حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

اتهمت الإعلام بتشويه صورة بعض الفنانين

منى زكي: أنا وحلمي موقفنا واضح

القاهرة - دينا إبراهيم

كانت واحدة من الفنانات القليلات اللاتي شاركن في مظاهرات 25 يناير ونزلت بنفسها إلى ميدان التحرير وكان لها دور بارز في هذه الأحداث كشف عن وجهها الآخر الذي لا يعرفه الكثيرون . إنها الفنانة منى زكي التي عندما تشاهدها لا تتوقع أن شخصيتها تحمل جانباً سياسياً، وتردد مؤخراً أنها ستقوم بتجسيد الشهيدة سالي زهران التي قتلت في المظاهرات في عمل سينمائي وهو ما نفته منى في هذا الحوار مع “الخليج” .

·         لماذا تراجعت عن فكرة تجسيد شخصية الشهيدة سالي زهران في فيلم سينمائي بعدما تردد هذا الخبر؟

لم أتراجع لأنني لم أعلن عن ذلك، ولكنها كانت مجرد اجتهادات من الصحافة والإعلام وقمت بعدها بنفي الخبر ولم أفكر في الأساس في هذه الفكرة مع احترامي لجميع الشهداء، لكني لا أريد أن أختزل تضحيتهم الكبيرة والغالية لنا ولمصر في عمل فني، فهم يحتاجون أكثر من ذلك تمجيداً لهم .

·         رغم مشاركتك في المظاهرات وتأييدك لثورة 25 يناير، إلا أنك تعرضت للهجوم من بعض الشباب الثوار الذين اتهموك بركوب الموجة ما تعليقك؟

لا أدري لماذا هذا الهجوم وأنا لا أركب الموجة كما تصور البعض، وكل الحكاية أنني تأخرت في رد فعلي نظراً لانشغالي ببعض الأعمال الخيرية التي كنت أقوم بها في عدد من الجمعيات في ذلك الوقت، وعندما سنحت لي الفرصة شاركت في المظاهرات التي طالبت برحيل النظام والرئيس السابق .

·         ولكن البعض اتهمك أنك كنت موالية للرئيس السابق في بادئ الأمر وبعد ظهور مؤشرات سقوطه غيرت مسارك؟

أنا لا أقبل من أحد أن يزايد على وطنيتي، فأنا مصرية وأعشق تراب بلدي وأخشى على مصالحها، كما أنني لست مثل الآخرين الذين يستغلون مثل هذه الأحداث لادعاء الوطنية رغبة في الشهرة، ولا أحتاج لعمل مواقف لتظهر وطنيتي، والمقربون مني من الفنانين يعلمون موقفي من نظام الرئيس السابق .

·         هل تعتقدين أن مقابلتك بالرئيس السابق أثناء حكمه ضمن وفد مع الفنانين أعطت هذه الصورة عنك؟

الإجابة موجودة في سؤالك، فقد كنت “ضمن وفد من الفنانين” وليست جلسة بيني وبينه فقط، فهل هذا يعني أن جميع الوفد الذي كان على رأسه محمود ياسين، ويحيى الفخراني، وعزت العلايلي، ويسرا، جميعهم موالون للنظام؟ هذا غير صحيح كما أن المقابلة كان الهدف منها مناقشة المشكلات التي تتعرض لها السينما المصرية والوسط الفني في مصر .

·         إذن لماذا تعرض زوجك الفنان أحمد حلمي للضرب من المتظاهرين في ميدان التحرير؟

الفضل يعود للصحافة والإعلام الذين شوهوا صور عدد كبير من الفنانين بنشر تصريحات على لسانهم غير صحيحة، وكنت أنا وحلمي من ضحاياهم وكان الهدف من ذلك تضليل المتظاهرين حتى يشعروا أنهم بمفردهم دون مساندة ليتراجعوا عن قرارهم، ولكن بعد ذلك ثبت لهم أننا معهم ولم ولن نتخلى عنهم .

