حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يوسف شعبان‏:‏

ثورة يناير ستظهر الفن المصري الأصيل

حوار‏:‏ أمل صبحي

يوسف شعبان فنان صاحب رسالة ظهرت واضحة في كل أعماله‏..‏ حقق في حياته الفنية والنقابية إنجازات عديدة في ظل مجموعة من الآراء الجريئة في النظام السابق لم يحد عنها رغم كل الضغوط‏..‏ وبعد الثورة لخص رأيه في كلمات قليلة وهي أنها ثورة ستظهر معدن الفنان المصري الحقيقي‏.‏ حول آرائه وأعماله الجديدة ومستقبل الفن في مصر بعد الثورة دار الحوار التالي‏:‏

·         في البداية قلت في تعليقك علي تأجيل عملك الجديد قضية معالي الوزيرة التي تشاركك البطولة فيه الفنانة إلهام شاهين؟

‏**‏ طبعا ده بالنسبة للظروف التي تمر بها مصر شأني في ذلك شأن كل الزملاء الذين تأجلت أعمالهم وأعتقد أن هذا الحال لن يدوم كثيرا وأظن أنه فور تحسن الظروف الاقتصادية والإنتاجية سنبدأ في العمل حيث أن أحداثه مناسبة تماما للظروف الحالية فهو يستعرض أحداثا كثيرة منها تزوير الانتخابات الذي عانينا منه قبل الثورة بالإضافة إلي مجموعة من الأحداث القريبة من الأسباب التي أدت إلي اندلاع ثورة الشباب‏.‏

·         ما هي من وجهة نظرك أهم الموضوعات التي يمكن أن تتناولها الأعمال الفنية في المرحلة القادمة؟

‏**‏ هناك العديد من الموضوعات يمكن ان تعالج بوضوح سواء في السينما أو التليفزيون وأهم ما يميز هذه الموضوعات أنها لم تكن مطروحة للمناقشة من بعيد أو قريب في العهد الماضي‏.‏

·         وكيف تري مستقبل الدراما في السينما والتليفزيون؟

‏**‏ زي ما قلنا قبل كده الثورة رفعت سقف الحرية في مجال الفن وأصبحت هناك موضوعات يمكن أن نتناولها بجرأة وبدون خوف والمشاهد ينتظرها منا‏.‏

·         كيف تري دور الرقابة في المرحلة القادمة؟

‏**‏ اعتقد أن الرقابة في ظل الحرية والديمقراطية التي ننتظرها في المرحلة القادمة ستكون هي رقابة الفنان علي نفسه ومن هنا فان دور الرقابة علي المصنفات الفنية رسميا سيكون تحصيل حاصل بحكم طبيعة الوضع القادم‏.‏

·         بعد مسيرة فنية دامت‏50‏ عاما ورحلة عطاء طويلة دعني أسأل ما هو أقرب أدوارك لنفسك؟

‏**‏ طوال هذه الرحلة وأنا اعتبر أن كل دور أديته يعتبر ابنا من ابنائي وله معزة خاصة لأنني أعطيته كل ما أستطيع في المرحلة التي أديته فيها ومن هنا لا أقدر أن أقول أحب الأدوار إلي نفسي فأنا أحب أدواري كلها

·         وكيف تري الارتفاع الجنوني في أسعار النجوم خلال الفترة الأخيرة؟

‏**‏ الحقيقة أن هذا الموضوع يصيبني بدهشة رهيبة فارتفاع أجور النجوم أصبح خياليا وهذا يؤثر تأثيرا سلبيا علي مستوي الفن ولابد من ان نتحرك جميعا لنضع حدا لهذه المسألة إذا كنا نخاف علي الفن بمصر‏.‏

·         ما رأيك بالقائمة السوداء التي حملت اسماء الفناون الذين قيل انهم مناهضون للثورة؟

‏**‏ أنا لست مع هذا الكلام علي الإطلاق وكلنا مصريون وما حدث في مصلحة مصر وهذا ما يهمنا جميعا وأعتقد أن الثورة أظهرت وستظهر الفن المصري الحقيقي وجوهر الفنان المصري أيضا وعموما أنا كان لدي موقف واضح من النظام السابق كدت أتعرض للاعتقال بسببه ومع هذا لا أعتقد في هذه النصيحة وتلك القائمة‏.‏

