حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ساكو.. وخميس

بقلم: كمال رمزي

 غدا أول مايو، عيد العمال، نحتفل به مع معظم بلدان العالم. العيد الذى دفع ثمنه مئات الأبطال من عمال لقوا حتفهم، ظلما، لأنهم طالبوا بحقوقهم، لذا تضاء الشموع وتوضع باقات الورود أمام مدافن الشهداء، ومن بينهم «ساكو وفانزيتى»: إيطاليان هاجرا إلى أمريكا فى الربع الأول من القرن الماضى، أملا فى حياة كريمة ببلاد الحرية. لكن فى نوبة من نوبات الذعر الجنونى، التى تنتاب العم سام، أخذت أجهزة الأمن، سيئة السمعة، تطارد، على نحو محموم، أعداء وهميين.

تلفق لهم اتهامات. تزج بهم فى السجون، ولا تتورع عن إعدام الأبرياء، أمثال «ساكو وفانزيتى»، اللذين أصبحا من أشهر ضحايا إجحاف العدالة الأمريكية.. ما أن يذكر اسماهما، عندنا، حتى يرد إلى الذاكرة «خميس والبقرى»، المصريان، بقصتهما ذات المصير الفاجع، التى تتطابق فى محطاتها الرئيسية، مع مسيرة «ساكو وفانزيتى»، وبالذات فى محاكمتهما الظالمة، الطافحة بالافتراء، حيث أعدم الأربعة الإيطاليان عام 1927، صعقا بالكهرباء. المصريان عام 1952 شنقا، قبل أن يتم أحدهما العشرين من عمره.

لكن، بينما لم يظهر العمل الفنى الذى ينصف المغدورين المصريين، توالت قصائد الشعر التى ترثى وتمجد «ساكو وفانزيتى»، فضلا عن عروض مسرحية، وأفلام سينمائية، تسجيلية وروائية، لعل من أعمقها تأثيرا، ذلك الفيلم الذى يحمل اسم الشهيدين، والذى أخرجه جوليانو مالتالدو 1971، وحقق نجاحا مرموقا فى كل مكان عرض فيه، واعتبر من عيون السينما السياسية، يوضع بجانب «زد» لكوستاجافراس، و«انتهـــــــــــــى التحقيق المبدئى، انس الموضوع» لوميانودمياتى.

يبدأ مالتالدو فيلمه بمشاهد ذات طابع تسجيلى، ترصد اقتحام الشرطة الأمريكية لأحد الأحياء الفقيرة، التى يسكنها الإيطاليون المهاجرون، يحطمون الأبواب، ينهالون ضربا على الرجال والشباب، يقودوهم منكس الرءوس. إنها أجواء الهيستيريا التى هيمنت على السلطات الأمريكية عقب نجاح الثورة الروسية عام 1917.

الأمر الذى يتجلى بوضوح فى أحاديث رجال الدولة بحفل استقبال.. داخل عربة ترام، نرى لأول مرة، ساكو وفانزيتى بين الركاب. عساكر يوقفون الترام، يقبضون على الرجلين. داخل مبنى الشرطة تتوالى تحقيقات شكلية، يجرى تصوير ساكو وفانزيتى وهما يحملان مسدسين، ويسير الفيلم فى اتجاهين: العودة للماضى عن طريق «الفلاش باكات»، حيث يؤكد الفيلم أن لا علاقة للبطلين بعملية قتل وسطو.. ثم رصد ما يدور فى الحاضر، فداخل قاعة المحكمة يتواطأ النائب العام وخبير الأسلحة وشهود زور بل والقاضى، فى إدانة البريئين. تتلاحق الأحداث. المحامى النزيه يمسك بحقائق كفيلة بإطلاق سراح موكليه، ولكن عين العدالة المغلقة تصر على إعدام الرجلين، حتى بعد اعتراف قائد الشرطة، وهو على فراش الموت، أن العاملين بريئان.. وليلة تنفيذ الإعدام، يكتب «ساكو» لابنه خطابا أصبح من القطع الأدبية البديعة، الصادقة، جاء فيه «فى الفجر، سأزف إلى المقعد الكهربائى والتحم به تمجيدا لزيف الديمقراطية الأمريكية. يسعدنى يا بنى أن يصلك خطابى وأنا فى عالم آخر بعيدا عن القتلة.. لتكن نهاية والدك بداية مستقبلك. إنك الأمل..» كلمات باقية فى الضمائر برغم إعدام قائلها وزميله.. هكذا، وجد «ساكو وفانزيتى» من يخلدهما، سينمائيا، فهل سيجد «خميس والبقرى» من ينصفهما؟

الشروق المصرية في

30/04/2011

 

فيلم بريطانى

بقلم: كمال رمزي  

«خطاب الملك» مر من هنا، جاء وذهب من دون ضجة، ترك أثرا باهتا على جمهور قليل.