·         ما الهدف الذي دفعك إلى المشاركة في الثورة؟

مستقبل ابنتي التي أتمنى لها أن تكبر وتعيش في بلد ديمقراطي وأن أضمن لها أن تحصل على جميع حقوقها المادية والإنسانية وأهداف أخرى مثل القضاء على الفساد، تغيير الدستور بشكل يتيح حريات سياسية أكبر، والهدف الأكبر هو عودة مصر للمصريين وليس انتقالها للوريث!

·         كيف ترين مستقبل مصر؟

أرى تطوراً وتقدماً، فأنا واثقة بأننا سنحقّق نجاحاً على المستويين المهني والاجتماعي، وعلينا أن نفكّر في البناء ونقف أمام الفساد، ونحافظ على نظافة الشوارع بعد حملة التنظيف والتجميل التي شهدها الكثير من ميادين مصر في عدد كبير من المحافظات، وشهدت الكثير من الأخلاقيات التي كنا نظنّ أنها فُقدت من الشارع المصري .

·         بعيدا عن السياسة إلى أين وصل فيلمك الجديد “أسوار القمر”؟

الفيلم تحدٍ خاص بالنسبة لي، وأنتظر استئناف تصويره قريباً، وأجسد فيه شخصية فتاة يصيبها “العمى” فجأة، وتصبح كفيفة وتبدأ نظرتها للحياة تتغير، وتمر بمراحل صعبة في حياتها، وتتغير مشاعرها من وقت لآخر، حيث تترك حبيبها لتقيم علاقة مع رجل آخر، وتمر بصدمة نفسية شديدة، ويشاركني بطولته عمرو سعد وآسر ياسين، وإخراج طارق العريان .

الخليج الإماراتية في

30/03/2011

 

الثورة أعادت أفلامه إلى الشاشة بلا مقص رقيب

أحمد زكي "البريء" الذي واجه الفساد

القاهرة - ماهر زهدي

ما ان عادت الحياة إلى طبيعتها في الشارع المصري عقب ثورة 25 يناير، وبدأت الأمور تهدأ، ويفكر الشعب في الخطوة التالية، وما ان بدأت قنوات التلفزيون المصري تعود إلى برامجها العادية، من عرض برامج سياسية ومنوعة، مسلسلات وأفلام، حتى بدأت أفلام الراحل الفنان أحمد زكي تأخذ نصيباً وافراً من العرض على كافة القنوات المصرية، ليس لأن أفلام أحمد زكي كانت ممنوعة من العرض في العهد السابق، ولكن لأن الكثير منها كان يتم اقتطاع مشاهد وجمل حوارية منها، خصوصاً التي كانت تتحدث عن فساد الكبار، أو فساد بين رجال الشرطة، أو تلك التي تتنبأ بالغضب وثورة الشعب، مثل:” البريء”، “زوجة رجل مهم”، “الهروب”، “حسن اللول”، “الباشا”، “الإمبراطور”، وغيرها العديد من الأفلام التي عرضت خلال الأيام القليلة السابقة، لأول مرة كاملة من دون الحذف الذي كان يشوه بعضها . علماً أن في ختام الشهر الجاري تصادف ذكرى رحيل النجم الأسمر .

لم يكن من طموحات الفنان الراحل أحمد زكي، أن يكون مجرد نجم ساطع من نجوم السينما المصرية أو العربية، فلم يكن هذا يعنيه، بدليل أنه لم يعش يوماً باعتباره نجماً يتهافت عليه المعجبون والمعجبات، فلم يكن يهتم بمظهره الشخصي، كما يفعل معظم النجوم، واهتمامهم الأول بأناقتهم، ولم يكن يهتم بكيف يمشي أو يجلس أو يأكل كما يفعل الباقون حرصاً على مظهرهم الاجتماعي . لم يبين بيتاً فاخراً أو قصراً، أو حتى شقة على النيل، ليعيش الجزء الأكبر من حياته متنقلا بين حجرات فنادق القاهرة، كما لم يشغل نفسه بتأمين المستقبل بعمل مشروعات تجارية بعيدة عن الفن، بل كل ما كان يشغله هو التمثيل .

