حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عن حلم الإنسان بأن يكون «سوبر مان»

«بلا حدود».. فاوست يبيع نفسه لحبة شيطانية

زياد عبدالله - دبي

ماذا لو تمكنا من استخدام القدرات الكاملة للدماغ؟ ماذا سيحدث؟ ما الذي سنكون عليه ونحن نستطيع تعلم كل شيء، التقاط كل التفاصيل الصغيرة منها أو الكبيرة، مع القدرة على تحقيق كل ما نرغب في تحقيقه؟ لا شيء سيكون مجانياً، كل ما رأيناه حتى على غفلة منا سنتمكن من استخدامه، كأن نستعيد أسطورة الكاراتيه بروسلي وأفلامه التي شاهدناها في الطفولة أو المراهقة لدى مواجهة ما يستدعي القتال، ونمضي في تنفيذ كامل الحركات التي شاهدناها كما لو أننا نسخة طبق الأصل من بروسلي.

الأسئلة تلك، وبروسلي الذي يقفز في الهواء ويردي الأعداء، آتية جميعاً من فيلم Limitless «بلا حدود» المعروض حالياً في دور العرض المحلية، ولعله متمركز حول الإجابة عن تلك الأسئلة، والأداة في ذلك حبة، مجرد حبة يتناولها إيدي موروا «برادلي كوبر» ليمضي في عالم آخر، مكونه الرئيس هو قدرته على استخدام كامل القدرات الدماغية وبالتالي إنجاز رواية يكون بصدد تأليفها بأربعة أيام فقط، وأن يتمكن من تعلم اللغات بمجرد سماعها تتردد حوله، وإلى غير ذلك مما يمكن وصفه بالسحر دون سحر، بل عبر القدرات الخارقة التي يحتكم إليها الإنسان ودماغه.

غواية

يستوقفني الفيلم عند الغواية التي يمثلها القفز بالإنسان إلى قدراته الخارقة، بل إن الفيلم لا يمتلك إلا هذا الرهان في جعلنا نتابع أحداثه، ومع ذلك المسعى لتقديم السرد من زاوية رؤية إيدي مورا الذي سنعيش ما يعيشه من مكتسبات تسببها تلك الحبة التي يحصل عليها من زوج أخته السابق بعد أن يكون محاصراً بعدد من الخيبات، ففي رأسه رواية لكنه لا يستطيع كتابة حرف واحد منها، كما أن حبيبته سرعان ما تهجره، وحين يتناول تلك الحبة فإن كل شيء يمضي على مسار متسارع وناجح، ينجز الرواية بلمح البصر، ويمسي عبداً لتلك الحبة وهمه الأوحد هو الحصول عليها بشكل مستمر، وعند عودته إلى زوج أخته السابق فإن هذا الأخير سيقتل، لكنه أيضاً سيتمكن من الحصول على كل ما لديه من حبوب تكفيه إلى حين، وهنا سينتقل إلى مستوى آخر يتمثل بهجران الكتابة والإبداع، والمضي خلف المال من خلال استثمار القدرات الخارقة التي تمنحها الحبة، وذلك عبر خوضه غمار الاستثمار الناجح والمتأتي من قدراته الكاملة القادرة على ذلك، ولينتقل هنا إلى العمل مع كارل فان لون (روبرت دي نيرو) أغنى رجل في أميركا، بحيث يشكل إيدي رهانه في كسب المزيد وشراء الشركات.

