حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السينمائيّون المصريّون...

بين مواجهة التيارات الإسلاميّة أو الهجرة

القاهرة - فايزة هنداوي

بعد حادثة منع المخرج علي رجب من تصوير مشاهد من فيلمه في جامع عمر مكرم مع أنه يتمحور حول ثورة 25 يناير، ورفض المسؤولين فيه دخول الكاميرات حتى إلى باحته الخارجية، وبعدما مُنع فريق مسلسل «دوران شبرا» من التصوير أيضاً، يبرز السؤال: إلام ستؤول الأمور في حال وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم؟

أثار موقف المسؤولين عن الجامع صدمة لدى الناس وأحدث خشية، خصوصاً أن بعض التيارات الاسلامية يروّج أن السينما كفن هي «حرام»، واعتُبرت هذه الحادثة مؤشراً سلبياً، لا سيما بعد الحوادث التي شهدتها البلاد أخيراً، إلى أن الفن لن يكون له موقع على خارطة الحياة في مصر.

هل ستنجح التيارات الإسلامية المتشددة في إقصاء الفن بوسائطه كافة، وفي مقدمها السينما؟ أم سيتمكن الفنانون من التصدي لها وممارسة إبداعهم بحرية؟

يؤكد الفنان خالد الصاوي ضرورة مواجهة هذه التيارات بالأسلوب الذي تتعامل به، ويقول: «إذا استخدمت هذه التيارات لغة الحوار فعلى الأطراف الأخرى استعمال اللغة نفسها، وإذا استخدمت لغة القتال فلا بد من اللجوء إلى اللغة نفسها»...

يضيف الصاوي: «يجب تنظيم القوى الأخرى المستنيرة في أحزاب وحركات سياسية، لتتمكن من المواجهة السياسية، لذا قررت المشاركة في تأسيس حزب مع بعض السياسيين يتمحور حول العدالة الاجتماعية للتصدّي لأي أفكار مضادة، فالفكر لا يواجه إلا بالفكر».

عدم استسلام

يشدّد الموسيقار راجح داود على التصدي للتيارات الإسلامية المتشددة وعدم الاستسلام للخوف والرعب، ويدعو المثقفين والفنانين إلى خوض معركتهم في الشارع بعيداً عن التنظيرات وحلقات النقاش المغلقة، لأنها الطريقة الفاعلة للمواجهة، والمشاركة في إنشاء أحزاب سياسية لمواجهة هذا الخطر، مراهناً على قدرة الشعب المصري على التفريق بين الحق والخداع.

يتوقع الفنان أحمد كمال أن يكون وجود التيارات الدينية شكلاً متوازناً مع القوى الأخرى وليس طاغياً عليها، ويضيف أن الأحزاب السياسية هي الحلّ الوحيد لمواجهة تمدد التيارات الدينية، وعلى الفنانين الانخراط فيها وأداء دورهم في معركة الوعي، لأن الجماهير تثق بهم وتتأثر بآرائهم.

تحريم الفن

يؤكد الناقد وليد سيف ضرورة خروج الفنانين والمثقفين من أبراجهم العاجية والنزول إلى الشارع وتوعية الرأي العام لكشف توجهات التيارات الدينية وسعيها إلى الوصل إلى الحكم من خلال الدين.

وفي السياق نفسه، يرى الناقد ياقوت الديب أن حكم التيارات الدينية يشكل خطورة حقيقية على الفن قد تصل إلى حدّ تحريمه، لذا لا بد من دعم التيارات الليبرالية لمواجهة الفكر الديني المتشدد، وإن كان لا يتوقع وصول هذه التيارات المتشددة إلى الحكم في ظل وسطية الشعب المصري ووعيه.

بدورها، تتخوّف الناقدة ماجدة موريس من خلفيات حادثة منع علي رجب من التصوير في مضيفة مسجد عمر مكرم والاعتداء على فريق مسلسل «دوران شبرا»، وتشير إلى أن «هذه التيارات المتطرّفة في حال وصلت إلى الحكم ستحرّم الفن ولن تحكم بالدستور أو القوانين، وستعتبر نفسها وكيلة الله على الأرض، وهنا تكمن الخطورة، لذا يجب توعية الناس وإرشادهم حول خطورة هذه التيارات، وهذا دور مهمّ منوط بالفنانين في هذه المرحلة الحرجة».

