حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الفنانة الكبيرة فاتن حمامة‏:‏ التطوير قادم .. ولا داعى للفتن

في البداية تقول الفنانة الكبيرة فاتن حمامة أعتقد أن ما قاله الرئيس مبارك في خطابه الأخير أوضح إلي قدر كبير حبه لمصر بطريقته‏,‏ وأنه يحاول إنقاذ ما يمكن انقاذه للبلد خشية وقوع كارثة أو مصير مجهول تتعرض له البلاد‏.

فمن الواجب أن نعطي للرجل احترامه‏,‏ وبرغم من أن هناك أخطاء تسبب فيها كل من حوله إلا إننا الآن بصدد إنقاذ للبلد من الهلاك‏,‏ ومن الواجب والمفترض علي كل من يحب مصر بلده التي عاش فيها وشرب من نيلها وتربي علي ترابها أن يتخلي في هذا الوقت بالذات عن أي عناد‏,‏ وان يكف كل من يحاولون ان يفشلوا كل سبل الحوار حتي لا تكون هناك عواقب وخيمة من الممكن أن تشعل الحرب الأهلية بين الشعب‏,‏ فالشباب تحقق لهم كل ما أرادوا من خلال ما أعلنه الرئيس في خطابه الأخير فماذا يريدون بعد ذلك؟‏!‏
ان ما يبرره بعض المغرضين من أن هناك خدعة بأن مطالب الشباب لا تتحقق فهذا مخطط وأكذوبة يضحك عليهم بها البعض‏.‏

ولا ننكر أن الشعب عاش يعاني لفترات طويلة ولابد أ نسلم بهذا الأمر‏,‏ وجاء الوقت ليعبر فيه عن ذلك وهذا ما أراه يتحقق ولكن خطوة خطوة‏,‏ ولابد الأن أن نكف عن هذه الفوضي ونكون جبهة واحدة ضد المتأمرين‏,‏ والتطوير قادم فلا داعي لهذه الفتن ولا يعقل أن يعامل قائد البلاد بهذه الإهانة فهو رجل جيش في الأول والآخر‏,‏ وكلنا كمصريين لم نرض بهذا فمصر دائما كبيرة وشامخة‏.‏           

ليلي علوي‏:‏ الشعب المصري عبر عن مطالبه وارتضائه بما تحقق

وأبدت الفنانة ليلي علوي حزنها الشديد لما يجري في الشارع المصري وقالت إنها بكت شديدا لمظاهر الخراب والدمار والعمليات الإجرامية التي صدرت عمن لاينتسبون للمصريين بكل تأكيد.

وأشارت إلي ثقتها في أن الشعب المصري قادر بالحب والعطاء أن يعيد الصورة إلي بهجتها وبريقها في أقرب وقت ممكن وأن الله سبحانه وتعالي حافظ لشعب مصر علي مرمي التاريخ‏.‏

وأضافت ليلي لقد ارتضي الجميع بما قاله مبارك وخرج الشباب والأطفال والشيوخ بالملايين مؤيدين لنقل القرارات والمطالب التي نادوا بها من قبل‏,‏ فلماذا لاننتظر ونراقب هل يتم تنفيذ تلك القرارات أم لا‏..‏؟
واذا لم يحدث فيلخرجوا مرة أخري‏..‏ واشارت علوي إلي هناك من يريد تشويه صورة المصريين ويظهرونا في موقف الضعف‏,‏ أنا علي إيمان أن شعب مصر قادر علي إظهار قدراته وقوته وتجاوز المحنة ويجب علي المخربين عدم تجربة الشعب المصري مرة أخري‏,‏ فقد عبر عن إرادته سواء بالتظاهر وإعلان مطالبه وأيضا بالارتضاء بماتحقق من إنجاز‏.‏ 

أشرف زكي‏:‏ تحية للرئيس مبارك

في حين قال الدكتور أشرف زكي تحية للرئيس مبارك بصفتي نقيبا للممثليين أقول اننا جميعا وكل المصريين مثقفين وعمالا فنانين وأصحاب حرف أمام مسجد مصطفي محمود لنقول كلمتنا ونواجه أعداء الوطن.

واننا جميعا لن نسمع بان يهان صاحب الضربة الجوية وصاحب السلام السيد الرئيس محمد حسني مبارك‏.‏ وأننا أمام مسجد مصطفي محمود نقدم التحية للبطل المصري الأصيل وأضاف أشرف زكي أعتقد بعد خطاب السيد الرئيس الأخير وأنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية أخري من المفروض بان كل مصري يعلم ماهو حسني مبارك وأنه قال كلمته الأخيرة وانا وعائلتي بالكامل أثناء خطاب السيد الرئيس بكينا جميعا وهذا هو حال كل بيوت المصريين‏.‏ 

‏..‏ والمثقفون يدعون شباب التحرير إلي فض الاعتصام

لا شك أن الأيام الماضية من أهم الأيام العصيبة في تاريخ مصرنا الغالية والتي ستظل بالأذهان علي مدي العصور يخطها التاريخ لتقرأها الأجيال‏,‏ نتوقف أمام أيام عصيبة عاشتها مصر وعاشها الشعب المصري لتحقيق عدد من الإنجازات لشباب مصر وابنائها.