سرد متناوب

الفيلم عن إيدي أولاً وأخيراً، والسرد سيكون متناوباً لديه بين أن يكون الراوي الذي يصف مشاعره وأحاسيسه وما يراه وهو تحت تأثير الحبة، وفي مستوى آخر سنقع عليه برفقة الأحداث المتسارعة والمتصاعدة في حياته، وإلى جانب ذلك تمضي مجموعة من الأحداث المتمثلة بجرائم قتل يكون متورطاً بها، لكن دون أن يوليها الفيلم أي اهتمام، أي أن الفيلم ينتهي ولا نعرف كيف قام إيدي بذلك، كما لن نعرف تماماً إن كان قام بها حقاً أم لا. متابعتي الفيلم كانت متأتية أولاً من جمالية ما يستدعيه أكثر مما جاء عليه الفيلم نفسه الذي عانى هنّات هنا وهناك، كأن يستدعي فاوست مثلاً الذي يبيع نفسه للشيطان بينما الأخير يحقق له كل ما يرغب فيه، ولنكون في فيلم «بلا حدود» في سياق ما له أن يكون بيع إيدي نفسه لحبة دواء، لها في النهاية أن تكون أداته في تحقيق كل ما يصبو إليه.

ستكون تلك الحبة معادلاً لميستوفيليس، فإيدي سيحقق الشهرة والمال، وسينجو من كل ما يحاك له، وسيتخطى كل المخاطر، وسيقتل كل من يتربص به، لكن بمعنى معكوس هنا إن كنا نقارنه بالدكتور فاوست، فهذا الأخير رجل علم وثقافة يقع تحت غواية السلطة، بينما إيدي يحقق ذلك من خلال استسلامه لغواية الحبة المعادلة لغواية الشيطان. فاوست يوقع على ميثاق مع الشيطان لمدة محددة تصل إلى 20 سنة ربما، بينما يكون إيدي عبداً للحبوب وله أن يكمل إلى النهاية كما سنراه وهو يترشح لأن يكون سيناتور في نيويورك، وصولاً إلى النهاية المفاجئة التي تتأخر كثيراً في الفيلم.

اقتباس

يستحضر الفيلم الذي أخرجه نيل برغر، وكتبته ليسلي ديكسون في اقتباس لرواية آلان غلاين، شيئاً من الدكتور جيكل ومستر هايد، وذلك من خلال الأفعال التي يرتكبها إيدي دون وعي، كأن يرمي بفتاة من غرفة فندق، وغيرها من أفعال شريرة يقوم بها دون أن يعرف، هو «المسرنم» إن صح الوصف بما يتعلق بالأفعال الخارجة عن إرادته، كما يقول لنا الفيلم إن دماغنا يحمل كل شيء، دماغ محتشد بالأفعال الخيرة والشريرة، وله من الطاقات ما يجعله منفتحاً على شتى أنواع الأفعال، ولا نعرف إلى أين تصل بنا.

بالعودة إلى توصيف «المسرنم»، فإن الفيلم يعود بنا أيضاً إلى عام 1920 وفيلم روبرت فاين «مقصورة الدكتور كاليغاري»، إذ يمكننا أيضاً أن نجعل من إيدي شخصية سيزار التي تنفذ كل رغبات الدكتور كاليغاري، دون أن يعي سيزار شيئاً، ولنكون في فيلم «بلا حدود» أمام انعدام الحدود في ما يقوم به إيدي تحت تأثير الحبة بوعي ومن دون وعي، بقدرات دماغية خارقة وأخرى معطلة، ليبقى الفيلم معادلاً لحلم الإنسان الأزلي بأن يكون «سوبر مان»، متفوقاً وقادراً على تحقيق كل ما يصبو إليه بما في ذلك تدمير ذاته أيضاً.

الإمارات اليوم في

07/04/2011

 

ظواهر‏..‏ سينمائية

يقدمها‏:‏ سعيد عبد الغني 

هي منافسة بين النجوم والنجمات منذ زمن بعيد‏..‏ مع اختلاف الهدف من الظهور في الإعلانات زمان والآن‏..‏ فقد كان ظهور نجومنا ونجماتنا زمان هو الدعاية بلا مقابل مادي‏.

