حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تحب تمثيل ادوار الشخصيات المظلومة لأن طفولتها كانت بائسة

هيلاري سوانك: في هذه الثانية بالذات هناك شخص بريء قد يموت في سجن امريكي

هوليوود - من حسام عاصي

'لقد اصبحت ممثلة لأنني كنت أحس بنفسي غريبة'، تقول هيلاري سوانك متذكرة.
اثناء طفولتها، كانت الممثلة الفائزة بجائزة اوسكار مرتين، الطفلة المنبوذة التي يمنع الجيران ابناءهم من اللعب معها، لأنها كانت تعيش في منطقة فقراء يقيمون في منازل متحركة (بيوت يمكن جرّها بالكارافان). خلال ذلك الوقت، لم تكن تستطيع ان تفهم لماذا ينظر الناس اليها باستعلاء، فتعلمت ان تهرب من الواقع الى شخصيات على مسرح، واصبحت ناشطة في مسرح المدرسة ومسارح المنطقة الابتدائية.
قادت المصاعب في حياتها الواقعية سوانك للعب ادوار شخصيات بطولية فولاذية من عالم الواقع، شخصيات كانت لأمثالها من الغرباء. كان بين هذه الشخصيات دوراها اللذان حازت عليهما جائزتي اوسكار: بريندون تينا في 'الاولاد لا يبكون'، الذي قتل لأنه كان مزدوج الهوية الجنسية، وماجي فيتزارالد في 'طفلة المليون دولار'، وهي شخصية ملاكمة تتمكن من الفوز بكل مبارياتها رغم ان كل شيء كان ضدها.
'
أجد في تلك الشخصيات شيئا ارتبط حقا به وأراه في البشر الآخرين'، تقول سوانك. 'انا من النوع الذي لا يرتبط بشخصيات المظلومين فحسب، بل اعشقها. هناك شيء بداخلي يقول: يجب ان امثل هذا الدور؛ يجب ان اقوم بهذا. اريد لهذه القصة ان تخرج للعالم كله لأن هذا ما ساعدني خلال حياتي انا نفسي'.
احد هذه الشخصيات هو بيتي ان ووترز في آخر افلام سوانك 'ادانة'، التي ضحت بـ18 عاما من حياتها، قضتها في المدرسة الثانوية، والكلية ثم الجامعة لدراسة القانون، من أجل تبرئة اخيها كيني (الممثل سام روكويل) والذي اعتقل عن جريمة وحكم بسببها بالسجن مدى الحياة.

بعد ان عانت من الفقر والمشاكل بين والديها، فإن سوانك، التي قامت أمها بالتضحية بحياتها كلها وبسيرة مهنية في الرقص من اجل تنشئتها وتمكينها من الذهاب الى لوس انجليس لمتابعة مسيرتها في التمثيل، فان سوانك أحست بعلاقة خاصة مع بيتي ان.

'لديها نكران للذات وهي مليئة بالشعور بالاهانة. اعتقد اننا متشابهتان في الدافع الذي يدفعنا وفي الاصرار للوصول بالاشياء الى نهاية الامور التي نؤمن بها، وبالاشخاص الذين نؤمن بهم، وهو الأمر الذي اعتقد انه ينبع من كوننا نحمل خلفيات اجتماعية متشابهة. تصرف بيتي الذي يدل على الحب الكامل والمنكر للذات هو الهام لي وشيء اود ان اقوم به اكثر في حياتي'.

حين اتصل المخرج توني غولدوين بالممثلة ذات الـ36 عاما، كانت تفكر بأخذ استراحة من لعب ادوار شخصيات حقيقية، لكنها لم تستطع ان تخرج بيتي ان من عقلها، ولكنها لم تصبح بالنهاية داعمة للفيلم ومنفذة انتاجية له، بل ايضا مدافعة شرسة عن قضية الابرياء الذين يتم هدر حياتهم ظلما في السجون الامريكية.

