حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الراحلة اليزابث تايلور

رحلتها بين الأفلام الصغيرة والكبيرة ثم الأكبر مما تستحق

محمد رُضا

الممثلة إليزابث تايلور التي رحلت عن 79 سنة و65 فيلماً كانت نجمة كبيرة في الخمسينات والستينات وبعض السبعينات، وحين قلّت أفلامها وتباعدت في مطلع الثمانينات بقيت محط اهتمام الإعلام لتاريخها  على الشاشة كما للقضايا التي حملتها على عاتقها والتي بدأت دينية (وُلدت مسيحية واعتنقت اليهودية) وأصبحت بالتالي سياسية (وقوفها في الستينات لجانب إسرائيل) ثم اجتماعية (تبنيها المبكر لقضية المصابين بالأيدز). في كل الأحوال هي محطّة أخيرة في العلاقة بيننا اليوم وبين العصر البديع للسينما تم إغلاقها. قليلون جدّاً من أترابها والعاملين في الفترة الغابرة ذاتها ما زالوا أحياءاً، وإذا ما كانوا فهم قلّما يعملون، او هم، في غالبهم منعزلون.

في كتابه االقاموسي  القيم  The New Biographical  Dictionary of Film  يكتب الناقد ديفيد تومسون قائلاً : "في العام 1958  حين مثّلت شخصية "قطّة على سطح صفيحي ساخن" بدت صريحة جنسياً لكنها في العام 1970 تم نقلها إلى تلك الباروكات

الموسّعة والملابس المزخرفة والشحنات العاطفية المبذولة. إنها لم تنضج لكنها تقدّمت إلى شخصية احتفالية مؤهلة". كلام الناقد المذكور في محلّه تماماً ولو أن ذلك لا يعني الحكم على موهبتها خصوصاً في تلك السنوات المفصلية ما بين منتصف الأربعينات وحتى مطلع الستينات.

 ولدت في السابع والعشرين من شباط/ فبراير 1927 في لندن. أسرتها انتقلت في أواخر الثلاثينات إلى هوليوود، وحين كانت في الخامسة عشر من العمر وقفت أمام الكاميرا لأول مرّة في فيلم بعنوان "هناك واحد يولد كل دقيقة" There's One Born Every Minute في غضون ثلاث سنوات ظهرت في ثلاثة أفلام قبل أن تستقبل بطولتها الأولى وهي في السابعة عشر. الفيلم كان عملاً جيّداً من المخرج الذي حقق أعمالاً بديعة لم يذكر التاريخ منها سوى قلّة وهو كليرنس براون الذي أسند إليها دوراً آخر في فيلمه

الثاني في العام نفسه وهو "صخور دوفر".  وحتى العام 1947 بقي هذا الفيلم وحيدها الجيّد بين سلسلة أعمال متوسّطة او أقل. الفيلم الثاني الذي أثبتت فيه حضوراً كان "الحياة مع أبي" لمايكل كورتيز، هذا قبل أن تقف بين الممثلات جون أليسون، مرغريت أوبريان، جانيت لي، ماري أستور  وروزانو براتزي في "نساء صغيرات".

هذا ورد في العام 1949 وهو العام ذاته الذي ظهرت فيه في دور رومانسي لأول مرّة حين وقفت أمام روبرت تايلور في "المتآمر"، فيلم متوسط القيمة من إخراج فكتور سافيل. لكنها في العام 1950 وجدت نفسها بين يدي خبير الميلودراما والرومانسيات الخفيفة فنسنت مانيللي في "والد العروس" حيث يحاول والداها سبنسر ترايسي وجوان بانِت فهم عواطفها الشابة.  هي بعد ذلك في "مكان في الشمس" لجورج ستيفنس. هذا الفيلم، بالنسبة لمؤرخين، هو الفيلم الحقيقي الكاشف عن أستئهالها المكانة التي حققتها فيما بعد.

