حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زوم

توقُّعات بالغة الإيجابية تنتظر السينما المصرية

محمد حجازي

ما بات مؤكداً وميدانياً هو أنّ السينما المصرية لن تكون هي نفسها بعد ثورة 25 يناير، وهذا ما يُحمّلها وزراً ومسؤوليات كثيرة لسبب بسيط يتعلّق بالشكوى الدائمة من الرقابة، ومحدودية المواضيع المسموح بها، أمّا الآن فالصورة تبدّلت إلى عكسها، وكل الأجواء مُتاحة لإبداع ما هو جديد، ومتميّز، ويُعبّر عن تطلّعات وآمال الناس الذين أحلى ما يُقال فيهم وعنهم إنّهم باتوا يبتسمون وهم في الشارع بعدما اعتادوا على بعضهم مُقطّبي الحواجب، لا أحد يعرف ابتسامة الآخر·

شعب النكتة·· يبتسم، هذا أمر يُسعدنا·

عاصمة السينما العربية دون منازع حتى الآن تحرّرت من عُقد عديدة مرتبطة على الأقل بحريّة التعبير·· الفضاء وفق ما قرأنا عن لسان مدير الرقابة سيكون رحباً، والحرية مُتاحة ومُباحة لكل فكر حر، وهذا ما تُريده السينما التي تألّمت كثيراً في ثلاثة أسابيع من عمر الثورة بعدما تضرّرت 300 صالة في معظم المناطق، ويحاول معظمها حالياً استرجاع النشاط بهدوء، وفي هذا الإطار يعود فيلماً: 365 يوم سعادة، أول فيلم لـ سعيد الماروق صوّره في مصر (مع أحمد عز ولاميتا فرنجية) و<فاصل ونعود> لـ كريم عبد العزيز للبرمجة على الشاشات المحلية، مع شريط <الشوق> الحائز مع خالد الحجر جائزة آخر دورات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي·

كما تعود الاستديوهات مع مباشرة تصوير: <المصلحة> مع أحمد السقا، أحمد عز، وزينة (الثلاثة على اللائحة السوداء للثوار، التي تتضمّن 25 إسماً) بإدارة ساندرا نشأت كما تنتظر عدة أشرطة برمجة عرضها بعدما أنجزت كافة مستلزماتها المعملية: كف القمر، رد فعل، يا أنا يا هو، ساعة ونصف، عمرو سلمى 3، (مع تامر حسني الأبرز على اللائحة السوداء)، ونقول هذا لمجرد التساؤل عن مصير الذين عاكسوا رأي جمهورهم، وقالوا كلاماً يُهين الناس، يقولون ما يُسيء من دون وجه حق، هؤلاء لا يبدو أنّ المستقبل القريب لهم فها هم رؤساء النقابات يترنّحون أو يتساقطون، حيث لم تَعُدْ هناك أي إمكانية للـ بين بين، أبداً حسم فقط·

والشارع·· أو هو الجمهور إذا ما كره أو حقد على نجم فإن هناك استحالة لتعديل صورته، ولأن هؤلاء هم روّاد الصالات فإنّ المنتجين سيرضخون لخيارهم ولن يلجأوا للتعاقد مع الواردة أسماؤهم على اللائحة السوداء وكثيرون منهم أسماء كبيرة (نبيلة عبيد، عادل إمام، محمد صبحي، حسن يوسف، غادة عبد الرازق، يسرا، أحمد بدير، هالة صدقي، شمس البارودي، عبير صبري، طلعت زكريا، سماح أنور، وفاء عامر، محمد عطية، شذا، تامر عبد المنعم، فريدة سيف النصر)·

مجدي أحمد علي سيصور: الميدان فيلماً، كذلك خالد يوسف باشر التحضيرات لتصوير شريط عن شباب الثورة، وهناك من يرصد عمل اللجان الشعبية التي توزّعت في الشوارع وأمام الأبنية السكنية لمنع حالات النهب، والاعتداء·