'واقع القضية ان كيني كان يمكن ان يموت لو كانت هناك عقوبة اعدام في ماساتشوستس'، تقول مؤكدة. 'لم يكن باستطاعته اصلا ان يقضي الـ16 عاما، ولذلك فأعتقد ان هذا سيساعد في رفع الوعي الذي نريده لتحقيق التغيير ولفعل شيء، لأنه فيما نجلس هنا الآن في هذه الثانية بالذات هناك شخص بريء في السجن محكوم بجريمة لم يرتكبها'.

احد اكثر المظاهر المؤثرة التي وجدتها في هذه الممثلة هي صراحتها الساحرة واهتماماتها. لم تكن تتحدث فقط بعاطفة واقتناع حول العدالة للمظلومين حين كنا نتحدث في فندق الفور سيزن في بيفرلي هيلز، ولكن ايضا حين التقينا سابقا في حفلة، حين كان الآخرون منشغلين بقضايا خفيفة. احساسها بالتعاطف مع الآخرين، تقول لي، يقوده الحب وليس الاجندة السياسية او الاهتمام الشخصي.

'لقد أصبحت ممثلة لأنني احب الناس واحب قصصهم واتعلم اكثر عن نفسي من خلالها. انها نوع من الدراسة النفسية المتقدمة، 'تقول ضاحكة. 'اتجول في احذية هؤلاء الاشخاص وارى الحياة بطريقة مختلفة تماما لو لم اكن ممثلة. احب ان اعبر عن شخصيات تخيفني، حيث عليّ ان اتحوّل واتغير واذهب عاطفيا ونفسيا الى مكان ما'.

في الحقيقة، ان الممثلة الرياضية، التي نافست على مراكز اولى في مسابقات السباحة والجمناستيك خلال فترة مراهقتها، دفعت بحدود امكانياتها الجسدية الى اقصاها، الى حد كان يمكن ان تفقد حياتها نتيجة التسمم بالزئبق حين أتخمت نفسها ببروتين السمك من اجل ان تناسب دور الملاكمة في فيلم 'طفلة المليون دولار'، الذي زادت عضلاتها فيه بمقدار 9 كيلوغرامات. قبل سنوات على ذلك، قامت بمخاطر مشابهة بانقاص الشحم لديها بنسبة 7 بالمئة استعدادا لفيلم 'الاولاد لا يبكون'.

ليس امرا غريبا بالنسبة للممثلين ان يفشلوا في الاجابة على اسئلة عن الادوار التي يمثلونها في السينما، لكن سوانك أحست بالخزي لأنها لم تستطع الاجابة عن سؤال حول بيتي ان.

'اكره عندما يسألني شخص سؤالا لا اعرف الجواب عنه لأنني اشعر بان هذا جزء من الشخصية. هذه الاشياء عليّ ان اعرفها، الدقة في الشخصية'، تقول شارحة.

للاستعداد من اجل الشخصيات، تتعلم سوان كل خصوصيات حياة شخصياتها: اليوم الذي ولدوا فيه، ماذا يحبون ويكرهون، اشياءهم المفضلة في الحياة. تلبس ثيابهم المفضلة وتستمع الى الموسيقى التي يفضلون، بل انها حتى تقوم بحمل محفظة فيها رخصة سياقة الشخصية، وصور عائلتها واشياء شخصية اخرى.

