حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"الليلة الماضية" لماسي تاج الدين في الصالات المحلية:

الغواية متعة للمرأة وجسر عبور للرجل

ريما المسمار

في تجربتها الإخراجية الأولى "الليلة الماضية" (Last Night)، تناقش المخرجة الأميركية من أصل إيراني ماسي تاج الدين ثنائية الزواج-الخيانة بكثير من الذكاء والعمق والإيحاء. وليس أجمل في السينما من العودة إلى عناوين كلاسيكية بنفحة شخصية معاصرة.

الزواج

أول ما يشدّ الإنتباه في "الليلة الماضية" المناخ العام شديد الخصوصية وغير المحدّد في آن. فهنا زوجان، "جوانا" (كيرا نايتلي) و"مايكل" (سام وورثينغتن) يتحدّثان بلكنة بريطانية، ويسكنان شقة فسيحة، تتميّز بطابع خاص، وتؤشر إلى رخاء ينعم الزوجان به. على عجل، ترتدي "جوانا" ثيابها العادية، بخلاف لباس "مايكل" المتأنق، ويغادر الإثنان. في التاكسي، تلازمهما الكاميرا في ما يشبه شرود كل منهما على حدا، فيما الشوارع التي تقطعها السيارة غير واضحة المعالمفي الخلفية. ينزلان في شارع فرعي مقفر، يتبادلان قبلة سريعة بعد تعليق "مياكل" على مظهرها ("تبدين لطيفة") ثم يصعدان إلى شقة أحد زملائه في العمل، تعج بالناس وبالأحاديث الجانبية. هناك، نفهم أن "جوانا" كاتبة وأنها تعمل على كتاب على الرغم من تشكيكها بذلك. لا شيء بين الزوجين يوحي بمشكلة أو برود. ولا شيء أيضاً يوحي بشغف خاص. تلتقي "جوانا" زميلة "مايكل" في الشركة العقارية "لورا" (إيفا منديس)، وتستشعر بحاسة المرأة إنجذاباً بينهما. ينقلب هدوؤها إلى عصبية إذ تكتشف من صديق زوجها أن "لورا" كانت برفقة الأخير خلال رحلة عمله الأخيرة إلى لوس أنجيليس وأنها سترافقه غداً ايضاً في رحلة عمل أخرى إلى فيلادلفيا. بعد عودتهما إلى منزلهما، تسلك "جوانا" الإتجاه التقليدي في مواجهة زوجها. فتبدأ بسؤال تشكيكي حول جمال "لورا" الذي لم يخبرها عنه من قبل. ثم تنتقل إلى اتهام مبطّن بإخفائه (عمداً) تفصيل ذهابهما سوياً إلى لوس أنجيليس، وتنتهي إلى مواجهته مباشرة بسؤال حول طبيعة علاقته بها. من جهته، يقوم "مايكل" بمناورات الرجل التقليدية: استخفاف فإنكار فارتباك. تسهّل "جوانا" عليه الموضوع بالقول ان الإنجذاب إلى شخص جديد في العمل أمر طبيعي. يقع "مايكل" في "الفخ"معترفاً بإعجابه بـ"لورا" ومؤكداً أن الأمر لا يتجاوز حدود ذلك. لبرهة، تتجمّد "جوانا" في مكانها، منتشية ربما بقدرتها على انتزاع اعتراف (سريع جداً) من زوجها، قبل أن تدرك حقيقة الموقف. كيف يجدر بها التصرّف الآن؟ هل تصدّقه وتغضّ الطرف عما اعتبرته أمراً عادياً؟ تختار أن تنم على الأريكة بدلاً من مشاركته الفراش. ولكن رد فعلها ينطوي على ملمح اساسي: إنه ردّ فعل على إذية اصابت كبرياءها وليس مشاعرها. لذلك لن تقاوم كثيراً محاولات "مايكل" تبرير الموقف ومصالحتها بوجبة عشاء، يتبادلان خلالها أحاديث عادية، في محاولة لاسترجاع إلفة الزواج وليس الشغف.

