حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تمازج عميق بين الشعر والسينما

الفيلم الوثائقي 'أبو القاسم الشابي شاعر الحب والحرية': للمخرجة التونسية هاجر بن نصر

زويريق فؤاد

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر . صرخة رددها أحرار العالم، وكلمات علقت في أذهان المؤمنين بقدرة الإنسان. صرخة أطلقها الشابي في الثلث الأول من القرن العشرين وبها خلد في أذهان الناس واحتل مكانة في قلوب عشاق الحرية.

بهذه المقدمة الرائعة ابتدأ الفيلم الوثائقي (أبو القاسم الشابيô شاعر الحب والحرية) وقد نزيد عليها نحن ونقول هي صرخة أصابت ومازالت تصيب قلب الإنسان الحر وتذكره بحريته وكرامته وإنسانيته... صرخة كتبت التاريخ بعيدا عن الألم، بل قد يكون ألمها هو وحيها وإلهامها... دعوة صريحة للكتابة بالذاكرة... لوحة سوريالية تستحضر أسطورة الشعوب الحرة الأبية.

استطاعت المخرجة التونسية هاجر بن نصر في هذا الفيلم أن تبعث الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي من جديد وتلتقط عبر عدستها أهم مراحل حياته صوتا وصورة. فيلم غاص في تجربة متكاملة من التوثيق التاريخي لشخصية عربية مازال تأثيرها قائما إلى حد الآن، تجربة تقف على مستوى التحديات الإبداعية الملازمة للصورة بشقيها الترفيهي والثقافي.

صور متلاحقة وأحداث سلسة وشهادات متميزة...تدفع بالمتلقي للخروج من ذاته وتقمص شخصية ابي القاسم الشابي بأحاسيسها وآلامها... لقد نجح الفيلم في مسايرة إيقاع الزمن الحاضر وإشباعه بعبق الماضي ليعزف لنا أهازيج شعرية خالدة وألحانا متمردة على نزيف الألم.

من خلال فيلمها هذا أبانت المخرجة عن بعد نظرها في معالجة المأساة وإعطائها القدرة على التحول من وجه سلبي مؤلم إلى وجه آخر أكثر إضاءة، على اعتبار أنها ظاهرة حميدة لا يبتلي بها إلا العباقرة فقط، وقد ركزت المشاهد المتواترة في الفيلم على هذه التيمة بالضبط، باعتبارها عقدته الرئيسية. هي إذا رؤية أريد بها تحفيز الآخر على عدم رفض مآسيه وآلامه، بل استغلالها من خلال ترشيدها وتدويرها من جديد حتى تقوى على التمرد وتكشف عن قيمها التفاعلية، بل قد تكون سببا في نجاحه وشهرته.

إن احتفاء هاجر بن نصر بألم الشابي والتركيز المطلق عليه لم يدفعها إلى إهمال الجوانب الفنية في الفيلم، بل أبانت المخرجة عن وعيها الإبداعي بتحقيق التوازن بين رغبتها في إشباع ذات المتلقي الراغبة في الانفتاح على عوالم الشابي ونبش جزئياتها، وبين إخضاع المكان للتشريح السينمائي باعتباره عالما من هذه العوالم، وقد شاهدنا كيف تم تسليط الضوء عليه -أي المكان- بقوة، كجزء مهم من الشخصية سعياً وراء اقتناص اللحظة بأحاسيسها ومشاعرها وانفعالاتها المتضاربة، وهكذا نجد أن كل الأحداث المفجعة قد استأثرت بالزوايا التصويرية الضيقة للمكان، واعتمدت على الكاميرا الثابتة لنقل الصورة مع استخدام اللقطات القريبة والمتوسطة لإظهار حجم الكارثة التي ألمت بالشخصية، وذلك بالتركيز على ملامحها أولا ثم على المحيط الضيق الذي توجد فيه ثانيا، ولزيادة جرعة من التوصيف العام لهذه الأحداث تم اختيار الضوء الخافت مع التلاعب بالظلال على المواقع الأكثر تأثيرا على ذهن المتلقي بدون الخروج عن الإطار المذكور سابقا، وهكذا عايشنا بصدق حجم الفاجعة التي ألمت بالشابي فور سماعه خبر موت أبيه، الذي يكن له حبا واحتراما كبيرين، كما أحسسنا بألم مرضه، وتعاطفنا مع محنته أثناء محاربته من طرف الكتاب وبعض النخب التونسية آنذاك، كل هذه الأحداث اعتمدت فيها المخرجة على نفس التقنية الفنية تقريبا، مشاهد صورت من نفس الزاوية وبنفس الإضاءة والديكور والاكسسوارات... والهدف من ذلك هو دفعنا لاستحضار وقراءة آلام أبي القاسم الشابي على أنها واحدة لا تتجزأ رغم اختلاف مسبباتها.