لطالما حلموا بتحقيقها ولم تأتي إلا من خلال ثورة بدأها شباب مصر في الخامس والعشرين من شهر يناير اسفرت عن تحقيق وتلبية عدد من الطلبات علي رأسها تعديل المادتين‏76‏ و‏77‏ من الدستور‏.‏ اتفق الكثير مع قرار الرئيس محمد حسني مبارك واكتفوا بوعوده واثقين به كرئيس وأب حمل عهده لهم بجانب بعض المساوئ عدد من الإنجاوات التي لا يستطيع أن يجحدها احد‏,‏ وفي الوقت ذاته هناك فئة رافضة لهذا وتريد التغير من الأساس رافضين أي مناقشات بعقول متحجرة لا تريد الاستماع لأولي الخبرة‏,‏ حول هذه الانقسامات وذاك الرضا نتعرف رأي بعض المثقفين من خلال هذا التحقيق‏.‏

و يري الدكتور عبد المنعم تليمة أن هؤلاء الشباب أفرزوا مكسبا حقيقيا عندما أقاموا ثورة جديدة أضافتهم إلي المناضلين الشباب في جميع الدول الحية والشعوب النشطة‏,‏ ولا شك أن حركتهم هي التي أدت إل تراجع النظام وإزالة الفساد والجمود والإستعلاء‏,‏ ثانيا لقد عرف هؤلاء الشباب ميدان التحرير ولا تستطيع أي قوة أن تقف أمامهم فقد كسر حاجز الخوف‏.‏

ووجه تليمة للشباب كلمة قال فيها ارجو أن يذهب كلا إلي مكانه وإلي عمله والتحلي بالصبر والنفس الطويل لأعطاء الفرصة للإصلاح فليس قليلا أذ تحلينا بالصبر لشهور قلائل وأن لم يتحقق ما نريد فاليكن ميدان التحرير مرة أحري في حين وصف يوسف القعيد خطاب الرئيس مبارك بالجيد والحزين بالوقت ذاته‏,‏ ولكن أتمني أن يتم التحاور مع الرأي العام وأن يضع الشاب مصلحة مصر نصب أعينهم لتكون في المقدمة وأهم حتي من رحيل الرئيس مبارك‏..‏ نريد الأمن والأمان أن ينتشر بمصر ولابد وأن تعود الأعمال والأشغال التي توقفت خوفا من توقف الحياة كامله لابد وأن تعمل المخابز لسد احتياجات الناس فلا شيئ يسبق أن يشعر الناس مرة أخري بالأمان داحل بلادهم وعلينا إلا نترك مصر في قبضة المخربين والقتلة‏.‏

‏-‏ الدكتور مدحت الجيار‏:‏ اطالب الشباب القادرعلي الثورة والانتفاضة بأي وقت أن يعودا إلي منازلهم وأعملهم ويراقبون تنفيذ ما قيل من تعهدات وإصلاحات سياسية واقتصادية لأن ما يحدث الآن قد يأتي بنتائج عكسية حين تغلق المصانع والشركات وتزداد البطالة‏,‏ وبالنهاية قال الجيار كم من دول كثيرة اطاحت برئيسها فعاشت في فوضي ويكفي لهذا الرجل أنه كان أحد أبطال حروبها‏,‏ فالنتابع عمل الوزراة الجديدة ستة أشهر بعدها نخرج جميعا لعمل وزارة جديدة‏.‏

‏-‏ الروائي خيري شلبي يري أن ما حدث من تدمير وتخريب يحتاج علي الأقل لخمسين عام من الإصلاحات لتعود مصر لسابق عهدها وأضاف ماحدث كارثة كبيرة علي كل الأصعدة واستمرار الموقف بهذا الشكل يهدد الأمة بأكملها فالأمور لاتزال غامضة ولا أحد يستطيع التكهن بما سيحدث غدا لايهمني من جاء ومن ذهب أو ممن تتشكل الوزراة الجديدة ولكن كل ما اتمناة أن يعود الأمن لمصر أولا‏.‏ وأن نخرج من هذه المحنة بسلام بعدها يبدأ التفكير في كل ما نريد‏,‏ أدعوا الله أن يزيح عن مصر هذه الغمة‏.‏

الأهرام المسائي في

04/02/2011

 

عمر الشريف يطالب الرئيس مبارك بالتنحي..

وحسن يوسف يشكك في وطنية المتظاهرين

أكدت الفنانة المصرية شادية -التي أعلنت اعتزالها الفن منذ قرابة ثلاثين عامًا- أنها لا تصدق ما تراه من أحداث في مصر على الإطلاق، على خلفية المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس المصري، والأحداث الدامية التي شهدتها مصر في الأسبوع الأخير.

