حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تخوّفت من بون سواريه وتنتظر كف القمر

غادة عبد الرازق: أقابل الهجوم بالصمت

القاهرة - رولا عسران

غادة عبد الرازق اسم يثير الجدل دائماً، فبمجرد الإعلان عن مشاركتها في أحد الأعمال حتى يُشنّ هجوم عليها حتى من دون انتظار ما ستقدّمه، وهذا ما تكرّر في أعمالها الأخيرة مثل «زهرة وأزواجها الخمسة» الذي عُرض خلال رمضان الماضي، وفيلمَي «بون سواريه» و{كف القمر».

·         ما الذي أعجبك في فيلم «كف القمر»؟

أنتظر عرضه لمعرفة رد فعل الجمهور عليه. أؤدي فيه دور فتاة من حي شعبي توقع خمسة رجال في حبّها وترتبط بهم في وقت واحد مستغلة مشاعر الحب التي يكنونها لها. الفيلم من إخراج خالد يوسف الذي أحب العمل معه جداً لأن بيننا كيمياء خاصة، ويشارك في بطولته خالد صالح، صبري فواز، حسن الرداد، وهيثم أحمد زكي.

·         فيلم «بون سواريه» أول بطولة مطلقة لك، فكيف كان شعورك عندما عُرض عليك؟

بصراحة كنت خائفة جداً والمقربون مني يعلمون ذلك، لكن في النهاية قررت خوض المخاطرة وبذل كل ما لديَّ من جهد، وأنا واثقة من أن النتيجة ستكون لصالحي.

·         لكن البعض يرى أن الفيلم لم يكن على المستوى الفني المطلوب؟

أرى أن «بون سواريه» ممتع ويحتوي على قصة ظريفة، ونحن لم نزعم تقديم عمل يحمل قضية عميقة بل فيلم خفيف وممتع.

·         كيف أعددت لدورك فيه؟

أجسّد في «بون سواريه» شخصية فتاة لا يشغل بالها سوى الموضة فتهمل تعليمها ومستقبلها حتى أنها تتزوّج كي لا تكمل دراستها ثم تفشل في زواجها لاهتمامها دائماً بكيفية الحفاظ على شكلها الخارجي. عموماً، أحببت هذه الشخصية وهذا النوع من الكوميديا، لأن التنوّع مطلوب في اختيارات الفنان، ثم إن مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» أرهقني جداً فأردت الابتعاد عن دائرة الدراما قليلاً وتقديم فيلم خفيف يمتع الجمهور ويسعده.

·         ألم تتخوّفي من فكرة تقديم أفيهات كوميدية عبر «بون سواريه»، خصوصاً أن الجمهور اعتاد عليك في الأدوار الجادة؟

بصراحة، كنت خائفة من أن يكون «دمي تقيل وأنا بقول الأفيهات»، أو أنها لن تثير ضحك المشاهد، لكن المنتج محمد السبكي شجّعني على تقديمها، والحمد لله تجاوب الجمهور معها. عموماً، التغيير في اختيارات الممثل مطلوبة، ما شجعني على قبول هذا الدور، لأنه مختلف عما اعتدت تقديمه.

·         هل حرصت على مشاهدة الفيلم مع الجمهور لمعرفة رد فعله؟

نعم، وكنت أريد ألا يتعرف إلي أحد من الموجودين كي أستطيع معرفة رأيهم، والحمد لله سُعدت برد فعلهم الإيجابي.

·         بمجرد بدء حملة الدعاية لـ{بون سواريه»، بدأ الهجوم عليه وعليك، فكيف استقبلت هذا الهجوم؟

على رغم اعتيادي أخيراً على الهجوم على الأعمال التي أشارك في بطولتها، إلا أنني شعرت بالمفاجأة هذه المرة، لأن الهجوم لم يكن له ما يبرره. عموماً، أشعر في كل مرة أهاجَم فيها بالضيق، ولا أعرف ماذا أفعل؟ ثم ينتهي الأمر بعدم الرد والاكتفاء بالصمت.