هذا لا يعني تقييماً لأفلامها، بل هو تقييم لحضورها وحده، ذلك أن النصف الأول من الخمسينات حفلت بأعمال عادية من بطولتها. آنذاك، كما يعرف كثيرون، كان نظام النجوم لا يفرّق كثيراً بين ما يريد الممثل أداءه وبين ما لدى الاستديو من مشاريع يفرضها عليه، ومن هذا الباب وحده وجدناها في سلسلة من الأفلام العادية مثل "الحب أفضل من أي وقت مضى" [ستانلي دونن- 1952]، "مشية الفيل" [وليام دتريل- 1954] و"آخر مرّة شاهدت فيها باريس" [رتشارد بروكس- 1954] من بين أخرى.

أفضل سنواتها السينمائية كانت لا تزال على الأبواب وهي بدأت بفيلم جورج ستيفنز الجيّد "عملاق" الذي لعبته أمام الراحل شابّاً جيمس دين والراحل لاحقاً روك هدسون. أداء جيّد من الثلاثة في دراما عائلية حول أسرة من مالكي الأراضي والماشية في تكساس الخمسينات.

كان حضورها في هذا الفيلم، حيث لعبت دور الزوجة المتمرّدة رغم امتلاكها كل أسباب السعادة، مدهماً بحيث بات الكثير مما عُرض عليها أفضل قيمة مما كانت لعبته سابقاً. بعد ذلك في فيلم رتشارد بروكس "قطّة فوق سطح صفيحي ساخن" (1958) عن مسرحية تنيسي وليامز أمام بول نيومن، وفي فيلم جوزف مانكوفيتز "فجأة، الصيف الأخير" الذي شاركت بطولته أمام كاثرين هيبورن والممثل مونتغمري كليفت الذي كان من اولئك الممثلين المعذّبين نفسياً كونه من المثليين المحمّلين بتبعات الشعور بالذنب. همومه كلّها حملها الى اليزابث تايلور الذي ربطته بها صداقة عميقة خالية من التجاذب الجنسي، لكنها مشحونة بالمشاعر العاطفية الخالصة

ثم كان هناك الفيلم الذي منحها أول أوسكار في حياتها وهو "الفراشة رقم 8" [دانيال مان- 1960]. هذا فيلم لم تتح لي مشاهدته لكن إذا افترضنا أن أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية كانوا على حق في اختيارها عنوة عن ميلينا مركوري عن دورها في "ليس في يوم أحد" [جول داسين- 1960] او عن شيرلي مكلين عن دورها في "الشقّة" [بيلي وايلدر- 1960] فإن ذلك يعني أنها كانت بالفعل متألّقة ومبرهنة عن جدارتها في فيلم يجمع المؤرخون إنه لم يكن جيّداً (لم يُرشح لا هو ولا مخرجه للأوسكار).

فوكس كانت تحضّر لفيلم "كليوباترا".

"كليوباترا" [مانكوفيتز- 1963]  كان فيلماً معني بتضخيمه أكثر مما كان معنياً بواقعية او صدق أحداثه. كل شيء فيه كان أكبر حجماً مما خطط له. ميزانيّته ارتفعت أضعافاً، صعوبة التصوير أحتلّت عناوين الصحف ثم العلاقة العاطفية التي ربطتها ببطلته رتشارد بيرتون التي أدّت فيما بعد الى الزواج منه ثم الطلاق ثم الى الزواج منه ثانية والى عشرة أفلام أخرى من بطولتهما.

أحد أفلامهما اللاحقة معا كان "من يخاف فرجينيا وولف" الذي عُرض قبل يومين من كتابة هذه المادّة فانتعشت ذكرياته به وارتفع تقديري لإخراج مايك نيكولز المبني عن مسرحية إدوارد ألبي. إنه نوع من الأفلام الذي تقع أحداثه في ليلة واحدة من حفلة داخل منزل حيث تنقلب المسرّة الى أوجاع بعد أن تجد الشخصيات مناسبات مفتوحة للكشف عن خباياها.

