حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محممد خان يروي ذكرياته مع آمن الدولة

واجهت الآمن بسبب زوجة رجل مهم وفوجنت بتدريسه في كلية الشرطة

حوار:  نورا غنيم

كان واحدا ممن وضعوا بذور الثورة عبر أعمالهم الفنية، لذلك لم يكن من الغريب أن يدخل في مواجهات حادة مع وزارة الداخلية بصفة عامة وجهاز مباحث أمن الدولة بصفة خاصة، في هذا الحوار يستعيد المخرج الكبير محمد خان ذكرياته مع الأمن، بدءا من فيلم »زوجة رجل مهم« وانتهاء بالمسطول والقنبلة. الطريف أن العمل الأول قوبل في البداية برفض تام من الجهاز لينتهي به الأمر كمقرر دراسي في كلية الشرطة! بينما تم تأجيل المسطول والقنبلة إلي ما بعد انتهاء انتخابات الرئاسة، لتتفجر المفارقة من جديد، فقد رحل الرئيس فجأة وبقي الفيلم الذي سيتحول بعد تصويره إلي وثيقة إدانة لنظام بأكمله.

في البداية أكد خان علي انه لم يندهش من قيام هذه الثورة وبرر ذلك قائلا: كل ما حولنا كان ينبيء بقيام ثورة، فالفساد كان قد استشري في كل مكان وزاد عن حده وأصبحنا نشم رائحته بقوة وبالفعل السنوات الماضية شهدت العديد من الأفعال مثل الاحتجاجات الفئوية المستمرة والتجاوزات المجحفة من أجهزة الأمن في حق المواطنين وصولا إلي مقتل خالد سعيد وجميعها كانت المفجر الأساسي للبركان الذي ثار وانفجر في وجه الفساد.. لكني اعترف انني لم اكن اتوقع تطور الاحداث بهذه السرعة والوصول إلي هذه النتائج الرائعة التي وصلنا لها في ٨١ يوما فقط.

·         أظهر الشباب وعيا شديدا بقيادتهم لهذه الثورة.. ففي رأيك كيف تكون هذا الوعي لديهم في ظل نظام قمعي تعمد قتل الوعي السياسي والاجتماعي لمدة ٠٣ سنة؟

- هذا هو اللغز الذي يجب أن نفكر فيه.. كيف ثار الشباب بهذه الروعة، وكيف ساهمت التكنولوجيا الحديثة في التواصل بينهم؟! وكيف استطاعوا تنظيم أنفسهم حتي عندما انقطع بينهم الاتصال ويجب أيضا أن نبحث داخل هذه الروح الثورية التي سادت الشعب المصري بأكمله، فخرجت معظم الجماهير من كل مكان بدون اتفاق سابق تجمعهم نفس الروح والارادة.

·         ربما محاولة الاجابة عن هذه الاسئلة هو الذي دفع بعض المخرجين للاعلان عن تقديم أفلام عن الثورة حاليا؟

- أجاب بسرعة.. أنا ارفض هذه الافلام حاليا.. فالاسراع في تقديم أفلام الآن عن الثورة لم يفرز عن أعمال جيدة بل سوف يكون بها نوع من المراهقة والتسرع، فأنا مع فكرة التوثيق أي توثيق الحدث في أفلام تسجيلية وهذا شيء مهم جدا لهذه المرحلة، اما الافلام الروائية فهي أمر آخر يحتاج إلي وقت أطول وتحضير طويل ودقيق يليق  بقيمه الحدث وقوته.

وكذلك أرفض الأعمال التي كانت تنفذ بالفعل قبل الثورة وقرر القائمون عليها »حشر« الثورة بها أو تغير نهايتها بقيام الثورة ولوي ذراع الاحداث، فهذا غير منطقي ربما يفسد هذه الاعمال.

·         هل تفضل الانتظار حتي تنضج الثورة وتكتمل أهدافها؟

- بل أفضل الانتظار حتي تكتمل الافكار وتنضج لدي السينمائيين، وعن نفسي انتظر حتي ينضج مفهوم الثورة داخلي، وينضج داخل الناس مفاهيم مثل الحرية والارادة، اريد ان اراقب تأثير هذه الثورة علي المصريين وكيفية تأثيرها علي نفوسهم ووعيهم فأنا لا أقدم أعمالا سينمائية بعيد عن الناس فأنا دائما اعبر عنهم، وخروج أعمال حقيقية تعبر عن الثورة المصرية لم يكن بهذه السهولة ولا هذه السرعة، وأيضا يجب أن تنتظر الأعمال الادبية التي سوف تقدم فربما نعيد للسينما المصرية الاستعانة بالأدب من جديد، مثلما حدث بعد ثورة ٢٥ فكانت معظم الاعمال التي قدمت عن هذه الفترة مأخوذة من أعمال أدبية.