جيد أنّ الكثير من الموضوعات تولد حالياً وتريد ضرب الحديد وهو حام، لكننا نخاف من صورة الأغنيات الخاوية من أي إبداع، والتي لم ينتبه إلى كلماتها وألحانها أحد بل كانت نوعاً من التعبير عن إسهام وطني من الفنانين الذين اعتبروا ذلك واجباً حتمياً عليهم الوفاء به، لكنّنا ننتظر بكل صدق حقبة من موجة سينمائية جديدة تنفض عنها غبار الماضي، وكل الحواجز الاصطناعية التي حدّت من حركة السينمائيين وجعلت الأفلام تدور في فلك واحد ولا تفعل سوى المراوحة، فيما الجميع من حولها يشتغلون على أفلام لها وزنها وقيمتها ومستواها، الجميع على الأقل من خلال خلفية تاريخية لعمر السينما في هذا البلد، والتي انطلقت مع السينما العالمية أمام الأخوين لوميير في باريس·

سواء طويت أم لم تطو مسألة مَنْ كان مع أو ضد الثورة، فإنّ السينما كما معالم الثورة تسير في الاتجاه الصحيح والرائع، فكل الموضوعات التي مُنِعَتْ سابقاً، والتي استجدت مع نجاح الثورة، كافية لأن تُحقِّق أول دفعة لأول انطلاقة حقيقية تصنع باب أمل للفيلم العربي عموماً·

العجلة ستنطلق في القريب العاجل· الاستديوهات جاهزة بكل أطقمها· مدينة الإنتاج مستنفرة بعدما أوكل أمر إدارتها إلى الناقد يوسف شريف رزق الله والبوادر بالغة التفاؤل·  

حدث

الكاستنغ وُفِّق في بإسناد الشخصيات إلى القادرين عليها والتصوير استغرق 4 سنوات ونصف مليون دولار

<شتّي يا دني> على شاشاتنا حاملاً 3 جوائز: عربيتان وعالمية ·· في ثاني طويل لـ بهيج حجيج

محمد حجازي

بعد سبع سنوات على <زنّار النار> (2004) و23 عاماً على <مخطوفون> (وثائقي) أطلق المخرج بهيج حجيج جديده: <شتّي يا دني> عن مسرحية قصيرة لـ سام بردويل وإيمان حميدان بعنوان: <إنّها تُمطر أكياساً>، وضع لها السيناريو المخرج حجيج وأدخلها في إطار موضوع بالغ الحساسية في لبنان يتعلّق بموضوع المخطوفين، وهم بالآلاف والذين تقض قضيتهم كامل المضاجع·

في مثل هذا اليوم كان العرض الافتتاحي في صالة <سينما سيتي> التي ضاقت بالمدعوين على كثرتهم، فلم يُمانع الشباب من بينهم بأن يفترشوا الأرض وغادر الكثيرون بعدما فشلوا في العثور على مقعد·

وفي الرابع والعشرين من الجاري، يوم الخميس: انطلق العرض الجماهيري للفيلم مُدعّماً بإعلانات تشير إلى جوائزه التي حصدها من أبوظبي (جائزة أفضل عرض روائي عربي مع مئة ألف دولار)، بروكسل (جائزة أفضل ممثل من مهرجان السينما المستقلة، لـ حسّان مراد) وهران - الجزائر (جائزة أفضل مخرج لـ حجيج من الدورة الرابعة للمهرجان) لينضم إلى فيلم لبناني آخر: <رصاصة طايشة> لـ جورج الهاشم (مع نادين لبكي) الذي يعرف نجاحا طيّبا منذ أسابيع قليلة·

نحن إزاء فيلم جميل، رقيق، مؤثر، ذي إيقاع نموذجي في تجانسه بالصورة، والموسيقى (وسام نجل المخرج) والكاستنغ المتميّز الذي يؤكد أنّه يتحمّل النسبة الكبيرة من المسؤولية عن وصول الفيلم أو عدمه إلى جموع الجماهير·