·         ألا ترين أن الهجوم عليك يكون غالباً بسبب تجسيدك أدوار الإغراء؟

الهجوم عليّ سببه غالباً نجاحي، فلو لم أكن ممثلة جيدة لما اهتم الجمهور بي. لا أتوقّف عند مرحلة معينة بل أحاول دائماً الوصول إلى مستوى أفضل، ثم ليس عيباً أن أهتم بإظهار أنوثتي، وبأن يكون شكلي جميلاً سواء من خلال اختياري ملابسي أو غيره. باختصار، أحاول دائماً تحقيق معادلة بين ما أقدمه على الشاشة كممثلة وبين مظهري.

·         احتوى «تريلر» بون سواريه» على مشاهد جريئة، فهل شعرت بالضيق بسبب التركيز على تلك المشاهد؟

يتلخّص دوري في العمل في الوقوف أمام الكاميرا وتنفيذ مشاهدي بشكل جيد. دعاية الفيلم ليست من اختصاصي ولا طريقة تنفيذها مسؤوليتي، كذلك لا يحق لي التدخل فيها وطالما أن المخرج والمنتج راضيان عنها فهذا كاف بالنسبة إلي، ثم إن «التريلر» هو جزء من المشاهد التي قدّمتها في الفيلم.

·         هل طلبت الرقابة تعديلات على السيناريو، أو حذف مشاهد من الفيلم؟

لم تعترض الرقابة على أية مشاهد أو تحذفها لأنها لم تجد ما يستحق الحذف سواء من الفيلم أو من «التريلر»، وذلك على رغم ترويج بعض الصحافيين والإعلاميين لما هو عكس ذلك.

·         ما صحة ما تردد عن وجود خلافات بين فريق عمل «بون سواريه»؟

هذا الكلام غير صحيح ولا أساس له من الصحة، وليس أكثر من شائعات.

·         هل وقعت خلافات بينك وبين المنتج محمد السبكي، أو بينك وبين الممثلة نهلة زكي؟

بالطبع لا، فمحمد السبكي منتج «شاطر» جداً، ويحصل دائماً اختلاف في وجهات النظر لكنه ينتهي بالنقاش، وسيتكرر التعاون في ما بيننا قريباً، أما نهلة فأنا معجبة بها وأتوقع لها نجاحاً أكبر لأنها ممثلة جيّدة.

·         لماذا اخترت مسلسل «سمارة» تحديداً ليكون عملك المقبل؟

في البداية، أنا معجبة بفيلم «سمارة» منذ صغري، لذلك سُعدت جداً عندما رُشحت للدور في المسلسل الذي كتبه مصطفى محرم بشكل رائع ومختلف عن الفيلم، وعلى رغم أن أحداثه تدور في أربعينيات القرن الماضي، إلا أنه معاصر جداً، وهذا ما أعجبني في السيناريو، كذلك أضيفت شخصيات جديدة إلى سيناريو المسلسل، وفي الوقت نفسه حافظ على خط الفيلم الأساسي.

·         ما صحة ما تردد حول وجود خلافات بينك وبين شركة «أوسكار»؟

لا خلافات بيننا، لكني اخترت «سمارة»، لأنه الأنسب لي في هذه المرحلة.

·         هل صحيح أن ثمة خلافاً بينك وبين لوسي على ترتيب الأسماء في «سمارة»؟

لا خلاف بيني وبين لوسي، فهي فنانة جميلة أحترمها وأقدّرها. كذلك اتصلت بها بنفسي كي أعرض عليها الدور لأنني أرى أنها إضافة إلى أي عمل فني تشارك في بطولته.

الجريدة الكويتية في

24/01/2011

 

شركات الفن المستقلّ... بارقة أمل أم موضة؟

أميرة الدسوقي 

«سمات»، «إيقاع»، «عين شمس» وغيرها، شركات إنتاج تأسست أخيراً لدعم الفن المستقل بأنواعه كافة من دون تدخّل في المضمون أو فرض قيود تجارية على الفنانين، كما تفعل شركات الإنتاج الأخرى.