·         قبل الثورة مباشرة قام جهاز أمن الدولة بتعطيل فيلمك »المسطول والقنبلة« أكثر من مرة.. فإلي أي مدي تدخلت الداخلية في أعمالك؟ وإلي أي مدي كنت تشعر بالظلم؟

- الداخلية لم تتدخل في أعمالي فقط، بل تدخلت بشكل مفزع في كل شيء في مصر ولم اشعر بالظلم بمفردي، بل شعر به الشعب المصري كله.. والفيلم عن قصة لنجيب محفوظ، قمت باعادة كتابة العمل مع السيناريست مصطفي محرم أكثر من مرة، وبمجرد عرض الفيلم علي الرقابة تم رفعه الي الداخلية لانه كان يتحدث عن شاب مسطول  »حشاش« يؤخذ بالخطأ الي أمن الدولة ويتم التعرض لطبيعة المعتقلات القاسية وأساليب التعذيب وبعض الفساد الذي سيطر علي المجتمع ولكني ضعت السيناريو بصورة تتضمن روح العصر والمفارقات الكوميدية، ولكنه لم يعجب الداخلية ورفضوا فكرة المعتقل وانكروا أن هناك أساليب للتعذيب داخل المعتقلات!! وبعد مشاورات ومناقشات بيني وبينهم توصلنا الي حلول وسط ولكنهم أيضا أمروا بتأجيل الفيلم حتي بعد انتخابات الرئاسة القادمة.

»يكمل ضاحكا« وقامت الثورة وأري أن الآن موعد رائع ومناسب جدا لهذا الفيلم.

·         التوتر الأمني الشديد وكراهية الناس الآن لرجال الشرطة.. يدفعنا للحديث عن فيلمك »زوجة رجل مهم« الذي جسد صورة لضابط البوليس الفاسد؟

يقاطعني : الفيلم ده ليه قصة كبيرة ففي أول الثمانينات كنت مع أبنائي وزوجتي في السيارة وحدث خلاف بيني وبين سائق سيارة ملاكي حول أولوية عبور أحدنا الطريق أولا.. وفوجئت بهذا الشخص يسبني  ويهينني أمام زوجتي وأبنائي اهانة بالغة وعندما نزلت من السيارة فاجأني بضربة قوية في صدي، وأقسمت له انني لن اسكت علي هذه الاهانة البالغة، فسخر من كلامي بشدة ودعاني للذهاب الي القسم ووقتها كنت متأكدا انه ضابط وانه سوف يستعمل جميع سلطاته لايذائي بأي شكل.

وفي هذا الموقف استعملت شئيا كان أول مرة استعمله في حياتي وهو »باسبوري الانجليزي« وبهذا الباسبور صعدت الموضوع لأعلي مستوي حتي وصلت الي وزير الداخلية، وهو ما ازعج الضابط جدا وشعر بقلق شديد وتوسط له بعض رجال الداخلية لتهدئة الموضوع.

وبالفعل وافقت بعد أن قدم محضر اعتذر  بشكل رسمي لي وهذا الموقف كان هو بذرة فيلم »زوجة رجل مهم«

·         وهل تقبلت وزارة الداخلية هذا الفيلم وقتها أم عانيت معهم أيضا؟

- كان لهم اعتراضات كثيرة علي السيناريو لأنهم رفضوا الاساءة لرجال الداخلية أو تشويههم وتنقلت من الرقابة الي الداخلية عدة مرات حتي جلست مع رئيس مباحث أمن الدولة بالقاهرة وفوجئت ان احد ضباط المباحث من دارسي النقد السينمائي يقوم بكتابة تقارير عن الافلام للوزارة، واعطي تقريرا سيئا جدا عن الفيلم بعد قراءته، ولكن بعد فترة من النقاش وافق رئيس المباحث علي تصوير الفيلم، ولكنه اشترط مشاهدة الفيلم قبل عرضه علي الجمهور.

وبالفعل رأي الفيلم واعطي تصريحا بعرضه، ولكني فوجئت بعد ذلك أن الفيلم تم عرضه في رئاسة الجمهورية قبل عرضه في السينما بيوم واحد،»يكمل ضاحكا بعد أن تذكر شيئا ما« وبعدها بفترة علمت أن الفيلم يتم تدريسه في كلية الشرطة كسلوك للضابط السيء الذي لا يجب أن يكون.