كان مساهمة منهم في الدعاية لبعض الصناعات أو البضائع المصرية لانتشارها وتصديرها والإقبال علي شرائها‏..‏ بعد ذلك تحولت الإعلانات إلي أنها ممنوعة عن النجوم‏..‏ وإن قام النجوم بعمل إعلان تبتعد السينما وأفلامها عنهم وتعتبرهم نجوما محروقة سينمائيا حسب التعبير السينمائي الذي معناه‏..‏ إنهم فقدوا جماهيريتهم‏..‏ وانسحبت منهم هالة النجومية التي تحيط بهم‏..‏ وتشبع الجماهير من رؤيتهم بتكرار الإعلانات علي الشاشات‏..‏ أو في المجلات الفنية والجرائد‏..‏

ولأنهم تنازلوا عن قيمة الأدوار والشخصيات العظيمة والجميلة التي عرفهم بها الجمهور‏..‏ ثم يشاهدونهم يقدمون إعلانا عن أشياء متداولة بين أيديهم ويستعملونها في حياتهم العادية‏..‏ وهي قد تكون إعلانا ليست علي مستوي نجوميتهم التي يحلم بها الجمهور دائما‏..‏ ويذهب إلي شاشات السينما ليراهم‏..‏ ويري حلمهم الجميل‏.‏ وبعد فترة جاء الحاضر ليغير ويكسر كل قواعد السينما التي كانت تحافظ علي سحر نجومها‏..‏ وأحلام الجماهير‏..‏ واقتحمت نجمات السينما ونجومها عالم الإعلانات بشكل كبير‏..‏ وبإغراء أكبر بأجور الملايين‏..‏ التي جعلت الإقبال علي الإعلانات من النجوم منافسة وكأنها منافسة فنية‏..‏ وهي في الحقيقة منافسة مادية بحتة علي أجور الملايين‏..‏ مقابل منافسة علي عدد الثواني التي يظهر فيها النجم أو النجمة مقابل الملايين‏..‏ وأصبحت الإعلانات بديلا عن أجور السينما‏..‏ بل وتزيد جدا علي الأجور‏..‏ إلي جانب أن كثيرا من نجوم الإعلانات أصبحوا من أهم نجوم السينما والتليفزيون‏..‏ وظهرت الشركات صاحبة الإعلانات تنافس شركات الإنتاج السينمائي والتليفزيوني‏..‏ بل اصبح النجم والنجمة يحصل علي البطولة في المسلسلات والأفلام‏..‏ وعلي الأجور المليونية‏..‏ لأنه ولأن أفلامه ومسلسلاته تحظي بعدد كبير من الإعلانات التي تصاحب عرض المسلسل أو الفيلم علي شاشات التليفزيون‏.‏ أمام هذا الطوفان الإعلاني اشتدت المنافسة بين النجمات والنجوم في عالم الإعلانات‏..‏ ليس في مصر فقط‏..‏ بل سبقت نجمات ونجوم العالم‏..‏ نجوم ونجمات مصر في المسابقة الإعلانية التي تضمن لهم الملايين‏..‏ أصبحت المنافسة الإعلانية هي المؤشر لنجومية النجمة المعلنة‏..‏ أو النجم المعلن‏..‏ وأصبحت هناك مؤسسات تعلن عن نتائج هذه المسابقات الإعلانية في عالم أجور الملايين‏..‏ ومدة الثواني التي يقدمها النجم في الإعلان‏.‏ وعندنا في مصر اشتدت المنافسة الإعلانية بين نجماتنا ونجومنا‏..‏ بداية من يسرا‏..‏ وعمر الشريف في إعلانات السيراميك وغيرها‏..‏ وانضمت إلي هذه المنافسة أعداد كبيرة من النجوم والنجمات‏..‏ ليقدموا إعلانات بقوة للسمن مثلا هالة فاخر‏..‏ وحسن حسني وغيرهما‏..‏ ورجاء الجداوي لصابون الغسيل‏..‏ وصابون إزالة الصدأ‏..‏ وأحمد حلمي ومني للسيارات‏..‏ ومعهما أحمد عز‏..‏ وللشيبسي والمياه الغازية أحمد السقا وتامر حسني وغيرهما‏..‏ والدعاية للموبايلات ليسرا وعزت أبوعوف وهند صبري ودنيا سمير غانم‏..‏ ومحمد منير الذي كما نشر في التقارير الإعلانية حصل علي‏7‏ ملايين جنيه مقابل‏3‏ ثوان في الإعلان السابق‏..‏ وحتي آخر الإعلانات الذي كان للزعيم‏(‏ كما يجب أن يطلق عليه‏)‏ عادل إمام‏..‏ وصرحت التقارير الإعلانية بأنه حصل علي‏10‏ ملايين جنيه مقابل‏3‏ دقائق وابتسامة في إعلان عن شركة موبايلات‏!!‏