3 نساء هُنّ بطلات العمل في مواجهة رجل واحد هو حسّان مراد الذي يؤدّي دور المخطوف الُمحرّر رمزي بمهنية شديدة وعميقة وفاعلة، جعلت المتابعين يذهبون معه في نظرته الفارغة من غير محتوى، ومشيته المتثاقلة غير المتوازنة، وطبقة صوته المتهدّجة غير الواثقة القائمة منذ ترك سجنه الخاص، إثر عشرين عاماً من القهر والتعذيب وفجر الحرية وابتعاده عن ولديه طفلين والعودة إليهما: إيلي (إيلي متري) وناديا (دياموند بو عبود) شابين لا يعرفانه وحتى أنّهما غير مرتبطين به بأي عاطفة من أي نوع، ويشكوان من كونه جاء في وقت كان المنزل اعتاد على عدم وجود رجل فيه، حتى الزوجة ماري (جوليا قصار) لم تتعرّف عليه حين ذهبت لاصطحابه إلى المنزل بعد تحريره، هو مَنْ ناداها، وعاد ليجد برد المنزل أكثر من يرد السجن، لم يكن هناك حضن من الولدين، بينما لم يكن حضن الزوجة دافئاً بما فيه الكفاية، ربما لأنها قدّمت حرارتها الكاملة إلى صديقها (بول مطر) وعندما رغبت هي في الاقتراب منه جنسياً وجدته في عالم آخر غير عالمها بالكامل·

عائلة تكاد تقول: ليته ما عاد·

خطيرة هذه العبارة، لكنها حقيقية، فالشقيقان واحد همّه في السهر والعبث والصبايا، وأخته مهتمة بالموسيقى وتريد السفير إلى باريس بمنحة تساعدها على تحمّل مصاريف الإقامة والدراسة هناك، لكنها لم تفز بها، وهي لم ترغب بالقول إنّ والدها مخطوف كي يعطفوا عليها، فبقيت حيث هي·

والمشكلة مع رمزي العائد هي أنّه لم يجد ما انتظره من عائلته، لذا كان يستغل أي فرصة للهرب من المنزل، والخروج إلى الشارع والمدينة والناس ومتابعة ما طرأ على المباني وشبكة الطرقات، والناس والسيارات، فكل شيء بالنسبة إليه جديد، وهو ما أتاح له فرصة متابعة ما طرأ على العاصمة بعين المخرج·

اللقاء الأمثل كان بين رمزي وزينب (كارمن لبس) المرأة الثانية في الفيلم التي اختطفوا زوجها خليل (علي مطر) وهي تنتظره منذ عشرين عاماً ولم يَعُدْ وعندما تعرّفت إلى رمزي اعتبرته فرصة ذهبية لها كي تعرف شيئاً عنه، لكن رمزي شاهد له عدة صور، وادّعى أنّه لا يعرفه، بينما هو عرفه على مدى عام، مرض خلاله خليل ثم مات، أي إنّه توفّى قبل 19 عاماً من الآن، وهذا الكلام لم يُعلنه رمزي لـ زينب لأنه أخذ وقته معها في زيارتها، ثم الخروج وإياها إلى البحر، ومن ثم أبحرا على متن مركب أُصيب خلاله رمزي بضيق في التنفس أوصله الى المستشفى، وهناك طلب مقابلة زينب وقال لها الحقيقة التي جعلتها تشعر بثقل الـ 19 عاماً التي أمضتها حاملة الأمل في إمكانية عودة زوجها حياً، فهو متوفٍّ منذ 19 سنة وهي لم تعرق سوى الآن·