ولد أحمد زكي متولي عبدالرحمن بدوي في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1949 بإحدى قرى مدينة الزقازيق محافظة الشرقية، ونشأ طفلاً خجولاً منطوياً، ساعد يتمه المبكر في ذلك، يحدث الكبار باحترام شديد، ويعامل أقرانه بمودة متناهية، فتى نقي بريء، فقد توفي والده وهو في عامه الأول، وتزوجت والدته بعد رحيل الوالد مباشرة، وتعلقت بأهدابه كلمة “يتيم”، وتغلغلت في كل تفاصيل عينيه، فعاش حتى رحيله في سكون مستمر، يشاهد متأملاً ما يدور حوله من دون أن يشارك فيه، فأصبح التأمل خاصية تلازمه في كل أطوار حياته، وعندما أراد أحمد زكي أن يهرب من وحدته وحزن عينيه حين كره كلمة يتيم، كان يهرب إلى بيوت الأصدقاء ليحاول أن يضحك، وكانت قدماه تتآكلان وهما تأكلان أرصفة الشوارع، حتى كبر قبل الأوان . ولكثرة الصدام بينه وبين العالم الخارجي، فلم يضحك بما فيه الكفاية، وإن كان بكى بما فيه الكفاية . لذا كان لابد أن يجد عالمه الخاص بعيدا عن عوالم الأصدقاء، فهرب إلى المسرح ليجد فيه متنفسا، ولحسن حظه كان ناظر المدرسة يهوى التمثيل، ما جعل أحمد زكي خلال فترة وجيزة هاويا للتمثيل والإخراج المسرحي على مستوى طلاب المدارس، فكان رئيس فريق التمثيل في مدرسته الابتدائية، ومدرسته الإعدادية، ثم مدرسة الزقازيق الثانوية، حتى أكمل مشواره بالتحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية، الذي تخرج فيه عام 1973 في قسم التمثيل بتقدير ممتاز، وهو التقدير نفسه الذي حصل عليه في كل سنوات الدراسة .

خرج الفتى الأسمر إلى الجماهير التي كان يشتاق لسماع صوتها وهمهمتها وهمومها، مس أحمد زكي قلوب الناس البسطاء الذين ينتمي إليهم، بأدائه المختلف المتميز، البعيد كل البعد عن نجوم جيله، المختلف تماما في مواصفات النجومية، ليقفز إلى الصفوف الأولى، بل يتقدم الجميع، على الرغم من أنه لا يتميز بجمال الشكل المعهود عند نجوم السينما، مثل معظم فتيان الشاشة الحاليين والسابقين . فهو ليس في جمال رشدي أباظة  الذي كان يعشقه  ولا أنور وجدي، ولا حتى ابن جيله حسين فهمي، ولكنه نموذج عادي لأشخاص عاديين يمكن أن تقابله وتتعامل معه كل يوم في الشارع في العمل، في أي مكان، ليكون مناسباً لجمهور السينما الجديد الذي تغيرت نوعيته، وأصبح أغلبه من الكادحين، ليروا أنفسهم في هذا الفتى الأسمر الذي لا يعتني بملابسه ولا يذهب إلى الكوافير لفرد شعره الأشعث المجعد .

الحلم الذي سيطر على الفنان الراحل أحمد زكي، منذ أن جاء من بلدته إلى القاهرة، أن يكون ممثلاً . متخذا من مشوار ابن بلده “الشرقية”، العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ طريقا له، خاصة وقد جمع القدر بينهما في العديد من الصفات، بداية من “سمرة النيل” في الشكل، ومرورا باليتم والفقر، وصولا إلى حلم التحليق في سماء الفن .

كان طموح أحمد زكي أن يكون ممثلا يجيد تقديم كل الشخصيات من دون أن يستعصي عليه تجسيد إحداها، سواء كانت من وحي خيالات كتابها الذين تعامل معهم، أو شخصيات كتبها التاريخ من خلال أصحابها، لتحفر أسماءها بين صفحات التاريخ .