وننتقل إلي النجوم والنجمات في عالم السينما الهوليودية والمنافسة المعلنة علي المبالغ المليونية‏..‏ والثواني التي يظهر فيها النجم أو النجمة‏..‏ طبعا الأجور هنا بالدولار‏..‏ أكثر نجمة حصلت علي أجر وصل إلي‏20‏ مليون دولار كانت النجمة كاترين زيتا جونز عن إعلان لإحدي شركات الهواتف‏..‏ والنجمة بينلوب كروز الاسبانية حصلت علي‏4‏ ملايين دولار للدعاية لشركة مستحضرات تجميل‏..‏ والملايين نفسها حصلت عليها النجمة سكارليت جوهانسون للدعاية للشركات نفسها الخاصة بمستحضرات التجميل‏..‏ وكانت النجمة صاحبة الابتسامة الموناليزية حصلت علي أقل مبلغ في الدعاية لأحد المطاعم الإيطالية ومدته‏46‏ ثانية وأجرها كان مليونا ونصف المليون دولار‏.‏ وحصلت النجمة تشارليز ثيرون علي‏6‏ ملايين دولار مقابل ثلاثين ثانية تظهر في الإعلان الخاص بإحدي شركات التجميل‏..‏ والنجمة أنجلينا جولي حصلت علي‏12‏ مليون دولار مقابل الدعاية لإحدي شركات الملابس‏..‏ وهناك سباق أيضا بين النجوم‏..‏ فقد حصل النجم الأمريكي جورج كلوني علي‏5‏ ملايين دولار مقابل الدعاية لماركة قهوة‏..‏ ويقوم هذه الأيام بالدعاية لماركة ساعات وزاد أجره إلي‏10‏ ملايين دولار لمجرد ارتدائه الساعة يظهر بها في بعض اللقطات في أفلامه‏..‏ وحصل النجم براد بيت علي‏4‏ ملايين دولار مقابل الدعاية للشركات اليابانية صاحبة المشروبات الغازية‏.‏ومازال السباق بين النجوم والنجمات هنا في مصر‏,‏ والنجوم والنجمات هناك في هوليوود علي أجور الملايين الإعلانية‏..‏ وعلي الثواني التي يظهر فيها النجوم‏..‏ ولا مانع من الإعلانات‏..‏ ولا اعتراض عليها‏..‏ لأن النجومية الآن هي الدافع لقيام الشركات الإعلانية بجذب النجوم بأجورهم المليونية‏..‏ وهذه الأجور أحيانا تغني عن الأجور السينمائية وقت الأزمات‏..‏ ولم تعد هناك قواعد تمنع الظهور في الإعلانات بعد أن أصبحت الإعلانات يخرج منها نجوم ونجمات لعالم السينما‏.‏

وليس لدينا مانع منها‏..‏ لكنها ظواهر سينمائية واجبة الإشارة إليها‏!!‏ 

هل تعلم؟‏!‏

أجور السينما‏..‏ زمان

أجور الممثلين في السينما المصرية زمان‏..‏ منذ بداية السينما في مصر عام‏1927‏ حتي عام‏1947‏ كانت كالآتي‏:‏ تتقاضي الممثلة الأولي أجرا في الفيلم يبدأ من‏2000‏ إلي‏4000‏ جنيه‏ ويتقاضي الممثل الأول أجرا في الفيلم يترواح بين‏1800‏ و‏12000‏ جنيه‏,‏ ويستثني المطرب محمد عبدالوهاب الذي كان يتقاضي أجرا قدره‏20000‏ جنيه‏,‏ وذلك لقيامه بالتمثيل والتلحين والغناء في كل أفلامه‏,‏ كذلك كان أجر المطربة ليلي مراد يتراوح بين‏14000‏ أو‏20000‏ جنيه لقيامها بالتمثيل والغناء‏.‏

