حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تصف خطوبتها بالتجربة الجميلة والمثيرة

ناتالي بورتمان: أفقد الأمان مع التقدم في السن

إعداد: أشرف مرحلي

تنتظر النجمة ناتالي بورتمان الحائزة “جولدن جلوب” كأفضل ممثلة عن دور الباليرينا في “البجعة السوداء” أياماً أخرى مملوءة بالسعادة والإثارة، بعد ترشيحها للفوز بجائزة الأوسكار في نهاية هذا الشهر، وأيضاً بعد خطبتها لمصمم رقصاتها الفرنسي المولد بنجامين ميلليبايد .

بورتمان التي بدأت مشوارها الفني في مدينة ليون الفرنسية وهي في الـ 13 نجحت طيلة مشوارها إلى أن بلغت الثلاثين في رسم حد فاصل بين ماضيها وحاضرها، كانت تميل دائماً إلى أن تنأى بنفسها عن القيل والقال .

وعاشت ناتالي بورتمان حياة مستقلة بعد أن تركت نيويورك حيث مازالت تعيش أسرتها وأغلب أصدقائها واتجهت إلى لوس انجلوس حيث شركة الإنتاج الخاصة بها .

التقت مجلة “هالو” النجمة المتألقة أثناء وجودها في لوس انجلوس، وأجرت معها هذا الحوار الذي تناول الكثير عن حياتها الخاصة، وفيلم “البجعة السوداء” .

·         ما هو شعورك تجاه خطبتك التي أعلنتِ عنها مؤخرا؟

- أعلنت عن خطبتي إلى بنجامين ميلليبايد، بالرغم من أنني دائما أحب الاحتفاظ بتفاصيل حياتي الخاصة وقلما أطلع عليها أحداً، واشعر بسعادة بالغة إزاء هذه التجربة الجميلة والمثيرة .

·         متى التقيتِ بنجامين أول مرة؟

- التقينا أول مرة في فيلم “البجعة السوداء”، فكان ضمن فريق العمل في الفيلم، إذ يلعب دوراً مهماً في إعداد بطلة الفيلم لتصبح الراقصة الاستعراضية الأولى .

·         ماذا عن دور الراقصة الاستعراضية الذي أديته؟ وكيف نجحتِ في التحول إلى راقصة استعراضية؟

- الفيلم في مجمله يعد عملاً عظيماً بالنسبة لي، فتمكنت من خلاله التحول بأدائي إلى اتجاه مختلف، ناهيك عن انني رشحت بفضله لنيل أوسكار أحسن ممثلة، والدور الذي أديته لم يكن سهلاً، وسخرت له كل ما لدي من طاقات وإمكانات، إذ تطلب أداءً من نوع خاص لايمكن أن تبرع فيه إلا نجمة رشيقة، لذا اضطررت إلى إنقاص عشرة كيلوغرامات من وزني، وتلقيت تدريبات ودروساً في الرقص .

·         كيف تعامل المخرج دارين ارونوفسكي مع الفيلم؟

- دارين مخرج بارع ومدهش وتحب دائماً مشاهدته وهو يعمل، ويعجبك وهو يجاري كل ممثل في ما يريد، وتولدت بيننا جميعا روح من الانسجام والاتفاق حول أسلوب العمل، واهتممنا جميعاً بضرورة التركيز والنظام، فكان التفاعل بيننا سريعاً وكان هناك تناسق في الأفكار والخواطر .

·         مع فيلم استغرق الإعداد له عشر سنوات تقريباً، ويعالج موضوع التقدم في السن، هل تعتقدين أن طيلة فترة إعداد الفيلم مكنتكِ وساعدتك على التأقلم جيدا مع العمل وإتقان الدور؟

- الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج وكيفية إسعاد الناس ليس سهلاً، إذ بدأت وأنا طفلة، وبحثت دائما عن كيفية إسعاد المشاهد سعيا وراء نيل القبول لديه، ولكي تصل إلى المرحلة التي تجد عندها سعادتك وانك حققت ذاتك بأدائك المتميز كانت تجربة جديدة بالنسبة لي . واعتقد أن كوني في أواخر العشرينات أعطاني منظورا ساعدني كثيرا في أدائي، بيد أن هذا يعني أيضاً أن الأجزاء الأولى من الفيلم، التي كانت فيها البطلة صغيرة في السن ولديها شعور بعدم الأمان والسذاجة وبالطفولية الزائدة، كانت غاية في الصعوبة .