·         ولكن للأسف تحولت شخصية أحمد زكي ضابط البوليس الفاسد في الفيلم الي مثل أعلي في القهر والفساد سيطر علي المجتمع طوال السنوات الماضية؟

- لا احد ينكر أن علاقة ضباط البوليس بالشعب وصلت الي قمة السوء خلال السنوات الماضية، واعادة بناء علاقة جيدة سوف يحتاج الي وقت طويل فضابط الشرطة الآن يتعلم منذ دراسته كيف يكون قاسيا ومتعاليا، ويجب أن نعيد الاحترام المتبادل بين ضابط البوليس والمواطن ولكن دون أن  يفقد الضابط هيبته وذلك من خلال قوانين صارمة يحترمها الاثنان معا، وسوف يكون هذا هو أعظم ثمار الثورة.

·         أيام السادات أيضا لم يعرض الا بموافقة الداخلية والرئيس؟

- فعلا  أقيم عرض خاص للفيلم في قصر الرئاسة حضره أسرة الفيلم والرئيس وأسرته وكبار رجال الدولة، ولم يسمح بعرض الفيلم في السينما إلا بعد موافقة الرئيس علي عرضه.

·         ماذا كان تعليق الرئيس علي الفيلم؟

- يرد ضاحكا - كان له تعليق واحد فقط قال لي »كنت فاكر نفسي هنام بس الفيلم شدني«.

·         وهل تعتقد ان تدخل الشرطة  الكبير في السينما كان أحد عيوب عصر مبارك فقط أم انه بدأ مع الحكم العسكري منذ عهد عبدالناصر والسادات؟

اعتقد انه عيب انفرد به عصر مبارك، لكنه زاد بقوة في السنوات الماضية، ففي عصري عبدالناصر والسادات كانت الرقابة علي السينما أقل بكثير  وكانت هناك حريات أكثر في التعبير.

ولكن كان هناك دائما لدي السينمائيين  مخاوف من تناول بعض الشخصيات الحساسة، حتي وصلنا الي مرحلة يرثي لها الفترة الماضية فعندما يتم تقديم طبيب فاسد يعترض الاطباء أو مهندس فاسد يعترض المهندسون، فأصبح شيئا »يخنق« وكأن تناول شخصية فاسد يعني أن الكل فاسدون.

·         وهل تمت أي لقاءات مرة أخري بينك وبين الرئيس؟

- نعم عندما تسلمت  وسام الدولة منه وهو يوم مهم جدا في حياتي حيث شعرت ولأول مرة برغبة شديدة في المطالبة بالجنسية المصري لانني من أب باكستاني وأم مصرية ومولود في مصر ، وبالفعل قدمت طلبا لجمال مبارك ليعطيه للرئيس لكي يسمح لي بالحصول علي الجنسية المصرية ولكن للأسف لم يحدث شيئا وتم تجاهل الموضوع تماما.

·         ولكن أفلامك شديدة المصرية تمنحك هذه الجنسية، ولا يتوقع احد ان محمد خان لا يحمل الجنسية المصرية ويعيش  بجواز سفر  انجليزي؟

- لم اشعر مرة في حياتي انني لست مصريا ، فأنا امثل هذه البلد واعشقها وكنت اشعر بخجل عندما يكتشف من حولي اني لا احمل الجنسية، وكان ذلك يدهشهم كثيرا ويحزنني أكثر ولكن الآن وبعد الثورة بالذات اتمني أن احصل عليها قبل أن اموت ولو بشكل شرفي واعتقد أني استحقها.

·         داعبته قائلة- ولكنك أيضا لن تكون قادرا علي الترشح لرئاسة الجمهورية؟

- يرد ضاحكا - أنا مابفكرش اترشح.. أنا كده كويس..

·         ولكن ألا تري أن هناك نبرة تخوين في التعديلات التي نصت علي أن يكون المرشح  وأبواةلا يحملان أي جنسية أخري؟

- لا يمكن أن نسميه تخوينا فلايمكن  ان نزايد علي وطنية أحد، واعتقد انه زيادة في الأمن فنحن نتحدث عن رئيس جمهورية، ولكن ما وجدتة زائدا عن الحد مطالبة البعض أن يكون الاجداد أيضا وهذا تشدد غريب.

·         مع نجاح الثورة فوجئنا بظاهرة »المتحولون« من الاعلاميين والسياسيين والفنانين الذين عاشوا يمدحون النظام وبعد التنحي انقلبوا علي النظام وسبوا رموزه.. فما رأيك في هذه الظاهرة؟

- لا اريد أن اصدر احكاما علي أحد، فكان المجتمع كله يعيش في خوف لسنوات طويلة وكلنا عشنا داخل هذه المنظومة وتأثرنا بها ولا أحب أن أكون القاضي والجلاد وأفضل اختلاق الاعذار للناس.