في الوقت نفسه لم يكن ما يقدمه أحمد زكي مجرد ملء شرائط سينمائية، بل يحرص كل الحرص على أن يكون هناك همّ يعمل من أجله، وأكثر ما كان يقلقه هو تلك الطبقة البسيطة المطحونة التي خرج منها، مثل شخصية الشاب القروي الساذج “أحمد سبع الليل” في فيلم “البريء” للمخرج الراحل عاطف الطيب الذي أطلق عليه البعض اسم “الجريء” بدلاً من “البريء”، حيث يحمل الفيلم أكثر من فكرة، فيتحدث عن الحرية بمعناها الشامل، عن طريق إظهار لمحات من الفساد السياسي في مصر بعد سياسة الانفتاح، التي بدأت منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، واستمرت واستفحلت في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، كما يتحدث الفيلم عن فكرة تحول الإنسان إلى آلة مبرمجة من أجل خدمة سلطة ظالمة غاشمة، حيث اختصر بعض النقاد فكرة الفيلم في عبارة واحدة “قمع الحرية بجهل الأبرياء”، وذلك من خلال الشاب “أحمد سبع الليل” الذي يتم تجنيده ضمن سلاح الأمن المركزي، ومن دون أن يدري يجد نفسه مستخدما لخنق وقتل أي صوت حر يخالف رأي النظام، حتى لو كان هؤلاء هم أقرب الناس إليه، غير أنه يكتشف الحقيقة ويثور على الظلم، ويحول فوهة سلاحه إلى الظالمين بدلاً من الأحرار، ويتم حذف تلك النهاية من الفيلم، خاصة بعد أن تحقق ما تنبأ به الفيلم، وحدث تمرد عام في كل معسكرات الأمن المركزي المصري في العام ،1986 وهو نفس العام الذي عرض فيه الفيلم، لتقع الأحداث على أرض الواقع بعد شهور قليلة من عرضه، وبدلاً من عرض الفيلم من دون النهاية “النبوءة” يتم منع عرض الفيلم بالكامل على القنوات التلفزيونية المصرية، الأرضية والفضائية، حتى عاد ليعرض مؤخراً بعد ثورة 25 يناير ،2011 بالنهاية الكاملة له التي سبق وحذفت من الفيلم والتي تزيد على 12 دقيقة كاملة .

قدم بعده واحداً من أهم أفلام السينما المصرية، عندما عمل مع محمد خان في فيلم “زوجة رجل مهم”، الذي يتناول موضوعاً مهماً وجريئاً، عن مفهوم السلطة وعلاقتها بالفرد، من خلال ضابط أمن الدولة الذي استهوته السلطة، فأصبح يمارس سلطته داخل نطاق العمل وخارجه، ويمارس متعته الوحيدة في إهانة الآخرين وتلفيق أكبر عدد من التهم لهم، ويتعامل مع الجميع بمفهوم رجل السلطة، فارضاً سلطته هذه في البيت والشارع وفي كل مكان، لدرجة أنه لم يتورع في التخلص من زوجته ووالدها، من أجل الإبقاء على سلطته .