بهذه الإشارات الصغيرة، ترسم المخرجة ملامح العلاقة بين "جوانا" و"مايكل": زواج منسجم وسعيد وهادىء فيه الكثير من الحب والالفة. اليست هذه حال معظم الزيجات بعد مرور سنوات قليلة عليها؟ وبواسطتها أيضاً، تصوغ شخصيتيها على شيء من الغموض والتكتّم: "جوانا" بملامحها الهادئة والشاردة كأنها مقيمة على بركان من الفضول والشغف و"مايكل" على شيء من البرود والإنطواء. في زواج من هذا النوع، لا أحد يجرؤ على طرح السؤال حول العشق والشغف إلا عندما يواجه أحد الزوجين، أو كليهما، ظرفاً غير عادي. "لورا" هي ذلك الظرف الطارىء بالنسبة إلى "مايكل" الذي يدفعه إلى مواجهة اسئلة الإخلاص والإلتزام، ولكن فقط بعدما تفجّرها "جوانا" بشكّها.

على هذه الحال، يفترق الزوجان صباح اليوم التالي، هو متوجهاً إلى فيلادلفيا (صحبة "لورا") في رحلة عمل ليومين و"جوانا" الباقية في مساحتها، توضّب المنزل بذهن شارد. لا تكتفي تاج الدين بطرف واحد للخوض في نقاش حول الزواج والخيانة. ولئن بدا لقاء "جوانا" في صباح اليوم نفسه بحبيبها السابق "آلكس" (غيوم كانيه) أقرب إلى صدفة سردية مقحمة، لا يضير المخرجة والكاتبة استثمارها في الإتجاه الذي يضع الفرضية مكان التطبيق. ذلك أن من محاسن هذا الفيلم هو الوعي الكامن لدى كافة الشخصيات تجاه موضوع العلاقات، بما يجعله فيلماً ذهنياً وعاطفياً في آن معاً. على أن الهدف من ذلك اللقاء ليس إقامة التوازن بقدر ما هو الكشف عن مكنونات "جوانا". فالزوجان لا يلتقيان في مدى مساحة الفيلم سوى مرتين، بما هو مجاز أيضاً لندرة الحوارات ذات الطابع الشخصي الكاشف بين الأزواج، إلا إذا أملى ذلك ظرف استثنائي. بمعنى آخر، ما من سبيل إلى اكتشاف جوهر الشخصيتين سوى من خلال شخصيات خارجية طارئة، تحرّك عالمهما الراكد وتحيل "المسلّمات" التي يتعامل بها كل مهما إلى الآخر إلى رغبة في البوح والإكتشاف.