·         متى بدأتِ التدريبات والاستعداد للدور؟

- بدأت قبل عام من بدء التصوير، وكنت أتدرب على الرقص 3 ساعات يومياً إضافة إلى السباحة لمدة ساعة . وقبل شهرين بدأت بتصميم الرقصات التي كانت تستغرق 3 ساعات يومياً . وكنا نقضي 16 ساعة يومياً في التصوير، ولم يكن أمامى سوى 5 ساعات للنوم . إضافة إلى نظام غذائي قاس اتبعته لكي أبدو راقصة حقيقية .

·         هل تنتقل شخصياتك التي تجسدينها معكِ إلى البيت؟

 أميل دائماً إلى نسيان الشخصية التي أجسدها بمجرد الانتهاء من العمل، إلا أنني وجدت صعوبة في تطبيق ذلك مع شخصيتي في “البجعة السوداء”، ربما بسبب القدر الكبير من التدريب الذي أديته لفترة طويلة، فكنت اذهب لصالة للألعاب بعد العمل، واعتدت على النهوض مبكراً ربما قبل الخامسة صباحا . حقيقةً كنت في شغل دائم طوال ساعات اليوم .

·         تسعى شخصياتك دائماً للوصول إلى الكمال، هل حدثتنا عن ذلك .

- أنا كثيرة المراجعة لنفسي ولكن لايعني ذلك أنني أعاقبها، وأشعر دائماً بأنني لم أحقق مايكفي وأن لدي الكثير والكثير، إلا إنني لا أحب أن يسيطر علي الشعور بالجوع أو بالألم أو أن يتملكني التعب، وما حدث آخر مرة كان مختلفا، فقد سيطر علي عقاب النفس، فلم أكن أنام لوقت كافٍ، وحرمت مما أحب من طعام وانهمكت في عمل مضنٍ لـ 3 شهور متصلة وكل ذلك من أجل الشخصية التي قدمتها، ولكن في النهاية أؤكد أنني من الشخصيات التي تبحث عن المتعة .

·         أي من البجعتين يناسب شخصيتك أكثر، البيضاء أم السوداء؟

- أعتقد أن كل إنسان فيه جزء من الاثنتين، فليس هناك من هو أبيض تماماً أو أسود، وفي داخل كل منا صراع بين النقاء واللانقاء .

·         ما طبيعة ما تعرضت له من إصابات خلال تصوير الفيلم؟

- تعرضت لكثير من الإصابات، ومازلت أشعر بأن عضلاتي مجهدة، إلا أن الأكثر تأثيرا كانت إصابتي أثناء تصوير الأجزاء الأولى من الفيلم بخلع في أحد الضلوع، وأثر ذلك في أدائي المشاهد الأخيرة فوجدت صعوبة كبيرة في التنفس، وعلمني ذلك مدى المعاناة المستمرة والإصابات التي يتعرض لها الراقصون .

·         كيف كان العمل مع وينونا رايدر، وهل كانت الشخص الذي كنت تتوقين العمل معه؟

- بكل تأكيد فهي رمز، وكنت أراقبها لقربي منها أكثر من أي ممثلة أخرى، فعدد الأفلام العظيمة التي صنعتها يكشف أنه ليس لها مثيل ولا يمكن مقارنتها بواحدة من الممثلات على الإطلاق، وهي إنسانة عطوفة وذات احترافية عالية وتتحلى بقدر كبير من الصبر، اضطرت في أيام كثيرة إلى انتظار التصوير فلم تبد سوى التواضع، كما أن لها قدرة فائقة على تحويل خط سير العواطف بسرعة مذهلة، حقيقة كان شرفاً لي أن أعمل معها وأتمنى أن تتاح لي فرصة ثانية .