ويتقاضي الممثل أو الممثلة الثانية أجرا من‏300‏ إلي‏1000‏ جنيه‏,‏ ويتقاضي المخرج من‏500‏ إلي‏4000‏ جنيه‏,‏ بينما لا يتقاضي مساعده سوي‏200‏ جنيه علي الأكثر‏,‏ ويتقاضي المصور أجرا من‏1000‏ إلي‏2000‏ جنيه عن الفيلم‏,‏ ومهندس الصوت يتقاضي من‏400‏ إلي‏1200‏ جنيه عن الفيلم‏.‏

ويتقاضي الماكيير ـ لقلة وجوده ـ أجرا من‏100‏ إلي‏300‏ جنيه عن الفيلم‏,‏ وكانت أعمال الكومبارس من المهن الرابحة في هذه الأيام إذ يدفع للرجل جنيها أو جنيهين في اليوم‏,‏ والأنثي من جنيهين ونصف إلي خمسة جنيهات في اليوم‏,‏ ويتراوح أجر الاستوديو بين‏1500‏ و‏4000‏ جنيه شهريا‏.‏

ويتكلف الفيلم العادي‏14000‏ جنيه‏,‏ وإذا ما حوي بعض الشخصيات من الممثلين المعينين بلغت تكاليفه من‏18000‏ إلي‏35000‏ جنيه‏,‏ أما في حالة إنتاج فيلم ممتاز فترتفع تكاليفه إلي ما بين‏40000‏ جنيه و‏80000‏ جنيه‏.‏

للعلم فإنه من المهم أن نذكر أن الجنيه المصري أيامها‏(‏ وكان قدره‏100‏ قرش أو‏1000‏ مليم‏)‏ كان يساوي‏480‏ فرنكا فرنسيا‏,‏ و‏4.12‏ دولار أمريكي‏,‏ وجنيها و‏4‏ بنسات إنجليزية‏.‏

وزمان‏..‏ يازمن السينما زمان‏.‏

السينما المصرية من موسوعة

الدليل السينمائي للشرق الأوسط

جاكوس باسكال (‏1946‏ ـ‏1947‏) 

المنتجون يطالبون بإلغاء الضبطية القضائية

طالب عدد كبير من المنتجين السينمائيين والتليفزيونيين بإلغاء الضبطية القضائية التي تمارسها نقابتا الممثلين والسينمائيين علي الوجوه الجديدة التي تشارك في الأعمال الفنية دون الحصول علي تصريح من النقابتين المختصتين بإعطاء التصاريح وهما نقابتا الممثلين والسينمائيين‏,‏ وقد قدم المنتجون شكوي إلي غرفة صناعة السينما بهذا الطلب‏,‏ التي أرسلتها بدورها إلي وزارة العدل لاتخاذ اللازم‏.‏

واستند المنتجون في شكواهم إلي أن ما يحدث في الاستوديوهات لتنفيذ هذا القرار هو تعطيل وعائق لاستكمال التصوير‏,‏ ويؤدي إلي خسائر كبيرة بعد وقف العمل‏,‏ وطالب المنتجون بالعمل بالقانون القديم الذي كان يقتصر علي تحرير محضر بالمخالفة وغرامة كانت تصل إلي‏500‏ جنيه يدفعها المنتج أو الممثل‏,‏ دون توقف العمل والتعرض للخسائر المادية الكبيرة التي تحدث من إيقاف التصوير‏.‏