الثالثة هي نايفة نجار وتجسّدها برناديت حديب·· صحافية عملت في صحيفة السفير، وقد اختُطفت ابنها وعمره 13 عاماً، وراحت على مدى تسعة أشهر (هي مدة حملها به) تنشر له رسائل ولخاطفيه لاسترداده من دون أمل لتصل بها الحال إلى يوم تطلب مصور الجريدة، بعدها تُعيد ترتيب ماكياجها وتطلب منه أخذ صورة لها وهي سعيدة والواقع أنّها كانت سعيدة لأنها ذاهبة للحاق بابنها في الدار الآخرى، وانتحرت لنواكب برناديت في دور لا يتعدّى الخمس دقائق لكنه كان فاعلاً وعميقاً جداً، وهو ما وصفه المخرج حجيج بأنّها فنانة كبيرة قبلت بدور صغير وحوّلت اللقطات بالأبيض والأسود إلى لقطات لوّنت الفيلم بأدائها الرائع·

وكان المخرج حجيج لفت إلى أنّها المرة الأولى التي تجتمع فيها الممثلتان قصار ولبس في عمل واحد وكأنّ الدورين كُتِبا لهما، فقد كان حجيج عارفاً أنّهما مناسبتان جداً للدورين اللذين أُسندا اليهما·

والكاستنغ هو الذي جعل من دياموند وإيلي في دوري الشقيقين رائعين فعلياً خصوصاً وجه دياموند المُعبّر درامياً بشكل عميق ورائع، بينما الممثل متري حالة خاصة في الكوميديا والفطرية وعندما شاهدناه في <شربل> وجدناه رائعاً في الميلودراما، مثلما هو على الخشبة ايضاً·

يستأهل الشريط إعطاءه علامة ممتازة إخراجاً وتمثيلاً وتصويراً وموسيقى تصويرية·  

عرض

مارتن لورانس وبراندون جي· جاكسون ثنائي مُتناغم على الشاشة

Big Momma العجوز تُطلق النار والإبن يُفضّل الموسيقى على الـ

محمد حجازي

صالاتنا شبه مرصوفة منذ أسابيع للأفلام المتبارية للفوز بالاوسكارات، مع بعض العروض المتفرقة التي تبدأ من هذا الخميس في التركيز على الاعمال الفائزة لاستغلال سوقها مع جمهور ينتظر فعلاً، ويريد القيام بالمبادرة والمشاهدة لمَنْ سبق وشاهد أمرا لم تُتح له بعد فرصة الاطلاع على بعض الافلام، التي اشتغل الانترنت من خلال بعض مواقعه على تأمينها تباعاً·

Big Momma`s والعنوان الجديد للجزء Like Father Like Son للمخرج جون وايتسيل عن سيناريو لـ ماثيو فوغل عن قصة كتبها مع دون ريمر فيما صاغ خصائص الشخصيات داريل كارليس، والبطولة طبعاً لـ مارتن لورانس في دور العمّة السمينة التي يتخفّى وراء ملابسها النسائية لاكتشاف واعتقال المجرمين، وهذه المرة يلجأ الى إلحاق نجله ترانت (براندون جي جاكسون) بالمهمة الجديدة التي عليه تنفيذها في إحدى الجامعات وتحديداً في مهاجع الصبايا، بما يعني أنّ على ترانت أنْ يُهدّئ من أعصابه ويشتغل على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه أمنياً من قِبل والده عميل الـ الموثوق بكفاءته العالية، وحين التنفيذ لا يستطيع أن يكون ناجحاً وماهراً على الدوام، فمع انطلاقة الفيلم يُطارد بسيارته سيارة ساعي البريد راغباً في أخذ بريده منه سريعاً ولا يريد الانتظار حتى الوصول إلى المنزل.

