حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

صوت، وصورة من وحيّ الثورة

صلاح سرميني ـ باريس

الزمان: خارجيّ ـ نهار، يومٌ من أيام شهر فبراير 2011.

المكان: شارعٌ فرعيٌّ في أحد الأحياء السكنية من مدينةٍ ليبية.

لقطةٌ علويةٌ عامة تٌظهر يداً مُرتجفة تمتدُّ من شرفة منزلٍ، تصور، عن طريق هاتفٍ محمول، ما يحدثُ في الشارع.

صوتٌ نسائيٌّ باللهجة الليبية (من خارج الكادر): يريدو يحرقونا، يا كلاب، يا حقراء...
يختلط صراخ، وعويل نساءٍ بأصوات طلقات رصاصٍ مُتلاحقة.

***

فيما مضى، ومنذ سنواتٍ قريبة، كانت الكاميرا (الفوتوغرافية، والفيديوية) مصدر توجسٍّ من حراس الأنظمة القمعية، والمواطنين على السواء، ومهما تجسدت براءة الأهداف التذكارية، والفنية، كانت هذه الأدوات التعبيرية الصغيرة تسبب الانزعاج، المُصادرة، والعقاب أحياناً، ونعرف بأنّ رجال الأمن، والأمان هم الأكثر استخداماً لها كوسيلة توثيقٍ، وتسجيل نشاطات المُعارضين، والخصوم، وخاصةً، في المظاهرات، التجمعات، والاحتجاجات.

ومع التقنيات الجديدة التي لم تأخذها الأجهزة المُخابراتية بعين الاعتبار، أصبح من المستحيل السيطرة على الصورة، والتحكم في تداولها، وانتشارها، وبعد أن كانت الكاميرا تثير الاشتباه، ولا يجرؤ أحدٌ على حملها، أصبح التصوير اليوم علنياً، وحتى استعراضياً، ومع نهم الفرجة على الذات، والآخرين، فقدت الصورة خصوصيتها الحميمة، وخرجت من الدوائر العائلية، وحلقات الأصدقاء، وتحررت من صناديق، وألبومات الذكريات، وأصبحت قابلةً للعرض على الجميع، ورُبما فهم أصحاب العيون المُتدلية، والآذان المُتضخمّة هذه الظاهرة، فتوقفوا عن تعقب الآخرين، تصويرهم، وتسجيل أصواتهم كما الحال في السابق، واكتفوا بالدخول إلى "الشبكات الاجتماعية" بأسماء حقيقية، أو مستعارة للحصول على ما يريدون، وهم قابعون خلف مكاتبهم، لا يشعر بهم أحد، ويمكن المُبالغة أيضاً، بأنّ الكثير من المستخدمين يتلذذون رُبما بهذه المُراقبة الناعمة، ويتطوّعون برغبتهم، ورضاهم بإهداء كميةٍ وافرة من المعلومات، الأفكار، والصور لن يفرطوا بها بسهولةٍ لو تعرضوا يوماً لوسائل الاستجواب التقليدية المُفرطة في قسوتها.

وفي الوقت الذي لا أميل إلى الاقتناع بأنّ الثورات التي تشهدها البلدان العربية حالياً قد انطلقت من "الشبكات الاجتماعية"، وإنما من حادثةٍ فردية، فجرّت احتقاناً جماعياً، ولم يكن "محمد البوعزيزي" يفكر أصلاً في إطلاق ثورة، أجدني مشدوداً إلى تفاصيل كثيرة أثارت انتباهي تتعلقُ بصور، وأصوات هذه الثورات المُتتالية، وبشكلٍ خاصّ، الحضور الطاغي لكاميرات التلفونات المحمولة في كلّ لقطة خارجية (الشوارع، والساحات)، وبدونها، ما كان لنا متابعة الأحداث بهذه السرعة، والدقة مع غياب الصحافة التلفزيونية المُحترفة (في البداية)، منعها، أو صعوبة الوصول إلى بعض الأماكن، ومن ثمّ الفارق الكبير بين تقارير مراسلين محترفين تحتاج غالباً إلى ترتيباتٍ مُسبقة بالمقارنة مع تلقائية الصور التي تلتقطها كاميرات الهواتف المحمولة، ومنذ الصورة الأولى التي سجلتها، بدأ الشعب يصنع صورته بنفسه، وينجزُ لقطاتٍ تسجيلية تخصّه، وبالآن ذاته، ابتدع آليات إنتاج، وعرضٍ بسيطة، وإذا رفضت بعض القنوات التلفزيونية بثها، فقد وجد الجيل الشاب في التقنيات الجديدة بدائل عنها يستخدمها بسهولةٍ، واقتدارٍ، وهذه الخطوات المُتقدمة لا تمنحه أيّ ميزة، أو فضلٍ على جيلٍ آخر، حيث يفرض قانون الحياة، بأن يكون الابن أكثر خبرةً من أبيه بالكمبيوتر، والهاتف المحمول، ويستخدم معظم إمكانياتهما، ومميزاتهما الاتصالية، والتواصلية، ومن الطبيعيّ أيضاً، بأن يكون الأبّ أكثر معرفةً بها من الجدّ الذي تتخطى مشاغله، واهتماماته، ورُبما مداركه.