إيمان بالحريّة

يؤكد المخرج إسماعيل فاروق أن هذه التيارات المتشددة تحاول الاقتراب من الناس ونيل تعاطفهم من خلال العزف على وتر الحرية التي أكسبتهم إياها الثورة، والادعاء بأنها ليست ضد الفن أو الثقافة أو السياحة، ويذكر: «لو انتخب الناس هذه التيارات على هذا الأساس ثم غيرت سياساتها فسيثورون عليها ثم يبعدونها في الانتخابات التي تليها، لذا يجب الوعي في هذه المرحلة».

يجهّز فاروق لإخراج فيلم تسجيلي مع الكاتبة المشهورة سلام يتضمن آراء مفكرين وسياسيين وفقهاء حول التشدد، العلمانية، الحرية الكاملة أم الوسطية التي يراها مناسبة للشعب المصري في هذه المرحلة الحرجة بعد عقود طويلة من تغييب الوعي.

الهجرة هي الحلّ

في حال وصول التيارات الدينية إلى الحكم لن يكون بوسع المخرج محمد حمدي سوى الهجرة خارج مصر، لأن الحياة، برأيه، تصبح مستحيلة، ويشرح: «بالإضافة إلى تحريم الفن ستنتشر العنصرية ضد المرأة والأديان الأخرى وستعود البلاد إلى الوراء مئات السنين».

يدعو حمدي إلى كشف هذه التيارات، مشيراً إلى أنه بدأ التحضير لفيلم وثائقي عن الاغتيالات السياسية التي نفذتها التيارات الدينية في مصر منذ نشأتها في عشرينيات القرن الماضي، وسيوزعه مجاناً، ليكشف نواياها أمام الرأي العام لا سيما استخدام الدين للسيطرة على العقول.

على رغم الاختلافات الشديدة بين التيارات الدينية المتشددة، برأي مدير التصوير أحمد مرسي، إلا أنها تتفق على التشدد في ما يخص الفن، ولا يرى مرسي أي فائدة من المواجهة، لأن هذه التيارات ستصل إلى الحكم في كل الأحوال، فهي منظمة منذ عقود ولديها قاعدة شعبية عريضة.

في السياق نفسه، يعتبر الفنان أحمد وفيق أن الأرض ممهدة أمام هذه التيارات التي تتلاعب بعقول الناس ومشاعرهم باسم الدين، خصوصاً أن الشعب المصري متديّن بطبعه، لذلك من السهل خداعه باسم الدين.

ويبدي وفيق خوفه على مجالات الحياة كافة بما فيها الفن، لأن هذه التيارات تحرم هذا الأخير ولن يكون للفنانين مكان ومن الأفضل الهجرة.

استبعاد

في المقابل، لا يرى المخرج أحمد البدري أن الهجرة هي الحلّ بل القيام بثورة جديدة، مشيراً إلى أن الشعب المصري لن يخضع للقهر من أي نظام بعد تخلّصه من نظام حسني مبارك المستبد.

كذلك، يرفض المخرج الشاب يوسف هشام فكرة الهجرة، لأنها نوع من السلبية لا داعي لها، خصوصاً مع نيل الفنانين حريات كانوا يسعون إليها منذ فترة، موضحاً أن الحرية والديمقراطية الحقيقية هما الضامن الوحيد كون الاستفادة منهما ليست حكراً على فئة معينة، ولكل تيار حقه في استخدام الحرية للترويج لأفكاره.

يستبعد هشام أيضاً أن تصل التيارات الدينية إلى الحكم لأن الشعب المصري لديه من الوعي ما يكفي لتوظيف الحرية التي حصل عليها بعد الثورة بشكل صحيح.

بدوره، يستبعد المخرج أحمد عواض أن تصل التيارات الدينية إلى الحكم، متوقعاً ألا تحصل هذه الأخيرة مجتمعة على أكثر من الثلث في مقاعد البرلمان، لأن الصوت العالي، برأيه، لن يُحكم في انتخابات حقيقية نزيهة.