كذلك المحامي الفاسد “مصطفى خلف” في فيلم “ضد الحكومة”، الذي يظهر مناطق الفساد والعجز في الحكومة، ويضطر لأن يفضح أمر نفسه كأحد أفراد ما يطلق عليهم مافيا التعويضات، لكي يفضح الحكومة وإنقاذ ابنه الذي يمثل الأجيال القادمة، التي لم تحسب لها الحكومة أي حساب، مؤكدا: “كلنا فاسدون . . كلنا فاسدون . . الجميع مشتركون بشكل أو بآخر” . كذلك عندما قدم شخصية “منتصر” الشاب المظلوم الذي دفعته مباحث أمن الدولة لأن يكون مجرما في فيلم “الهروب”، ويدفع حياته ثمناً لأساليب مباحث أمن الدولة، وهو الثمن نفسه الذي دفعه من خلال فيلم “المخطوفة” عندما يضطر المواطن البسيط المطحون وتسوقه أقداره ليخطف ابنة أحد كبار المسؤولين للضغط عليه، مؤكداً أنه ليس مجرماً ولكن الظروف والحكومة دفعت به إلى هذا الطريق، وعندما يقرر ترك الفتاة وتسليم نفسه، يكون جزاؤه القتل، فقط لأنه “تجرأ على أسياده” كما يقول المسؤول الكبير الذي جسد دوره الفنان الراحل عادل أدهم، أو فضح العديد من المسؤولين وكبار رجال الدولة ورجال المال والأعمال وتجار المخدرات، في العديد من الأفلام الأخرى “أرض الخوف”، “الباشا”، “الإمبراطور”، “حسن اللول”، وصولاً إلى “معالي الوزير” وغيرها من الأفلام التي صنعت اسم أحمد زكي ونصبته كزعيم حقيقي “للناس الغلابة” وليس زعيما من أصحاب الياقات البيضاء يرتمي في أحضان الحكومة والنظام .

ومثلما بدأ أحمد زكي الرحلة بحلم المضي في طريق الأسطورة “عبدالحليم حافظ” ابن بلده، تمنى أن يكتب له القدر نفس النهاية، في نفس الطريق، وهو ما حدث بالفعل، حتى إنه كان يصارع الموت وهو تحت جلد “حليم” عندما شرع في أيامه الأخيرة في تصوير فيلم “حليم . . حكاية شعب”، وتحامل على نفسه ونزل إلى البلاتوهات وإلى الشوارع، ووقف على شاطئ “جليم” بمحافظة إسكندرية، ليصور المشاهد الرئيسية من الفيلم، محاطا بعدد كبير من الأطباء الذين اندهشوا من هذا الإصرار العجيب على قهر الموت وعدم الاستسلام له، غير أن المرض اللعين لم يمهله الفرصة ليحقق الحلم الأخير، ويسقط أحمد زكي مضطرا ليفترس المرض ما تبقى من جسده النحيل . . ويرحل في 27 مارس/آذار عام ،2005 عن عمر يناهز 56 عاماً، قبل أربعة أيام فقط من ذكرى رحيل العندليب عبدالحليم حافظ الذي رحل في 31 مارس/آذار، ويستكمل تصوير ما تبقى من الفيلم نجله الشاب هيثم أحمد زكي . . محققاً آخر حلم لوالده .

الخليج الإماراتية في

30/03/2011

 

مهرجان السينما المتنقلة الثاني في العراق

 الوثائقية - خاص  

يرى الكثير من المتابعين للشأن الثقافي والسينمائي العراقي أن مؤسسة عراق الرافدين قد نجحت إلى حد كبير في إقامة مهرجان السينما المتنقلة الأول في العراق. حيث تمكنت من رغم ظروف العراق من إقامة عدة عروض سينمائية لأفلام سينمائية عراقية صورت بعد  2003 ولاقت تلك العروض إقبالا من مختلف فئات المجتمع العراقي خاصة وأن تلك التجربة هي الأولى في العراق. حيث لأول مرة يعرض فيلم سينمائي عراقي في الهواء الطلق.

وقد جاء هذا المهرجان للتغطية النقص المتمثل في عدم وجود دور عرض في عموم العراق بسبب ما تعرض له البلد من ظروف قاسية، فكان فرصة للترفيه على الناس من جهة وللنهوض بالمستوى الثقافي والسينمائي للعراق من جهة أخرى ترسيخا لقيمة العراق الحضارية والثقافية عبر تاريخها.