هل ستظل تلك الشركات مخلصة للمبادئ التي أُنشئت من أجلها أم ستتحول مع الوقت إلى مجرد شركات هدفها الربح بغض النظر عن محتوى ما تنتجه؟

تأسست «سمات» قبل سنوات على يد المخرجة هالة جلال والسيناريست عبد الفتاح كمال وساهمت في إنتاج أفلام قصيرة وتنظيم ورشة للسيناريو وصناعة الأفلام.

أما «إيقاع» التي تأسست على يد مجموعة من الموسيقيين والمخرجين والمصوّرين العرب فهي مؤسسة إقليمية عربية تتوزع مكاتبها بين عمان وبيروت والقاهرة، وتُكرّس جهودها لتشجيع الحركة الموسيقية والفنية في العالم العربي وتنميتها. أنتجت الشركة، منذ تأسيسها، حوالي 24 ألبوماً موسيقياً لفرق موسيقية وأفلاماً وثائقية قصيرة نالت جوائز في المهرجانات في فرنسا وهوليوود.

يؤكد تامر أبو غزالة، مدير «إيقاع»، عدم وجود أي معايير رقابية على الأعمال الفنية التي تتبناها الشركة ويتمتع كل فنان بالحرية التامة في مضمون عمله الفني، مشيراً إلى أن الشركة تهدف إلى الربح ولا عيب في ذلك طالما أنها لا تقدّم تنازلات في المقابل.

في الإطار نفسه، يوضح سلام يسري، مؤسس «فرقة طمي» المسرحية، أن «إيقاع» تؤدي دور المنتج بمعناه الحقيقي وليس بالمعنى السائد هذه الأيام، إذ تنظم ورشاً تجمع فنانين من أكثر من بلد عربي ليتواصلوا ويطوروا أعمالهم، «من شأن ذلك أن يفرز أشكالاً موسيقية مختلفة عما يقدمه أي فنان بشكل منفرد» على حدّ تعبيره.

عين شمس

أسّس إبراهيم البطوط (أب السينما المستقلة الروحي) شركة «عين شمس» على اسم الفيلم الناجح دولياً الذي أخرجه، وقد أنتجت الفيلم الروائي الطويل «حاوي» من إخراج البطوط الذي عُرض ضمن مهرجان «الدوحة ترايبكا السينمائي» وفاز بجائزة أحسن فيلم، كذلك يشارك الفيلم في «مهرجان روتردام» بدورته التي ستقام في نهاية الشهر الجاري.

يلفت البطوط إلى أن الشركة أنتجت فيلم «حاوي» فحسب لغاية اليوم لأن موازنتها لا تتحمل أكثر من ذلك راهناً.

يضيف البطوط أن الربح المادي ليس فيه عيب طالما أنه لن يتخلى عن الفكرة التي يرغب في تنفيذها، مشيراً إلى أنه قد يحقق الربح من ميادين أخرى كما حدث مع فيلم «حاوي»، إذ نال جائزة مادية قيّمة في مهرجان الدوحة ستدير عجلة الإنتاج في مشاريع أخرى.

حالة

يعمل المخرج المسرحي محمد عبد الفتاح على تأسيس شركة إنتاج، «حالة»، على اسم فرقته المسرحية التي أنشأها منذ عشرة أعوام، وسيكون أول إنجاز لها قناة «تحت الأرض» على موقع
الـ «يوتيوب» مخصصة لعرض كل ما يتم إنتاجه عبر الشركة من فن مستقل، بالإضافة إلى إنتاج أعمال الفرقة من ثم ستتبنى أعمال آخرين.

يشدّد عبد الفتاح على ضرورة العمل مع أي فنان، إذا كان لديه مشروع كامل، لإظهاره بأي طريقة وبأقل التكاليف، «مع الوقت سيأتي التمويل وستتمنى شركات الإنتاج الحصول على هذا العمل، باختصار على الفنان التمسّك بفكرته قبل أي شيء والإيمان بأنها ستبيع نفسها لاحقاً».