·         اذن أنت ضد قوائم العار التي ضمت العديد من الفنانين والمشاهير الذين عارضوا الثوار لصالح النظام؟

- أنا ضدها تماما.. ويحب أن تحترم الرأي الآخر الذي عارضنا طالما كان بشكل مقبول، ولا اريد أن نكون »مكارثيين« ونضع معارضينا في الرأي في قوائم سوداء ونصدر عليهم الأحكام لمجرد الاختلاق في الآراء أو وجهات النظر.

·         وهل أنت أيضا مع قرار إلغاء وزارة الاعلام؟

- أنا فعلا مع الغاء وزارة الاعلام ليصبح التليفزيون المصري هو نبض الشارع وكي يكون مستقلا لا يتبع للنظام الحاكم وأيضا أنا  مع إلغاء وزارة الثقافة وتحويلها الي مجموعة من المؤسسات أيضا لا تتبع، والنظام الحاكم بل تتسم بالحرية والاستقلالية، فكما رأينا كان دور وزير الثقافة السابق اداريا وانجازاته ضعيفة وكانت الوزارة مثلها مثل باقي  انظمة الدولة تصب لصالح النظام الحاكم.

·         ولكن مع الاصرار علي وجود وزير ثقافة ما هي أمنياتك للسينما المقبلة في وجود الوزير الجديد؟

- اتمني منه أن يكون بيحب السينما ويدعمها ولا يتعامل معها كنوع من أنواع الدعاية بل يكون مؤمنا بأهميتها وبيحبها بجد.

·         تعالت أصوات مؤخرا تنادي بإلغاء الرقابة.. وأصوات أخري حذرت من خطر الانحدار نحو الإسفاف والابتذال اذا تم الغاؤها فما رأيك؟

- اتمني أن تلغي الرقابة، وأن يكون هناك حرية للفنان في التعبير عن رأيه وتترك في النهاية الحكم للجمهور، ونشعر المشاهد بأنه هو الرقيب الحقيقي علي مجتمعه، ويصبح له الحق في أن يرفع دعوي قضائية ضد أي فيلم أو صاحب دار عرض يقدم أفلاما غير لائق، دون فرض الوصاية علي الفنان أو الجمهور ويكون المشاهد هو سيد قراره، وأيضا الرقابة هي جهة اراها غير مفهومة فليس لها قوانين محددة تحكم بها بل هي »عايمة« جدا وقواعدها »مايعة« فمثلا نجد أن الرقابة تؤكد علي مراعاة الأخلاق العامة وعدم المساس بالدين أو الأمن القومي وكلها مفاهيم غير محددة، وحسب مزاج وثقافة الرقيب الذي يقرأ السيناريو أو يري الفيلم وللأسف أغلبهم موظفون وليس لهم أي علاقة بالسينما.

·         وما رأيك في الاعتصامات الموجودة حاليا داخل نقابة السينمائيين؟

- لم يكن لدينا ابدا نقابة بالمعني الحقيقي وكانت مقتصرة فقط علي اعطاء معاشات زهيدة وتنظيم بعض الرحلات.. فأنا اتمني أن تكون لدينا نقابة قوية لها قواعد وقوانين صارمة تحمي حقوق السينمائيين وتحدد ساعات العمل وتهتم بالتأمين الصحي وتوفر فرص عمل واتمني ان يحدث ذلك الفترة القادمة في ظل وجود نقيب جديد يحترم السينمائيين ويحترموه.

·         بدأت الثورة في السينما منذ سنوات عندما تحمست لسينما الديجيتال وقدمت فيلم »كلفتي« ليتحمس بعدها مجموعة من السينمائيين للفكرة ويقدمون أفلام ديجيتال؟

- بدأت هذه التجربة مع المخرج خيري بشارة أنا بفيلم »كليفتي« وهو فيلم »ليلة في القمر« ولم يحقق الفيلمان أي نجاح وقتها لأن التجربة كانت جديدة ولم يشجعها أو يتبناها أحد من أصحاب دور العرض ولكن مع الوقت بدأت سينما الديجيتال تفرض نفسها ولفتت أنظار السينمائيين وحققت نجاحا كبيرا ودوليا، وذلك أكد لي فكرتي أن الديجيتال هو مستقبل السينما وتأكدت أن حماسي لتكنيك الديجيتال منذ البداية كان في محله.

·          وماهي وتوقعاتك لشكل السينما بعد ٥٢ يناير وحجم التطوير بها؟

- اشعر ان السينما في طريقها الي الازدهار شكلا ومضمونا، فالمواضيع سوف تكون أكثر جدية واكثر جرأة بعد ان عانينا كثيرا من سينما مزيفة وغير حقيقية وللأسف خلت معظم الافلام الفترة الماضية من الجانب الانساني لحساب  التكنيك المبهر وخرجت بعض الافلام سطحية بهدف الربح فقط، وبالتأكيد سوف يعاد  انتاج مثل هذه الافلام مرة أخري، ولكن ايضا اتوقع ان نري بجوارها أفلاما جادة ومختلفة تناسب المرحلة الجديدة .