·         وبعد هذا الجهد الذي بذلته، هل استعدتِ حياتك العادية حاليا؟

- نعم، فأخيراً أستطيع تناول كل ما أحب من أصناف الطعام .

·         ولكن المعروف أن الممثلات لا يبدين في العادة بدينات، أليس كذلك؟

- نعم فهن دائماً نحيفات، ولكن لسن هزيلات، والأمر يختلف بالنسبة للراقصات فاضطررت لتناول عدد أقل من الوجبات وإلى الإقلال من الكميات التي تحتويها كل وجبة، بالرغم من حبي الشديد للطعام، لذا بعدما انتهينا من التصوير بدأت صيحاتي تنطلق تهافتاً على الخبز، والفطائر والآيس كريم .

·         كيف استعدتِ نشاطك الطبيعي وتوازنك؟

- استعدتهما بالنوم لفترات كافية، فبالرغم من قسوة النظام الغذائي إلا أن النوم هو الذي كان يؤثر فيّ كثيرا .

·         هل التنافسية بين الراقصات أكبر منها بين الممثلات؟

- في اعتقادي أن الضغوط نفسها في عالمي التمثيل والرقص، إلا أن الراقصات أكثر تنافسية من الممثلات لأن عالم الرقص محدود بالنسبة للتمثيل والفرص فيه أقل بكثير، ومن جهتي لم أشعر أبدا بالتنافسية مع زميلاتي من الممثلات .

·         هل يعني ذلك انك تفتقدين روح المنافسة تماما؟

- أشعر بإنني أفقد قليلاً من الأمان كلما تقدمت بي السن، فعندما كنت صغيرة كنت دائما أنظر إلى الممثلات الأخريات اللائي في سني وأشعر بأنني مثلهن لا يزيدن عني شيئاً . والآن وأنا على أعتاب الثلاثينات أدرك أننا مختلفات، فمثلاً لا أستطيع الآن أن أفعل أشياء تستطيع فعلها أخريات، ولكن هناك أشياء أفعلها أيضاً لا تستطيع أخريات القيام بها، فدعنا نواجه الواقع، فلا يمكن أن يتنافس الإنسان مع كل البشر .

·         هل تحافظين على سحرك بعيداً عن الشاشة أيضا؟

- بالطبع يختلف الظهور على الملأ عنه على الشاشة، ولكن أدرك تماما متى يجب أن أبدو فاتنة .

·         عرفتك الجماهير منذ أن كنتِ في الـ 13 عندما بدأت لأول مرة في ليون، فما أسباب بقائك تحت أضواء الشهرة؟

- يعود الفضل في ذلك لوالدي، فهما يختلفان تماماً عن الباقين الذين دائما يشككون في مستقبل العمل في “هوليوود” . وكان لديهما ثقة كاملة بمستقبلي .

ورغم أنني حصلت على شهادة في علم النفس من جامعة هارفارد مازال الطبيب أبي يقول “أن تكوني ممثلة فهذا شيء عظيم، ولكن ألم يحن الوقت لأن تتلقي بعض العلم؟” . حقيقة أرى أنهما عظيمان، ودائما كانا يستمعان إليّ ويحترمان ما أقول، والسبب الحقيقي في احتفاظي بتوازني هو أنني أعلم أنهما في بيتهما يعيشان في جو من السعادة والتوافق والحب، كما أنهما يحبانني كثيرا ويفتخران بي حتى إن أخفقت في بعض الأحيان، ولو تهيأ لإنسان كل هذا، فسوف يشعر بالحرية في فعل مايريد .