المهمة تقضي باسترجاع ذاكرة حاسوب مع إحدى الطالبات الجميلات السمراء الفاتنة هالي (ميسيكا لوكاس) تتضمن واقعة جريمة ارتكبها أفراد عصابة، وهم يريدون طمسها وجعل الموضوع ينقضي من دون عقاب، فيتنكّر مالكولم في ثياب العمة العجوز، وترانت يصبح شارميان الفتاة السوداء الجميلة، ومنذ اللقاء الاول يقع ترانت في غرام هالي، ويباشر بالتقرّب منها لمعرفة مكان وجود ذاكرة الحاسوب التي تتضمّن الدليل المصوّر لمرتكبي الجريمة·

بانتظار جلاء الصورة تماماً نعيش مع الأب وابنه ظروفاً قلقة لديهما، فنرى مالكولم المضاف اليه شحوم كثيرة يتحوّل الى موديل للرسم على شاكلة أوديب، ويذهب ترانت مع هالي بعدما كان وهو بلباس شارميان ابلغها ان لها قريباً يدعى ترانت هو إياه الشاب الموهوب في الغناء والرقص، وحين اللقاء الاول لم يتقارب الاثنان بالشكل المطلوب ما استدعى شرح اكثر من حالة، وبالتالي تمت تسوية الموقف، وباتت الصورة افضل وأجمل·

ترانت المشغول بالموسيقى وتعلّمها ثم ممارستها، تابع مهمته مع والده الى لحظة المواجهة مع العصابة التي ضبطته في غرفته لكنه خرج منها شارميان بعدما دخل ترانت واستطاع الفرار، وحين حاول افراد العصابة مهاجمة هالي حضر مالكولم وهو بلباس القمة السمينة واطلق النار، ولم يطل الامر كثيراً حتى ظهرت قوة عسكرية كبيرة اقتحمت الجامعة وحاصرت المسلحين واعتقلتهم·

بعد كل هذا شدّد ترانت على خياره في تعلّم الموسيقى وعدم وراثه عمل والده في الـ ·

شارك في التمثيل: ميشال آنغ، بوريتا دوبلواي، ايميلي ريوس، آنا اورنيز، هنري لوباني، لورنزو سيفري·  

فوز

اليوم يُتوّج <خطاب الملك>···

أيّاً تكن جوائز الاوسكار التي تبدأ بالظهور صباح هذا اليوم الاثنين بتوقيت بيروت، فإن شريط <خطاب الملك> تبقى له خصوصية رائعة بالمقارنة مع الافلام التسعة الاخرى التي تسابقت للفوز بما أمكنها من الجوائز، مُستخدمة كافة الطرق المتاحة للترويج والضغط وإعلان أرقام إيراداتها على مدى الفترة التي عُرِضَتْ خلالها جماهيرياً·

The King`s Speech لـ توم هوبر يستحق أنْ يكون الأول في عدد الجوائز وتحديداً النص، الفيلم بطله الرئيسي كولن فيرث، والمخرج وما تبقى قابل للنقاش مع باقي المتسابقين.

وفي وقت تعرض فيه صالاتنا <عزم حقيقي> للأخوين كوين حامل عشرة أوسكارات تُعيد صالة متروبوليس عرض فيلم The Social Network حامل 8 ترشيحات للأوسكار وهو رهان لا أحد يدري كيف تنقلب الأمور في آخر لحظة لدى مانحي الجوائز·

اللواء اللبنانية في

27/02/2011

 

المهرجانات تقليعة بلا معنى!