فيلم آخر بينها وبين رتشارد بيرتون ميّز الفترة هو نسخة المخرج الإيطالي فرانكو زيفريللي من مسرحية وليام شكسبير "ترويض المرأة السليطة" The Taming of the Shrew الذي سُمّي خطأ في بلادنا غير المدققة بـ "ترويض نمرة" وهو فيلم من إنتاج العام 1967 شأنه في ذلك شأن فيلم لافت لها جمعها ومارلون براندو لأول وآخر مرّة عنوانه "انعكاسات في عين ذهبية" [جون هيوستون].

سنجد هذا الخط من الأدوار المهمّة مستمرّاً حتى العام 1974 حين لعبت "آش ونزداي" للاري بيرس  وأمام هنري فوندا. بعد ذلك هي في موزاييك زخرفي من الأفلام ذات الوهج من دون كثير من القيمة الضمنية او الفنية. خذها مثلاً في فيلم "المرآة مشروخة" عن رواية أغاثا كريستي [غاي هاملتون- 1980]  ستشاهد بقايا نجمة. طبعاً ستحاول أن تؤدي جيّداً، هذا ليس خياراً، لكن الخامة الاستعراضية والإنتاجية لذلك الفيلم، ولأفلام أخرى قبله ستغطي على كل شيء.

يستطيع المرء أن يتناول علاقاتها العاطفية في تحقيقات طويلة (وهناك كتب عنها) لكن ما يعنينا هنا هو أن العلاقة العاطفية الوحيدة التي أنجبت أفلاماً تذكر هي مع رتشارد بيرتون. الباقي انتهى الى زيجات موقوتة لأسباب بدت كبيرة ثم تمخّضت. إنه في الستينات تخلّت عن دينها كمسيحية واعتنقت اليهودية لتصبح من كبار مؤيدي إسرائيل. مكتب المقاطعة العربية، الذي كان فاعلاً آنذاك، وضعها على القائمة السوداء لجانب بول نيومان، زيرو موستل، جف شاندلر وآخرين. لكن هذا لم يكن ليرشدها الى لب الحقيقة على أي حال واللوبي الصهيوني استخدم تلك الميول العاطفية والسياسية حتي النخاع.

الجزيرة الوثائقية في

28/03/2011

 

 

النظام العربي: وحش "فرانكشتاين" يتمردُّ على صانعه

صلاح سرميني ـ باريس

واحدةُ من الإنجازات العظيمة التي حققتها الثورات الشعبية في الوطن العربي، اهتمام الجميع بالسياسة، والحديث عنها، وهو الموضوع الأخطر الذي كانت الأنظمة العربية تخشاه، وتردعنا عن الدخول في تفاصيله، ومتاهاته، ومن أجل هذا الغرض، أنشأت مؤسّساتٍ رقابية تُغربلُ كلماتنا، أفعالنا، أفكارنا، لقطاتنا، وكلّ ما يتنافى، من وجهة نظرها، مع مصالح الوطن، والمُواطن، ولهذا، أتوقعُ بأن تكون معظم الكتابات الحالية، واللاحقة، في قلب الأحداث، أو تحوم حولها، وأجد اليوم حرجاً في الكتابة عن السينما التجريبية، الهندية، التسجيلية، والقصيرة... وأنا أشاهد مواطنين يموتون في هذا البلد العربيّ، أو ذاك، وخاصةً في "الجماهيرية العظمى"، بينما يُغالي القادة، والرؤساء في طغيانهم، وعنادهم الأسطوريّ.