لم ينجح، ومن الصعب والإجحاف وصفه بالفاشل، فالظروف الثورية، فى الأسابيع الماضية، جعلت رواد دور العرض، غير مهيئين نفسيا لمشاهدة الأفلام، حتى لو كان العمل السينمائى حاصلا على جوائز الأوسكار كأحسن فيلم وأفضل إخراج وأميز سيناريو وأقوى تمثيل.. لكن لا أظن أن «خطاب الملك» لم يوفق بسبب المناخ العام وحسب، بل لأنه يحتاج لذائقة خاصة، فالفيلم يعتبر عملا بريطانيا خالصا.

ليس تبعا لجنسية صناعه ــ مخرجه ومعظم أبطاله ــ وليس لأنه يقدم قصة ملك إنجلترا، جورج السادس «1895 ــ 1952»، ولكن لأن الروح البريطانية تسرى فى شرايينه كافة، وهى تتباين إن لم تختلف عن الروح السائدة عموما فى السينما الأمريكية، فهنا يتسم الفيلم بالإيقاع الهادئ، البطىء، الراسخ، الواثق، يعتمد على المشاهد الحوارية الطويلة، لا ينساق واء العواطف ويتعمد مخاطبة العقل. يبتعد عن المغالاة فى تجسيد الانفعالات، ويقترب مما يمكن تسميته «جدل الأفكار»، وبالتالى يتسلل الإحساس بقوة الفيلم وعمقه، بعد معايشته وليس أثناء مشاهدته.

«جورج السادس»، بأداء كولن فيرث، يعانى من التلعثم، تتوقف الحروف فى حنجرته، خاصة حين يقف أمام الميكروفون أو ممثلى الشعب، يذهب مع زوجته، سرا، إلى معالج موهوب، غير محترف، يقوم بدوره الاسترالى الأصل، ليونيل راش، الذى عبر ببراعة عن جوهر شخصية فريدة تجمع بين التواضع والكرامة، القناعة مع الكبرياء، وبينما يشعر «الملك» بالغضب تجاه معالجه، ويكاد يتمرد عليه، ينظر له المعالج نظرة حانية، متحفظة، لا تخلو من شكيمة، وكأنه الأب أو الأخ الكبير.. إنها علاقة مركبة، منسوجة ببراعة، شأنها فى هذا شأن مجمل العلاقات التى صاغها كاتب السيناريو الماهر، ديفيد سيدلير، الذى يمكنه الوصول إلى أغوار شخصياته بموقف واحد.

مثلا: «إدوارد»، الملك الذى تخلى عن العرش لشقيقه «جورج» من أجل زواجه من «وليس سمبسون» الأمريكية، التى طلقت مرتين قبل الاقتران به، نراه وهو يجهش بالبكاء فوق صدر والده، الملك المتوفى، بينما كل واحد من الأسرة الملكية يقف خاشعا، رابط الجأش. هذا الموقف يلخص شخصية «إدوارد الثامن» ويمهد لتنازله عن العرش.

ولا يفوت الفيلم أن يعبر عن تحفظه، الممتزج بالاستياء، إزاء «سمبسون» التى تقف بصلف وغرور فى المشاهد النادرة التى تظهر فيها.

«خطاب الملك» فيلم متعدد الجوانب، إنسانى، يتابع إصرار المرء على مواجهة عاهته والتغلب عليها.. والفيلم أيضا يعتبر فيلما تاريخيا، يتحدث عن شخصيات لها دورها الكبير، من دون الإسراف فى الديكورات التاريخية أو متابعة العربات الملكية التى تجرها الجياد..

وهو أيضا فيلم حربى، من دون معارك ودم وغارات، والأهم أنه يجدل كل هذا فى نسيج واحد، متماسك، قوى وواضح المعنى، فها هو أدولف هتلر، فى مشهد تسجيلى، أمام طوابير جنوده، يخطب فيهم بصوت واضح النبرة، منطلق كأنه مدفع سريع الطلقات، مما ينهض عزيمة الملك المتلعثم، ويطلق لسانه المرتبك، ويقبل التحدى، على المستوى الشخصى، والوطنى، والتاريخى، فتخرج الكلمات من فمه، أخيرا، واضحة، لا لبس فيها.. إنه فيلم رصين، على قدر كبير من العمق وإن بدا إنجليزيا باردا.

الشروق المصرية في

27/04/2011

 

جرح السينما.. المؤقت

بقلم: كمال رمزي  

لم تقصد الثورة تصفية السينما أو إقصاءها، فالشباب المثقف الذى قاد الثورة، من متابعة الأفلام سواء فى دور العرض أو خلال أجهزة الكمبيوتر.

ولكن ما حدث، بحكم الضرورة، أن السينما باتت من جرحى الثورة: قاعات العرض خاوية، بعض الحفلات تلغى لعدم وجود جمهور، نسخ الأفلام حبيسة داخل علبها الصفيح، فشركات التوزيع تخشى فداحة الخسائر.