·         والاجور الباهظة للفنانين، والتكاليف الضخمة للانتاج التي تميزت بها فترة ما قبل الثورة.. في رأيك هل ستستمر السينما بنفس الشكل؟

- في النهاية فكرة اجر الفنان هي عرض وطلب، ولكن هذه الفترة غير مستقرة وسوف تكون مغامرة كبيرة من المنتج أن يضع ميزانية ضخمة كما كان يحدث، وبالتبعية سوف تقل الاجور، واعتقد ان شكل السينما وتقنياتها الفترة القادمة سوف يغير حسابات الكثير من المنتجين، لان البحث عن الجودة اصبح شيئا مطلوبا وهذه الجودة الفنية التي اختفت مع احتكار شركات كبري للانتاج والتوزيع والتركيز بشكل كبير علي الربح المادي مما أدي الي زوال المنتج الصغير، بعد أن كان المنتج الصغير أهم عنصر في السينما فكانوا يتميزون بالقدرة الحقيقية علي تقديم سينما راقية ويحب أن يستوعب الفنانون والسينمائيون ودور العرض التطورات التي تحدث في السينما والقدرة علي مواكبتها.

·         ميدان التحرير أثناء الاعتصامات تحول الي ساحة واسعة من الفنون ، الرسم والغناء والقاء الشعر والتصوير وخرجت الكثير من الأفلام القصيرة توثق المظاهرات والاعتصامات في ميدان التحرير.. فما رأيك في هذه الحالة؟

- بالتأكيد حالة رائعة، والشباب بينهم مواهب كثيرة وأنا أري أن كل شخص من حقه ان يصنع فنا، وخاصة السينما فطرق عمل سينما الآن سهلة جدا والتقنيات أصبحت رخيصة وفي متناول الجميع من كاميرات صغيرة وسهلة الاستعمال وطرق مونتاج وعرض الافلام وانتشارها عن طريق الانترنت سهل جدا.

·         بعد ثورة ٢٥ خرجت مجموعة من الاغاني القوية عبرت بقوة عن الحدث ورددناها هذه الايام ولكن بعد ٥٢ يناير لم نري غناء قويا عبر عن الثورة.. فلماذا؟

- الثوار الشباب عبروا عن أنفسهم في غنائهم فمثلا أغنية »هاني عادل« جميلة وخرجت من قلب الميدان ولها صدي واسع بين الناس، كما استمعنا الي أغنية منير »ازاي« وهي مناسبة لروح العصر واعتقد ان الاغنيتين افضل ما قدم عن الثورة.

·         وأخيرا أري في عينيك نظرة تفاؤل كبيرة.. الي أي مدي أنت متفائل بمستقبل مصر؟

- أنا متفائل لأبعد مدي بالمستقبل علي كل المستويات السياسية والاجتماعية والفنية.

أخبار النجوم المصرية في

10/03/2011

 

أوراق شخصية

فلتذهب الثورة إلي الجحيم

بقلم : آمال عثمان 

بقدر سعادتي بنجاح ثورة الشباب في الإطاحة بالنظام السياسي الذي استمر قابعا فوق الأنفاس 30 عاما..  بقدر ما كانت خيبة الأمل الكبيرة والحزن علي حالة الانهيار والانحطاط الأخلاقي والتخوين والتشكيك والتطاول والبلطجة بكافة أنواعها التي أمست تسود الشارع المصري،  فجأة ارتدي أصحاب النفوس المريضة والأيادي المرتعشة عباءات الثوارالأحرار!! وسرعان ما اعتقد الانتهازيون وأصحاب المصالح أن فرصتهم قد أصبحت سانحة للتسلق علي أكتاف الشرفاء والقفزعلي الغنائم، وتوهم المحبطون والفاشلون والمنافقون وذوو العقول الخربة أن التمرد والعصيان  والإطاحة بالمسئولين والرؤساء قد يفتح أمامهم الطريق للسطو علي ما ليس من حقهم!! وامتدت الفوضي والغوغائية والبلطجة إلي الجامعات، وسمح الطلاب لأنفسهم بالتدخل في اختيار هيئة التدريس وإسقاط عمداء الكليات ورؤساء الجامعات، بل إنهم سمحوا لأنفسهم بالتهجم والبلطجة علي أساتذتهم، وقد روت لي صديقة كيف اقتحم عدد من طلاب الأكاديمية البحرية مكتبها لإجبارها علي تعديل درجاتهم في المواد التي رسبوا فيها!! أما أستاذة علم الأنسجة في جامعة قناة السويس فتتعرض لضغوط شديدة من الطلبة لإلغاء الامتحانات!! لكن المدهش حقا أن تنتقل عدوي المظاهرات والفوضي لتلاميذ المدارس الابتدائية، ونجد طلبة الصف الأول والثاني الابتدائي يتظاهرون،  فيخرج لقمعهم وضربهم تلاميذ الصف الثالث، وفي اليوم التالي يخرج طلبة الصف الرابع والخامس، فيخرج تلاميذ الصف السادس لضربهم!! وللأسف هذه القصة ليست طرفة أو »نكتة« ولكنها حقيقة حدثت بالفعل في مدرسة ابن الزميل العزيز إيهاب الحضري مدير تحرير أخبار النجوم!! ولذلك أنتظر قريبا أن يتظاهر أطفال الروضة والرضع في ميدان التحرير ليطالبوا المجلس الأعلي للقوات المسلحة بتغيير أمهاتهم وآبائهم الذين نشأوا في العصر البائد وتزوجوا علي يد مأذون ينتمي للنظام السابق !!!