في أحد أيام شهر مارس، والثورات مازالت مستمرّة، استمعتُ إلى أجزاءٍ من خطاب "القذافي" بعد تنفيذ قرار مجلس الأمن، شخصياً، لا أتحمّل سماع خطاباته كاملةً، يكفي حوالي خمسة دقائق فقط لمعرفة فحوى، ومضمون ما يريد إيصاله، حيث تتكرر الكلمات، والمعاني، وتتناقض، وغالباً، أشعر بأنني أشاهد رئيس عصابةٍ في فيلم هنديّ، أو تاموليّ، يتوعد، يسبّ، يشتم، يلعن، وينهي خطابه بشكلٍ مُفاجئٍ، وغريب، وينسحب من المنصة، وهو يعدّل من وضع أطراف ملابسه التقليدية، والتي تكاد أحياناً تطيح برأس شخصاً يقف، أو يمشي خلفه، وهي إشارةٌ واحدةٌ تجعلني أصفه بقلة الأدب، وأكثر من ذلك، يضحكني، ويستفزني عندما يرفع قبضته في الهواء، ويحركها بزهوٍّ، وهي ليست سلوكيات مُتزنة أبداً.

خطابه الأخير، وكلّ خطاباته، سوف تصبح مرجعاً لأدبيات الهزل التي يُتقنها المصريون، وسوف تتحول كلماته إلى ما لا يُحصى من النكات، والأقوال المأثورة، كحال أشباره، وزنقاته .

عندما بدأ "القذافي" يتفاخر ببطولاته، وتضحياته الخارقة، السابقة، والحالية، خلال مسيرته الثورية المُمتدة من المهد إلى اللحد، ويصف دول قوات الائتلاف بالتخلف، ويتوعد بأن يتحول العالم إلى "جماهيريات"، خرجتُ من منزلي بسرعةٍ كي لا أتقيأ فيه، أو أحطم جهاز التلفزيون الذي أحتاجه في هذه الفترة بالتحديد، وبينما كنتُ أفكر بالكتابة عن الثقافة السينمائية "المُتخلفة" في فرنسا (كواحدةٍ من الدول التي أشار إليها "القذافي") مُستعيناً بنشراتٍ إعلامية لمهرجاناتٍ، وتظاهراتٍ تنعقد حالياً في باريس وحدها، وأتحسرّ على هذا الشعب الفرنسيّ "المُتخلف" أيضاً الذي يهدر طاقاته، أمواله، وخبراته في تنظيمها، بينما كان عليه أن "يقذفها" إلى "الجماهيرية العظمى" المُتألقة في تقدمها كي تجعل هواة السينما، والجمهور في قمّة السعادة.

كنتُ قد قررتُ الكتابة عن هذا الموضوع فعلاً (بدون التفكير برفع قبضتي في الهواء)، وبسماع الجزء الأخير من الخطاب، انسدّت نفسي، وتوترت أعصابي، وخرجتُ من المنزل متوجهاً نحو المقهى القريب، وفي طريقي فكرتُ، ومازلتُ أفكر:

ـ ما هي حصيلة تلك الإنجازات التي يتحدث عنها "القذافي" منذ أن حقق ثورته (التي يتغنى بها) حتى إنجازه الأعظم، الحرب على شعبٍ لا يريده ؟

الحقيقة، لا أدعي معرفةً معمّقة بالمشهد الثقافي في ليبيا، ولكنني، على الأقل، أزعمُ معرفتي بأحوال السينما فيها، ومع ذلك، أستنجدُ بكلّ المُؤرخين، النقاد، وخبراء الصناعة السينمائية كي يتذكروا معي مُنجزاً سينمائيّاً واحداً مُعتبراً، إنتاجاً، توزيعاً، وثقافة سينمائية. شخصياً، أتذكر "الرسالة"، و"عمر المختار"، فيلمين روائيين طويلين أخرجهما السوريّ "مصطفى العقاد"، وساهمت "الجماهيرية العظمى"، أيّ أموال الشعب الليبيّ، في إنتاجهما، ولم يكن غرض "القذافي" سينمائياً أبداً، ولكن، تحسين صورة وجهه المُرعبة التي أنهكتها عملية جراحية واحدة، أو أكثر أمام شعبه، والعالم، والتشبّه بالزعيم الليبيّ "عمر المختار"، ورُبما بالأنبياء أيضاً، وإرسال رسالة صبيانية إلى الغرب، إيطاليا بالتحديد، مفادها، بأنّ الشعب الليبيّ انتصر على الاحتلال، وسوف تكشف الشهور، وربما الأيام القادمة عن تورّط "القذافي" وعائلته، ونظامه في أبشع الصفقات التي لم تتحقق في عهد الاستعمار نفسه.