·         وعن العمل النقابي ماذا تقول؟

‏**‏ ا خلال الفترة التي كنت فيها نقيبا للفنانين أو الممثلين أديت دوري علي الوجه الأكمل وحققت بشهادة الزملاء جميعا إنجازات مهمة رغم كل الهموم والعقبات التي صادفتها وأهمها بذل الجهد المضني في سبيل تدبير موارد النقابة وزيادة المعاش مرتين حتي وصل إلي‏350‏ جنيها شهريا وتسهيل سبل العلاج أمام قدامي الفنانين والفنانين المتقاعدين وهذا الجهد الذي بذلته والعقبات التي صادفتها تجعلني أرفض تماما أن أعاود هذه التجربة أو أن أرشح نفسي لمنصب النقيب ورغم هذا أنا في خدمة جميع زملائي الفنانين بعيدا عن مقعد النقيب وعن كل مقاعد مجلس النقابة‏.‏

الأهرام المسائي في

23/03/2011

 

 

لا يعرف شيئاً عن صفحته الالكترونية على الانترنت

ميسرة: ليس لي حساب على الفيس بوك ولم أهاجم الثورة

القاهرة ـ من محمد عاطف

نفت الفنانة ميسرة قيامها بسب ثورة يناير، كما جاء على موقعها بصفحة الموقع الاجتماعي الفيس بوك.

قالت ميسرة: ما أدهشني انني ليس لي حساب على الفيس بوك ولم أنشئ صفحة لي، ويبدو أن هناك من فعل ذلك لإحداث وقيعة بيني وبين شباب التحرير من الثوار.

أضافت: لقد استخدموا صورا قديمة لي على الصفحة، وبديهي لو كنت أقمت ذلك بنفسي لوضعت أحدث صوري التي أفضلها في العرض.

أشارت الى قيامها بعمل محضر في أحوال الوثائق والمعلومات، ضد ما حدث على الموقع الالكتروني، الذي حاول مجهول الاضرار بها، سواء من حيث ما طرح على الصفحة من بيانات أو صور، يبدو أنه لم يستطع العثور على أشياء حديثة عني.

أشارت ميسرة إلى أن الفرصة متاحة الآن أمام البعض للتلاعب بين فئات المجتمع المختلفة كنوع من الضغينة أو الحقد والغضب من البعض، والمفروض ان يغير الناس طباعهم بعد نجاح ثورة 25 يناير، وعلينا التحلي بسمات النبل والشجاعة والحب والود كي تنجح مبادئ الثورة في تغيير الصفات السلبية التي نكرهها وعانينا منها خلال السنوات الماضية، وهي فرصة لم يتوقعها أحد أن تحدث كي تقدم شكلا جديدا للمجتمع.

أوضحت ميسرة أنها تكن الاحترام للجميع ولا تكتم كراهية لأحد، ولا ترى أي داع كي يحارب الناس بعضهم البعض، سواء بأساليب التقنيات الحديثة او الأساليب التقليدية المعروفة.

عن الفن اكدت انها تتوقع التغيير التام في الخريطة الفنية، وهذا هو سبب تأجيل عدد من المنتجين لأعمالهم، وهناك من أعلن خروجه لأول مرة من موسم رمضان المقبل وآخر يفكر في موضوعات جديدة، وهذا دليل قاطع على ان الساحة الفنية تشهد تغييرات جذرية في أعمالها، وهذا بالتأكيد لصالح الطرفين، الفنان والمشاهد.

أوضحت: ان الفائدة تعود على الفنان لأننا نبحث عن نصوص قوية تحقق طموحاتنا الفنية، كما تعود الفائدة على المشاهد الذي سينال متعة رؤية سينما ودراما تلفزيونية ترضي ذوقه الفني.

القدس العربي في

23/03/2011

 

 

رسالة إلى الوالي والرعية:

زعماء السينما 'موديلات' دعاية للترويج للطغاة!

القاهرة ـ من كمال القاضي

مشكلة نجوم السينما أنهم يخلطون بين نجوميتهم في الفن والإبداع وتقمص ما يقدمونه من شخصيات، وتلك الأدوار التي يلعبها آخرون متخصصون في السياسة والثقافة والعمل العام، الفنان أو النجم يضع تقديرا لنفسه ومكانته مبنيا على جماهيريته وشعبيته.

