حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أعظم قصص الحب في السينما ( 3 )

«حدث ذات مرة».. بين مغن وبائعة زهور

فضل سالم

قدمت السينما العالمية وعبر تاريخها الطويل مئات الأفلام الرومانسية والعاطفية، وشاهد جمهورها العريض أجمل قصص الحب في أفلام لعب بطولتها نجوم عالميون حققوا شعبية كبيرة.

كثيرون يتساءلون ما هو أجمل فيلم قدم قصة حب على الشاشة العالمية عبر التاريخ، وكان الجواب من خبراء في السينما العالمية درسوا مئات الأفلام التي قدمت على مدى سنوات طويلة، وخرجوا بقائمة تضم قرابة خمسة وعشرين فيلما تعد الأفضل حسب آرائهم.

ونحاول هنا تسليط الضوء على بعض الأفلام التي تضمنتها القائمة.

قصة حب غير عادية بين مغن متجول في شوارع العاصمة الايرلندية دبلن ومهاجرة من جمهورية التشيك تجمعهما الصدفة فيحلقان في أجواء الفن، يؤلفان ويلحنان ويغنيان قصة الحب في أعذب الأصوات وأحلى الكلمات وأرق الألحان، كل ذلك يجمعه أسبوع زاخر بالأحداث.

الغريب في هذا الفيلم هو أن بطليه يظلان بلا أسماء طوال أحداث الفيلم، الشاب والفتاة فقط كلمتان عامتان وعائمتان فالجميع يناديه بكلمة الشاب، ويناديها بكلمة الفتاة، لا أسماء.

وعلى الرغم من أن الفيلم الذي بلغت ميزانيته مائة وستين ألف دولار فقط لم يحمل أسماء شخصيات معروفة أو حتى نصف معروفة في أي من المجالات الفنية كالغناء أو التمثيل أو الإخراج والتصوير فقد حقق جوائز عالمية كثيرة من بينها الأوسكار لمقدمته الموسيقية مع أغنية Falling Slowly وجائزة «غرامي» أيضاً.

وفي عام 2007 حصل هذا الفيلم على جائزة Independent Spirit الأميركية كأفضل فيلم أجنبي.

بحث عن التمويل

كما أن المخرج جون كارني جاهد لأكثر من عامين وهو يحاول العثور على تمويل مناسب، بل ان الموافقة على تصوير وتمويل جزئي للفيلم جاءت من موظف بسيط في مجلس السينما الأيرلندي وهو الجهة المعنية في هذا الشأن لأن المجلس بكل بساطة لم يكن قد انتخب رئيساً له بعد استقالة الرئيس وبقاء المركز شاغراً لأكثر من ثمانية أشهر.

يومها أصر ذلك الموظف على إضافة شرط قبل التوقيع على الموافقة ينص على ألا تزيد ميزانية الفيلم على 150 ألف يورو (185 ألف دولار) خوفاً من تحمل مسؤولية أي خسارة محتملة.

تروي قصة الفيلم حكاية موسيقي متجول في شوارع دبلن (غلين هانسارد)، يؤلف ويلحن ويؤدي أغنيات تحكي قصة حبه الفاشل لصديقته التي خانته وتركته وحيداً. يسعى جاهداً لأن يقدم فنه في شارع «غرافتون» وهو أحد أهم المراكز التجارية في العاصمة الأيرلندية. لكنه ينشغل بين الحين والآخر في ملاحقة تاجر مخدرات يحاول أن يسرق منه ما يكسبه من مال.

تقترب منه بائعة زهور متجولة تقوم بدورها ماركيتا إيرغلوفا. تحاول أن تتبادل الحديث معه لكنه يعبر عن ضيقه وامتعاضه ومع ذلك تصر على طرح أسئلة لا تنتهي عن أغنياته. وقبل أن تحصل على أجوبة تعرف أنه يعمل مع والده في محل صغير لتصليح المكانس الكهربائية فتأخذ هذه النقطة لبدء حديث عن مكنستها التي تحتاج إلى من يصلحها.