المنتجون يعيدون حساباتهم، فكريا وفنيا، بحثا عن أعمال تتوافق مع مزاج ما بعد الثورة، بالإضافة لتجنب طابور النجوم الذين سقطوا جماهيريا بسبب مواقفهم المتردية، إزاء الثورة.

جرح السينما المصرية مؤقت، عابر، له أسبابه القوية، لعل أهمها «شرائط الحقيقة» التى تقدمها قنوات التليفزيون، والتى ترصد، لحظة بلحظة، ما يدور فى الواقع من أحداث ساخنة.

تتضمن مواقف تتفوق على خيال أى فيلم روائى، مثل مشاهد جحافل ثوار ميدان التحرير، ومقاومة الشباب البطولية لهجوم راكبى الخيول والجمال، ودهس عربات الزبانية للمتظاهرين، وتوحد انفعالات الثوار، بهتافاتهم النابعة من القلب، كأنهم رجل واحد، ومواجهة رصاصات الغدر بصدور عارية.

وغيرها من مشاهد لا يمكن نسيانها، لذا كان من الصعب أن يغادر المرء مقعده أمام جهاز التليفزيون ليذهب إلى دار السينما، خاصة أن ما يعتمل فى الواقع، وما تعرضه الشاشة الصغيرة، يهم جميع الأسر المصرية..

وما إن بدأت الثورة المصرية فى الانتصار حتى انطلقت رياحها إلى أقطار عربية قريبة، ومع التلاحق السريع للأحداث، فقدت السينما مزيدا من أسهمها، فنشرات الأخبار، ووثائق المراسلين، والشرائط التسجيلية، واللقاءات الحية كلها أمور استقطبت الجمهور أمام شاشة التليفزيون التى فتحت آفاق الرؤية، فى جميع الاتجاهات، أمام مختلف الأمزجة.

فعشاق الأفلام الحربية، يتابعون بشغف ما يجرى من معارك جوية وبرية فى ليبيا، وهى متابعة أشد إثارة من مشاهدة أى فيلم روائى فى هذا المجال، فالمتابع هنا متعاطف، وبعمق، مع طرف ضد آخر. وإذا كان المواطن يميل إلى التأمل، فعنده مصائر الطغاة، خلف القضبان..

ولأصحاب القلوب المرهفة ـ وما أكثرهم ـ ثمة عشرات الحكايات الإنسانية المؤثرة، المعبرة عن قيم الفداء والشجاعة وسيجد المهتم بالسياسة فيضا من تحليلات المواقف المتغيرة، بسبب الصراعات المتفاقمة، فى اليمن وسوريا. وإزاء هذا الزخم، أطلقت بعض المؤسسات الإعلامية، قنوات خاصة لمتابعة ما يدور فى البلدان الثائرة.. وسط هذه الأجواء المتأججة بالأمل والقلق، المتصادمة بأكثر الأفكار تخلفا وتقدما، تبرز قدرة الشعب المصرى على تحويل الدموع إلى ابتسامات، وانتزاع لحظات البهجة من قلب المناخ العابس، ولا دليل على هذا أوضح من تلك اللافتات والشعارات الساخرة، التى حملها الثوار، فى قلب ميدان التحرير، حين كان غارقا فى دخان القنابل.

هكذا، حتى هواة مشاهدة الكوميديا، وجدوا على الشاشة الصغيرة ما يرضى مزاجهم. طبعا، على حساب الشاشة الفضية الجريحة، المهجورة مؤقتا، التى لا شك ستشفى، وتتعافى، عندما تستقر الأمور

الشروق المصرية في

23/04/2011

 

الأحمر

بقلم: كمال رمزي  

ليس كبقية الألوان، فهو غير الأبيض الملائكى، البارد، الذى يجمع بين النقاء والسكينة، وربما الاستسلام أيضا. ولعل أسوأ ذكرياتنا تتمثل فى صورة بعض الجنود العرب، المنهكين، بملابس كاكية مهلهلة، يرفعون قطع القماش الأبيض، يتجهون بها نحو قوات أجنبية.. الأحمر، لا علاقة له باللون الأسود، الغامض، الوحشى، الذى ظل لفترات طويلة، يعلو سارية سفينة القراصنة.. الأحمر، على النقيض من الأصفر العليل، المريض، الممرور أحيانا.. فالأحمر، لون قوى، شديد الوضوح، يعلن عن نفسه بثقة وجلاء، ساخن، وربما ملتهب، يمتزج فيه الدم بالنار، يتوهج تحت أقدام النجم فى افتتاح وختام المهرجانات. يقتحم أعلام عشرات الدول معبرا عن تضحية شعوبها، وأحيانا، يسيطر على العلم تماما، مثل الصينى والسوفييتى.