يضيف عواض أن هذه التيارات ليست بالقوة التي يتصوّرها البعض، والدليل على ضعفها أنها تتراجع في تصريحاتها، لأنها لا تلقى قبولاً شعبياً.

رقابة غير موضوعيّة

يوضح الممثل الشاب أحمد داود أن وصول التيارات الدينية إلى الحكم سيؤثر سلباً على الفن ويؤدي إلى فرض رقابة غير موضوعية، إلا أنه يستبعد ذلك، لأن الشعب المصري لا يميل إلى التطرف في أي مجال، لذلك النموذج الأقرب إلى مصر، برأيه، هو النموذج التركي أي دولة علمانية فيها حزب ذو خلفية دينية، أما النموذج الإيراني فهو بعيد عن الحالة المصرية.

بدورها، تستبعد رانيا فريد شوقي أن تُحكم مصر من التيارات الدينية، وتراهن على الديمقراطية التي ستخوّل الشعب المصري اختيار الأصلح للحكم.

أما المخرج أحمد ماهر فيرى أن التيارات الدينية تجيد اللعب تحت الموائد والتنظيمات الخدمية والحركية، إلا أنها لا تجيد ممارسة السياسة الشرعية، لذلك ستنكشف في حال دخلت لعبة السياسة، وسيعي الشعب أنها لا تصلح لحكم مصر وسيستبعدها بعد ذلك ولن ينتخبها.

يضيف ماهر أن السينما، في الأحوال كافة، ستكون أفضل ممّا كانت عليها خلال الفترة الماضية، ويعطي مثالاً إيران التي تقدم سينما أفضل من السينما المصرية على رغم أنها محكومة بتيار شيعي متشدد.

من جهته، يرى المخرج أحمد رشوان أن الدولة المدنية كانت أحد مطالب شباب ثورة 25 يناير، ولن يتخلى الشعب عن مكاسب الثورة التي تحققت لغاية اليوم، لأن التخلي عنها يعني خيانة للوطن والتفريط في دماء الشهداء.يضيف رشوان أن وعي المواطن المصري زاد في الفترة الأخيرة، لذا يجب الاستفادة من هذا الوعي والتأكيد على أن الدولة المدنية أو العلمانية ليست كفراً ولا إلحاداً بل دولة حديثة قائمة على المؤسسات ورفض التمييز والتفرقة على أساس اللون أو الجنس أو الدين أو الجغرافيا أو أي معيار آخر للتمييز، وأساس هذه الدولة هو مبدأ المواطنة، حيث يتمتع الجميع بالحقوق والواجبات نفسها.

لا يجد الفنان محمود عبد المغني أي داع للقلق، لأن وصول الجماعات الدينية إلى الحكم لن يحدث، وليس من السهل خداع الشعب المصري فهو شعب ذكي، ويمكنه التفرقة بين الدين والسياسة.

وعن وصول هذه الجماعات إلى مجلس الشعب بأعداد كبيرة، يؤكد عبد المغني أن ذلك كان يحدث سابقاً لأنها كانت في مواجهة مع الحزب «الوطني» وليس مع أي قوى سياسية حقيقية.

أخيراً، يطمئن المخرج أكرم فريد مع عبد المغني إلى خيارات الشعب المصري لأن الديمقراطية ستمنحه الفرصة لاختيار الأصلح، ولأنه متدين لكنه ليس متطرفاً، ومن ثم لا يمكن أن يسمح بوصول هذه التيارات المتطرفة إلى الحكم.

الجريدة الكويتية في

01/04/2011

 

إذا أظلمت دور السينما...

فالجماعات الإسلاميَّة ستحرمني من ابني

القاهرة – هبة الله يوسف 

بينما يعلو صوت موسيقى كلاسيكية من باليه «كارمن» لتذوب الصورة في إظلام تدريجي، هكذا بين الحين والآخر اعتاد ابني (الذي سينهي بعد أشهر قليلة دراسته للسينما) أن يطلعني على مشاريعه السينمائية، وعلى الدرب نفسها أيضاً سار عدد من زملائه الذين منحوني هذا الشرف، ربما من منطلق انتمائي إلى عالم السينما عبر مهنتي أو بوصفي متلقياً مجانياً تحت الطلب ورهناً بالإشارة ودائماً على الرحب والسعة.