الخليج الإماراتية في

15/02/2011

 

"أشباح جويا" ضياع الموهبة: حالة ميلوش فورمان

أمير العمري 

شعرت بنوع من الحسرة وأنا أشاهد فيلم "أشباح جويا" Goya’s Ghosts للمخرج التشيكي الأصل، الأمريكي الجنسية، ميلوش فورمان. فهذا المخرج الكبير (مواليد 1932) من أولئك السينمائيين الذي فتحنا أعيننا على موهبتهم الكبيرة الشاهقة، منذ أن كان الراحل الكبير فتحي فرج يأتينا بروائع السينما التشيكية الجديدة في السبعينيات من خلال عروض شبكة نوادي السينما المصرية التي لم يعد لها وجود حاليا في ظل تدهور الوضع الثقافي العام وانكفائه على فكرة "الاحتفالية" الدعائية الدائمة.

كانت أفلام فورمان الأولى التي أخرجها في تشيكوسلوفاكيا مثل "بيتر وبافلا" و"غراميات شقراء"، ثم فيلمه الأشهر "حفل رجال الإطفاء" الذي رشح للأوسكار عام 1968، أعمالا ملهمة، سواء في حداثة الأسلوب وطزاجته، أو جرأتها في التعامل مع المادة السينمائية رغم أنف الرقابة المشددة التي كانت قائمة، واستخدام المستويات المتعددة، من أجل تقديم رؤية ساخرة شديدة الهجائية للسيطرة الحزبية البيروقراطية على مصائر الأفراد، والتعريض بها وتحويلها الى عرض ساخر satire يمتليء بالابتكار وبالخيال الخصب المجنون الذي قد يصل الى حدود السيريالية.

هاجر فورمان بعد وقوع الغزو السوفيتي للأراضي التشيكية عام 1968 الى الولايات المتحدة حيث لايزال يعيش ويعمل حتى اليوم. وهناك أخرج عددا من الأفلام التي استقبلت استقبالا حافلا وتوجت بالعديد من الجوائز، كان أولها "طار فوق عش الوقواق" One Flew Over the Cuckoos’s nest عام 1975 (أول الأفلام "الكبيرة" التي وضعت الممثل جاك نيكلسون في دائرة الضوء)، ثم "الشعر" Hair عن المسرحية الانجليزية الشهيرة التي اعتبرت بداية حركة التمرد الجديدة في المسرح (1979)، ثم "أماديوس" (1984).

أخرج فورمان بعد ذلك ثلاثة افلام أخرى تراوحت في مستوياتها، وإن لم تخفق تماما، منها فيلمه الشهير "الشعب ضد لاري فلينت" The People vs. Lary Flynt الذي حقق نجاحا في السوق الأمريكية، وفيه يتناول قصة حياة ناشر مجلات العري "البرونوجرافيا" الشهير لاري فلينت الذي أطلق عليه مجهول الرصاص عام 1978 فأصيب بشلل نصفي وظل حتى يومنا هذا مقعدا.

وكان آخر ما أخرجه ميلوش فورمان من أفلام هذا الفيلم "أشباح جويا" عام 2006، عن سيناريو اشترك في كتابته مع جان كلود كارييه الذي تعاون مع السيريالي العظيم لوي بونويل في كتابة عدد من أهم أفلامه، كما كتب أيضا السيناريو لبعض الأفلام التي تعد من "العلامات" في تاريخ السينما الفنية مثل "الخفة غير المحتملة للوجود" The Unbearable Lightness of Being الذي أخرجه الأمريكي فيليب كوفمان، و"الطبلة الصفيح" The Tin Drum لشلوندورف الألماني، وقد كتب أيضا سيناريو فيلم "فالمونت"Valmont لميلوش فورمان نفسه، وهو فيلمه الذي سقط سقوطا كبيرا (1989) وكان مقتبسا عن المسرحية نفسها التي أعد عنها الفيلم البريطاني الشهير "علاقات خطرة" Dangerous Liasions الذي أخرجه ستيفن فريرز عام 1988  وتفوقت جلن كلوز Glen Close في أداء الدور الرئيسي فيه (أين أصبحت الآن بالمناسبة؟).