الغواية

منذ لحظة لقاء "جوانا" و"آليكس" سينقسم الفيلم إلى جزءين: الأول تدور أحداثه بين الأخيرين في نيويوركوالثاني بين "مايكل" و"لورا" في لوس أنجيليس. والتقاطع بين العالمين يقوم على تطوّر عملية الغواية في الجانبين، متخذاً من الإتصالات الهاتفية بين "جوانا" و"مايكل" جسراً محسوساً في بعض الأحيان. هكذا، يتابع الفيلم نظرات "مايكل" بينما تتفحّص جسد "لورا"، ونظرات الأخيرة إليه التي تحمل دعوة مثيرة إلى التفلّت من القيود والإلتزامات. في الجانب الآخر، تتصاعد الغواية بين "جوانا" و"آليكس" بواسطة عمارة من التفاصيل الصغرى المصقولة التي تحيل بخفر على المقارنة بين "جوانا" كما شاهدناها قبل "آليكس" و"جوانا" في حضرة الأخير. لا تشدّد المخرجة على اي من تلك التفاصيل، ولكنّها تترك لها العنان لتكشف عن وجه آخر للزوجة، الوجه العاشق. هكذا نشاهدها تختار ثيابها (الداخلية والخارجية) بعناية فائقة قبل لقاء "آليكس" وتتبرج (بينما ارتدت ثيابها في بداية الفيلم فوق فانيلة قطنية بيضاء وخرجت من دون حتى أن تنظر في المرآة). وفي جلساتها معه، يشعّ سحر خاص من وجهها، بعض منه تعكسه نظرات الإعجاب التي يرمقها بها "آليكس". حتى أحاديثهما حول كتابها غير المنجز تتخذ منحىً فكرياً، بعيد من تعليقات زوجها العامة حول ضرورة إنهائها الكتاب. "آليكس" كاتب وهذا في حدّ ذاته إضافة إلى فكرة الإنجذاب بينهما، تدفعنا، على نحو غير منصف ربما، إلى مساءلة مدى الإنسجام الموجود بين كاتبة (جوانا) ورجل أعمال في مجال العقارات (مايكل). تستسيغ "جوانا" مغازلة "آليكس" لها ونظراته المتيمة إليها ولمساته الخفرة لجسدها.. يؤرّقها انها مازالت تكنّ له المشاعر القوية نفسها ويحيّرها سؤاله: "لماذا لم تنجح الأمور بيننا؟" هذا المزيج هو الذي يحقّق فكرة التركيب التي تنبني العلاقات عليه. وهو الذي يجعل من تلك العلاقة القصيرة على مدى ليلة واحدة علاقة كاملة.
في المقلب الآخر، تتخذ الغواية بين "مايكل" و"لورا" درباً مختلفة. فمن عشاء يجمعهما مع الزملاء الآخرين، لا يلبث الإثنان أن ينفردا في بار، حيث تصارحه "لورا" بإعجابها به، فيرد بأنه متزوج. غير أن "لورا" عازمة على السير به إلى أبعد حدود اختبار الذات. بخلاف زوجته، لا يفصح "مايكل" خلال أحاديثه مع "لورا" عن جانب خفي من شخصيته، سوى تجسيده المستمر لورطة الرجل بين زواج يرغب في صونه وعلاقة عابرة لا يرى مشكلة كبيرة في ركوب موجتها. وهو يترك نفسه للغواية، تقوده إلى بركة السباحة الخالية من اي زائر في الفندق سواه و"لورا". تخوض معه الأخيرة أحاديث حميمة عن علاقتها السابقة وعن ميلها إلى عدم اتخاذ القرارات. تعزز تلك الأحاديث عند "مايكل" فكرة الظرف الذي لاسبيل إلى مقاومته. فهي ترتضي احتساء كاس أخرى لمجرد أن الرجل الجالس إلى المشرب إلى جانبهما غادر. وهو، غذ يذهب إلى الغواية برجليه، لا ينفكّ يتعامل مع الوضع على أنه أمر مفروض عليه، بفعل المكان أو الغواية القاتلة التي تمارسها "لورا" عليه، فيستسلم لها في النهاية.

بين الفعل وشبيهه

بين العلاقتين، يرسم الفيلم التناقض والتماثل. لا تختلف "جوانا" كثيراً عن "لورا" في ممارسة غوايتها على "آليكس" ولكن الفارق الاساسي يكمن في أن القرار يعود إلى "جوانا" في العلاقة الأولى، وإلى "مايكل" في الثانية. "جوانا" تُقبل على علاقة منتهية مبدئياً (مع آليكس) بقرار مسبق بانفصالها ولو لبرهة عن واقعها وعيش تلك اللحظة (لهذا لا ترد على مكالمات زوجها)، فإذا بها تشعل مشاعرها من جديد. و"مايكل" المقبل على علاقة جديدة (مع "لورا")، يسعى إلى مصادقة زوجته عليها أو إلى الإستنجاد بها (لذلك لا يكفّ عن الإتصال بها)، فلا يلبث أن ينتهي منها سريعاً. ومع الإثنين، تزرع المخرجة اسئلة كثيرة بين طيات الفيلم: هل العلاقة/الخيانة العاطفية أقل تأثيراً على الزواج من العلاقة/الخيانة الجسدية؟ هل الصّفح اصعب في الحالة الأولى أم الثانية؟ هل البوح طريق مرغوب بين الزوجين؟ هل العلاقات الخارجية حتمية بالنسبة إلى الطرفين في زواج طويل؟ هل يمكن المرء أن يحب شخصين في الوقت نفسه كما هي حال "جوانا"؟ وهل يمكن المتعة أن تكون قائمة على رمي الذات في الغواية ومن ثم ردعها؟