فبعد هذا المنجز الأول عادت عراق الرافدين مرة أخرى لتقيم هذه التظاهرة السينمائية في إقامة المهرجان هذا العام لتقدم أفلاما سينمائية عراقية جديدة ليكون المهرجان كل عام في عموم العراق. وسيكون العرض هذا العام في بغداد وميسان والنجف والسماوة والديوانية وذي قار والسليمانية، حيث ستكون أربعة عروض سينمائية في كل محافظة. في الدورة الأولى تم عرض فيلم "أحلام" للمخرج محمد الدراجي وفيلم "غير صالح للعرض" للمخرج عدي رشيد و"العبور من الغبار" للمخرج شوكت أمين و"زمان رجل القصب" للمخرج عمار علوان.

أما في هذه الدورة فسيتم عرض فيلم "ضربة البداية" للمخرج شوكت أمين وفيلم "ابن بابل" للمخرج محمد الدراجي وفيلم "كرنتينة" للمخرج عدي رشيد وفيلم "عراق حب حرب رب وجنون" للمخرج محمد الدراجي. وما سيميز هذا العالم هو مساهمة مؤسسات حكومية وغير حكومية عراقية وأجنبية في إقامة المهرجان مما يؤكد أهمية السينما في المجتمع العراقي.

سيكون افتتاح هذا المهرجان اليوم 30 مارس 2011 في بغداد  وبعدها ينطلق في عموم المحافظات. ويرى القائمون على هذا المهرجان أنه خطوة ثانية بعد الخطوة الأولى وهي صناعة الأفلام لنقدم عجلة الثقافة والفن إلى الأمام في العراق لتواكب الحركة السينمائية في العالم العربي والعالم وليرى الناس أن العراق أصبح أرضا خصبة لصناعة السينما وليشاهد العراقيون تلك الأفلام التي تروي وتوثق مراحل مهمة من تاريخ العراق.

الجزيرة الوثائقية في

30/03/2011

 

فيلم «سبيل»..

جوهرة على تاج السينما الإماراتية

بشار ابراهيم  

لعلي لا أبالغ أبداً إذا قلت إن فيلم «سبيل» للمخرج خالد المحمود، هو أحد أفضل الأفلام السينمائية الإماراتية، مما شاهدتُ، على الإطلاق، وقد شاهدتُ منها الكثير جداً.

لن أنسى تلك اللحظة التي انتهيتُ فيها من مشاهدة نسخة من الفيلم، برفقة المخرج، في موعد خاص، انعقد بيننا في «مارينا مول أبوظبي»، لتلك الغاية. حينها أحسستُ أن ثمة ما يجيش بالروح، وأنا أرى فيلماً سينمائياً صافياً، منسوجاً ببراعة رائقة، يتكامل فيه السيناريو المُحكم، بالتنفيذ المتميز، على مختلف الجوانب، من التصوير، إلى المونتاج، ووصولاً إلى الموسيقى والمؤثرات الصوتية، نهاية بالتمثيل، الذي رأيته جيداً، وإن اختلف معي بعض الأصدقاء الأعزاء، بصدده.

يومها، كان فيلم «سبيل» عائداً من مشاركة رسمية في مهرجان لوكارنو السينمائي 2010، وتماماً قبل أن ينال جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان نيويورك للأفلام الأوروبية والآسيوية 2010، وقبل أن ينال الجائزة الثانية في مسابقة «المهر الإماراتي» في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010، وقبل أن يتم اختياره رسمياً في مهرجان برلين 2011. فقد فاض بي الفضول إلى درجة أنني طلبت من المخرج مشاهدة الفيلم، وإن عبر نسخة قرص مضغوط (دي في دي)، فتجاوب بكل تلك الدماثة المأثورة عنه.

قبل هذا كله، ينبغي الانتباه إلى أن سيناريو فيلم «سبيل»، كان قد فاز بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان الخليج السينمائي 2010، مما يعني أن فيلم «سبيل» وجد «سبيله» للتنفيذ والاكتمال، خلال أشهر قليلة، بعيداً عن التلكؤ، أو التردد. وأنه استطاع خلال فترة محدودة، لا تتعدى شهور العام ذاته، من أن يتحوّل إلى سفير السينما الإماراتية، محلياً، وعربياً، ودولياً، حاصداً شيئاً من الجوائز، والكثير من حفاوة الاستقبال والتلقي والتقدير.