معرفة العلة

في اليوم التالي جاءت إلى الشارع وهي تحمل المكنسة إلى جانب الزهور. ودخلت معه في رهان بأنها ستدعوه الى الغداء إذا تمكن من معرفة علتها. وبالفعل فقد ذهبا لتناول الغداء في مطعم متواضع وهناك فاجأته بأنها تعشق الموسيقى والغناء.

ذهبا سوياً إلى محل لبيع الأدوات الموسيقية حيث اعتادت أن تذهب للعزف على البيانو. أسمعها كلمات أغنية من تأليفه. درّبها على الأغنية وسرعان ما أتقنتها وراح الاثنان يؤديانها معاً مما وضع اللبنة الأولى في علاقة فنية وغرامية من نوع فريد.

افترقا على أن يلتقيا في اليوم التالي في الشارع حيث يتجمع المارة للاستمتاع بصوته وعزفه بعد أن يشتري العشاق الزهور منها.

دعاها لمرافقته إلى محل والده على أن تأتي بمكنستها معها على أمل أن يتمكن الأخير من تصليحها. وفي الحافلة التي أقلتهما انطلق يجيب بالغناء عن أسئلتها حول أغنياته التي تحكي قصته مع الصديقة التي خانته وذهبت إلى لندن.

رفض بشدة

وفي محل والده تبين لها أن الوالد لا يعير أي اهتمام لمواهب الابن الفنية. وفي ما ينشغل الأب في تصليح المكنسة يأخذ الشاب الفتاة إلى أرجاء الشقة ويطلب منها أن تقضي الليلة معه لكنها ترفض بشدة وتعتبر الطلب إهانة لا تغتفر وتغادر على عجل.

عندما التقيا في اليوم التالي اعتذر لها وسرعان ما صفت الأجواء بينهما وراحا يؤلفان ويلحنان ويؤديان أعذب الأغنيات في الشارع الذي صار أكثر ازدحاماً بالمعجبين.. ومع العمل الفني المشترك توطدت الصداقة بين الاثنين.

ومن طرائف العمل المشترك أن تؤدي أغنية من تأليفه تحكي بلسان رجل عذابات الحب. أو أن يؤدي أغنية من تأليفها بلسان أنثى أضناها الغرام.

فنانو الشوارع

وبين الحين والآخر كان بعض فناني الشوارع ينضمون إليهما في أداء بعض الأغنيات ويشاركونهما العزف أيضاً.

ومع استمرار هذا الثنائي في تقديم أجمل الأغنيات يظل فكر العاشق الشاب معلقاً بالمحبوبة التي تركته وغادرت إلى لندن.. يكتب عن أكاذيبها المتواصلة.

هنا تدخل الفتاة على الخط. تشجعه على ضرورة السفر إلى لندن أملاً في استعادة محبوبته وإكمال مسيرته الفنية.. وقبل أن يتخذ قراره تدعوه لتناول العشاء في شقتها حيث اكتشف أنها أم لطفلة تتركها برعاية جدتها.. مما يدفعه لاتخاذ قرار سريع بالسفر.

لكن قبل السفر لا بد من الاستعداد وأخذ تسجيلات لأغانيه حتى يعرضها على من يمكن أن يساعده في الانتشار فيطلب من الفتاة أن تشاركه التسجيل في استديو متخصص تابع لإحدى الشركات في المدينة.

يكتشف الاثنان أن تكاليف التسجيل أكبر مما في حوزة الشاب فيضطر الى طلب الحصول على قرض من أحد البنوك فتتقدم الفتاة لكفالته أمام مدير البنك الذي يتبين أنه هو الآخر عاشق للموسيقى والغناء فيساعدهما في حجز الاستديو.