وهكذا أصبحت "الصورة الهاتفية" ـ إنّ صحّ التعبير ـ مطلوبة، وقليلة التكلفة، بالمُقارنة مع تقارير صحفية احترافية.

لقد استعانت الثورات الشعبية العربية الحالية بكلّ التقنيات التي كانت الأنظمة القمعية، وما تزال، تكرهها، وتخشاها، وحاولت، وما تزال، السيطرة عليها، وفشلت، وسوف تفشل، ونسيت، بأن الإنسان البدائيّ الأول كان يعبّر عن أحاسيسه، انفعالاته، ومخاوفه عن طريق الرسم، والنقش على جدران الكهوف التي كان يحتمي فيها.

***

في الساعات الأولى من صباح يوم سبتٍ من شهر فبراير الماضي، وبعد مشاهدة حوالي أربع ساعاتٍ من الأفلام القصيرة المُرشحة للمُسابقة الدولية لمهرجان الخليج السينمائي المُزمع انعقاده في دبي خلال الفترة من 14 وحتى 20 أبريل، تجولتُ قليلاً بين القنوات التلفزيونية العربية التي تقدمها خدمة الكابل في فرنسا أملاً بسماع خبراً عاجلاً يعلنُ عن سقوط "معمر القذافي"، هروبه، اختطافه، اعتقاله، أو أيّ مصير أبيض، أو أسود نتمناه لهذا الزعيم "المُلهم" إجراماً.

وبعيداً عن البرامج المُتراخية في آخر الليل، لفت انتباهي صور اللقطات الأخيرة من فيلم "عمر المختار" لمخرجه السوري الراحل "مصطفى العقاد" تبثه القناة التونسية تضامناً مع الثورة الليبية، صحيحٌ بأنني أمتعضُ من الدبلجة، ولا أميل إلى سماع ممثلين أجانب يتحدثون اللغة العربية، حتى وإنّ كانوا من طراز "أنطوني كوين"، و"أوليفر ريد"، .. ولكنّ، شدني الفضول لمُتابعة تفاصيل المشهد الأخير، اللحظات الأخيرة من حياة "عمر المختار"، وإعدامه في ساحةٍ عامة.

ومع أنّ الفيلم يحرص على تجسيد شخصيته في أبهى حالاتها، إلا أنها ضرورية، ومفيدة للمُقارنة مع صورة "معمر القذافي، سلوكه، وطبيعة تفكيره.

كان "عمر المختار" (في الفيلم)، وفي أصعب لحظات حياته، هادئاً، شجاعاً، مُتزناً، عاقلاً، حكيماً، وأكثر من ذلك يضفي الرعب على خصمه، ويكسب تعاطفه، واحترامه.

وعلى العكس تماماً، فقد أظهرت الصور التي شاهدها العالم كله بأنّ "القذافي" استعراضيّ، متسرّعٌ، متعجرفٌ، متهورٌ، كذوبٌ، ويفتقد مصداقية كلّ كلمةٍ يلفظها بصوته الخشن المُصاب بالصدأ.