محمد رفعت 

من أهم سلبيات وزارات الثقافة السابقة إصرارها غير المبرر على إقامة المهرجانات والاحتفالات بمناسبة وبدون مناسبة، فقد أصبحنا على مدار السنوات الماضية ملوك العالم فى المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية بلا منافس أو منازع، ننفق عليها ببذخ ونقيم لها الليالى الساهرة فى كبريات الفنادق والقاعات، ونستضيف لها المدعوين والمشاركين من كل صوب وحدب، ولا نبخل عليها أو عليهم بشئ من دخلنا المحدود وميزانياتنا المرهقة بالعجز والديون.. فقد كان كل شئ يهون من أجل الريادة والسيادة.. وهل « لمة» الفضائيات والوكالات والعدسات علينا بالشئ الهين .. لا وألف لا .. وما يحتاجه « الشو « الإعلامى و«المنظرة» الدولية، و«الفشخرة» العربية يحرم على الجامع والمدرسة .. ويعنى هيه شوية الملايين التى ننفقها على مهرجانات الفن هى التى ستزيد من فقرنا وتعمق من تخلفنا .. يا ناس بلاش تهويل .. وكفاية قر يا ناس يا شر، ولعن الله حزب أعداء النجاح الذين « يزنون « علينا بأحاديث الترشيد ومد اللحاف على قدر الأقدام .. فنحن هوليوود الشرق وقبلة الراغبين فى الاغتراف من « أنجر « الشهرة والفلوس من المحيط إلى الخليج .. وبالعند فيهم ،وفيمن يحذو حذوهم من الحاسدين والحاقدين ينفتح فى الشهر الأخير من العام ثلاثة مهرجانات فنية مرة واحدة، وهى بالتقاطع والتوازى، مهرجان الإعلام العربى، ومهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ومهرجان السينما المستقلة .. لأ وإيه .. بعد أيام قليلة من ختام مهرجان الموسيقى العربية، وأيام أكثر شوية من انتهاء مهرجان الفيديو كليب، ومهرجان المسرح التجريبى .. وطبعا لا ننسى فى خضم ذلك مهرجانى افتتاح وختام الدورة العربية بكل ما يصاحبهما من دعاية وصواريخ وألعاب نارية، ورقص وطبل وزمر وغناء واستعراضات ..

وفى وقت كانت فيه الأمم الراقية تضحك علينا وعلى خيبتنا وعجزنا عن النمو والنهوض فى عالم لا يرحم اللاهين ولا يعترف بالكسالى المغيبين ، كنا نحاول أن نثبت لهم أننا أجدع ناس بل وأجدع منهم، ونعرض أفلامهم ونستضيف نجومهم ونمنحهم الجوائز والنياشين، ونكتفى نحن بمسابقة فرعية على الهامش ننافس فيها أنفسنا لأننا لا نرقى لمنافستهم، ولا نقدر على التبارى معهم .. ويصعد الوزير على خشبة مسرح الأوبرا ليبتسم للعدسات، ويصافح النجوم والمكرمين ويعلن نهاية المولد السينمائى ليبدأ مولد آخر .. وطبعا كل هذا العبث والفساد لابد وأن ينتهى فورا..وإلا عدنا وعادت «ريمة» إلى عادتها القديمة!

أكتوبر المصرية في

27/02/2011

 

أفلام (مهدت) للثورة

أحمد النومي 

غياب العدالة.. والفساد والفقر والبطالة والعنوسة كانت هذه أبرز أسباب قيام ثورة الخامس والعشرين من شهر يناير وهى نفس الأسباب التى دفعت عدداً من صناع السينما لتقديم أفلام جريئة نستطيع القول بأنها مهدت لهذه الثورة البيضاء.. حيث امتلك صناع هذه الأعمال «الحدس» فى توقع اندلاع الثورة.

«عمارة يعقوبيان»

هذا الفيلم مأخوذ عن رواية للأديب الكبير علاء الأسوانى وكتب السيناريو والحوار له وحيد حامد واخرجه مروان حامد ناقش الفيلم التطورات السياسية والاجتماعية الاقتصادية خلال نصف القرن الماضى وتطرق للفساد الذى أفرزته تجربة الحكم الجمهورى وسقوط الطبقة الوسطى والرأسمالية الوطنية وألقى الضوء على قضية الإرهاب كما ناقش قضية المحسوبية من خلال شخصية طه الشاذلى الذى رفض فى كلية الشرطة لكونه ابن بواب.