وهناك قضية ضد هذا القرار قامت برفعها الغرفة وينظرها القضاء‏,‏ ولم يصدر فيها حكم حتي الآن كما صرح رئيس الغرفة منيب الشافعي‏.‏

الأهرام المسائي في

07/04/2011

 

ردود علي مقال سابق تفتح باب حوار مثمر

كتب:ضياء حسني 

لا يسعني سوي شكر الجميع ممن تفاعل مع ما حاولت طرحه‏,‏ والذي لا أدعي صوابه من عدمه‏,‏ ولكني حاولت به فتح الطريق لتحليل مصر الجديدة‏,‏ التي لم نكن نعرفها قبل‏25‏ يناير‏.

وهو ما سيكون أمرا شديد الأهمية لاستشراف المستقبل‏,‏ فقد هالني أن تاريخنا الطويل هو تاريخ سلسلة من خيانات الطبقات الوسطي التي كانت شديدة الثورية في فترة من الفترات ولكنها مع أول صدام تنقلب ضد مبادئها التي كانت تنادي بها بثورية‏,‏ كانت معظم تلك المبادئ بشكل أو آخر هي بحث عن وجودها في مجتمعات تنفي وجودها وأحقيتها مؤسسيا في جزء من الكعكة‏,‏ والتي كانت تتمثل بالنسبة لتلك الطبقات المتوسطة المتعلمة في الوظيفة الثابتة ذات الدخل الثابت التي تضمن لها استقرارا اقتصاديا في واقع متقلب‏,‏ وكما يقول الأستاذ عبد العزيز جمال الدين إن الاستعمار كان الحائل الرئيسي أمام ذلك الطموح لوجود الكثيرين من الموظفين الأجانب الذين يشاركونهم الوظائف الحكومية‏(‏ القليلة أصلا‏)‏ ولكن من جانب آخر كان الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي يحد من التطور والنمو الاقتصادي للبلاد‏(‏ الاستعمار ـ الاقطاعي‏),‏ وهو ما أدي لندرة الوظائف في جهاز الدولة‏,‏ يشير الأستاذ عبد العزيز في رده لقضية الحرية وهذا بالبطبع شيء مهم‏,‏ ولكن الحرية في الفترة الزمنية التي رصد فيها نجيب محفوظ الطبقة الوسطي في العديد من رواياته في فترة ما قبل الثورة كان الغرض منها حرية التعبير عن أوجاع المصريين من امتهان للقومية المصرية أمام كل ما هو أجنبي‏,‏ وفي نفس الوقت امتزاج هذا مع الوضع الاجتماعي الاقتصادي لجميع طبقات المجتمع المصري بما فيها الطبقة الوسطي المتعلمة بالذات والتي كانت ومازالت تلعب دور الطليعة للطبقات الثائرة أو المتذمرة‏,‏ أصبح التعليم في مصر وسيلة من وسائل الصعود الطبقي في المجتمع المصري الشديد التخلف‏,‏ ولكنه كان ذا صبغة دينية منذ الفترة التي سبقت الحملة الفرنسية‏,‏ حيث كان التعلم في الأزهر والإلمام بعلوم الدين يتيح لصاحبه مكانة كبيرة في القرية أو المدينة التي يعيش فيها هؤلاء المتعلمون ويتبوأ مكانة شبه مقدسة بين أنظاره‏,‏ لم تكن العلوم الأخري‏(‏ بما فيها علم الحساب مثلا‏)‏ تشكل أي أهمية في المجتمع‏,‏ حيث إن المجتمع علي قدر من الانحطاط الاقتصادي وعدم التطور للدرجة التي جعلته لا يحتاج إلي العلم لتسيير أموره‏,‏ وكان الوحيدون الذين نالوا قدرا من العلوم المدنية من حساب ولغات هم الأقباط الذين يعهد للأديرة والكنائس بتعليمهم‏,‏ وكانوا في الأغلب والأعم يعملون بعد ذلك في