تؤمن سوانك بان الممثلين يفشلون احيانا لأنهم لا يقومون بتجسيد شخصيات انسانية، ولكن شخصيات سينمائية، ولذلك يتوهون عن الشيء الخاص بتلك الشخصيات. 'البشر تفصيليون'، تقول. 'كل منا لديه تفاصيله الخاصة. احب فهم شخصياتي على كل مستوى ممكن، واحب ان اقوم بكل بحث ممكن. ملاحظاتي على السيناريو فيها الكثير من التفاصيل. اكتب كل تلك الاشياء بمواجهة السيناريو على الصفحات الخلفية، بداية من لوني المفضل الى التاريخ الذي ولدت فيه الى الموسيقى التي احب والتي لا احب. هذا شيء ممتع لأنه يمكن ان تكون في لقطة عشاء، على سبيل المثال، وتظهر اغنية في الخلفية كنت كتبت انك لا تحبها. شيء بسيط مثل هذا يعطيني شيئا اتعاطى معه او يمكن ان تظهر اغنية احبها ويمكن ان ارقص او اي شيء من هذا القبيل. هذا ليس موجودا في السيناريو لكنه يجعلك تشعر بأنك مكتمل'.

حين تقوم بتجسيد شخصية، فان سوانك تبتعد عن ذاتها وهي تقوم بذلك بطريقة كاملة وبصدق. 'لا أهتم بالطريقة التي ابدو عليها او ماذا يعتقد النقاد'، تقول. 'لا أهتم لو انني ظهرت كشخص غبي تماما، لأنك في اللحظة التي تبدأ فيها بالاهتمام بهذه الاشياء، فانك تفعل ذلك لأسباب خاطئة، وانت لا تقوم بتجسيد الشخصية بشكل كامل وبصدق'.

عمل سوانك الشاق واخلاصها اعطيا نتائجهما، فقد حصلت على جائزتي 'غولدن غلوب'، وجائزتي اوسكار والعديد من الجوائز الاخرى، مما يؤهلها للصعود الى قمة هوليوود.

'انظر الى جائزتي الغولدن غلوب والاوسكار الموضوعتين على الرف وأمشي قربهما كل يوم. لم اصبح ممثلة لأجل نيل الجوائز، لكنني سأخبرك، هذا أمر يجعلني عاجزة عن الكلام. انا حقيقة عاجزة عن التعبير عن عرفاني بالجميل من اجل الجوائز والاعتراف الذي حصلت عليه من شيء اقوم به عن حب'.

المراهقة من واشنطن، التي عاشت مع امها في سيارتهما الاولدزموبيل حين وصلا الى لوس انجليس، تنكر اعتبار حصولها على الامتيازات والثروة اللتين تجيئان عادة مع النجومية في هوليوود هو هدفها. 'لم ارد ان اصبح ممثلة لأنني اردت ان اعيش في بيت كبير او للحصول على سيارة فخمة او ارتدي ثيابا فاخرة. لم اكن ادري بوجود تلك الماركات الشهيرة اصلا. ذلك شيء لم يثرني ابدا. لا تفهمني غلط'، تقول ضاحكة. 'انا الآن احب لبس هذه الاشياء، وهذه الاحذية، واسوق سيارة فخمة لكن هذا لا يقيّم ما انا عليه حقا'.

تحب هوليوود ان تتغنى بقصص النجاح السحرية فيها، لكن قصة سوانك هي بالتأكيد قصة ملهمة حقا.

القدس العربي في

27/01/2011

 

'ادانة': قصة واقعية عن اخطاء العدالة الامريكية... لكن ذلك لا يكفي لجعله فيلما عظيما  

المخرج: توني غولدوين الممثلون: هيلاري سوانك، سام روكويل، ميني درايفر، جولييت لويس، ميليسا ليو.

عماذا يتحدث؟

حين يدان العامل البسيط في المزرعة كيني (سام روكويل) بجريمة القتل الوحشية لامرأة في كارافان، قريبا من مكان سكنه ويسجن مدى الحياة، تكون اخته (هيلاري سوانك) متأكدة من براءته. لكن لعدم مشتبه فيهم غيره، فالجميع او على الأقل الشرطية التي اعتقلته نانسي تايور (ميليسا ليو) مقتنعون بأنه مذنب.