وأشارت شادية إلى أنها تدعو الله ليلا ونهارًا أن يرجع كل طرف إلى صوابه، وأنها لم تكن تتصور أن يصل الوضع إلى هذه الحالة الحرجة، وقالت: "مصر بلد عظيم، واسمه مكتوب في القرآن، ويجب أن نحافظ عليها"، وأضافت باكية: "مصر عملت إيه بس يا ربي؟" وذلك خلال مشاركتها بمكالمة هاتفية في برنامج "واحد من الناس"، وحول ما حدث في ميدان التحرير من تقاتل بين المصريين بعضهم البعض، قالت: "حاجة تقطع القلب، إزاي الاتنين مصريين ويضربوا بعض، ده عمره ما حصل ولا هيحصل"، وأضافت: "إزاي نهون على بعض؟! أنا مذهولة من الأحداث".

ووجهت الفنانة المعتزلة كلمة للمعتصمين قالت فيها: "نقول لهم حرام، من يفعلون هذا ليسوا مصريين، لا يمكن أن يرضى مصري أن يحدث في بلده مثل هذه الإضرابات"، وأضافت: "يا رب يحبوا بلادهم، لازم الشباب يحبوا مصر"، ودعت الفنانة شادية الله أن ينقذ مصر من تلك الأحداث.

بينما دعم الفنان المصري العالمي عمر الشريف حركة المتظاهرين في ميدان التحرير، مؤيدًا مطالبهم برحيل الرئيس المصري حسني مبارك، داعيًا الرئيس إلى التنحّي عن السلطة. أما الفنان صلاح السعدني فقد وجّه انتقادات لاذعة للنظام المصري، مؤكدًا أن المسؤولين المصريين لم يفهموا بعد حقيقة هذه التظاهرات، ولم يتردّد في التنديد بنظام حسني مبارك، الذي رأى أنّه "أطاح بكل ما بناه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر"، مطالبًا بأن يكون "حاكم مصر نبيّا للفقراء".

كذلك قال محمود حميدة: إن انتفاضة الشعب المصري كانت طبيعية، بعد إطاحة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، بحسب صحيفة الأخبار اللبنانية.

على الجانب الآخر، أكدت الفنانة غادة عبد الرازق: "إن ما يجري في الشارع هو "غدر برمز كبير خدم البلد مدة 30 عامًا"، فيما قاد الممثل حسن يوسف حملة اتصالات هاتفية بقنوات مصريّة حكوميّة وخاصة، للتشكيك في وطنية المعتصمين في ميدان التحرير، مؤكدًا دخول عناصر إيرانية إلى مصر في الأشهر الأخيرة استغلت فرصة الفوضى في الشارع؛ لتصبّ الزيت على النار، وأشار يوسف إلى أن هناك شهادات جمعها من أهل الحي الذي يسكن فيه، وتؤكد أن المعتصمين يحصلون على مبالغ ماليّة يوميّة، وعلى وجبات غذائيّة مجانية.

الـ mbc.net  في

04/02/2011

 

شيريهان تناشد مبارك حقن دماء المصريين.. وإلهام تصف البرادعي بالعميل

ناشدت الفنانة شيريهان الرئيس حسني مبارك بالرحيل حقنًا لدماء المصريين، فقد خرجت برفقة ابنتها الكبيرة لولا إلى ميدان التحرير للتضامن مع المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك.

وظهرت شريهان في اتصال مع قناة "الجزيرة" الفضائية، وأكدت على وجوب رحيل مبارك، ووجهت له نداءً بأن يحقن الدماء ويسلم زمام السلطة لنائبه عمر سليمان، وقالت: إنّ على الشعب أن يختار رئيسه ويمارس حريته.

يذكر أنّ هذه الإطلالة الثانية لشريهان منذ بداية التظاهرات، وهي المبتعدة تماما عن الإعلام منذ سنوات.

فيما وصفت الفنانة المصرية إلهام شاهين الدكتور محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، بالعميل الأمريكي الذي سهل للولايات المتحدة دخول العراق وتدميره.

وأكدت أن البرادعي يتحرك في مصر بتعليمات أمريكية ليحصل على المكافأة، ويتولى الحكم في مصر، مشيرة إلى أن الشعب المصري لا يعرف، وأنه لا يستحق أن يكون رئيسا لهذا البلد.
وقالت إلهام في مقابلة مع برنامج "مباشر مع عمرو أديب" على الحياة: إن البرادعي سهل مهمة أمريكا في تدمير العراق، وإنه نزل بالباراشوت على مصر يدعو لإسقاط النظام الحالي حتى يتولى حكم البلاد بمساعدة أمريكا كمكافأة له لما قدمه لها من خدمات خلال غزوها للعراق.