من شاهده يلقي خطابه الدمويّ الأول، تبين له رُبما بأنّ فكرته البلهاء بالحفاظ على قصره الذي قصفته الطائرات الأمريكية في عام 1986 ليست دليل عدوانٍ أجنبيّ"غاشم"، ولكنها، بالأحرى، ذكرى إهانة كبرى، وكم هي ساذجة تلك اليد العملاقة التي تقبض على طائرةٍ أمريكية، وتسحقها، ونعرف جميعاً بأنها لم تكن أكثر من أمنيةٍ علنية لم تتحقق أبداً.

المتفرج الأكثر فضولاً، لاحظ ـ ربما أيضاً ـ ظهور مصابيح الإضاءة في الخلفية، وهي إشارة بأنه تمّ "إخراج" ذلك المشهد الخطابيّ التمثيليّ على عجل، وأنجزه فريق تقنيّ يفتقد الاحترافية، وأكثر من ذلك، كانت الكاميرا في مكانٍ، وزاويةٍ جانبية لا تتناسب إطلاقاً مع تلك اللحظات المهمّة، على عكس الصور الأخيرة لصديقيّه "حسني مبارك"، و"زين العابدين بن علي"، وإذا تمادى المشاهد في تفحصه، سوف يتذكر، بأنّ "القذافي" لم يكن ينظر إلى الكاميرا مباشرةً، أيّ الجمهور المُفترض، بل كان ساهماً في الأفق، مُوحياً بأنه يتحدث مع جموع غفيرة أمامه، وأتوقع بأنّ بعض العاملين في المشهد السمعيّ/البصريّ رُبما انتبهوا فوراً بأنّ شريط الصوت يخلو تماماً من أصوات، وهتافات المُتعاطفين مع "أخيهم"، ومن المؤكد بأنّ أحدنا تساءل، ضمناً، أو علناً، لماذا لم تتحرك الكاميرا وقتذاك نحو اليمين، والشمال كي تصور تلك الحشود الجماهيرية، وجاءنا الجواب لاحقاً عندما انتهى "القذافي" من خطابه بشكلٍ مفاجئ، وهبط من المنصة، وفي مرة واحدة فقط، تحركت الكاميرا قليلاً، وشاهدنا حفنةً من الأشخاص يقتربون منه بخنوعٍ، واحدٌ يعانقه، وآخرٌ يقبل يده، واكتشفنا الخدعة التي وضع نفسه فيها، وتوقع بأن نصدقها، وكان ذلك الخطاب واحداً من المواقف الاستعراضية التي يُتقنها، وكانت في السابق تُضحكنا، وأصبحت اليوم ثقيلة الدمّ، ودموية، وليس من قبيل الصدفة، بأنني في كلّ مرةٍ أشاهد صوره على شاشة تلفزيون، أتذكر شخصيات أفلام الموتى/الأحياء "الزومبي"، وأجدها قريبة الشبه منه، وأحياناً أتمادى في نوايايّ الخبيثة، وأتخيل بأنه، في لحظةٍ ما، سوف ينفصلُ فكه الأسفل عن وجهه، ويتدحرج، وتندلقُ إحدى عيناه من جحرها، وتتدلى.

وقبل أن أغرق في خيالاتي المُستوحاة من أفلام الهلع، والرسوم المُتحركة الهزلية، تنقلني "قناة الجزيرة" من هذا الكابوس، عندما يظهر على شاشتها لقطاتٍ مونتاجيّة أكثر عظمةً، وتفاؤلاَ.

***

الزمان: خارجيّ ـ نهار، يومٌ من أيام شهر فبراير 2011.

المكان: شارع في مدينةٍ ليبيبة.

لقطةٌ عامة تجمعُ حشداً من نساءٍ ملتحفاتٍ بملابسهنّ التقليدية، تتعالى حناجرهنّ احتجاجاً.

طفلةٌ صغيرةٌ في العاشرة من عمرها تقريباً تقف خلف حاجزٍ حديديّ، ترفع لافتةً، ويختلطُ صوتها بهتافات النسوة :

ـ دم الشهداء مايمشيش هباء، دم الشهداء مايمشيش هباء..