يقوم فيلم «سبيل»، للمخرج خالد المحمود، وهو فيلم روائي قصير (مدته 20 دقيقة) على حكاية غاية في البساطة، بالغة العمق، مدهشة البناء. ثمة اثنان من الفتيان الإماراتيين، يعيشان مع والدتهما (أو جدتهما)، في بيت ناءٍ منعزل في بيداء إماراتية، في مكان ما من أنحاء الدولة. الفتيان يعتاشان عبر بيع الخضراوات للعابرين على طريق سريعة تمرُّ في الفيافي الواسعة. كل ما في حياتهما يبدو رتيباً عادياً مكروراً، بدءاً من الصباح، حيث يقومان بتحضير الخضار، وانتظار ملول لتوقف المارة وشراء أشياء من بضاعتهما، ومن ثم العودة مساء، حيث ينبغي عليهما العناية بالوالدة (أو الجدة) التي أقعدها المرض الفراش، وكذلك العناية بتجهيز بضاعتهما، من الخضروات، للانطلاق بها في اليوم التالي.

بهدوء رائق، يتابع الفيلم حياة هذين اليافعين الإماراتين، يمضي معهما بعض الوقت على حافة الطريق السريعة، يرصد انتظارهما، حيناً، ومحاولاتهما في التلهي وتزجية الوقت، حيناً آخر. توقّف المارة للشراء، تارة، أو لشؤون عابرة خاصة بهم، أمام ناظري البائعين، تارة أخرى.

وعلى الرغم من أن فيلم «سبيل»، هو من طراز الفيلم الروائي القصير، إلا أنه ينجح في منح المشاهد الإحساس بطول الوقت، ورتابته، وتكراره الذي يبدو بلا نهاية. حقق الفيلم ذلك من خلال التصوير المدهش، وتنوع اللقطات ما بين واسعة عامة، وقريبة، وقريبة جداً، في تناغم وانسجام مونتاجي جميل. كما حققه من خلال انعدام لغة الكلام، أو وسيلة الحوار، والاكتفاء بنظرات العيون، والإشارات، والايماءات، التي باتت لغة كافية في عالم منغلق على هذين اليافعين، إلى درجة بلغت بهما التمكن من القدرة على التفاهم دون أدنى كلمة.

عادية الحياة، ورتابتها، يعمد الفيلم إلى تأكيدها وتعميقها، من خلال التكرار في إظهار تفاصيل الحياة اليومية. الذهاب. انتظار مشتر. العودة. ركن الدراجة النارية جانباً. قيام أحدهما بتنظيف وترتيب الخضراوات. قيام الآخر بتقديم الدواء للوالدة (أو الجدة). ومع هذا، وعلى الرغم من أن التكرار كان يمكن له أن ينفّر المشاهد، فإن الفيلم، ينجح في مهمة أن يثير حاسة الترقّب لدى المشاهد، والتحفز لمعرفة ما الذي سيحدث فيما بعد، لتكون المفاجأة في النهاية صارخة، وصادمة، ومثيرة.

ليس من اللائق الوشاية بقصة الفيلم، أو فضح حكايته، ولكن من الضروري التوقف أمام بعض التفاصيل التي يعرضها، لندعم بعضاً مما يمكننا قوله في هذا الفيلم، الذي وإن لم يبتعد عن نهج الكثير من الأفلام الإماراتية في التهرّب من تناول المدينة الحديثة، وحكاياتها، والعودة إلى القرى والأماكن النائية، إلا أنه تمكن من التميز على مستوى الحكاية، والبناء، والسرد.