وأشارت إلى أنه سهل من خلال منصبه السابق دخول أمريكا إلى العراق، وقيامها بتدمير أحد الشعوب العربية القوية، خاصة وأنه كمشرف على الوكالة لم ينفِ وقتها أن العراق لم تمتلك أسلحة نووية، وترك الولايات المتحدة تغزو العراق بهذه الحجة.

وانتقدت خروج البرادعي والتحدث باسم الشعب المصري، خاصة وأن أحدا لا يعرفه، ولم يفوضه بالحديث عن الشعب، مشيرة إلى أن ما يحدث في الساحة حاليا هو صراع على السلطة بين قوى سياسية لم تكن موجودة في الأساس، لكنها الآن تسعى للتواجد على حساب انتفاضة الشباب التي تظاهرت من أجل تحقيق مطالبهم العادلة.

في المقابل أشادت الفنانة المصرية بالشباب المصري المتظاهر في ميدان التحرير الذي يطالب بحقوقه المشروعة بطرق سلمية، إلا أنها انتقدت بعض القوى التي استغلت انتفاضة هذه الشباب لتحقق مكاسب سياسية، معتبرة أن ما قدمه مبارك في خطابه الأخير كافٍ لتحقيق مطالب الشباب.

وشددت إلهام على ضرورة وضع حد للأزمة الحالية في مصر، خاصة وأن الشعب المصري مل من هذا الأمر الذي يعطل البلد اقتصاديا، ويضر بمصالح الفئة العظمى من شباب البلاد، لافتة إلى أن حياة المواطن العادي تأثرت بشدة، ولم يعد يجد المواد الغذائية في ظل اختفاء السلع من الأسواق.

الـ mbc.net  في

04/02/2011

 

المثقفون المصريون يختفون في ظروف غامضة

القاهرة ـ من محمد الحمامصي  

جمال القصاص: الثقافة المصرية في ظل النظام الممتد منذ ثلاثين عاما لم يكن لها خريطة واضحة.

اختفى المثقفون المصريون في ظروف غامضة على مدار أيام وليالي الثورة الشعبية التي بدأت في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، ولا تزال تتواصل في محافظات مصر، وخفتت أصواتهم باستثناء أصوات قليلة تعد على الأصابع.

لم نسمع بمثقف مصري خرج ليناصر ثورة شعبه أو ليدافع عن حق شعبه في حرية التعبير عن رأيه والمطالبة بالتغيير، ربما لا يستطيعون التمكن من إيصال صوتهم مقروءا أو مسموعا أو مرئيا.

هذا الاختفاء، فسَّره البعض بأن المثقفين لم يستطيعوا بعد كسر حاجز الخوف من المنظومة الأمنية التي يفرضها النظام المصري منذ ثلاثين عاما، خاصة وأن الكثيرين منهم يرتبطون بمصالح مع العديد من أجهزة الثقافة، حيث استطاع الوزير السابق فاروق حسني ضم أعداد هائلة من المثقفين إلى "حظيرة الدولة" توظيفا وعضوية في هيئات ومؤسسات وزارة الثقافة، فعلى سبيل لا الحصر هناك ما يربو عن 600 شاعر وروائي وناقد ومفكر بارز يرتبطون بعضوية لجان في المجلس الأعلى للثقافة، وهناك من 150 إلى 200 يعملون في الهيئة العامة لقصور الثقافة ومثلهم يعملون في الهيئة العامة للكتاب، ومثلهم يعملون في قطاع الفنون التشكيلية وهكذا.

لكن إذا كان كبار المثقفين المصريين بلغوا سنا لا تسمح لهم بالنزول إلى الشارع، وتم التعتيم عليهم وحجب أصواتهم من قبل وسائل الإعلام الحكومية والخاصة المصرية، فأين شباب الثقافة المصرية الذين لم نسمع لهم صوتا، ولم نر لهم حضورا في مظاهرات تلك الثورة السلمية.

تجولت كثيرا حتى ورمت قدماي في ميدان التحرير/الحرية كما أسماه شباب الثورة المصرية، التقيت صحفيين وإعلاميين لم يأتوا فقط بحكم العمل بل أتوا للمناصرة، لكني لم التق كاتبا أو مفكرا وشاعرا أو روائيا أو كاتبا مسرحيا أو ناقد أدبيا.

لقد جرى توظيف شباب الشعراء والروائيين والمسرحين والنقاد وحتى الأكاديميين في الجامعة داخل منظومة مؤسسات وزارة الثقافة المصرية، الأمر الذي يفسر التواري والاختفاء من وجهة نظر البعض، خاصة أن الأيام الأولى للثورة شهدت اعتقالات بالآلاف للمتظاهرين.