تحركت الشخصية الرئيسية في الشريط داخل إطار معين لم تحد عنه مطلقا، يؤثثه ديكور يختلف باختلاف الظروف التي تمر بها، ويعكس هذا الديكور الاحتفاء بالصور الحية للمشاعر والأحاسيس المشحونة داخل هذه الشخصية، ونعطي مثالا على ذلك من خلال المشاهد التالية (مشهد داخلي-غرفة الشابي، مشهد داخلي- غرفة المستشفى، مشهد خارجي - التقاؤه بالمرأة الايطالية- مشهد داخلي- الخزانة...) وقد رافق هذا الاحتفاء هيمنة الخطاب الثقافي وإعطاؤه بعدا رئيسيا ساعد على حفظ توازن العناصر داخل مشاهد الفيلم، كما استخدمت المخرجة تقنيات الفيلم الروائي حتى تعطي للصورة بناء دلاليا وبعدا تعبيريا قد يساعد على فهم المستعصي من الجوانب الخفية للبطل، الشيء الذي ابرز بوضوح تماسك المتن السردي داخل سيناريو الفيلم، ورصد ذلك التمازج العميق بين الصور الشعرية والصور السينمائية على طول الأحداث.

لا ريب أن استيعاب التخييل والواقع معا من طرف المتلقي يستوجب منح البناء الدرامي للأحداث قوة تَعبُر بالمُشاهد من الحاضر إلى الماضي، وتحصره بالتالي داخل النسق والتوجه المراد الوصول إليه من طرف المخرج كنتيجة طبيعية لرؤيته الفكرية قبل الفنية، وهذا ما تشبثت به المخرجة هاجر بن نصر عندما شخصت بنجاح سلوك الشابي وميوله من خلال التصوير الدرامي التخيلي بلمسات واقعية عبرت عن شخصيته الحقيقية، وهكذا رصدنا كيف تم المزج بين التمثيل والتوثيق، سواء عبر عرض وثائق وصور تاريخية أو الاعتماد على شهادات حية لكتاب ومفكرين وأكاديميين معاصرين لهم وضعهم وقيمتهم داخل الوسط الفكري والإبداعي العربي، وهنا نذكر كل من (محمد صلاح بن عمور، ابو الزين أسعدي، سميح القاسم، أبو القاسم محمد كرو، عبد المعطي حجازي، محمود حيدر، محمد المي، جميلة ميجري، نور الدين صمود) وهم كما نرى ثلة من خيرة النخب المثقفة وهذه نقطة إضافية تحسب للفيلم.

إلى جانب المأساة اهتم الفيلم كذلك بالجمال والحب عند الشابي، حيث تطرق إلى الطبيعة والمرأة في شعره، وأسقطهما بإتقان على حياته الشخصية، ليرسم لنا صورة عن هذا الجانب، بعيدا عن الألم والمعاناة وكان من الطبيعي نقل هذه الصورة السينمائية بأسلوب فني يعكس هذا التصور، فكانت المشاهد المرافقة لهذه اللحظات تستخدم الأضواء والخلفيات الدالة عن الهدوء والاسترخاء والفرح وهي عناصر مهمة تخدم الفيلم، وأهميتها تتجلى في إخراج المُشاهد من أجواء وإدخاله إلى أخرى مخالفة تماما، حتى يتماهى مع الشخصية بأفراحها وأتراحها ويتعرف على كل جوانبها الإنسانية من ناحية، ويحارب الملل الذي قد ينجم عن التركيز على الآلام والمآسي من ناحية أخرى.

وبالمناسبة نشير إلى أن الفيلم فاز بالجائزة الكبرى وجائزة النقد للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة في دورته الثانية.