تفشل كل طلبات الاستئناف، فتلاحظ بيتي ان لا أحد غيرها مهتم ان كان سيموت في السجن، وبالتالي فان امله الوحيد بالخروج كان بين يديها هي، اذا تعلمت ما يكفي عن القانون بحيث تدافع عنه بنفسها.

في قصة واقعية شديدة الالهام، تقوم بيتي ان، التي هي ام مشغولة لديها ولدان وتعمل في بار مسائي لتؤمن معيشتها، بالبدء بدراسة القانون في جامعة محلية. بمعونة من زميلتها في الصف ابرا (ميني درايفر)، تتفحص بيتي ان كانت تقنية جديدة تعتمد فحص الجينات قد تفيدها. لكن حين يأتي الوقت الذي تقوم فيه بتتبع أدلة الجريمة، تكون قد مرّت ستة عشر عاما. وحتى لو استطاعت ان تبرهن على ان الدم في مسرح الجريمة لم يأت من اخيها، هل كان بامكانها ان تقنع المحكمة ان لا شيء يربطه بالجريمة؟

ماذا يشبه؟

لسبب ما يفشل هذا الفيلم في الحصول على ما يرغب فيه. من الواضح انه يحاول ان يكون فيلم ايرين بروكوفيتش آخر، حيث يتحول شخص لا أهمية له الى محام عظيم، على الرغم من كل المصاعب التي تقف بوجهه، وعلى الرغم حتى من مصاعب اكبر، بحيث يحقق العدالة المفقودة.

لكن في هذا الفيلم، لا نرى غير ايمانها الشخصي بأخيها المشبوه لاقناعنا بأننا على حق في ان نهتف لشجاعتها منذ البداية. والأكثر ازعاجا من ناحية درامية، انك لست بحاجة الى ان تكون محاميا متمرنا لتقوم بالأشياء التي قامت بها. رغم ان فحص الحمض الجيني كان في بداياته تلك الايام، فلم يكن عليك ان تدرس سنين عديدة لتعلم انه موجود. اضافة لذلك، فقد فهمنا من الفيلم ان الحمض الجيني يرمى بعد عشر سنوات، والعثور على بقع الدم بعد ستة عشر عاما يبدو امرا طارئا. كما ان الاحداث التي تتبع ذلك تبدو غير ممكنة بحيث تدمر كل ايماننا بأن هذه قصة حقيقية فعلا ـ وبالطبع، ولا يحتاج بنا الأمر للكثير من التحقيق لنعلم ان صانعي الفيلم أعطوا انفسهم الحرية للتلاعب بالوقائع لأسباب درامية. ولذلك فان خاتمة هذه القصة تعود الى الحظ والحس البسيط اكثر مما تعود لأي شكل من اشكال المحاكمة، القائمة على سنوات من الدراسة.

أداء هيلاري سوانك المخلص مؤثر بشكل كاف، لكن أداء سام روكويل لا يبعث ابدا على التعاطف، كما ان ميني درايفر لا تفعل اكثر من ان تجلس الى جانب الاحداث، لتؤدي دور الصديق المخلص الداعم حيث 'تساعد' اينما اضطر الأمر (وهو أمر ليس كثيرا) وميليسا ليو تلعب الدور النمطي لساحرة في ثياب سلطوية، المصرّة على الا تظهر مخطئة، حيث ان ظهورها كشخص غير معصوم عن الخطأ قضية أكبر بالنسبة اليها من حياة شخص آخر لم يفعل، عمليا، شيئا غير انه غريب الاطوار نوعا ما، ولم يكن لديه من يشهد لصالحه.

المستويات الاخرى من الحيل السينمائية، مثل مدرس القانون الذي يضع غطاء على علبة تحتوي المقالات، فيما بيتي ان تركض، وهي تلوّح بورقتها في الهواء، لا تفعل غير ان تضيف شعورا بأن هذا الفيلم هو من طراز دراما المرض العائلي لهذا الاسبوع اكثر مما يعطي انطباعا بأنه فيلم جدلي ذو قيمة، يحاول تغيير العالم من خلال مناظرته للاساءة للعدالة؛ رغم انه يثير بعض القضايا ذات الاهمية، فان اغلب الانجازات لا تتعلق بمسألة ان تكون محاميا.