وعبَّر د. عمار علي حسن عن اندهاشه من غيبة واختفاء الكثير من المثقفين عن دعم ثورة الشعب ومساندتها، حيث أن ذلك دفع بالكثيرين من الغوغاء من رجال النظام في الفن والإعلام إلى صدارة المشهد، وقال: "تابعت عن كثب الصحافة والتلفزيون والقنوات الفضائية، شيء غريب حقا أن يتوارى المثقفون عن الأنظار وينقطع صوتهم، هل ذلك وراءه الصحف والقنوات الفضائية الرسمية التي تعمدت حجبهم وإخفاءهم؟ ربما، وربما لم يكسروا حاجز الخوف، غير متصورين أن مصر تستطيع أن تلد مثل هذه الثورة الشبابية العظيمة".

وقال الروائي ياسر عبدالحافظ إنه لا يرى اختفاء كاملا للمثقفين المصريين، وإن الاختفاء اقتصر على أصحاب المصالح والعلاقات العامة مع النظام والذين توظفوا داخل أجهزته، لكن الأصوات الحقيقية خرجت ومنها صوت بهاء طاهر الذي بارك الشباب وحيى ثورتهم.

وتساءل عبدالحافظ عن هؤلاء الذين شاركوا في إنتاج الصخب المطلوب توفيره للتغطية على ملفات باتت تنفتح من تلقاء نفسها مثل الأبواب التي يلعب بها الأشباح. وعلى رأس تلك الملفات: شرعية نظام الحكم المنتهية، هل ما زالت ثورة يوليو تصلح مرجعية، هل مصر دولة دينية أم مدنية، ما هي الحدود التي يمكن أن يتوقف عندها الفساد؟ وشدَّد "أين هم؟ لا بد أن يختفوا عن الأنظار لأنهم فقدوا دورهم وثورة الشعب تجاوزتهم".

وأكد الشاعر جمال القصاص أن المشهد الثقافي ابنا شرعيا للنظام، وأنه لم يفق بعد وأن سلطة النظام التي ترسخت على مدار ثلاثين عاما شكلت حاجزا صلبا في رؤية المثقفين لما يجري.

وقال: الثقافة المصرية في ظل النظام الممتد منذ ثلاثين عاما لم يكن لها خريطة واضحة، تستطيع أن ترصد في فضائها مثقفين جادين بل تجد "مثقفون منساقون يراوحون خطاهم، تارة على يمين المؤسسة الرسمية، وتارة أخرى على يسارها، وآخرون في المنتصف ينتظرون ما قد يتساقط من هذا الطرف أو ذاك، ولا أحد يفكر أن هذه المؤسسة شاخت وفسدت مثلما شاخ وفسد النظام نفسه".

وأوضح الشاعر والروائي حمدي عابدين أن المثقفين المصريين لم يكن لهم بوصلة تحدد اتجاهاتهم فكيف يتوقع أن يروا الطريق. وقال: "لقد فات أوان عتاب المثقفين أو لفت نظرهم أو النداء عليهم، هم لا يزالون تحت وطأة ما روجوه من فساد للنظام السابق، وأعتقد أن هذه الثورة ستلد مثقفين من نوع مختلف، مثقفين يشاركون في صنع مستقبل يعيد لمصر مكانتها".

ميدل إيست أنلاين في

05/02/2011

 

مشاهير الفن في ميدان التحرير

القاهرة - من شيماء فايد 

الموسيقار عمار الشريعي والمخرج خالد يوسف والممثل خالد عبد الله ينضمون الى المحتجين في ميدان التحرير.

انضمت وجوه شهيرة لالاف المتظاهرين يمثلون جميع الفئات يطالبون بالتنحي الفوري للرئيس المصري حسني مبارك بعد 30 عاما في السلطة.

وانضم خالد عبد الله وهو ممثل بريطاني من أصل مصري اشتهر بدوره في فيلم مأخوذ عن قصة خالد الحسيني "طيارة ورق" إلى الحشود في ميدان التحرير السبت.

وقال عبد الله (30 عاما) "انا هنا للمطالبة بتنحي مبارك . انا هنا منذ يوم الجمعة قبل الماضي".

وتعهد مبارك بعدم التنحي حتى تنتهي مدة رئاسته في سبتمبر/ ايلول ولكن المحتجين كثفوا الضغط علية لترك منصبه على الفور فيما تجمعوا في ميدان التحرير لليوم الثاني عشر على التوالي للاحتجاجات.

ومع استمرار التظاهرات رفض المحتشدون دعوة احد قادة الجيش حاول اقناع الاف من المتظاهرين بفض الاحتجاج الذي ادى لتوقف الحياة الاقتصادية في العاصمة.

ومن الوجوه الشهيرة الاخرى خالد يوسف المخرج المصري المعارض للحكومة.

وقال "الاخوان هنا في التحرير .. ماذا في ذلك؟" في إشارة لجماعة الاخوان المسلمين المعارضة.

وتابع "انها جزء من الامة.. الجميع هنا. اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر".

كما انضم الموسيقار المصري الكفيف الشهير عمار الشريعي للتظاهرات. وقاده المحتجون ليطوف أرجاء المظاهرة.

وادان خالد عبد الله ارهاب وسائل الاعلام الدولية والاكاذيب الصارخة لقنوات التلفزيون الرسمية التي تحاول اضعاف حركة الاحتجاج.