جزء كبير من ذكاء هذا النص السينمائي كامن ليس فقط في عمقه وقدرته على الإمساك بغموض العلاقات والمفاهيم وإنما أيضاً في قدرته على أن ينأى بنفسه عن إصدار الأحكام على اي من الطرفين، كما في توريطه المشاهد في اسئلة لا حصر لها. فما أن يعتقد الأخير أنه أمسك بخيط واضح لتفسير ما يجري، حتى يشتبك ذلك الخيط مع خيوط أخرى تؤدي إلى متاهات. ولكن المشهد الأخير بين "جوانا" و"مايكل" يقول الكثير. فهو إذ يقطع رحلة العمل ويعود باكراً، يعثر عليها باكية أمام الشباك. يحتضنها بقوة مردداً "احبك" في ما هي غارقة في صمت أكبر. هل يعني بالفعل تلك الكلمة؟ أم أنه يريد من خلالها أن يستمد القوة ليتابع حياته معها ويمحو آثار الليلة الماضية؟ وهي عندما تفتح فمها لتقول شيئاً، يقفل الفيلم أحداثه بشاشة سوداء، معمّقاً الحيرة تجاه ما كان يمكن أن تتفوه به: هل ستعترف له بما حدث معها؟ هل ستسأله ما الذي جرى بينه وبين "لورا"؟ هل ستبادله بكلمة "أحبّك"؟ على الرغم من العقلانية والإنفتاح اللذين يتحكّمان بالفيلم، تفتح أحداثه ونهايته على اسئلة مقيمة في مدى فهمنا المتوارث للرجال والنساء: هل الرجل غير قادر على السيطرة على جسده والمرأة فاقدة السيطرة على قلبها؟ هل يحتاج الأول إلى امرأة يعيش معها وأخريات يعّززن رجولته بين حين وآخر؟ وهل المرأة في حاجة هي الأخرى الرجل/الزوج الذي يشعرها بالإلفة والأمان وإلى آخر (أو آخرين) لا يفتر إعجابه بها؟  

"18 يوماً" فيلم جماعي عن ثورة 25 يناير في مهرجان كان

من بين الأخبار الكثيرة التي انتشرت بعيد الثورة المصرية عن مشاريع أفلام تتناولها، والتصريحات العديدة التي قام بها مخرجون وممثلون عن تحضيراتهم لأفلام عن الثورة، يبدو أن مشروعاً وحيداً استطاع أن يبصر النور في هذه الفترة القياسية. "18 يوماً" هو عنوان الفيلم الجماعي المؤلف من عشرة أفلام قصيرة بتوقيع عشرة مخرجين مصريين مكرّسين وصاعدين، بما يعيد إلى الأذهان مبادرة مشابهة في الشكل، أطلقها المنتج الفرنسي آلان بريغان في العام 2002 مع أحد عشر مخرجاً، أنجزوا أفلامهم القصيرة حول هجمات 11 ايلول، وجمعت في فيلم واحد في عنوان 119"01 . واللافت في تجربة "18 يوماً" أنها تجمع بين مخرجين معروفين وآخرين شباب، منهم من اشتهر بالكوميديا ومنهم من عرف من خلال التلفزيون. يقود المجموعة اسم المخرج المعروف يسري نصر الله الذي قدّم آخر أفلامه في العام 2009 بعنوان "إحكي يا شهرزاد". أما مشاركته في "18 يوماً فقد اثمرت شريطاً قصيراً، "داخلي- خارجي"، تدور أحداثه في شقة أسرة مصرية ويرصد ردود فعل أفرادها إزاء اندلاع الثورة. واللافت قول المخرج أن التصوير استغرق يوماً ونصف اليوم فقط. يشارك في المشروع ايضاً، الذي يرمز عنوانه إلى الأيام الثمانية العشرة الأولى من الثورة، المخرج شريف عرفة بفيلم في عنوان "احتباس". ومن جيل أصغر، ينضم إلى اللائحة مروان حامد (19-19) صاحب "عمارة يعقوبيان"، كاملة أبو ذكري (خلقة ربّنا) مخرجة "واحد- صفر" و"ملك وكتابة"، خالد مرعي (كعك التحرير) المعروف بإخراج أفلام كوميدية للممثل أحمد حلمي مثل "عسل إسود" و"بلبل حيران". وهناك ايضاً محمد علي بفيلم في عنوان "لما يجيك الطوفان" علماً بأن علي معروف بتجربته في الدراما التلفزيونية من خلال "مجنون ليلى" و"اهل كايرو". ومثله تأتي مريم ابو عوف من تجربة "هالة والمستخبي" في الدراما التلفزيونية لتقدم في "18 يوماً" فيلماً قصيراً بعنوان "تحرير2/2". ويشارك أحمد علاء في "18 يوماً" بفيلمه "حلاق الثورة"، هو الآتي من تجربة طويلة مع عرفة حيث عمل معه مساعد مخرج على العديد من أفلامه قبل أن يقدم باكورته في "بدل فاقد". أما شريف البنداري فيستكمل من خلال "حظر تجول" تجربته في الفيلم القصير التي أثمرت فيلمين مميزين هما "صباح الفل" و"ساعة عصاري". ويطل المخرج الشاب أحمد عبدالله صاحب "هليوبوليس" و"ميكروفون" بفيلم "شباك".