> > >

في أي قانون أوعرف أو دين أو ملة تصبح أحد أهم إنجازات ثورتنا المجيدة هي اتهام كل مسئول أو رئيس في أجهزة الدولة ووزاراتها ومؤسساتها وجامعاتها بالخيانة والعمالة والفساد ؟! وبأي حق ينصبون أنفسهم ولاة علي المجتمع وقضاة يصدرون أحكامهم المضللة لينفثوا بها عن ضغائنهم وأحقادهم وعجزهم ؟!! إذا كانت هذه هي إنجازات الثورة فلتذهب الثورة إلي الجحيم !

لقد أصبحنا نطالع كل يوم مئات الأحكام التي تخرج عن محاكم التفتيش الجديدة من مقراتها القابعة داخل شبكات الإنترنت العنكبوتية،  والتي أصبحت سلاحا قذرا يستخدمه الضعفاء والجبناء في حروبهم غير الشريفة،  باعتبار »أن العيار الذي لا يصيب يدوش«!!

و قد أحزنني كثيرا أن تصل ثقافة التشكيك وترويج الاتهامات إلي حد نشر أوراق ومستندات ووثائق منسوبة إلي جهاز مباحث أمن الدولة تتهم عدداً كبيراً من الإعلاميين الشرفاء بالرشوة والتعاون مع الأجهزة الأمنية وغيرها من قوائم الاتهامات جاهزة التصنيع !! وسواء كانت بعض تلك الوثائق أو كلها مزيفة فإن مجرد نشرها علي مواقع الإنترنت،  أو حتي مجرد تداول محتواها علي الألسنة، يؤكد أننا أمام كارثة أخلاقية خطيرة تفشت كالسرطان في جسد المجتمع الذي يعاني أصلا من الوهن والضعف منذ سنوات!!

لذلك أقول للكاتب الصحفي والزميل العزيز مجدي الجلاد رئيس تحرير جريدتي المفضلة »المصري اليوم« أنك لست في حاجة إلي تبرئة ساحتك أمام الرأي العام لأن قيمتك وقامتك أكبر وأشرف وأنقي وأنبل من أن تجعل أي إتهامات تلصق بك، حتي وإن كره الكارهون والحاقدون والفاشلون !.. أيتها الثورة النبيلة كم من جرائم يتم ارتكابها باسمك!

> > >

إنني أحيي رؤساء الجامعات علي موقفهم المحترم في مواجهة العبث والفوضي التي تعم الساحة الجامعية، والانتهاكات التي يرتكبها الطلاب للنيل من هيبة الحرم الجامعي وقيمه العريقة، واتهاماتهم الجارحة لرؤساء الجامعات وعمداء الكليات بأنهم بقايا وفلول النظام الفاسد!

حقا إن ما يحدث هو هدم للقيم والأخلاق الجامعية، وإفساد للمنظومة التعليمية داخل أسوار الجامعة، ومخالفة لكل الأنظمة التي تتبعها أعرق وأكبر الجامعات في أكثر الدول حرية وديمقراطية، فلم يحدث في أي جامعة في العالم أن تولي الطلاب اختيار أساتذتهم أوعمداء كلياتهم أو رؤساء جامعاتهم،  ولكن هيئة التدريس وحدها هي المنوط لها تلك المهمة!!

إن العار كل العار أن تستمد الجامعات وأساتذتها شرعيتها من المنتسبين إلي الثوار والنبلاء الحقيقيين لميدان التحرير!! .