وقال "اعتقد ان الاشهر الستة المقبلة ستكون معقدة في وجود مبارك او في عدم وجوده واعتقد اننا سنكون أفضل بدونه".

وتابع ان الارادة الشعبية من أجل العدل الاجتماعي والحريات والإصلاح السياسي لايمكن وقفها سواء في التحرير او إذا انتقلت لأي مكان آخر لأي سبب من الأسباب.

ميدل إيست أنلاين في

06/02/2011

 

ثــورات الكــرامــة

ياسين الحاج صالح

إلى روح خالد سعيد

كيف يمكن أن نفهم انتفاضتا التونسيين والمصريين؟ تدافع هذه المقالة عن فكرة أنهما انتفاضتا الكرامة، أنهما تردّان على شعور عميق بالمهانة وفقد الاعتبار، وأنه يحركهما معا طلب الاحترام الفردي والجمعي.

ليس الجوع هو ما حرّك التونسيين ولا المصريين، وليست أي منهما ثورة جياع أو ثورة خبز. لا ريب أن مطالب تتصل بالعمل والمعيشة كانت حاضرة بقوة، وربما في تونس أكثر من مصر، رغم أن متوسط دخل الفرد التونسي أعلى من نظيره المصري، وأن أشكال الحرمان الفاحشة المميزة لمصر غير معروفة في تونس. بل لعل إحباط توقعات أعلى من الحياة عند التونسيين بفعل الصيغة الفظة من جشع الطغمة الطرابلسية ومحاسيبها كانت وراء ثورة تونس، حسب تحليلات متواترة، غير أن علو التوقعات يحيل إلى مطالب تقدير للذات والاعتراف والجدارة التي بدا أن النظام السياسي الاقتصادي التونسي عاجز عن توفيره لغير نسبة محدودة من السكان. والواقعة التي فجرت ثورة تونس، حرق محمد بو عزيزي نفسه، تتصل مباشرة بجرح الكرامة لا بالحاجة المادية وحدها، أو لنقل بتكشف أن الحاجة المادية محددة سياسيا بصورة مباشرة، الأمر الذي ربما يفسر سرعة تحول الاحتجاجات التونسية من مطالب العمل والدخل إلى مطالب الحرية والكرامة.

وظاهر أنه في مصر، كما في تونس قبلها، يتكون جمهور الاحتجاجات من أطياف واسعة من الطبقة الوسطى المتعلمة والمستقلة ماديا، وهذه الأطياف أقوى شعورا بفرديتها وأكثر حساسية لمطالب الاحترام والجدارة، وأحدّ شعورا بالعار من الشكل الفظ للسلطة، ومن قسوتها البهيمية، ومن جشعها البهيمي بدوره، ومن تفاهة أربابها وسقم ذوقهم، وانحطاط مستواهم الفكري والسياسي والأخلاقي.

قد يمكن القول، تاليا، أن ما فجّر انتفاضة التونسيين والمصريين هو ضآلة ما يستطيع النظامان توفيره من اعتراف بمواطنيه ومن احترام لهم وتقدير لإنسانيتهم. أو لنقل هو احتكار نخبة السلطة العليا للكرامة والحرية والاحترام، ومثابرتها على نمطٍ من ممارسة السلطة بدائي، متصفٍ بالعضلية والفظاظة والاحتقار لغير المحميين من عموم السكان.

ولعل في تطلب الاحترام في مصر عنصرا جمعيا ووطنيا أكبر مما في تونس. أهان نظام مبارك مصر وحطّ من شأنها، وجعلها بلدا لا معنى له ولا قضية ولا كيان، فوق إهانته المصريين أفرادا. لقد «أهدر آدميتهم» حسب حسن نافعة، ويعامل شبابهم «زي البهايم» حسب الموسيقي عمار الشريعي (معلقا على قطع خدمات الهاتف المحمول والانترنت، وهي مثل الهواء والماء اليوم حسب الشريعي). وربما من هنا النبرة الملتاعة في احتجاجات المصريين، وربما من هنا يستمد غضبهم المستعر طاقة استمراره في مواجهة النظام (أكتب مساء الثلاثاء، في اليوم الثامن للانتفاضة المصرية). وتواتر استخدام كلمة الغضب في تسمية المصريين احتجاجاتهم يكشف بوضوح عن اتصال الأمر بالكرامة واحترام الذات. أما في تونس، حيث مستوى التعليم والدخل أفضل، فقد يكون مطلب الاحترام والتقدير فردانيا أكثر. النظام هنا لم يبلغ في تحطيم أسباب احترام التونسيين لبلدهم المبلغ الذي حققه نظام مبارك. نعلم، مع ذلك، أن عبارة الكرامة الوطنية كانت متضمنة في شعارات الانتفاضة التونسية.