بعيداً من نصر الله الذي كشف عن فكرة فيلمه في تصريحات صحفية، لم يتحدث المخرجون الآخرون عن موضوعات أفلامهم. ولكن نصر الله كان قد صرّح أن الأفلام لا تدور بالضرورة حول أحداث ميدان التحرير فقط، "بل تمتد أيضاً إلى جوانب الثورة كافة وتأثيرها على شرائح المجتمع". فهناك، بحسب نصر الله، فيلم يتناول التحقيق مع أحد الثوار في أحد مباني جهاز أمن الدولة، وآخر عن مجموعة من الثوار أثناء وجودهم في الشارع خلال الثورة.

ولا تقتصر الجهود في "18 يوماً" على المخرجين فقط، حيث شارك فيه كتاب سيناريو أيضاً من أمثال تامر حبيب ("سهر الليالي") وبلال فضل (مسلسل "أهل كايرو") وعباس أبو الحسن ("ابراهيم الأبيض")، والممثلين يسرا اللوزي، هند صبري، منى زكي، عمرو واكد، إياد نصار، أحمد حلمي، باسم سمرة وآخرون.

خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته إدارة مهرجان كان السينمائي للإعلان عن برنامج دورتها الرابعة والتسعين (11-23 ايار/مايو)، صرّح رئيس المهرجان جيل جاكوب أن مصر ستكون ضيفة شرف الدورة المقبلة وستخصص أمسية 19 ايار/مايو للثورة المصرية وعرض "18 يوماً" بحضور مخرجيه وكتابه وممثليه، من دون توضيح الإطار الذي سيعرض الأخير فيه. كما ستحضر السينما المصرية هذا العام في كانّ في برنامج "كلاسيكيات كانّ" من خلال فيلم "البوسطجي" (1968) لحسين كمال. 