أمد اللون الأحمر الفنانين بطاقة تعبيرية لا تنضب. يدعم الكثير من أفلام الرعب فيوحى بالغموض ويكثف الشعور بالإثارة، وهو المفضل فى مشاهد الكوابيس، صبغ به المخرج رومان بولانسكى فيلمه المأخوذ عن تراجيديا «ماكبث» كى يؤكد أن هذا العرش قائم على الدم. وتعمد صلاح أبوسيف فى «أنا حرة» أن يجعل بطلته «فاتن حمامة»، بعد تسببها فى طلاق زوجة والدها، أن تقف ضائعة، معذبة، ينتابها الشعور بالذنب، فوق سجادة حمراء، بلون النار.. فى هوليوود، اشترط أحد النجوم ضرورة توافر ثلاثة أشياء حمراء فى النجمة «الشفاه، الخدود، الأظافر»، وانتقلت تلك المواصفات إلى السينما المصرية، فظهرت، على أغلفة المجلات، صور ليلى مراد، سامية جمال، هند رستم، ليلى فوزى، بالشفاه والخدود والأظافر الحمراء، ولاحقا، انتشر الستان الأحمر، الناعم، الفاتن، كقمصان نوم للعرائس. وبعد دخول الألوان على الشاشة، أصبح مفضلا عند من يقمن بأدوار الغواية.

واقعيا، فى الحياة، يستخدم الأحمر للفت الانتباه، مثل لمبات السيارات الخلفية، واللمبات فوق عربات الإسعاف والمطافئ وشرطة النجدة، وإن كان بعضها استبدل باللون الأصفر، كى يظهر واضحا فى الضباب. أما فى إشارات المرور فإنه يأخذ معنى المنع التام والبات للمرور. وانتقل هذا المعنى إلى السياسة، فأصبح بعض الشخصيات والقضايا من «الخطوط الحمراء»، الاقتراب منها يعرض المقترب إلى بئس المصير. ولكن الأيام، والأحداث، أثبتت أن «الخطوط الحمراء» مجرد أوهام، خاصة حين تتعلق بالسياسة، فلسنوات كثيرة، بل لعقود متوالية، كان نقد أو حتى الاقتراب من الحكام، الملوك، ورؤساء الجمهوريات، من الخطوط الحمراء.. ومع تحرك الجماهير، انفضحت أكذوبة ذلك الخط الأحمر، وكان هذا اكتشافا عظيم الشأن، على العكس من الاكتشاف القاتم، الذى خلف قلقا وحيرة، فأكثر من وزير، عندنا، فتح صدره بثقة ليست فى محلها، معلنا أن مياه النيل، ومجراه، خط أحمر، يستحيل الاقتراب منه، لكن الإجراءات التى بدأت تتخذ، بعيدا عنا، أثبتت أن الكتكوت، مهما زأر، لن يصبح أسدا، خاصة مع جيران من السهل التفاهم معهم، بعيدا عن النظر لهم بالعين الحمراء، التى لن توجع إلا صاحبها.

الشروق المصرية في

20/04/2011

 

الانتفاع.. بترويج الزهد

بقلم: كمال رمزي  

أحيانًا، ينتاب المرء خاطر مراوغ، ملتبس، يحس به ولا يدركه تماما، قد يتعلق بموقف أو حكاية أو شخص أو مقولة. وغالبا، فى لحظة تنوير، ينكشف الجزء الخفى من المسألة، ينحل اللغز ويضاء العقل بمعرفة ما كان غامضا.. إزالة تلك المنطقة الغامضة ربما تأتى بالتفكير والتأمل، أو بفضل آخر أعمق تجربة وأوسع حكمة. وحدث هذا معى:

لسنوات طويلة، يزعجنى من يقول، بيقين بائس «ما الذى يريده الإنسان. إنه فى النهاية لا يحتاج إلا لحفرة، متر فى متر».. أو «الكفن ليس له جيوب». الكلام يبدو منطقيا، خاصة حين يأتى مغلفا بالزهد وفضيلة الترفع والاستغناء والقبول بأقل القليل، لكن أحس بشىء ما خطأ فى تلك المقولات. ثمة جزء خفى لا أراه، الأمر الذى يترك فى نفسى شيئا شبيها بالصداع أو ارتفاع درجة الحرارة، حالة لا تطرح المرء على الفراش ولكن لا تجعله سليما تماما، إنه بين بين، أو عليل نفسيا على الأقل.. والحمد لله، جاءنى الشفاء، عن طريق كاتبين من الثقافة، حفرا اسميهما بحروف من نور، فى عالم الأدب والثقافة، هما مكسيم جوركى، وأستاذه، بل أستاذ الأجيال المتوالية، من كتاب القصة القصيرة، أنطون تشيكوف.