بارقة أمل

ترى الناقدة ماجدة موريس أن «ظهور مثل هذه الشركات بمثابة بارقة أمل كنا ننتظرها منذ سنوات للارتقاء بالفن»، وتضيف: «باختصار هي الوسيلة الوحيدة اليوم لتطوير الفن، لأن الفنانين يعجزون عن تغيير سياسات شركات الإنتاج الضخمة وتطويعها وفقاً لطموحهم، خصوصاً الشباب الذين يرغبون في تقديم الجديد».

تلاحظ موريس أن هذا الطريق المستقل في الإنتاج هو ما ارتقى بالسينما المصرية في السنوات الأخيرة وقد بدأت تحصد الجوائز بأفلام مستقلة مثل: «هليوبوليس»، «الحاوي»، «ميكروفون» و{عين شمس».

تشير موريس إلى أن الإنتاج المستقلّ يتبعه فنانون في أنحاء العالم ليتمردوا على القوالب الثابتة التي يتمسّك بها المنتجون ولا يريدون التخلي عنها، «الشباب هم الأمل في الارتقاء بالفن شرط أن تفتح هذه الشركات أبوابها وتعطي الفرصة للجميع لا أن تقتصر على مؤسسيها، وأن تختار جيداً الأعمال التي تنتجها».

ليس عيباً أن يسعى الفنان المستقلّ إلى الربح ليضمن لفنّه الاستمرار، في رأي موريس، لكن العيب هو ما يحدث في الوسط الفني العربي إذ يحصل النجم على حقّ أكبر من المجهود الذي يبذله، لمجرد أنه نجم، ويتعدى على حقوق المشاركين في العمل وأجورهم.

الجريدة الكويتية في

24/01/2011

 

500 فيلم عن مصر... في سينما العالم

محمد بدر الدين 

«مصر وسينما العالم: نحو آفاق أفضل»، عنوان الكتاب الصادر حديثاً للناقد والباحث المخضرم أحمد رأفت بهجت، وهو أحد النقاد والباحثين في مصر الذين تثير كتبهم اهتماماً بل جدلاً حقيقياً، فتبقى لها ولصاحبها المقدرة على ألا تمر مرور الكرام.

من كتب بهجت السابقة التي أحدث بعضها صخباً ودوياً، بين مؤيد ومعترض: «الشخصية العربية في السينما العالمية» (1987)، «هوليود والشعوب» (1997)، «الصهيونية وسينما الإرهاب» (1997)، «اليهود والسينما في مصر» (2005).

يقدم الكتاب الجديد أرقاماً ومعلومات لافتة ويلقي أضواء ويرصد ملاحظات جديرة بالتأمل.

ينطلق بهجت من الإقرار والقول إن القارئ ليس في مواجهة سجلّ كامل لكل ما قُدّم سينمائياً عن مصر... فثمة أفلام تعاملت مع الشخصية المصرية وأنتجت في بلدان كثيرة (تركيا، إندونيسيا، إيران، الهند، باكستان، أستراليا، كندا الاتحاد السوفياتي القديم، والصين) لم يوفق الباحث في متابعتها أو متابعة ما كتب عنها...

لكن الكتاب، في محصلته، يقدم حصراً للأفلام التي وزّعت عالمياً خارج بلد المنشأ ويتجاوز عددها الخمسمائة فيلم، وهذا عدد كبير لا يستهان به، من بينها مثلاً أكثر من ثلاثين فيلماً عن شخصية رمسيس الثاني، من أشهرها: «الوصايا العشر» للمخرج سيسيل دي ميل (1956) أدى فيه الممثل المشهور يول براينر شخصية رمسيس الثاني، وقد استمر تأثير هذا الفيلم الضخم لتميزه بالإبهار في تقديم الفرعون المصري عبر قصة موسى والفرعون وخروج اليهود من مصر.

في فصل «السينما وفراعنة الأنبياء» يرى الكاتب أن السينما الأوروبية والأميركية لم تفرّق بين فراعنة مصر في تعاملهم مع الأنبياء، وركزت على الصورة النمطية للصراع بين النبي موسى والفرعون رمسيس الثاني باعتباره «فرعون الخروج»، مع أن الأبحاث العلمية والأثرية الحديثة تنفي عن رمسيس الثاني دوره في خروج اليهود من مصر.