من دون أن يفرق بين طبيعة هذه الجماهيرية وأسبابها وشرائحها، لذا فهو يعتقد اعتقادا راسخا أن تأثيره الفني يمكن أن ينسحب على بقية المجالات، فتكون له نفس الحيثية إذا ما انتحل صفة سياسية أو اقترب من الدوائر المهمة، وفي الحقيقة أن هذا الشعور تغذيه عادة أنظمة الحكم التي تريد أن يلعب الفنان دوراً لصالحها، في سياق إقناع الجماهير بأشياء بعينها، وهنا يتحول النجم إلى موديل دعاية مهمته الترويج لما تريده الأنظمة الديكتاتورية، وبذلك يفسد هو وفنه إن قبل بهذا الدور، اللعبة مورست على المئات من نجوم السينما والتلفزيون والمسرح، فمنهم من ابتلع الطعم ومنهم من فطن ورفض أن يكون دمية، وبالطبع دفع الثمن باهظا، وتم الخصم من رصيده ونجوميته وانتشاره ونفوذه، وبات فاقدا لأدواته معطل الموهبة، أما من قبل العرض وفرح بالصفقة فهو من فاز وسُلطت عليه الأضواء وخُلعت عليه الألقاب وتوافرت له الفرص، فصار معبود الجماهير وملك الشباك والزعيم والهضبة وحبيب الملايين الى آخر القائمة، والأحكام نفسها تنطبق على النجمات والفنانات من الجنس اللطيف، فهناك نجمة مصر الأولى ونجمة الجماهير وحبة كريز السينما المصرية وسفيرة النوايا الحسنة وغيرها الكثير من الصفات والنعوت والألقاب، تظل مرتبطة بأصحابها يصدقونها ويتصرفون بموجبها، يعيشون فيها كما يعيشون في جلابيبهم ويعايشون أدوارهم، وفي المقابل يكون الغطاء هو ثقة الحاكم وحاشيته وأهله وذويه فإن رفع الغطاء رفعت الحصانة وعاد النجم عارياً كما ولدته أمه لا شيء يستر عورته بعد أن فقد سنده وعزوته وانفض الناس من حوله، كل من كانوا في القصر باتوا الآن خارجه، وبالتالي لم تعد لديه صلاحية أو سُلطة، لا هو وزير للنوايا ولا مفوض من الأمم المتحدة، أصبح هو والناس جميعاً سواسية كأسنان المشط وهذه خطورة من راهن في فنه وإبداعه على أهل الحكم، وتعالى على جمهوره وخان أمانة الموهبة وبالغ في تقديره لحجمه وانتفخ حتى جاوز في انتفاخة الديك الرومي، وصدق انه صاحب اللقب المتربع على القمة منفردا، كثيرون هم من غرر بهم النظام السابق وصور لهم انهم الأقرب إليه من حبل الوريد، وأوتاده الثابتة في ساحة الفن والثقافة ورسله المختارون لدى الجماهير ينقلون إليهم محبة الوالي وحرصه على نهضتهم وتقدمهم ورفاهيتهم وحمايتهم، هكذا كان الزعم وكانت الغواية فوقع الحائمون حول الحمى في لُجة الضلالة والخداع والكذب فانقلبوا إلى ضحايا بعد زوال الدولة وسقوط شعاراتها، فمن كان بالأمس نجماً ملء السمع والبصر غدا اليوم عاطلا بالوراثة منبوذا ممن رفعوه يوماً على الأعناق، فالجماهير الهادرة التي خرجت في الخامس والعشرين من يناير الماضي الى ميدان التحرير لم تغفر لهم تخليهم عنها وعن ثورتها وما زالت عبارات الاستهجان والهجوم تطن في آذانهم، ولم تنس أيضا جميل من التزموا الصمت المريب وظلوا على حيادهم السلبي إلى الآن، وهم من كانوا قبل ذلك في عداد المناضلين فكم اتشحوا برداء الثورة في أفلامهم وتزعموا كتائب المقاومة أو 'كتيبة الإعدام' وحين حانت اللحظة الفارقة اختفوا تماما من المشهد فلم يعد لهم ظهور على الشاشة ولم يسمع صوتهم في ميكروفون برأي مع أو ضد!