الجزيرة الوثائقية في

14/03/2011

 

خلطة كوميدية عربية ضد البطالة

نجوم مصر وسوريا "صايعين ضايعين" في لبنان

بيروت - “الخليج”:  

عبر تاريخ الفن العربي، كان للحضور السوري اللبناني تأثير وفعل كبير في الشقيقة الكبرى مصر، فجورج أبيض اللبناني، وأبو خليل القباني السوري مؤسسا المسرح المصري الحقيقي، وكذلك الأخوان تقلا في الصحافة، مروراً بأسماء خالدة خرجت من سوريا وأسهمت بالفن العربي في مصر عاصمة الفن العربي أمثال فريد الأطرش وأسمهان وميادة الحناوي وسعاد حسني ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وأصالة وغيرهم الكثير .

ولعل فن السينما استثمر هذا التزاوج الفني على أحسن حال، فكان وجود الفنانين السوريين والمصريين جنباً إلى جنب سمة ظاهرة في السينما السورية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي . ويبدو أن الدراما التلفزيونية السورية والمصرية تعيد ذلك المجد مجدداً، ويؤكد ذلك ظهور نجوم الفن السوري في الدراما المصرية حديثاً .

وعلى هذا الشكل، نكتشف في مسلسل “صايعين ضايعين” الذي يصور بين سوريا ولبنان تجربة تحمل تفردها، فالمنتج هو الدراما السورية والضيوف هم نجوم السينما المصرية وبعض الخبراء التقنيين في مجال التصوير، وبالتوازي نجوم فن من لبنان .

المسلسل للكاتب رازي وردة الذي شاهدنا له في الموسم الماضي عملاً جماهيرياً حمل اسم “أبو جانتي” بطولة سامر المصري .

الكوميديا هي الخيار الذي اختطه رازي وردة ليكون حامل النص والأفكار في “صايعين ضايعين”، والعمل، كما يقول المؤلف والمخرج، تم الاتفاق عليه منذ فترة طويلة بين سوريا ومصر، ما أتاح للمؤلف كتابة الحوارات وهو يعرف معظم الممثلين الذين سيؤودن الأدوار .

في زيارة إلى موقع التصوير في بيروت التقينا عدداً من فريق العمل، وفي مقدمته الفنان المصري الكبير حسن حسني الذي يعد مكسباً حقيقياً للمسلسل، وهو الفنان المخضرم الذي لا يكاد يغيب عن فيلم مصري ولو بمشاركة بسيطة . وهنا يعمل لأول مرة في الفن السوري، وقال: “أنا سعيد جداً بالعمل في سوريا، والدراما السورية صارت متفوقة جداً في الميادين العربية، الفن لا حدود له والفنان يمتلك من الوسائل الفنية ما يجعله قادراً على التواصل مع كل المحيط العربي” .

وعن كيفية اختياره العمل، أفاد أن التنسيق كان مبكراً جداً . وقال: “عندما ذهب المنتج محمود المصري والمخرج صفوان نعمو إلى القاهرة وتم الاتفاق على أن ننجز العمل بعد فترة لاحقة، وفعلاً تم ذلك، أحسست بأن المسلسل متميز خاصة بوجود ممثلين رائعين مثل عبدالمنعم عمايري وأيمن رضا اللذين يتمتعان بروح ذكية ودم خفيف، واشتركنا في مجموعة من المشاهد كانت غاية في الروعة والجمال” . ولفت إلى طبيعة الدور الذي يؤديه، وهو عسكري مصري متقاعد، تزوج بفتاة سورية وعاش معها في بلدها ثلاثين سنة أمضاها في أجواء فرحة . وأكد أن الدور الذي يقوم به هنا يحمل اختلافاً كبيراً عن الكثير من الأدوار الكوميدية التي لعبها في السينما المصرية .

ويجسد نجم الكوميديا المصرية طلعت زكريا دوراً محورياً في العمل، وهو شخصية مالك الفندق الذي يعمل عنده عمايري ورضا وتدور بينهما الكثير من المشاهد الكوميدية الطريفة التي يكون موضوعها ذهنيته الغريبة الأقرب للأشخاص المجانين وطبيعة الشخصية المتمردة . وكشف زكريا عن سعادته بهذه التجربة وقال: “أحببت أن أطلع عن قرب على صناعة الدراما السورية التي أعتبرها ناجحة ومتفوقة عربياً، أحسست بأن الفنانين في سوريا يتمتعون بحس خاص وتفرد فني، وأحببت التعامل مع مخرج العمل، وأعتبره من المخرجين الذين يهتمون بالتفاصيل الصغيرة بغية الوصول إلى أدق النتائج” .