> > >

الإعلامي القدير حافظ المرازي هو بحق نوعية نادرة من الإعلاميين الموجودين علي الساحة الآن، ليس فقط لكفاءته المهنية وثقافته الموسوعية التي جعلته أحد أشهر المحاورين ومقدمي البرامج علي الفضائيات العربية، وإنما لأخلاقياته المهنية وقناعاته الفكرية، واحترامه الشديد لنفسه ولمشاهديه وقد سعدت كثيرا باستضافته في برنامج »مصر النهاردة« بعد أن افتقدته كثيرا علي شاشة قناة العربية التي ظل يطل علينا منها طوال عام من خلال برنامجه الأسبوعي »ستوديو القاهرة«، وهو البرنامج الذي تحول إلي برنامج يومي لتغطية وتحليل الأحداث وتقديم كافة الآراء ووجهات النظر في مختلف القضايا، وذلك منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتي التنحي ونجاح الثورة.

ولكن حافظ المرازي وضع استمراره في عمله في كفة، ومصداقيته ومهنيته وحياديته في الكفة الأخري عندما قرر أن يكون شرط ظهوره واستمراره في تقديم البرنامج هو تخصيص حلقة لمناقشة موقف السعودية المؤيد للنظام السابق وتأثير ثورة يناير علي ما يحدث في المملكة، وبالطبع رفضت إدارة القناة السعودية هذا الشرط الذي أعلنه علي الهواء في نهاية حلقة استضاف فيها الإعلامي حمدي قنديل، وخسرنا نحن المشاهدين ستوديو المرازي !

وهي ليست المرة الأولي التي ينتصر فيها الإعلامي القدير لمهنته وقناعاته،  فقد كان له موقف سابق مماثل مع قناة الجزيرة التي ظل يقدم علي شاشتها برنامجه الشهير »من واشنطن« حتي شعر أن القناة القطرية لها أجنداتها الخاصة، فكان شرطه في الاستمرار السماح بانتقاد النظام في قطر مثلما يحدث مع الأنظمة الأخري !

ليس هذا فحسب بل أن المرازي دأب علي رفض العروض المتكررة من وزير الإعلام السابق أنس الفقي،  ودعوته للانضمام إلي كتيبة ماسبيرو، وذلك حتي لا يصبح أحد »المحظوظين« في تلك المنظومة المضللة !!

كنت أتمني أن يترك تامر أمين الحديث أكثر للمرازي ليمتعنا بآرائه وأفكاره وتحليلاته حول الإعلام المصري، لكن للأسف أدار تامر دفة الحوار ليتحدث عن مواقفه هو الشخصية وأخطائه المهنية، واستحوذ علي الوقت المخصص لتلك الفقرة في تقديم مبررات عما بدر منه تجاه شباب الثورة، وعن أدائه الإعلامي قبل وبعد الثورة !

> > >

لست ممن يشعرون بالتفاؤل والرضا علي مستقبل مصر الإقتصادي في ظل الأوضاع الحالية، بل أن مخاوفي تتزايد أمام طوفان الانفلات الإنساني، وتفرغ المجتمع بكل فئاته للمظاهرات والاعتصامات والإضرابات كما ازددت رعبا وأنا أتابع مئات الآلاف من العمال البسطاء القادمين من ليبيا،  والمتوقع أن يتضاعف عددهم مع امتداد الثورات إلي أرجاء الوطن العربي،  وقد تأكدت الكثير من مخاوفي وأنا أتابع حوار نعماني نصر نائب رئيس هيئة السلع التموينية مع الزميلة رانيا بدوي بجريدة »المصري اليوم« حول المخاطر التي نواجهها لتأمين السلع الغذائية والمخاوف التي قد تحدث من في حالة نقص المخزون الغذائي،  الذي يشكل عبئاً شديداً علي الدولة وربما يتحول إلي كارثة إذا لم تعد الحياة الي طبيعتها واذا لم تدرْ عجلة الإنتاج في المصانع ويذهب الكل إلي تأدية عمله .

إنني أتمني أن يستضيف التليفزيون المصري علي مختلف شاشاته مجموعة من المسئولين والخبراء لتوعية المجتمع بالكوارث التي تنتظرنا إذا لم تعد الحياة إلي طبيعتها، ويتوقف الجميع عن الإضرابات والمظاهرات قبل أن نستيقظ لنجد »ثورة الحرية« تحولت إلي »ثورة جياع« تفقدنا حريتنا وحياتنا وإنسانيتنا .