يقال ان معروفاً قدمه الرئيس السابق يطوق عنقهم فلم تأتهم الشجاعة على مواجهته، فمنذ وقت قريب جدا دفع عنهم تهمة كادت تعصف بهم وأزاح أوزارا حملتها كواهلهم فحق عليهم الامتنان وغلت أياديهم عن أي إشارة بالتلويح المضاد، وفي محاولة لمداراة العجز وتحسين الصورة تمت التوصية بكل القنوات لعرض افلامهم المتصلة بفكرة التمرد والعصيان ودعوة الشعوب العربية للتحرك في اتجاه تحرير أنفسها من الظلم والاستبداد، وقد كان، حيث استجابت بعض القنوات لهذا المطلب وجاملت أبطال هذه الأفلام أو بالأحرى تواطأت عليهم، من الفنانات ايضاً من تثير مواقفهن التساؤلات فهن لم يتورطن في الهجوم على الثورة والثوار ولم يعلن تأييدهن لهم، الأمر الذي ساهم في ترويج الشائعات حول علاقة بعضهن بأسرة الرئيس المخلوع عن طريق المصاهرة، وجعل تفسير حصولهن على عشرات الجوائز كأحسن ممثلات يصب في كونهن من أهل الحظوة وصاحبات القرار في أوقات سابقة، وخرجت مئات الحكايات تروي عن صلاحيات ومكانة الفنانة الجميلة بالوسط الفني إبان ازدهار مُلك مواليها، والتي بدورها لم تعلق بالنفي أو الإثبات مما يفهم منه أن في الأمر حقيقة، ولعل ما تخفيه الأيام و'الليالي' الحالية يتكشف في 'ليلة' موعودة قادمة، ويا خبر النهاردة بفلوس..؟!

الأكثر شجاعة من نجمات الصف الأول تحدثت في عموم القضايا ولم تتطرق لأشياء محددة، فإلهام شاهين صرحت مثلا بأن الجميع كان يعرف حجم الفساد وكان ساكتا عليه ورحبت من جانبها بالثورة والحرية، أما هالة صدقي فلمحت الى أن حصولها على الجنسية الأمريكية لم يمنعها من تأييد الشعب في ثورته، فهي لم تغادر مصر وقت الأزمة ولم تفكر في ذلك، تبقى وجوه واسماء لامعة برزت في أيام الغضب وشاركت بقوة في معركة تحديد المصير، من هؤلاء الفنان عبدالعزيز مخيون والمخرج خالد يوسف وخالد الصاوي ويسري نصر الله وهؤلاء كانت لهم مواقف سابقة مشرفة فقد خرجوا مرارا في العديد من المظاهرات ولم يكن مستغرباً وجودهم في الصفوف الأولى بين الملايين من عشاق مصر ومحبيها، ستظل المعارك والمواقف هي المحك الحقيقي لاختبار القوة والإرادة وصدق ما نعتنقه ونؤمن به، فكما قال الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر، إن الرجال الحقيقيين هم الذين يصنعون الأحداث وليست الأحداث التي تصنعهم.

القدس العربي في

23/03/2011

 

«مدينة اللصوص»..

كيف تسرق بنكاً وتستغل الجمهور؟

كتب محمود عبد الشكور 

هذه هي القاعدة التي تفسر لك لماذا يمكن أن ننظر إلي ساعتك مستغلاً مرور الوقت وأنت تشاهد الفيلم الأمريكي « »TheTown» أو كما عرض في الصالات المصرية تحت اسم «مدينة اللصوص» ستسأل نفسك بالتأكيد متي وأين شاهدت هذا المشهد أو ذالك ستقول لنفسك حتماً: كم فيلماً شاهدته لمجموعة من اللصوص يسطون علي أحد البنوك وكم فيلماً شاهدته لأحد اللصوص وهو يقع في غرام امرأة سبق أن احتجزها كرهينة دون أن تعرفه؟ وكم مرة شاهدت فيلماً أو مسلسلاً تليفزيونياً لرجل يشغل فريقاً للسرقة أو للسطو ولكن أحد أفراد الفريق يريد الاعتزال فيجبره «البيج بوس» علي الاستمرار مستخدماً معه أسلوب الابتزاز؟ وكم مرة شاهدت فيلماً عن فتاة تكتشف أن حبيبها مجرم محترف ورغم علمها بذلك متمسكة به؟ أضف كل ما شاهدته إلي ما ستراه في «مدينة اللصوص» الفيلم الذي قام ببطولته وأخرجه «بن أفليك» لتدرك أسباب احساسك بالملل ما لم تكن قد ذهبت في سابع نومة بعد ساعة علي الأكثر من زمن الفيلم الطويل الذي يصل إلي ساعتين وخمس دقائق.

ليست المشكلة في اللجوء إلي نفس «التيمات» ولكن المشكلة في فقر المعالجات.