جوركى «1868 ــ 1936»، القادم من قاع روسيا والمعبر عن أشواق شعبها، قبل وبعد ثورتها الكبرى، كتب الرواية والمسرحية والشعر، فضلا عن مقالات رفيعة المستوى، ومنها تلك التى يلتمس فيها جوانب من الشخصيات التى تعلّم على يديها، واتسعت آفاق رؤيته بأفكارها، وفى مقدمتهم تشيكوف «1860 ــ 1904»، معلمه الأثير، وصديقه الوفى. وإذا كانت مقالات جوركى عن تشيكوف تعد من النماذج المتميزة فى الفهم والتحليل، فإن مقاله عن ذكرياته الأخيرة مع أستاذه وصديقه، تكسب قيمة خاصة، عند الآخرين، وأنا منهم، لأنها كانت سببا فى شفائى من إعياء الحيرة، تجاه ما يقال عن عدم احتياج الإنسان إلا لمدفن «متر فى متر».

على فراش المرض، تمدد تشيكوف، وحوله عدد من الزوار، من بينهم اقطاعى لا يكاد يتوقف عن الكلام.. بدا الاقطاعى ورعا مخلصا للقيصر والكنيسة، يتحدث بطلاء من الحكمة، كما لو أنه يحتكر الحقيقة، وأخذ يتحدث عما يحتاجه الإنسان، وقال فيما قاله، عبارات من نوع «الكفن ليس له جيوب»، وحينها، تململ تشيكوف، فرفعوا رأسه وكتفيه كى يسند ظهره إلى وسادة السرير، وبصوته الخفيض، المتقطع بفعل الوهن، قال: لا.. لا.. إنك لا تتحدث عن الإنسان، ولكن تتكلم عن «الجثة»، فالجثة فقط هى التى لا تحتاج إلا لمدفن صغير، ولا تحتاج إلا لكفن بلا جيوب.. أما الإنسان الحى، فإذا كان فقيرا من حقه أن يغدو ميسورا، وإذا كان مريضا فمن حقه أن يحلم بالشفاء، وإذا كان سجينا فمن حقه أن يتمنى الحرية.. علينا ألا نغلق أبواب الأمل بمثل تلك الترهات.. وطبعا، أدرك جوركى أن الإقطاعى من مصلحته ترويج تلك الأفكار البائسة، كى يعيش البشر، كما لو أنهم.. موتى.

الشروق المصرية في

16/04/2011

 

قطامش

بقلم: كمال رمزي  

كلها فاشلات والأخيرة ناجحة.. قنوات تليفزيونية عدة، حاولت اكتشاف مواهب عربية، على غرار برامج مبهرة، بريطانية وأمريكية، لكن المحاولات بلا جدوى، ربما لسوء الإعداد، أو لسيطرة الهدف التجارى على الطموح الفنى. والواضح أن قناة «M.B.C» استوعبت دروس الفشل، فتحاشتها، وبالتالى حققت خطوة واسعة فى إمتاع جمهورها بتقديم عشرات النابغين فى شكل مسابقة، يقوم بتحكيمها، إلى جانب المشاهدين، ثلاثة إعلاميين مرموقين: عمرو أديب، نجوى كرم، على جابر. تعليقاتهم الدقيقة، الذكية، الموجزة، لا تقل جاذبية عن العروض المقدمة.

فى هذه الدورة، فاز شاب مصرى موهوب، اسمه عمرو قطامش، متعدد المهارات، يتمتع بحضور جميل، دافئ الألفة، مما أزاد من طاقته فى الأداء التمثيلى، المتوافرة أصلا، فهو كوميدان بالسليقة، يتحرك بخفة على خشبة المسرح، يسيطر على ملامح وجهه، يتحول بها من الدهشة إلى الغضب إلى السعادة، على نحو سلس وناعم، وصوته واضح النبرات، قابل للغناء المسرحى الذى لا يتطلب أن يكون حلوا بقدر اشتراط قدرته على التعبير، وهو ما يتوافر عنده بسخاء.. لكن الأهم، عند عمرو قطامش، والذى جعله يحرز قصبة الفوز، يتمثل فى أمرين: الموقف، والشعر.