ومن المعروف أن الفنان أيمن رضا يعد من أكثر الفنانين تميزاً في تأدية مختلف أنواع الدراما، من أقصى التراجيديا لأقصى الكوميديا . ودوره في هذا العمل كوميدي وعنه يقول: “ألعب شخصية شاب عاطل عن العمل، يعاني من كسل شخصي بحيث يرفض عدداً من الوظائف . العمل يناقش وضع البطالة ودور الدولة والأشخاص في رفضها ومحاربتها، أنا سعيد بالتجربة مع فريق عربي من مصر ولبنان، وأعتبره مكسباً للدراما العربية” .

وكما عادته، يقدم الفنان عبدالمنعم عمايري أقصى ما لديه من طاقة فنية، يعود إلى الكوميديا في هذا المسلسل من خلال شخصية دائمة البحث عن عمل . يقول عنها: “هي شخصية بسيطة لطيفة، موضوعها شاب عاطل دائم البحث عن فرصة عمل، لكنه متهور يصطدم بالكثير من المصاعب والعقبات برفقة صديقه الذي يواجه المصير نفسه . أنا سعيد بالعمل في هذه التجربة التي كرست لها الكثير من الإمكانات الجيدة وستدعم ظهور الكوميديا كصف أول في الدراما وليس كصف ثان أو بديل” .

ويقدم سعد مينة الذي شارك في الكثير من الأعمال الاجتماعية سابقاً وظهر في عدة أعمال تاريخية بشكل لافت، دوراً كوميدياً في أول تجربة كوميدية له . يقول: “التجربة جديدة لي في عالم الفن، لكنها ممتعة، أجسد شخصية شاب يعمل لحاماً ويتمتع بحس خاص ومتميز، عصبي المزاج جداً، وهذا ما يوقعه في الكثير من المشكلات . العمل مكلف وفيه توليفة جميلة من الفنانين العرب من لبنان ومصر، أتمنى أن ينجح في عرضه الرمضاني المقبل” .

منتج العمل، أكد أنه أعد للمسلسل ميزانية كبيرة، وسخّر له طاقماً مهماً من الممثلين العرب والسوريين، وكذلك من خبراء التصوير في مصر وسوريا . وقال: “أحرص في عملي دائماً على ضخ أفضل الخامات الفنية ولو كانت كلفتها أكبر، لأن الجمهور العربي صار واعياً أكثر ويحق له مشاهدة أفضل الأعمال . كنت حريصاً على متابعة كل تفاصيل تجهيزات العمل وحرصت على مشاركة فنانين من مصر ولبنان ليكون العمل في أحسن حالاته” .

صفوان نعمو مخرج العمل، يقدم فيه كل ما لديه من طاقة فنية لإنجاز أول تجربة درامية له في الدراما التلفزيونية، بعد أعمال عديدة في مجال الفيديو كليب والإعلان . ويقول: أنا مهتم جداً بهذه التجربة ولي الشرف بالتعامل مع هذه النخبة من الفنانين والفنيين من سوريا ومصر ولبنان . حشدت للعمل طاقات فنية مهمة، وأصور بكاميرا “ريد”، وهي أحدث أنواع الكاميرات التلفزيونية التي بإمكانها تخريج مادة سينمائية بحتة . وبشكل متكامل مع هذا المستوى العالي، جهدت لاختيار كادر فني عالي المستوى من خبراء التصوير من مصر وسوريا . أحببت جداً التجربة وأتمنى أن تتكلل جهود فريق العمل بالنجاح وأن يحب الجمهور المسلسل حين عرضه .