كشف الأسرار

وفي أثناء مشوار في سيارة الوالد تكشف الفتاة عن بعض أسرارها فتقول إنها متزوجة لكن زوجها المنفصل عنها قد عاد إلى جمهورية التشيك، وحين سألها الشاب عما إذا كانت لا تزال تحب زوجها أجابته باللغة التشيكية قائلة Miluju tebe.

طلب الشاب من الفتاة تفسيراً بالإنكليزية لما قالته فتمنعت بحياء.. وتبين في وقت لاحق أن ما قالته يعني: أنت هو من أحب.

استعان الثنائي بثلاثة عازفين هواة لتسجيل بعض الأغنيات في الاستديو لكن عدم خبرتهما في أعمال التسجيل والاحتراف أصابتهما بالحرج أمام مسؤولي الاستديو خاصة أثناء تسجيل أولى الأغنيات وكانت بعنوان When Your Mind's Made Up.

أثناء استراحة قصيرة مع اقتراب الفجر، راحت الفتاة تتجول في أرجاء الاستديو فعثرت على بيانو قديم.. جلست أمامه تعزف موسيقى أغنية من تأليفها The Hill تروى خيبة أمل المحب.. وقبل أن تنتهي من الأغنية أجهشت في البكاء.

حاول الشاب أن يعرف سبب بكائها لكنه لم يحصل على جواب.. وهنا طلب منها السفر معه إلى لندن لكنه كان متخوفاً من فكرة أن ترافقهما والدتها بحجة رعاية الطفلة.

وبينما كان الشاب لا يزال في قمة السعادة بعد نجاح عمليات التسجيل التي استغرقت الليل كله أبلغته الفتاة أنها تحدثت مع زوجها هاتفياً وأنه قال انه سيأتي للعيش معها في دبلن.

الليلة الأخيرة

هنا يقول لها الشاب إن هذه ستكون ليلته الأخيرة في دبلن ويريد منها أن تقضي الليلة معه.. في البداية رفضت باعتبار أن ذلك حماقة ما بعدها حماقة.. لكنها ما لبثت أن وافقت بعد إصرار من جانبه.

في اليوم التالي، لم تحضر الفتاة إلى الموعد.. ظل ينتظر لكنها لم تأت فذهب إلى شقته وراح يسمع والده تسجيل أغنياته الجديدة.. تأثر الوالد وأبدى إعجابه بما سمع فأعطى ابنه مبلغاً من المال لمساعدته على الاستقرار في لندن التي سيغادر إليها في اليوم التالي.

قبل التوجه إلى المطار اشترى الشاب بيانو وعمل ترتيباً لإيصاله إلى الفتاة في عنوانها.. اتصل بصديقته القديمة التي سعدت بسماعها أنه قادم إلى لندن.. كما أن زوج الفتاة وصل إلى دبلن وعاد إلى زوجته.

عند هذا الحد ينتهي الفيلم الذي لم يسبق لأي من أبطاله أن شارك في أي عمل تمثيلي كما أن أياً منهم لم يتلق أي تدريب مسبق على التمثيل أو الوقوف أمام الكاميرا.

كذلك الأمر بالنسبة لمخرج الفيلم فهذه أول مرة يتولى فيها مهمة الإخراج السينمائي وربما كان هو السبب في تسمية الفيلم Once ومعناها: مَرّة أو ذات مَرّة.

ويقول المخرج إنه حاول في البداية إقناع ممثل معروف للقيام بالدور لكن أحداً لم يقبل خاصة أن البطلة التي وقع عليها الاختيار لم تكن قد بلغت السابعة عشرة ولم يسبق لها أن وقفت أمام الكاميرا ولم يسبق لها أن عزفت أمام الجمهور.

ويضيف قائلاً إن هناك سبباً آخر لإحجام الكثيرين عن المشاركة في هذا الفيلم وهو الميزانية المحدودة جداً في حين أن متوسط ميزانيات الأفلام الأخرى يتجاوز عشرات الملايين من الدولارات.