كنا نتناقش... نتجادل، نتفق حيناً ونختلف كثيراً، لكني دوماً كنت مبهورة بهذا الجيل القادر على صياغة وجهة نظره تجاه العالم والحياة بوضوح وتحديد، والأهم بلغة سينمائية شديدة الخصوصية والتميز.

من عام إلى آخر، كان الحلم يكبر في داخلهم وداخلي بالتبعية. كنت أترقب كيف يخططون ليس لمستقبلهم كأي شباب، لكن لنوعية السينما التي يتمنون تقديمها، يجوبون الفضاء الإلكتروني بحثاً عن كاميرا تحقق المعادلة الصعبة في توفير أفضل التقنيات وبأبخس الأسعار. سُعدت بمشروع «القرش» الذي بدأوا في تنفيذه لشراء هذه الكاميرا ليتمكّنوا من تصوير ما يحلو لهم من أفلام تعبر عنهم وعمَّا في داخلهم من أحلام وطموحات وإحباطات أيضاً... سينما جديدة لا تتوقف عند طرح الإشكاليات في صيغة أقرب إلى «الشعارات»، ولكنها تهتم بأن نتفاعل إنسانياً مع ما يدور أمامنا من أحداث وتفاصيل، تعتمد الجرأة كوسيلة لصياغة الأفكار والصورة وعبر بناء مختلف للسيناريو، وليس كما يرى البعض من «تجار السينما» الذين يجتهدون في تضمين أفلامهم مشاهد و{إفيهات» تداعب غرائز الجمهور لتحلّل لهم ثمن التذكرة.

لا أنسى حالة البهجة والفرحة التي رأيتها في عيونهم عندما عُرض فيلم «ميكرفون» للمخرج أحمد عبد الله، لكونه أُنجز بكاميرا صغيرة وقروش قليلة وكثير من الأفكار المغايرة للسائد والمتداول سينمائياً وحياتياً أيضاً، نجح في قلب موازين صناعة كادت أن تشيخ وباتت بحاجة إلى تغيير حقيقي وعلى جميع المستويات.

نهار داخلي

انتبهت إلى صوت الباب حينما دفعه بحدة لم أتوقعها، لم تفلح ابتسامته التي جاهد في رسمها بصعوبة لاحتواء الموقف، وعلى رغم نجاحي دوماً في التقاط ما يدور في خاطره قبل أن يتحول إلى عبارات ومفردات، إلا أنني هذه المرة فشلت تماماً، أو بتعبير أدق لم أتوقع ولم أحب ولن أحب، فقد جاءني بقرار سفره أو بالأحرى هجرته الى بلاد قد يمارس فيها عشقه للسينما، كان حاسماً بما لا يُطاق، واضحاً ومحدداً بما لا يقبل الجدل أو النقاش، كان يطالبني بقبوله وتفهمه فحسب رافعاً شعار «بيدي لا بيد عمرو»، فبعد وصول التيارات الدينية المتطرفة لا وجود للسينما ولا أهلها على أرض المحروسة.

وفيما كان صوته يعلو كنت أسمع صوت موسيقى كلاسيكية من باليه «كارمن»، بينما الصورة تذوب في إظلام تدريجي وأنا أتساءل: من يحمي الإبداع؟

الجريدة الكويتية في

01/04/2011

 

متى يُعرض الفيلم الذي مُنع بإشارة مبارك؟

محمد بدر الدين 

قبل سنوات، شاهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك فيلم «حائط البطولات» للمخرج محمد راضي في عرض خاص، وما إن انتهى الفيلم حتى أشار باستياء واضح، يفهمه القريبون منه: «لم أكن أعرف أن الفريق محمد علي فهمي هو بطل حرب أكتوبر».