' كاتب من المغرب

s_zouirik@hotmail.com

القدس العربي في

01/03/2011

 

فيلم 'اسمي خان':

رؤية سينمائية محايدة ومعالجة منصفة لعلاقة المسلم بالآخر

سليمان الحقيوي  

يشكل فيلم 'اسمي خان' نقطة تحول في مسيرة السينما الهندية التي اتسمت بالابتذال والتكرار، سواء على مستوى التلقي أو الإنتاج، ليس فقط بمعالجته لموضوع الإرهاب بصريا من خلال قصة إنسانية مؤثرة، بل أيضا هو تدشين لسينما هندية جديدة بعيدا عن نمطية الغناء والرقص والانتقام، فهو يرسم خطا جديدا لها، إذ أن الفيلم سلط الضوءعلى واقع مرير عاشته بعض الأقليات في الولايات المتحدة الأمريكية إبان أحداث الثلاثاء الأسود.

لقد حقق كوران جوهر مخرج فيلم 'اسمي خان' معادلة صعبة حين تمكن من تحقيق أرباح تجارية كبيرة من دون وقوعه في أسر المحمول التجاري، بل كانت القيمة الجمالية غاية ووسيلة في الآن نفسه، وهذا التوجه ليس غريبا عن هذا المخرج، فرؤيته الجمالية كانت حاضرة في جل أعماله ضمن مساق تطوري بلغ ذروته في فيلم 'اسمي خان'.

وتدور أحداث الفيلم حول شخصية 'ريزوان خان' الذي يعاني من مرض متلازمة الاسبرجر (هذه المتلازمة تؤثر على الشخصية من حيث البراعة، وتؤدي الى الافتقار إلى مهارات الاتصال السليم مع الأشخاص الذين يعانون منها)، وبعد وفاة أمه يلتحق بأخيه المقيم في أمريكا فيتعرف على امرأة هندوسية مطلقة تدعى 'منديرا' ويتزوجان بعد قصة حب قصيرة، ولكن أحداث الحادي عشر من ايلول/سبتمبر حملت له كما لغيره من المسلمين في أمريكا نظرة دونية، تجلت في تحميلهم ذنب سقوط البرجين فتصاعدت وتيرة العنف ضد المسلمين، حيث أصبحت صفة المسلم أو شكله كافيين لاضطهاده، ولعل نقطة التحول في هذا الفيلم هو عندما تطلب الزوجة، 'مانديرا' من خان مغادرة المنزل، فيسألها بكل براءة: 'متى يمكنني أن أعود؟'، لتفاجئه هي بالسؤال، وتستهزئ منه بالقول: إن بإمكانه العودة عندما يخبر الجميع، بمن فيهم الرئيس الأمريكي، بأن 'اسمه خان، وأنه ليس إرهابيا'. ، ففهم هذا الكلام حرفيا وبدأت رحلة البحث عن الرئيس الامريكي، وإذا كان حدث قتل ابن منديرا هو حبكة الفيلم الكبرى وذروة الصراع، فان رحلة روزوان خان تحمل العديد من الدلالات أولاها بالذكر استناد البطل الى تعاليم الإسلام الحقيقية، رغم مرضه النفسي ومساهمته في تغيير النظرة إلى الإسلام والمسلمين. لقد اعتمد المخرج على تقنية الفلاش باك فمن خلالها سنتعرف على طفولة البطل وعلاقته بأمه وأخيه، فكانت الأم خير معلم لابنها حينما ستلقنه درسا بسيط، لكنه سينير كل حياته فقد أخبرته بان في العالم فقط أناسا أخيارا وأناسا أشرارا، مهما اختلفت معتقداتهم الدينية، كما ستتمحور رحلة البطل على ذلك الشعار الذي رفعه في وجه شرطة مطار سان فرانسيسكو 'اسمي خان وأنا لست إرهابيا'، حينما قبضوا عليه بعد أن شكوا في أمره بسبب سلوكه الغريب، وقاموا بتفتيشه بطريقة لم تحترم حتى مرضه، وهذه الصورة هي امتداد لما يتعرض له المسلمون وغيرهم من الأقليات في أمريكا وغيرها من البلدان الغربية، لكن رحلة 'رزوان خان' كانت كفيلة بتغير نظرة العالم إلى الإسلام والمسلمين لأنه كان يعامل الناس كالشجر يرمونه بالحجر فيرميهم بأطيب الثمر. وكما كان الفيلم رسالة إلى الغرب من خلال تصحيح صورة الإسلام، فهو أيضا رسالة موجهة للمسلمين من أجل إعادة اكتشاف ذواتهم وإعادة إحياء صلتهم بعمق الإسلام، ومن جهة أخرى فهو دعوة لهم من اجل الحفاظ على هذا الدين ونشرة بالطريقة الأفضل، وعدم التأثر بالمضايقات التي قد تحصل للمسلم بسبب ديانته، بل مقابلة ذلك بمعاملات تعكس جوهر الإسلام وروحه وليس بسلوكيات عدوانية، وعلى جانب آخر فالفيلم في عمقه هو انتقاد للسياسة الأمريكية الداخلية متمثلة في التماطل في مساعدة ولاية جيورجيا والتعامل مع السكان انطلاقا من عرقهم، كما أنه تأكيد على أن التطرف ليس حكرا على ديانة معينة، فقاتلوا ابن مانديرا هم أمريكيون، مثلما كان الدكتور فيصل مسلما متطرفا حاول دفع المسلمين للانتقام باسم الإسلام، وهذا يؤكد دعوة الفيلم إلى نبد العنف عند كل الديانات، كما أن وجود الإسلام لم يكن بذلك الحضور المنغلق الرافض للآخر، بل على العكس ظهر الإسلام منفتحا على غيره من الديانات كالهندوسية والمسيحية، فعبارات 'السلام عليكم، إن لله وإنا إليه راجعون وان شاء الله'، كانت حاضرة طوال الفيلم إلى جانب حضور معالم الحضارة الإسلامية كالمسجد الإسلامي والموسيقى الروحية، وأكثر من ذلك عبر الفيلم عن جوهر الإسلام وهو التسامح والتعايش من خلال زواج مسلم وهندوسية، وقد حاول المخرج كذلك أن يمر على مجموعة من القضايا الإنسانية بطريقة مقصودة، فعلاقة الحب بين مانديرا المرأة الجميلة ورزوان خان المعاق هي تجاوز للمظاهر واحتفاء بالجوهر في زمن طغت فيه المادية وأصبحت هي المحدد الأساس لقيمة الإنسان.