الخليج الإماراتية في

14/03/2011

 

نجوم مصر متفائلون بعد الثورة

القاهرة - دار الإعلام العربية 

حالة من الركود تقترب من حد الشلل سببتها ثورة 25 يناير على الساحة الفنية، حتى إن فيلما مثل «365 يوم سعادة»، الذي تصادف في أول أيام عرضه مع اندلاع الثورة، مني بفشل ذريع في ظل انشغال المصريين بثورتهم، فضلا عن فرض حظر التجول الذي يتعارض مع طبيعة عمل دور السينما، لكن وعلى الرغم من كل ذلك أعرب فنانون وكتاب ونقاد عن تفاؤلهم بتحسن أوضاع السينما والدراما المصرية بعد الثورة، مؤكدين أن جميع المصريين بمن فيهم أهل الفن يعكفون حاليا على إعادة ترتيب أوراقهم بما يتناغم مع المستجدات والثورة التي غيرت كل المفاهيم السابقة..

المخرج خالد يوسف، أحد المشاركين في الثورة منذ يومها الأول أبدى تفاؤلا كبيرا بشأن مستقبل مصر، مؤكدا أن اجتثاث الفساد يعد أهم المكاسب التي يمكن أن تقود مصر إلى عصر الازدهار والتقدم بما في ذلك حركة الإنتاج الفنية على اختلاف أشكالها، مشيرا إلى أن من أهم المكاسب تحرر الفن من الرقابة التقليدية التي تتعارض مع حركة التطور، ما يشجع الكتاب وصناع السينما والدراما على إنجاز أعمال من قلب الواقع وتعبر عن قضايا المجتمع وطموحات أبنائه؛ لذلك فإن الكبوة التي تشهدها الساحة الفنية حاليا هي الضريبة التي تشارك بها المصريين ثورتهم، ومن ثم ستستعيد قوتها ومكانتها أفضل ألف ألف مرة مما كانت عليه.

القادم أفضل

في الاتجاه ذاته، أكد السيناريست فيصل ندا، أن ثورة الشباب غيرت كل المفاهيم البالية التي كنا ندور في فلكها، مشيرا إلى أن أحدا لم يكن يتوقع أن النظام الذي قبع على أنفاس شعبه يمكن أن يتهاوى بهذه البساطة وهذه الإرادة والعزيمة التي أبداها شباب مصر، مشيرا إلى أن هذه الروح نسفت كل المفاهيم السابقة عن الشباب وطبيعة تفكيرهم واهتماماتهم، وأكدت زيف ما كان يخدعنا به النظام السابق من أن الشباب مغيبون عن واقعهم ومجتمعهم.. وهذا يفرض على الكتَّاب إنتاج أساليب جديدة وابتكار مفاهيم جديدة تعبر عن الشباب وتتحدث لغتهم، وتعلي مكانتهم لا أن تنال منهم وتظهرهم دوما وكأنهم غارقون في أوكار المخدرات والملذات.. كما يجب علينا أن نعيد الواقعية الصحيحة لأعمالنا، لا الواقعية التي تروج للعشوائيات وسينما الجنس والمخدرات.

وختم قائلا: أعتقد أن القادم أفضل بكل المقاييس مما عشناه طوال الثلاثين عاما الماضية، ويجب على صناع الدراما تصحيح مفاهيمهم وأساليبهم أيضا للتعاطي مع الواقع الجديد.

خسائر فادحة

إلا أن الفنان أحمد راتب، أكد تفاؤله الحذر بالمستقبل، مشيرا إلى أن البساط سحب من تحت أقدام الدراما المصرية منذ أكثر من عامين وليس فقط منذ اندلاع ثورة 25 يناير، والتي جاءت لتعطي الضوء الأخضر لكل من الدراما السورية والخليجية للاستيلاء على جمهور الدراما المصرية ، مشيرا إلى أن السينما تكاد تكون متوقفة تماما، ولا أمل في عودتها بقوة قبل عام أو عامين، أما الدراما التلفزيونية فربما تشهد انهيارا كبيرا، خاصة بعد قرار التليفزيون المصري بالتوقف عن إنتاج أعمال درامية بعد أن تكبد خسائر تصل إلى 11 مليار جنيه.. وفي ظل الأجور الفلكية التي كانت سائدة قبل الثورة اعتمادا على التوزيع الخارجي والإعلانات فإن كل هذا سيتوقف بعد توقف كل ذلك، وهذا يتطلب مبادرة كبار النجوم بتخفيض أجورهم بشكل كبير بدلا من أن يفرض عليهم ذلك، فمثلا تامر حسني الذي أعلن عن تقاضيه 40 مليون جنيه في مسلسله الجديد، وبعد انهيار شعبيته بعد ضربه في ميدان التحرير، عليه أن يبادر بتقاضي مبلغ رمزي لا يتجاوز المليون جنيه، وإن كنت أشك في موافقة شركة الإنتاج على ذلك بعد كل ما حدث.