"نصف شهر المخرجين" يعرض المغربي "فوق اللوح" ويكرّم باناهي

تستقبل تظاهرة "نصف شهر المخرجين" التي تنعقد بمحاذاة مهرجان كان السينمائي كل عام عن مشاركة الفيلم المغربي "فوق اللوح" (Sur la Planche) في برنامجه. والفيلم هو باكورة المخرجة ليلى كيلاني الروائية، بعد تجارب وثائقية عدة ابرزها "طنجة حلم الحرّاقة" (2002) و"أماكننا الممنوعة" (2008). تدور أحداث الشريط حول أربع فتيات في طنجة، المدينة التي تغوي أهلها بحلم الهجرة والعولمة. وسينافس الشريط على جائزة "الكاميرا الذهب" التي تمنح الأفلام الأولى لمخرجيها، ويشكّل مع شريط ندين لبكي "هلق لوين؟"، المعروض في قسم "نظرة خاصة" في مهرجان كان، الفيلمين العربيين الوحيدين المشاركين في الدورة الرابعة والستين للمهرجان ضمن البرامج الرسمية. على صعيد آخر، ستكون للتظاهرة لفتة يوم 12 ايار/مايو حيال السينمائي جعفر بناهي الذي حكم عليه في بلاده بالسجن ست سنوات مع منعه من تصوير الافلام لمدة عشرين عاما. وستمنح جمعية مخرجي الافلام المخرج الايراني جائزة "العربة الذهبية" التي تكرم كل سنة سينمائياً على هامش مراسم المهرجان. ومن الاشخاص الذين كرموا في هذا الاطار سابقا نذكر كلينت ايستوود وناني موريتي وديفيد كرونينبرغ وجيم جارموش وانييس فاردا العام الماضي. والى جانب منحه هذه الجائزة فان المهرجان سيعيد عرض فيلمه "تسلل" الذي صوره بناهي العام 2005. وستنظم طاولة مستديرة حول موضوع "صناعة الافلام في ظل نظام ديكتاتوري" ستتناول عمل سينمائيين في ايران ودول اخرى. وكما في العام الماضي، سيرمز كرسي فارغ الى غياب جعفر بناهي طوال مدة المهرجان في المسرح الذي تعرض فيها الافلام المشاركة في تظاهرة "نصف شهر المخرجين". 

ماريون كوتيار تنضم إلى "صعود الفارس المظلم"

أعلنت شركة وارنر بروس أن النجمة الفرنسية ماريون كوتيار انضمت إلى فريق عمل "صعود الفارس المظلم" The Dark Knight Rises، الجزء الجديد في سلسلة "باتمان". وتلعب كوتيار، التي سطع نجمها قبل سنوات مع فيلم "الحياة الوردية" La Vie En Rose عن سيرة الديفا إديث بياف، ستقوم بدور مريندا تات في الفيلم، العضو في مجلس إدارة مؤسسة واين التي تحاول مساعدة بروس واين صاحب المؤسسة والرجل الوطواط، كي يكمل مشاريعه الخيرية لصالح غوثام سيتي. الشريط هو الثالث في السلسلة منذ أعاد المخرج كريستوفر نولن إحياءها مع الممثل كريستشن بايل، مقدّماً "الرجل الوطواط: البداية" في العام 2005 ومن ثم "الفارس المظلم" (The Dark Knight) بعدها بثلاث سنوات. وسيكمّل نولن في إخراج الجزء الثالث عن سيناريو لجوناثان نولن وقصة لكريستوفر نولن ودايفيد إس جوير، ليكون المشروع فيلمه التالي بعد "بداية" (Inception) وتعاونه الثاني مع كوتيار التي شاركت في الفيلم الأخير. الجدير بالذكر أن فريق الممثلين يضم، إلى بايل وكوتيار، النجمة آن هاثاوي في دور سيلينا كايل وتوم هاردي في دور بان. من المقرر أن يكون الفيلم جاهزاً للعرض في 20 تموز/يوليو عام 2012. 

دو بالما يستعيد كورنو

أعلن المخرج الأميركي براين دو بالما أن مشروعه السينمائي المقبل سيكون إعادة لفيلم "جريمة حب" (Love Crime) الذي أخرجه الفرنسي آلان كورنو في العام 2010 وانتهى ليكون فيلمه الأخير، إذ توفي في أواخر شهر آب/أغسطس من العام نفسه بعد نحو اسبوع من خروج الفيلم في الصالات السينمائية. لم يعلن دو بالما عن اسماء ممثليه، ولكنّه كشف عن عنوان مشروعه، "شغف" (passion)، علماً أن الفيلم الأصلي قدم كريستن سكوت توماس ولوديفين سانييه في الدورين الرئيسيين. تدور أحداث الشريط حول صراع قاتل بين امرأتين في عالم الأعمال. المشروع سيعيد دو بالما (Scarface، Carlitos Way، Mission Impossible، Femme Fatale) إلى السينما بعد غياب أربع سنوات، عندما قدم رؤيته لحرب العراق في Redacted عام 2007. كذلك، سيعيده المشروع إلى أجواء "التشويق والغموض والإيروتيكية" التي اختبرها في "جاهز للقتل" (Dressed to Kill) عام 1980.