كذلك، يرصد الكتاب الأفلام التسجيلية عن فراعنة مصر خصوصاً رمسيس الثاني، ويحللها إلى جانب «فيلموغرافيا» يقدّمها في ختام كل فصل لهذه الأفلام.

وفي فصل «أخناتون وديانة التوحيد» يلفت الكاتب إلى الاهتمام الكبير الذي حظيت به الشخصيات في تاريخ مصر القديم منها: أخناتون وزوجته نفرتيتي وتوت عنخ آمون. وقد انجذب صناع السينما إلى شخصية أخناتون كأول ملك في التاريخ يدعو إلى ديانة التوحيد والإيمان بإله واحد.

وفي فصل «المرأة وملكات زمن الفراعنة» يلاحظ بهجت أن شخصية نفرتيتي تشغل الاهتمام الأكبر بين ملكات زمن الفراعنة على مستويات عدة وكان السبق في عناوين الأفلام عنها وعن أخناتون، لأسباب تجارية غالباً، ذلك أن الملكة الجميلة قد تكون مصدراً للجذب بينما يظلّ أخناتون في إطار دعوته التوحيدية.

في السنوات العشر التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية، ظهرت أفلام تركّز على صورة المرأة المصرية مثل الفيلم البريطاني «قيصر وكليوباترا» (1946)، الإيطالي «عايدة»، والأفلام الأميركية: «ثعبان النيل»، «أرض الفراعنة»، و{المصري سنوحي».

لاحظ الكاتب أن الملكة حتشبسوت، أول فرعون إمرأة، لم تحظَ بالاهتمام الذي تستحقه، بينما بدأ الاهتمام مبكراً بشخصية الملكة كليوباترا واستحوذت على خيال صنّاع السينما، حتى أنها اختيرت في موسوعة غينيس كصاحبة أكبر عدد من الأفلام السينمائية (زادت على أربعين فيلماً) التي قدّمت عن ملك أو ملكة في التاريخ القديم والحديث، في مقدّمها «كليوباترا» (1899) للمخرج الفرنسي جورج ميليه، أي بعد اختراع السينما بأربع سنوات.

يتوقف المؤلف في فصل «علماء المصريات» أمام الأفلام التي قدمت شخصية العلماء الذين افتتنوا بالحضارة المصرية وبحثوا ونقبوا وبذلوا الجهود من أجلها، من بينها: «مصر» (2005) إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية، «وادي الملوك» (1954)، و{غزاة تابوت العهد» (1981).

كذلك، عرضت الدراما لفلسفة مصر القديمة في الخلود وعشق الحياة عبر أفلام مهمة لنجوم كبار على غرار جاك نيكلسون في «قائمة الدلو» (2007)، وجون فويت في «مائدة لخمسة» (1983).

«مصر وسينما العالم» كتاب جاد جدير بالنقاش والالتفات، غني بالمعلومات والأبعاد والصور وينفرد بقائمة بالغة الأهمية لسينمائيين ومبدعين تضمّ حوالى مئة من المصريين الذين خرجوا من مصر، و{حققوا إنجازات في السينما العالمية، لم ننتبه إليهم، في كل الفروع السينمائية وليس التمثيل فحسب» على حد تعبير بهجت.

الجريدة الكويتية في

24/01/2011

 

ميرال... سبب قصّة حب بين يهودي وفلسطينيّة

ليديا مارتن 

بعيد فوز الفنان والمخرج المشهور جوليان شنابل بجائزة أفضل مخرج في مهرجان «كان» السينمائي عن فيلمه The Diving Bell and the Butterfly، التقى في روما في ربيع عام 2007 رولا جبريل، صحافية سياسية وشخصية تلفزيونية فلسطينية.