اختار فيلم «سبيل» المرور على خيط رفيع، حاد ومتوتر. فالسيناريو مكتوب بطريقة ترفع أمام المخرج راية التحدي. كان يمكن للتنفيذ أن يأتي بطريقة تثير سؤال: حسناً وماذا بعد؟.. فجاء التنفيذ بطريقة لا يملك المشاهد بعدها إلا القول: يا الله!.. فإذا كان من الضروري تقدير اشتغال السيناريست محمد حسن أحمد، على هكذا سيناريو، فمن الضروري بالقدر نفسه تقدير اشتغال المخرج خالد المحمود، على هكذا فيلم، وقدرته ليس فقط على استنباط أبدع ما في السيناريو، بدلالاته وإحالاته، بل بقدرته أيضاً على إدارة طاقم العمل الفني والتقني، وتوظيف جهودهم المميزة في تناغم وانسجام رائع.

هكذا سوف يبهجنا المصوّر سمير كرم، بكاميرته، ويضعنا أمام صورة ترقى إلى أفضل الأفلام السينمائية الاحترافية، لا يقلل من ذلك أن الفيلم تمّ تصويره بكاميرا رقمية (إتش دي كام). وسوف يتميز الموسيقار طه العجمي، كعادته، وهو يخلق لهذا الفيلم موسيقى ومؤثرات صوتية، تضفي على الفيلم ما ينبغي للموسيقى والمؤثرات الصوتية أن تقوم به، بأفضل ما يكون.

ولا بد من تقدير حضور الفنانة الإماراتية الكبيرة زريقة الطارش، خاصة لناحية قبولها خوض هذه المغامرة الفنية، وقبولها أن تقوم بدور قصير وصامت، وهي الممثلة القديرة، فضلاً عن ضرورة التنويه بالممثلين الشابين: حسن المرزوقي, حسين محمود. إن قبول الفنانة زريقة الطارش الوقوف أمام كاميرا مخرج شاب، في فيلم روائي قصير، لأداء دور يمكن القول عنه إنه ثانوي، دون أي كلمة حوار، لهو أمر بالغ الدلالة على ذكاء هذه الفنانة القديرة، وتفانيها، وحسن أختيارها.

كل ما في فيلم «سبيل» يثير الاهتمام، ويستوجب الحفاوة. إننا معه أمام فيلم محترف، يقدم مخرجه الشاب الإماراتي خالد المحمود بصورة باهية، تليق به، وهو المخرج الشاب المجتهد، إلى درجة مفاجئة تماماً. فعلى الرغم من أن سجلّه الفيلمي يضمّ العديد من العناوين، التي يمكن أن نذكر منها: «شارع الأحلام» 2002، «فطور» 2003، «أحلام في صندوق» 2003، «الحلاق» 2004، «احتفال بالحياة» 2006، «قصة خيالية» 2007، «بنت النوخذة» 2008. وعلى الرغم من أنه درس الاتصال الجماهيري، في جامعة دينفر، في كولورادو، بالولايات المتحدة الأمريكية، وتخرج في العام 1999، وتقلب على العديد من المحاولات الفيلمية، والمهمات الإدارية، والاستشارية، إلا أن خالد المحمود يبدو أنه احتاج تماماً لقطع تلك المسافة الباهرة للوصول إلى هذا الفيلم المحترف.

فيلم «سبيل»، هو كلمة المخرج خالد المحمود السينمائية، وقد أحسن قولها، فوضعته في الصف الأول؛ مرافقاً (حتى لا أقول منافساً) لأقرانه من السينمائيين الإماراتيين الشباب، من أمثال: نواف الجناحي، وليد الشحي، علي مصطفى، سعيد سالمين، فاضل المهيري، جمعة السهلي، هاني الشيباني.. وغيرهم مما لا يمكن ذكرهم، الآن.

يليق بفيلم «سبيل» أن يترصّع جوهرة على تاج السينما الإماراتية. جوهرة تنضاف إلى جواهر أخرى سبقته، يمكن لها بمجموعها، وعلى اختلافها، رسم معالم لائقة لسينما وليدة تتخلق الآن على أيدي مخرجين شباب يغازلون الطموح، ويناوشون الحلم.

الجزيرة الوثائقية في

30/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)