لقد اجتمعت لهذا العمل عوامل النجاح من خلال إخراج جيد متمثل في النمط الجمالي الذي اعتمده كوران جوهرا، سواء اختياره للموضوع والتحكم فيه فنيا من خلال تكسير بنية السرد وكذلك اختياره لطريقة حكائية من خلال راوٍ مشارك في الأحداث، وهي اختيارات أثمرت متعة فنية عالية، وبالإضافة إلى دور المخرج يظهر تماسك السيناريو وتعالقه مع صورة الفيلم وهو للكاتبة الهندية سيفاني إيجا التي درست في سان فرانسيسكو فأتاح لها ذلك التعرف على دقائق الأمور في أمريكا بمخيلتها وتشويقها المتلاحق، فقد استطاع السيناريو أن يكشف عن حقيقة الدين الإسلامي بعيدا عن أية مصالح أو إسقاطات سياسية، وصولاً إلى عبقرية الدور المركب لشاروخا ، الذي نجح نجاحا باهرا في تقمص شخصية مصابة بمرض نادر، بالإضافة إلى نجاح الطفل الذي قام بدور طفولة رزوان خان، وكان تميز شاروخان في دوره نابعا من عاملين أولهما موهبته الكبيرة في التمثيل عموما وفي هذا العمل خصوصا، ثم علاقته بباقي الشخصيات سلبية كانت أم ايجابية التي كانت توفر له مساحات شاسعة للبروز والتعبير، حيث اتحدت كل هذه العناصر لتنتج فيلماً ممتازاً يسجل نصراً جديداً لسينما العالم الثالث، أما النقاط السلبية فهي لم تكن بذلك التجلي الذي قد يؤثر على المسار الجمالي للفيلم، ويمكننا الحديث عن نهاية الفيلم حيث ستنتهي رحلة البطل بلقاء الرئيس الامريكي وإخباره بتلك الجمل الرائعة 'اسمي خان وانا لست إرهابيا' فهنا إشارة واضحة إلى انتهاء معاناة المسلمين وعودة البطل إلى زوجته ، لكن الواقع يثبت استمرار هذه المعاناة واستمرار صراع الأنا العربي والآخر، كما أن الأحداث في نهاية الفيلم جرت بوتيرة متسارعة وغير منسجمة. لكن هذا الجزء من قد يكون قد حمل رؤية خاصة للمخرج تتمثل في مناشدته الكل لإنهاء كل هذه الخلافات الايديولوجية.

ومهما يكن من أمر فقد حملنا كوران جوهر طيلة مدة عرض الفيلم نحو عوالم جمالية تواشجت مع مخلفات الواقع لدينا، لتثمر تأثيرا عميقا لا يمكن أن يمحى سريعا.