قدِم شنابل إلى العاصمة الإيطالية لحضور افتتاح معرض لأعماله الفنية في قصر البندقية (Palazzo Venezia). فحضرت جبريل الافتتاح والعشاء الذي تبعه وكان مخصصاً لعدد من الشخصيات البارزة. وهكذا، تجاذبا أطراف الحديث. وما هي إلا لحظات حتى سألته إن كان يود الاطلاع على نص مستوحى من روايتها «ميرال». تتناول هذه السيرة الذاتية قصة تأسيس ميتم فلسطيني عام 1948 والأجيال الثلاثة من النساء التي علقت على خطوط التماس في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

يخبر شنابل وهو جالس في فندق Raleigh في منطقة الشاطئ الجنوبي في ميامي: «ظننت أن النص لن يعجبني على الأرجح لأن لا شيء ينال إعجابي في الواقع. ولم أرد التصرّف كما لو أنه سيعجبني، فقط لأنها شابة جميلة. أعتقد أن هذا تصرف فظ».

صدق حدس شنابل الذي لم يُعجب بالنص الأول. فقال لجبريل: «لا أظنه نصاً جيداً. ولكن يبدو أنه مقتبس من رواية عظيمة. هل يمكنني قراءة كتابك؟». فأرسلت له جبريل روايتها، فعشقها شنابل ووافق فوراً على تحويلها إلى فيلم. وخلال مرحلة الإنتاج، أُغرم شنابل بصاحبة الرواية.

أدت علاقة شنابل بهذه الجميلة التي وُلدت في حيفا والتي تصغره بـ22 سنة إلى طلاقه من زوجته الثانية، الممثلة وعارضة الأزياء الباسكية أولاتز لوبيز غارمنديا، التي أنجبت له صبيين توأمين.

لكن هذه العلاقة التي دارت في كواليس «ميرال» لا تُعتبر المسألة الوحيدة المثيرة للجدل المرتبطة بهذا الفيلم، الذي يُفترض أن ينزل إلى صالات العرض في الولايات المتحدة في شهر مارس (آذار) المقبل. فلا تؤدي الشخصية الرئيسة «ميرال» (نسخة خيالية من جبريل) ممثلة عربية، بل بطلة فيلم Slumdog Millionaire الممثلة فريدا بينتو. فضلاً عن ذلك، تبدو القصة في معظم تفاصيلها منحازة إلى الرواية الفلسطينية عن هذا الصراع الطويل، الذي بدأ مع ولادة دولة إسرائيل. لكن شنابل، الذي وُلد في بروكلين، يهودي. وكانت والدته رئيسة هداسا- منظمة نساء الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة.

قدِم شنابل إلى ميامي للمشاركة في معرض Art Basel Miami Beach وليقدّم فيلمه الجديد ويلتقي بأهم شخصيات عالم الفن المدعوة إلى عشاء يُقام بعد الفيلم في مقرNew World Symphony المذهل، الذي صممه حديثاً فرانك غيري. يوضح هذا المخرج: «أدركت أن هذه المسألة ستثير الكثير من الجدل». وخلال تلك الأمسية، بيعت خمس لوحات لشنابل في المزاد العلني. وهكذا، جمع مليون دولار لـJ/P HR، منظمة إغاثة هايتية أسسها الممثل شون بن والمحسنة ديانا جنكنز بعد زلزال السنة الماضية المدمّر.

يذكر شنابل في هذا الصدد: «شون صديق حميم»، مع أنه لا يوافقه الرأي في بعض المواضيع. يشتهر بن بتحدّثه بفخر عن فيدال كاسترو وأخيه راوول (قد يتكلم أيضاً بفخر عن القائد الفنزويلي هوغو شافيز). لكن شنابل عرض بكل وضوح وشفافية المظالم التي عانتها كوبا في عهد كاسترو في فيلمه Before Night Falls. تناول هذا الفيلم الذي عُرض عام 2000 قصة الروائي الكوبي رينالدو أريناس، الذي حظرت الحكومة الكوبية أعماله واضطهدته وسجنته بسبب ميوله الشاذة ومعارضته للثورة. وأدى بن دوراً ثانوية صغيراً في هذا الفيلم.