عمرو قطامش، من شباب التحرير، قلبه مترع بحب الوطن، يثق فى قدرة جيله، والشعب المصرى، على تغيير واقع بليد وآسن إلى حياة تفيض بالجدية والبهجة. إنه من طلاب العدل، يؤمن بالعلم والعمل، يتسم بروح يقظة، متوثبة، وأحاسيس ساخنة، فضلا عن خيال يمتزج بالأمانى ولا يطيش فى الأوهام.. وهو يجسد موقفه هذا شعرا، وشعره مما أطلق عليه «الشعر الحلمنتيشى»، ذلك الشعر الفكاهى الساخر، الذى لا يخلو من كاريكاتير، يجمع بين العمق والبساطة، تمتزج فيه العامية بالفصحى، وقد أنجز فى مجاله مئات القصائد الخلابة، كتبها طابور عظيم فى الجدود والآباء: بيرم التونسى، بديع خيرى، حسين شفيق المصرى، فتحى قورة، أبوالسعود الإبيارى، وآخرون، ولعل من أجمل أنواع «الحلمنتيشى» تلك التى تعارض القصائد الكلاسيكية الرصينة، والكثير منها تجدها فى الأفلام الكوميدية، الاستعراضية، التى حققها حسين فوزى وعباس كامل وحلمى رفلة، وأداها إسماعيل ياسين ومحمد فوزى وشادية.. وهذا اللون من الفن الضاحك يحتاج لأكثر من دراسة متأنية.

لم يأت عمرو قطامش من فراغ، فهو ابن الحاضر، والواقع، والتحرير من ناحية، ووريث تركة ثرية من فنون أنجزتها أجيال سابقة، وفيما يشبه «المونودراما»، صال قطامش وجال على خشبة المسرح، يخرج من شخصية ليدخل فى شخصية، فمن الشاب الذى يقال عنه «سيس» يقلد المذيعة المنزعجة من «شريرى ميدان التحرير» ليؤكد فى النهاية أن شباب السيس «أسقطوا نظاما ورئيسا».. انتقل قطامش من جولة إلى أخرى، معبرا عن نبض شباب الثورة، وبالضرورة، لمس قلوب وعقول المتابعين، فحق له الفوز.

الشروق المصرية في

14/04/2011

 

آفاق جديدة

بقلم: كمال رمزي  

ما اجتمع سينمائيان إلا وكان ثالثهما مشروعا فنيا، يتحقق أو لا يتحقق غير مهم، فالمهم، والمنعش مجرد مناقشة الفكرة، وبلورتها، وتحسينها، فهذا ما يفتح أبواب الأمل، فضلا عن تنشيط العقل والوجدان. وطبعا، عقب أيام الثورة، تباطأت حركة تنفيذ الأفلام، وانطلقت تخيلات صنعها، تسجيلية وروائية. وإذا كان بعضها تقليديا، فإن البعض الآخر يتسم بقدر كبير من الابتكار، ربما لأنه ينظر للجانب الخفى من الوقائع والأشخاص. يتلمس مناطق الظلال كى يسلط الضوء عليها.. كنت محظوظا فى لقائى مع اثنين من أعز الأصدقاء، على فترتين متواليتين، هما عطيات الأبنودى، ذات الحماس الذى لا يفتر، وإبراهيم الموجى، الحكيم الهادئ.. فماذا قالا؟

تمنت عطيات، المهتمة عادة بنماذجها البشرية، أن تقدم أحد راكبى الجمال، فى موقعة البغل الشهيرة، لن تتوقف كثيرا أمام اقتحامه للميدان، مع من معه، وهو يمسك بالكرباج فى يد، وعصا فى اليد الأخرى، ولكن ستتأمل، بكاميرتها، بردعة الجمل الأنيقة، بألوانها الزاهية، وحبل اللجام المزين بعقد من الورد، حيث بدا كأنه فى رحلة مرحة وسعيدة.. عطيات، تتطلع لمعرفة مشاعر الجمّال وهو يجهز ركوبته. لن تحدثه فى السياسة، ولن تجرى معه تحقيقا قانونيا أو أخلاقيا، ولكن تتشوق لاكتشاف مناطق يعلوها ضباب، مثل خط سيره، من الهرم حتى ميدان التحرير، وما الأفكار التى دارت فى رأسه.. ثم كيف خرج من الميدان، ونوعية الأحاسيس التى انتابته أثناء عودته الخائبة إلى داره.. وبالتأكيد، ثمة علاقة وثيقة مبنية على تفاهم مشترك بين الجمل والجمال، وبالتالى لابد أن يحدد لنا الجمال مدى إدراك الجمل للهزيمة التى منى بها.. والمخرجة فى هذا كله، ستهتم بالجمل، ذلك الكائن الجميل، الصبور، الذى عرضه صاحبه لاختبار شديد القسوة.

أما إبراهيم الموجى، صاحب «القاهرة كما لم يرها أحد»، صاحب الزاوية الخاصة التى ينظر بها للأمور، التى لا تنتمى إلا له، فإن فيلمه المأمول يبدأ فى الصباح الباكر. امرأة شعبية فى بيت متواضع، تعمل بهمة داخل المطبخ. تنقى الأرز وصنبور المياه مفتوح على وعاء الخضار. أوراق الكرنب داخل حلة موضوعة فوق عين البوتاجاز، أصوات جلبة الشارع الخفيفة مع صياح الديكة تصل للمكان.. تواصل بنشاط عمل المحشى، ترص أصابعه، بخبرة، فى الحلة، وهذه اللقطات تتدفق ممتزجة مع بعضها فى نعومة.