أما "أشباح جويا" الذي شاهدته أخيرا فقط ولم أكن قد لحقت به وقت ظهوره قبل نحو 4 سنوات، فممن الممكن القول انه يجسد "انتحار موهبة"، والمدهش تماما أن أهم عيوب الفيلم تتركز في السيناريو الذي اشترك فيه كارييه العظيم. كيف كان هذا؟ بل وكيف "تورط" فورمان في وصفة انتحارية على هذا النحو؟
أحداث السيناريو تدور خلال سنوات الثورة والغزو والحروب ومحاكم التفتيش الثانية في اسبانيا، زمن الثورة الفرنسية، ثم غزو جيش نابليون بونابرت لاسبانيا، ثم الغزو البريطاني الذي يطرد الفرنسيين بعد سلسلة من الحروب الشهيرة في شبه جزيرة أيبيريا، وما بين هذه الأحداث، تقع الكثير من التجاوزات، تولد مصائر، وتختفي شخصيات، لتعود مجددا، ونشهد ثلاثة أجيال من نسل امراة واحدة هي "إنيس" التي تقوم بدورها ناتالي بورتمان، كما تقوم بدور ابنتها "أليثيا"، في حين يقوم بدور القس الذي يتحول الى ثائر على الكنيسة الكاثوليكية حتى النهاية، الممثل الاسباني خافيير بارديم، ويقوم الممثل السويدي ستيلان سكارجارد بدور جويا.

ولعل من أكثر الأشياء مدعاة للشعور بالإحباط بعد مشاهدة هذا الفيلم، أنه يضيع ببساطة، فرصة ثمينة للتعامل الجاد مع شخصية الرسام الشهير فرنشيسكو جويا، فهو يتراجع هنا كشخصية درامية ثرية كان يمكن أن تحرك الاحداث، ليصبح مجرد ديكور خلفي يظهر أحيانا وسط الاحداث، يشهد عليها دون أن يتدخل فيها. ولذلك يمكن القول إن هذا أقل الأعمال السينمائية التي تعرضت لمشاهيرالرسامين.
إن جويا نفسه بهذا المعنى، يصبح "شبحا" في الفيلم، بل وحتى لوحاته الشهيرة لا نجد لها وجودا حقيقيا في حين يطرح كارييه- فورمان في الفيلم قضية أخلاقية تدور حول استخدام الفكر الديني كمبرر للقمع، لممارسة الاضطهاد السياسي والفكري، وكيف تتحول المؤسسة الكاثوليكية (كمؤسسة تقوم على اليقين الأيديولوجي المطلق) إلى مؤسسة قمعية، تكذب، وتلفق، وتسفك الدماء، بل ويمارس رموزها أبشع أنواع الاغتصاب والتستر والقتل.

ولعل الشخصية التي تجسد هذا المعنى أكثر من غيرها في الفيلم هي شخصية فرنانديز، القس الذي يرسم له جويا لوحة "بوتريه" خاصة في بداية الفيلم. وعلى حين يستنكر الأسقف وأتباعه هذا التصرف بدعوى أن جويا يسخر في رسومه من رجال اللاهوت، يدافع عنه فرنانديز لكنه سرعان ما يطرح نفسه مدافعا متشددا عن القيم الكاثوليكية، ويطالب بإعادة الوسائل والأساليب التي كانت سائدة في عهد محاكم التفتيش الأولى، أي التعذيب والتنكيل بكل من تتشكك الكنيسة في ولائه لمبادئها، حتى لو كانت تعلم ببرائته، بغرض التخويف والإرهاب، لإبقاء الحال كما هو.

فكرة استخدام التاريخ كخلفية لأحداث درامية مصنوعة سرعان ما تكشف عن تورط في نوع من الميلودراما التقليدية التي تمتليء بالمبالغات والتكرار والإطالة والمصادفات العديدة، مما يجعل متابعة الفيلم عملا ثقيلا.