خدمة أسياد تلك الفترة من مماليك وتجار أجانب لتعرفهم علي قدر من اللغات الأجنبية وعلوم الحساب‏,‏ حتي أن أشعار الفلاحين في القرن التاسع عشر كانت تزخر بالتحذير من اليوم الأسود الذي‏(‏ يأتيك فيه النصراني‏)‏ لأن قدوم النصراني‏(‏ ماسك دفاتر الحساب‏)‏ هو يعني قدوم المملوك الملتزم من أجل جباية الضرائب وما يصاحب ذلك من ويلات يعرفها الجميع‏,‏ مع قدوم محمد علي ومحاولته لإنشاء دولة حديثة وجيش وطني كانت زيادة أعداد المتعلمين والمنضمين للجيش‏(‏ أصحاب الوظائف‏),‏ لكن من بعد انهيار دولة محمد علي انقلب الوضع ودخل أصحاب الوظائف في نفق مظلم‏,‏ ومن هنا لا نجد غرابة في أن أول ثورة تغيير مع عرابي كانت قيادتها من الجنود الذين ثاروا لأوضاعهم في الجيش ولكنهم تحولوا بعد ذلك ليكونوا طليعة الأمة كلها‏,‏ من كبار ملاك سمح لهم لأول مرة بتملك الأراضي الزراعية‏(‏ سلطان باشا وشريف باشا‏),‏ ومثقفين متعلمين بكل توجهاتهم‏(‏ محمد عبده وعلي مبارك وعبد الله النديم‏)‏ وباقي جموع الشعب من فلاحين وتجار‏,‏ فر كبار ملاك الأراضي من تحالف الثورة لأنهم أدركوا أن نار المستعمر الأجنبي واستبداد الخديو أهون لهم من جموع الجماهير الشعبية الداعمة لجيش عرابي بالدعم والعتاد والتطوع‏,‏ والتي في حالة انتصار جيوش عرابي ستهدد مصالحها‏,‏ تلا ذلك تنكر متعلمي الطبقة الوسطي الصاعدة عن الثورة أمثال محمد عبده وعلي مبارك وسعد زغلول نفسه للثورة‏,‏ وإن كان هذا لا يعني عدم اسهامهم بجهود مهمة في صنع مصر الحديثة‏,‏ فترة مصطفي كامل ومحمد فريد والحزب الوطني لا يمكن أن نري فيها دورا بارزا للطبقة الوسطي المتعلمة‏,‏ حيث انحصرالتعليم علي أبناء الطبقات العليا‏,‏ لكن مع ثورة‏1919‏ عادت تلك الطبقة لتمثل قوة دافعة لحركة التغيير في المجتمع المصري وظلت حتي وقتنا هذا وبالتحديد فئة الطلبة‏(‏ موظفوا المستقبل‏)‏ فقد أتت شرارة ثورة‏1919‏ من طلبة مدرسة الحقوق‏,‏ مظاهرات‏1930‏ ضد دستور صدقي باشا‏,‏ ثم حركة الطلبة والعمال‏1946,‏ ومظاهرات الطيارين في عام‏1968,‏ في فترة حكم عبد الناصر والمظاهرات ضد الرئيس السادات في‏1972‏ ـ‏1973‏ ليتراجع دور الطلبة نوعا ما في انتفاضة يناير‏1977‏ أو علي الأقل ليتساوي مع دور الطبقة العاملة التي خلفتها مصانع الثورة وعبد الناصر‏,‏ لا يعني ذلك غياب الطبقات الأخري من الهبات الشعبية التي شهدتها مصر‏,‏ ولكت الطبقات الوسطي وبالذات المتعلمة منها كانت دائما في طليعة تلك الهبات بعد رحيل عبدالناصر زاد دور الطبقات المتوسطة في الحركة السياسية في مصر وانحصر دور الطبقات المتوسطة في الحركة السياسية في مصر وانحصر دور الطبقات الأخري علي مطالب فئوية ولكن الطبقات المتوسطة نفسها وقعت تحت تلك القطبية التي حاولنا الاشارة لها متمثلين شخصيات نجيب محفوظ‏(‏ محجوب عبدالدايم ـ وعلي طه‏)‏ حيث كان الفاعلون الاساسيون في الواقع من أصحاب الايديولوجيات والمنظومين سياسيا سواء كانوا يساريين أو من التيار الديني بكل روافده‏(‏ نموذج علي طه‏)‏ وكانوا يتحركون وفقا لتوجيهات سياسية لقيادات حزبية‏(‏ سرية أو علانية‏).