كاتب من المغرب

القدس العربي في

01/03/2011

 

"خطاب الملك.. المتأتئ" الأوسكار نصيبه...

مروان كامل 

التوثيق السينمائي معروف عنه أرقى وسائل التاريخ توثيقاً.. فما بالك حين يقلد التاريخ السينمائي هذا بجائزة الأوسكار لأفضل توثيق في العالم.. بلا شك سيغني ذلك عن كل الكتب التاريخية والتماثيل المنصوبة .. تغني عن أي توثيق أرضي لشارع ما يحمل أسمه.. أو جامعة تحمل إحدى قاعاتها الكبرى الأسم ذاته..

قليلون من حصلوا على مثل هذا التوثيق السينمائي الحائز على الاوسكار كـغاندي وشكسبير والمعجزة الامريكية "كيم بيك".. وغيرهم..

هذا التاريخ حصل عليه الملك البريطاني جورج السادس للعام 2010 والذي أعلنت عنه يوم الأحد 28/2/2011م. "جائزة الأوسكار".. .

فيلمان من أصل عشرة كانا المرشحان الأقوى لنيل الجائزة..

"الشبكة الاجتماعية "فيسبوك" لكن جم الترشيحات صبت قي صالح خطاب الملك وهو ما سنتناوله هنا..

" سيناريو"

يحكي الفيلم عن قصة الملك جورج السادس الملك البريطاني للفترة بين 1936-1952م... الذي يعاني مشكلة في الكلام "تأتأه" تشكل امامه عائقاً لتولي خلافة أباه جورج الخامس الحكم.. والذي أعلن قبل وفاته تنصيب أخاه ديفيد.. لإعتقاده بأن جورج السادس غير آهلاً للحكم.. يتولى ديفيد الحكم الذي لم يلبث فيه سوى أشهر قليلة قبل ان يعلن نيته الزواج من إمرأة أمريكية تزوجت رجلان ومازالت مرتبطه بأحدهم.. ولأن قوانين الكنيسة لاتسمح بمثل هذا الزواج للملك يعلن ديفيد التنحي عن العرش لصالح جورج السادس.. يتولى الأخير زمام الحكم ولكنه لايستطيع أن يلقي أي خطاب للشعب نظراً لمشكلة التلعثم في الكلام الذي بدوره يستوجب وجود طبيب نطق.. هذا الطبيب يدرب الملك النطق ويساعده التخلص من التأتأه التي يعاني منها.. وفعلاً يستطيع هذا الطبيب معالجة الملك الذي بدوره إستطاع ان يخطب في شعبه..

"عرض"

بعيداً عن السينما فالفيلم حكى قصة واقعية للملك جورج السادس والد الملكة الحالية إليزابيث والذي يعاني في الواقع من مشكلة التلعثم في الكلام" تأتأه".. وأيضاً تولي أخيه ديفيد للحكم وتنحيه بسبب عشيقته الأمريكية... وأغلب أحداث الفيلم كانت كلها واقعية لم تأتي من مخيلة كاتب سيناريو الفيلم..

الفيلم وبرغم تصنيفه التاريخي إلا أنه أشار إلى معضلة سياسية تعاني منها جميع شعوب العالم بالأخص جمهوريات عالمنا العربي وهي غزو الإعلام الرسمي للشعوب وذلك في مشهد تلقي الملك السادس نصائح من والده جورج الخامس حول الإرسال الأذاعي " هذا الجهاز الشيطاني سيغير كل شيء.. الآن علينا ان نغزو بيوت الناس ونكسبهم صفوفنا .. لقد إنحدرت هذه العائلة إلى أوطأ المخلوقات.. أصبحنا ممثلين".. وفي إشارة واضحة إلى ان الإعلام المتحدث بأسم المملكة يستطيع بواسطته كسب ود الشعب ومغالطته في أية أمور تكون مخالفةً لسياسة الملك..

"أوسكار"

برغم أني لا أؤمن بها كجائزة محايدة وغير عنصرية حين أعطت لقبها الموسم الماضي للفيلم الذي أنتجه البيت الأبيض" خزانة الالم" الذي أضفى شرعية الأحتلال الامريكي للعراق... إلا أن الفيلم الحالي والافلام المتبقية والمرشحة للأوسكار هذا العام لاتمت بصلة لسياسة الإدارة الامريكية وإن وجد في أحداهالا يمكن أن تكن الأوسكار من نصيبه...