المستقبل اللبنانية في

22/04/2011

 

الممثل الفرنسي دانيال أوتوي يقدم باكورته الإخراجية عن نص لبانيول

إعداد: كوليت مرشليان 

في باكورة أعماله كمخرج سينمائي يطل الممثل السينمائي الفرنسي دانيال اوتوي بفيلم رومانسي مقتبس من مؤلفات الكاتب الفرنسي مارسيل بانيول. "ابنة حافر الآبار" قد تكون واحدة من أهم تحف الأدب الريفي، وقعها بانيول وصورت للشاشة للمرة الأولى في العام 1940. وقد صرح اوتوي انه اليوم وقد بلغ الستين قد قرر ان يجعل بعض احلامه تتحقق، وهذه القصة الرائعة لبانيول كانت قد دغدغت أحلامه منذ أكثر من عشرة أعوام حيث راح يبحث في رأسه عن أبطالها ويتخيل مناخاتها بوحي من كل الالهامات التي ولدها النص لديه حين قرأه وهو شاب.

وهو يعتبر ان هذا الفيلم الذي بدأ في الصالات في 20 نيسان الحالي هو امتداد لجماليات شاهدناها سابقاً في "جان دوفلوريت" و"مانون دي سورس".

أما النسخة الأولى التي صدرت عام 1940 فقد قدمت نجمين في دورين رئيسيين: ريمو وفرنانديل، حيث رسم بانيول في القصة شخصية باسكال اموريتي وهو حافر آبار فقير وصادق، فقد زوجته واستمر في تربية بناته وحيداً رافضاً الزواج ثانية.

ويوزع بانيول القصص في حياة بنات هذا الحفار وهم ست فتيات جميلات يخضعن لتجارب الحب والعشق والغيرة والخداع..

فالابنة البكر باتريسيا الجميلة للغاية والرصينة الى حد ما تقع في حب شاب ابن عائلة غنية من المنطقة، وتقيم معه علاقة حب ولكن سرعان ما يتم استدعاؤه للخدمة في الجيش. تكتشف الفتاة انها حامل ويعيش الوالد مأساة مواجهة مجتمعه بالخبر الى حد يجعل الفتاة تترك المنزل وتلتجئ الى عرابتها بعيداً من الجميع.

تضع ابنها وتعود الى الوالد الذي يأخذ الصغير أيضاً على عاتقه ويربيه. بعدها يشعر بفرح كبير حين يكتشف روعة الحفيد الصغير الذي يجعل حياة الجميع تنقلب الى فرح عارم. عائلة الوالد الشاب كانت رافضة الحفيد الى حين يصلها نبأ مقتل الابن على الجبهة، فتتجه الأنظار الى مشاركة هذا "الحفار الفقير"، سعادته بتربية الصبي. ويقوم دانيال اوتوي بالاخراج ويشارك تمثيلاً في دور الأب الحفار الى جانب الممثلة الشابة آستريد برجس ـ فريسباي في دور الابنة. وقد استعان أوتوي أيضاً بممثلين تخدم نجوميتهم مشاركتهم في الفيلم من بينهم: الممثل كاد ميراد في دور فيليب، الشاب العامل المخلص الى جانب الحفار الوالد، وقد أدى هذا الدور في العام 1940 الممثل فرنانديل. أما جان ـ بيار داروسان وسابين آزيما فهما يلعبان دور الثنائي أو الزوجين من الطبقة البورجوازية والدا الابن جاك مازيل الذي يغرم بابنة حافر الآبار. ويقوم بدوم جاك الممثل نيكولا جوفوشيل. أما الممثلة آستريد برجس ـ فريسباي المميزة بجمالها البريء وباطلالتها العفوية فهي تشارك حالياً ايضاً بدور بطولي الى جانب الممثل جوني ديب في الجزء الرابع من "قراصنة الكارايبي".