ومما يرجح هذا التقدير أكثر، المحدودية المستغربة للوهلة الأولى لمساهمة الإسلاميين في احتجاجات البلدين، بخاصة في مصر حيث لهم وزن كبير، وحيث يبدو المجتمع ذاته أشد تدينا بكثير. يبدو أن الاحتجاج الإسلامي المعاصر يلبي تطلبا للتطهر والانضباط، موجها ضد شعور بالتلوث والفوضى قد يتفجر بصورة عدائية ضد من قد يعتبرون مصادر خطر وعدوى من غير المسلمين أو غير المؤمنين أو غير الإسلاميين (عقيدة «الولاء والبراء» السلفية تستجيب بكفاءة لهذا التطلب). وهو أيضا ذو طابع جمعي قوي لا يتيح ظهورا لشخصية الفرد وأناه المستقلة وذاته غير القابلة للذوبان في كلٍّ ما. والحال أن الشخصية والاستقلال والفردانية هي بالضبط محركات انتفاضات الكرامة. ومنذ أن نتكلم على كرامة نتكلم حتما على حرية، وعلى سيادة على الذات، وعلى تفكير شخصي مستقل، وعلى إرادة فردية حرة، مما لا توفره الاحتجاجات الإسلامية، بل لعلها تقمعه. لكن هناك اليوم مساحة اشتراك واسعة بين صنفي المطالب، تتمثل في مخاصمتهما معا للنظام، وتحيد التوترات المحتملة بينهما (إلى حين؟). ذو دلالة على كل حال أن الفلتان الأمني في مصر لم يشهد أبدا اعتداءات على مسيحيين مصريين أو على كنائسهم وممتلكاتهم. لا ريب أن نوعية الروحية المسيطرة اليوم والمتعلقة بالكرامة والاحترام مضادة لاحتمال كهذا، بقدر ما إن الاعتداء على مسيحيين اقترن على الدوام بشعور بالمهانة الوطنية عند المصريين. هذا فوق أن تطلب الاحترام تحرري ومواطني، مقترن بأخلاقية الضمير الفردي، ويتعارض تماما مع الاعتداء على أقلية أدنى حصانة.

حين لا يأمن أحد لأحد

ثم أن غياب الأحزاب السياسية والعناوين الإيديولوجية يشير إلى هيمنة «مستقلين» وغير حزبيين في هذه التحركات الاجتماعية الواسعة. ومخاطرة شباب تونسي ومصري بأمنه، وربما بحياته، ومبادرتهم إلى حماية ممتلكات عامة وخاصة، ومحاولاتهم ضمان أمن مواطنيهم وحماية النظام العام، يؤشر بدوره إلى ارتفاع في تقدير الذات وحبِّها والشعور بالكرامة الشخصية. فهذه هي ما تدفع إلى التضحية والفداء، فيما لا يدفع الذل واحتقار النفس إلى غير الأنانية والجبن وشح النفس. يضحي بنفسه من يملك نفسا، ونفسا كبيرة. موتى النفوس لا يفعلون.

والواقع أن مشكلة العالم العربي ككل تتمثل في ضآلة ما يوفره من كرامة واحترام للذات لسكانه. ما يجرح جمهورا عربيا واسعا هو فقدان الكرامة الفردي والجمعي، والمهانة العميقة التي يتشاطرها العموم، باستثناء النواة الصلبة للنظم الطغموية. حين يقول محمد الغنوشي رئيس الوزراء التونسي: نحن أيضا كنا خائفين، يعني أيام بن علي، يجدر بنا تصديقه (هذا لا يبرر الوثوق به سياسيا). هذه نظم لا تأمن على نفسها إلا بأن لا يأمن أحد فيها على نفسه، ولا يأمن أحد لأحد. ينبغي أن يكون الجميع، أعوان الحاكم قبل غيرهم، أذلاء، بلا شرف، ومعدومي الشخصية، كي يكونوا أدوات صالحة. ومعلوم أن رئيس الوزراء في أي من بلداننا ليس الرجل الثاني في الدولة، وأن الاستغناء عنه وعن أي وزير لم يشكل صعوبة يوما لأي حاكم. ولقد صرف حسني مبارك حكومة أحد نظيف من دون أن تسمع همسة تململ من أحد شاغلي المناصب فيها أو حتى دفاع عن نفسه. لا نفوس لهم.