> > >

بمناسبة الحديث عن التليفزيون المصري،  فإنني أندهش حقا من قرار تولي اللواء طارق المهدي زمام الأمور كلها في ماسبيرو، وتوليه مسئولية اختيار القيادات ووضع السياسات، برغم حرص المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي التأكيد في كل مناسبة أنه لا يريد بسط قبضته علي أجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة،  أفهم أن تكون مهمة المهدي ضبط الإيقاع وحماية هذا الجهاز المهم من الانفلات والفوضي، لكن ما لا يمكن قبوله هو توليه الجوانب المهنية التي تحتاج إلي عقلية إعلامية مستنيرة وتجيد إدارة دفة الأمور وتصلح ما أفسدته عقول الستينات التي كانت تدير ماسبيرو باعتباره جزءاً من الاتحاد الاشتراكي!! وما أكثر خبراء وأساتذة الإعلام الأفاضل في مصر ! صحيح أن هناك قرارا بتولي الدكتور سامي الشريف رئاسة الاتحاد لكن الصحيح أيضا أن سيادة اللواء هو المسئول الفعلي حتي الآن!

ويبقي سؤال هل صحيح أن انفراد جريدة »الأخبار« الغراء بإجراء أول حوار مع اللواء طارق المهدي يرجع إلي صلة القرابة التي تربطه بالكاتب الصحفي الزميل علاء عبدالوهاب سكرتير تحرير »الأخبار« الذي أكن له كل التقدير والاحترام،  والذي سعدت بحواره في برنامج »مصر النهاردة« يوم السبت الماضي! كنت أتمني ونحن نبدأ عهدا جديدا في مصر أن تكون موافقة اللواء طارق المهدي علي إجراء الحوار لأسباب مهنية وليست عائلية !!

رشة حسين سالم الجريئة

تربطني علاقة إنسانية شديدة الجمال بالإعلامية الكبيرة آمال فهمي،  وأعشق حكاياتها عن الماضي وصولاتها وجولاتها في عملها الذي عشقته حتي النخاع، ولأن ما يجمعنا ليس فقط الاسم ولكن أيضا الفضول الإعلامي فقد طلبنا من سائق السيارة المخصصة لنا أن يذهب بنا إلي قاعة السلام التي شهدت أحداثا سياسية واجتماعات دولية جعلت منها محط أنظار العالم،  وذلك أثناء أجازة قررنا أن نمضيها معا علي شواطيء مدينة شرم الشيخ الساحرة .

وشاءت الظروف أن يستقبلنا عامل بسيط في فندق موفنبيك الذي يمتلكه حسين سالم، والحق أنني كنت في ذلك الوقت لا أعرف الكثير عن تلك الشخصية التي تطوع مصطحبنا برسم صورة كاملة لها بلا رتوش ! بل أنه من فرط سعادته برؤية صاحبة أشهر برنامج في الإذاعة المصرية،  قرر أن يقوم هو بدور المذيع ونجلس أنا وهي علي ناصية القاعة نشاهد من نافذتها الفيلات . كان يشير إلي كل واحدة منها ويذكر اسم مالكها،  ولأنني لم أرغب في أن يذهب هذا المسكين وراء الشمس،  ويمحي من الوجود احتفظت في ذاكرتي بهذا القدر من المعلومات الغزيرة والخطيرة،  لكنها  كانت تتداعي لذهني كلما سمعت حديثاً عن صاحب الصفقة المشبوهة لتصدير الغاز لإسرائيل بأقل من تكلفته ليحصل هو في مقابله علي عائد يفوق ما تحصل عليه الدولة .

و منذ أيام قرأت عن عقود بيعه 5 فيلات للرئيس حسني مبارك ونجليه علاء وجمال بسعر 500 ألف جنيه للوحدة، في الوقت الذي يصل فيه سعر بيع الوحدات التي لا تزيد علي عشر تلك المساحة إلي 9 ملايين جنيه !!

وسواء كانت صفقة بيع الفيلات الخمس بهذه الملاليم يعود إلي حصول حسين سالم علي ملايين الأمتار التي خصصت له في أجمل وأرقي منطقة في خليج نعمة بشرم الشيخ،  أو كانت مقابل عدم هدم الفيلات المخالفة التي أقامها داخل مياه البحر  ومنها الفيلات الخمس،  وحررت بها وزارة البيئة محاضر إزالة،  أو كانت تلك الصفقة مقابل المكاسب الرهيبة التي جناها من صفقة بيع الغاز لإسرائيل،  أو كانت الصداقة والمحبة لوجه الله تعالي والوطن،  وراء حصول سالم علي تلك المبالغ الزهيدة من الرئيس السابق!! فالسؤال الأهم أين عقود فيلات المسئولين الآخرين ؟! وهل حصلوا عليها مقابل مبالغ رمزية أيضا؟ أم أن المحبة والود اقتصرا علي أسرة الرئيس ؟! غالب الظن أنها كانت رشة محبة جريئة من حسين سالم للجميع بلا  ملايين أو.. حتي ملاليم !!

أخبار النجوم المصرية في

10/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)