بعض النقاد قاموا بنقد الفيلم اكثر من ذلك لعدم اهتمامه بمن فعل الجريمة حقا، رغم ان فيلما يبرهن على براءة شخص هو عمليا كشف للاساءة للعدالة، وليست مهمته تقديم العدالة لضحية الجرم، وهو أمر قد يكون صعبا على اقارب الضحية.

القدس العربي في

27/01/2011

 

 

انهى «مشروع غير أخلاقي» وينتظر «ترانزيت» وتعاقد على «المؤامرة»

محمد حمدي: المخرجون العرب في حاجة إلى قانون يحميهم

القاهرة : دار الإعلام العربية

المخرج محمد حمدي ترك التصوير من أجل تحقيق حلمه، يبحث عن كل ما هو مختلف؛ ليقدمه، وخلال سنوات قليلة استطاع أن يفرض اسمه على الساحة السينمائية في ظل النجاحات النقدية والجماهيرية التي تحققها أفلامه.. محمد حمدي انتهى حديثا من فيلمه «مشروع غير أخلاقي» قبل أن يدخل البلاتوه؛ لتصوير فيلم «ترانزيت»، ويتعاقد في الوقت ذاته على إخراج فيلم «المؤامرة» لمصطفى قمر.. «الحواس الخمس» التقى حمدي وحاوره حول هذه المشاريع الجديدة، وهذا نص الحوار:

·         ما الذي جذبك في سيناريو فيلم ترانزيت؛ لتقبل على إخراجه، وتعتذر عن أعمال أخرى؟

فكرة الفيلم جديدة ولم تُتَناول من قبل، ومضمونه يستعرض قصص أشخاص من بيئات مختلفة، ورغم أن جوانب اختلافاتهم الشخصية أكثر من جوانب الاتفاق لديهم، إلا أنه يوحدهم هدف واحد، فيتكاتفون ويتحدون من أجل تحقيقه.. والفكرة التي يطرحها الفيلم هي قبول الآخر كما هو.

·         هل تحدثنا أكثر عن تفاصيل العمل؟

الفيلم بوليسي يحكي قصة ثلاث سيدات من شرائح مختلفة لا تربطهن أي علاقة، كما أنهن مختلفات أيضا في الطباع يتقابلن في المطار أثناء سفرهن إلى فرنسا، وتحدث بينهن أيضا بعض المشكلات تجعلهن ينفرن من بعضهن البعض، وأثناء جلوسهن معاً في الترانزيت تحدث جريمة قتل ويُتّهم فيها شخص كانت الفتيات قد تعرفن عليه، فيتفقن على محاولة كشف غموض الجريمة ومعرفة القاتل الحقيقي حتى يُظهرن براءته، وبالفعل يستطعن كشف غموض الجريمة ومعرفة القاتل الحقيقي، وفي النهاية يجدن أن الأزمة قربت بينهن وأذابت اختلافاتهن.

·         وما المعايير التي استندت إليها في اختيار أبطال «ترانزيت»؟

تم اختياري للممثلين في العمل بناء على السيناريو، فأثناء قراءتي له وجدت كل الشخصيات مرسومة في النص، فمثلا تيسير فهمي ومها أحمد وأحمد عزمي وباقي أبطال العمل رأيتهم بالسيناريو، وهذا لا يمنع من أن نضع أيضاً ترشيحات أخرى في حال انشغال الفنان المرشح أو عدم قبوله الدور، وعندما وضعت الترشيحات كان كل أبطال العمل هم أول المرشحين، ولم يكن أحد مشغولا، وهذا سهل لنا كثيرا، وبالفعل أدى كل واحد منهم دوره على أكمل وجه، بل أخرجوا كل طاقاتهم الفنية التي جعلت العمل يخرج بصورة متميزة؛ وأتوقع أن يلقى الفيلم إشادة من الجماهير والنقاد.