وبينما تصلح تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية مؤشرا عاما لمستوى الذل في بلداننا، فإنها لا تستنفده بحال، بل ولا تشير إلى مداه ونطاقه لانحصار رصدها المتأصل في أوساط نخبوية، سياسية وثقافية. ليس القنوط المنتشر، وليست المجاهرة بالخوف من قبل كثيرين، وليس الحضور الكثيف للخوف في الحياة اليومية لكل الناس، وليست الهجرة التي يحلم بها كثيرون حتى إذا تحققت لهم لم يعد لهم من حلم غير العودة، وليس مستوى الكراهية المرتفع في الأوساط النخبوية في مجتمعاتنا، وليس الشعور الشائع بالتفاهة وضآلة الشأن، وليست طقوس الزراية بالعرب يكررها دونما ملل عربٌ، غير أوجه متعددة لفقدان عميق للشرف واحترام النفس. ولقد تسنى لي أن ألحظ أن غير قليل من مدمني هذه الطقوس انقلبوا عليها بصورة شبه فورية إثر الانتفاضتين التونسية والمصرية. وأن يُقرَّ كثيرون، بينهم كاتب هذه السطور، أنهم كانوا يبكون وهم يشاهدون شباب تونس ومصر يكسرون قيودهم، لمؤشر إضافي على جوع إلى الكرامة عريق، يعتمل في النفوس المهانة. هل أهين أحد أكثر منا، أفرادا وشعوبا؟

ليست مطالب مادية

وظاهر على كل حال من التعليقات على صفحات الفيسبوك أن دافع الكرامة والشرف هو الأقوى في التفاعل مع تونس ومصر. هذا دال لأنه يُعتقَد (بصورة مبالغ فيها في تقديري) أن لمواقع تواصل مثل فيسبوك وتويتر ضلع في الثورة التونسية. وهو مفهوم أيضا. فجمهور الفيسبوك ينحدر عموما من الطبقة الوسطى المتعلمة، وربما الأرفع تعليما، والأكثر إحساسا بشخصيتها وتطلبا للكرامة.

لكن يلزم استدراك كبير هنا. ليس صحيحا بحال أن هناك مطالب أساسية، «مادية»، هي الخبز والسكن والصحة... ومستوى الحياة، هي ما تهم عموم الناس، الأفقر منهم بخاصة، وأخرى أقل أساسية، معنوية وثانوية، هي الكرامة واستقلال الشخصية وحرية الإرادة والاعتداد بالنفس، تهم أناسا من مراتب اجتماعية أعلى. ما يهين الفقراء في الفقر هو دلالته على فقدان الاعتبار، وعلى أنهم لا شيء ولا أحد، وليس الجوع بذاته. يتحمل الناس حرمانات متنوعة لو أمكن إدراجها في رؤية عامة، يشاركهم فيها آخرون. بالعكس، إن الكفاية المادية من دون احترام تثير شعورا بالاغتراب وازدراء النفس، وتشكل دافعا للثورة بدرجة قد تفوق الحرمان المادي وحده. على أنه يصح القول إن الكرامة والتقدير الذاتي تشغل موقعا متقدما في مطالب الطبقة الوسطى المتعلمة والمستقلة.

والواقع أن اعتبار مطالب الكرامة والحريات ثانوية يصدر عن تصور ميكانيكي أو مادّوي للطبيعة الإنسانية، كانت قامت عليه الاشتراكية السوفياتية وأشباهها، واستحقت عليه المآل المعلوم. ولعل النظامين التونسي والمصري ووجها بانتفاضات الكرامة والغضب لأنهما جمعا بين إنكار الكرامة الفردية لأكثرية موطنيهما، وبين فقدان كل منهما لأي مبدأ أو معنى عام كان من شانه أن يضفي قيمة نسبية على حرمانات مواطنيهما، الأمر الذي أدى إلى اكتساب هذه الحرمانات قيمة مطلقة، أي اعتبارها عارا وذلا صميميا، لا مناص من الخلاص منه. وما يعزز من ذلك أن طغمتي النظامين تميزت بالتفاهة المطلقة والجشع المطلق.

بالمقابل، ربما تتمتع نظم عربية أخرى بهامش ضيق ومزوّر من مبدأ عام، «قومي» أو «إسلامي»، تسوغ به إدامة ذل رعاياها. لكن هذا يزدادا هشاشة وانكشافا. والمزيد من هتكه وكشف زيفه واجب مُلزِم اليوم للمثقفين. على كل حال، لا تعول النظم هذه على ذلك الهامش وحده. فهي لا تكف عن تعزيزه بسورين عاليين: الخوف، تتولاه أجهزة مختصة ذات اسم أورويلي: أجهزة الأمن، وقد ظهرت صورتها الحقيقية بجلاء تام في تونس بعيد سقوط بن علي، وفي مصر بين يومي جمعة الغضب والاثنين التالي؛ ثم «الطائفية» باعتبارها اسما عاما لخوف السكان من بعضهم وانعدام ثقتهم ببعضهم، وكدفع لهم إلى التخلي عن أناهم المستقلة وتفكيرهم الشخصي وإرادتهم الحرة لمصلحة روابط موروثة.

والخلاصة، أن انتفاضات اليوم هي انتفاضات الكرامة وبروز الفرد المستقل، وأنها ثورية حقا لكونها تسجل تعطشا للحرية والذاتية، متحديا الأجهزة السياسية القامعة، وكاسرا للقوالب الإيديولوجية الخانقة، الناطقة باسم كائنات جمعية لا وجه لها.

)كاتب سوري(

السفير اللبنانية في

05/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)