تتخلل مشاهد هذا الفيلم العديد من الحكم والأمثال.. عرضه الدرامي ممتع حيث إعتمد إسلوب السرد المتسلسل للاحداث التي تصاحبها موسيقى تصويرية ملكية.. مع تصوير كلاسيكي لكل تلك المشاهد.. كل تلك المؤثرات مع تأدية ولا أروع لشخصية الملك التي أتقنها الممثل "كولين فيرث" - الحائز على أكثر من 25جائزة لأفضل ممثل للعام 2010 لتاديته هذا الدور- جعل جل ترشيحات جائزة الأوسكار تصب في صالحة للعام 2010 كأفضل فيلم وأيضاً لأفضل ممثل.. وايضاً قد يحصل بطل الفيلم أو مخرجه على لقب السير التي تمنحه الملكة البريطانية خصوصاً وان أبو الملكة هو المعني في الفيلم..

"إنتاج"

"خطاب الملك" فيلم امريكي انتُج نهاية العام 2010 من بطولة " كولين فيرث.. جيفري راش.. هيلينا بولهام.. الرجل بيرس".. أخرجه "هوم توبر" لسيناريو ديفيد سيدلر.. حقق إيرادات "106,360,000" دولار وبتكلفة إنتاج وصلت إلى عشرة مليون دولار.. يرشح لأكثر من عشر جوائز أوسكار وحاصد حوالي أربع جوائز كان..   

خاص "أدب فن"

أدب وفن في

01/03/2011

 

الساحة: كل شيء عن الجزائر في فيلم واحد

ميدل ايست أونلاين/ واغادوغو 

فيلم جزائري يفتتح فعاليات مهرجان فيسباكو السينمائي يثير جدلا كبيرا بين النقاد بسبب كثرة المشاكل الاجتماعية التي يتعرض لها في إطار كوميدي.

افتتح المهرجان الأفريقي للسينما والتلفزيون (فيسباكو) بعرض الفيلم الكوميدي الجزائري "الساحة" لدحمان أوزيد اليوم الأحد بواغادوغو حيث ترك انطباعات إيجابية لدى معظم المتفرجين والصحفيين.

و مع غياب مخرج الفيلم الذي يصل الثلاثاء لبوركينا فاسو، لم يكن هذا العرض الأول المخصص للصحافة متبوعا بنقاش.

وبالرغم من ظروف العرض السيئة (الصوت خصوصا) كانت انطباعات الصحفيين في أغلبيتها إيجابية مع بعض الاختلاف في فهم الفيلم حسب المنطقة التي ينتمون إليها.

وفي الوقت الذي صرح فيه أفارقة جنوب الصحراء أن المشاكل التي طرحها المخرج تنطبق عليهم أعرب أوروبيون في المقابل عن "تفاجئهم" بصورة "الجزائر العصرية" التي يحملها الفيلم.

و ترى نتاشا سونغور مسؤولة برمجة المهرجان الدولي للسينما والسمعي البصري لبورندي أن الفيلم من خلال تطرقه إلى "الرغبة في المنفى" يعني كل الأفارقة.

وقالت أنها استحسنت ذلك التفاؤل الذي يعطي الأمل في البقاء والكفاح من اجل فعل شيء ما في الوطن".

ولا تشاطره هذا الرأي لور مليكو صحفية وعضو السينما الرقمي المتنقل جمعية تعمل في فرنسا وفي العديد من البلدان الإفريقية جنوب الصحراء، حيث اعتبرت أن "النقطة القوية" للفيلم كانت رسالة أمل "البقاء ممكن".

وأعابت على المخرج مع ذلك انه أراد أن "يقول كل شيء في فيلم واحد". الحديث عن كل هذه المشاكل في نفس الوقت (المنفى والمخدرات ووضعية المرأة وصراع الأجيال و التعمير ...) مما خلق "اكتظاظا" حسبها.

ونال فيلم "الساحة" أول فيلم كوميدي موسيقي جزائري على جائزة احسن موسيقى في المهرجان المتوسطي بمونبوليي.

وإلى جانب احد عشر فيلما إفريقيا أخر يتنافس فيلم "الساحة" على جائزة حصان يينينغا الذهبي.

وقد برمجت 12 قاعة سينما عرض نحو 194 فيلما بالعاصمة البوركينية حتى موعد اختتام مهرجان وغادوغو يوم 6 مارس.(واج)

ميدل إيست أنلاين في

01/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)