فى المشاهد التالية تطالعنا، مع حملها، داخل توك توك، ثم داخل ميكروباص. وجهها ينطق بالجدية والأمل.. وها هى، أخيرا، تصل إلى المكان الذى تبغيه، بالقرب من سور حديقة صغيرة، يقترب منها شاب، تكشف الغطاء فيتصاعد بخار, تضع عدة أصابع فوق قطعة من ورقة جرنال. الشاب يلتهم الطعام بشهية وهى تبتسم. شابان يأتيان ثم شباب وشباب.. زحام حولها.. الكاميرا تتراجع للوراء، ثم تتراجع، وترتفع، ثم ترتفع، فنكتشف أننا فى ميدان التحرير حيث آلاف الثوار.

لاشك عندى أننا سنشاهد إبداعا جديدا.. له شأن صادق ورفيع.

الشروق المصرية في

09/04/2011

 

تسترجع.. أم ضاعت

بقلم: كمال رمزي  

«معالى الوزير»، رأفت رستم، بأداء أحمد زكى الخلاب، ينتابه كابوس فقدان صوته، فيكاد يجن غضبا وحيرة وألما، ليس بسبب عدم قدرته على الكلام، ولكن لأن الأموال التى نهبها من البلاد، وضعها فى بنوك سويسرا، ممهورة ببصمة الصوت، وهو يعلم تماما أن هذه البنوك الوحشية، تتحين الفرصة لتجميد حسابات أى شخص أو أى جهة. البنوك، بترسانة القوانين التى تحميها، تؤكد، فى بعد من أبعادها، أنها أقرب للمافيا العصرية، ترتكب جرائمها بقفازات ناعمة من حرير، وهذا ما يكشف عنه الباحث الثقة، دافيدس لاندز، فى كتابه الشائق «بنوك وباشوات»، الذى بين فيه كيفية سطو البنوك، على ثروات مصر، التى كان احتلالها اقتصاديا مقدمة لاحتلالها عسكريا.. وفى إحدى أقوال برتولد بريخت الطريفة، الموجزة، التى تصيب كبد الحقيقة، جملة مكونة من عشر كلمات: اللصوص الأغبياء يخططون لسرقة بنك.. اللصوص الأذكياء يقدرون إنشاء بنك.

هذه التداعيات تتوالى على أى ذهن مكدود بسبب أموالنا المهربة للخارج، المحاطة بضباب كثيف، سواء بحجمها أو طريقة استعادتها.. أرقامها، يتم التلاعب بها، وبنا، فبعد أن ذكرت مصادر بريطانية أن ثروة عائلة مبارك تبلغ السبعين مليارا، عادت وزعمت أنه تقدير مبالغ فيه. وبعد إعلان الذنب الماكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكى، جون كيرى، فى معرض حديثه عن مصر، أن ثروة مبارك فى الولايات المتحدة، تبلغ واحدا وثلاثين مليارا ونصف، قال لاحقا، عقب حضوره لبلادنا، ببراءة مزيفة أنه لم يكن يقصد حسنى مبارك، ولكن كان يتحدث عن زين العابدين.

بعيدا عن تخمين حجم ثروة مبارك، تحاشيا للانغماس المرهق فى توزيعها المتخيل على أفراد الشعب، ثمة طابور من الحكام اللصوص، معظمهم من المعمرين، جلسوا على مقاعد السلطة المطلقة لعقود طويلة، نزحوا أموال بلادهم التى ظلت منتمية للعالم الثالث، والذى يعيش سكانه تحت خط الفقر وفى قبضة المرض، فيما عدا الزبانية طبعا.. من هؤلاء الحكام. على سبيل المثال لا الحصر: فردينان ماركوس «1917 ــ 1989»، حاكم الفلبين الفاسد، هو وزوجته مايتلدا، المفتونة بالمجوهرات والأحذية.. بينوشيه «1925 ــ 2006»، ديكتاتور شيلى، قاتل اللندى والآلاف من أبناء الوطن. رضا بهلوى، شاه إيران «1919 ــ 1980»، الذى عاش عامه الأخير هائما على وجهه، لا يكاد يجد مكانا مريحا يعيش فيه، برغم ثروته التى سرقها، والتى لم تنقذه، ولم تنقذ أولاده الذين ينتحرون، الواحد تلو الآخر، فها هو «على رضا» يطلق على نفسه رصاصة مميتة بعد انتحار اخته «ليلى» بجرعة مخدرات كبيرة.. بوكاسا، إمبراطور أفريقيا الوسطى «1921 ــ 1996»، الذى لم يتمكن من الهرب فحوكم بتهمة أكل لحوم البشر وكاد يعدم بتهمة الفساد.