وقد خاض اوتوي تجربته الاخراجية الأولى بشغف يشبه شغفه في التمثيل على الشاشة كما على خشبة المسرح. وهو انطلق في مشروع فيلمه من شغفه الكبير بالنصوص الجميلة: "غير ان نص "ابنة حافر الآبار" فهو ساحر وأكثر من جميل".

المستقبل اللبنانية في

22/04/2011

 

محمد ملص في النبطية

بادية فحص 

حرص المخرج السينمائي السوري محمد ملص خلال زيارته الأولى لمدينة النبطية على أمرين، أولا: زيارة قلعة الشقيف، ثانيا: عرض فيلمه التسجيلي "حلب مقامات المسرة".

من قلعة الشقيف حاول ملص، مأخوذا بروعة المشهد الذي تطل عليه القلعة، تدوين نص بصري، عن الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان، بإحساس الفنان والإنسان، كان ينظر بقلب تتسع حدقتاه كلما وقع على مزيد من مشاهد الأرض المأسورة منذ زمن طويل من التخاذل والانهزام والتي دفع ضريبتها الإنسان العربي عقودا من التهميش والقمع والفقر، وما تحررت بعد.

وفي قاعة المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، آثر ملص عرض فيلم "حلب مقامات المسرة" من مجموعة نتاجه السينمائي، لقامة مهمة جدا، وربما هي القامة الوحيدة في سوريا التي حاولت أن تحمي ذاكرة الغناء الكلاسيكي الأصيل في حلب الذي هو الشيخ صبري المدلل، وكون الفيلم يشكل محطة من محطات السينما التي يمضي الوقت وهو يحاول تحقيقها في سوريا، واختار هذا الفيلم بالذات كما أشار لأنه أكثر مرحا وتفاؤلا مما اعتاد أن يقدمه في أفلامه الروائية الطويلة، التي غالبا ما كانت أقل مرحا وتفاؤلا مما هو عليه هذا الفيلم.

بعد عرض الفيلم تحدث ملص إلى الحاضرين فقال: "باختصار ليس من السهل أن تكون سينمائيا في سوريا، وليس من السهل أن تحقق فيلما نقيا صادقا في سوريا، ليس هذا سهلا لكننا حاولنا، و ربما نكون قد أخذنا الوقت الطويل لذلك، لكننا حاولنا فنجحنا أحيانا وتعثرنا أحيانا أخرى"، ولسوء الحظ أضاف ملص، "لم نستطع أن نحول هذه النثرات من الأفلام إلى سينما حاضرة في وجدان الناس، والسبب بكل وضوح أن السينما أو إدارة العملية السينمائية في سوريا ما تزال من القرن الماضي، أي كأنها لم تكتشف ما آلت إليه الأيام والتطورات وبقيت محصورة في أيدي القطاع العام، مع إهمال في دعمها من الجهات الرسمية".

ملص اعتبر أن كل سينما نظيفة غير تجارية هي سينما خاسرة بالطبع، وقال "نحن في سوريا نتلقى دعما قليلا يعطى للثقافة وللسينما، بينما مجالات أخرى تعطى أموالا أكثر، وقد واجهنا دائما إدارات صعبة ربما لا تحب السينما، لكنها موالية أكثر مما هي قادرة على أن تخدم السينما بشكل حقيقي، هذه الظروف بمجملها جعلت جيلنا ينتظر من الجيل القادم أن يكون أكثر ذكاء وشجاعة منا". ملص رأى أن الأجيال العربية الشابة أكثر شجاعة وذكاء من الأجيال السابقة وتحاول التغيير، لذلك أمل أن يولد في سوريا جيل آخر يعشق السينما، فلربما قد ينجح أكثر مما نجح غيره بل تمنى له أن ينجح أكثر مما نجح غيره، وختم كلامه: " نحن كنا أوفياء للوطن أولا وآخرا لكننا لم نستطع أن نحقق لهذا الوطن ما أردناه على مساحة هذا الزمن الطويل".

المستقبل اللبنانية في

22/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)