القبس الكويتية في

15/03/2011

 

نيكول كيدمان الأم التي فقدت ابنها

«جحر أرنب».. أين المفرّ من المأساة

زياد عبدالله - دبي 

إنه جحر أرنب يمكنك المرور منه، لكن إلى أين؟ إن كان من تبحث عنه فُقِد ولن يعود أبداً، ربما الأمر صالح أيضاً للاختباء والتواري، ودفن الذات بعيداً عما يحيط بنا، خصوصاً إن كنا محاصرين بمأساة، فالهرب أيضاً ناجح في تخليصنا مما يحاصرنا، ليحضر السؤال مجدداً، إلى أين؟ فحفرة في الأرض لن تواري شيئاً ما دامت المأساة في أعماقنا وذاكرتنا، والهرب لن ينجح ما لم يكن هرباً من الذات، الأمر الذي لا يتحقق أبداً ما دمنا مصرّين على الحياة.

فيلم Rabbit Hole «جحر أرنب» لن يكون متمركزاً حول المأساة بوصفها فعلاً له أن يصدمنا بناء على الكيفية التي قدم بها، إنه غير معني بالمفاجأة وتحقيق ذلك الذهول الذي يرفع الأدرينالين وما إلى هنالك مما صار لا يحمل أدنى دهشة من كثرة إصرار الإنتاجات الهوليوودية على إدهاشنا، فنحن في عصر الدهشة من الدهشة نفسها، وعلى هدي ذلك سينتمي الفيلم إلى ما بعد الحدث الجلل، وقد تم اقتباسه عن مسرحية لديفيد أبيري قام هو أيضاً بتحويلها إلى سيناريو، المعلومة التي لها أن تستوقفني كون الملمح المسرحي غائب عن الفيلم، والبناء الدرامي للفيلم منقول إلى حيز وسيط آخر هو الوسيط السينمائي، ولعل أول ما يمكن التفكير به لدى مقاربة الفيلم هو غياب الظل الثقيل أحياناً للمسرحيات التي يتم اقتباسها إلى السينما، حين يمضي الفيلم في الحيز المسرحي والمعادل له سينمائياً: مساحة الكادر الواحد، والاتكاء على الحوار بما يجعلنا قيد مسرحية معروضة على الشاشة الكبيرة.

مساحة خاصة

لن نعثر على ذلك في فيلم «جحر أرنب»، الفيلم يمضي في مساحة خاصة جداً، ليس لأنه متمركز حول شخصيتين، أب وأم وحياتهما التي تمضي في مسار له أن يختزل بمساعيهما للتأقلم مع فكرة فقدانهما ابنيهما في حادث مأساوي، بل لأنه يجد معادلاً سردياً لما له أن يكون مونولوجاً أو حواراً، فكل ما تعانيه بيكا (نيكول كيدمان، وقد رشحت على هذا الدور لأوسكار أفضل ممثلة في دور رئيس)، يضاء عبر الفعل ورد الفعل، وهي تبتكر ما يبعدها عن المأساة لكي تواصل حياتها مع زوجها هوي (أرون اكهارت)، واجدة في التخلص من كل ما له صلة بابنها حلاً ما، والذي سرعان ما يتكشف عن أنه حل فاشل، وإلى جانب ذلك سنجد هوي ضائعاً، يسعى لايجاد ما يتسق مع حلول زوجته، ومن ثم مضيه في عالم خاص به سرعان ما يهجره.

جلسات الاعتراف غير مجدية، التخلص من ثياب ابنها وألعابه، بل المسعى للانتقال من بيتها إلى بيت جديد لن يفيد شيئاً، كل ذلك ستسعى بيكا للقيام به، ولتكون المفارقة كامنة في مسعاها للتواصل مع جيسن (مايلز تيلر) الفتى الذي كان سبب وفاة ابنها، أي الذي دهس ابنها بسيارته، كما لو أنها تجد فيه عزاء ما، لا ليس عزاء، شيئاً لا يمكن فهمه، مثلما كل أفعالها التي تفقد السيطرة عليها، كأن تقوم بصفع امرأة في مركز تسوق، لأنها رفضت شراء ما يرغب ابن تلك المرأة شراءه من الحلوى، وصولاً إلى منحها أختها الحامل كل متعلقات ابنها، الأمر الذي سرعان ما تكتشف خطأه.