الدراما السوداء

·         انتهيت حديثا من فيلم «مشروع غير أخلاقي»، ما الرسالة التي توجهها للجمهور من خلاله؟

الفيلم قاتم، وهو من نوع الدراما السوداء، ويتناول فكرة مهمة جدا وهي الهجرة؛ ففي ظل الظروف الطاحنة التي يعيشها الكثير من الشباب يحلمون بالهجرة بالخارج؛ لمحاولة تحقيق أحلامهم، ومن هنا يفعل الشاب أي شيء.. فقد يهين كرامته ويصبح عبداً؛ لتحقيق أحلامه، ويمكن أن يتنازل عن أي شيء من أجل الحصول على الجنسية، ومن خلال الفيلم أقول لكل شاب بأنه لا شيء يمكن أن يعوض الإنسان فقد كرامته وكيانه، وفي نهاية الفيلم نجد أن كل الأبطال قد خسروا، وتنتهي الأحداث برسالة إلى كل من يفكر في حلم الهجرة مفادها أنها ليست حلا لمشكلاتنا، بل الهجرة هروب من تحقيق طموحاتنا بالتنازل عن أنفسنا وإهدار كرامتنا.

·         عرض لك أخيرا فيلم «محترم إلا ربعك، فإلى أي حد أنت راضٍ عن هذا العمل؟

أنا راضٍ عنه بشكل كبير، لأن الفيلم حقق إيرادات عالية ونجاحا ضخما فوق المتوقع.

·         ولماذا إذن واجه الفيلم اعتراضات من قِبل الرقابة؟

الرقابة اعترضت على مقطع من كليب الأغنية الخاص بالفيلم، وتفاوضنا مع الرقابة وقد طلبوا التعديل في كلمات الأغنية، على الرغم من أن الأغنية نزلت كما هي أثناء الدعاية للفيلم، وفي النهاية قمنا بالتعديل الذي أقرته الرقابة وتم التغيير وعرض الفيلم الذي يتناول قضايا مهمة موجودة في واقعنا.

·         في رأيك، لماذا تتعرض بعض الأفلام التي تمس واقع مجتمعنا إلى الهجوم مثل ما حدث لفيلم « 678»؟

أنا حزين لما حدث لفيلم «678»، وهذا يذكرني أيضا بما تعرض له فيلم «بحب السيما» من هجوم منذ عدة سنوات، وأتمنى أن يتم وضع قانون يحمي المخرج الذي يملك الجرأة لطرح مشاكلنا دون تزييف من التعرض لهذا الهجوم، أو اعتباره مجرما، فهذه إهانة ليست للمخرج فقط، بل هي لكل صنّاع الفيلم، مع العلم أن المشكلة التي طرحها فيلم «678» مشكلة خطيرة ، فلا يوجد بيت في مصر لم تعانِ فيه فتاة من التعرض لمحاولة تحرش في شوارعنا، وبما أن المشكلة موجودة فلماذا إذن كل هذا الهجوم؟!؛ لذلك أرى ضرورة رفع القبعة لمخرج فيلم «678» وهو محمد دياب تقديرا لمحاولته الجادة طرح موضوع خطير بدلا من مهاجمته ومعاملته على أنه مجرم يجب عقابه ونترك كل المتحرشين يقترفون جرائم ضد فتياتنا وننتقد من يناقش المشكلة لإيجاد حل لها.

·         من وجهة نظرك من أهم المخرجين في السينما الآن؟

هناك الكثيرون على درجة عالية من التميز وقد تعلمت من كثيرين، فمثلا هناك داوود عبدالسيد وخالد يوسف وأسامة فوزي وكثيرون حتى لا أنسى أحدا، وأتمنى أن يعطى لمثل هؤلاء المبدعيـــــن مساحـــة حرية كافيـــة تجعلهم يبدعــون أكثــر ويقدمـــون لنـا أعمــالا متميــزة.