‏ أمام فصيل كبير من أبناء الطبقات المتوسطة المتعلمة والتي هي نتاج العهد الناصري في مجملها تخلت عن المشاركة السياسية وانساقت وراء الدعاية السياسية للعصر الساداتي من إمكانية شيوع الحياة الاستهلاكية وإمكانية الحياة مثل أغنياء العالم المتقدم‏(‏ دون دفع التضحيات التي دفعوها ولا أن يعملوا نفس القدر من العمل الذي يقومون به‏),‏ ساعد علي ذلك الثراء النفطي الحادث نتيجة حرب أكتوبر وبداية الهجرة لدول الخليج وزيادة التحويلات النقدية من العاملين بالخارج بجانب إعادة توزيع الدخل الحادث نتيجة التضخم النقدي والذي سمح بإعادة تشكيل البناء الاجتماعي وظهور الأثرياء الجدد‏,‏ وبداية تآكل الطبقة الوسطي‏(‏ من المتعلمين‏)‏ وبالتالي ظهر الكثيرون من أمثال محجوب عبدالدايم سعوا لبيع كل ما هو شريف من أجل قبولهم للفساد رافعين شعار طظ الشهير أو الهروب خارج مصر سعيا للنفط وأمواله وحلت الأنا محل الأمة‏.‏ من بعد‏25‏ يناير عادت الطبقة الوسطي المتعلمة للحياة السياسية ولكن في طليعتها نوع جديد من عناصر تلك الطبقة لم تعرفه مصر من قبل طبقة لا تعاني من الحاجة الاقتصادية ولا العوز ولا تسعي لمطلب سوي الكرامة والحرية ليلتف حولها جموع الشعب المصري‏(‏ في أغلبيتها‏)‏ تلك الطبقة التي قدمت شهداء من طلاب الجامعة الأمريكية وأبناء الطبقات الميسورة تكون وعيها من الممارسة في الواقع العملي وتسعي للحرية والكرامة لكل مصري وأن السبيل لعودة مصر متقدمة حديثة وفي تلك الحالة وعند الوصول إليها فقط يمكن لمصر أن تحل مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية وتعيد توزيع الدخل وتحل قضية استقلالها الوطني‏.‏ هذا الشباب لا تقوده ايديولوجية جامدة‏(‏ بالرغم من وجود خلفيات ايديولوجية بين بعض أبناء الثورة‏),‏ فبعد هذه الثورة ستتعرض جميع الايدلوجيات للتعديل والتطوير والاندماج لتظهر لنا رؤي جديدة لمجتمع مصري مستقل نام حر‏.‏ سقطت نظريات المستبد العادل من بعد فشل تجربتي محمد علي وعبدالناصر انتهي المرض الذي عاني منه الشعب المصري لمدة قرنين من الزمن والمتمثل في العيش في خصام مستمر مع التاريخ والذاكرة والعيش في حالة من حالات فقدان الذاكرة المتواصلة لكي يبدأ دائما من جديد بلا تراكم بلا ذاكرة جماعية أو وعي جمعي‏,‏ فلقد بلغ الشعب المصري سن الرشد وخرج من مرحلة الوصاية وامتلك زمام أموره بيده والفضل لشباب التحرير الذين مازال أمامهم الكثير لتحقيقه ولكنهم لن يتوقفوا‏.‏

diaahosny@gmail.com

الأهرام المسائي في

07/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)