يتناول الفيلم الدور العظيم لقوات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر، بقيادة الفريق محمد علي فهمي، من خلال تصوير مهمة حربية ووقائع حقيقية تلقي الضوء على حائط الصواريخ الشهير الذي بلغت حرب الاستنزاف في إقامته ذروتها وحقق الجيش المصري بفضله النصر الأهم في حرب أكتوبر على امتداد تاريخ الصراع.

تعليق الرئيس السابق بعد مشاهدة الفيلم أشار إلى منعه وهو قرار مستمر لغاية اليوم، لكن بات من الضروري العمل على إلغائه، وقد روى المخرج محمد راضي هذه الواقعة والتفسير الحقيقي لمنع الفيلم.

برّر ممدوح الليثي، رئيس جهاز السينما السابق، قرار منع «حائط بطولات» بقوله: «من الخطأ تكريس الفيلم لبطولة قوات الدفاع الجوي وحده»، وقرر الإعداد لفيلم جديد عن بطولة قوات السلاح الجوي التي كان مبارك قائداً لها، ووضع له عنوان: «وبدأت الضربة الجوية»، وكرّس له موازنة تصل إلى 100 مليون جنيه.

كتب إبراهيم رشاد سيناريو وحوار «حائط البطولات» عن وقائع كتبها الفريق فهمي نفسه، وأنتجه قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري بالمشاركة مع المنتجين عادل حسني ومحمد راضي. وأدى محمود ياسين شخصية محمد علي فهمي وشاركه البطولة: فاروق الفيشاوي (الرائد فؤاد المصري قائد إحدى كتائب الدفاع الجوي)، رغدة، حسين فهمي، محمد صبحي، حنان ترك، خالد النبوي، عايدة عبد العزيز، مجدي كامل وغيرهم.

بلغت تكاليف الفيلم 20 مليون جنيه، وهي موازنة ضخمة بالنظر إلى فترة إنتاجه (1998)، لذا يعتبر منع عرضه مثالاً لإهدار المال العام في ذلك العهد.

ينطلق الفيلم من مهمة حربية خاصة نفّذتها إحدى كتائب قوات الدفاع الجوي بقيادة الرائد فؤاد المصري، أسقطت بنتيجتها الطائرة الإسرائيلية «كوزرا»، أحدث ما بلغته تكنولوجيا صناعة الطائرات العسكرية وكانت تتمتع بإمكان رصد المواقع الحصينة بدقّة غير عادية، ثمّ يروي الفيلم قصة بناء حائط الصواريخ، بجهد وطني وصل إلى الإعجاز وكان أحد أهمّ عوامل التفوّق المصري منذ الأيام بل الساعات الأولى للحرب. كذلك يلقي الفيلم الضوء على كفاءات ضباط وجنود الدفاع الجوي وسماتهم.

لكن ذلك لم يعجب الرئيس السابق، فأُهدر الجهد والمال ومُنع الفيلم بهدف الاستمرار في ترداد أغنية واحدة هي «أول ضربة جوية» وبطل الضربة بل بطل حرب أكتوبر بلا شريك هو حسني مبارك، ثم أعلن عن التحضير لفيلم عن الضربة والبطل الرئيس.

إنجاز حرب رمضان ـ أكتوبر، تكاملت فيه الجهود كافة والأدوار، وهو أكبر من دور فرد واحد بطبيعة الحال، لذا نحن بانتظار عرض الفيلم الوطني «حائط البطولات» في مصر وغيرها من دول العالم العربي.

الجريدة الكويتية في

01/04/2011

 

أحزاب الفنانين...

مشاركة في الثورة أم وجاهة اجتماعيّة؟

القاهرة - رولا عسران 

ظاهرة جديدة بدأت تشق طريقها على الساحة المصرية هي انصراف الفنانين عن الفن إلى تأليف أحزاب سياسية، فهل ينشغل هؤلاء بالسياسة كبديل عن إقفال أبواب الدراما بعد ثورة 25 يناير؟

أسّس النجم عمرو واكد حزب «الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية» للدفاع عن ثورة 25 يناير ومبادئها على أن يكون المتحدّث الرسمي باسم شباب الثورة الذين لا ينتمون إلى أحزاب سياسية.