فرنانديز يطمع في جسد الفتاة الحسناء "إنييس" رمز البراءة التي يرى لوحة لها في مرسم جويا في البداية، فيأمر رجاله بمتابعتها فيقبضون عليها ويجري التحقيق معها باستخدام أقسى وسائل التعذيب، لكي تعترف بأن رفضها تناول لحم الخنزير يعني أنها يهودية متخفية (دون أن تكون كذلك)، ويلقون بها بالتالي في السجن. ولكن أسرتها الثرية تستدرج فرنانديز عن طريق صديق الأسرة "جويا" الى حفل عشاء في منزل الأسرة حيث يتم ترويعه وإرغامه على التوقيع على وثيقة يعترف فيها بأنه تسلل إلى الكنيسة لتخريبها، وتهديده بأنهم سيسلمون الوثيقة الموقعة بخط يده الى الأسقف، ما لم يساعد على اطلاق سراح ابنتهم. غير أن الرجل يقوم باغتصاب الفتاة عدة مرات في السجن، ويهرب الى فرنسا، ثم يعود مع الجيوش الفرنسية وقد تبرأ من عمله الكنسي وأصبح من الداعين إلى مباديء الثورة الفرنسية، مناهضا للكنيسة، مستنكرا ماضيه دون ان يجرؤ على مواجهة نفسه بما ارتكبه في حق أنييس.

وتكون اينييس قد أنجبت منه طفلة في السجن، ومع اطلاق سراحها بعد دخول الفرنسيين، تذهب للبحث عن ابنتها التي أنتزعت منها قبل 15 عاما، ولكنها لا تعثر عليها بل يعثر عليها جويا ويكتشف انها تعمل "عاهرة"، وينبه الفاريز الذي يريد ارغامها على الذهاب ضمن العبيد الى أمريكا، الا أنها تفلت، ومع دخول القوات البريطانية وانسحاب الفرنسيين، تعود الكنيسة الى قوتها، ويسترد الأسقف مكانته، ويتم القبض على الفاريز والحكم عليه بالاعدام دون أن تبدو عليه اي علامة من علامات "الندم"، ويموت بينما يرى أمامه ابنته في صحبة ضابط بريطاني، في حين يسجل جويا بريشته الحدث.

الخطاب الأخلاقي وحده لا يصنع هنا فيلما عظيما، بل إن فورمان يبدو وقد فقد كل تألقه السابق، كما فقد قدرته حتى على إدارة طاقم تمثيل دولي في فيلم اسباني ناطق بالانجليزية. ورغم ما بذله الممثل السويدي في دور جويا الا انه بدا شاحبا مرتبكا، كما بدا خافيير بارديم نمطيا جامدا، وتلعثمت ناتالي بورتمان واتسم أداؤها بالمبالغة في دوري انييس واليثيا. معا.

لقد أراد فورمان أن يتعامل مع لقطات ومشاهد فيلمه كما لو كانت تنتمي الى تلك المرحلة "الرومانسية" الشهيرة في حياة جويا الفنية، لكن الفيلم جاء رغم الاهتمام الكبير بمصادر الضوء، وبالتكوين في اللقطات، باردا يفتقد الى الحرارة والحيوية بل والحبكة الدقيقة التي لا تمتليء بالشخصيات التي تخرج هنا كما دخلت، تظهر ثم تموت، أو تصبح منسية، أو تبدو في الخلفية عاجزة عن الفعل.