هنا أول عيوب الفيلم وأخطرها، فقر المعالجة والخيال إلي درجة بدا كما لو أن الفيلم تجميع لعدة مشاهد من أعمال تتحدث عن عصابات سرقة البنوك، ولكن العيب الثاني في الفيلم المأخوذ عن رواية بعنوان «أمير اللصوص» تشاك «هوجان» ليس أقل خطراً ولا أهون شأناً، فالجانب الثاني من لعبة العسكر والحرامية هو الشرطة التي تبدو هنا في صورة مضحكة تماماً وكأن المدينة التي تقع فيها الأحداث وهي مدينة «بوسطن» مجرد ملعب مفتوح نامت عنه «النواطير» علي حد تعبير المتنبي في بيته الشهير، وحتي لو كان ذلك فعلاً ما يحدث في أحد أهم المدن الأمريكية فإنه لا يجب أن يحدث في فيلم سينمائي يفترض أنه جيد الصنع، لأن إضافة أحد أطراف الصراع أو تقديمه بصورة شديدة السذاجة يعني مباشرة إضعاف الدراما بأكملها، وهذا ما حدث بالفعل إذ بدا الصراع بين اللصوص أقوي من الصراع بينهم وبين الشرطة، وأظنها مهزلة حقيقية أن يحدث ذلك في فيلم «أكشن» تشويقي يقوم علي لعبة العسكر والحرامية!

وخذ عندك العيب القاتل في السيناريو الذي اشترك في كتابته «بين أفليك» أيضاً مع «بيتر كريج» و«آرون ستو كارد» الفيلم اسمه المدينة، ويفترض أنه يتحدث عن أحد الأحياء في «بوسطن» التي تخصصت في إخراج مجموعة من أعتي اللصوص الذين يقومون بالسطو علي البنوك مقارنة بأي مكان في العالم. الحي اسمه «تشارلز تاون»، وينتظر أن ينتهي الفيلم وقد فهمت شيئاً عن أسباب وجود هذه البيئة التي تشجع علي ظهور اللصوص، ولكن كل ما ستراه لا يزيد عما يمكن أن تجده في أي مدينة أمريكية، أو حتي أي مدينة في العالم حيث مجموعة من الشباب الذين يمرحون ويتعاطون المخدر، ولو أن الفيلم صور مثلاً لما تغيرت الصورة علي الاطلاق، ولذلك تخرج من الفيلم مثلما دخلته وفي رأسك سؤال لا إجابة له: لماذا «تشارلز تاون» بالذات تخرج لصوصاً متخصصين في سرقة البنوك؟ والأسوأ أن هناك فواصل ملتقطة بالطائرة من أعلي للمدينة لا تظهر شيئاً من مظاهر الفقر مثلاً، ولكن مجرد بيوت متراصة وأنيقة جدًا، وهناك ميدان تتوسطه مسلَّة مصرية تدور حولها الطائرة بين فترة وأخري، ويعني كل ذلك أن حضور المدينة في فيلم اسمه «المدينة» يكاد يأخذ شكل الديكور المحايد بدليل أنك يمكن أن تتصور حدوث كل ما رأيته في أي مدينة أمريكية، وليس في «بوسطن» علي وجه الخصوص، طبعًا لا داعي للمقارنة مثلاً بحضور مدينة «نيويورك» في أفلام «مارتن سكورسيزي» التي يتحدث بعضها عن عالم العصابات لأنه لا مقارنة أصلاً بين أفلام الأساتذة وأفلام ماركة «احنا التلامذة».