نقلة كبيرة

لكن الفنان أحمد حلمي، يختلف مع رأي الفنان أحمد راتب، مؤكدا أن الشباب الذين قادوا الثورة هم القادرون على حمايتها، مؤكدا أن هذه المرحلة تتطلب الحذر والوعي فهي ثورة الجميع، ولذلك على الجميع مسؤوليات كبيرة بزيادة الإنتاج والرقابة الصارمة لكل مظاهر الفساد وتطهير الدولة من المفسدين، مشددا على أن مصر ستشهد عصرا جديدا من التطور والازدهار، كما سيشهد الفن أيضا نقلة كبيرة تؤكد بالفعل أن السينما والدراما المصريتين هما الرائدتان للفن العربي فعلا وليس فقط قولا.

ثورة فنية

فيما أكد الفنان عزت العلايلي، أن ثمار هذه الثورة ستنعم بها الأجيال المقبلة، وأن شباب اليوم هم المستقبل، موضحا أنهم استطاعوا أن يتحدوا الصعاب ويحققوا معجزة كبيرة، معربا عن اعتقاده بأن الفن المصري بحاجة إلى استلهام هذه الثورة للقيام بثورة فنية تنهض بالسينما والدراما والأغنية المصرية بعد حالة السبات الطويل التي لازمتها طيلة السنوات الأخيرة.

دور الفنان

أما الفنانة نيللي كريم، فأكدت أن أبناء الشعب المصري كانوا مخدوعين طوال السنوات الفائتة، تحت تأثير الإعلام الرسمي الذي كان يرسم صورة وردية للوضع، وكان ينفق بسخاء على الأعمال التي تجعل الشعب بل والفنانين يعيشون في غيبوبة تامة بعيدا عن الحقيقة.. لذلك طالبت بتغيير شامل يطال كل شيء في المجتمع، كما طالبت الفنانين بأخذ المبادرة لتغيير أنفسهم وتحسين أدائهم، والبعد عن الأعمال التي تثير سخط الجمهور وتتعارض مع قيم المجتمع، وأن يبادروا أيضا بالبعد التام عن كل ما يثير استفزاز المواطنين، خاصة الحديث عن الأجور الفلكية، فكيف يعقل الحديث عن فنان يتقاضى عشرات الملايين في عمل واحد لا يتجاوز تصويره بضعة أشهر، بينما الغالبية العظمى من أبناء الشعب لا يجدون قوت يومهم.. كما طالبت بعودة الدور الاجتماعي للفنان، وأن يتبنى بعض المشاريع الاجتماعية التي يستفيد منها المواطنون محدودو الدخل، وبذلك يتحقق التكامل والمحبة بين الفنان وجمهوره.

اليوم وليس غداً

أخيرا، وصف الناقد طارق الشناوي، المرحلة القادمة بأنها مرحلة الانطلاق، مؤكدا: ليس هناك ما يدعونا للتشاؤم، بل بالعكس علينا أولا أن نتأكد من أن الشعب الذي صنع هذه الثورة وقدم تضحيات كبيرة لن يفرط فيها، وأن دماء شهدائنا تحملنا أمانة فوق طاقتنا، وأشار إلى أن النهضة التي ستشهدها مصر في المرحلة القادمة ستنعكس إيجابا على مستقبل المنطقة ككل، وستعيد للفن المصري مكانته التي كان يلتقي حولها كل العرب، وهذا لا يتأتي إلا بالعمل الدءوب والجهود المخلصة للارتقاء بمستوى الفن المصري على كل مستوياته، وعلى الفنانين أن يبدأوا اليوم وليس غدا في رصد كل تداعيات هذه الثورة وتقديم أعمال جديدة تساهم في إنجاح مهام المرحلة المقبلة.

البيان الإماراتية في

14/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)