هؤلاء وغيرهم، وضعوا الأموال المنهوبة فى المصارف الأوروبية، والأمريكية، ونجحت بعض البلدان المسروقة، بعد عناء شديد، فى استعادة القليل من المسروقات، فالبنوك عادة، تضع العراقيل أمام هذا الأمر.. وفى حالة موبوتو، لص زائير «1930 ــ 1997»، رفضت البنوك السويسرية إعادة المال إلى زائير «الكونجو الآن» بحجة أن حكومتها تأخرت فى طلبها وتقاعست فى المتابعة. والآن نسمع الكلام ذاته، من البنوك البريطانية، فيما يخصنا!

الشروق المصرية في

07/04/2011

 

النهى عن المنكر.. بالمنكر

بقلم: كمال رمزي  

كان من المفروض أن يكون عنوان هذا العمود «البطالة.. أصل كل الشرور»، أو «البلطجى.. أصله عاطل».

فبعض القراء ــ مثلى ــ يفتح عينيه على جرائد الصباح، يفتحها على صفحات الحوادث، فهى، عنده وعندى، لها دلالة على ما يدور فى قلب المجتمع، وتشير بوضوح إلى مشكلاته وتوجهاته، وفيما قبل ثورة 25 يناير، لم يكن خافيا، فى معظم حوادث السرقة والنشل والاغتصاب والسطو، أن ثمانين فى المائة من مرتكبيها عاطلون عن العمل، وهذه ليست مصادفة، ولكن ظاهرة منطقية، أسبابها تؤدى بالضرورة لنتائجها، فلأن «العمل شرف. العمل حق. العمل واجب»، فإن غيابه يعنى فقدان الشرف، وضياغ الحق، وانعدام الحس بالواجب. بجملة واحدة: يغدو العاطل مشروعا كائنا خارجا على القانون.. وسريعا، يصبح نصّابا أو لصا أو شذاذ الآفاق، وغالبا، إذا تعرف على عاطلين آخرين، فإن طريق الجريمة سيفتح أمامهم على مصراعيه. سيتحولون إلى عصابات للسرقة والابتزاز والنهب وترويج المخدرات.. وقطاع منهم، يمسى بلطجية تحت الطلب.. وهؤلاء من أخطر أنواع المجرمين، ذلك أنهم يتسترون تحت شعارات قد تكوان براقة؟ من صياغة سادتهم، وقد لا ينجلى زيفها إلا بعد فوات الأوان، كما حدث عام 1951، بعد نجاح ثورة مصدق فى إيران، وقبل أن تستقر، قام رجال مسئول المخابرات الأمريكية «كيرميت روزفيلت»، مع عدد من زبانية الشاه، بتوزيع ملايين الدولارات على شبّيحة الساحات الشعبية، مراكز الشباب، العاطلين، من المصارعين ورافعى الأثقال، وإطلاقهم فى الشوارع، نحو المؤسسات الحكومية، ليعيثوا فسادا من ناحية، ويرفعون شعارات تصف مصدق بالشيوعى «عدو الله» من ناحية أخرى.

فى مصر، فشلت الغارات الأولى للبلطجية، العاطلين عن العمل، والذين تم تهريبهم من السجون، ولا تزال بقاياهم مطلقة السراح.. أثناء الثورة، عملوا كمخالب لبعض رجال الأعمال، وأعضاء مجلس الشعب المزور، وعدد من المؤسسات الأمنية. وتحت شعارات «الاستقرار» و«الوفاء للرئيس السابق» حاولوا، بالعنف، إجهاض الثورة التى لم تستسلم، مع استمرار البطالة، يستمر البلطجية فى نشاطهم، ولكن لحسابهم الشخصى هذه المرة، وهنا يحدث الصدام المتوقع بينهم وبين أجهزة الأمن، والتى وصلت لحد خطف ضابط شرطة ونزع سلاحه الميرى. وأصبح من المعتاد أن تطالعنا الصحف، يوميا، بخبر يقول، على سبيل المثال «القبض على 4 بلطجية يفرضون إتاوات على الأهالى فى..»، وفى التفاصيل نقرأ أسماء الأشقياء وبجانب كل منهم فى المهنة «عاطل».

لكن أخطر أنواع البلطجية هى المتسترة بالدين، فهنا يختلط الحابل بالنابل، وتعم البلبلة، وتضيع الحقيقة، فبينما تعلى الجماعات، بما فى ذلك «السلفيون»، أنه لا علاقة لهم بترويع المواطنين، تؤكد الصحف أن المعركة التى اندلعت فى «اطسا» بالفيوم وانتهت بمقتل شخص وإصابة ثانٍ، كانت بسبب رغبة متشددين فى غلق محل يبيع البيرة.. هكذا النهى عن المنكر.. بمنكر أشد. وإذا بحثت عن مهن أطراف الصراع ستجد أن معظمهم من العاطلين.. إيجاد العمل هو الحل.

الشروق المصرية في

02/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)