أزمة شاملة

·         وكيف تنظر إلى وضع السينما في الوقت الراهن؟

إننا نعيش أزمة سينما وأزمة منتجين وأزمة إيرادات، فالسينما في حاجة إلى دعم قوي من الدولة ومن مؤسسات مثل وزارة الإعلام ووزارة الثقافة، فهناك الكثير من المسلسلات التي أنتجتها وزارة الإعلام، وفشلت في تسويقها ولم تحقق إيرادات، بينما السينما تحتاج فقط لـ 100 مليون جنيه دعما لمدة موسمين فقط، ولن تخسر الدولة من هذا الدعم، خصوصا أن صناعة السينما غير مكلفة مثل الدراما.

·         كمخرج.. هل تتدخل في سيناريو أفلامك؟

المخرج من حقه أن يتدخل من أول لحظة في الفيلم إلى آخر لحظة، وهذا شيء وارد، ومن حقي أن أتدخل؛ لأني في النهاية يهمني أن يخرج العمل بشكل ناجح، فتدخلي يكون لصالح الفيلم ولصالح نجاحه وإخراجه بشكل متميز.

·         ما الحلم الذي تريد تحقيقه في مجال الإخراج؟

أحلامي ليست لها حدود؛ لأن طموحي واسع وأحلم بتقديم فيلم ضخم يتناول موضوع هجرة الشباب إلى الخارج، وأن يشارك فيلمي في مهرجانات عالمية ويفوز ويرفع اسم مصر.

·         ما أبرز القضايا التي تتمنى طرحها في أعمالك المقبلة؟

أن أتكلم عن الهجرة بشكل أعمق وأقوى، فأنا أعتبرها مشكلة خطيرة تجعل الشباب يهربون من بلادهم لمحاولة تغيير أوضاع حياتهم السيئة بأي طريقة ولا يجدون أمامهم سوى التضحية بأنفسهم وبيع كرامتهم من أجل الحصول على الجنسية، والمشكلة التي لا يدركها أحد أنه سيأتي وقت لا نجد مواهب شابة بمجتمعنا بعد هروب الكثيرين من مصر، وسيختفي المبدعون من حولنا، فإلى متى سنقول هذا العالم أو المهندس أو الطبيب البارع من بلادنا؟ ولماذا لم نكتشف هذه المواهب بمصر؟ فهذا الموضوع يشغلني بشدة، وأتمنى تقديمه بشكل واضح وأن أتناول كل تفاصيله بدقة.

شارع الهرم

·         ماذا عن خطوتك التالية بعد أن تنتهي من ترانزيت؟

تعاقدت على فيلم «المؤامرة» للفنان مصطفى قمر، وهو من تأليف أحمد البيه، وإنتاج محمد الزغبي.. وهناك فيلم «شارع الهرم» الذي نقوم بتحضيره الآن، ولكن السيناريو لم يكتمل بعد، وفور انتهاء أحمد السبكي من الإعداد له ومن كتابته سنبدأ التصوير، الذي لم يعلن عن موعده حتى الآن.

·         ولماذا اعتذرت عن مسلسل «إحنا الطلبة»؟

وجدت أنني تسرعت حين فكرت في خوض تجربة الإخراج للتليفزيون؛ فأنا عاشق للسينما وأتمنى تحقيق المزيد والمزيد من الأعمال الفنية التي ترضي طموحي كمخرج وكفنان، وأشعر أن السينما تحتاج مني تفرغًا أكبر خلال الفترة المقبلة، وبعد تحقيقي لوجودي على ساحة السينما بالشكل الذي يشبع طموحي سأخوض تجربة الدراما التليفزيونية.

البيان الإماراتية في

27/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)