وماعدا تغييّر اسم "السينما" إلى "الخيالة" (من الخيال)، والمُشاركة الإنتاجية في عددٍ من الأفلام، كانت ليبيا غائبة تماماً عن المشهد السينمائي العربي، (وتبتعدُ سنواتٍ ضوئية عن المشهد السينمائي العالمي)، ولولا شغف، وحماس الناقد السينمائي الليبي "رمضان سليم" الذي ألتقي به في دمشق التي يعشقها، ويحرص على متابعة مهرجانها منذ سنين (ومهرجان الإسماعيلية في مصر الذي توقفتُ شخصياً عن متابعته لأكثر من سبب، ومنها تسيّبه المُعيب حقاً في دعوة لصوص الثقافة السينمائية، وكأنّ إدارته لا تدري ماذا يحدث في المشهد السينمائي النقدي العربي، وإذا كانت لا تعرف، فهي مصيبة، وإذا كانت تعرف، وتُطنش، فهي مصيبة أعظم، وتنطبقُ هذه السطور أيضاً على مهرجان وهران في الجزائر ).

ولولا المُبادرات السينمائية (مهرجان الشاشة العربية المُستقلة، وإخراج أفلام تسجيلية) التي أقدم عليها الليبيّ "محمد مخلوف" من منافيه المُتعددة (لندن، الدوحة، دبي، أبو ظبي، القاهرة) لوضع اسم بلده في الخارطة السينمائية العربية، لما تحدثنا إطلاقاً عن السينما في ليبيا.

في السعودية لا توجد صالات سينمائية، ولكن، نسمع من وقتٍ لآخر عن عروض استثنائية، وحتى مهرجانات سينمائية محلية، وإقليمية (توقفت)، ولكن، أتساءل، هل يوجد في ليبيا صالات سينمائية يرتادها الجمهور، ويتابع أول، وآخر الإنتاج العربي، والعالمي، أم أنّ الثائر "معمر القذافي" يعتبر السينما اختراعاً أجنبياً استعمارياً يهدف إلى السيطرة على الشعوب العربية ثقافياً، وربما أيضاً شكلاً من أشكال التخلف، وأماكن موبوءة تجمع العاهرات، القوادين، والصبية المسطولين،.. يتبادلون الإبر المُلوثة، الحبوب، السجائر الملغومة، وكؤوس الخمر، وهم قاعدين (من تنظيم القاعدة) يخططون للقيام بثورة، أو حتى انتفاضة صغيرة على الوطن، والمُواطن (وليس القذافي، وعائلته، ونظامه) بتحريضٍ من الدول الغربية التي تزوّدهم بالمؤن، العتاد، والأسلحة بغرض تحقيق أهدافٍ استعمارية غاشمة للسيطرة على خيرات البلاد، وتحويل الشعب الليبيّ إلى عبيد.

