومات ديمون، وهو مزيج من الاكشن والرعب وكذلك الخيال العلمي.

أما فيلم (المتحولون: ظلام القمر) الذي بدأت عروضه هذا الأسبوع في صالات السينما المحلية، ويقدم بتقنية ثلاثية الأبعاد، فهو مقتبس من مجموعة ألعاب للأطفال ظهرت عام 1984، وشكلت نقلة تكنولوجية هائلة وصدر حولها العديد من الكتب والقصص والرسوم المتحركة.

وتشير المصادر إلى أن الفيلم تم تصويره في ستة أسابيع فقط، بينما تطلبت العمليات الفنية والتقنية أكثر من ستة أشهر من العمل المتواصل عبر استخدام تقنيات الغرافيك، مع كم من المؤثرات المصورة والصوتية، التي تجعلنا نتساءل عن المدى الذي تريد السينما أن تبلغه وهي تقدم مثل هذه النوعية من الأفلام والسلاسل السينمائية المكلفة، حيث تؤكد المعلومات أن تكلفة النسخة الجديدة قد تجاوزت 150 مليون دولار، وهذا يعني أن مشوار الفيلم حتى يبدأ بالربح عليه أن يتجاوز حاجز الـ200 مليون دولار، مع حساب قيمة طباعة النسخ لجميع أنحاء العالم.

إنها السينما التي يقف خلفها مخرج ومنتج مثل مايكل باي مخرج الجزء الثالث وصاحب الأفلام المعروفة: (الصخرة، أرماغندون، بيرل هاربور، أولاد أشقياء، وسلسلة أفلام ترانسفورمرز ـ الأول 2007 والثاني 2009)، ومعه المخرج والمنتج الأسطوري ستيفن سبيلبيرغ الذي تقدم له دور العرض السينمائي في الإمارات هذه الأيام فيلم الغموض والخيال العلمي (سوبر8)، بالإضافة إلى عدد من كبريات شركات التوزيع، التي باتت تعرف بأن جمهور السينما يعتمد على شريحة عمرية تتراوح بين 18 و 25 عاماً، وهي تعشق تلك النوعية من الأفلام التي تحمل الدهشة والمتعة التي تزول فور مشاهدتها، وتذهب إلى النسيان مع الخروج من صالات السينما.

والمتحولون في هذه الملحمة السينمائية التي تستمر على الشاشة لمدة 150 دقيقة، عبارة عن كائنات فضائية تختبئ في أشكال السيارات بشتى أنواعها وأحجامها والدراجات النارية والمروحيات والطائرات النفاثة وغيرها مما صنعه البشر، وأدخل فيه تكنولوجيا المحركات، ينتقلون بحربهم من الفضاء الخارجي إلى الأرض ليستمر الصراع من جديد بين الأبطال الخيرين (أوتوبوتس) والأشرار (ديسبتكونز)، مع خلفية تبدو أكثر إقناعا من الجزء الثاني، وقد استخدمت فيها المراجع التاريخية على نحو فعال ليحصل المشاهد على بعض الدروس من التاريخ الأميركي ووكالة ناسا، مثل صعود الإنسان إلى القمر من خلال رحلة أبولو للكشف عن مركبة فضائية سقطت واختفت، وليس لاكتشاف سطح القمر، وأن كارثة مفاعل تشرنوبيل كانت مجرد غطاء لكائنات فضائية استغلت المكان للاختباء فيه، ليعود الجزء الثالث مع الموضوع ذاته (تحول آلات وحشية كبيرة تملك قدرات مذهلة تهاجم الأرض، وتتسبب بالدمار وتنشر الفزع انتقاماً من البشر، لأنهم يساعدون الأتوبوت)، وفي الوقت الذي يبلغ فيه الصراع أشده بين العملاء الأميركيين والروس من اجل السيطرة على الفضاء عبر المراكز الفضائية، يبدأ تحرك تلك المخلوقات المتحولة، والتي تبقى مختبئة بانتظار إشارة الهجوم على أهل الأرض في محاولة نقل البشر إلى كوكبهم الفضائي لاستغلالهم كعبيد في تعميره، وهنا يبرز (سام ويتويكي) بطل الفيلم ليساعد الأتوبوت وأصدقاءه في إنقاذ الجنس البشري من مواجهة تلك الآلات، التي تحمل الدمار والتي بدأت تتساقط على الأرض لتزرع الرعب والذعر والموت.

ليس هناك جديد في القصة، ولكن العمل يحمل كماً هائلاً من المعارك والمؤثرات الرهيبة والمواقف التي جعلت الأحداث أشبه بلعبة (بلاي ستيشن)، تصل بالمتفرج إلى قمة الإثارة، بحيث لا يستطيع التحرك بعيداً عن كرسي المشاهدة، كما أن لغة الحوار التي تبدو في الفيلم مختفية أضفت سمة الضعف وليس القوة، ولكن اللقطات الرائعة واختيار الألوان ودرجاتها المصنوعة بعناية فائقة من اللون الرمادي الداكن إلى الألوان الزاهية، تتجلى في مشاهد الغابات الإفريقية وعلى سطح القمر، ومزج هياكل الآلات بالبشرـ بالإضافة إلى الموسيقى وتقنية الكمبيوتر.. وكل تلك العناصر لعبت دوراً كبيراً في مزيد من الإثارة، وجعلت العمل ربما أكثر أفلام السلسلة نجاحاً على صعيد المؤثرات، خصوصاً معارك مدينة شيكاغو التي استحوذت على أكثر من ساعة من الجزء الأخير في الفيلم.

البيان الإماراتية في

02/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)