التباس

التباس الأفعال سيكون كشافاً دقيقاً جداً لدواخل الشخصيات، ولعل في ذلك ما يدفع إلى معاينة الفيلم بوصفه ناجحاً تماماً في تحقيقه، فمع السينما يمسي التعبير عن حزن شخصية على سبيل المثال، أمراً يستدعي بناء المواقف وتتابعها بما يخدم أن نعيش الحالة بعيداً عن التوصيف الأدبي، أو سرد مشاعر الشخصية على الورق، ولنكون في «جحر أرنب» أمام ضياع، بحيث تصير كلمة «ضياع» هي الكلمة المفتاح لما تقوم به بيكا، ومن ثم الالتباس الذي يتكئ أولاً وأخيراً على حالة بيكا وبحثها المضني عن التأقلم مع وفاة ابنها، التأقلم الذي كما يبدو لن ينجح معه شيء، دون فجائعية أو تضخيم في المشاعر، فالفيلم معني بالمسعى لضبط تلك المشاعر، التي لا تصل ذروتها إلا عند اصطدامها بما يستدعي تصاعدها، مثلما هي حالة البكاء العارمة التي تهبط على بيكا وهي تراقب جيسن يمضي فرحاً برفقة أصدقائه، أو نوم هوي في سرير ابنه وهو ينتظر بيكا التي كان يظن أنها قد هجرته. وفي خط موازٍ يحضر هوي، إنه على أعتاب الأشياء، لكن تبقى الأولوية لديه حبه زوجته، والنبالة التي يتحلى بها في مسعاه لقبول كل شيء لتصبح أفضل، وعليه فإن كل أفعاله التي تمضي به بعيداً عنها سيتراجع عنها، ومنها في المقام الأول خيانتها.

دراما محكمة

فيلم «جحر أرنب» الذي أخرجه جون كاميرون ميتشل، دراما محكمة، ومعبر سينمائي مهم للتعرف إلى الكيفية التي تبنى فيها الشخصيات، وهي تتأقلم مع المأساة، وتقديم التصعيد الدرامي على هدي الحالات والمواقف التي تأتي الأفعال وردود الأفعال في سياقها وفية تماماً لحدث واحد، حدث وقع لم نشاهده، وحين تتم استعادته، فإننا لن نرى ابن بيكا، بل سنراها هي تراقب ما حل بابنها. أجمل ما في الفيلم أنه مسعى لأن يكون على اقتراب مع الحياة من دون مبالغات أو بهارات تشويقية، نحن نتابع ما نشاهده ونعيش الحالات في مجالها الإنسانية من دون إقحامات أو مبالغات، وصولاً إلى النهاية التي تفتح الباب أمام تواصل الحياة، الحياة العادية وطيف الابن المتوفى يحوم في أرجائها.

الإمارات اليوم في

15/03/2011

 

سلاف فواخرجي الناجية الوحيدة من الطوفان

وسام كنعان  

دمشق| لم يتوقع نجوم الدراما السورية أن تقف «ثورة 25 يناير» في وجه مشاريعهم المستقبلية في مصر، وخصوصاً بعد تصريح المشرف على التلفزيون المصري اللواء طارق المهدي بأنّ أولوية العمل في «ماسبيرو» ستكون للنجوم والمخرجين المصريين. وأولى نتائج هذا التصريح كانت استبعاد المخرج الأردني عباس أرناؤوط عن مسلسل «أهل الهوى» ليرشح مكانه محمد فاضل. كذلك استبعد محمد عزيزية عن «شجر الدر» وحل مكانه مجدي أبو عميرة. والأمر لم يقف عند هذا الحد، بل انتشرت شائعات تؤكد استبعاد سلاف فواخرجي التي سبق أن وقّعت عقدها لتأدية دور «شجر الدر» بأجر مرتفع.