هذا لا يعني أبداً بأنّ حال البلدان العربية الأخرى أحسن حالاً، ولكن، يا أخّ "معمّر"، حتى السعودية نفسها تنتج أفلاماً روائية طويلة، وتسجيلية كلّ سنة، ومنذ بعض السنوات، بدأنا نشاهد حوالي 50- 60 فيلماً قصيراً في العام كنا نشاهد معظمها في "مسابقة أفلام من الإمارات" في أبو ظبي، ويتسنى لنا حالياً مشاهدة عدداً منها في "مهرجان الخليج السينمائي" في دبي، بدأ بعضها يحصد الجوائز في المهرجانات العربية، وأخرى تحظى بالعرض في المهرجانات الدولية، حتى أن "مهرجان الفيلم العربي" في روتردام يعدنا بالاحتفاء بهذه الإنتاجات الشبابية في الدورة المُزمع انعقادها آخر هذا العام وفق الأخبار الأخيرة المنتشرة في وسائل الإعلام العربية، وهنا، لا أفهم سلوكيات صحفيّ مصري في أوج حماسه للثورة المصرية، ولكنه بالمقابل، مازال يتعاطف، ويروج لمهرجانٍ سينمائيّ فاحت رائحة فساد إدارته ؟

وكي لا أشطح عن موضوعي، وأنسى الفساد الأعظم، ، فإنني حتى شهر يناير من هذا العام، كنتُ في كلّ مرة أشاهد "القذافي" على شاشة التلفزيون، أتذكر فوراً الأحياء/الموتى في أفلام الرعب، وفي قراءةٍ سابقة كتبتً عن هذه الرؤى التخيليّة، ولكنني، في زحمة الأحداث الدموية، نسيتُ الإشارة إلى تشابهٍ شكليّ، ومضمونيّ مع وحش "فرانكشنتاين"، وكما جاء في أدبيات هذه الحكاية الخيالية، فإن "فرانكنشتاين"، أو "بروميثيوس الحديث"، رواية قوطية، اعتبرت فيما بعد مقدمة للخيال العلميّ، كتبتها البريطانية الشابة "ماري شيلي" التي كانت عشيقة، ومن ثمّ زوجة الشاعر "شيلي"، ونُشرت في عام 1818، وهي محاولة "روبرت والتون"، لاستكشاف القطب، وتتكوّن تفاصيل أحداثها من قصة حياة "فيكتور فرانكنشتاين" التي جمعها "والتون"، يسردها الوحش على "فرانكشتاين" الذي صنعه، ومنحه الحياة، وتبرير كراهيته تجاه خالقه بسبب العذاب الذي عانى منه.

ومنذ عام 1910، بدأت السينما تهتم بفرانكشتاين، ووحشه مع فيلم بعنوان "فرانكشتاين" من إخراج (J. Searle Dawley)، بينما يعود تاريخ آخر فيلم عنه إلى عام 2005 مع "فرانكشتاين ضد المخلوق في خليج الدم) لمخرجه (William Winckler)، وما بينهما تمّ إنجاز حوالي 35 فيلماً سينمائياً عن هذا الموضوع.

اليوم، رُبما تكون هذه الحكاية الخرافية أقرب إلى الواقع، حيث تُحيلنا فوراً إلى العلاقة التي نشأت بين الدول الغربية، وبعض قادة الأنظمة العربية، ووصلت إلى مرحلةٍ بدأ البعض منهم يتمرد على صانعيه، "معمّر القذافي" نموذجاً.

 

الجزيرة الوثائقية في

28/03/2011

 

'منحة الشاشة' تفتح أبوابها لسيناريوهات الأفلام الطويلة

ميدل ايست أونلاين/ أبوظبي 

لجنة أبوظبي للأفلام تفتتح الدورة السنوية الخامسة من مسابقة منحة الشاشة والبالغة قيمتها ١٠٠,٠٠٠ دولار أميركي.

أعلنت لجنة أبوظبي للأفلام عن بدء قبول طلبات المتقدمين للاشتراك في الدورة السنوية الخامسة من مسابقة منحة الشاشة لكتّابة سيناريوهات الأفلام الطويلة، والمصممة لتطوير مسيرة عمل صناع الأفلام العرب المتميزين.