يعقد واكد قريباً مؤتمراً صحافياً للإعلان عن تفاصيل الحزب، لذا يكتفي راهنا بالإشارة إلى أن هدفه الأساسي ترسيخ الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهما من أهداف الثورة أساساً، بالإضافة إلى تنظيم برامج لتوعية الشباب في المجالات كافة خصوصاً السياسية، مضيفاً أن أعضاء الجبهة لا مانع لديهم من التعامل مع أحزاب سياسية أخرى طالما أن ذلك يصبّ في مصلحة البلد.

التحالف الشعبي

أسّس خالد الصاوي «التحالف الشعبي»، حزب سياسي يهدف إلى ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وإقامة دولة مدنية تتساوى فيها الحقوق بين الناس.

يدعو الصاوي الأدباء والإعلاميين للانضمام إلى الحزب، الذي يروّج لليسارية والليبرالية والثورية وغيرها من المبادئ التي يعتنقها.

أما عمرو مصطفى فأسس حزباً سياسياً ينوي من خلاله الترشح لرئاسة الجمهورية، ما أثار غضب شريحة واسعة من الناس خصوصاً أن مصطفى ليست لديه خبرة في العمل السياسي تؤهله الإقدام على هذه الخطوة، كما يردّد المستاؤون من موقفه المفاجئ، ثم هو على رأس القائمة السوداء للفنانين الذين أهانوا الثورة، فكيف يمكن أن يترشح لرئاسة الجمهورية أو يؤسس حزباً سياسياً يتحدث بلسان شباب الثورة، في حين أنه لم يكن واحداً منهم في أحد الأيام؟ من هنا يرى البعض أن مصطفى يهدف إلى وجاهة اجتماعية أكثر منه الى خدمة الناس.

يبدو أن الهجوم عليه والتعليقات السلبية دفعا مصطفى إلى التراجع عن قراره، مؤكداً أن منتحلي شخصيته على موقع «فيسبوك» روّجوا لهذه الأفكار التي لم تخطر بباله.

حزب العدالة

ينوي المخرج خالد يوسف تأسيس حزب سياسي أيضاً، بعدما أصبح المناخ في مصر أكثر ديمقراطية بعد الثورة وبات من حقّ كل مواطن تأسيس حزب سياسي يتحدث عن شريحة واسعة من المواطنين، وينادي بالعدالة الاجتماعية.

ومن المقرر أن يشارك عمرو حمزاوي، مدير «مركز كارنيغي للشرق الأوسط» في الحزب ما أكسب هذا الأخير مصداقية تفتقدها أحزاب الفنانين الآخرين، كذلك سيضمّ ديبلوماسيين، وعدداً من شباب ثورة 25 يناير، ومجموعات دينية إسلامية وقبطية.

من المقرر أيضاً أن يتبنى الحزب سياسات مدنية هدفها تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية والدفاع عن محدودي الدخل، بالإضافة إلى تحسين خدمات التعليم والتأمين الصحي والالتزام بمبادئ المواطنة واقتصاديات السوق.

تساؤلات

هل سيأتي يوم تصبح فيه الأحزاب السياسية أكثر من المواطنين؟

ربما، لمَ لا؟ يجيب أشرف عبد الباقي، ويضيف: «أصبحنا نعيش في مناخ ديمقراطي يسمح لنا بتأسيس أحزاب سياسية، من دون مواجهة تعقيدات كانت سابقاً تعيق المواطن عن تحقيق طموحاته السياسية».

لا يفكر عبد الباقي في تأسيس حزب سياسي ويفضّل التركيز في عمله كممثل، لأنه يجهل أمور السياسة وليس خبيراً فيها، ويرى أن مهنته تكفيه.

الرأي نفسه يتبناه أحمد رزق الذي يرى أن تأسيس الفنان حزباً سياسياً يندرج ضمن الحرية الشخصية، لكنه لا يفكر في هذا الأمر، لأنه ليس محنكاً أو ضليعاً في السياسة، ويفضّل التركيز في عمله.

الجريدة الكويتية في

01/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)