ولا تقول لنا نهاية فيلم "أشباح جويا" سوى أن جويا يكتفي بالرصد والتسجيل، كما لو كان الفيلم يريد أن يقول لنا أن الفنان عموما لا دور فاعلا له في الواقع سوى المتابعة والرصد، بل ان السيناريو الذي يتبناه بالكامل فورمان، يجعل الفاريز (الشخصية السلبية تماما في الفيلم) يوجه له في احد المشاهد انتقادات حادة عندما يتهمه بأنه يرسم لمن يدفع، اليوم للملوك الاسبان ثم للفرنسيين، وبعد ذلك يتوقع أن يوظف موهبته في خدمة الانجليز. أي أن جويا لا موقف له، ولا دور، ولا فائدة أصلا في مسار الأحداث، فهل هذا الموقف العبثي من الفنان ودوره خلاصة ما توصل إليه الفنان الكبير ميلوش فورمان بعد أن بلغ ذروة اليأس من تغيير العالم! .

الجزيرة الوثائقية في

15/02/2011

 

الطريق إلى خلع مسعد فودة بدأ من أتيليه القاهرة

وليد أبوالسعود 

محطات كثيرة سار بها قطار خلع مسعد فودة من مقعد نقيب السينمائيين. كانت أولى هذه المحطات قد بدأت منذ لحظة توليه منصبه كنقيب للسينمائيين منذ عام كامل فى شهر فبراير الماضى، حيث تم تقديم عدة طعون أمام النائب العام.

وتجرى مياه كثيرة تحت الجسور حتى كان يوم 25 يناير، وهو اليوم الذى لم تنهض فيه الجماهير المصرية فقط بل شاركتهم جموع السينمائيين وكانت لحملة الاعتقالات التى بدأت مع اليوم ذاته للمتظاهرين والتى طالت بعضا من السينمائيين مثل المونتير زياد حواس والمخرج أحمد عويس ومدير التصوير عبدالسلام موسى وآخرين دورها الكبير فى قرار السينمائيين بإسقاط مجلس نقابة مسعد فودة وخصوصا بعد أن تجاهل النقيب محاولات المونتيرة ولاء سعدة والمخرجة نوارة مراد فى الاستعانة به للتدخل بحكم موقعه للإفراج عن المقبوض عليهم لمدة يومين وعندما رد أخيرا كان بعد أن تدخل المخرج خالد يوسف للإفراج عنهم طبقا لاتصاله مع ولاء سعدة.

وكانت الطلقة الثانية فى معركة الإطاحة مع بيان اتحاد النقابات الفنية المؤيد للرئيس السابق حسنى مبارك والذى أدان المتظاهرين. وهو ما أثار بالطبع غضب السينمائيين وخصوصا المشاركين فى الثورة.

ثالث طلقات الخلع أطلقها فودة على نفسه عندما أعلن عن تنظيمه مسيرة مليونية إلى استاد القاهرة لتأييد مبارك.

وهنا قرر السينمائيون إصدار بيان أول أكدوا فيه أن مجلس النقابة لا يعبر عنهم بل أشاروا فيه إلى بطلان المجلس طبقا لإلغاء القانون رقم 100، بعدها حاول فودة التوقيع على البيان الثانى للسينمائيين والذى أصدروه تحت عنوان سينمائيين معتصمين فى التحرير ولكنهم رفضوا، مطالبينه بإصدار بيان باسم مجلس النقابة لتأييد موقف المتظاهرين وهو الطلب الذى نقله إليه أثناء اجتماع السينمائيين فى أتيليه القاهرة بوسط المدينة المنتج محمد العدل ووعده فودة بإصدار قرار اليوم الذى يليه فى الساعة الثانية عشرة وطلب فودة لقاءهم فى اليوم الثانى وأكد لهم أنه سيوقع على أية بيان يصدرونه ليفاجئ بأول بنوده وهى: استقالة نقيب السينمائيين وكل أعضاء مجلس النقابة احتجاجا على كل الممارسات الجائرة للنظام الفاسد وانضمام كل السينمائيين الشرفاء إلى جموع الشعب المصرى الثائرة ضد الظلم والفساد وهذه الاستقالة هى جزء من التأكيد على افتقاد النظام الحالى شرعيته، حيث ترفض النقابة أن تكون جزءا منه.

ثانيا: تبرؤ النقابة من كل البيانات والمواقف والتصريحات التى تبناها النقيب واتحاد النقابات الفنية ضد ثوار 25 يناير والتى أيدت النظام الفاسد.