سيقوم الكتّاب وصناع الأفلام بتقديم سيناريو لفيلم طويل قبل تاريخ ٣٠ يوليو/تموز وفقاً لمعايير الاشتراك التي وضعتها اللجنة. والمسابقة مفتوحة أمام كل من الإماراتيين والمقيمين في الشرق الأوسط لفترة تزيد على خمس سنوات، وللأشخاص الذين ينحدرون من أبوين من الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا. ويمكن تقديم السيناريوهات باللغة العربية أو الإنكليزية، ويجب أن يكون المتقدمون قادرين على عرض مشاريعهم ومناقشتها باللغة العربية أو الانكليزية امام لجنة تحكيم مسابقة منحة الشاشة.

وكانت لجنة أبوظبي للأفلام قد أعلنت عام ٢٠١٠ عن فوز اثنين من صناع الأفلام بمنحة الشاشة، وهما: ديما حمدان، وقاسم خرسا، اللذان اقتسما الجائزة البالغة ١٠٠,٠٠٠ دولار فيما بينهما عن فيلمي "الاختطاف" و"الملجأ".

وقال عيسى سيف المزروعي، مدير إدارة المشاريع الخاصة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث: "تقوم منحة الشاشة بتقديم الشهرة اللازمة للمواهب الشابة في عالم صناعة الأفلام السريع النمو في الشرق الأوسط، وتؤكد على التزامنا بتطوير الجيل القادم من صناع الأفلام في المنطقة والترويج له. حيث نهدف من خلال قبولنا للنصوص المكتوبة باللغة العربية إلى تشجيع المزيد من المشاركين العرب، مؤكدا نجاح لجنة أبوظبي للأفلام في تقديم الدعم لعدد من الطموحات السينمائية العربية على مدى الأعوام الماضية، وتحفيز إبداعهم ونتاجهم السينمائي".

ومن جهته قال ديفيد شيبيرد، مدير لجنة أبوظبي للأفلام: "إننا متحمسون لرؤية المشاركين في مسابقة منحة الشاشة لعام ٢٠١١ . وكما هو الحال في كل عام، فلدينا العديد من صناع الأفلام الموهوبين الذين يتقدمون بسيناريوهات فريدة وآسرة. وتزخر دولة الإمارات والشرق الأوسط بعدد كبير من الكتاب والمخرجين الذين يمتلكون قصصاً تتمحور حول المنطقة، والذين يشاركون في مسابقات كمسابقة منحة الشاشة لعرض أعمالهم، على أمل الفوز بمبلغ منحة التطوير والحصول على الدعم الذي يحتاجونه لبدء مشاريعهم. نتوقع عدداً كبيراً من المشاركات الاستثنائية والمتنوعة، ونتطلع قدماً لتطوير هذه السيناريوهات جنباً إلى جنب مع الممولين والمنتجين الخبراء أصحاب النفوذ والتأثير".

سيتم اختيار ١٠ سيناريوهات بتاريخ ١أغسطس/آب ٢٠١١، ومن ثم الإعلان عن المرشحين الستة النهائيين بتاريخ ٤ سبتمبر/أيلول ٢٠١١. وستدعو اللجنة المرشحين النهائيين الستة في مسابقة منحة الشاشة إلى أبوظبي في أكتوبر/تشرين الأول القادم لحضور جلسات التدريب، والتي يتم فيها جمع كل منهم مع خبير في الصناعة لوضع استراتيجيات العرض الخاصة بسيناريوهاتهم وتعديلها قبل جلسة العرض النهائية، وسيعرض كل من المرشحين السيناريو الخاص به أمام لجنة تحكيم تضم محترفي صناعة السينما ليتم تقييمها. وسيتم الإعلان عن الفائز خلال حفل لتوزيع جائزة الشاشة وهي منحة التطوير والتي قدرها 100 ألف دولار أميركي بجانب دعم للإنتاج من قبل لجنة أبوظبي للأفلام.

لمعرفة جميع القوانين والقواعد المتعلقة بالمشاركات، يمكن زيارة الرابط التالي: www.film.gov.ae

ميدل إيست أنلاين في

29/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)