يضيف شنابل: «يدرك بن نظرتي إلى كاسترو. أرفض الجلوس معه إلى الطاولة نفسها، فما حدث في كوبا غير مقبول. زرت هذا البلد قبل سنوات لأحضر مهرجان هافانا السينمائي. كنت أدخن السيجار حين قيل لي إنني إذا أردت التحدّث إلى كاسترو، فعلي وضع السيجار جانباً. لكني رفضت. كان يقف على مقربة مني، غير أنني لم أودّ تجاذب أطراف الحديث معه».

على رغم ذلك، لا يود شنابل أن يوصف بالمعادي لنظام كاسترو أو الموالي للقضية الفلسطينية والمناهض لإسرائيل، أو حتى العكس. يوضح: «لا أريد أن أمثّل اليمين أو اليسار. فعندما أخرجت فيلم Before Night Falls، لم أشأ أن يعتبرني الناس مناهضاً لنظام كاسترو. أردت أن أعرض فحسب وجهة نظر رينالدو أريناس. وهذه كانت أيضاً مقاربتي لرواية {ميرال}. وددت التحدّث عن أناس حقيقيين عالقين وسط صراع دموي. وقد تعلّمت الكثير خلال إنتاجي هذا الفيلم».

يؤكد شنابل أنه الشخص المناسب ليروي القصة الفلسطينية بما أنه يهودي: «فلو أخرج هذا الفيلم فلسطيني، لقال الناس: لا شك في أن النقمة تعتمل في قلبه».

على غرار الكتاب، يبدأ فيلم {ميرال} عام 1948 مع اندلاع أعمال العنف في القدس. ويروي قصة هند حسيني، التي تعثر على 55 ولداً مشرداً فتأويهم، مؤسِّسة في النهاية دار الطفل للأيتام في ما كان سابقاً منزل عائلتها. بعد سنوات، تنتحر والدة جبريل في البحر بعد أن عاشت حياة مضطربة نتيجة اغتصاب والد أمها المتكرر لها. فيصطحبها والدها إلى هذا الميتم.

في الفيلم، تؤدي جبريل نفسها دور الأم التي تسير نحو البحر وتغرق فيه. يخبر شنابل: «لا تجيد الفتاة التي كان يفترض بها أداء دور الأم السباحة. ومع أنني أرغمتها على أخذ دروس في السباحة كي تتمكن من النزول عميقاً في المياه، لم تفلح. لذلك طلبت من رولا جبريل في النهاية أن تمثل مشهد انتحار والدتها. الفيلم مؤثر جداً. لقد فطرت القصة بأكملها قلبي. ولهذا السبب حوّلتها إلى فيلم».

ولكن هل قلق شنابل حيال رأي أمه في هذا الفيلم؟ فيصف البعض فيلم «ميرال» بأنه متحيز وغير عادل لأنه لا يعكس أيضاً مأساة الإسرائيليين.

عن هذه المسألة يقول شنابل: «من المستحيل إنتاج قصة شاملة عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. لذلك أخبرت قصة تلك الفتاة بالتحديد. أدرك أن أمي رغبت في بناء عالم مثالي في إسرائيل، دولة ديمقراطية حيث يستطيع اليهود العيش بسلام وازدهار. وهذا ما أوده أنا أيضاً. وكما قال (المخرج) جان رينو، تكمن المشكلة الرئيسة في العالم في أن «لكل إنسان أسبابه». ولكن ما من سبب يبرر موت طفل، سواء كان إسرائيلياً أو فلسطينياً. تحوّل المجتمع المدني إلى رهينة بين يدي المتعصبين من كلا الطرفين».

لا شك في أن شنابل محق. ولكن ما كانت والدته، التي توفيت عام 2002، لتقول في هذا الصدد؟ يخبر: «التقيت بخالتي قبل يومين. فقد قصدت منزلها في بالم بيتش. تبلغ 92 سنة. وأكدت لي أن والدتي كانت ستفخر بي».

الجريدة الكويتية في

24/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)