ثالثا: انضمام جموع السينمائيين إلى المعتصمين فى ميدان التحرير باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من الشعب المصرى ومن حركة التغيير المؤيدة لكل مطالب الشعب المشروعة.

رابعا: إدانة السينمائيين للموقف المخزى للإعلام الرسمى الذى زور الحقائق وخدع الشعب وأساء لسمعة ثوار 25 يناير، كما تطالب بإقالة ومحاكمة وزير الإعلام أنس الفقى وعبداللطيف الميناوى رئيس قطاع الأخبار وكل القيادات التليفزيونية التى ساهمت فى مؤامرة النظام لغسل عقول الشعب ومحاولة عزله عن الثورة وأهانت الثوار.

خامسا: التأكيد على أن السينمائيين المعتصمين سيواصلون اعتصامهم واحتجاجاتهم بكل الأشكال السلمية حتى تحقق كل مطالب الإصلاح وقيام دولة مدنية ديمقراطية فى مصر.

ورفض فودة التوقيع على البيان مما دعا السينمائيين للتأكيد على إقالة النقيب والمجلس نتيجة لموقفهم السابق ذكره من الاحداث ولتشكل جلسة يوم الاحد الفصل الأخير فى مشوار فودة مع منصب النقيب.

الشروق المصرية في

15/02/2011

 

بلاغات للنائب العام ضد أشرف زكى وطلعت زكريا وسماح أنور

محمود مصطفى 

تقدمت مجموعة من أعضاء مجلس نقابة الممثلين بالعديد من البلاغات للنائب العام ضد النقيب المستقيل أشرف زكى تتهمه بالتجاوزات فى حق النقابة وأعضائها، حيث مساندته للنظام الفاسد وللرئيس السابق وهو ما اعتبره أعضاء النقابة خيانة لجموع لفنانين الذين طالبوا بإسقاط النظام، وتحدث وقتها زكى بالنيابة عن الأعضاء عن مساندة النقابة والفنانين للرئيس المخلوع وهو ما أثار غضب الفنانين ضده وأيضا للتصريحات التى قام بها زكى ضد الفنانيين المعتصمين بميدان التحرير ووصفهم بأبشع الألفاظ، وكان أعضاء النقابة قد طالبوا من النائب العام عمل جمعية عمومية طارئة لإسقاط النقيب ولكن فور علم أشرف زكى بذلك تقدم باستقالته مبررا ذلك لحالة الإنقسام الموجودة بالمجلس وتم قبول استقالته على الفور.

على جانب آخر تقدم المخرج حسام الدين صلاح بمستندات للنائب العام حول حادث قصر الثقافة ببنى سويف والذى أسفر عن وقوع العديد من الشهداء بداخله وهو ما جعل أمير عربى للقيام بإعطاء أشرف زكى تعويضات عن الحادث الآليم للشهداء لإعطائها لأهالى الضحايا وهو ما لم يفعله النقيب وقام بوضعها فى أرصدته الخاصة.

كما تقدم عدد من الممثلين بجانب أعضاء بمجلس النقابة ضد كل من أشرف زكى وطلعت زكريا وسماح أنور لما بدر منهم تجاه أعضاء النقابة والقيام بإهانة كل من شارك فى الثورة وإلقاء التهم غير الصحيحة على الإطلاق، حيث تحدث طلعت فى أحد البرامج عن أن هناك أعمالا منافية للآداب تحدث بالتحرير وشباب مأجور وغيرها من التصريحات غير المقبولة على حد وصف الأعضاء والفنانة سماح أنور التى أكدت أنه لا بد من اعتقال هؤلاء الموجودين بداخل ميدان التحرير.

يذكر أن الفنان رياض الخولى وهو الوكيل الأول للنقابة تقدم باستقالته من منصبه دون إبداء أسباب واضحة لطلب الاستقالة.

الشروق المصرية في

15/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)