لو اقتربنا أكثر، وصمدنا للمشاهدة حتي النهاية سنجد هذه العيوب سالفة الذكر قد تركت آثارها علي فيلم «مدينة اللصوص» فجعلته عملاً شبحيا باهتًا لا ينقذه إلا بعض المواقف الكوميدية الخفيفة التي أُريد به فيما أظن أن تكسر الإحساس بالمناخ الكئيب للأحداث، المدهش أن الإحساس بالتشويق في فيلم مدته «ساعتان» لا يزيد - في رأيي - عن آخر ثلث الساعة من الفيلم، وما قبل ذلك يضرب السيناريو في ثلاثة اتجاهات: عصابة مكونة من أربعة أشخاص أبرزهم «دوج ماكراي» (بن افليك) وزميله «چيم» العصابة طايحة في المدينة لدرجة أن «دوج» سيقول لحبيبته فيما بعد أن رصيده سرقة بنكين وست سيارات محملة بالأموال، والعصابة يديرها تاجر مخدرات يدير محلاً للزهور اسمه «فيرجي»، ويبدو أن الأموال المسروقة تستخدم في شراء ونقل المخدرات، أما الاتجاه الثاني فهو علاقة حب بين «دوج» و«كلير» وهي مديرة أحد البنوك التي سرقتها العصابة، لقد أخذوها رهينة لم تتعرف عليهم لأنهم يرتدون أقنعة كما شاهدنا ألف مرة في أفلام سرقة البنوك، ثم تركوها عند الشاطئ معصوبة العينين، وبدلاً من أن يبتعد عنها «دوج» لأنها علي الأقل سمعت أصواتهم، فإنه يراقبها ثم يتعرف عليها، وأنت طبعا عارف الباقي الذي سيحدث بحذافيره، وفي الاتجاه الثالث يظهر رجال مكتب التحقيقات الفيدرالية وكأنهم يتفرجون معنا علي السرقات المتتالية، ورغم أنهم يحددون شخصيات الفريق الرباعي فردًا فردًا، إلا أنهم لا يفكرون حتي في مراقبتهم، وهكذا تقع أمامنا ثلاث سرقات لبنوك أو سيارات تنقل الأموال منها مشهد السرقة الأخيرة التي يرتدي فيها «دوج» وتابعه «چيم» زي الشرطة وهي الحيلة التي كان ينفذها فريق «مستر إكس» في الفيلم المصري الشهير، ولابد أنها موجودة في «عُشرميت» فيلم من أفلام العصابات.

علي مستوي رسم الشخصيات، هناك إشارة واضحة إلي أزمة عائلية أثرت علي حياة «دوج»، فالأب لص مسجون والأم تركت المنزل ولم تعد، وسنعرف فيما بعد أن «البيج بوس» (فيرجي) جعل الأم تدمن المخدرات انتقامًا من الأب الذي أراد الاستقلال عنه (الحقيقة الجزء وبالذات مأخوذ من أحد أفلام نادية الجندي)، أما شخصية مديرة البنك التي لم تعرف لماذا استقالت فجأة فلا نعرف عنها الكثير لأن دورها أن تحب «دوج» من أول نظرة رغم أنه بهيئته أقرب للمتشردين، وهناك شخصية أخري يلجأ إليها البوليس الأمريكي الخائب هي «كريستيان» شقيقة «چيم»

وعشيقة «دوج»، الحقيقة أنها امرأة ضائعة تتعاطي المخدرات ومعها ابنة ما اعرفش جابته منين لأن «دوج» أقسم أمامنا أنها ليست ابنته، وأنا أصدقه، المهم أن كريستا وعلاقتها مع دودج غائمة لماذا ارتبط بها ولماذا تركها، ولدينا علاقة «جيم» مع «دوج» الأكثر تماسكًا حيث تربيا معًا وقام جيم بقتل رجل دفاعًا عن صديقه العزيز مما أدي إلي حبس «جيم» لمدة تسع سنوات، ولكن حتي هذه العلاقات الحميمة بين أفراد العصابة الواحدة إلي حد التضحية من أجل الآخر ستجدها في أفلام كثيرة، وبصور أكثر عمقًا وتأثيرًا.

كالمعتاد والمتوقع يريد «روج» أن يتوقف عن العمل بعد أن عرف الحب، وكالمعتاد ستكتشف «كلير» حقيقته متأخرًا، وكالمعتاد سيجبره «فيرجي» علي تنفيذ عملتين الآخيرة التي ستقتل أصدقاءه الثلاثة، ولكنه سيعود ليقتل «فيرجي»، وهو بالمناسبة شخص ضعيف البنية وخسارة فيه رصاصة، وفي أفضل مشاهد الفيلم علي الاطلاق ستحذره «كلير» من الاقتراب بالمنزل بطريقة غير مباشرة، فيهرب من كمين الشرطة تاركًا لها الأموال التي سرقها، ويذهب إلي كاليفورنيا ليبدأ حياته من جديد وكأنه لا يوجد هناك عصابات ولا بنوك ومخدرات.

كان «بن أفليك» بملامحه الحادة مناسبًا لدور «دوج»، ونجح في تقديم لمسات كوميدية ظريفة، ولكن لا شيء لافت في إخراجه للفيلم حتي تقديم المطاردات والأكشن الذي يمكن أن تجده في حلقة تليفزيونية أمريكية، وفي المشهد العاطفي بين «دوج» و«كلير» في المنزل حدث قطع مفاجئ لحظة اقترابها من الشاطئ معصوبة العينين، تسألني: أيه معني المشهد، أقول لك: والله ما أنا عارف.. اسأل «بن أفليك».

روز اليوسف اليومية في

23/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)