هى فوضى

رائعة الراحل يوسف شاهين وآخر أعماله وتأليف ناصر عبد الرحمن ويشاركه الإخراج خالد يوسف موضوع الفيلم سياسى ساخن ارتبط بالتغيرات التى حدثت خلال العقد الأخير وتفسخ البنية الاجتماعية والسياسية على كل المستويات وانتقد شاهين فى هذا الفيلم الواقع المصرى وبقسوة شديدة أحداث الفيلم كانت تدور حول مصر المعاصرة ورغم أن قصة الفيلم دارت حول شخصية واحدة لكنها تتفرع لشخصيات عديدة. فالفساد كان البطل الأساسى وتجسد فى القمع والسيطرة الغاشمة للسلطة وانتشار الرشوة والمحسوبية وتزوير الانتخابات وشراء الأصوات ورفض تداول السلطة.

حين ميسرة

إخراج خالد يوسف وتأليف ناصر عبد الرحمن وقدم الفيلم طرحا سياسيا وإنسانيا جريئا لأهم قضايا وأزمات فئة العشوائيات من المجتمع المصرى التى تعانى من الإهمال الحكومى الذى كانت الدولة تتعامل به وتحارب الفقر والجهل والبطالة وغلاء المعيشة بعصا الأمن المركزى وهى إحدى القضايا التى انفجرت فى الآونة الأخيرة بالمجتمع المصرى وكانت قنبلة موقوتة.

دكان شحاتة

أيضا الإخراج لخالد يوسف وطرح الفيلم تساؤلا مهما ماذا سيحدث عندما يقرر الشعب الثورة على السلطة الراهنة فالفيلم كان عبارة عن بانوراما سريعة على الوطن منذ اغتيال الرئيس السادات عام 1981 وحتى 2013. لخص خالد يوسف فى هذا الفيلم أحوال مصر فى عهد حكم مبارك وتعرض خلاله لقضايا ساخنة مثل الخصخصة وبيع الوطن ومياه الشرب والفقر والانتخابات. بنتين من مصر
تأليف وإخراج محمد أمين تطرق لأحد أكثر القضايا سخونة فى المجتمع المصرى وهى العنوسة وتأخر سن زواج الفتيات ونظرة المجتمع لهن.

فيلم ثقافى

لنفس المخرج أيضا ورغم أنه عرض عام 2000 فإن القضية التى طرحها لا تزال موجودة وهى قضية تأخر سن زواج الشباب وقضية الكبت الجنسى.

مرجان أحمد مرجان

رغم كونه فيلماً كوميدياً كتبه يوسف معاطى فإنه طرح أحد أهم قضايا الفساد فى المجتمع وهى قضية الرشوة ونفوذ رجال الأعمال وقدرتهم على شراء أى شىء وكل شىء وهو ما يفضح على أرض الواقع قضايا الفساد المتهم فيها رجال المال ووزراء مثل المغربى وجرانة وأحمد عز وعمرو منسى وأبو العينين وغيرهم.

الشوق

طرح هذا الفيلم تساؤلات مهمة عن الفقر والخرافة وغياب الأمل فى غد أفضل واضطرار قطاع كبير من الناس لاحتراف مهنة «الشحاتة والتسول» من أجل «لقمة العيش» كما ألقى الضوء على قضية فقدان الأبناء بسبب العجز المادى.

طباخ الرئيس

رغم أن هذا الفيلم أظهر شخصية الرئيس كونه شخصية طيبة غير شريرة «ومضحوك عليه» وقد يكون ذلك لأسباب رقابية فإنه تطرق لجزئية مهمة وهى حاشية النظام أو الرئيس تلك التى تعطى له تقارير وحقائق مخالفة للواقع تماما وتعزل الرئيس عن شعبه.

واحد من الناس

تأليف بلال فضل وإخراج أحمد نادر جلال طرح سؤالا مهما وهو هل تستطيع أن تقول كلمة الحق الآن فى مصر.. ولخص أحداث الفيلم عبارة مهمة اشتهرت بها مصر فى الآونة الأخيرة وهى أنت عارف أنت بتكلم مين؟ وظاهرة التميز الطبقى فى مصر.

أكتوبر المصرية في

27/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)