لكن في اتصال مع «الأخبار»، نفت النجمة السورية كل هذه المعلومات، «كل ما حصل أن الأزمة المالية جعلت عجلة الدراما المصرية تتعثر هذا العام، وقد جاء القرار بخفض الإنتاج وإبقاء «شجر الدر» فقط، الذي وقع الاختيار عليّ لبطولته». وتضيف: «اتصلت بي الجهة المنتجة وطلبت مني خفض أجري فوافقت على ذلك فوراً... رغم أن موضوع الأجر غير قابل للمساومة عادةً. وسأبدأ التصوير مع مجدي أبو عميرة الشهر المقبل».
من جهة أخرى، يُتوقّع تأجيل تصوير مسلسل «قطار الصعيد» (وهو مسلسل مختلف عن «الشوارع الخلفية») الذي سيؤدي بطولته النجم السوري جمال سليمان وتنتجه «العدل غروب»، رغم أن القرار لا يشمله، على اعتبار أنه من إنتاج جهة خاصة. ومع ذلك، يقول النجم السوري لـ«الأخبار»: «أفضّل لو يؤجّل العمل إلى العام المقبل، لأن خفض حجم الإنتاج سيجعل عدداً كبيراً من الممثلين المصريين بلا عمل. ومع ذلك، فأنا أستعد للسفر إلى مصر للنقاش مع منتج العمل والاتفاق على موعد حقيقي لإنجاز المسلسل».
كذلك أكد النجم السوري باسم ياخور أن مسلسل «المرافعة»، الذي كان يُرجّح أن يؤدي بطولته ويجسد فيه شخصية هشام طلعت مصطفى، قد أُجّل أيضاً إلى العام المقبل بسبب ظروف الإنتاج التلفزيوني التي تشهدها مصر.

وفي سياق آخر، كانت رئيسة قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري، راوية بياض، قد أكدت سابقاً أن قرار استبعاد النجوم العرب، بمن فيهم السوريون، يهدف إلى ضبط نفقات الإنتاج وإنقاذ التلفزيون المصري من العجز الذي يعاني منه. وعن مصير العقود التي أبرمت مع الفنانين قالت بياض إنها أصبحت ملغاة بعد تغيير رئيس «اتحاد الإذاعة والتلفزيون».

وفي أول ردود الفعل للفنانين السوريين، قالت النجمة كندة علوش إن القرار لن يؤثر على نجومية السوريين في مصر، لأنه موقت، وأضافت أنها انسحبت من مسلسل «فرقة ناجي عطا الله».

فرصة العمر

يبدو أن نجوم سوريا جميعاً سيكونون خارج السباق الرمضاني المصري، باستثناء سلاف فواخرجي (وربما جمال سليمان في مسلسل «الشوارع الخلفية»). ولكن قد لا يكون هذا الأمر سلبياً كما تبدو الصورة للوهلة الأولى، إذ يتوقّع كثيرون أن يوجّه الممثلون السوريون جهودهم نحو دراما بلادهم لتكتسح هذه المسلسلات المشهد الفضائي. كذلك بإمكان شركات الإنتاج أن تستفيد من غياب الدراما المصرية، لترفع سعر المسلسل السوري، فيقترب من سعر منافسه المصري. فهل تتحقق هذه الأحلام التي بدأت تراود كثيرين أم ان فرصة العمر ستذهب أدراج الرياح؟

الأخبار اللبنانية في

15/03/2011

 

هكذا ضاقت «هوليوود الشرق» بالنجوم العرب

محمد عبد الرحمن  

القاهرة| هل تنعكس «ثورة 25 يناير» سلباً على حضور النجوم العرب في مصر؟ سؤال تردّد بقوة في الأيام الماضية بعد تصريح اللواء طارق المهدي الأخير، إذ قال المشرف على التلفزيون المصري إنّ أولوية العمل في «ماسبيرو» ستكون للنجوم والمخرجين والفنيّين المصريين، لكن حتى الساعة، لم يتحوّل هذا التصريح إلى قرار رسمي يُلزم جهات الإنتاج الحكومية.

إذاً، يبدو أنّ هذه الأطراف الإنتاجية ستصبح قريباً مجبرة على تفادي التعاون مع نجم أو مخرج عربي إلا إذا كان وجوده في العمل ضرورة فنية، أو كان أجره أقل من نظيره المصري، كما أكدت مصادر في التلفزيون الحكومي لـ«الأخبار». والأهم هو منع المخرج العربي من الاستعانة بفريق عمل كامل من بلده الأصلي، كما كان يحدث مع المخرجين السوريين في مصر، لكن قلة الإنتاج ستجعل هذا القرار تحت الاختبار في الأسابيع المقبلة. مع العلم بأن النجم السوري جمال سليمان تعاقد فعلاً على مسلسل «الشوارع الخلفية» مع المنتج جمال العدل، مما يؤكّد أنّ القطاع الخاص لن يلتزم بأي توصيات تحجّم العمل مع النجوم العرب، وخصوصاً أن أجورهم لا تزال أقل من أجور النجوم المصريين. ورغم ما أشيع عن أزمة تواجه مسلسل «شجر الدر» بسبب المطالبة باستبعاد النجمة السورية سلاف فواخرجي، أكّد مؤلف العمل يسري الجندي في اتصال مع «الأخبار» أن تغيير مخرج العمل أحمد صقر واستبداله بمجدي أبو عميرة أعاد الأمور إلى النقطة الصفر بسبب حق كل مخرج في اختيار بطلته «من دون التقيد بشرط الجنسية»، رغم أن المسلسل يموّله بالكامل «قطاع الإنتاج» في التلفزيون المصري. وقد رافقت الإعلان عن هذا العمل سلسلة شائعات متناقضة، فقال البعض إن فواخرجي أعلنت استعدادها للمشاركة في العمل مجاناً تضامناً مع ما تشهده مصر حالياً، فيما قال آخرون إن النجمة السورية طلبت 900 ألف دولار. وسط هذا، خرجت أخبار عن غضب نجمات مصريات من فواخرجي، وإصرارهن على أحقيتهنّ بهذا الدور الذي أدّته تحية كاريوكا في السينما قبل 40 عاماً. لكن المؤكد حتى الساعة هو استبعاد المخرج الأردني محمد عزيزية عن العمل واستبداله بأحمد صقر، ثمّ مجدي أبو عميرة. والأمر نفسه تكرّر مع مسلسل «أهل الهوى» الذي كان سيخرجه الأردني عباس أرناؤوط، إذاً يبدو التركيز حالياً على المخرجين العرب لا النجوم بسبب تضرر المصريين في السنوات الأخيرة من ارتفاع أسهم مخرجي سوريا. وهنا، نشير إلى أنّ الممثلة اللبنانية نيكول سابا بدأت قبل الثورة تصوير مسلسل «نور مريم». ويبدو أنّ الوجود العربي سيستمر، لكن تحت ضغوط تختلف بالتأكيد عن تلك التي أطلقها نقيب الممثلين السابق أشرف زكي عندما حاول تقييد هذا التعاون المصري ـــــ العربي بقرار رسمي قبل ثلاثة أعوام، لكن سرعان ما انهار أمام رغبات المنتجين. وهي النتيجة المتوقعة عند صدور أي قرار مشابه أو حتى توصيات يحركها أصحاب المصالح الشخصية في المرحلة الحالية.

الأخبار اللبنانية في

15/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)